الثامن
الأصل في هذه المادّة: الثّمن، أي قيمة الشّي ء و قدره، و منه أيضا: العدد ثمان، لأنّه يقدّر ما يقع بعد السّبعة و قبل التّسعة من العدد. و العدد الترتیبی منه الثامن.
قال تعالی:«سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَ يَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَ يَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَ ثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ»[1] و الآية من معارك آراء المفسّرين، و لهم في مفرداتها، و في ضمائر الجمع الّتي فيها و في جملها، اختلاف عجيب، و الاحتمالات الّتي أبدوها في معاني مفرداتها، و مراجع ضمائرها، و أحوال جملها، إذا ضربت بعضها في بعض بلغت الألوف.
لفظ «ثامن» منفرد في الآية، و جاء في غيرها بألفاظ أخرى، كما أنّ القصّة فريدة في القرآن في نوعها، فلم تتكرّر كما تكرّرت جملة من القصص، و لا سيّما قصص الأنبياء و الأمم، فشابه هذا اللّفظ القصّة عددا.
وجاء بعد نقل قول الفرقتين قيد (رَجْماً بِالْغَيْبِ)، أي قولا بغير علم، أو ظنّا بالغيب بلايقين، و هذا يعمّ القولين، فهو رفض لهما. ثمّ حكى قول المسلمين: وَ يَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَ ثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ، و لم يعقّبه بشي ء يدلّ على زيفه، بل ربّما أيّده بقوله: قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ كما قيل، أو بإضافة «واو» الثّمانية كما يأتي.[2]
المنبع:
المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 8، ص 583
[1]الكهف: 22
[2]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 8، ص 583