السورة
اسم السورة
الکتاب0
القرن0
المذهب0
الفئات0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ1
بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرࣱ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ2
أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابࣰاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدࣱ3
قَدۡ عَلِمۡنَا مَا تَنقُصُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۡهُمۡۖ وَعِندَنَا كِتَٰبٌ حَفِيظُۢ4
بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَهُمۡ فِيٓ أَمۡرࣲ مَّرِيجٍ5
أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَٰهَا وَزَيَّنَّـٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجࣲ6
وَٱلۡأَرۡضَ مَدَدۡنَٰهَا وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجࣲ7
تَبۡصِرَةࣰ وَذِكۡرَىٰ لِكُلِّ عَبۡدࣲ مُّنِيبࣲ8
وَنَزَّلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءࣰ مُّبَٰرَكࣰا فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ جَنَّـٰتࣲ وَحَبَّ ٱلۡحَصِيدِ9
وَٱلنَّخۡلَ بَاسِقَٰتࣲ لَّهَا طَلۡعࣱ نَّضِيدࣱ10
رِّزۡقࣰا لِّلۡعِبَادِۖ وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةࣰ مَّيۡتࣰاۚ كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ11
كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحࣲ وَأَصۡحَٰبُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ12
وَعَادࣱ وَفِرۡعَوۡنُ وَإِخۡوَٰنُ لُوطࣲ13
وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡأَيۡكَةِ وَقَوۡمُ تُبَّعࣲۚ كُلࣱّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ14
أَفَعَيِينَا بِٱلۡخَلۡقِ ٱلۡأَوَّلِۚ بَلۡ هُمۡ فِي لَبۡسࣲ مِّنۡ خَلۡقࣲ جَدِيدࣲ15
وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ16
إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدࣱ17
مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدࣱ18
وَجَآءَتۡ سَكۡرَةُ ٱلۡمَوۡتِ بِٱلۡحَقِّۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِيدُ19
وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ20
وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّعَهَا سَآئِقࣱ وَشَهِيدࣱ21
لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةࣲ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدࣱ22
وَقَالَ قَرِينُهُۥ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ23
أَلۡقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدࣲ24
مَّنَّاعࣲ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدࣲ مُّرِيبٍ25
ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَأَلۡقِيَاهُ فِي ٱلۡعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ26
قَالَ قَرِينُهُۥ رَبَّنَا مَآ أَطۡغَيۡتُهُۥ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَٰلِۭ بَعِيدࣲ27
قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ28
مَا يُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَيَّ وَمَآ أَنَا۠ بِظَلَّـٰمࣲ لِّلۡعَبِيدِ29
يَوۡمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمۡتَلَأۡتِ وَتَقُولُ هَلۡ مِن مَّزِيدࣲ30
وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِينَ غَيۡرَ بَعِيدٍ31
هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظࣲ32
مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبࣲ مُّنِيبٍ33
ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمࣲۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ34
لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدࣱ35
وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَشَدُّ مِنۡهُم بَطۡشࣰا فَنَقَّبُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ هَلۡ مِن مَّحِيصٍ36
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدࣱ37
وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامࣲ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبࣲ38
فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ39
وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَأَدۡبَٰرَ ٱلسُّجُودِ40
وَٱسۡتَمِعۡ يَوۡمَ يُنَادِ ٱلۡمُنَادِ مِن مَّكَانࣲ قَرِيبࣲ41
يَوۡمَ يَسۡمَعُونَ ٱلصَّيۡحَةَ بِٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُرُوجِ42
إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِۦ وَنُمِيتُ وَإِلَيۡنَا ٱلۡمَصِيرُ43
يَوۡمَ تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعࣰاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرࣱ44
نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارࣲۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ45
الترجمة
التفسير
الحديث
المفردات
الأعلام والأسماء
المواضيع
الإعراب
الآيات المتعلقة
الآيات في الكتب
العرض حسب الکتاب
الکتاب
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور5
البرهان في تفسير القرآن3
ترجمة تفسیر روایي البرهان3
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب2
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)2
تفسير نور الثقلين1
القرن
القرن الثاني عشر9
القرن العاشر5
2
المذهب
شيعي9
سني7
نوع الحديث
تفسیري16
تم العثور على 16 مورد
البرهان في تفسير القرآن

1610040 / _1 شَرَفُ اَلدِّينِ اَلنَّجَفِيُّ‌ ، قَالَ‌: تَأْوِيلُهُ جَاءَ فِي تَفْسِيرِ أَهْلِ اَلْبَيْتِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌) ، وَ هُوَ مَا رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ اِبْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ فَضَالَةَ‌ ، عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ‌ ، عَنْ مُيَسِّرٍ ، عَنْ بَعْضِ آلِ مُحَمَّدٍ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ‌) : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ وَ نَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ‌ . قَالَ‌: «هُوَ اَلْأَوَّلُ‌ »، وَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قٰالَ قَرِينُهُ رَبَّنٰا مٰا أَطْغَيْتُهُ وَ لٰكِنْ كٰانَ فِي ضَلاٰلٍ بَعِيدٍ ، قَالَ‌: «هُوَ زُفَرُ ، وَ هَذِهِ اَلْآيَاتُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ‌ هَلِ اِمْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ، فِيهِمَا وَ فِي أَتْبَاعِهِمَا، وَ كَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَ أَهْلَهَا».

