أكثم بن صيفى
المجموعات : الأشخاص

أكثم بن صيفيّ

هو أكثم بن صيفيّ بن رياح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة التميميّ، الأسديّ.

من مشاهير حكماء و قضاة العرب في الجاهليّة، و كان مسيحيّا، و من أبرز شعراء قومه.كان أعلم أهل زمانه و أعقلهم و أكثرهم حلما، و كان خطيبا بليغا، تأدّب على أبي طالب بن عبد المطلّب عليه السّلام و هاشم و عبد مناف و قصيّ، فتخلّق بأخلاقهم و تأدّب بآدابهم.

كان الملوك و الرؤساء يزورونه لسماع حكمه و نصائحه، و كان يضرب به المثل في سداد الرأي. عمّر طويلا، و عاش 330 سنة، و قيل: 200 سنة، و قيل: 190 سنة.

آمن بالنبيّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله و لم يتشرّف برؤيته، فعدّه بعضهم من الصحابة، و له ثناء على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله.

لمّا بلغه ظهور الإسلام أرسل رجلين إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله ليسألانه عن نسبه و ما جاء به، فلمّا حضرا عند النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أخبرهما عن نسبه، و قرأ عليهما «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ »[1] فرجعا إلى أكثم و أخبراه بنسبه و قرأ عليه الآية، فلمّا سمع مقولتهما آمن بالنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و قال: يا قوم! أراه يأمر بمكارم الأخلاق، و ينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤساء و لا تكونوا أذنابا، و كونوا فيه أوّلا و لا تكونوا فيه آخرا، ثمّ شدّ الرحال مع مائة من قومه و قصدوا المدينة يريدون ملاقاة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و اعتناق الإسلام، فمات في الطريق، و ذلك في السنة التاسعة قبل الهجرة، و قيل: في السنة العاشرة قبل الهجرة، فلم يتشرّف برؤية النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و لكن أسلم من وصل المدينة من أصحابه، فنزلت فيه «وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ»[2] . [3]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 137

 

[1]النحل: 90

[2]النساء: 100

[3]أعلام القرآن، ص 137