السورة
اسم السورة
الکتاب0
القرن0
المذهب0
الفئات0
بَرَآءَةࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ1
فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرࣲ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِۙ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ2
وَأَذَٰنࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَكۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيٓءࣱ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَۙ وَرَسُولُهُۥۚ فَإِن تُبۡتُمۡ فَهُوَ خَيۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ3
إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ثُمَّ لَمۡ يَنقُصُوكُمۡ شَيۡـࣰٔا وَلَمۡ يُظَٰهِرُواْ عَلَيۡكُمۡ أَحَدࣰا فَأَتِمُّوٓاْ إِلَيۡهِمۡ عَهۡدَهُمۡ إِلَىٰ مُدَّتِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ4
فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدࣲۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ5
وَإِنۡ أَحَدࣱ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا يَعۡلَمُونَ6
كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ7
كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلࣰّا وَلَا ذِمَّةࣰۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ8
ٱشۡتَرَوۡاْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنࣰا قَلِيلࣰا فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ9
لَا يَرۡقُبُونَ فِي مُؤۡمِنٍ إِلࣰّا وَلَا ذِمَّةࣰۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُعۡتَدُونَ10
فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يَعۡلَمُونَ11
وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِۙ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ12
أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمࣰا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ13
قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمࣲ مُّؤۡمِنِينَ14
وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ15
أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَةࣰۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ16
مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ17
إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَـٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ18
أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَجَٰهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ لَا يَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ19
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ أَعۡظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ20
يُبَشِّرُهُمۡ رَبُّهُم بِرَحۡمَةࣲ مِّنۡهُ وَرِضۡوَٰنࣲ وَجَنَّـٰتࣲ لَّهُمۡ فِيهَا نَعِيمࣱ مُّقِيمٌ21
خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمࣱ22
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ23
قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةࣱ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادࣲ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ24
لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةࣲۙ وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍۙ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡـࣰٔا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ25
ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودࣰا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ26
ثُمَّ يَتُوبُ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ27
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَيۡلَةࣰ فَسَوۡفَ يُغۡنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦٓ إِن شَآءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمࣱ28
قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدࣲ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ29
وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ذَٰلِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡۖ يُضَٰهِـُٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ30
ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابࣰا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهࣰا وَٰحِدࣰاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ31
يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ32
هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ33
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ كَثِيرࣰا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۗ وَٱلَّذِينَ يَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمࣲ34
يَوۡمَ يُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡۖ هَٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡنِزُونَ35
إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرࣰا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمࣱۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَٰتِلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ كَآفَّةࣰ كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ كَآفَّةࣰۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ36
إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ زِيَادَةࣱ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُۥ عَامࣰا وَيُحَرِّمُونَهُۥ عَامࣰا لِّيُوَاطِـُٔواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُۚ زُيِّنَ لَهُمۡ سُوٓءُ أَعۡمَٰلِهِمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ37
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ38
إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمࣰا وَيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيۡـࣰٔاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرٌ39
إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودࣲ لَّمۡ تَرَوۡهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ40
ٱنفِرُواْ خِفَافࣰا وَثِقَالࣰا وَجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ41
لَوۡ كَانَ عَرَضࣰا قَرِيبࣰا وَسَفَرࣰا قَاصِدࣰا لَّٱتَّبَعُوكَ وَلَٰكِنۢ بَعُدَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلشُّقَّةُۚ وَسَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَوِ ٱسۡتَطَعۡنَا لَخَرَجۡنَا مَعَكُمۡ يُهۡلِكُونَ أَنفُسَهُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ42
عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعۡلَمَ ٱلۡكَٰذِبِينَ43
لَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ44
إِنَّمَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱرۡتَابَتۡ قُلُوبُهُمۡ فَهُمۡ فِي رَيۡبِهِمۡ يَتَرَدَّدُونَ45
وَلَوۡ أَرَادُواْ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةࣰ وَلَٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ46
لَوۡ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالࣰا وَلَأَوۡضَعُواْ خِلَٰلَكُمۡ يَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِيكُمۡ سَمَّـٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ47
لَقَدِ ٱبۡتَغَوُاْ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَٰرِهُونَ48
وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ ٱئۡذَن لِّي وَلَا تَفۡتِنِّيٓۚ أَلَا فِي ٱلۡفِتۡنَةِ سَقَطُواْۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ49
إِن تُصِبۡكَ حَسَنَةࣱ تَسُؤۡهُمۡۖ وَإِن تُصِبۡكَ مُصِيبَةࣱ يَقُولُواْ قَدۡ أَخَذۡنَآ أَمۡرَنَا مِن قَبۡلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمۡ فَرِحُونَ50
قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ51
قُلۡ هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَيَيۡنِۖ وَنَحۡنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمۡ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابࣲ مِّنۡ عِندِهِۦٓ أَوۡ بِأَيۡدِينَاۖ فَتَرَبَّصُوٓاْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ52
قُلۡ أَنفِقُواْ طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهࣰا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمۡ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ قَوۡمࣰا فَٰسِقِينَ53
وَمَا مَنَعَهُمۡ أَن تُقۡبَلَ مِنۡهُمۡ نَفَقَٰتُهُمۡ إِلَّآ أَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِۦ وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ54
فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ55
وَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمۡ لَمِنكُمۡ وَمَا هُم مِّنكُمۡ وَلَٰكِنَّهُمۡ قَوۡمࣱ يَفۡرَقُونَ56
لَوۡ يَجِدُونَ مَلۡجَـًٔا أَوۡ مَغَٰرَٰتٍ أَوۡ مُدَّخَلࣰا لَّوَلَّوۡاْ إِلَيۡهِ وَهُمۡ يَجۡمَحُونَ57
وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ58
وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ59
إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةࣰ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمࣱ60
وَمِنۡهُمُ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلنَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنࣱۚ قُلۡ أُذُنُ خَيۡرࣲ لَّكُمۡ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَيُؤۡمِنُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ وَرَحۡمَةࣱ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡۚ وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمࣱ61
يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمۡ لِيُرۡضُوكُمۡ وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَحَقُّ أَن يُرۡضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤۡمِنِينَ62
أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّهُۥ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَأَنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدࣰا فِيهَاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡخِزۡيُ ٱلۡعَظِيمُ63
يَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيۡهِمۡ سُورَةࣱ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلِ ٱسۡتَهۡزِءُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخۡرِجࣱ مَّا تَحۡذَرُونَ64
وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ65
لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةࣲ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ66
ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضࣲۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ67
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ هِيَ حَسۡبُهُمۡۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّقِيمࣱ68
كَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنكُمۡ قُوَّةࣰ وَأَكۡثَرَ أَمۡوَٰلࣰا وَأَوۡلَٰدࣰا فَٱسۡتَمۡتَعُواْ بِخَلَٰقِهِمۡ فَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِخَلَٰقِكُمۡ كَمَا ٱسۡتَمۡتَعَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُم بِخَلَٰقِهِمۡ وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ69
أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحࣲ وَعَادࣲ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ70
وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضࣲۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ71
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةࣰ فِي جَنَّـٰتِ عَدۡنࣲۚ وَرِضۡوَٰنࣱ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ72
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ73
يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدۡ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلۡكُفۡرِ وَكَفَرُواْ بَعۡدَ إِسۡلَٰمِهِمۡ وَهَمُّواْ بِمَا لَمۡ يَنَالُواْۚ وَمَا نَقَمُوٓاْ إِلَّآ أَنۡ أَغۡنَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ مِن فَضۡلِهِۦۚ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيۡرࣰا لَّهُمۡۖ وَإِن يَتَوَلَّوۡاْ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ عَذَابًا أَلِيمࣰا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَمَا لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرࣲ74
وَمِنۡهُم مَّنۡ عَٰهَدَ ٱللَّهَ لَئِنۡ ءَاتَىٰنَا مِن فَضۡلِهِۦ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ75
فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُم مِّن فَضۡلِهِۦ بَخِلُواْ بِهِۦ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ76
فَأَعۡقَبَهُمۡ نِفَاقࣰا فِي قُلُوبِهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ يَلۡقَوۡنَهُۥ بِمَآ أَخۡلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ77
أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُيُوبِ78
ٱلَّذِينَ يَلۡمِزُونَ ٱلۡمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهۡدَهُمۡ فَيَسۡخَرُونَ مِنۡهُمۡۙ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنۡهُمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ79
ٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ أَوۡ لَا تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ إِن تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ سَبۡعِينَ مَرَّةࣰ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ80
فَرِحَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ بِمَقۡعَدِهِمۡ خِلَٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوٓاْ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرࣰّاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ81
فَلۡيَضۡحَكُواْ قَلِيلࣰا وَلۡيَبۡكُواْ كَثِيرࣰا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ82
فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةࣲ مِّنۡهُمۡ فَٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ أَبَدࣰا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّاۖ إِنَّكُمۡ رَضِيتُم بِٱلۡقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةࣲ فَٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡخَٰلِفِينَ83
وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدࣲ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدࣰا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦٓۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُواْ وَهُمۡ فَٰسِقُونَ84
وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ85
وَإِذَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٌ أَنۡ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَٰهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسۡتَـٔۡذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوۡلِ مِنۡهُمۡ وَقَالُواْ ذَرۡنَا نَكُن مَّعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ86
رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ87
لَٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ جَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡخَيۡرَٰتُۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ88
أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ89
وَجَآءَ ٱلۡمُعَذِّرُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ لِيُؤۡذَنَ لَهُمۡ وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمࣱ90
لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلࣲۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ91
وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوۡكَ لِتَحۡمِلَهُمۡ قُلۡتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَيۡهِ تَوَلَّواْ وَّأَعۡيُنُهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ92
إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ وَهُمۡ أَغۡنِيَآءُۚ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ93
يَعۡتَذِرُونَ إِلَيۡكُمۡ إِذَا رَجَعۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡۚ قُل لَّا تَعۡتَذِرُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكُمۡ قَدۡ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنۡ أَخۡبَارِكُمۡۚ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ94
سَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمۡ إِذَا ٱنقَلَبۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡ لِتُعۡرِضُواْ عَنۡهُمۡۖ فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمۡۖ إِنَّهُمۡ رِجۡسࣱۖ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ95
يَحۡلِفُونَ لَكُمۡ لِتَرۡضَوۡاْ عَنۡهُمۡۖ فَإِن تَرۡضَوۡاْ عَنۡهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَرۡضَىٰ عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ96
ٱلۡأَعۡرَابُ أَشَدُّ كُفۡرࣰا وَنِفَاقࣰا وَأَجۡدَرُ أَلَّا يَعۡلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمࣱ97
وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغۡرَمࣰا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَآئِرَۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ98
وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَٰتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِۚ أَلَآ إِنَّهَا قُرۡبَةࣱ لَّهُمۡۚ سَيُدۡخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ99
وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنࣲ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدࣰاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ100
وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مُنَٰفِقُونَۖ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعۡلَمُهُمۡۖ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيۡنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمࣲ101
وَءَاخَرُونَ ٱعۡتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمۡ خَلَطُواْ عَمَلࣰا صَٰلِحࣰا وَءَاخَرَ سَيِّئًا عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمٌ102
خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةࣰ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنࣱ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ103
أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَأۡخُذُ ٱلصَّدَقَٰتِ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ104
وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ105
وَءَاخَرُونَ مُرۡجَوۡنَ لِأَمۡرِ ٱللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمۡ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيۡهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمࣱ106
وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسۡجِدࣰا ضِرَارࣰا وَكُفۡرࣰا وَتَفۡرِيقَۢا بَيۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَإِرۡصَادࣰا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ وَلَيَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ107
لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدࣰاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالࣱ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ108
أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٍ خَيۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارࣲ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِي نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ109
لَا يَزَالُ بُنۡيَٰنُهُمُ ٱلَّذِي بَنَوۡاْ رِيبَةࣰ فِي قُلُوبِهِمۡ إِلَّآ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ110
إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقࣰّا فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ111
ٱلتَّـٰٓئِبُونَ ٱلۡعَٰبِدُونَ ٱلۡحَٰمِدُونَ ٱلسَّـٰٓئِحُونَ ٱلرَّـٰكِعُونَ ٱلسَّـٰجِدُونَ ٱلۡأٓمِرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ112
مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ113
وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةࣲ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوࣱّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّـٰهٌ حَلِيمࣱ114
وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ115
إِنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۚ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرࣲ116
لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقࣲ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفࣱ رَّحِيمࣱ117
وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَيۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡ لِيَتُوبُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ118
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ119
مَا كَانَ لِأَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ وَمَنۡ حَوۡلَهُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلَا يَرۡغَبُواْ بِأَنفُسِهِمۡ عَن نَّفۡسِهِۦۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ لَا يُصِيبُهُمۡ ظَمَأࣱ وَلَا نَصَبࣱ وَلَا مَخۡمَصَةࣱ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَطَـُٔونَ مَوۡطِئࣰا يَغِيظُ ٱلۡكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنۡ عَدُوࣲّ نَّيۡلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِۦ عَمَلࣱ صَٰلِحٌۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ120
وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةࣰ صَغِيرَةࣰ وَلَا كَبِيرَةࣰ وَلَا يَقۡطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمۡ لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ121
وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةࣰۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةࣲ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةࣱ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ122
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡيَجِدُواْ فِيكُمۡ غِلۡظَةࣰۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ123
وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةࣱ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنࣰاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنࣰا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ124
وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ125
أَوَلَا يَرَوۡنَ أَنَّهُمۡ يُفۡتَنُونَ فِي كُلِّ عَامࣲ مَّرَّةً أَوۡ مَرَّتَيۡنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمۡ يَذَّكَّرُونَ126
وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةࣱ نَّظَرَ بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٍ هَلۡ يَرَىٰكُم مِّنۡ أَحَدࣲ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْۚ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا يَفۡقَهُونَ127
لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفࣱ رَّحِيمࣱ128
فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ129
الترجمة
التفسير
الحديث
المفردات
الأعلام والأسماء
المواضيع
الإعراب
الآيات المتعلقة
الآيات في الكتب
العرض حسب الکتاب
الکتاب
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)19
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور14
ترجمة تفسیر روایي البرهان11
البرهان في تفسير القرآن10
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب7
تفسير نور الثقلين7
تفسير الصافي6
تفسير العيّاشي4
ترجمة تفسير القمي2
تفسير القمي2
القرن
القرن الثاني عشر35
25
القرن العاشر14
القرن الثالث4
القرن الرابع4
المذهب
شيعي49
سني33
نوع الحديث
تفسیري72
أسباب النزول10
تم العثور على 82 مورد
البرهان في تفسير القرآن