البرهان في تفسير القرآن

1710041 / _1 علي بن إبراهيم، في قوله تعالى: حَبْلِ اَلْوَرِيدِ ، قال: حبل العنق.

البرهان في تفسير القرآن

32,24,13,14,112087 / _2 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ اَلْحَسَنِ اَلْقَطَّانُ‌ (رَحِمَهُ اَللَّهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ بَكْرِ اِبْنِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ مَطَرٍ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ اَلْعَبْدِ اَلْعَزِيزِ اَلْأَحْدَبِ اَلْجُنْدِيسَابُورِيُّ‌ ، قَالَ‌: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ‌: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ اَلسَّعْدَانِيِّ‌ : أَنَّ رَجُلاً أَتَى أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فَقَالَ‌: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، إِنِّي قَدْ شَكَكْتُ‌ فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ اَلْمُنْزَلِ‌، قَالَ لَهُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ‌، وَ كَيْفَ شَكَكْتَ فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ اَلْمُنْزَلِ‌!». قَالَ‌: لِأَنِّي وَجَدْتُ‌ اَلْكِتَابَ‌ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً، فَكَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيهِ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «إِنَّ كِتَابَ اَللَّهِ‌ لَيُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَ لاَ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَ لَكِنَّكَ لَمْ‌ تُرْزَقْ عَقْلاً تَنْتَفِعُ بِهِ‌، فَهَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌». قَالَ‌: قَالَ اَلرَّجُلُ‌: إِنِّي وَجَدْتُ اَللَّهَ يَقُولُ‌: فَالْيَوْمَ نَنْسٰاهُمْ كَمٰا نَسُوا لِقٰاءَ يَوْمِهِمْ هٰذٰا ، وَ قَالَ أَيْضاً: نَسُوا اَللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِيًّا فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُ يَنْسَى، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُ لاَ يَنْسَى، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ؟ قَالَ‌: «هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ أَيْضاً». قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ يَقُولُ‌: يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ‌ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ صَوٰاباً . وَ قَالَ‌: وَ اُسْتُنْطِقُوا فَقَالُوا: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ‌ ، وَ قَالَ‌: يَوْمَ‌ اَلْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، وَ قَالَ‌: إِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخٰاصُمُ أَهْلِ اَلنّٰارِ ، وَ قَالَ‌: لاٰ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ، وَ قَالَ‌: اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ‌ فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ‌، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمَنُ وَ قَالَ‌ صَوَاباً، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّ اَلْخَلْقَ لاَ يَنْطِقُونَ‌، وَ يَقُولُ عَنْ مَقَالَتِهِمْ‌: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ‌ وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ‌ يَخْتَصِمُونَ‌، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌»، قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ‌*`إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ‌ ، وَ يَقُولُ‌: لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ ، وَ يَقُولُ‌: وَ لَقَدْ رَآهُ‌ نَزْلَةً أُخْرىٰ‌*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ‌ ، وَ يَقُولُ‌: يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً *`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ، وَ مَنْ أَدْرَكَتْهُ اَلْأَبْصَارُ فَقَدْ أَحَاطَ بِهِ اَلْعِلْمُ‌، فَأَنَّى ذَلِكَ‌ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌». قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ‌: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مٰا يَشٰاءُ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ كَلَّمَ اَللّٰهُ 32مُوسىٰ‌ تَكْلِيماً ، وَ قَالَ‌: وَ نٰادٰاهُمٰا رَبُّهُمٰا ، وَ قَالَ‌: يٰا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ‌ قُلْ لِأَزْوٰاجِكَ وَ بَنٰاتِكَ‌ ، وَ قَالَ‌: يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ‌ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ‌ ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «وَيْحَكَ‌، هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌». قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَقُولُ‌: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا وَ قَدْ يُسَمَّى اَلْإِنْسَانُ سَمِيعاً بَصِيراً، وَ مَلِكاً وَ رَبّاً، فَمَرَّةً يُخْبِرُ بِأَنَّ لَهُ أَسَامِيَ‌ كَثِيرَةً مُشْتَرَكَةً‌، وَ مَرَّةً يَقُولُ‌: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌». قَالَ‌: وَجَدْتُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ‌: وَ مٰا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقٰالِ‌ ذَرَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ فِي اَلسَّمٰاءِ‌ ، وَ يَقُولُ‌: وَ لاٰ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ وَ لاٰ يُزَكِّيهِمْ‌ ، وَ يَقُولُ‌: كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ‌ كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مَنْ يَحْجُبُ عَنْهُمْ‌، وَ أَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ‌ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ أَيْضاً مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌»؟ قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ يَقُولُ‌: أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي اَلسَّمٰاءِ أَنْ‌ يَخْسِفَ بِكُمُ اَلْأَرْضَ فَإِذٰا هِيَ تَمُورُ ، وَ قَالَ‌: اَلرَّحْمٰنُ عَلَى اَلْعَرْشِ‌ اِسْتَوىٰ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ هُوَ اَللّٰهُ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ فِي اَلْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَ جَهْرَكُمْ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ اَلظّٰاهِرُ وَ اَلْبٰاطِنُ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ‌ مٰا كُنْتُمْ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌»؟ قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وَ جٰاءَ رَبُّكَ وَ اَلْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ، وَ قَالَ‌: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادىٰ كَمٰا خَلَقْنٰاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ‌ ، وَ قَالَ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَللّٰهُ‌ فِي ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمٰامِ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ‌ ، وَ قَالَ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ‌ آيٰاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً فَمَرَّةً يَقُولُ‌: يَأْتِيَ رَبُّكَ‌ وَ مَرَّةً يَقُولُ‌: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌». قَالَ وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ‌: بَلْ هُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّهِمْ‌ كٰافِرُونَ‌ ، وَ ذَكَرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ‌: اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ‌ ، [وَ قَالَ‌:] تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاٰمٌ‌ ، وَ قَالَ‌: مَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ اَللّٰهِ فَإِنَّ أَجَلَ اَللّٰهِ لَآتٍ‌ ، وَ قَالَ‌: فَمَنْ كٰانَ‌ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَلْقَوْنَهُ‌، وَ مَرَّةً يَقُولُ إِنَّهُ‌ لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ‌ اَلْأَبْصٰارَ وَ مَرَّةً يَقُولُ‌: وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ‌، مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌»؟ قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ‌: وَ رَأَى اَلْمُجْرِمُونَ اَلنّٰارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوٰاقِعُوهٰا ، وَ قَالَ‌: يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اَللّٰهُ دِينَهُمُ اَلْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ‌ ، وَ قَالَ‌: تَظُنُّونَ بِاللّٰهِ اَلظُّنُونَا فَمَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَظُنُّونَ‌، وَ مَرَّةً يُخْبِرُ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ‌، وَ اَلظَّنُّ شَكٌ‌، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ‌». [قَالَ‌: هَاتِ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌. قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ‌: وَ نَضَعُ اَلْمَوٰازِينَ‌ اَلْقِسْطَ لِيَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ‌ فَلاٰ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ، وَ قَالَ‌: فَلاٰ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ وَزْناً ، وَ قَالَ‌: فَأُولٰئِكَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ‌ يُرْزَقُونَ فِيهٰا بِغَيْرِ حِسٰابٍ‌ ، وَ قَالَ‌: وَ اَلْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ اَلْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِينُهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ‌ اَلْمُفْلِحُونَ‌*`وَ مَنْ خَفَّتْ مَوٰازِينُهُ فَأُولٰئِكَ اَلَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمٰا كٰانُوا بِآيٰاتِنٰا يَظْلِمُونَ‌ ، فَأَنَّى ذَلِكَ‌ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ‌]. قَالَ‌: «هَاتِ وَيْحَكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌». قَالَ‌: وَ أَجِدُ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ‌: قُلْ يَتَوَفّٰاكُمْ مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ اَلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ‌ ، وَ قَالَ‌: اَللّٰهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهٰا ، وَ قَالَ‌: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنٰا وَ هُمْ لاٰ يُفَرِّطُونَ‌ ، وَ قَالَ‌: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ طَيِّبِينَ‌ ، وَ قَالَ‌: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ ظٰالِمِي أَنْفُسِهِمْ‌ ، فَأَنَّى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ كَيْفَ لاَ أَشُكُّ فِيمَا تَسْمَعُ؟ وَ قَدْ هَلَكْتُ إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي، وَ تَشْرَحْ لِي صَدْرِي فِيمَا عَسَى أَنْ يَجْرِي ذَلِكَ عَلَى يَدَيْكَ‌، فَإِنْ كَانَ اَلرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى حَقّاً، وَ اَلْكِتَابُ‌ حَقّاً، وَ اَلرُّسُلُ حَقّاً، فَقَدْ هَلَكْتُ وَ خَسِرْتُ‌، وَ إِنْ تَكُنِ اَلرُّسُلُ بَاطِلاً فَمَا عَلَيَّ بَأْسٌ وَ قَدْ نَجَوْتُ‌. فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «قُدُّوسٌ رَبُّنَا، تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، نَشْهَدُ أَنَّهُ هُوَ اَلدَّائِمُ اَلَّذِي لاَ يَزُولُ‌، وَ لاَ نَشُكُّ‌ فِيهِ‌، وَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ‌، وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ، وَ أَنَّ اَلْكِتَابَ‌ حَقٌّ‌، وَ اَلرُّسُلَ حَقٌّ‌، وَ أَنَّ اَلثَّوَابَ وَ اَلْعِقَابَ حَقٌّ‌، فَإِنْ رُزِقْتَ‌ زِيَادَةَ إِيمَانٍ أَوْ حُرِمْتَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ بِيَدِ اَللَّهِ‌، إِنْ شَاءَ رَزَقَكَ‌، وَ إِنْ شَاءَ حَرَمَكَ ذَلِكَ‌. وَ لَكِنْ سَأُعَلِّمُكَ مَا شَكَكْتَ فِيهِ‌، وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ‌، فَإِنْ أَرَادَ اَللَّهُ بِكَ خَيْراً أُعَلِّمُكَ بِعِلْمِهِ وَ ثَبَّتَكَ‌، وَ إِنْ يَكُنْ شَرّاً ضَلَلْتَ وَ هَلَكْتَ‌. أَمَّا قَوْلُهُ‌: نَسُوا اَللّٰهَ فَنَسِيَهُمْ‌ إِنَّمَا يَعْنِي نَسُوا اَللَّهَ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا، لَمْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ فَنَسِيَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ‌ أَيْ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ فِي ثَوَابِهِ شَيْئاً فَصَارُوا مَنْسِيِّينَ مِنَ اَلْخَيْرِ ، وَ كَذَلِكَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: فَالْيَوْمَ نَنْسٰاهُمْ كَمٰا نَسُوا لِقٰاءَ يَوْمِهِمْ هٰذٰا يَعْنِي بِالنِّسْيَانِ أَنَّهُ لَمْ يُثِبْهُمْ كَمَا يُثِيبُ أَوْلِيَاءَهُ اَلَّذِينَ كَانُوا فِي دَارِ اَلدُّنْيَا مُطِيعِينَ ذَاكِرِينَ‌ حِينَ آمَنُوا بِهِ وَ بِرُسُلِهِ وَ خَافُوهُ بِالْغَيْبِ‌. