611799 / _2 و قال: قوله: رَضِيَ اَللّٰهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «اَللَّهُ رَاضٍ عَنِ اَلْمُؤْمِنِ فِي اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ، وَ اَلْمُؤْمِنِ وَ إِنْ كَانَ رَاضِياً عَنِ اَللَّهِ فَإِنَّ فِي قَلْبِهِ مَا فِيهِ، لِمَا يَرَى فِي هَذِهِ اَلدُّنْيَا مِنَ اَلتَّمْحِيصِ، فَإِذَا عَايَنَ اَلثَّوَابَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ رَضِيَ عَنِ اَللَّهِ اَلْحَقِّ حَقَّ اَلرِّضَا، وَ هُوَ قَوْلُهُ: وَ رَضُوا عَنْهُ ، وَ قَوْلُهُ: ذٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ أَيْ أَطَاعَ رَبَّهُ».
1711819 / _22 ثم قال عليّ بن إبراهيم: حدّثنا سعيد بن محمّد، قال: حدّثنا بكر بن سهل، قال: حدّثنا عبد الغني بن سعيد، عن موسى بن عبد الرحمن، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحّاك بن مزاحم، عن ابن عبّاس، في قوله: أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ يريد خير الخلق جَزٰاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّٰاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهٰارُ خٰالِدِينَ فِيهٰا أَبَداً لا يصف الواصفون خير ما فيها رَضِيَ اَللّٰهُ عَنْهُمْ يريد رضي أعمالهم وَ رَضُوا عَنْهُ رضوا بثواب اللّه ذٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ يريد لمن خاف و تناهى عن معاصي اللّه.
و أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد مُنْفَكِّينَ قال منتهين لم يكونوا ليؤمنوا حتى تبين لهم الحق
و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله حَتّٰى تَأْتِيَهُمُ اَلْبَيِّنَةُ قال محمد و في قوله وَ ذٰلِكَ دِينُ اَلْقَيِّمَةِ قال القيم
14 و أخرج ابن مردويه عن أبى بن كعب ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يا أبى انى أمرت ان أقرئك سورة فأقرأنيها ما كان اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ اَلْكِتٰابِ وَ اَلْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتّٰى تَأْتِيَهُمُ اَلْبَيِّنَةُ `رَسُولٌ مِنَ اَللّٰهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً `فِيهٰا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ أى ذات اليهودية و النصرانية ان أقوم الدين الحنيفية مسلمة غير مشركة و من يعمل صالحا فلن يكفره و ما اختلف الذين أوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة ان الذين كفروا و صدوا عن سبيل الله و فارقوا الكتاب لما جاءهم أولئك عند الله شر البرية ما كان الناس الا أمة واحدة ثم أرسل الله النبيين مبشرين و منذرين يأمرون الناس يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يعبدون الله وحده و أولئك عند الله هم خير البرية جَزٰاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّٰاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهٰارُ خٰالِدِينَ فِيهٰا أَبَداً رَضِيَ اَللّٰهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
14 و أخرج أحمد عن ابن عباس قال جاء رجل إلى عمر يسأله فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة و إلى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس ثم قال له عمر كم مالك قال أربعون من الإبل قال ابن عباس قلت صَدَقَ اَللّٰهُ وَ رَسُولُهُ لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث و لا يملا جوف ابن آدم الا التراب و يتوب الله على من تاب فقال عمر ما هذا فقلت هكذا اقرأنى أبى قال فمر بنا اليه فجاء إلى أبى فقال ما تقول هذا قال أبى هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إذا أثبتها في المصحف قال نعم
14 و أخرج ابن الضريس عن ابن عباس قال قلت يا أمير المؤمنين ان أبيا يزعم انك تركت من آيات الله آية لم تكتبها قال و الله لأسألن أبيا فان أنكر لتكذبن فلما صلى صلاة الغداة غدا على أبى فاذن له و طرح له وسادة و قال يزعم هذا انك تزعم انى تركت آية من كتاب الله لم أكتبها فقال انى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما واديا ثالثا و لا يملا جوف بن آدم الا التراب و يتوب الله على من تاب فقال عمر أ فأكتبها قال لا أنهاك قال فكأن أبيا شك أقول من رسول الله صلى الله عليه و سلم أو قرآن منزل
14 و أخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال لما نزلت لَمْ يَكُنِ اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ اَلْكِتٰابِ لقى أبى بن كعب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أبى ان الله قد أنزل سورة و أمرني ان أقرئكها فقال آلله أمرك قال نعم قال فافعل قال فاقرأها إياه
أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة لَمْ يَكُنِ اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ اَلْكِتٰابِ وَ اَلْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ قال منتهين عما هم فيه حَتّٰى تَأْتِيَهُمُ اَلْبَيِّنَةُ أى هذا القرآن رَسُولٌ مِنَ اَللّٰهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً قال يذكر القرآن بأحسن الذكر و يثنى عليه بأحسن الثناء وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا اَللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ حُنَفٰاءَ و الحنيفية الختان و تحريم الأمهات و البنات و الأخوات و العمات و الخالات و المناسك وَ يُقِيمُوا اَلصَّلاٰةَ وَ يُؤْتُوا اَلزَّكٰاةَ وَ ذٰلِكَ دِينُ اَلْقَيِّمَةِ قال هو الذي بعث الله به رسوله و شرعه لنفسه و رضيه
أخرج ابن أبى حاتم عن أبى هريرة قال أ تعجبون من منزلة الملائكة من الله و الذي نفسي بيده لمنزلة العبد المؤمن عند الله يوم القيامة أعظم من منزلة ملك و اقرؤوا ان شئتم إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ
14 و أخرج ابن مردويه عن عائشة قالت قلت يا رسول الله من أكرم الخلق على الله قال يا عائشة أما تقرئين إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ
1,14 و أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فاقبل علي فقال النبي صلى الله عليه و سلم و الذي نفسي بيده ان هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة و نزلت إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ فكان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم إذا أقبل علي قالوا جاء خير البرية
1,14 و أخرج ابن مردويه عن علي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ألم تسمع قول الله إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ أنت و شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض إذا حيت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين
و أخرج ابن أبى حاتم عن عقيل قال قلت للزهري تزعمون ان الصلاة و الزكاة ليس من الايمان فقرأ وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا اَللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ حُنَفٰاءَ وَ يُقِيمُوا اَلصَّلاٰةَ وَ يُؤْتُوا اَلزَّكٰاةَ وَ ذٰلِكَ دِينُ اَلْقَيِّمَةِ ترى هذا من الايمان أم لا
و أخرج ابن المنذر عن عطاء بن أبى رباح انه قيل له ان قوما قالوا ان الصلاة و الزكاة ليسا من الدين فقال أليس يقول الله وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا اَللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ حُنَفٰاءَ وَ يُقِيمُوا اَلصَّلاٰةَ وَ يُؤْتُوا اَلزَّكٰاةَ وَ ذٰلِكَ دِينُ اَلْقَيِّمَةِ فالصلاة و الزكاة من الدين
و أخرج عبد بن حميد عن المغيرة قال كان أبو وائل إذا سئل عن شي من الايمان قرأ لَمْ يَكُنِ اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ اَلْكِتٰابِ إلى قوله وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا اَللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ
1,14 و أخرج ابن عدى عن ابن عباس قال لما نزلت إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي هو أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين
9)روايتى كه شيخ فاضل و متكلّم فقيه،دانشمند و پارساى پرهيزكار ابو على محمد بن احمد بن على فتال معروف به ابن فارسى،كه از بزرگترين قدماى اماميه و از علما و كلاميان ايشان است،در كتاب معروف«روضة الواعظين»از ابو جعفر باقر عليه السّلام روايت مىكند كه فرمود:رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله از مدينه حج گزارد و تا آن زمان،تمام شريعتهاى الهى به امتش رسيده بود،مگر حج و ولايت كه جبرئيل عليه السّلام وحى آورد كه:اى محمد!خداوند تو را درود مىدهد و مىفرمايد كه من هيچ نبى از انبيا و رسولانم را قبض روح...