14 وَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِتَبُوكَ‌ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ‌: اَلْمُضَرَّبُ‌ ، مِنْ كَثْرَةِ ضَرَبَاتِهِ اَلَّتِي أَصَابَتْهُ بِبَدْرٍ وَ أُحُدٍ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : «عُدَّ لِي أَهْلَ اَلْعَسْكَرِ» فَعَدَّدَهُمْ‌، فَقَالَ‌: إِنَّهُمْ خَمْسَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ رَجُلٍ سِوَى اَلْعَبِيدِ وَ اَلتِّبَاعِ‌. فَقَالَ‌: «عُدَّ اَلْمُؤْمِنِينَ‌». فَعَدَّدَهُمْ فَقَالَ‌: هُمْ خَمْسَةٌ وَ عِشْرُونَ رَجُلاً. وَ قَدْ كَانَ تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) قَوْمٌ مِنَ اَلْمُنَافِقِينَ‌، وَ قَوْمٌ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ مُسْتَبْصِرِينَ لَمْ يُعْثَرْ عَلَيْهِمْ‌ فِي نِفَاقٍ‌، مِنْهُمْ‌: كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ اَلشَّاعِرُ ، وَ مَرَارَةُ بْنُ اَلرَّبِيعِ‌ ، وَ هِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ اَلْوَاقِفِيُّ‌ . فَلَمَّا تَابَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ‌، قَالَ‌ كَعْبٌ‌ : مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى مِنِّي فِي ذَلِكَ اَلْوَقْتِ اَلَّذِي خَرَجَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) إِلَى تَبُوكَ‌ ، وَ مَا اِجْتَمَعَتْ لِي رَاحِلَتَانِ قَطُّ إِلاَّ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ‌، وَ كُنْتُ أَقُولُ‌: أَخْرُجُ غَداً، أَخْرُجُ بَعْدَ غَدٍ، فَإِنِّي قَوِيٌّ‌، وَ تَوَانَيْتُ وَ بَقِيتُ بَعْدَ خُرُوجِ‌ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَيَّاماً، أَدْخُلُ اَلسُّوقَ فَلاَ أَقْضِي حَاجَةً‌، فَلَقِيتُ هِلاَلَ بْنَ أُمَيَّةَ‌ وَ مَرَارَةَ بْنَ اَلرَّبِيعِ‌ ، وَ قَدْ كَانَا تَخَلَّفَا أَيْضاً، فَتَوَافَقْنَا أَنْ نُبَكِّرَ إِلَى اَلسُّوقِ‌، وَ لَمْ نَقْضِ حَاجَةً‌، فَمَا زِلْنَا نَقُولُ‌: نَخْرُجُ غَداً وَ بَعْدَ غَدٍ. حَتَّى بَلَغَنَا إِقْبَالُ رَسُولِ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فَنَدِمْنَا. فَلَمَّا وَافَى رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) اِسْتَقْبَلْنَاهُ نُهَنِّئُهُ بِالسَّلاَمَةِ‌، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا اَلسَّلاَمَ‌، وَ أَعْرَضَ‌ عَنَّا، وَ سَلَّمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا فَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْنَا اَلسَّلاَمَ‌، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَهْلُونَا فَقَطَعُوا كَلاَمَنَا، وَ كُنَّا نَحْضُرُ اَلْمَسْجِدَ فَلاَ يُسَلِّمُ‌ عَلَيْنَا أَحَدٌ وَ لاَ يُكَلِّمُنَا، فَجَاءَتْ نِسَاؤُنَا إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، فَقُلْنَ‌: قَدْ بَلَغَنَا سَخَطُكَ عَلَى أَزْوَاجِنَا، أَ فَنَعْتَزِلُهُمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : «لاَ تَعْتَزِلْنَهُمْ‌، وَ لَكِنْ لاَ يَقْرَبُوكُنَّ‌». فَلَمَّا رَأَى كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ‌ وَ صَاحِبَاهُ مَا قَدْ حَلَّ بِهِمْ‌، قَالُوا: مَا يُقْعِدُنَا بِالْمَدِينَةِ‌ وَ لاَ يُكَلِّمُنَا رَسُولُ اَللَّهِ‌ ، وَ لاَ إِخْوَانُنَا، وَ لاَ أَهْلُونَا، فَهَلُمُّوا نَخْرُجْ إِلَى هَذَا اَلْجَبَلِ‌، فَلاَ نَزَالُ فِيهِ حَتَّى يَتُوبَ اَللَّهُ عَلَيْنَا أَوْ نَمُوتَ‌. فَخَرَجُوا إِلَى ذِنَابِ‌ جَبَلٍ بِالْمَدِينَةِ‌ ، فَكَانُوا يَصُومُونَ‌، وَ كَانَ أَهْلُوهُمْ يَأْتُونَهُمْ بِالطَّعَامِ فَيَضَعُونَهُ نَاحِيَةً‌، ثُمَّ يُوَلُّونَ عَنْهُمْ فَلاَ يُكَلِّمُونَهُمْ‌، فَبَقُوا عَلَى هَذَا أَيَّاماً كَثِيرَةً يَبْكُونَ بِاللَّيْلِ وَ اَلنَّهَارِ، وَ يَدْعُونَ اَللَّهَ أَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ‌. فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِمُ اَلْأَمْرُ، قَالَ لَهُمْ كَعْبٌ‌ : يَا قَوْمِ‌، قَدْ سَخِطَ اَللَّهُ عَلَيْنَا وَ رَسُولُهُ‌ ، وَ قَدْ سَخِطَ عَلَيْنَا أَهْلُونَا وَ إِخْوَانُنَا، فَلاَ يُكَلِّمُنَا أَحَدٌ، فَلِمَ لاَ يَسْخَطُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ‌. فَتَفَرَّقُوا فِي اَلْجَبَلِ‌ ، وَ حَلَفُوا أَنْ لاَ يُكَلِّمَ أَحَدٌ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يَتُوبَ اَللَّهُ عَلَيْهِ‌، فَبَقُوا عَلَى ذَلِكَ‌ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ‌، وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ اَلْجَبَلِ‌، لاَ يَرَى أَحَدٌ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ وَ لاَ يُكَلِّمُهُ‌، فَلَمَّا كَانَ فِي اَللَّيْلَةِ اَلثَّالِثَةِ‌ وَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ‌ نَزَلَتْ تَوْبَتُهُمْ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) . قَوْلُهُ‌: «لَقَدْ تَابَ اَللَّهُ بِالنَّبِيِّ‌ عَلَى اَلْمُهَاجِرِينَ‌ وَ اَلْأَنْصَارِ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ اَلْعُسْرَةِ‌» قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «هَكَذَا نَزَلَتْ‌. وَ هُوَ أَبُو ذَرٍّ وَ أَبُو خَيْثَمَةَ‌ وَ عَمْرُو بْنُ وَهْبٍ‌ اَلَّذِينَ تَخَلَّفُوا، ثُمَّ لَحِقُوا بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ». ثُمَّ قَالَ فِي هَؤُلاَءِ اَلثَّلاَثَةِ‌: وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا ، فَقَالَ اَلْعَالِمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «إِنَّمَا أُنْزِلَ‌: وَ عَلَى اَلثَّلاَثَةِ اَلَّذِينَ خَالَفُوا. وَ لَوْ خُلِّفُوا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ عَيْبٌ‌ حَتّٰى إِذٰا ضٰاقَتْ عَلَيْهِمُ اَلْأَرْضُ بِمٰا رَحُبَتْ‌ حَيْثُ لَمْ‌ يُكَلِّمْهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ لاَ إِخْوَانُهُمْ وَ لاَ أَهْلُوهُمْ‌، فَضَاقَتْ عَلَيْهِمُ اَلْمَدِينَةُ‌ حَتَّى خَرَجُوا مِنْهَا وَ ضٰاقَتْ‌ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ‌ 3 «4» حَيْثُ حَلَفُوا أَنْ لاَ يُكَلِّمَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَتَفَرَّقُوا، وَ تَابَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ لِمَا عَرَفَ مِنْ صِدْقِ نِيَّاتِهِمْ‌».

