مالک بن الصیف
المجموعات : الأشخاص

مالك بن الصيف

هو مالك بن الصيف، و قيل: الضيف من بني القينقاع.

أحد رؤساء و وجوه اليهود المعاصرين للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله في بدء الدعوة الإسلاميّة.

وقف في وجه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و أصبح من أشدّ أعدائه و خصوصه، و أعلن بغيه و حسده له.

القرآن المجيد و مالك بن الصيف :

لمّا بعث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و ذكر لليهود ما أخذ عليهم له من الميثاق، و ما عهد اللّه إليهم فيه، فقال المترجم له: و اللّه ما عهد إلينا في محمّد صلّى اللّه عليه و آله عهد، و ما أخذ له علينا من ميثاق، فأنزل اللّه سبحانه فيه الآية 100 من سورة البقرة: أَ وَ كُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ....

هذا و قد شملته الآيات التالية:

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَ قُولُوا انْظُرْنا ....» (البقرة:104)

«وَ قالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا ....» (البقرة:135)

«إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ ....» (البقرة:174)

«وَ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَ اكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» (آل عمران:172)

«الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ» (آل عمران:183)

و لمّا أصرّ هو و من على شاكلته على عدائهم و خصامهم للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله نزلت فيه و فيهم الآية 47 من سورة النساء: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً ....».

جاء هو و جماعة من اليهود إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و قالوا له: أ لست تزعم أنّك على ملّة إبراهيم و دينه، و تؤمن بما عندنا من التوراة، و تشهد أنّها من اللّه حقّ؟ قال صلّى اللّه عليه و آله: «بلى، و لكنّكم أحدثتم و جحدتم ما فيها ممّا أخذ اللّه عليكم من الميثاق فيها، و كتمتم ما أمرتم أن تبيّنوه للناس، فبرئت من إحداثكم» قالوا: فإنّا نأخذ بما في أيدينا، فإنّا على الهدى و الحقّ، و لا نؤمن بك و لا نتّبعك، فنزلت فيهم الآية 68 من سورة المائدة: «قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْ ءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ ...».

كانت فيه سمنة فقال له النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «أ لم تر في التوراة أنّ اللّه يكره و يعادي الأشخاص السمان؟» فقال ما لك: إنّ اللّه لم يرسل إلى البشر شيئا، فغضب عليه اليهود و لعنوه، و نزلت فيه الآية 91 من سورة الأنعام: «وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْ ءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَ هُدىً لِلنَّاسِ ...».

و جاء مع جماعة من اليهود إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و قالوا: كيف نتّبعك و قد تركت قبلتنا، و أنت لا تزعم أنّ عزيرا ابن اللّه؟ فأنزل اللّه فيهم الآية 30 من سورة التوبة: «وَ قالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ ..».[1]

المنبع:

أعلام القرآن، ص 860 و 861

 

[1]أعلام القرآن، ص 860 و 861