الحبشة
تقع اثیوبیا (و هذا الاسم یعنی ارض ذوی البشرة السوداء او ذوی الوجوه المفتحمة) فی افریقیا الشرقیة و یحدها من الشمال و الغرب السودان و من الشرق و الجنوب الشرقی الصومال و من الشمال الشرقی جیبوتی و البحر الاحمر و من الجنوب کنیا. و سمیت فی المصادر العربیة بالحبشة و کانت فی الاصل اسم قبیلة هاجرت من المناطق العربیة الی القرن الافریقی و کان هذا الاسم یضم منطقة اوسع من اثیوبیا الحالیة. تتمتع الحبشة بتاریخ قدیم و تعد احدی اقدم المناطق التی عاش فیها الانسان. و لما انتشر الاسلام فی البدء بین عشائر ساحل البحر الاحمر و امتد الی جهة الشمال و المرتفعات الشرقیة فلم یواکبه تعرّب سکان الحبشة؛ بل بقیت تنظیماتهم الاجتماعیه علی ما کانت علیه.[1]
في السنة الخامسة من البعثة هاجر المسلمون بأمر من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إلى الحبشة، ذهبوا إليها ارسالا و يقال: إنه سافر أولا عشرة رجال و أربع نساء عليهم عثمان بن مظعون، ثم خرج آخرون حتى تكاملوا في الحبشة اثنين او ثلاثا و ثمانين رجلا، إن قلنا إن عمار بن ياسر كان معهم. و تسعة عشر إمرأة عدا الأطفال. و قد كانت في السنة الخامسة كما نص عليه عامة المؤرخين.[2]
و قد اشیر فی عدة آیات من القرآن الکریم الی الحبشة و هجرة المسلمین الیه فمنها قوله تعالی: «وَ الَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَة»[3] . روی الطبری باسناده عن قتاده انه قال: هؤلاء أصحاب محمد ظلمهم أهل مكة، فأخرجوهم من ديارهم حتى لحق طوائف منهم بالحبشة، ثم بوأهم الله المدينة بعد ذلك فجعلها لهم دار هجرة، و جعل لهم أنصارا من المؤمنين .[4]
المنابع:
دائرة المعارف الاسلامیة الکبری، ج 5، ص 664
جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 14، ص 74
الصحيح من السيرة النبي الأعظم، ج 3، ص 122
[1]دائرة المعارف الاسلامیة الکبری، ج 5، ص 664
[2]الصحيح من السيرة النبي الأعظم، ج 3، ص 122
[3]النحل: 41
[4]جامع البيان فى تفسير القرآن، ج 14، ص 74