جمیلة بنت عبد الله بن أبى
المجموعات : الأشخاص

جمیلة بنت عبد الله بن أبي

نزلت هذه الآية: «وَ لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَخافا أَلاَّ يُقيما حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقيما حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها» (البقرة:229) في جميلة بنت عبد الله بن أبي أوفى تزوجها ثابت بن قيس بن شماس، و كانت تبغضه بغضا شديدا، و كان يحبّها حبّا شديدا، و كان بينهما كلام فأتت أباها فشكت إليه زوجها و قالت: إنه يسي ء إليّ و يضربني، فقال لها: ارجعي إلى زوجك فوالله إنّي لأكره للمرأة أن لا تزال رافعة يدها تشكو زوجها، فرجعت إليه الثانية و بها أثر الضرب، فشكت إليه فقال لها: ارجعي إلى زوجك، فلمّا رأت أنّ أباها لا يشكيها أتت رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم، فشكت إليه زوجها و أرته آثارا بها من الضرب و قالت: يا رسول الله لا أنا و لا هو، قال: فأرسل رسول الله صلّى اللّه عليه و سلّم إلى ثابت بن قيس فقال: يا ثابت ما لك و لأهلك؟ قال: و الذي بعثك بالحق ما على ظهر الأرض أحبّ إليّ منها غيرك، قال لها: ما تقولين؟ فكرهت أن تكذب رسول الله حين سألها، فقالت: صدق يا رسول الله، و لكنّي خشيت أن يهلكني فأخرجني منه يا رسول الله، فقال: إني قد أعطيتها حديقة لي فقل لها فلتردّها عليّ و أنا أخلّي سبيلها، قال لها: ما تقولين تردّين إليه حديقته و تملكين أمرك؟ قالت: نعم، و أنا لا أريده، قال: لا، حديقته فقط. ثم قالت: يا رسول الله ما كنت أحدّثك اليوم حديثا ينزل عليك خلافه غدا هو من أكرم الناس حبّه لزوجته و لكنّي أبغضه، فلا هو و لا أنا، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «يا ثابت خذ منها ما أعطيتها و خلّ سبيلها» ففعل، و كان أوّل خلع في الإسلام.[1]

المنبع:

الكشف و البيان، ج 2، ص174

 

[1]الكشف و البيان، ج 2، ص174