2)و از وى روايتشده كه حضرت امام جعفر صادق عليه السّلام درباره كلام خداوند متعال: «رَضِيَ اَللّٰهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ»
22)سپس على بن ابراهيم،از سعيد بن محمّد،از بكر بن سهل،از عبد الغنى بن سعيد،از موسى بن عبد الرحمن،از مقاتل بن سليمان،از ضحّاك بن مزاحم،از ابن عبّاس روايت كرد كه وى درباره كلام خداوند متعال گفت: أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ يعنى برترين آفريدگان «جَزٰاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّٰاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهٰارُ خٰالِدِينَ فِيهٰا أَبَداً» توصيفكنندگان نمىتوانند نيكى آنچه را در آنند وصف كنند «رَضِيَ اَللّٰهُ عَنْهُمْ» يعنى از كردارشان خشنود است «وَ رَضُوا عَنْهُ» از پاداش...
13,14,5 و في الاحتجاج عنه عليه السلام أنّه قال: قد حج رسول اللّٰه صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم من المدينة و قد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحجّ و الولاية فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال له «يا محمّد إنّ اللّٰه عزّ و جلّ يقرؤك السّلام و يقول لَكَ إنّي لم أقبض نبيّاً من أنبيائي و لا رسولاً من رسلي إلاّ بعد إكمال ديني و تأكيد حجتي و قد بقي عليك من ذٰلك فريضتان ممّا يحتاج أن تبلغهما قومك: فريضة الحجّ، و فريضة الولاية و الخلافة من بعدك، فإني لم أخل أرضي من حجة و لن أُخليها أبداً فإنّ اللّٰه يأمرك أن تبلّغ قومك الحجّ تحجّ و يحجّ معك كلّ من استطاع إليه سبيلاً من أهل الحضر و الأطراف و الأعراب و تعلّمهم من حجّهم مثل ما علّمتهم من صلواتهم و زكوٰتهم و صيامهم و توقفهم من ذٰلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلّغتهم من الشرايع».
فنادىٰ مناد من رسول اللّٰه صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم في النّاس ألا إنّ رسول اللّٰه صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم يريد الحجّ و أن يعلّمكم من ذٰلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم و يوقفكم من ذلك علىٰ ما أوقفكم عليه من غيره، فخرج رسول اللّٰه صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم و خرج معه النّاس و أصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله، فحجّ بهم و بلغ من حجّ مع رسول اللّٰه صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم من أهل المدينة و أهل الأطراف و الأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب 32موسٰى سبعين ألفاً الذين أخذ عليهم ببيعة هٰرون فنكثوا و اتّبعوا العجل و السّامريّ و كذلك رسول اللّٰه صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم أخذ البيعة لعليّ بن أبي طالب عليه السلام بالخلافة علىٰ عدد أصحاب 32موسى فنكثوا البيعَة وَ اتّبعُوا العجل سنّة بسنّة و مثلاً بمثل و اتّصلت التّلبية ما بين مكّة و المدينة .
فلمّا وقف بالموقوفِ أتاه جبرئيل عن اللّٰه تعالىٰ فقال: يا محمّد صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم إنّ اللّٰه تعالى يقرؤك السلام و يقول لك انّه قد دنا أجل و مدتك و أنا مستقدمك علىٰ ما لا بدّ منه و لا عنه محيص فاعهد عهدك و قدّم وصيتك و اعمد الى ما عندك من العلم و ميراث علوم الأنبياءِ من قبلك و السّلاح و التّابوت و جميع ما عندك من آيات الأنبياءِ فسلّمها الى وصيّك و خَليفتك من بعدك حجّتي البالغة علىٰ خلقي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فأقمه للنّاس علماً و جدّد عهده و ميثاقه و بيعته و ذكّرهم ما أخذت عليهم من بيعتي و ميثاقي الذي واثقتهم به و عهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليّ و مولاهم و مولى كل مؤمن و مؤمنة عليّ بن أبي طالب عليه السلام فانّي لم أقبض نبيّاً من الأنبياء إلاّ من بعد إكمال ديني و إتمام نعمتي بولاية أوليائي و معاداة أعدائي و ذٰلك كمال توحيدي و ديني و إتمام نعمتي على خلقي باتّباع وليّي و طاعته و ذٰلك أنّي لا أترك أرضي بلا قيّم ليكون حجّة لي على خلقي ف اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ الآية بولاية وليي و مولى كلّ مؤمن و مؤمنة عليّ عبدي و وصي نبيّ و الخليفة من بعده و حجتي البالغة علىٰ خلقي مقرون طاعته بطاعة محمّد صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم نبيّي و مقرون طاعته مع طاعة محمّد صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني جعلته علماً بيني و بين خلقي من عرفه كان مؤمناً و من أنكره كان كافراً و من أشرك بيعته كان مشركاً و من لقيني بولايته دخل الجنة و من لقيني بعداوته دخل النار فأقم يا محمّد عليّاً صلوات اللّٰه عليهما عليماً و خذ عليهم البيعة و جدّد عليهم عهدي و ميثاقي لهم الّذي واثقتهم عليه فانّي قابضك إليّ و مستقدمك علي.
فخشي رسول اللّٰه صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم قومه و أهل النِّفاق و الشّقاق أن يتفرقوا و يرجعُوا جاهليّةً لما عرف من عداوتهم و لما ينطوي عليه أنفسهم لعليّ عليه السلام من البغضة و سأل جبرئيل أن يسأل ربّه العصمة من النّاس و انتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من النّاس من اللّٰه جلّ اسمه فأخّر ذلك الى أن بلغ مسجد الخَيْف فأتاه جبرئيل في مسجد الخَيْف فأمره أن يعهد عهده و يقيم عليّاً صلوات اللّٰه عليه للنّاس و لم يأته بالعصمة من اللّٰه جلّ جلاله الذي أراد حتّى أتى كُراعَ الغميم بين مكّة و المدينة فأتاه جبرئيل عليه السلام و أمره بالذي أتاه به من قبل اللّٰه و لم يأته بالعصمة من اللّٰه جلّ جلاله الذي أراد فقال يا جبرئيل إنّي أخشٰى قومي أن يكذّبوني و لا يقبلوا قولي في عليّ عليه السلام فرَحَل فلما بلغ غدير خمّ قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر و الاِنتهار و العصمة من الناس فقال يا محمّد إنَّ اللّٰه تعالىٰ يقرءوك السّلام و يقول لك يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في عليّ صلوات اللّٰه و سلامه عليه وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اَللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ اَلنّٰاسِ و كان أوايلهم قربت من الجحفة فأمره بأن يُرَّدَ من تقدم منهم و يحبس من تأخّر عنهم في ذٰلك المكان ليقيم عليّاً عليه السلام للنّاس و يبلّغهم ما أَنزل اللّٰه تعالىٰ في عليّ عليه السلام و أخبره بأنّ اللّٰه عزّ و جلّ قد عصمه من النّاس.
فأمر رسول اللّٰه صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم عند ما جاءته العصمة منادياً ينادي في النّاس بالصّلوة جامعةً و يردّ من تقدم منهم و يحبس من تأخّر فتنحّىٰ عن يمينَ الطّريق الى جنب مسجد الغدير و أمره بذٰلك جبرئيل عن اللّٰه عزّ و جلّ و في الموضع سلمات فأمر رسول اللّٰه صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم أن يقم ما تحتهنّ و ينصب له أحجار كهيئة المنبر
ليشرف على الناس فتراجع النّاس و احتبس أواخرهم في ذٰلك المكان لا يزالون فقام رسول اللّٰه صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم فوق تلك الأحجار ثُمَّ حمد اللّٰه تعالىٰ و أثنىٰ عليه فقال صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم.
اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي عَلاَ فيِ تَوَحُّدِهِ وَدَنَا فيِ تَفَرُّدِهِ وَ جَلَّ فيِ سَلْطَنَتِهِ وَ عَظُمَ فيِ أَرْكَانِهِ وَ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلْماً وَ هُوَ فيِ مَكَانِهِ وَ قَهَرَ جَمِيعَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِهِ وَ بُرْهَانِهِ مَجِيداً لَمْ يَزَلْ مَحْمُوداً لاَ يَزَالُ بَارِئُ المَسْمُوكٰاتِ وَ دَاحِي الْمَدْخوَّاتِ وَ جَبَّارُ اْلأَرْضِيِنَ وَ السَّمٰوَاتِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَ الرُّوحِ مُتَفَضِّلٌ عَلَىٰ جَمِيعِ مَنْ بَرَاهُ مُتَطَوِّلٌ عَلَىٰ جَمِيعِ مَنْ أَنْشَأَهُ يَلْحَظُ كُلَّ عَيْنٍ وَ الْعُيُونُ لاَ تَرَاهُ كَرِيمٌ حَلِيمٌ ذُو أَنَاةٍ قَدْ وَسِعَ كُلَّ شَيْءِ بِرَحْمَتِهِ وَ مَنَّ عَلَيْهِمْ بِنِعْمَتِهِ لاَ يَعْجَلُ بِانْتِقَامِهِ وَ لاَ يُبَادِرُ إِلَيْهِمْ بِمَا اسْتَحَقُّوا مِنْ عَذَابِهِ قَدْ فَهِمَ السَرَّائِرَ وَ عَلِمَ الضَّمَآئِرَ وَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ الْمَكْنُونَاتُ وَ لاَ اشْتَبَهَتْ عَلَيْهِ الْخَفِيَّاتُ لَهُ الإِحَاطَةُ بِكُلِّ شَيْءٍ وَ الْغَلَبَةُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَ الْقُوَّةُ فيِ كُلِّ شَيْءٍ وَ الْقُدْرَةُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَ هُوَ مُنْشِئُ الشّيْءِ حِينَ لاَ شَيْءَ دَآئِمٌ قَآئِمٌ بِالْقِسْطِ لاَ الٰهَ إلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ جَلَّ عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ اْلأَبْصَارُ وَ هُوَ يُدْرِكَ اْلأَبْصَارَ وَ هُوَ اللَّطيفُ الْخَبِيرُ لاَ يَلْحَقُ أَحَدٌ وَصْفَهُ مِنْ مُعَايَنَةٍ وَ لاَ يَجِدُ أَحَدٌ كَيْفَ هُوَ مِنْ سِرِّ وَ عَلاَنِيَةٍ إلاَّ بِمَا دَلَّ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَ اشْهَدُ بِأَنَّهُ اللّٰهُ الَّذِي مَلَأَ الدَّهْرَ قُدْسُهُ وَ الَّذِي يُغْشِي اْلأَبَدَ نُورُهُ وَ الَّذِي يَنْفُذُ أمْرُهُ بِلاَ مُشَاوَرَةِ مُشِيرٍ وَ لاَ مَعَهُ شَرِيكٌ فيِ تَقْدِيرٍ وَ لاَ تَفَاوُتٌ فيِ تَدْبِيرٍ صَوَّرَ مَا أَبْدَعَ عَلَىٰ غَيْرِ مِثَالٍ وَ خَلَقَ مَا خَلَقَ بِلاَ مَعُونَةٍ مِنْ أَحَدٍ وَ لاَ تَكَلّفٍ وَ لاَ احْتِيَالٍ أنْشَاَهَا فَكَانَتْ وَ بَرأَهَا فَبَانَتْ وَ هُوَ اللّٰهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إلاَّ هُوَ الْمُتْقِنُ الصَّنْعَةِ الْحَسَنُ الصَّنيعَةِ الْعَدْلُ الَّذِي لاَ يَجُورُ وَ اْلأَكْرَمُ الَّذِي تُرْجَعُ إِلَيْهِ اْلأُمُورُ وَ اشْهَدُ أَنَّهُ الَّذِي تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ وَ خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لَهِيْبَتِهِ مَالِكُ اْلأَمْلاَكِ وَ مُفَلِّكُ اْلأَفْلاَكِ وَ مُسَخِّرُ الشَّمْسِ وَ القَمَرِ كُّلٌ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً قَاصِمُ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَ مُهْلِكُ كُلِّ شَيْطَانٍ مَريد لَمْ يَكُنْ مَعَهُ ضِدٌّ وَ لاَ نِدٌّ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ يَلْدِ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ إلَهٌ وَاحِدٌ وَ رَبٌّ مَاجِدٌ يَشَآءُ فَيَمْضِي وَ يُرِيدُ فَيَقْضِي وَ يَعْلَمُ وَ يُحْصِي وَ يُمِيتُ وَ يُحْيي وَ يُفْقِرُ وَ يُغْني وَ يُضْحِكُ وَ يُبْكِي وَ يُدْني وَ يُقْصِي وَ يَمْنَعُ وَ يُعْطي لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ هُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يُولِجُ اللَّيْلَ فيِ النَّهَارِ وَ يُولِجُ النَّهَارَ فيِ اللَّيْلِ لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ مُسْتَجِيبُ الدُّعَآءِ وَ مُجْزلُ الْعَطآءِ محْصِي اْلأَنْفَاسِ وَ رَبُّ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ لاَ يُشْكِلُ عَلَيْهِ شَيْءٌ وَ لاَ يُضْجِرُهُ صرُاخُ الْمُسْتَصْرِخِينَ وَ لاَ يُبْرِمُهُ اِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ العَاصِمُ لِلصَّالِحِينَ وَ الْمُوَفِّقُ لِلْمُفْلِحِينَ وَ مَوْلَى الْعَالَمِينَ الَّذِي اسْتَحَقَّ مِنْ كُلِّ مَنْ خَلَقَ أَنْ يَشْكُرَهُ وَ يَحْمِدَهُ عَلَى السرَّاءِ وَ الضَرَّآءِ وَ الشِّدَّةِ وَ الرَّخَآءِ وَ أُومِنْ بِهِ وَ بَمِلآئِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ أَسْمَعُ أَمْرَهُ وَ أُطِيعُ وَ أُبَادَرُ إلىٰ كُلِّ مَا يَرْضَاهُ وَ اسْتَسلِمُ لِقَضَائِهِ رَغْبَةً فيِ طَاعَتِهِ وَ خَوْفاً مِنْ عُقُوبَتِهِ لِأنَّهُ الَّذِي لاَ يُؤْمَنُ مَكْرُهُ وَ لاَ يُخَافَ جَوْرُهُ أُقرُّ عَلَىٰ نَفْسِي بِالْعُبُودِيَّةِ وَ أشْهَدُ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَ أُؤَدِّي مَا أَوْحَىٰ إِليَّ حَذَراً مِنْ أَنْ لاَ أَفْعَلَ فَيَحِلَّ بِي مِنْهُ قَارِعَةٌ لاَ يَدْفَعُهَا عَنِّي أَحَدٌ وَ إنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ لِإنَّهُ قَدْ أعْلَمَنِي أَنّي إنْ لَمْ أُبَلِّغْ مَا أنْزَلَ إلَيَّ فَمَا بَلّغَتُ رِسَالَتَهُ فَقَدْ ضَمِنَ ليِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَىٰ اَلْعِصْمَةَ وَ هُوَ اللّٰهُ الْكَافيِ الكَرِيمُ فَأَوْحَى اللّٰهُ إِلَيَّ بسم اللّه الرحمن الرحيم يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فيِ عَليِ صَلَوٰاتُ اللّٰهِ وَ سَلاَمُهُ عَلَيْهِ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اَللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ اَلنّٰاسِ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا قَصَّرْتُ فيِ تَبْلِيغِ مَا أنْزَلَهُ وَ أَنَا مُبَيِّنٌ لَكُمْ سَبَبَ هٰذِهِ الآيَةِ إنَّ جَبْرِئِيلَ هَبَطَ اِلَيَّ مِرَاراً يَاْمُرُني عَنِ السَّلاَمِ رَبِّي وَ هُوَ السَّلامَ اُنْ أَقُومَ فيِ هٰذَا الْمَشْهَدِ فَاُعْلِمَ كُلَّ اَبْيضَ وَ أسْوَدَ أَنَّ عَليَّ بِنْ أبي طالِبٍ عليه السلام أخِي وَ وَصِيّي وَ خَلِيفَتي وَ الإمَامُ مِنْ بَعْدِي الَّذِي مَحَلَّهُ مِنّي مَحَلُّ هٰرُونَ مِنْ مُوسَىٰ إلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي وَ هُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ قَدْ أنْزَلَ اللّٰهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالىٰ عَلَيَّ بِذٰلِكَ آيَةً مِنْ كِتَابِهِ إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَ يُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَ هُمْ رٰاكِعُونَ وَ عَليُّ بْنُ أبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلام أقَامَ الصَّلوٰةَ وَ آتَىٰ الزَّكْوَةٰ وَ هُوَ رَاكِعٌ يُرِيدُ اللّٰهَ عَزَّ وَ جَلَّ فيِ كُلِّ حَالٍ وَ سَألتُ جَبْرَئيلَ عليه السلام أَنْ يَسْتَعفِي ليِ عَنْ تَبْلِيغِ ذٰلِكَ إلَيْكُمْ أَيُّهَا النّاسُ لِعِلْمي بِقِلَّةِ الْمُتَّقِينَ وَ كِثْرَةِ المُنَافِقِينَ وَ أدغَالِ اْلآثِمينَ وَ خَتَل المُسْتَهزِئِينَ بِالإسْلامِ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللّٰهُ تَعَالىٰ في كِتَابِهِ بِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مٰا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اَللّٰهِ عَظِيمٌ وَ كَثْرَةِ إذا هُمْ ليِ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتّى سَمُّوني أُذُناً وَ زَعَمُوا أنّي كَذٰلِكَ لِكَثْرَةِ مَلاَزِمَتِهِ إيَّايَ وَ إقبالي عَلَيْهِ حَتّىٰ أنْزَلَ اللّٰهُ عَزَّ وَ جَلَّ فيِ ذٰلِكَ وَ مِنْهُمُ اَلَّذِينَ يُؤْذُونَ اَلنَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ اُذُنٌ عَلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ الآية وَ لَوْ شِئْتَ أنْ أُسمِيَّ بِأَسْماَئِهِمْ لَسَمَّيْتُ وَ أنْ أُومِيَ إلَيْهِمْ بِأَعْيَانِهِمْ لأَوْمَأتُ وَ أنْ أدُلَّ عَلَيْهِمْ لَدَلَلَتُ وَ لٰكِنّي وَ اللّٰهِ فيِ أُمُورِهِمْ قَدْ تَكَرَّمْتُ وَ كُلُّ ذٰلِكَ لاَ يَرضىٰ اللّٰهُ مِنّي إلاّ أنْ أُبَلِّغَ مَا أنْزلَ إلىَّ ثُمَّ تَلاَ يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فيِ عَلي وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ وَ اَللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ اَلنّٰاسِ فاعْلَمُوا مَعَاشِرَ النَّاسِ أَنَّ اللّٰهَ قَدْ نَصَبَهُ لَكُمْ وَلِيّاً وَ إمَاماً مُفْتَرَضاً طَاعَتُهُ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَ اْلأنْصَارِ وَ عَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإحْسَانٍ وَ عَلَى البَادِي وَ الحَاضِرِ وَ عَلَى الأَعْجَمِيّ وَ الْعَرَبِيّ و الْحُرِّ وَ المَمْلُوكِ و الصَّغِيرِ وَ الكَبِيرِ وَ عَلَى اْلأَبْيَضِ وَ اْلأَسْوَدِ وَ عَلَىٰ كلِّ مُوَحِّدٍ مَاضٍ حُكْمُهُ جَايِزٌ قَوْلُهُ نَافِذٌ أَمْرُهُ مَلْعُونٌ مَنْ خَالَفَهُ مَرْحُومٌ مَنْ تَبِعَهُ وَ مَنْ صَدَّقَهُ فَقَدْ غَفَرَ اللّٰهُ لَهُ وَ لِمَنْ سَمِعَ مِنْهُ وَ أطَاعَ لَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّهُ آخِرُ مَقامٍ أقُومُهُ فيِ هٰذا الْمَشْهَدِ فَاسْمَعُوا وَ أطِيعُوا وَ انْقادُوا لِأَمْرِ رَبِّكُمْ فَإنَّ اللّٰهَ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ رَبُّكُمْ وَ وَلِيُّكُمْ وَ إلٰهكُمْ ثُمَّ مِنْ دُونِهِ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ صَلَيّ اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَم وَلِيُّكُمْ الْقَآئِمُ الْمُخَاطِبُ لَكُمْ ثُمَّ مِنْ بَعْدي عَليُّ صَلَوٰاتُ اللّٰهِ وَ سَلاَمُهُ عَلَيْهِ
وَلِيُّكُمْ وَ إمَامُكُمْ بِأَمْرِ اللّٰهِ رَبِّكُمْ ثُمَّ اْلإِمَامَةُ فيِ ذُرِّيَتِي مِنْ وُلْدِهِ إلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَوْمَ يَلْقَوْنَ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ لاَ حَلاَلَ إلاَ مَا أَحَلَّهُ اللّٰهُ وَ لاَ حَرَامَ إلاَّ مَا حَرَّمَهُ اللّٰهُ عَرَّفَنِي الحَلاَلَ و الحَرَامَ وَ أنَا أفْضَيْتُ بِمَا عَلَّمَنِيِ رَبّي مِنْ كِتَابِهِ وَ حَلاَلِهِ وَ حَرَامِهِ إلَيْهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا مِنْ عِلْمٍ إلاَّ وَ قَدْ أحْصَاهُ اللّٰهُ فيِ كُلّ عِلْمٍ عَلِمْتُهُ فَقَدْ أحْصَيْتُهُ فيِ عَليِّ إمَامِ الْمُتَّقِينَ وَ مَا مِنْ عِلْمٍ إلاَّ وَ قَدْ عَلَّمْتُهُ عَلِيَّاً وَ هُوَ الإمَامُ الْمُبِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ لاَ تَضِلُّوا عَنْهُ وَ لاَ تَنْفِرُوا مِنْهُ وَ لاَ تَسْتنْكفُوا مِنْ وِلاَيَتِهِ فَهُوَ الَّذِي يَهْدِي إلىَ الْحَقِّ وَ يَعْمَلُ بِهِ وَ يزْهَقُ الْبَاطِلَ وَ يَنْهَىٰ عَنْهُ وَ لاَ تَأَخُذُهُ في اللّٰهِ لَوْمَةُ لآئِمٍ ثُمَّ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ الَّذِي فَدَىٰ رَسُولَ اللّٰهِ صَلَىّ اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ بِنَفْسِهِ وَ الَّذِي كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّٰهِ صَلَىّ اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ وَ لاَ أحَدَ يَعْبُدُ اللّٰهَ مَعَ رَسُولِهِ مِنَ الرِّجَالِ غَيْرُهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ فَضِّلُوهُ فَقَدْ فَضَّلَهُ اللّٰهُ وَ اقْبَلُوهُ فَقَدْ نَصَبَهُ اللّٰه مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ إمَامٌ مِنَ اللّٰهِ وَ لَنْ يَتُوبَ اللّٰهُ عَلَىٰ أَحَدٍ أنْكَرَ وَلايَتَهُ وَ لَنْ يَغْفِرَ اللّٰهُ لَهُ حَتْماً علَى اللّٰهِ أَنْ يَفْعَلَ ذٰلِكَ ممَّنْ خَالَفَ أمْرَهُ فِيهِ وَ أنْ يُعَذِّبَهُ عَذَاباً نُكْراً أبَدَ الآبَادِ وَ دَهْرَ الدُّهُورِ فَاحْذَرُوا أنْ تُخَالِفُوهُ فَتُصْلَوْا نٰاراً وَقُودُهَا اَلنّٰاسُ وَ اَلْحِجٰارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكٰافِرِينَ أَيُّهَا النَّاسِ بِي وَ اللّٰهِ بُشِّرَ الأَوَّلُونَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ أنَا خَاتِمُ الأنْبياء وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْحُجّةُ عَلَىٰ جَمِيعِ الْمَخْلُوقِينَ مِنْ أَهْلِ السَّمَوٰاتِ وَ اْلأَرضِينَ فَمَنْ شَكَّ فيِ ذٰلِكَ فَهُوَ كَافِر كُفْرَ الْجَاهِلِيَّةَ اْلأُولى وَ مَنْ شَكَّ فيِ شَيْءٍ مِنْ قَوْليِ هٰذَا فَقَدْ شَكَّ فيِ الْكُلِّ مِنْهُ وَ الشَّاكُّ فيِ الْكُلِّ فَلَهُ النَّارُ مَعَاشرَ النَّاس حَبٰانِيَ اللّٰهُ بِهٰذِهِ الْفَضِيلَةِ مَنّاً مِنْهُ عَلَيَّ وَ إحْسَاناً مِنْهُ إلَيَّ وَ لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ مِنّي أبَدَ اْلآبِدِينَ وَ دَهْرَ الدَّاهِرِينَ عَلَىٰ كُلِّ حَالٍ، مَعَاشرَ النَّاس فَضِّلُوا عَلِيّاً فَإنَّهُ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدِي مِنْ ذَكَر وَ أُنْثَىٰ بِنَا أَنْزَلَ اللّٰهُ الرِّزْقَ وَ بَقِي الْخَلْقُ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَغْضُوبٌ مَغْضُوبٌ مَنْ رَدَّ قَوْليِ هٰذَا وَ إنْ لَمْ يُوَافِقْهُ إلاَّ إنَّ جَبْرِئِيلَ خَبَّرَنِي عَنْ اللّٰهِ تَعَالَىٰ بِذٰلِكَ وَ يَقُولُ مَنْ عَادَى عَلِيّاً وَ لَمْ يَتَوَلَّهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَتي وَ غَضَبِي وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ مٰا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللّٰهَ أَنْ تُخَالِفُوهُ فَتَزِلَّ قَدَمٌ
بَعْدَ ثُبُوتِهَا إنَّ اللّٰهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ مَعَاشرَ النَّاسِ إِنَّهُ جَنْبُ اللّٰهِ نَزَلَ فيِ كِتَابِهِ يٰا حَسْرَتىٰ عَلىٰ مٰا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اَللّٰهِ مَعَاشرَ النَّاسِ تَدَبَّرُوا الْقُرْانَ وَ افْهَمُوا آيَاتِهِ وَ انْظرُوا إلَىٰ مُحْكَمَاتِهِ وَ لاَ تَتَّبِعُوا مُتَشابِهَهُ فَوَ اللّٰهِ لَنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ زَوَاجِرَهُ وَ لاَ يُوضِحُ لَكُمْ تَفْسِيرَهُ إلاَّ الَّذِي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَ مُصْعَدُهُ إلَيَّ وَ شَائِلٌ بِعَضُدِهِ وَ مُعَلِّمُكُمْ أَنَّ مَنْ كُنْتَ مَوْلاَهُ فَهٰذَا عَلَيٌّ مَوْلاَهُ وَ هُوَ عَليُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ عَلَيْهِ السَّلاَمْ أَخِي وَ وَصيي وَ مُوَالاَتُهُ مِنَ اللّٰهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَهَا عَلَيَّ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّ عَلِيّاً وَ الطَّيِّبِينَ مِنْ وُلْدِي صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ هُوَ الثِّقْلُ اْلأَصْغَرُ وَ الْقُرْآنُ هُوَ الثِّقْلُ اْلأَكْبَرُ فَكُلُّ وَاحِدٍ مُنْبئٌ عَنْ صَاحِبِهِ وَ مُوَافِقٌ لَهُ لَنْ يَفْتَرِقَا حَتّىٰ يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ أُمَنآءُ اللّٰهِ فيِ خَلْقِهِ وَ حُكَّامُهُ فيِ أَرْضِهِ أَلاَّ وَ قَدْ بَلَّغْتُ ألاَ وَ قَدْ أَدَّيْتُ ألاَ وَ قَدْ أَسْمَعْتُ ألاَّ وَ قَدْ أوْضَحْتُ ألاَ وَ إنَّ اللّٰهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ وَ أنَا قُلْتُ عَنِ اللّٰهِ عَزَّ وَ جَلَّ ألاَ إنَّهُ لَيْسَ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللّٰهِ وَ سَلاَمُهُ عَلَيْهِ غَيْرَ أخي هٰذَا وَ لاَ تَحِلُّ إمْرَةُ الْمُؤْمِنِينَ لأَحَدٍ غَيْرِهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إلَىٰ عَضُدِهِ فَرَفَعَهُ وَ كَانَ مُنْذُ أوَّلِ مَا صَعَدَ رَسُولُ اللّٰهِ صَلَىْ اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ شَالَ عَلِيّاً حَتّىٰ صَارَتْ رِجْلُهُ مَعَ رُكْبَةِ رَسُولِ اللّٰهِ صَلّىٰ اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ ثُمَّ قَالَ مَعَاشرَ النَّاسِ هٰذَا عَليٌّ أخي وَ وَصِيّي وَ وَاعي عِلْمي وَ خَلِيفَتي عَلَىٰ أُمَّتِي وَ عَلىٰ تَفْسِيِر كتَابِ اللّٰهِ وَ الدَّاعِي إِلَيْهِ وَ الْعَامِلُ بِمَا يَرْضَاهُ وَ الْمُحَارِبُ لأَعْدَائِهِ وَ الْمُوَاليِ عَلٰى طَاعَتِهِ وَ النَّاهِي عَنْ مَعْصِيَتِهِ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلْيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمْ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الإِمَامُ الهَادِي وَ قَاتِلُ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمارِقِينَ بِأَمْرِ اللّٰهِ أَقُولُ مَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لدَيَّ بِأَمْرِ اللّٰهِ رَبِّي أَقُولُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ الْعَنْ مَنْ أنْكَرَهُ وَ اغْضَب عَلَىٰ مَنْ جَحَدَ حَقَّهُ اَللَّهُمَّ إنَّكَ أَنْزَلْتَ عَلَيَّ أَنَّ اْلإِمَامَةَ لِعَليِّ وَلِيِّكَ عِنْدَ تِبْياني ذٰلِكَ وَ نَصبْي إيَّاهُ عَلَماً بِمَا أَكْمَلْتَ لِعِبَادِكَ مِنْ دِينِهِمْ وَ أَتْمَمْتَ عَلَيْهِمْ نِعْمَتَكَ وَ رَضِيتَ لَهُمُ اْلإِسْلاَمَ دِيناً فَقُلْتَ وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ اَلْإِسْلاٰمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي اَلْآخِرَةِ مِنَ اَلْخٰاسِرِينَ اَللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ أنّي قَدْ بَلّغْتُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّمَا اللّٰهُ عَزَّ وَ جَلَّ أكْمَلَ دِينَكُمْ بِإمَامَتِهِ فَمَنْ لَمْ يَأتَمَّ بِهِ وَ بِمَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ مِنْ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ إلٰى يَوْمِ القِيَامَةِ وَ الْعَرْضِ عَلَى اللّٰهِ عَزَّ وَ جَلَّ أُولٰئِكَ اَلَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمٰالُهُمْ وَ فِي اَلنّٰارِ هُمْ خٰالِدُونَ لاَ يُخَفِّفُ اللّٰهُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ وَ لاَ هُمْ يُنْظَرُونَ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ هٰذَا عَليٌّ أَنْصَرَكُمْ لِي وَ أَحَقُّكُمْ بِي وَ أَقْرَبُكُمْ إليَّ وَ أَعَزُّكُمْ عَلَيَّ و اللّٰهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أنَا عَنْهُ رَاضِيانِ وَ مَا نَزَلَتْ آيةُ رِضَىً إلاَّ فِيهِ وَ مَا خَاطَبَ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا إلاَّ بَدَأَ بِهِ وَ لاَ نَزَلَتْ آيَةُ مَدْحٍ فيِ الْقُرْآنِ إلاَّ فِيهِ وَ لاَ شَهِدَ اللّٰهُ بِالْجَنَّةِ فيِ 76هَلْ أَتٰى عَلَىٰ اْلإِنْسَانِ إلاَّ لَهُ وَ لاَ أَنْزَلَهَا فيِ سِوَاهُ وَ لا مَدَحَ بِهَا غَيْرَهُ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ هُوَ نَاصرُ دِينِ اللّٰهِ وَ الْمُجَادِلُ عَنْ رَسُولِ اللّٰهِ صَلَىّ اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ وَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الْهادي المُهْدي نَبِيُّكُمْ خَيْرُ نَبِيِّ وَ وَصِيُّكُمْ خَيْرُ وَصِيِّ وَ بَنُوهُ خَيْرُ الأَوْصِياءِ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ ذُرِّيّةُ كُلِّ نَبِيِّ مِنْ صُلْبِهِ وَ ذُرِّيَتِي مِنْ صُلْبِ عَليِّ صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّ 1إبْلِيسَ أَخْرَجَ 18آدمَ عَلَيْهِ السَّلامْ مِنَ الْجَنَّةِ بِالْحَسَدِ فَلاَ تَحْسُدُوهُ فَتَحْبِطَ أَعْمَالَكُمْ وَ تَزِلَّ أَقْدَامُكُمْ فَإنَّ 18آدَمَ أُهْبِطَ إلَى اْلأَرْضِ بِخَطيئةٍ وَاحِدَةٍ وَ هُوَ صَفْوَةُ اللّٰهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَكَيْفَ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ أَنْتُمْ وَ مِنْكُمْ أَعْدَاءُ اللّٰهِ ألاَّ إنَّهُ لاَ يُبْعِضُ عَلِيّاً إلاَّ شَقِيٌّ وَ لاَ يَتَوَلَّىٰ عَلِيّاً إلاَّ تَقِيٌّ وَ لا يُؤْمِنُ بِهِ إلاَّ مُؤْمِنٌ مُخْلِصٌ وَ فِي عَليِ وَ اللّٰهِ أُنْزِلَ سُوَرَةُ الْعَصْرِ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ` 103وَ اَلْعَصْرِ إلَىٰ آخِرِهِ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ قَدِ اسْتَشْهَدْتُ اللّٰهَ وَ بَلَّغْتُكُمْ رِسَالَتِي وَ مٰا عَلَى اَلرَّسُولِ إِلاَّ اَلْبَلاٰغُ اَلْمُبِينُ مَعَاشِرَ النَّاسِ اِتَّقُوا اَللّٰهَ حَقَّ تُقٰاتِهِ وَ لاٰ تَمُوتُنَّ إِلاّٰ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ آمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ اَلنُّورَ اَلَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهٰا عَلىٰ أَدْبٰارِهٰا مَعَاشِرَ النَّاسِ اَلنُّوُرُ مِنَ اللّٰهِ عَزَّ وَ جَلَّ فيَّ ثُمَّ مَسْلُوكٌ فيِ عَليِّ ثُمَّ فِي النَّسْلِ مِنْهُ إلٰى القَائِمِ الْمَهْدِيّ صَلَوَاتُ اللّٰهِ وَ سَلاَمُهُ عَلَيْهِ الَّذِي يَأْخُذُ بِحَقِّ اللّٰهِ وَ بِكُلِّ حَقّ هُوَ لَنَا لأَنَّ اللّٰهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ جَعَلَنَا حُجَّةً عَلَىٰ الْمُقُصِرِّينَ وَ الْمُعَانِدِينَ وَ الْمُخَالِفِينَ وَ الْخَائِنِينَ وَ اْلآثِمينَ وَ الظَّالِمِينَ مِنْ جَمِيعِ الْعَالَمِينَ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ إنّي أُنْذِرُكُمْ أَنّي رَسُولُ اللّٰهِ إِلَيْكُمْ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْليِ الرُّسُلُ أَفَإنْ مِتُّ أَوْ قُتِلْتُ اِنْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اَللّٰهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اَللّٰهُ اَلشّٰاكِرِينَ ألا و إنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلامْ الْمَوْصُوفُ بِالصَّبْرِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدي مِنْ صُلْبِهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ لاَ تَمُنُّوا عَلىَ اللّٰهِ تَعَالَىٰ إسْلاَمَكُمْ فَيُسْخِطَ عَلَيْكُمْ وَ يُصيبَكُمْ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَبِالْمِرْصَادِ مَعَاشِرَ النَّاسِ سَيَكُونَ مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةٌ يَدْعُونَ إلَىٰ النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنْصِرُونَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّ اللّٰهَ وَ أَنَا بَرِيئانِ مِنْهُمْ.
