شهداء أحد
قتل يوم أحد من المشركين نيف و عشرون. و استشهد من المسلمين سبعون. و يقال أكثر من سبعين بثلاثة أو أربعة رجال. منهم: «حمزة بن عبد المطلب» و «مصعب بن عمیر» و «عبد الله بن حجش» و «خارجة بن زید» و «سعد بن الربیع» و «حنظلة غسیل الملائکة» و «عباد بن سهل» و «عمرو بن معاذ» و ...
أربعة من قريش و سائرهم من الأنصار، و يقال: خمسة من قريش.[1]
صلاة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم على شهداء أحد:
و لما انصرف المشركون أقبل المسلمون على أمواتهم، فكان حمزة رضي الله عنه فيمن أتي به أولا، فصلى عليه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و قال: رأيت الملائكة تغسله، لأن حمزة كان جنبا ذلك اليوم. و لم يغسّل صلّى الله عليه و سلّم الشهداء، و قال: لفوهم بدمائهم و جراحهم، فإنه ليس أحد يجرح في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة جرحه لونه لون الدم و ريحه ريح مسك، ثم قال: ضعوهم، أنا الشهيد على هؤلاء يوم القيامة. فكان حمزة أول من كبّر عليه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ثم جمع إليه الشهداء. فكان كلما أتي بشهيد وضع إلى جنب حمزة فصلى عليه و على الشهداء، حتى صلى عليه سبعين مرة، و يقال: كان يؤتى بتسعة و حمزة عاشرهم فيصلي عليهم ثم ترفع التسعة و حمزة مكانه، و يؤتى بتسعة آخرين فيوضعون إلى جنب حمزة فيصلي عليهم حتى فعل ذلك سبع مرات. و يقال: كبّر عليهم تسعا و سبعا و خمسا. و قيل: لم يصلّ عليهم. أخرجه أبو داود من حديث جابر و أنس و ابن عباس رضي الله عنهم: و هو مذهب مالك، و الليث بن سعد و الشافعيّ، و أحمد، و داود: ألا يصلى على المقتول في المعركة. و قال فقهاء الكوفة و البصرة و الشام: يصلى عليهم.[2]
فضل شهداء أحد:
...عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: «لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة، و تأكل من ثمارها، و تأوى إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم و مشربهم و حسن مقيلهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله بنا، لئلا يزهدوا في الجهاد، و لا ينكلوا عند الحرب، فقال الله تبارك و تعالى: فأنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله عز و جل على نبيه هذا الآيات: «وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ الله أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ» (آل عمران:169) الآيات.[3]
قال الواقدي: «و قد كان رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يزورهم فى كلّ حول، و إذا تفوّه الشّعب رفع صوته فيقول: السلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار! ثم أبو بكر كلّ حول يفعل مثل ذلك، ثم عمر بن الخطّاب يفعل مثل ذلك، ثم عثمان، ... و كانت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم تأتيهم بين اليومين و الثلاثة، فتبكى عندهم و تدعو. و كان سعد بن أبى وقّاص يذهب إلى ماله بالغابة، فيأتى من خلف قبور الشهداء فيقول: السلام عليكم! ثلاثا، ثم يقبل على أصحابه فيقول: ألا تسلّمون على قوم يردّون عليكم السلام؟ لا يسلّم عليهم أحد إلّا ردّوا عليه السّلام إلى يوم القيامة».[4]
المنابع:
أنساب الأشراف، ج1 ص328
إمتاع الأسماع،ج 1،ص:172و 173
عيون الأثر،ج 2،ص52
المغازي،ج 1،ص313
[1]أنساب الأشراف، ج1 ص328، إمتاع الأسماع،ج 1،ص172
[2]إمتاع الأسماع،ج 1،ص173
[3]عيون الأثر،ج 2،ص52
[4]المغازي،ج 1،ص313