بنو حمس

بنو حمس

الحمس جمع الأحمس، و هم قريش و من ولدت، و سمّوا حمسا لأنهم تحمّسوا فى دينهم، و كان الناس يطوفون بالبيت عراة إلا أن تعطيهم الحمس ثيابا، فيعطى الرجال الرجال، و النساء النساء، و كانوا يقولون: نحن أهل الحرم، فلا ينبغى لأحد من العرب أن يطوف إلا فى ثيابنا، و لا يأكل إذا دخل أرضنا إلا من طعامنا، فمن لم يكن له من العرب صديق بمكة يعيره ثياب إحرام، و من لم يكن على يسار و بوسعه أن يستأجرها، كان إما يطوف بالبيت عريانا، و إما فى ثيابه، و إما يأخذ ثيابا من الحمس، فإذا فرغ من طوافه ألقى ثيابه عنه فلم يمسها أحد، و كانت هذه الثياب تسمى اللّقى. و ظل هذا شأنهم إلى أن جاء الإسلام و نزل القرآن فنزلت الآية: «يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» (الأعراف:31) و أذّن مؤذن الرسول صلى اللّه عليه و سلم: لا يطوف بالبيت عريان.

و قيل: الحمس: قريش، و كنانة، و خزاعة، و ثقيف، و جشم، و بنو عامر بن صعصعة، و بنو نصر بن معاوية، و سمّوا حمسا لتشديدهم فى دينهم، و الحماسة هى الشدّة.

و لم يكن الحمس يقفون مع الناس بعرفات فى الجاهلية، و كان وقوفهم بالمزدلفة، و كانوا يقولون: نحن قطين اللّه جمع قاطن أى ساكن، يقصدون أنهم سكان بيت اللّه و حرمه، فينبغى لهم أن لا يعظموا إلا الحرم، و لم يكونوا يخرجون لذلك من الحرم، و يقفون بجمع و يفيضون منه، بينما يقف الناس بعرفة، فقيل لهم: أفيضوا كما أفاض إبراهيم و كما يفيض الناس.[1]

المنابع:

موسوعة القرآن العظيم، ج 2، ص1574

 

[1]موسوعة القرآن العظيم، ج 2، ص1574