عباد بن بشر الأنصاري
عبّاد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل بن جشّم بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو، و هو النّبيت، بن مالك بن الأوس، الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي، يكنى أبا بشر، و قيل: أبو الربيع.
أسلم بالمدينة على يد مصعب بن عمير، قبل إسلام سعد بن معاذ، و أسيد بن حضير. و شهد بدرا و أحدا و المشاهد كلّها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و كان ممن قتل كعب بن الأشرف اليهودي، الّذي كان يؤذى رسول الله صلى الله عليه و سلم و المسلمين، و كان الذين قتلوه عبادا و محمد بن مسلمة، و أبا عبس بن جبر، و أبا نائلة، و غيرهم. و قال في ذلك شعرا.
و كان من فضلاء الصحابة، قالت عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتدّ عليهم فضلا، كلهم من بنى عبد الأشهل: سعد بن معاذ، و أسيد بن حضير، و عبّاد بن بشر.
و روت عائشة رضى الله عنها: أن النبي صلى الله عليه و سلم سمع صوت عباد بن بشر، فقال: «اللَّهمّ ارحم عبادا». .... و قتل عباد يوم اليمامة، و كان له يومئذ بلاء عظيم، و كان عمره خمسا و أربعين سنة. و لا عقب له.[1]
روي عن أنس بن مالک أن اليهود كانت إذا حاضت المرأة منهم لم يواكلوها و لم يجامعوها في البيوت فسأل أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فأنزل اللّه عز و جل «وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَ لا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ » حتى فرغ من الآية، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم «اصنعوا كل شي ء إلا النكاح» فبلغ ذلك اليهود فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا، إلا خالفنا فيه، فجاء أسيد بن حضير و عباد بن بشر، فقالا: يا رسول اللّه، إن اليهود قالت: كذا و كذا، أ فلا نجامعهن؟ فتغير وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما، فخرجا فاستقبلتهما هدية من لبن إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فأرسل في آثارهما فسقاهما فعرفا أن لم يجد عليهما.[2]
المنابع:
أسدالغابة،ج 3،ص47
تفسير القرآن العظيم(لإبن کثیر)، ج 1، ص 438
[1]أسدالغابة،ج 3،ص47
[2]تفسير القرآن العظيم(لإبن کثیر)، ج 1، ص 438