غزوة الطائف
حدثت هذه الغزوة في السنة الثامنة للهجرة بین قوات المسلمین بقیادة رسول الله صلی الله علیه و آله و قبیلة ثقیف و هوازن، و هدفت الغزوة الی فتح الطائف و القضاء علی قوات ثقیف و هوازن الهاربة من غزوة حنین و هي إمتداد لغزوة حنین و ذلک أن معظم فلول هوازن و ثقیف دخلوا الطائف مع قائدهم مالک بن عوف النصري و تحصنوا بها فسار الیهم رسول الله بعد فراغه من حنین.[1]
قال ابن سعد في الطبقات: «قالوا: خرج رسول الله من حنين يريد الطائف و قدم خالد بن الوليد على مقدمته. و قد كانت ثقيف رموا حصنهم و أدخلوا فيه ما يصلحهم لسنة. فلما انهزموا من أوطاس دخلوا حصنهم و أغلقوه عليهم و تهيأوا للقتال. و سار رسول الله فنزل قريبا من حصن الطائف و عسكر هناك فرموا المسلمين بالنبل رميا شديدا كأنه رجل جراد حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة. و قتل منهم اثنا عشر رجلا فيهم عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة و سعيد بن العاص. و رمي عبد الله بن أبي بكر الصديق يومئذ فاندمل الجرح ثم انتقض به بعد ذلك فمات منه فارتفع رسول الله إلى موضع مسجد الطائف اليوم و كان معه من نسائه أم سلمة و زينب فضرب لهما قبتين. و كان يصلي بين القبتين حصار الطائف كله فحاصرهم ثمانية عشر يوما. و نصب عليهم المنجنيق و نثر الحسك سقبين من عيدان حول الحصن. فرمتهم ثقيف بالنبل فقتل منهم رجال. فأمر رسول الله بقطع أعنابهم و تحريقها فقطع المسلمون قطعا ذريعا ثم سألوه أن يدعها لله و للرحم. فقال رسول الله : فإني أدعها لله و للرحم! و نادى منادي رسول الله: أيما عبد نزل من الحصن و خرج إلينا فهو حر! فخرج منهم بضعة عشر رجلا منهم أبو بكرة نزل في بكرة فقيل أبو بكرة. فأعتقهم رسول الله و دفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه. فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة و لم يؤذن لرسول الله في فتح الطائف. و استشار رسول الله نوفل بن معاوية الديلي فقال: ما ترى؟ فقال: ثعلب في جحر إن أقمت عليه أخذته و إن تركته لم يضرك! فأمر رسول الله عمر بن الخطاب فأذن في الناس بالرحيل فضج الناس من ذلك و قالوا: نرحل و لم يفتح علينا الطائف؟ فقال رسول الله: فاغدوا على القتال. فغدوا فأصابت المسلمين جراحات فقال رسول الله: أنا قافلون إن شاء الله. فسروا بذلك و أذعنوا و جعلوا يرحلون و رسول الله يضحك. و قال لهم رسول الله : قولوا لا إله إلا الله وحده صدق وعده و نصر عبده و هزم الأحزاب وحده. فلما ارتحلوا و استقلوا قال: قولوا آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون! و قيل: يا رسول الله ادع الله على ثقيف. فقال: اللهم اهد ثقيفا و أت بهم.
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي. أخبرنا أبو الأشهب. أخبرنا الحسن قال:حاصر رسول الله أهل الطائف قال فرمى رجل من فوق سورها فقتل. فأتى عمر فقال: يا نبي الله ادع على ثقيف! قال: إن الله لم يأذن في ثقيف. قال: فكيف نقتل في قوم لم يأذن الله فيهم؟ قال: فارتحلوا فارتحلوا.
أخبرنا قبيصة بن عقبة. أخبرنا سفيان الثوري عن ثور بن يزيد عن مكحول: أن النبي نصب المنجنيق على أهل الطائف أربعين يوما.
أخبرنا نصر بن باب عن الحجاج. يعني ابن أرطاة. عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: قال رسول الله يوم الطائف: من خرج إلينا من العبيد فهو حر! فخرج عبيد من عبيدهم فيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله.
ثم بعث رسول الله المصدقين قالوا: لما رأى رسول الله هلال المحرم سنة تسع من مهاجره بعث المصدقين يصدقون العرب فبعث عيينة بن حصن إلى بني تميم يصدقهم و بعث بريدة بن الحصيب إلى أسلم و غفار يصدقهم. و يقال كعب بن مالك. و بعث عباد بن بشر الأشهلي إلى سليم و مزينة. و بعث رافع بن مكيث إلى جهينة. و بعث عمرو بن العاص إلى بني فزارة. و بعث الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب. و بعث بسر بن سفيان الكعبي إلى بني كعب. و بعث ابن اللتبية الأزدي إلى بني ذبيان. و بعث رجلا من سعد هذيم على صدقاتهم و أمر رسول الله مصدقيه أن يأخذوا العفو منهم و يتوقوا كرائم أموالهم».[2]
المنابع:
الطبقات الكبرى،ج 2،ص120
السيرةالنبوية،ج 2،ص478
المغازي،ج 3،ص922
المنتظم،ج 3،ص341
سبل الهدى،ج 5،ص382
الموسوعة الحرة(ویکیبیدیا)
[1]الطبقات الكبرى،ج 2،ص120، السيرةالنبوية،ج 2،ص478، المغازي،ج 3،ص922، المنتظم،ج 3،ص341، سبل الهدى،ج 5،ص 382، الموسوعة الحرة(ویکیبیدیا)
[2]الطبقات الكبرى،ج 2،ص120