البرهان في تفسير القرآن

6,5,4 وَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ‌، قَرَأَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ زَيْنُ اَلْعَابِدِينَ‌ وَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرُ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلصَّادِقُ‌ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌): «خَالَفُوا».

البرهان في تفسير القرآن

14,74779 / _2 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌: قَالَ اَلْعَالِمُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «إِنَّمَا أُنْزِلَ (وَ عَلَى اَلثَّلاَثَةِ اَلَّذِينَ خَالَفُوا) وَ لَوْ خُلِّفُوا لَمْ يَكُنْ‌ عَلَيْهِمْ عَيْبٌ‌ حَتّٰى إِذٰا ضٰاقَتْ عَلَيْهِمُ اَلْأَرْضُ بِمٰا رَحُبَتْ‌ حَيْثُ لَمْ يُكَلِّمْهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ لاَ إِخْوَانُهُمْ وَ لاَ أَهْلُوهُمْ‌، فَضَاقَتْ عَلَيْهِمُ اَلْمَدِينَةُ حَتَّى خَرَجُوا مِنْهَا، وَ ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ حَيْثُ حَلَفُوا أَنْ لاَ يُكَلِّمَ‌ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، فَتَفَرَّقُوا وَ تَابَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ لِمَا عَرَفَ مِنْ صِدْقِ نِيَّاتِهِمْ‌».

البرهان في تفسير القرآن

64780 / _3 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ اَلسِّنْدِيِّ‌ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ فَيْضِ بْنِ اَلْمُخْتَارِ ، قَالَ‌: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : كَيْفَ تَقْرَأُ وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا ؟ قُلْتُ‌: خُلِّفُوا . قَالَ‌: «لَوْ كَانَ (خُلِّفُوا) لَكَانُوا فِي حَالِ طَاعَةٍ‌، وَ لَكِنَّهُمْ خَالَفُوا، عُثْمَانُ‌ وَ صَاحِبَاهُ‌، أَمَا وَ اَللَّهِ مَا سَمِعُوا صَوْتَ حَافِرٍ وَ لاَ قَعْقَعَةَ حَجَرٍ إِلاَّ قَالُوا أُتِينَا، فَسَلَّطَ اَللَّهُ عَلَيْهِمُ اَلْخَوْفَ حَتَّى أَصْبَحُوا».

البرهان في تفسير القرآن

144781 / _4 وَ فِي (نَهْجِ اَلْبَيَانِ‌): رُوِيَ أَنَّ اَلسَّبَبَ فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌): «أَنَّ‌ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لَمَّا تَوَجَّهَ إِلَى غَزَاةِ تَبُوكَ تَخَلَّفَ عَنْهُ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ اَلشَّاعِرُ، وَ مَرَارَةُ بْنُ اَلرَّبِيعِ‌، وَ هِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ‌ اَلرَّافِعِيُّ‌، تَخَلَّفُوا عَنِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَلَى أَنْ يَتَحَوَّجُوا وَ يَلْحَقُوهُ‌، فَلَهَوْا بِأَمْوَالِهِمْ وَ حَوَائِجِهِمْ عَنْ ذَلِكَ‌، وَ نَدِمُوا وَ تَابُوا، فَلَمَّا رَجَعَ اَلنَّبِيُّ مُظَفَّراً مَنْصُوراً أَعْرَضَ عَنْهُمْ‌، فَخَرَجُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَ هَامُوا فِي اَلْبَرِيَّةِ مَعَ اَلْوُحُوشِ‌، وَ نَدِمُوا أَصْدَقَ نَدَامَةٍ‌، وَ خَافُوا أَنْ لاَ يَقْبَلَ اَللَّهُ تَوْبَتَهُمْ وَ رَسُولُهُ لِإِعْرَاضِهِ عَنْهُمْ‌، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَتَلاَ عَلَى اَلنَّبِيِّ‌، فَأَنْفَذَ إِلَيْهِمْ مَنْ جَاءَ بِهِمْ‌، فَتَلاَ عَلَيْهِمْ‌، وَ عَرَّفَهُمْ أَنَّ اَللَّهَ قَدْ قَبِلَ تَوْبَتَهُمْ‌».

البرهان في تفسير القرآن

64782 / _5 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ‌ ، عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ‌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌ ثُمَّ تٰابَ عَلَيْهِمْ‌ ، قَالَ‌: «هِيَ‌ اَلْإِقَالَةُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

64783 / _6 اَلْعَيَّاشِيُّ‌ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ‌: وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا ، قَالَ‌: « كَعْبٌ‌ ، وَ مَرَارَةُ بْنُ اَلرَّبِيعِ‌ ، وَ هِلاَلُ بْنُ أُمَيَّةَ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

64784 / _7 عَنْ فَيْضِ بْنِ اَلْمُخْتَارِ ، قَالَ‌: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «كَيْفَ تَقْرَأُ هَذِهِ اَلْآيَةَ فِي 9اَلتَّوْبَةِ‌ وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا ؟» قَالَ‌: قُلْتُ‌: خُلِّفُوا . قَالَ‌: «لَوْ خُلِّفُوا لَكَانُوا فِي حَالِ طَاعَةٍ وَ زَادَ اَلْحُسَيْنُ بْنُ اَلْمُخْتَارِ عَنْهُ‌ : لَوْ كَانُوا خُلِّفُوا مَا كَانَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ وَ لَكِنَّهُمْ خَالَفُوا، عُثْمَانُ‌ وَ صَاحِبَاهُ‌، أَمَا وَ اَللَّهِ مَا سَمِعُوا صَوْتَ حَافِرٍ وَ لاَ قَعْقَعَةَ حَجَرٍ إِلاَّ قَالُوا أُتِينَا، فَسَلَّطَ اَللَّهُ عَلَيْهِمُ‌ اَلْخَوْفَ حَتَّى أَصْبَحُوا».

البرهان في تفسير القرآن

64785 / _8 قَالَ صَفْوَانُ‌ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «مَا كَانَ أَبُو لُبَابَةَ‌ أَحَدَهُمْ‌» يَعْنِي فِي وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ‌ خُلِّفُوا . وَ فِي نُسْخَةٍ أُخْرَى: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «كَانَ أَبُو لُبَابَةَ‌ أَحَدَهُمْ‌» إِلَى آخِرِ اَلْحَدِيثِ‌.

البرهان في تفسير القرآن

54786 / _9 عَنْ سَلاَّمٍ‌ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِهِ‌: ثُمَّ تٰابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ، قَالَ‌: «أَقَالَهُمْ‌، فَوَ اَللَّهِ مَا تَابُوا».

