الله سبحانه و تعالی
المجموعات : أسماء الله

الله

الله علَم للمعبود بالحقّ الجامع لجمیع صفات الکمال.

المعنی و الاشتقاق:

قال الراغب: اللَّه خصّ بالباري تعالى، و لتخصّصه به قال تعالى: «هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا»[1] و إِلهٌ جعلوه اسما لكل معبود لهم.[2] فالإله عام و الله خاصّ.

و قال الطبرسی: ذكر سيبويه في أصله قولين:

أحدهما أنه «إلاه» على وزن فِعال فحذفت الفاء التي هي الهمزة و جعلت الألف و اللام عوضا لازما عنها.

و الآخر أن أصله «لاه» و وزنه فَعَل و إنما أدخلت عليه الألف و اللام للتفخيم و التعظيم فقط و الألف من لاه منقلبة عن ياء فأصله «ليه».

أما الكلام في اشتقاقه:

فمنهم من قال إنه اسم موضع غير مشتق إذ ليس يجب في كل لفظ أن يكون مشتقا لأنه لو وجب ذلك لتسلسل هذا قول الخليل.

و منهم من قال إنه مشتق ثم اختلفوا في اشتقاقه على وجوه:

فمنها أنه مشتق من الألوهية التي هي العبادة و يقال: أله الله فلان إلاهة كما يقال عبده عبادة فعلى هذا يكون معناه الذي يحق له العبادة و لذلك لا يسمى به غيره و يوصف فيما لم يزل بأنه إله.

و منها: أنه مشتق من الوله و هو التحير يقال: أله يأله إذا تحير فمعناه أنه الذي تتحير العقول في كنه عظمته.

و منها: أنه مشتق من قولهم: ألهت إلى فلان أي فزعت إليه لأن الخلق يألهون إليه أي يفزعون إليه في حوائجهم فقيل للمألوه إله كما يقال للمؤتم به إمام.

و منها: أنه مشتق من ألهت إليه أي سكنت إليه عن المبرد و معناه أن الخلق يسكنون إلى ذكره

و منها: أنه من لاه أي احتجب فمعناه أنه المحتجب بالكيفية عن الأوهام، الظاهر بالدلائل و الأعلام .[3]

و قال بعض المحققین: نرى اختلافهم فيه اختلافا فاحشا يكمن في كونه أعجميا، و أول من قال بأعجميته، و دل على أصله أبو زيد البلخي المتوفى عام «322 ه»، قال: إن اليهود و النصارى يقولون: «لاها» و أخذت العرب هذه اللفظة و غيروها فقالوا: الله. و نراه معرب كلمة «لله ا» السريانية، أي الله، و هو «لاها» عندهم. فلفق العرب بين لفظ الكلمة و رسمها؛ إذ أبدلوا «اللام» من حرفها الأول «لا مد» السرياني، ثم نقلوا الحرف الآخر «ألف» السرياني إلى أول الكلمة، فصار «الله». و لم يكن لفظ «اللهم» عن الاختلاف بمعزل؛ حيث تمحلوا فيه تمحلا بينا... و لعل هذا اللفظ أعجمي أيضا و معرب لفظ «إلوهيم»، أي يا الله في العبرية.[4]

و فی الحدیث عن امیر المؤمنین علیه السلام: «اللّهُ مَعناهُ المَعبودُ الَّذي يَألَهُ فِيهِ الخَلقُ ويؤلَهُ إِلَيهِ، وَاللّهُ هُوَ المَستورُ عَن دَركِ الأَبصارِ، المَحجوبُ عَنِ الأَوهامِ وَالخَطَراتِ».[5]

و قالَ: «إِنَّ قَولَكَ اللّهُ أَعظَمُ اسمٍ مِن أَسماءِ اللّهِ عز وجل، وهُوَ الاسمُ الَّذي لا يَنبَغي أَن يُسَمّى بِهِ غَيرُ اللّهِ، ولَن يتَسَمَّ بِهِ مَخلوقٌ...هُوَ الَّذي يتَأَلَّهُ إِلَيهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ كُلُّ مخَلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن جَميعِ مَن هُوَ دونَهُ، وتقَطُّعِ الأَسبابِ مِن كُلِّ مَن سِواهُ»[6]

و قال الباقر عليه السلام: «اللّهُ مَعناهُ المَعبودُ الَّذي أَلِهَ الخَلقُ عَن دَركِ ماهِيَّتِهِ، وَالإِحاطَةِ بِكَيفِيَّتِهِ، ويَقولُ العَرَبُ: أَلِهَ الرَّجُلُ إِذا تَحَيَّرَ فِي الشَّي ءِ فلَم يُحِط بِهِ عِلما، ووَلَهَ إِذا فَزِعَ إِلى شَي ءٍ مِمّا يَحْذَرُهُ ويَخافُهُ، فَالإلهُ هُوَ المَستورُ عَن حَواسِّ الخَلقِ».[7]

الاستعمال القرآني:

جاء لفظ الجلالة «الله»، (2698) مرة، منها (980) مرة مرفوعا، و (592) مرة منصوبا، (1126) مرة مجرورا. هذا إن أسقطت البسملة من الحساب في أوائل السور دون استثناء و مع عدها في جميع السور كما هو مذهب الإمامية يصير المجموع (2811)، و عدها في سورة الفاتحة فقط على رأي الشافعية يكون المجموع (2699).[8]

إن كل آية فيها لفظة الله إما تشريع أو إنذار أو احتجاج، و كلما يكون سياقها آكد أو أرجى، يكون تكرار «الله» فيها أكثر، و آیة الدَین كرر فيها «الله» ست مرات و إن أخصر آية تكرر فيها «الله» ثلاث مرات قوله تعالى: «و لله المشرق و المغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم »[9] و هي تشمل ثلاث جمل، و في كل جملة جاء «الله» مرة.[10]

و قد جاء لفظ الجلالة في القرآن في حوالي 444 موضوعا بفعل و صفة و نسبة لله، أو عمل من العباد يتعلق به تعالى. و قد غلبت صبغة الرحمة و الرجاء في آياتها على الغضب و الجفاء، بنسبة قريبة من الضِعف.[11]

المنابع:

مفردات ألفاظ القرآن، ص 82

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 91

المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 2، ص 882 - 901

بحار الأنوار،ج 3 ، ص 222

 

[1]مریم: 65

[2]مفردات ألفاظ القرآن، ص 82

[3]مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 91

[4]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 2، ص 882 - 901

[5]بحار الأنوار،ج 3 ، ص 222

[6]بحار الأنوار، ج 92 ، ص 232 ح 14

[7]بحار الأنوار، ج 3 ، ص 222

[8]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 2، ص 882 - 901

[9]البقرة: 115

[10]المعجم فى فقه لغه القرآن و سر بلاغته، ج 2، ص 882 – 901

[11]نفس المصدر