الأئمة علیهم السلام
المجموعات : الأشخاص

الأئمّة

الأئمّة: جمع إمام، أصلها أَأْمِمَة وزان أفعلة نحو مثال و أمثلة، ادغمت الميم الاولى في الثانية فسكّنت و نقلت حركتها إلى ما قبلها- أي الهمزة- فصارت أئمّة ائمَّة، و فيها ثلاث لغات: الاولى: أيمّة بهمزة واحدة و ياء، و الثانية: أئمّة ائمَّة بهمزتين ، و الثالثة: بينَ بينَ . و المفرد إمام وزان فعال، بمعنى مفعول ككتاب بمعنى مكتوب، من أَمَّ يؤُمُّ- من باب نصَر ينصُر- أَمّاً و إِمَّة. و المتحصَّل من كلمات اللغويين: أنّ الإمام هو المقدَّم أو المقتدى به أو المقصود أو القاصد أو الهادي. و المراد به الأعمّ من الانسان و غيره ، قال تعالى: «وَ كُلَّ شَيْ ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ»، و إن كان الشائع في الاستعمال الآن هو خصوص الانسان.

و الإمام اصطلاحاً له معنيان عام و خاص:

1- الامام بالمعنى العام المتّخذ من المعنى اللغوي، و له إطلاقان: الحاكم الشرعي و الولي العام للمسلمين. و إمام الجماعة في الصلاة.

2- الامام بالمعنى الخاص، و هو من له منصب الامامة التي هي مرتبة عظيمة جدّاً تجعل من قِبل اللَّه سبحانه و تعالى للأنبياء و أوصيائهم عليهم السلام، قال اللَّه تعالى- مخاطباً إبراهيم عليه السلام-: «... إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً»[1] . فيكون للامام بهذا المعنى الولاية المطلقة من قِبل اللَّه سبحانه مباشرة في امور الدين و الدنيا. قال: «وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا»[2] . و هذا المعنى الخاص هو المصطلح الشائع و المعروف عندنا و هو المنصرف عند الاطلاق. و أمّا إذا اريد المعنى العام، أي الحاكم الشرعي العام أو إمام الجماعة فانه يستعمل مضافاً، فيقال: إمام المسلمين أو إمام الجماعة، أو يستعمل مع القرينة.

و حيث إنّ المعنى المصطلح عندنا ليس عامّاً، بل يختصّ بمن جعلت له تلك المنزلة الالهية العظيمة في شريعتنا الاسلامية، من هنا اختصّ مصطلح (أئمّة) بأئمّة أهل البيت عليهم السلام و انحصر مصاديق ذلك فيهم، و هم الأئمة الاثنا عشر المعصومون و المنصوبون من قِبل اللَّه سبحانه مباشرة للامامة الخاصة، أوّلهم أمير المؤمنين علي عليه السلام و آخرهم المهدي عجل اللَّه فرجه.[3]

قال تعالی: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ»[4] قال الطبرسی و المروي عن الباقر و الصادق علیهما السلام أنهما قالا: «هي لنا خاصة و إيانا عنى » و هذا أقرب الأقوال لأنهم أحق الناس بوصف الاصطفاء و الاجتباء و إيراث علم الأنبياء إذ هم المتعبدون بحفظ القرآن و بيان حقائقه و العارفون بجلائله و دقائقه .[5]

المنابع:

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 8، ص 637

موسوعة الفقه الإسلامي طبقا لمذهب أهل البيت عليهم السلام، ج 1، ص 117

 

[1]البقرة: 124.

[2]الأنبياء: 73.

[3]موسوعة الفقه الإسلامي طبقا لمذهب أهل البيت عليهم السلام، ج 1، ص 117

[4]فاطر: 32

[5]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 8، ص 637