براء بن عازب
المجموعات : الأشخاص

براء بن عازب

البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج. و أمه حبيبة بنت أبي حبيبة بن الحباب بن أنس بن زيد بن مالك بن النجار بن الخزرج. و يقال بل أمه أم خالد بنت ثابت بن سنان بن عبيد بن الأبجر و هو خدرة. فولد البراء يزيد و عبيدا و يونس و عازب و يحيى و أم عبد الله و لم تسم لنا أمهم.

... عن أبي إسحاق أن البراء بن عازب كان يكنى أبا عمارة. قالوا: و كان عازب قد أسلم أيضا. و كانت أمه من بني سليم بن منصور. و كان له من الولد البراء و عبيد و أم عبد الله. مبايعة. و أمهم جميعا حبيبة بنت أبي حبيبة بن الحباب. و يقال بل أمهم أم خالد بنت ثابت. و لم نسمع لعازب بذكر في شي ء من المغازي و قد سمعنا بحديثه في الرحل الذي اشتراه منه أبو بكر.

عن أبي إسحاق عن البراء قال: اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى رحلي. فقال له عازب: لا. حتى تحدثنا كيف صنعت أنت و رسول الله صلی الله علیه و آله حين خرجتما و المشركون يطلبونكم. قال: أدلجنا من مكة فأحيينا ليلتنا و يومنا حتى أظهرنا و قام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل ناوى إليه. فإذا أنا بصخرة فانتهيت إليها فإذا بقية ظل لها. فنظرت إلى بقية ظلها فسويته ثم فرشت لرسول الله صلی الله علیه و آله فيه فروة ثم قلت: اضطجع يا رسول الله. فاضطجع ثم ذهبت أنفض ما حولي هل أرى من الطلب أحدا. فإذا أنا براع يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي نريد. يعني الظل. فسألته: لمن أنت يا غلام؟ قال: لرجل من قريش. فسماه لي. فعرفته فقلت: و هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم. قلت: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم. قال: أمرته فاعتقل شاة من غنمه ثم أمرته أن ينفض كفيه. فقال هكذا. فضرب إحدى يديه بالأخرى فحلب لي كثبة من لبن و قد رويت لرسول الله صلی الله علیه و آله معي إداوة على فمها خرقة فصببت اللبن حتى برد أسفله. فأتيت رسول الله صلی الله علیه و آله فوافقته قد استيقظ فقلت: اشرب يا رسول الله. فشرب رسول الله صلی الله علیه و آله حتى رضيت. ثم قلت: قد أتى الرحيل يا رسول الله.

فارتحلنا و القوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له. فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله. فقال: لا تحزن إن الله معنا. فلما دنا فكان بينه و بيننا قدر رمحين أو ثلاثة قلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله. و بكيت فقال: ما يبكيك؟ قلت: أما و الله ما على نفسي أبكي و لكني أبكي عليك. قال فدعا عليه رسول الله صلی الله علیه و آله فقال: اللهم اكفناه بما شئت. قال فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها ثم قال: يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه. فو الله لأعمين على من ورائي من الطلب و هذه كنانتي فخذ سهما منها فإنك ستمر على إبلي و غنمي بمكان كذا و كذا فخذ منها حاجتك. فقال له رسول الله صلی الله علیه و آله: لا حاجة لنا في إبلك. و دعا له رسول الله صلی الله علیه و آله فانطلق راجعا إلى أصحابه. و مضى رسول الله صلی الله علیه و آله و أنا معه حتى قدمنا المدينة ليلا. فتنازعه القوم أيهم ينزل عليه فقال رسول الله صلی الله علیه و آله إني أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك. و خرج الناس حين دخلنا المدينة في الطريق و على البيوت و الغلمان و الخدم صارخون: جاء محمد. جاء رسول الله صلی الله علیه و آله جاء محمد. جاء رسول الله. فلما أصبح انطلق فنزل حيث أمر. قال و كان رسول الله صلی الله علیه و آله يحب أن يوجه نحو الكعبة فأنزل الله: «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام» (البقرة -144). فتوجه نحو الكعبة. قال و قال السفهاء من الناس: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. فأنزل الله تعالى: «قل لله المشرق و المغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم» (البقرة-142). قال: و صلى مع النبي رجل. ثم خرج بعد ما صلى فمر على قوم من الأنصار و هم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلی الله علیه و آله و أنه وجه نحو الكعبة. فانحرف القوم حتى وجهوا نحو الكعبة.

قال البراء: و كان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له: ما فعل رسول الله صلی الله علیه و آله ؟ فقال: هو مكانه و أصحابه على أثري. ثم أتى بعده عمرو ابن أم مكتوم أخو بني فهر الأعمى فقلنا له: ما فعل من ورائك رسول الله صلی الله علیه و آله و أصحابه؟ قال: هم أولى على أثري: قال ثم أتانا بعده عمار بن ياسر و سعد بن أبي وقاص و عبد الله بن مسعود و بلال. ثم أتانا بعدهم عمر بن الخطاب في عشرين راكبا. ثم أتانا بعدهم رسول الله صلی الله علیه و آله و أبو بكر معه.[1]

المنبع:

الطبقات الكبرى، ج 4، ص270- 273

 

[1]الطبقات الكبرى، ج 4، ص270- 273