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابو الشيخ و ابن منذر و ابن مردويه و ابن عساكر عن جابر بن عبد الله في قوله وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا قال كعب بن مالك و هلال بن أمية و مرارة بن ربيعة كلهم من الأنصار

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن مردويه عن مجمع بن جارية قال اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا ف‍ تٰابَ اَللّٰهُ عَلَيْهِمْ‌ كعب بن مالك و هلال ابن أمية و مرارة بن ربعي

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن مردويه عن ابن شهاب قال ان الثلاثة اَلَّذِينَ خُلِّفُوا كعب بن مالك من بنى سلمة و هلال بن أمية من بنى واقف و مرارة بن ربيع من بنى عمرو بن عوف

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بذي اوان خرج عامة المنافقين الذين كانوا تخلفوا عنه يتلقونه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة أتاه الذين تخلفوا يسلمون عليه فاعرض عنهم و أعرض المؤمنون عنهم حتى ان الرجل ليعرض عنه أخوه و أبوه و عمه فجعلوا يأتون رسول الله صلى الله عليه و سلم و يعتذرون بالجهد و الاسقام فرحمهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعهم و استغفر لهم و كان ممن تخلف عن غير شك و لا نفاق ثلاثة نفر الذين ذكر الله تعالى في سورة التوبة كعب بن مالك السلمى و هلال بن أمية الواقفي و مرارة بن ربيعة العامري

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن مندة و ابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا قال كعب بن مالك و مرارة بن الربيع و هلال بن أمية

