الأنبار
الأنبار مدينة قرب بلخ و هي قصبة ناحية جوزجان و بها كان مقام السلطان، و هي على الجبل، و هي أكبر من مرو الروذ و بالقرب منها.
و الأنبار أيضا مدينة على الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ، و كانت الفرس تسميها فيروز سابور و كان أول من عمّرها سابور بن هرمز ذو الأكتاف، ثم جدّدها أبو العباس السفّاح أول خلفاء بني العباس و بنى بها قصورا و أقام بها إلى أن مات، و قيل: إنما سمّيت الأنبار لأن بخت نصّر لما حارب العرب الذين لا خلاق لهم حبس الأسراء فيها، و قال أبو القاسم: الأنبار حدّ بابل سميت به لأنه كان يجمع بها أنابير الحنطة و الشعير و القتّ و التبن، و كانت الأكاسرة ترزق أصحابها منها، و كان يقال لها الأهراء، فلما دخلتها العرب عرّبتها فقالت الأنبار، و قال الأزهري: الأنبار أهراء الطعام، واحدها نبر و يجمع على أنابير جمع الجمع، و سمّي الهري نبرا لأنّ الطعام إذا صبّ في موضعه انتبر أي ارتفع.
و فتحت الأنبار في أيام أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، سنة 12 للهجرة على يد خالد بن الوليد، لما نازلهم سألوه الصلح فصالحهم على أربعمائة ألف درهم و ألف عباءة قطوانية في كل سنة، و يقال: بل صالحهم على ثمانين ألفا، و الله أعلم. و ينسب إليها خلق كثير من أهل العلم و الكتابة و غيرهم.[1]
جاء ذکر الأنبار عند تفسیر الاُمّيّ قال النسفی فی قوله تعالی:«هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ»[2] الأميّ منسوب إلى أمة العرب، لأنهم كانوا لا يكتبون و لا يقرءون من بين الأمم، و قيل بدئت الكتابة بالطائف، و هم أخذوها من أهل الحيرة، و أهل الحيرة من أهل الأنبار.[3]
المنابع:
معجم البلدان،ج 1، ص 258
مدارك التنزيل و حقايق التاويل، ج 4، ص 374
[1]الجمعة: 2
[2]معجم البلدان،ج 1، ص 258
[3]مدارك التنزيل و حقايق التاويل، ج 4، ص 374