سارة مولاة بنى هاشم
المجموعات : الأشخاص

سارة مولاة بني هاشم

سارة مولاة عمرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف، كانت مغنية نوّاحة بمكة.[1]

قال جماعة المفسرين: نزلت هذه الآیة «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ ....» (الممتحنة:1) في حاطب بن أبي بَلْتَعَةَ، و ذلك: أن سَارَةَ مولاةَ أبي عمرو بن صيفي بن هاشم بن عبد مناف، أتت رسول اللَّه صَلى اللّه عليه و سلم من مكة إلى المدينة، و رسول اللَّه صَلى اللّه عليه و سلم يتجهز لفتح مكة، فقال لها: أ مسلمة جئت؟ قالت: لا، قال: فما جاء بك؟ قالت: أنتم كنتم الأهل و العشيرة و الموالي، و قد احتجت حاجة شديدة فقدمت عليكم لتعطوني و تكسوني. قال لها: فأين أنتِ من شباب أهل مكة؟- و كانت مغنية- قالت: ما طُلب مني شي ء؟ بعد وقعة بدر. فحث رسولُ اللَّه صَلى اللّه عليه و سلم بني عبد المطلب و بني المطلب على إعطائها، فكسوها و حملوها و أعطوها. فأتاها حاطب بن أبي بلتعة، و كتب معها إلى أهل مكة و أعطاها عشرة دنانير على أن توصل الكتاب إلى أهل مكة، و كتب في الكتاب: من حاطب إلى أهل مكة: إن رسول اللَّه صَلى اللّه عليه و سلم يريدكم، فخذوا حِذْرَكُم. فخرجت سارة، و نزل جبريل عليه السلام، فأخبر النبي صَلى اللّه عليه و سلم بما فعل حاطب. فبعث رسول اللَّه صَلى اللّه عليه و سلم علياً و عماراً و الزّبَير و طلْحة و المِقْدَاد بن الأسْوَد و أبا مَرْثَد. و كانوا كلُّهم فرساناً، و قال لهم: انطلقُوا حتى تأتُوا رَوْضَة خَاخ، فإن بها ظعينةً معها كتابٌ من حاطبٍ إلى المشركين فخذوه، و خلَّوا سبيلَها، فإن لم تدفعه إليكم فاضربوا عنقها. فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان، فقالوا لها: أين الكتابُ؟ فحلفتْ باللَّه ما معها من كتاب. ففتشوا متاعها، فلم يجدوا معها كتاباً. فهَمُّوا بالرجوع، فقال علي: و اللَّه ما كَذَبَنا، و لا كَذَّبْنا و سلَّ سيفَه و قال: أخرجي الكتابَ، و إلا و اللَّه لُأجَرِّدَنَّك و لأضرِبَنَّ عنقَك. فلما رأت الجِدَّ أخرجتْه من ذُؤابتها، و كانت قد خبأتْه في شعرها، فخلُّوا سبيلها، و رجعوا بالكتاب إلى رسول اللَّه صَلى اللّه عليه و سلم، فأرسل رسولُ اللَّه صَلى اللّه عليه و سلم إلى حاطب، فأتاه فقال له: هل تعرفُ الكتابَ؟ قال: نعم فقال: فما حملك على ما صنعتَ؟ فقال: يا رسول اللَّه، و اللَّه ما كفرتُ منذ أسلمتُ، و لا غششتُك منذ نصَحْتُك، و لا أحببتهم منذ فارقتهم، و لكن: لم يكن أحدٌ من المهاجرين إلا و له بمكةَ مَنْ يمنعُ عشيرتَه، و كنتُ غريباً فيهم، و كان أهلي بين ظَهْرَانِيهِمْ، فخشيتُ على أهلي، فأردت أن أتخذ عندهم يداً، و قد علمتُ أن اللَّه يُنزلُ بهم بأسَه، و أن كتابي لا يغني عنهم شيئاً. فصدَّقه رسول اللَّه صَلى اللّه عليه و سلم و عذَرَه. فنزلت هذه السورة: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ» فقام عمر بن الخطاب فقال: دعني يا رسول اللَّه أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول اللَّه صَلى اللّه عليه و سلم: و ما يدريك يا عمر، لعل اللَّه قد اطلع على أهل بدر فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.[2]

المنبع:

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 28، ص 39

اسباب نزول القرآن(للواحدي)، ص 441

المغازي، ج 2، ص860

السيرةالنبوية، ج 2، ص398

 

[1]المغازي، ج 2، ص860

[2]اسباب نزول القرآن(للواحدي)، ص 441