عبد المطلب
المجموعات : الأشخاص

عبد المطلب بن هاشم

عبد المطلب (شیبة الحمد) بن هاشم بن عبد مناف؛

ولد هاشمُ بن عبد مناف شيبةَ الحمد. و هو عبد المطلب. و كان سيد قريش حتى هلك. و أمه سلمى بنت عمرو بن زيد ابن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدى بن النجار، من الأنصار .... عن الواقدى في إسناده و عباس بن هشام عن أبيه، عن جده و غيره، قالوا: كان هاشم بن عبد مناف يختلف إلى الشأم في التجارة. فإذا مرّ بيثرب، نزل على عمرو بن زيد بن لبيد، و كان صديقا لأبيه و له. فنزل به في سفرة من سفراته و قد انصرف من متجره، فرأى ابنته سلمى بنت عمرو، فأعجبته... فخطبها. فأنكحه إياها، و اشترط عليه أن لا تلد إلا في أهلها. فنقلها هاشم معه إلى مكة. فلما حملت، و دنا ولادها، أتى بها منزل أبيها بيثرب، فخلفها، و مضى إلى الشام في تجارته. فمات بغزّة من فلسطين.

و ولدت سلمى شيبة الحمد. و سمته بذلك لشيبة كانت في رأسه. و يقال لشيبات كنّ حول ذؤابته. و قيل له عبد المطلب، لأنه لما ترعرع بالمدينة، و أتت له سبع أو ثماني سنين، بلغ عمه المطلب بن عبد مناف خبره في لبسه و نظافته و شبهه بهاشم أبيه، فاشتاق إليه، و ركب حتى أتى المدينة، فوافاه و هو يرمى مع الصبيان. فلما أصاب، قال: أنا ابن هاشم، أنا ابن سيد البطحاء. فقال: له من أنت يا غلام؟ قال: أنا شيبة بن عبد مناف: قال: و أنا عمك، المطلب بن عبد مناف، و قد جئت لحملك إلى بلدك و قومك و منزل أبيك و جوار بيت الله إن طاوعتنى. و جعل يشوقه إلى مكة. فقال: يا عم، أنا معك. و قال له رجل من بنى النجار: قد علمنا أنك عمه، فإن أحببت فاحمله الساعة قبل أن تعلم أمه، فتدعونا إلى منعك منه فنمنعك. فانطلق به معه، حتى أدخله مكة و هو ردف له. فكان لا يمرّ بمجلس من مجالس قريش إلا قالوا له: من هذا الغلام معك يا أبا الحارث؟ فيقول: عبد لي ابتعته. ثم أدخله منزله، فكساه. و أخذته امرأته خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم، فنظفته و طيبته و ألبسته كسوة عمه. و أخرج إلى الندىّ. فجعل أهل مكة يقولون: هذا عبد المطلب. فغلب ذلك على اسمه.[1]

...كان عبد المطلب أول من أقام الرَّفادة و السِّقاية للحاج، و كان أول من سقى الماء بمكة عذْباً، و جعل باب الكعبة مذهباً .... و كان قد نذر إنْ رزقه الله عز و جل عشرة أولاد ذكور ان يقرب احدهم للَّه تعالى فكان أمره- حين رزقه الله إياهم- أن قرب أحبهم اليه و هو عبد الله ابو النبي صلى الله عليه و سلم، فضرب عليه بالقَداح حتى افتداه بمائة من الإبل، في خبر طويل.

قصة اصحاب الفيل:

و قد كان أبرهة حين سار بالحبشة و أتى أنصاب الحرم، فنزل بالموضع المعروف بحب المحصب، فأتى بعبد المطلب بن هاشم فأخبر أنه سيد مكة، فعظمه و هابه لاستدارة نور النبي صلى الله عليه و سلم في جبينه، فقال له: سلني يا عبد المطلب، فأبى ان يسأله إلا إبلا له، فأمر بردها عليه و قال له: أ لا تسألني الرجوع؟ فقال: أنا رب هذه الإبل، و للبيت رب سيمنعه منك، و انصرف عبد المطلب الى مكة ... و أمر قريشاً ان تلحق ببطون الأودية و رؤوس الجبال من معَرَّة الحبشة، و قلَّد الإبل النعال و خلاها في الحرم و وقف بباب الكعبة .... فأرسل الله عليهم الطير الأبابيل، أشباه اليعاسيب، ترميهم بحجارة من سجيل و هو طين خلط بحجارة خرجت من البحر، مع كل طير ثلاثة أحجار، فأهلكهم الله عز و جل.

تنازع الناس في ايمان عبد المطلب:

تنازع الناس في عبد المطلب، فمنهم من رأى أنه كان مؤمناً موحداً، و أنه لم يشرك باللَّه عز و جل، و لا أحد من آباء النبي صلى الله عليه و سلم، و انه نقل في الأصلاب الطاهرة، و انه أخبر أنه ولد من نكاح لا من سفاح، و منهم من رأى ان عبد المطلب كان مشركاً، و غيره من آباء النبي صلى الله عليه و سلم إلا من صح إيمانه، و هذا موضع فيه تنازع بين الإمامية و المعتزلة و الخوارج و المرجئة و غيرهم من الفرق في النص و الاختيار...

و كان عبد المطلب يوصي ولده بصلة الأرحام، و اطعام الطعام، و يرغبهم و يرهبهم فعل من يراعي في المتعقب معاداً و بعثاً و نشوراً، و جعل السقاية و الرفادة الى ابنه عبد مناف- و هو ابو طالب- و أوصاه بالنبي صلى الله عليه و سلم.[2]

أولاد عبد المطلب بن هاشم :

قال ابن هشام: فولد عبد المطلب بن هاشم عشرة نفر و ستّ نسوة: العباس و حمزة، و عبد الله، و أبا طالب- و اسمه عبد مناف- و الزّبير، و الحارث، و حجلا، و المقوّم، و ضرارا، و أبا لهب- و اسمه عبد العزّى- و صفية، و أم حكيم البيضاء، و عاتكة، و أميمة، و أروى، و برّة.[3]

المنابع:

مروج الذهب،ج 2،ص104 -110

السيرةالنبوية،ج 1،ص108

أنساب الأشراف،ج 1،ص64

 

[1]أنساب الأشراف،ج 1،ص64

[2]مروج الذهب،ج 2،ص104 -110

[3]السيرةالنبوية،ج 1،ص108