قصى بن كلاب
قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤيّ سيد قريش في عصره، و رئيسهم.
قيل: هو أول من كان له ملك من بني كنانة. و هو الأب الخامس في سلسلة النسب النبوي. مات أبوه و هو طفل فتزوجت أمه برجل من بني عذرة فانتقل بها إلى أطراف الشام، فشب في حجره، و سمي «قصيا» لبعده عن دار قومه. و أكثر المؤرخين على أن اسمه «زيد» أو «يزيد» و لما كبر عاد إلى الحجاز.
و كان موصوفا بالدهاء. و ولي البيت الحرام. فهدم الكعبة و جدّد بنيانها (كما في تاريخ الكعبة) و حاربته القبائل فجمع قومه من الشعاب و الأودية و أسكنهم مكة، لتقوى بهم عصبيته، فلقبوه «مجمّعا» و كانت له الحجابة و السقاية و الرفادة و الندوة و اللواء. و كانت قريش تتيمن برأيه، فلا تبرم أمرا إلا في داره.
و هو الّذي أحدث وقود النار في «المزدلفة» ليراها من دفع من «عرفة» قال ابن هشام: غلب على مكة و جميع أمر قريش، و ساعدته قضاعة. و قال ابن حبيب: كان الشرف و الرئاسة من قريش في الجاهلية في بني قصيّ لا ينازعونه و لا يفخر عليهم فاخر إلى أن تفرقت الرئاسة في بني عبد مناف.
و في درر الفوائد: اتخذ لنفسه «دار الندوة» و جعل بابها إلى مسجد الكعبة، و فيها كانت تقضي قريش أمورها، و كان أمره في قومه كالدين المتبوع «لا يعمل بغيره، في حياته و من بعده».
مات بمكة و دفن بالحجون .[1]
المنبع:
الأعلام(للزرکلي)، ج 5، ص 198
[1]الأعلام(للزرکلي)، ج 5، ص 198