انشقاق القمر
المجموعات : المعجزات

انشقاق القمر

من معجزات النبي صلی الله علیه و آله بمکة «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ» (القمر:1)

قال ابن عباس اجتمع المشركون إلى رسول الله صلی الله علیه و آله فقالوا إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين فقال لهم رسول الله إن فعلت تؤمنون قالوا نعم و كانت ليلة بدر فسأل رسول الله ربه أن يعطيه ما قالوا فانشق القمر فرقتين و رسول الله ينادي يا فلان يا فلان اشهدوا و قال ابن مسعود انشق القمر على عهد رسول الله شقتين فقال لنا رسول الله اشهدوا اشهدوا و روي أيضا عن ابن مسعود أنه قال و الذي نفسي بيده لقد رأيت حراء بين فلقي القمر و عن جبير بن مطعم قال انشق القمر على عهد رسول الله حتى صار فرقتين على هذا الجبل و على هذا الجبل فقال ناس سحرنا محمد فقال رجل إن كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم و قد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة منهم عبد الله بن مسعود و أنس بن مالك و حذيفة بن اليمان و ابن عمر و ابن عباس و جبير بن مطعم و عبد الله بن عمر و عليه جماعة المفسرين إلا ما روي عن عثمان بن عطاء عن أبيه أنه قال معناه و سينشق القمر و روي ذلك عن الحسن و أنكره أيضا البلخي و هذا لا يصح لأن المسلمين أجمعوا على ذلك فلا يعتد بخلاف من خالف فيه و لأن اشتهاره بين الصحابة يمنع من القول بخلافه و من طعن في ذلك بأنه لو وقع انشقاق القمر في عهد رسول الله لما كان يخفى على أحد من أهل من أهل الأقطار فقوله باطل لأنه يجوز أن يكون الله تعالى قد حجبه عن أكثرهم بغيم و ما يجري مجراه و لأنه قد وقع ذلك ليلا فيجوز أن يكون الناس كانوا نياما فلم يعلموا بذلك على أن الناس ليس كلهم يتأملون ما يحدث في السماء و في الجو من آية و علامة فيكون مثل انقضاض الكواكب و غيره مما يغفل الناس عنه و إنما ذكر سبحانه اقتراب الساعة مع انشقاق القمر لأن انشقاقه من علامة نبوة نبينا صلی الله علیه و آله و نبوته و زمانه من أشراط اقتراب الساعة.[1]

المنبع:

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 9، ص 281

 

[1]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 9، ص 281