مَعَاشرَ النَّاسِ إنَّهُمْ وَ أَشْيَاعَهُمُ وَ اتَبْاعَهُمْ وَ أنْصَارَهُمْ فيِ الدَّرْكِ اْلأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَبِئْسَ مَثْوٰى الْمُتَكَبِّرينَ ألا إنَّهُمْ أَصْحَابُ الصَّحيفَةِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ فيِ صَحِيفَتِهِ قَالَ فَذَهَبَ عَلَى النَّاسِ الا شرذمة منهم أمر الصحيفة مَعَاشرَ النَّاسِ انِّي أدَعُهَا أَمَانَةً وَ وِرَاثَةً فيِ عَقِبِي إلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ قَدْ بَلَّغْتُ مَا أُمِرْتُ بِتَبْلِيغِهِ حُجَّةً عَلَىٰ كُلِّ حَاضِرٍ وَ غَائِبٍ وَ عَلىٰ كُلِّ أَحَدٍ مِمَّنْ شَهِدَ أَو لَمْ يَشْهَدْ وُلِد أَو لَمْ يُولَدْ فَلْيُبلِغُ الْحَاضرُ الْغَائِبَ وَ الْوَالِدُ الْوَلَدَ إلٰى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ سَيَجْعَلُونَهَا مِلْكاً اغْتِصَاباً أَلا لَعنَ اللّٰهُ الْغَاصِبِينَ وَ الْمُغْتَصِبِينَ وَ عِنْدَهَا سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ اَلثَّقَلاٰنِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمٰا شُوٰاظٌ مِنْ نٰارٍ وَ نُحٰاسٌ فَلاٰ تَنْتَصِرٰانِ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّ اللّٰهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَكُنْ يَذَرُكُمْ عَلَىٰ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتّىٰ يَميزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ مَا كَانَ اللّٰهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ مَعَاشِرَ النَّاسِ إنَّهُ مَا مِنْ قَرْيَةٍ إلاَّ وَ اللّٰهُ مُهْلِكُهَا بِتَكْذِيبِهَا وَ كَذٰلِكَ يُهْلِكُ الْقُرَىٰ وَ هِيَ ظَالِمَةٌ كَمَا ذَكَرَ اللّٰهُ تَعَالَىٰ وَ هُوَ إمَامِكُمْ وَ وَلِيُّكُمْ وَ هُوَ مَوٰاعِيدُ اللّٰهِ وَ اللّٰهُ يَصْدُقُ مَا وَعَدَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ قدْ ضَلَّ قَبْلَكُمْ أكْثَرُ الْأَوَّلِينَ وَ اللّٰهُ أَهْلَكَ اْلأَوَّلِينَ وَ هُوَ مُهْلِكُ اْلآخَرِينَ.
مَعَاشرَ النَّاسِ إنَّ اللّٰهَ قَدْ أَمَرَنِي وَ نَهَاني وَ قَدْ أَمَرْتُ عَلِيّاً وَ نَهَيْتُهُ فَعَلِمَ اْلأَمْرَ وَ النَّهْيَ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاسْمَعُوا لأَمِرِهِ تَسْلَمُوا وَ أطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ انْتَهُوا لِنَهْيِهِ تَرْشَدْوا وَ صِيرُوا إلَىٰ مُرَادِهِ وَ لاَ تَتَفَرَّقَ بِكُمُ السُّبُلُ عَنْ سَبِيلِهِ أَنَا صِرَاطُ اللّٰهِ الْمُسْتَقِيمُ الَّذِي أمَرَكُمْ بِاتِّبَاعِهِ ثُمَّ عَلِيٌّ مِنْ بَعْدِي ثُمَّ وُلْدِي مِنْ صُلْبِهِ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ ثُمَّ قَرَأَ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ إلَىٰ آخِرِهَا وَ قَالَ فيِ نَزَلَتْ وَ فِيهِمْ نَزَلَتْ وَ لَهُمْ عَمَّتْ وَ إيَّاهُمْ خَصَّتْ أُولَئِكَ أَوْلِيَآءُ اللّٰهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ألاَ إنَّ حِزْبَ اللّٰهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ألاَ إنَّ أَعْدَاءَ عَليِ هُمْ أَهْلُ الشِّقَاقِ وَ هُمُ الْعَادُونَ وَ اخِوْانُ الشَّيَاطِينِ الَّذِينَ يُوحِي بَعْضُهُمْ إلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُروُراً ألاَ إنَّ أَوْلِيَآءَهُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللّٰهُ فٖيِ كِتَابِهِ فَقَالَ تَعَالَىٰ لاٰ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ يُوٰادُّونَ مَنْ حَادَّ اَللّٰهَ وَ رَسُولَهُ إلَىٰ آخِرِ الآيَةِ ألاَ إنَّ أَوْلِيَآءَهُمُ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللّٰهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمٰانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولٰئِكَ لَهُمُ اَلْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ ألاَ إنَّ أَوْلِيَآءَهُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ آمِنِينَ وَ تَتَلَقّٰهُمُ الْمَلآئِكَةُ بِالتَّسْلِيمِ انْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ألاَ إنَّ أَوْلِيَآءَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللّٰهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهٰا بِغَيْرِ حِسٰابٍ ألاَ إنَّ أَعْدَائَهُمُ الَّذِينَ يَصْلَوْنَ سَعِيراً ألاَ إنَّ أَعْدَائَهُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ لِجَهَنَّمَ شَهِيقاً وَ هِيَ تَفُورُ وَ لَهَا زَفِيرٌ كُلَّمٰا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهٰا الآَيَةَ ألاَ إنَّ أَعْدَاءَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللّٰهُ عَزَّ وَ جَلَّ كُلَّمٰا أُلْقِيَ فِيهٰا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهٰا أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ الآيَة ألاَ إنَّ أَوْلِيَآءَهُمُ اَلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ مَعَاشِرَ النَّاسِ شَتَّانَ مَا بَيْنَ السَّعِيرِ وَ الْجَنَّةِ عَدُوُّنَا مَنْ ذَمَّهُ اللّٰهُ وَ لَعَنَهُ و وَلِيُّنا مَن أَحَبَّهُ اللّٰهِ وَ مَدَحَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ ألاَ وَ إنِّي مُنْذِرٌ عَلِيٌّ هَادٍ مَعَاشرَ النَّاسِ إنِّي نَبِيٌّ وَ عَلِيٌّ وَصِيّي ألاَ وَ إنَّ خَاتَمَ اْلأَئِمَّةِ مِنّا الْقَآئِمُ الْمَهْدِيُّ صَلَوَاتُ اللّٰهِ وَ سَلاَمُهُ عَلَيْهِ ألاَ إنَّهُ الظَّاهِرُ عَلَى الدِّينِ ألاَ إِنَّهُ الْمُنْتَقِمُ مِنَ الظَّالمِينَ ألاَ إنَّهُ فَاتِحُ الْحُصُونِ وَ هَادِمُهَا ألاَ إنَّهُ قَاتِلُ كُلِّ قَبِيلَةٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ ألاَ إنَّهُ مُدْرِكُ كُلِّ ثَارٍ لأَوْلِيَاءِ اللّٰهِ عَزَّ وَ جَلَّ ألاَ إنَّهُ نَاصِرُ دِينِ اللّٰهِ عَزَّ وَ جَلَّ ألاَ إنَّهُ الْغَرَّافُ مِنْ بَحْرٍ عَمِيقٍ ألاَ إنَّهُ يَسِمُ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَ كُلَّ ذِي جَهْلٍ بِجَهْلِهِ ألاَ إنَّهُ خِيرَةُ اللّٰهِ و مَخُتَارُهُ ألاَ إنَّهُ وَارِثُ كُلِّ عِلْمٍ وَ الْمُحِيطُ بِهِ ألاَ إنَّهُ الْمُخْبِرُ عَنْ رَبِّهِ عزّ وَ جَلَّ الْمُنَبِّهُ بِأَمْرِ إيمَانِهِ ألاَ إنَّهُ الرَّشِيدُ السَّدِيدُ ألاَ إنَّهُ الْمُفَوَّضُ إلَيْهِ ألاَ إنَّهَ قَدْ بُشِّرَ بِهِ مَنْ سَلَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ ألاَ إنَّهُ الْبَاقِيَ حُجَّةً وَ لاَ حُجَّةَ بَعْدَهُ وَ لاَ حَقَّ إلاَّ مَعَهُ وَ لاَ نُورَ إلاَّ عِنْدَهُ ألاَ إنَّهُ لاَ غَالِبَ لَهُ وَ لاَ مَنْصُورَ عَلَيْهِ ألاَ إنَّهُ وَليُّ اللّٰهِ فيِ أرْضِهِ وَ حَكَمُهُ فِي خَلْقِهِ وَ أَمِينُهُ فيِ سِرِّهِ وَ عَلاَنِيَتِهِ مَعَاشرَ النَّاسِ قَدْ بَيَّنْتُ لَكُمْ وَ أفْهَمْتُكُمْ وَ هٰذَا عَلِىّ يُفْهِمُكُمْ بَعْدِي ألاَ وَ إنَّ عِنْدَ انْقِضَاءِ خُطْبَتي أَدْعُوكُمْ إلَى مُصافَقَتِي عَلَىٰ بَيْعَتِهِ وَ اْلإِقْرَار بِهِ ثُمَّ مُصَافَقَتِهِ مِنْ بَعْدِي ألاَ وَ إنِّي قَدْ بَايَعْتُ اللّٰهَ وَ عَلِيٌّ قَدْ بَايَعَنِي وَ أنَا آخِذُكُم بِالْبِيْعَةِ لَهُ عَنِ اللّٰهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمٰا يَنْكُثُ عَلىٰ نَفْسِهِ الآية مَعَاشِرَ النَّاس إنَّ الْحَجَّ وَ اَلصَّفٰا وَ اَلْمَرْوَةَ وَ الْعُمْرَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اَللّٰهِ فَمَنْ حَجَّ اَلْبَيْتَ أَوِ اِعْتَمَرَ الآيَة.
مَعَاشِرَ النَّاسِ حِجُّوا الْبَيْتَ فَمَا وَ رَدَهُ أَهْلُ بَيْتٍ إلاَّ اسْتَغْنَوْا وَ لاَ تَخلَّفُوا عَنْهُ إلاّ اَفْتَقَرُوا مَعَاشرَ النَّاسِ مَا وَقَفَ بِالْمُوْقِفِ مُؤْمِنٌ إلاَّ غَفَرَ اللّٰهُ لَهُ مَا سَلَفَ مِنْ ذَنْبِهِ إلَىٰ وَقْتِهِ ذٰلِكَ فَإذَا انْقَضَتْ حَجَّتُهُ اسْتُأنِفَ عَمَلُهُ مَعَاشرَ النَّاسِ الحُجّاج مُعَانُون وَ نَفَقَاتُهُمْ مُخَلَّفَةٌ وَ اللّٰهُ لاَ يُضَيِّعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ حِجُّوا الْبَيْتَ بِكَمَالِ الدِّينِ وَ التَّفَقُّهِ وَ لاَ تَنْصَرِفُوا عَنِ الْمَشَاهِدِ إلاَّ بِتَوْبَةٍ وَ اقْلاَعٍ مَعَاشرَ النَّاسِ أَقِيمُوا الصَّلَوٰةَ وَ آتُوا الزَّكْوَةَ كَمَا أَمَرَكُمْ اللّٰهُ تَعَالَىٰ لَئِن طَالَ عَلَيْكُمُ اْلأَمَدُ فَقَصُرْتُمْ أَوْ نَسِيتُمْ فَعَلِيٌّ وَلِيٌّكُمْ وَ مُبَيِّنُ لَكُمْ الَّذِي نَصَبَهُ اللّٰهُ عَزّ وَ جَلَّ بَعْدِي وَ مَنْ خَلَفَهُ اللّٰهُ مِنِّي وَ مِنْهُ يُخْبِرُكُمْ بِمَا تَسْألُونَ عَنْهُ وَ يُبَيِّنُ لَكُمْ مَا لاٰ تَعْلَمُونَ ألاَ إنَّ الْحَلاَلَ وَ الْحَرَامَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ أُحْصِيهُمَا وَ أُعَرِّفَهُمَا فَآمُر بالْحَلاَل وَ أنْهَى عَنْ الْحَرَام في مَقَامٍ وَاحِدٍ فَأمَرْتُ أَنْ آخُذَ الْبَيْعَةَ عَلَيْكُمْ وَ الصَّفْقَةَ لَكُمْ بِقُبُولِ مَا
جِئْتُ بِهِ عَنِ اللّٰهِ تَعَالَىٰ في عَليّ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ اْلأَئِمَّةَ مِنْ بَعْدِهِ صَلَواتُ اللّٰهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ الَّذِينَ هُمْ مِنِّي وَ مِنْهُ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ وَ مِنْهُمُ الْمَهْدِيّ صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيْهِ إلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الَّذِي يَقْضِي بالْحَقِّ مَعَاشرَ النَّاسِ وَ كُلُّ حَلاَلٍ دَلَلْتُكُمْ عَلَيْهِ وَ كُلُّ حَرَامٍ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَإِنِّي لَمْ أَرْجعْ عَنْ ذٰلِكَ وَ لَمْ أُبدّل ألا فاذْكُرُوا ذٰلِكَ وَ احْفَظُوهُ وَ تَواصَوْا به وَ لا تُبَدِّلُوهُ وَ لاَ تُغَيِّرُوهُ ألاَ و إِنّي أُجَدِّدُ الْقَوْلَ ألاَ فَأقِيمُوا الصَلوٰةَ وَ آتوا الزَّكوٰة و أمُرُوا بالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَن الْمُنْكَر ألاَ و إِنَّ رأسَ الأَمْر بالْمَعْرُوفِ أن تَنْتَهُوا إلَىٰ قَوْليِ وَ تْبَلِّغُوهُ مَنْ لَمْ يَحْضُرْهُ وَ تَأمُرُوهُ بِقَبُولِهِ وَ تَنْهَوْهُ عَنْ مُخَالَفَتِهِ فَإنَّهُ أَمْرٌ مِنَ اللّٰهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِنِّي وَ لاَ أَمْرَ بِمَعْرُوفٍ وَ لاَ نَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ إلاَّ مَعَ إمَامٍ مَعْصُومٍ مَعَاشرَ النَّاسِ الْقُرْآنُ يُعَرِّفُكُمْ أَنَّ اْلأَئِمَّةَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدُهُ وَ عَرَّفْتُكُمْ أَنَّهُمْ مِنِّي وَ مِنْهُ حَيْثُ يَقُولُ اللّٰهُ وَ جَعَلَهٰا كَلِمَةً بٰاقِيَةً فِي عَقِبِهِ وَ قُلْتُ لَنْ تَضِلُّوا مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا مَعَاشرَ النَّاسِ التَّقْوَىٰ التَّقْوَىٰ احْذَرُوا السَّاعَةَ كَمَا قَالَ اللّٰهُ تَعَالَىٰ إِنَّ زَلْزَلَةَ اَلسّٰاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ أُذْكُرُوا الْمَمَاتَ وَ الْحِسَابَ وَ الْمَوازِينَ وَ الْمُحَاسَبَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ الثّوابَ وَ الْعِقَابَ فَمَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ أُثِيبَ وَ مَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَيْسَ لَهُ فيِ الْجِنَانِ نَصِيبٌ.