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج عبد الرزاق و ابن أبى شيبة و أحمد و البخاري و مسلم و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن حبان و ابن مردويه و البيهقي من طريق الزهري قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله ابن كعب بن مالك و كان قائد كعب من بنيه حين عمى قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك قال كعب لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة غزاها قط الا في غزوة تبوك غير أنى تخلفت في غزاة بدر و لم يعاتب أحدا تخلف عنها انما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم و بين عدوهم على غير ميعاد و لقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام و ما أحب أن لي بها مشهد بدر و ان كانت بدر أذكر في الناس منها و أشهر و كان من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك انى لم أكن قط أقوى و لا أيسر منى حتى تخلفت عنه في تلك الغزاة و الله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزاة و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قلما يريد غزاة الا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة فغزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في حر شديد و استقبل سفرا بعيدا و مفازا و استقبل عدوا كثيرا فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا اهبة عدوهم فأخبرهم وجهه الذي يريد و المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ يريد الديوان قال كعب رضى الله عنه فقل رجل يريد أن يتغيب الا أظن أن ذلك سيخفى ما لم ينزل فيه وحى من الله عز و جل و غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الغزاة حين طابت الثمار و الظل و آن لها أن تصغر فتجهز اليها رسول الله صلى الله عليه و سلم و المؤمنون معه و طفقت أغذوا لكي أتجهز معهم فارجع و لا أقضى شيا فأقول لنفسي أنا قادر على ذلك ان أردت فلم يزل ذلك يتمادى بى حتى استمر بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم غاديا و المسلمون معه و لم أقض من جهازي شيا و قلت الجهاز بعد يوم أو يومين ثم ألحقه فغدوت بعد ما فصلوا لأتجهز فرجعت و لم أقض من جهازي شيا ثم غدوت فرجعت و لم أقض شيا فلم يزل ذلك يتمادى بى حتى انتهوا و تفارط الغزو فهممت أن أرتحل فأدركهم وليت أنى فعلت ثم لم يقدر لي ذلك فطفقت إذ خرجت في الناس بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم يحزنني انى لا أرى الا رجلا مغموصا عليه في النفاق أو رجلا ممن عذره الله و لم يذكرني رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بلغ تبوك فقال و هو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب بن مالك فقال رجل من بنى سلمة حبسه يا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كعب بن مالك فلما بلغني ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد توجه قافلا من تبوك حضرني همى فطفقت أتذكر الكذب و أقول بما ذا أخرج من سخطه غدا و استعين على ذلك بكل ذى رأى من أهلي فلما قيل ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أظل قادما راح عنى الباطل و عرفت انى لم انج منه بشيء ابدا فأجمعت صدقه و أصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم قادما و كان إذا قدم من سفر بدا بالمسجد فركع ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المتخلفون فطفقوا يعتذرون اليه و يحلفون له و كانوا بضعة و ثمانين رجلا فقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم منهم علانيتهم و استغفر لهم و وكل سرائرهم إلى الله حتى جئت فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال لي تعالى فجئت أمشى حتى جلست بين يديه فقال ما خلفك ألم تكن قد اشتريت ظهرك فقلت يا رسول الله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت ان اخرج من سخطه بعذر لقد أعطيت جدلا و لكنه و الله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى عنى به ليوشكن الله يسخطك على ولين حدثتك الصدق تجد على فيه انى لأرجوا قرب عتبى من الله و الله ما كان لي عذر و الله ما كنت قط أفرغ و لا أيسر منى حين تخلفت عنك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اما هذا فقد صدق فقم حتى يقضى الله فيك فقمت و بادرني رجال من بنى سلمة و اتبعوني فقالوا لي و الله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا و لقد عجزت ان لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بما اعتذر به المتخلفون فلقد كان كافيك من ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فو الله ما زالوا يؤنبوننى حتى أردت أرج فأكذب نفسي ثم قلت لهم هل لقى هذا معى أحد قالوا نعم لقيه معك رجلان قالا ما قلت و قيل لهما مثل ما قيل لك فقلت من هما قالوا مرارة بن الربيع و هلال بن أمية الواقفي فذكر والى رجلين صالحين قد شهدا بدرا إلى فيهما أسوة فمضيت حين ذكروهما لي قال و نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس عن كلامنا ايها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس و تغيروا لنا حتى تنكرت لي في نفسي الأرض التي كنت أعرف فلبثنا على ذلك خمسي ليلة فاما صاحباي فاستكانا و قعدوا في بيوتهما و أما أنا فكنت أشد القوم و أجلدهم فكنت أشهد الصلاة مع المسلمين و أطوف بالأسواق فلا يكلمني أحد و آتى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو في مجلسه بعد الصلاة فاسلم و أقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام أم لا ثم أصلى قريبا منه و أسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلى فإذا التفت نحوه أعرض عنى حتى إذا طال على ذلك من هجر المسلمين مشيت حتى تسورت حائط أبى قتادة و هو ابن عمى و أحب الناس إلى فسلمت عليه فو الله ما رد السلام على فقلت له يا أبا