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِيًّا فَإِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً لَيْسَ بِالَّذِي يَنْسَى، وَ لاَ يَغْفُلُ‌، بَلْ هُوَ اَلْحَفِيظُ اَلْعَلِيمُ‌، وَ قَدْ يَقُولُ اَلْعَرَبُ‌ فِي بَابِ اَلنِّسْيَانِ‌: قَدْ نَسِيَنَا فُلاَنٌ فَلاَ يَذْكُرُنَا، أَيْ أَنَّهُ لاَ يَأْمُرُ لَهُمْ بِخَيْرٍ وَ لاَ يَذْكُرُهُمْ‌ بِهِ‌، فَهَلْ فَهِمْتَ مَا ذَكَرَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ؟». قَالَ‌: نَعَمْ‌، فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ‌. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: يَوْمَ يَقُومُ اَلرُّوحُ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ صَفًّا لاٰ يَتَكَلَّمُونَ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ قٰالَ‌ صَوٰاباً ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ‌ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ، وَ قَوْلُهُ‌: إِنَّ ذٰلِكَ لَحَقٌّ تَخٰاصُمُ أَهْلِ اَلنّٰارِ ، وَ قَوْلُهُ‌: لاٰ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ‌ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ، وَ قَوْلُهُ‌: اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ‌ ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي مَوَاطِنَ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَوَاطِنِ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ اَلَّذِي كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ‌، يَجْمَعُ‌ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْخَلاَئِقَ يَوْمَئِذٍ فِي مَوْطِنٍ يَتَفَرَّقُونَ‌، وَ يُكَلِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَ يَسْتَغْفِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ‌، أُولَئِكَ اَلَّذِينَ كَانَ‌ مِنْهُمُ اَلطَّاعَةُ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا لِلرُّؤَسَاءِ وَ اَلْأَتْبَاعِ‌: وَ يَلْعَنُ أَهْلُ اَلْمَعَاصِي اَلَّذِينَ بَدَتْ مِنْهُمُ اَلْبَغْضَاءُ وَ تَعَاوَنُوا عَلَى اَلظُّلْمِ‌ وَ اَلْعُدْوَانِ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا اَلْمُسْتَكْبِرِينَ‌، وَ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ يَكْفُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ‌، وَ يَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَ اَلْكُفْرُ فِي هَذِهِ‌ اَلْآيَةِ اَلْبَرَاءَةُ‌، يَقُولُ‌: فَيَبْرَأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ‌، وَ نَظِيرُهَا فِي 14سُورَةِ إِبْرَاهِيمَ‌ ، قَوْلُ 1اَلشَّيْطَانِ‌ : إِنِّي كَفَرْتُ بِمٰا أَشْرَكْتُمُونِ‌ مِنْ قَبْلُ‌ ، وَ قَوْلُ 24إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اَلرَّحْمَنِ‌ : كَفَرْنٰا بِكُمْ‌ يَعْنِي تَبَرَّأْنَا مِنْكُمْ‌. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ يَبْكُونَ فِيهِ‌، فَلَوْ أَنَّ تِلْكَ اَلْأَصْوَاتَ بَدَتْ لِأَهْلِ اَلدُّنْيَا لَأَذْهَلَتْ جَمِيعَ اَلْخَلْقِ عَنْ‌ مَعَايِشِهِمْ‌، وَ لَتَصَدَّعَتْ قُلُوبُهُمْ إِلاَّ مَا شَاءَ اَللَّهُ‌، فَلاَ يَزَالُونَ يَبْكُونَ اَلدَّمَ‌. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ، فَيَسْتَنْطِقُونَ فِيهِ‌، فَيَقُولُونَ‌: وَ اَللّٰهِ رَبِّنٰا مٰا كُنّٰا مُشْرِكِينَ‌ فَيَخْتِمُ‌ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ يُسْتَنْطَقُ اَلْأَيْدِي وَ اَلْأَرْجُلُ وَ اَلْجُلُودُ، فَتَشْهَدُ بِكُلِّ مَعْصِيَةٍ كَانَتْ مِنْهُمْ‌، ثُمَّ يُرْفَعُ عَنْ‌ أَلْسِنَتِهِمْ اَلْخَتْمُ فَيَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ‌: لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا؟ قَالُوا: أَنْطَقَنَا اَللَّهُ اَلَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ‌. