الأصنام
الصَّنَم : جُثَّة متّخذة من فضّة، أو نحاس، أو خشب، كانوا يعبدونها متقرّبين به إلى اللّه تعالى، و جمعه: أَصْنَام. قال اللّه تعالى: أَ تَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً [الأنعام/ 74]، لَأَكِيدَنَ أَصْنامَكُمْ [الأنبياء/ 57]، قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: كُلُّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَشْغَلُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى يُقَالُ لَهُ: صَنَم. و على هذا الوجه قال إبراهيم صلوات اللّه عليه: اجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ [إبراهيم/ 35]، فمعلوم أنّ إبراهيم مع تحقّقه بمعرفة اللّه تعالى، و اطّلاعه على حكمته لم يكن ممّن يخاف أن يعود إلى عبادة تلك الجثث التي كانوا يعبدونها، فكأنّه قال: اجنبني عن الاشتغال بما يصرفني عنك.[1]
و قد يخصّ الصنم بما كانت له صورة، و النصب بما كان صخرة غير مصوّرة، مثل ذي الخلصة و مثل سعد. و الأصحّ أنّ النصب هو حجارة غير مقصود منها أنّها تمثال للآلهة، بل هي موضوعة لأنّ تذبح عليها القرابين و النسائك التي يتقرّب بها للآلهة و للجنّ، فإنّ الأصنام كانت معدودة و لها أسماء و كانت في مواضع معيّنة تقصد للتقرّب. و أمّا الأنصاب فلم تكن معدودة و لا كانت لها أسماء و إنّما كانوا- يتّخذها كلّ حيّ- يتقرّبون عندها.[2]
المنابع:
مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 3، ص 370
التحرير و التنوير، ج 5، ص 25
مفردات ألفاظ القرآن، ص 494
[1]مفردات ألفاظ القرآن، ص 494
[2]التحرير و التنوير، ج 5، ص 25