قتادة أنشدك الله تعالى هل تعلم انى أحب الله و رسوله قال فسكت قال فعدت فنشدته فسكت فعدت فنشدته قال الله و رسوله أعلم ففاضت عيناي و توليت حتى تسورت الجدار و بينا أنا أمشى بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط الشام ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول من بدل على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون له إلى حتى جاء فدفع إلى كتابا من ملك غسان و كنت كاتبا فإذا فيه أما بعد فقد بلغنا ان صاحبك قد جفاك و لم يجعلك الله بدار هوان و لا مضيعة فالحق بنا نواسك فقلت حين قرأتها و هذا ايضا من البلاء فتيمنت بها التنور فسجرته فيها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا برسول الله صلى الله عليه و سلم يأتيني فقال ان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك ان تعتزل امرأتك فقلت أطلقها ام ما ذا أفعل قال بل اعتزلها و لا تقربها و أرسل إلى صاحبي مثل ذلك فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضى الله في هذا الامر فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله ان هلالا شيخ ضائع و ليس له خادم فهل تكره ان اخدمه قال لا و لكن لا يقربنك فقالت انه و الله ما به حركة إلى شي و الله ما زال يبكى من لدن ان كان من أمرك ما كان إلى يومه هذا فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في امرأتك فقد اذن لامرأة هلال ان تخدمه فقلت و الله استأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما ادرى ما يقول إذا استأذنته و انا رجل شاب قال فلبثنا عشر ليال فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى عن كلامنا قال ثم صليت الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينا انا جالس على الحال التي ذكر الله عنا قد ضاقت على نفسي و ضاقت على اَلْأَرْضُ بِمٰا رَحُبَتْ‌ سمعت صارخا و في على جبل سلع يقول بأعلى صوته يا كعب بن مالك ابشر فخررت ساجدا و عرفت ان قد جاء الفرج فآذن رسول الله صلى الله عليه و سلم بتوبة الله علينا حين صلى الفجر فذهب الناس يبشروننا و ذهب قبل صاحبي مبشرون و ركض إلى رجل فرسا وسعي ساع من اسلم و أوافي على الجبل فكان الصوت اسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته و الله ما أملك غيرهما يومئذ فاستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت أؤم رسول الله صلى الله عليه و سلم يتلقاني الناس فوجا بعد فوج يهنئوني بالتوبة يقولون ليهنك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في المسجد و حوله الناس فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني و هنانى و الله ما قام إلى رجل من المهاجرين غيره قال فكان كعب رضى الله عنه لا ينساها الطلحة قال كعب رضى الله عنه فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال و هو يبرق وجهه من السرور ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال لا بل من عند الله و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله ان من توبتي ان انخلع من مالى صدقة إلى الله والى رسوله صلى الله عليه و سلم قال أمسك بعض مالك فهو خير لك قلت انى أمسك سهمي الذي بخيبر و قلت يا رسول الله انما نجاني الله بالصدق و ان من توبتي ان لا أحدث الا صدقا ما بقيت قال فو الله ما أعلم أحدا من المسلمين أبلاه الله من الصدق في الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن مما أبلاني الله تعالى و الله ما تعمدت كلمة منذ قلت ذلك إلى يومى هذا كذبا و انى لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي و أنزل الله لَقَدْ تٰابَ‌ اَللّٰهُ عَلَى اَلنَّبِيِّ وَ اَلْمُهٰاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصٰارِ إلى قوله وَ كُونُوا مَعَ اَلصّٰادِقِينَ‌ فو الله ما أنعم الله على من نعمة قط بعد ان هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ ان لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه فان الله قال للذين كذبوه حين أنزل الوحى شر ما قال لاحد فقال سَيَحْلِفُونَ بِاللّٰهِ لَكُمْ إِذَا اِنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ‌ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ‌ إلى قوله اَلْفٰاسِقِينَ‌ قال و كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خلفوا فبايعهم و استغفر لهم و ارجا رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا و ليس تخليفه إيانا و ارجاؤه أمرنا الذي ذكر مما خلفنا بتخلفنا عن الغزو و انما هو عن حلف له و اعتذر اليه فقبل منه

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة ابن خالد المخزومي انه كان يقرؤها و على الثلاثة الذين خلفوا نصب أى بعد محمد صلى الله عليه و سلم و أصحابه

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال دعا الله إلى توبته من قال أَنَا رَبُّكُمُ اَلْأَعْلىٰ‌ و قال مٰا عَلِمْتُ لَكُمْ‌ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرِي و من آيس العباد من التوبة بعد هؤلاء فقد جحد كتاب الله و لكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله عليه و هو قوله ثُمَّ تٰابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا فبدأ التوبة من الله عز و جل

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج الشيخ و ابن المردويه عن كعب بن مالك رضى الله عنه قال لما نزلت توبتي أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقبلت يده و ركبتيه و كسوت المبشر ثوبين

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن مجاهد رضى الله عنه وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا قال الذين أرجئوا في وسط براءة قوله وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اَللّٰهِ‌ هلال بن أمية و مرارة بن ربيعة و كعب بن مالك

