بدیل بن ورقاء
المجموعات : الأشخاص

بدیل بن ورقاء

عبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزّى بن ربيعة الخزاعي، أسلم مع أبيه قبل الفتح، و شهد حنينا و الطائف، و كان سيد خزاعة، و خزاعة عيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم. و قيل: بل هو و أخوه من مسلمة الفتح، و الصحيح انه أسلم قبل الفتح، و شهد حنينا و الطائف و تبوك قاله الطبري و غيره و كان له قدر و جلالة. قتل هو و أخوه عبد الرحمن بن بديل بصفّين، و كان يومئذ على رجّالة على رضى الله عنه. كان من وجوه الصحابة، و هو الّذي صالح أهل أصبهان مع عبد الله بن عامر، و كان على مقدمته، و ذلك في زمن عثمان سنة تسع و عشرين من الهجرة. قال الشعبي، كان عبد الله ابن بديل في صفّين عليه درعان و سيفان، و كان يضرب أهل الشام فلم يزل يضرب بسيفه حتى انتهى إلى معاوية، فأزاله عن موقفه، و أزال أصحابه الذين كانوا معه، و كان مع معاوية يومئذ عبد الله بن عامر واقفا، فأقبل أصحاب معاوية على ابن بديل يرمونه بالحجارة حتى أثخنوه، و قتل رحمه الله. فأقبل إليه معاوية و عبد الله بن عامر معه، فألقى عليه عبد الله بن عامر عمامته غطى بها وجهه، و ترحّم عليه. فقال معاوية: اكشفوا عن وجهه، فقال له ابن عامر: و الله لا يمثّل به و فىّ روح، و قال معاوية: اكشفوا عن وجهه، فقد وهبناه لك. ففعلوا، فقال معاوية: هذا كبش القوم و ربّ الكعبة، اللَّهمّ أظفر بالأشتر، و الأشعث بن قيس، ثم قال معاوية، إن نساء خزاعة لو قدرت أن تقاتلني فضلا عن رجالها لفعلت.

.. عن زيد بن وهب الجهنيّ أنّ عبد الله بن بديل قام يوم صفّين في أصحابه، فخطب، فحمد الله و أثنى عليه، و صلى على النبي صلى الله عليه و سلم، ثم قال: ألا إنّ معاوية ادّعى ما ليس له، و نازع الأمر أهله، و من ليس مثله، و جادل بالباطل ليدحض به الحقّ، و صال عليكم بالأحزاب و الأعراب، و زيّن لهم الضلالة، و زرع في قلوبهم حبّ الفتنة، و لبّس عليهم الأمر، و أنتم- و الله- على الحق، على نور من ربكم و برهان مبين، فقاتلوا الطغاة الجفاة، قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ الله بِأَيْدِيكُمْ ...(التوبه:14) قاتلوا الفئة الباغية الذين نازعوا الأمر أهله، و قد قاتلتموهم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، فو الله ما هم في هذه بأزكى و لا أتقى و لا أبرّ، قوموا إلى عدوّ الله و عدوّكم، رحمكم الله. [1]

روي أن هذه الآیة «و لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً» (الحج:34) نزلت بسبب جدال الكفار بديل بن ورقاء و بشر بن سفيان الخزاعيين و غيرهما في الذبائح و قولهم للمؤمنين: تأكلون ما ذبحتم و هو من قتلكم، و لا تأكلون ما قتل اللّه فنزلت بسبب هذه المنازعة.[2]

المنابع:

الاستيعاب، ج 3، ص873

البحر المحيط فى التفسير، ج 7، ص534

 

[1]الاستيعاب، ج 3، ص873

[2]البحر المحيط فى التفسير، ج 7، ص534