مبشر المنافق
مبشّر بن أبيرق- و اسمه الحارث- بن عمرو بن الحارث بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الأوسي الظفري. شهد أحدا مع أخويه بشر و بشير ... ارتد و مات كافرا. و ذكر ابن ماكولا أن مبشرا كانت له صحبة و استقامة.[1]
روی الطبری عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه عمر بن قتادة، عن جده قتادة بن النعمان ، قال: كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق: بشر و بشير و مبشر ... قال: و كانوا أهل بيت فاقة و حاجة في الجاهلية و الإسلام، و كان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر و الشعير، و كان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام بالدرمك، ابتاع الرجل منهم، فخص به نفسه، فأما العيال: فإنما طعامهم التمر و الشعير. فقدمت ضافطة من الشام، فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك، فجعله في مشربة له، و في المشربة سلاح له: درعان و سيفاهما و ما يصلحهما. فعدي عليه من تحت الليل، فنقبت المشربة، و أخذ الطعام و السلاح. فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال: يا ابن أخي تعلم أنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه، فنقبت مشربتنا، فذهب بسلاحنا و طعامنا. قال: فتجسسنا في الدار و سألنا، فقيل لنا: قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة، و لا نرى فيما نراه إلا على بعض طعامكم. قال: و قد كان بنو أبيرق قالوا و نحن نسأل في الدار: و الله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجل منا له صلاح و إسلام. فلما سمع بذلك لبيد اخترط سيفه، ثم أتى بني أبيرق فقال: و الله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة قالوا: إليك عنا أيها الرجل، فو الله ما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها، فقال عمي رفاعة: يا ابن أخي، لو أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك.
قال قتادة: فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له، فقلت. يا رسول الله، إن أهل بيت منا أهل جفاء، عمدوا إلى عمي رفاعة فنقبوا مشربة له، و أخذوا سلاحه و طعامه، فليردوا علينا سلاحنا، فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: سأنظر في ذلك. فلما سمع بذلك بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسير بن عروة، فكلموه في ذلك، و اجتمع إليه ناس من أهل الدار، فأتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقالوا: يا رسول الله، إن قتادة بن النعمان و عمه رفاعة عمدوا إلى أهل بيت منا أهل إسلام و صلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة و لا ثبت. قال قتادة: فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمته، فقال: عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام و صلاح ترميهم بالسرقة على غير بينة و لا ثبت. قال: فرجعت و لوددت أني خرجت من بعض مالي و لم أكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم في ذلك. فأتيت عمي رفاعة، فقال: يا ابن أخي ما صنعت؟ فأخبرته بما قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال: الله المستعان. فلم نلبث أن نزل القرآن: «إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله و لا تكن للخائنين خصيما» (النساء:105) يعني: بني أبيرق.[2]
المنابع:
أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 4، ص 281
جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 5، ص 170
[1]أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 4، ص281
[2]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 5، ص 170