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا مثقلة يقول عن غزوة تبوك

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن المنذر و ابن ابى حاتم و أبو الشيخ عن الحسن رضى الله عنه قال لما غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم تبوك تخلف كعب بن مالك و هلال بن أمية و مرارة بن الربيع قال أما أحدهم فكان له حائط حين زها قد فشت فيه الحمرة و الصفرة فقال غزوت و غزوت و غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم فلو أقمت العام في هذا الحائط فأصبت منه فلما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه دخل حائطه فقال ما خلفني عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما استبق المؤمنون في الجهاد في سبيل الله الا ضن بك أيها الحائط اللهم انى أشهدك انى تصدقت به في سبيلك و أما الأخر فكان قد تفرق عنه من أهله ناس و اجتمعوا له فقال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و غزوت فلو انى أقمت العام في أهلي فلما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه قال ما خلفني عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما استبق اليه المجاهدون في سبيل الله الا ضن بكم أيها الأهل اللهم ان لك على ان لا أرجع إلى أهلي و مالى حتى أعلم ما تقضى في و أما الأخر فقال اللهم ان لك على ان ألحق بالقوم حتى أدركهم أو انقطع فجعل يتتبع الدقع و الحزونة حتى لحق بالقوم فانزل الله لَقَدْ تٰابَ اَللّٰهُ عَلَى اَلنَّبِيِّ‌ إلى قوله وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا حَتّٰى إِذٰا ضٰاقَتْ عَلَيْهِمُ اَلْأَرْضُ بِمٰا رَحُبَتْ‌ قال الحسن رضى الله عنه يا سبحان الله و الله ما أكلوا مالا حراما و لا أصابوا دما حراما و لا أفسدوا في الأرض غير انهم أبطئوا عن شي من الخير الجهاد في سبيل الله و قد و الله جاهدوا و جاهدوا و جاهدوا فبلغ منهم ما سمعتم فهكذا بلغ الذنب من المؤمن

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن ابى حاتم و أبو الشيخ عن الضحاك في قوله وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا يعنى خلفوا عن التوبة لم يتب عليهم حتى تاب الله على أبى لبابة و أصحابه

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابن المنذر و أبو الشيخ و ابن عساكر عن عكرمة في قوله وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا عن التوبة

ترجمة تفسير القمي

لاٰ يَسْتَأْذِنُكَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ تا مٰا زٰادُوكُمْ إِلاّٰ خَبٰالاً كه مراد از خَبٰالاً وبال است. مراد از وَ لَأَوْضَعُوا خِلاٰلَكُمْ‌ يعنى از شماها فرار مى‌كنند. عده‌اى كه داراى نيت صادق و بصيرت در دين بودند و هيچ شك و ترديدى در عقائدشان رخنه نكرده بود از رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله تخلف كردند،ليكن پيش خود گفته بودند ما بعد از آنكه رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله حركت كردند به آن حضرت ملحق مى‌شويم.

ترجمة تفسير القمي

در جنگ تبوك مردى همراه پيامبر بود به خاطر ضربات زيادى كه در جنگ بدر و احد خورده بود به او مضرب مى‌گفتند.رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله به او فرمودند: تعداد لشگر را برايم بشمار. مضرب هم آنها را شمرد و گفت:تعداد آنها به غير از بنده‌ها و خادمان بيست و پنج هزار نفر هستند. رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله فرمودند:مومنين را بشمار. مضرب آنها را شمرده و گفت:بيست و پنج مرد هستند.

ترجمة تفسیر روایي البرهان

1)در روايت على بن ابراهيم،درباره اين فرموده خداى عز و جل: «لاٰ يَسْتَأْذِنُكَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ» تا اين فرموده حق‌تعالى : «مٰا زٰادُوكُمْ‌ إِلاّٰ خَبٰالاً» آمده است كه خبال يعنى وبال(عذاب) «وَ لَأَوْضَعُوا خِلاٰلَكُمْ‌» يعنى از شما فرار كردند.گروهى از اهل استقامت و بصيرت كه شك و ترديد را در دل ايشان راهى نبود،از رسول خدا صلى اللّه عليه و آله و سلم عقب افتادند.اما آنان گفتند:به رسول خدا كه سلام و درود خدا بر او و اهل بيت او باد،ملحق مى‌شويم و از جمله آنان...

ترجمة تفسیر روایي البرهان

در تبوك مردى همراه رسول خدا كه سلام و درود خدا بر او و اهل بيت او باد،بود كه به او مضرّب(ضربت خورده)مى‌گفتند زيراكه ضربه‌هاى بسيارى در جنگ بدر و احد به او وارد شده بود.رسول خدا صلى اللّه عليه و آله و سلم به او فرمود:سپاهيان را برايم به شمار.وى آنان را شمرد و گفت:تعداد آنان بيست و پنج هزار مرد است به‌جز بردگان و وابستگان.آن حضرت فرمود:مؤمنان را به شمار. آنان را شمرد و گفت:بيست و پنج مرد.گروهى از منافقان از رسول خدا صلى اللّه عليه و آله عقب افتادند و به او ملحق نشدند و گروهى از مؤمنان كه داراى...

ترجمة تفسیر روایي البرهان

و امام سجاد و امام باقر و امام صادق كه سلام و درود خدا بر آنان باد،درباره اين فرموده خداى عز و جل: «وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا» تا آخر آيه،چنين خواندند:خالفوا.2

ترجمة تفسیر روایي البرهان

2)على بن ابراهيم مى‌گويد:امام رضا عليه السلام فرمود:در حقيقت،آيه چنين نازل شده است: وَ عَلَى اَلثَّلاٰثَةِ اَلَّذِينَ خُلِّفُوا و اگر عقب گذاشته مى‌شدند، اين كارشان عيب نبود «حَتّٰى إِذٰا ضٰاقَتْ عَلَيْهِمُ اَلْأَرْضُ بِمٰا رَحُبَتْ‌» تا جايى كه نه رسول خدا صلى اللّه عليه و آله و سلم و خانواده يا برادرانشان با آنان صحبت نمى‌كردند.پس در مدينه به تنگ آمدند تا اينكه آنجا را ترك كردند و از خودشان نيز به تنگ آمدند و قسم خوردند با يكديگر سخن نگويند.پس پراكنده شدند و خدا توبه آنان را پذيرفت.چه اينكه او...