الإحدی
الإحدی مؤنث الأحد. و الأصل في هذه المادّة هو الأحد، بمعنى التّفرّد و التّقدّم، يقال: فلان أحد الأحدين، أي واحد لا نظير له. و منه: يوم الأحد، و هو اليوم الأوّل من الأسبوع، و المتقدّم على سائر أيّامه. و ليس لأحد فعل، أمّا «أحّدت اللّه» فهو من «وحد».[1]
و له استعمالان: أَحدُهما: مع نَفْيٍ أَو نَهْيٍ أَو استفهامٍ أَو شرطٍ، فيكون لاستغراقِ العقلاءِ، أَو مطلقاً فيتناول ما فوقَ الواحد، و لهذا صَحَّ وصفُه بالجمع فِي قولهِ تعالى: «فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ» [2] و يَلزمُه الإِفرادُ و التّذكيرُ، نحو: «لَسْتُنَ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ»[3] ، و قد يُستغنَى عن نفي ما قبلَهُ بنفي ما بعدَهُ إِنْ تَضْمِر ضميرَهُ، نحو: «إِنَ أَحَداً لا يقول ذلك». و الثّاني: في الإِيجابِ، فيكون بمعنى واحدٍ وصفاً، و يختصُّ باللَّه تعالى، نحو: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» أَي واحدٌ، و مضموماً إِلى العشراتِ نحو: أَحَدَ عَشَرَ، و مضافَا، نحو: أَحَدُكُما، و أحَدُ الثّلاثة، و يؤَنَّث معهما بالأَلفِ لا غيرُ، نحو: إِحْدَى عشرةَ؛ و: «فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى» [4] .[5]
جاء لفظ أحد منونة و مع ال و مضافة فی عدة آیات من القرآن الکریم و فی سیاق النفی و الإثبات.
المنابع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 1، ص 473 و 478
الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول، ج 5، ص 206
[1]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 1، ص 473 و 478
[2]الحاقة: 47
[3]الاحزاب: 32
[4]البقرة: 282
[5]الطراز الأول و الكناز لما عليه من لغة العرب المعول، ج 5، ص 206