أصحاب السبت‏

أصحاب السبت

السبت من أيام الأسبوع. قال الزجاج السبت قطعة من الدهر فسمي بذلك اليوم و قال أبو عبيدة سمي بذلك لأنه يوم سبت فيه خلق كل شي ء أي قطع و فرغ. و أصل السبت مصدر يقال يسبت سبتا إذا قطع ثم سمي اليوم سبتا. قال قوم إنما سمي بذلك لأن اليهود يسبتون فيه أي يقطعون فيه الأعمال و قال آخرون سمي بذلك لما لهم فيه من الراحة لأن أصل السبت هو السكون و الراحة.[1]

و یقال فی اصحاب السبت انه کان في عهد نبيّ اللّه داود بن سليمان عليه السّلام لبني اسرائيل مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام تدعى أيلة، و قيل: مدين، و قيل: طبرية، و كان سكّان تلك المدينة يربون على الثمانين ألف نسمة.

كانت أسماك البحر تدخل تلك المدينة بواسطة مد و جزر البحر، و كان الإسرائيليون قد اتّخذوا من يوم السبت عيدا لهم، فحرّم اللّه عليهم الصيد يوم السبت، فعصوا اللّه و استمروا في صيدهم، فغضب اللّه عليهم و مسخهم قردة و خنازير، فسمّوا بأصحاب السبت.

و هناك رواية أخرى تقول: إنّهم كانوا يضعون شباك صيدهم يوم السبت في البحر، فكانت الأسماك تدخل الشباك و تحبس فيها، فكانوا يستخرجونها يوم الأحد، و يقولون: إنّهم اصطادوها يوم الأحد، فكانوا يغنمون من وراء ذلك أموالا كثيرة، فسمّوا بأصحاب السبت. كان عددهم سبعين ألفا من أصل ثمانين ألفا، و الباقي من سكان تلك المدينة امتنعوا عن معصية اللّه و الصّيد في يوم السبت، فأنزل اللّه عذابه على أصحاب السبت و مسخهم قردة و خنازير، و بعد ثلاثة أيام من مسخهم أنزل اللّه عليهم أمطارا غزيرة و عواصف رهيبة جرفتهم إلى البحر، و من تبقّى من أصحاب السبت مسخوا بعد الأيّام الثلاثة، و لم ينج من سكان تلك المدينة إلّا الّذين أطاعوا اللّه و امتنعوا عن الصيد في يوم السبت.[2]

اشار القرآن الكريم الی أصحاب السبت و قصتهم فی آیات و هی:

«وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ »[3]

«كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا»[4]

«وَ قُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَ أَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً»[5]

«إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ ...فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ ... فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ»[6]

«إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ»[7] .

المنابع:

أعلام القرآن، ص 122

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 264

 

[1]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 264

[2]أعلام القرآن، ص 122

[3]البقرة: 65

[4]النساء: 47

[5]النساء 154

[6]الأعراف 163 -166

[7]النحل 124