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ فَيُسْتَنْطَقُونَ فَيَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ‌، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: يَوْمَ يَفِرُّ اَلْمَرْءُ مِنْ‌ أَخِيهِ‌*`وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ‌*`وَ صٰاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ‌ ، فَيُسْتَنْطَقُونَ فَلاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً. فَيَقُومُ‌ اَلرُّسُلُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِمْ‌) فَيَشْهَدُونَ فِي هَذَا اَلْمَوْطِنِ‌، فَذَلِكَ قَوْلُهُ‌: فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنٰا بِكَ عَلىٰ‌ هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً . ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ يَكُونُ فِيهِ مَقَامُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ هُوَ اَلْمَقَامُ اَلْمَحْمُودُ، فَيُثْنِي عَلَى اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بِمَا لَمْ يُثْنِ عَلَيْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ‌، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اَلْمَلاَئِكَةِ كُلِّهِمْ‌، فَلاَ يَبْقَى مَلَكٌ إِلاَّ أَثْنَى عَلَيْهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى اَلرُّسُلِ بِمَا لَمْ يُثْنِ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ قَبْلَهُ‌، ثُمَّ يُثْنِي عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ‌، يَبْدَأُ بِالصِّدِّيقِينَ وَ اَلشُّهَدَاءِ ثُمَّ‌ بِالصَّالِحِينَ‌، فَيَحْمَدُهُ أَهْلُ اَلسَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ اَلْأَرْضِ‌، وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ‌: عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ لَهُ فِي ذَلِكَ اَلْمَقَامِ حَظٌّ وَ نَصِيبٌ‌، وَ وَيْلٌ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي ذَلِكَ اَلْمَقَامِ حَظٌّ وَ لاَ نَصِيبٌ‌. ثُمَّ يَجْتَمِعُونَ فِي مَوْطِنٍ آخَرَ، وَ يُدَالَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ‌، وَ هَذَا كُلُّهُ قُبَيْلَ اَلْحِسَابِ‌، فَإِذَا أُخِذَ فِي اَلْحِسَابِ‌، شُغِلَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا لَدَيْهِ‌، نَسْأَلُ اَللَّهَ بَرَكَةَ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً‌، فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ‌. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ‌*`إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: لاٰ تُدْرِكُهُ‌ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ‌*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً*`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ‌ عِلْماً ، فَأَمَّا قَوْلُهُ‌: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ‌*`إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ‌ ، فَإِنَّ ذَلِكَ فِي مَوْضِعٍ يَنْتَهِي فِيهِ أَوْلِيَاءُ‌ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ مَا يَفْرُغُ مِنَ اَلْحِسَابِ إِلَى نَهَرٍ يُسَمَّى اَلْحَيَوَانَ‌ ، فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ وَ يَشْرَبُونَ مِنْهُ‌، فَتُضِيءُ وُجُوهُهُمْ‌ إِشْرَاقاً، فَيَذْهَبُ عَنْهُمْ كُلُّ قَذًى وَ وَعْثٍ‌، ثُمَّ يُؤْمَرُونَ بِدُخُولِ اَلْجَنَّةِ‌ ، فَمِنْ هَذَا اَلْمَقَامِ يَنْظُرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ كَيْفَ‌ يُثِيبُهُمْ‌، وَ مِنْهُ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ‌ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي تَسْلِيمِ اَلْمَلاَئِكَةِ عَلَيْهِمْ‌: سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهٰا خٰالِدِينَ‌ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَيْقَنُوا بِدُخُولِ اَلْجَنَّةِ‌ وَ اَلنَّظَرِ إِلَى مَا وَعَدَهُمُ رَبُّهُمْ‌، فَذَلِكَ قَوْلُهُ‌: إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ‌ وَ إِنَّمَا يَعْنِي بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ‌، اَلنَّظَرَ إِلَى ثَوَابِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ هُوَ كَمَا قَالَ‌، لاَ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصَارُ يَعْنِي لاَ تُحِيطُ بِهِ اَلْأَوْهَامُ‌ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ يَعْنِي يُحِيطُ بِهَا وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ وَ ذَلِكَ مَدْحٌ اِمْتَدَحَ بِهِ رَبُّنَا نَفْسَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ تَقَدَّسَ عُلُوّاً كَبِيراً، وَ قَدْ سَأَلَ 32مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ مِنْ حَمْدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ‌ ، فَكَانَتْ مَسْأَلَتُهُ تِلْكَ أَمْراً عَظِيماً، وَ سَأَلَ أَمْراً جَسِيماً، فَعُوقِبَ‌، فَقَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: لَنْ تَرَانِي فِي اَلدُّنْيَا حَتَّى تَمُوتَ فَتَرَانِي فِي اَلْآخِرَةِ‌، وَ لَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَرَانِي فِي اَلدُّنْيَا فَانْظُرْ إِلَى اَلْجَبَلِ‌، فَإِنْ اِسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ‌ تَرَانِي، فَأَبْدَى اَللَّهُ سُبْحَانَهُ بَعْضَ آيَاتِهِ‌، وَ تَجَلَّى رَبُّنَا [لِلْجَبَلِ‌] فَتُقْطَعُ اَلْجَبَلُ فَصَارَ رَمِيماً، وَ خَرَّ 32مُوسَى صَعِقاً، يَعْنِي مَيِّتاً، فَكَانَتْ عُقُوبَتُهُ اَلْمَوْتَ‌، ثُمَّ أَحْيَاهُ اَللَّهُ وَ بَعَثَهُ وَ تَابَ عَلَيْهِ‌، فَقَالَ‌: سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَ أَنَا أَوَّلُ اَلْمُؤْمِنِينَ‌، يَعْنِي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ آمَنَ بِكَ مِنْهُمْ‌ ، أَنَّهُ لَنْ يَرَاكَ‌. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ‌*`عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ‌ يَعْنِي مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) [كَانَ عِنْدَ سِدْرَةِ‌ اَلْمُنْتَهَى] حَيْثُ لاَ يَتَجَاوَزُهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اَللَّهِ‌، وَ قَوْلُهُ فِي آخِرِ اَلْآيَةِ‌: مٰا زٰاغَ اَلْبَصَرُ وَ مٰا طَغىٰ‌*`لَقَدْ رَأىٰ مِنْ‌ آيٰاتِ رَبِّهِ اَلْكُبْرىٰ‌ رَأَى جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ‌: هَذِهِ اَلْمَرَّةَ‌، وَ مَرَّةً أُخْرَى، وَ ذَلِكَ أَنَّ خَلْقَ جَبْرَئِيلَ‌ عَظِيمٌ‌، فَهُوَ مِنَ اَلرُّوحَانِيِّينَ اَلَّذِينَ لاَ يُدْرِكُ خَلْقَهُمْ وَ صِفَتَهُمْ إِلاَّ اَللَّهُ رَبُّ اَلْعَالَمِينَ‌. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: يَوْمَئِذٍ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ إِلاّٰ مَنْ أَذِنَ لَهُ اَلرَّحْمٰنُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلاً*`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ‌ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً لاَ يُحِيطُ اَلْخَلاَئِقُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِلْماً، إِذْ هُوَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى جَعَلَ عَلَى أَبْصَارِ اَلْقُلُوبِ اَلْغِطَاءَ‌، فَلاَ فَهْمٌ يَنَالُهُ بِالْكَيْفِ‌، وَ لاَ قَلْبٌ يُثْبِتُهُ بِالْحُدُودِ، فَلاَ يَصِفُهُ إِلاَّ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ‌، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ، اَلْأَوَّلُ وَ اَلْآخِرُ وَ اَلظَّاهِرُ وَ اَلْبَاطِنُ‌، اَلْخَالِقُ اَلْبَارِئُ اَلْمُصَوِّرُ، خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ‌، فَلَيْسَ مِنَ اَلْأَشْيَاءِ شَيْ‌ءٌ‌ مِثْلَهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى». فَقَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً‌، فَأَعْظَمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ . [فَقَالَ‌]: (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مٰا يَشٰاءُ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ كَلَّمَ اَللّٰهُ مُوسىٰ تَكْلِيماً ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ نٰادٰاهُمٰا رَبُّهُمٰا ، وَ قَوْلُهُ‌: يٰا 18آدَمُ‌ اُسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ اَلْجَنَّةَ‌ ، فَأَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللّٰهُ إِلاّٰ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرٰاءِ‌ حِجٰابٍ‌ ، فَإِنَّهُ مَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اَللَّهُ إِلاَّ وَحْياً وَ لَيْسَ بِكَائِنٍ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ‌ مَا يَشَاءُ‌، كَذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، قَدْ كَانَ اَلرَّسُولُ‌ يُوحَى إِلَيْهِ مِنْ رُسُلِ اَلسَّمَاءِ‌، فَتُبَلِّغُ رُسُلُ اَلسَّمَاءِ‌ رُسُلَ اَلْأَرْضِ‌، وَ قَدْ كَانَ اَلْكَلاَمُ بَيْنَ رُسُلِ أَهْلِ اَلْأَرْضِ وَ بَيْنَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرْسَلَ بِالْكَلاَمِ مَعَ رُسُلِ أَهْلِ اَلسَّمَاءِ‌. وَ قَدْ قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : يَا جَبْرَئِيلُ‌ ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ‌ : إِنَّ رَبِّي لاَ يُرَى. