كعب بن الأشرف
هو أبو ليلى كعب بن سعد بن أسود بن الأشرف اليهوديّ، الطائيّ، من بني نبهان، و أمّه من بني النضير.
توفّي أبوه و هو صغير، فحملته أمّه إلى أخواله اليهود فنشأ بينهم، و كان يعيش بالقرب من يثرب، و يمتهن بيع الطعام و التمر.
أحد زعماء اليهود المناوئين للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين، شديد الإيذاء لهم، و كان شاعرا، استخدم شعره في هجاء النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و تحريض الكفّار من قريش و غيرهم عليه، و كان يشبّب بنساء المسلمين.
يعدّ من مشاهير شعراء اليهود في الجاهليّة، و كان فصيحا فارسا.
اتّفق مع قريش على قتل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، فنزل جبرئيل عليه السّلام و أخبر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بذلك، فأهدر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله دمه، فاتّفق جماعة على قتله بينهم محمّد بن مسلمة و عبّاد بن بشر، فقتلوه عند حصنه بالمدينة في الرابع عشر من ربيع الأوّل سنة 3 ه، و قيل: سنة 4 ه. ..
القرآن الكريم و كعب بن الأشرف :
كان جماعة من اليهود- بينهم المترجم له- يقولون للمسلمين بعد معركة بدر: أ لم تروا إلى ما أصابكم، و لو كنتم على الحقّ ما هزمتم، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم؟ فنزلت فيهم الآية 109 من سورة البقرة: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً ....
و كان جماعة من رؤساء اليهود- بينهم كعب بن الأشرف- و جماعة من شخصيّات نصارى نجران يخاصمون المسلمين و يزعمون بأحقّيّة أديانهم، و يكفرون بالنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و رسالته، و كانوا يقولون للمسلمين: كونوا على ديننا، و يحرّضونهم على ذلك، فنزلت فيهم الآية 135 من سورة البقرة: وَ قالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
و لمّا تحوّلت القبلة عن الشام إلى الكعبة في مكّة وفد على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله جماعة من المشركين و اليهود- بينهم المترجم له- و قالوا: يا محمّد! ما ولّاك عن قبلتك التي كنت عليها، و أنت تزعم أنّك على ملّة إبراهيم و دينه، ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتّبعك و نصدّقك؟ فنزلت فيهم الآية 142 من سورة البقرة: سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ..
و لكون المترجم له و غيره من اليهود و النصارى كانوا يكتمون نبوّة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله التي جاءت في التوراة و الإنجيل نزلت فيهم الآية 159 من سورة البقرة: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى ....
و شملته الآية 174 من السورة المذكورة: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ ....
جاء المترجم له إلى مكّة و عقد اتّفاقيّة مع أبي سفيان على محاربة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ جاء إلى المدينة فنزلت فيه و في أبي سفيان الآية 12 من سورة آل عمران: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ ....
و نزلت فيه الآية 31 من سورة آل عمران: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ....
و الآية 75 من سورة آل عمران: وَ مِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ ....
و لكونه كان يبخل عن صرف ماله في سبيل اللّه، و قيل لكتمانه الحقائق و لهجائه للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين و إثارته الكفّار على المسلمين نزلت فيه الآية 180 من سورة آل عمران: وَ لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ....
و شملته الآية 183 من نفس السورة: الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ....
بعد أن وقّع اتّفاقيّة مع أبي سفيان على شنّ الحرب على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و المسلمين قال لأبي سفيان: و اللّه، قريش أهدى سبيلا ممّا هو عليه محمّد صلّى اللّه عليه و آله، فنزلت فيه الآية 51 من سورة النساء: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا.
و نزلت فيه و في حييّ بن أخطب الآية 52 من سورة النساء: أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً.
و نزلت فيه الآية 153 من السورة نفسها: يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ ....
و قال يوما للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله: يا محمّد! من يشهد لك بأنّك رسول اللّه؟ فنزلت الآية 52 من سورة العنكبوت: قُلْ كَفى بِاللَّهِ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ شَهِيداً ....
و نزلت فيه الآية 3 من سورة الكوثر: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.[1]
المنبع:
أعلام القرآن، ص 823 الی 825
[1]أعلام القرآن، ص 823 الی 825