مَعَاشرَ النَّاسِ إنَّكُمْ أكْثَرُ مِنْ أن تُصٰافِقُوني بِكَفٍ وَاحِدَةٍ وَ أَمَرَني اللّٰهُ أَنْ آخُذَ مِنْ الْسِنَتِكُمْ اْلإقْرَارَ بِمَا عَقَدْتُ لِعَليّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ إمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُ مِنَ اْلأَئِمَّةِ مِنِّي وَ مِنْهُ عَلَىٰ مَا أَعْلَمْتُكُمْ أَنَّ ذُرِّيَتي مِنْ صُلْبِهِ فَقُولُوا بِأَجْمَعِكُمْ إنَّا سَامِعُونَ مُطِيعُونَ رَاضُونَ مُنْقَادُونَ لِمَا بَلَّغْتَ عَنْ رَبِّنَا وَ رَبِّكَ فيِ أَمْرِ عَلِيّ وَ أَمْرِ وُلْدِهِ مِنْ صُلْبِهِ مِنَ اْلأَئِمَّةِ نُبَايِعُكَ عَلَىٰ ذٰلِكَ بِقُلُوبِنَا وَ أَنْفُسِنَا وَ أَلْسِنَتِنَا وَ أَيْدِيَنَا عَلَىٰ ذٰلِكَ نَحْيٰى وَ نَمُوتُ وَ نُبْعَثُ وَ لاَ نُغَيِّرُ وَ لاَ نُبَدِّلُ وَ لاَ نَشُكُّ وَ لاَ نَرْتَابُ وَ لاَ نَرْجِعُ عَنْ عَهْدٍ وَ لاَ نَنْقُضُ الْمِيثَاقَ وَ نُطِيعُ اللّٰهَ وَ نُطِيعُكَ وَ عَلِيّاً أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ وُلْدَهُ اْلأَئِمَّةَ عَلَيْهُمُ السَّلاَمُ الَّذِينَ ذَكَرْتَهُمْ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ صُلْبِهِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ الَّذِينَ قَدْ عَرَّفْتُكُمْ مَكَانَهُمَا مِنِّي وَ مَحَلَّهُمَا عِنْدِي وَ مَنْزِلَتَهُمَا مِنْ رَبِّي فَقَدْ أَدَّيْتُ ذٰلِكَ إلَيْكُمْ وَ إنهمَا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ إنَّهُمَا الامَامَانُ بَعْدَ أبِيهمَا عَليّ وَ أنَا أبُوهما قَبْلَهُ وَ قُولُوا أطَعْنَا اللّٰهَ بِذٰلِكَ وَ إيَّاكَ وَ عَلِيّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ اْلأَئِمَّةَ صَلَوَاتُ اللّٰه عَلَيْهِمْ الَّذِينَ ذَكَرْتَ عَهْداً وَ مِيثَاقاً مَأخُوذاً لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمَ مِنْ قُلُوبنا وَ أَنْفُسِنَا وَ ألْسِنَتِنَا وَ مُصافَقَةِ أيْدِينَا مَنْ أَدْرَكَهُمَا بِيَدِهِ وَ أقَرَّ بِهِمَا بِلِسَانِهِ لاَ نَبْتَغِي بذٰلِك بَدَلاً وَ لاَ نَرَىٰ مِنْ أَنْفُسِنَا عَنْهُ حِوَلاً أَبَداً أشْهَدْنَا اللّٰهَ وَ كَفٰى باللّٰهِ شَهِيداً وَ أنْتَ بِهِ عَلَينا شَهِيدٌ وَ كُلُّ مَنْ أَطَاعَ مِمَّنْ ظَهَرَوا و اسْتَتَرَ وَ مَلاَئِكَةِ اللّٰهِ وَ جُنُودِهِ وَ عَبِيدِهِ وَ اللّٰهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَهِيد.
مَعَاشرَ النَّاسِ مَا تَقُولُونَ فَإنَّ اللّٰه يَعْلَمُ كُلَّ صَوْتٍ وَ خَافِيَةَ كُلِّ نَفْسٍ فَمَن اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَ مَنْ بَايَعَ فَإنَّمَا يُبَايِعُ اللّٰهَ يَدُ اللّٰهِ فَوْق أيْدِيهِمْ مَعَاشرَ النَّاسِ فَاتَّقُوا اللّٰهَ و بَايِعُوا عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَيْهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِين وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ اْلأَئِمَّةَ عَلَيْهِمْ السَّلاَم كَلِمَةً بَاقِيَةً يُهْلِكُ اللّٰهُ مَنْ غَدَرَ وَ يَرْحَمُ اللّٰه مَنْ وَ وَفَىٰ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمٰا يَنْكُثُ عَلىٰ نَفْسِهِ الآية.
مَعَاشرَ النَّاسِ قُولُوا الَّذِي قُلْتُ لَكُمْ وَ سَلِّمُوا عَلَىٰ عَلِيّ عَلَيْهِ الصَّلْوٰةُ و السَّلاَم بِأمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَ قولُوا سَمِعْنٰا وَ أَطَعْنٰا غُفْرٰانَكَ رَبَّنٰا وَ إِلَيْكَ اَلْمَصِيرُ وَ قُولُوا اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لاٰ أَنْ هَدٰانَا اَللّٰهُ مَعَاشرَ النَّاسِ إنَّ فَضَائِلَ عَلَيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ عِنْدَ اللّٰهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ أَنْزَلَهَا عَلِيّ فيِ الْقُرانِ أكْثَرَ مِنْ أنْ أُحْصِيهَا فيِ مَكَان وَاحِدٍ فَمَنْ أَنْبَاكُمْ بِهَا وَ عَرَّفَهَا فَصَدِّقُوهُ مَعَاشرَ النَّاسِ مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ عَلِيّاً وَ اْلأَئِمَّةَ الَّذِينَ ذَكَرَتُمْ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً مَعَاشرَ النَّاسِ السَّابِقُونَ إلَىٰ مُبَايَعَتِهِ وَ مُوَالاَتِهِ وَ التَّسْلِيمِ عَلَيْهِ بِإمْرَةَ الْمُؤْمِنِينَ أُولئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ في جَنَّاتِ النَّعِيمِ مَعَاشرَ النَّاسِ قُولُوا مَا يَرْضَىٰ اللّٰهُ بِهِ عَنْكُمْ مِنَ الْقَوْلِ فَإنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَ مَنْ فِي اْلأَرْضِ جَمِيعاً فَلَنْ يَضُرَّ اللّٰهَ شَيْئاً اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ اغْضَبْ عَلَىٰ الْكَافِرِينَ وَ الْحَمْدُ للّٰه رَبِّ الْعَالَمينَ.
فَناداهُ الْقَوْمُ نَعَمْ سَمِعْنَا وَ أطَعْنَا عَلَىٰ أَمْرِ اللّٰهِ وَ أَمْرِ رَسُولِهِ بِقُلوُبِنَا وَ ألْسِنَتِنَا وَ أَيْدِينَا، و تداكّوا على رسولِ اللّٰهِ صلّى اللّٰهُ عليه و آله و سلم و علىٰ عَليّ و صَافَقُوا بأيديهم فكان أوّل من صافق رسول اللّٰهِ الأوّل و الثاني و الثالث و الرابع و الخامس و باقي المهاجرين و الأنصار و باقي الناسِ عن آخرهم على طبقاتهم و قدر منازلهم الى أن صلّيت العشاء و العتمة في وقت واحد و واصلوا البيعة و المصافقة ثلاثاً و رسولُ اللّٰهِ صلىّ اللّٰه عليه و آله و سلم يقول كلّما بايع قوم الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ جَمِيعِ الْعٰالَمينَ و صارت المصافقة سنّة و رسماً يستعملها من ليس له حقّ فيها.