زنیرة الرومیة
المجموعات : الأشخاص

زنيرة الروميّة

كانت من السابقات إلى الإسلام، أسلمت في أوّل الإسلام، و عذّبها المشركون. قيل: كانت مولاة بنى مخزوم، فكان أبو جهل يعذبها. و قيل: كانت مولاة بنى عبد الدار، فلما أسلمت عميت، فقال المشركون: أعمتها اللات و العزى لكفرها بهما! فقالت: و ما يدرى اللات و العزّى من يعبدهما، إنما هذا من السماء، و ربى قادر على ردّ بصرى، فأصبحت من الغد و قد ردّ الله بصرها، فقالت قريش: هذا من سحر محمد. و لما رأى أبو بكر رضى الله عنه ما ينالها من العذاب، اشتراها فأعتقها، و هي أحد السبعة الذين أعتقهم أبو بكر.[1]

ذكر المفسّرون أسباب نزول عديدة للآية الحادیة عشرة من سورة الأحقاف «وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَ إِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ»

1- إنّ هذه الآية نزلت في «أبي ذر الغفاري» الذي أسلم في مكّة، ثمّ تابعته في الإيمان قبيلته «بنو غفار» و لما كانت قبيلة بني غفار من سكان البادية و كانوا فقراء، قال كفار قريش- و كانوا أثرياء من أهل المدن-: لو كان الإسلام خيرا ما سبقنا إليه غفار الحلفاء، فنزلت هذه الآية و أجابتهم.

2- كانت في مكّة جارية رومية يقال لها «زنيرة»، لبت دعوة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم إلى الإسلام، فقال زعماء قريش: لو كان ما جاء به محمّد خيرا ما سبقتنا إليه زنيرة.

3- إنّ جماعة من قبائل البوادي أسلموا قبل سكان مكّة، فقال أشراف مكّة: لو كان الإسلام خيرا ما سبقتنا إليه رعاة الإبل.

4- إنّ جماعة من الرجال الطاهرين و الفقراء كبلال و صهيب و عمار، قد اعتنقوا الإسلام، فقال زعماء مكّة: أ يمكن أن يكون دين محمّد خيرا و يسبقنا إليه هؤلاء؟

5- إنّ عبد اللّه بن سلام و جماعة من أصحابه لما آمنوا، قال جماعة من اليهود: لو كان دين محمّد خيرا ما سبقونا إليه .[2]

المنبع:

أسد الغابة، ج 6، ص123

الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 16، ص256

 

[1]أسد الغابة، ج 6، ص123

[2]الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، ج 16، ص256