العراق
المجموعات : الأمکنة

العراق

العراق معروف و هي بلاد منها العراقان الكوفة و البصرة. سمّيت بذلك من عراق القربة و هو الخرز المثنّي الذي في أسفلها أي أنها أسفل أرض العرب. و قال الخليل: العراق شاطئ البحر، و سمي العراق عراقا لأنه على شاطئ دجلة و الفرات مدّا حتى يتصل بالبحر على طوله، قال: و هو مشبّه بعراق القربة و هو الذي يثنى منها فيخرز.

عرض العراق من جهة خطّ الاستواء أحد و ثلاثون جزءا، و طولها خمسة و سبعون جزءا و ثلاثون دقيقة، و أما حدّه فاختلف فيه، قال بعضهم: العراق هو السواد و هو ظاهر الاشتقاق المذكور.

و العراق أعدل أرض الله هواء و أصحّها مزاجا و ماء فلذلك كان أهل العراق هم أهل العقول الصحيحة و الآراء الراجحة.[1]

جاء اسم العراق و بلاده فیما یرتبط بتاریخ بعض الانبیاء کقصة نوح علیه السلام و قصة یونس علیه السلام و قصة سلیمان علیه السلام.

و ذکر العراق ایضا فی اثناء تفسیر بعض الآیات کما فی قوله تعالی: «ما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت»[2] . ان بابل اسم قرية أو موضع من مواضع الأرض. و قد اختلف فيها فقال بعضهم ذلك بابل العراق .[3]

و کما روى عن النبي صلی الله علیه و آله: إن الله تعالى أنزل من الجنة خمسة أنهار سيحون و هو نهر الهند و جيحون و هو نهر بلخ و دجلة و الفرات و هما نهرا العراق و النيل و هو نهر مصر أنزلها الله من عين واحدة و أجراها في الأرض و جعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم و ذلك قوله «و أنزلنا من السماء ماء بقدر»[4] .[5]

و کما قیل فی قوله تعالی: «أ و لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم »[6] انه استشهاد عليهم بما يشاهدونه في مسايرهم إلى الشام و اليمن و العراق من آثار الماضين .[7]

و کما روی فی نزول سورة العادیات أن النبي ص أقرع بين أهل الصفة فبعث منهم ثمانين رجلا و من غيرهم إلى بني سليم و ولى عليهم و انهزموا مرة بعد مرة فلبث بذلك أياما يدعو عليهم قال ثم دعا بلالا فقال له ائتني ببردي النجراني و قبائي الخطية فأتاه بهما فدعا عليا و بعثه في جيش إليهم و قال لقد وجهته كرارا غير فرار قال فسار علي و خرج معه النبي ص يشيعه فكأني أنظر إليه عند مسجد الأحزاب و علي على فرس أشقر و هو يوصيه ثم ودعه النبي و انصرف. و سار علي فيمن معه متوجها نحو العراق و ظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه حتى أتاهم الوادي ثم جعل يسير الليل و يكمن النهار فلما دنا من القوم ... حتى إذا طلع الفجر أغار عليهم علي فمنحه الله أكتافهم و أظهره عليهم فأنزل الله على نبيه محمد ص الآية و العاديات ضبحا.[8]

المنابع:

معجم البلدان،ج 4،ص 94

جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 1، ص 365

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 7، ص 162

تفسير الصافي، ج 4، ص 244

تفسير فرات الكوفي، ص 593

 

[1]معجم البلدان،ج 4،ص 94 ملخصا.

[2]البقرة: 102

[3]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 1، ص 365

[4]المؤمنون: 18

[5]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 7، ص 162

[6]الروم: 9

[7]تفسير الصافي، ج 4، ص 244

[8]تفسير فرات الكوفي، ص 593