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : فَمِنْ أَيْنَ تَأْخُذُ اَلْوَحْيَ؟ قَالَ‌: آخُذُهُ مِنْ إِسْرَافِيلَ‌ . فَقَالَ‌: وَ مِنْ أَيْنَ يَأْخُذُهُ إِسْرَافِيلُ‌ ؟ قَالَ‌: يَأْخُذُهُ مِنْ مَلَكٍ فَوْقَهُ مِنَ‌ اَلرُّوحَانِيِّينَ‌. فَقَالَ‌: مِنْ أَيْنَ يَأْخُذُهُ ذَلِكَ اَلْمَلَكُ؟ قَالَ‌: يُقْذَفُ فِي قَلْبِهِ قَذْفاً. فَهَذَا وَحْيٌ وَ هُوَ كَلاَمُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، وَ كَلاَمُ‌ اَللَّهِ لَيْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ، مِنْهُ مَا كَلَّمَ اَللَّهُ بِهِ اَلرُّسُلَ‌، وَ مِنْهُ مَا قَذَفَهُ فِي قُلُوبِهِمْ‌، وَ مِنْهُ رُؤْيَا يُرِيهَا اَلرُّسُلُ‌، وَ مِنْهُ وَحْيٌ وَ تَنْزِيلٌ‌ يُتْلَى وَ يُقْرَأُ فَهُوَ كَلاَمُ اَللَّهِ‌، فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ كَلاَمِ اَللَّهِ‌، فَإِنَّ مَعْنَى كَلاَمِ اَللَّهِ لَيْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّ مِنْهُ مَا يُبَلِّغُ بِهِ‌ رُسُلُ اَلسَّمَاءِ رُسُلَ اَلْأَرْضِ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ . [فَقَالَ‌] (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ، فَإِنَّ تَأْوِيلَهُ‌: هَلْ تَعْلَمُ أَحَداً اِسْمُهُ اَللَّهُ‌، غَيْرُ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى‌؟ فَإِيَّاكَ أَنْ تُفَسِّرَ اَلْقُرْآنَ‌ بِرَأْيِكَ حَتَّى تَفْقَهَهُ عَنِ اَلْعُلَمَاءِ‌، فَإِنَّهُ رُبَّ تَنْزِيلٍ يُشْبِهُ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، وَ هُوَ كَلاَمُ‌ اَللَّهِ‌، وَ تَأْوِيلُهُ لاَ يُشْبِهُ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، كَمَا لَيْسَ شَيْ‌ءٌ مِنْ خَلْقِهِ يُشْبِهُهُ‌، كَذَلِكَ لاَ يُشْبِهُ فِعْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى شَيْئاً مِنْ أَفْعَالِ‌ اَلْبَشَرِ، وَ لاَ يُشْبِهُ شَيْ‌ءٌ مِنْ كَلاَمِهِ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، فَكَلاَمُ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى صِفَتُهُ‌، وَ كَلاَمُ اَلْبَشَرِ أَفْعَالُهُمْ‌، فَلاَ تُشَبِّهْ كَلاَمَ اَللَّهِ‌ بِكَلاَمِ اَلْبَشَرِ فَتَهْلِكَ وَ تَضِلَّ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ . فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ مٰا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقٰالِ ذَرَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ فِي اَلسَّمٰاءِ‌ كَذَلِكَ‌ رَبُّنَا لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْ‌ءٌ‌، وَ كَيْفَ يَكُونُ مَنْ خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ لاَ يَعْلَمُ مَا خَلَقَ وَ هُوَ اَلْخَلاَّقُ اَلْعَلِيمُ‌! وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: لاٰ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ ، يُخْبِرُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُهُمْ بِخَيْرٍ، وَ قَدْ تَقُولُ اَلْعَرَبُ‌: وَ اَللَّهِ مَا يَنْظُرُ إِلَيْنَا فُلاَنٌ‌. وَ إِنَّمَا يَعْنُونَ بِذَلِكَ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُنَا مِنْهُ بِخَيْرٍ، فَذَلِكَ اَلنَّظَرُ هَا هُنَا مِنَ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَى خَلْقِهِ‌، فَنَظَرُهُ إِلَيْهِمْ‌ رَحْمَتُهُ لَهُمْ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ . قَالَ‌: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: كَلاّٰ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ‌ ، فَإِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ أَنَّهُمْ عَنْ‌ ثَوَابِ رَبِّهِمْ مَحْجُوبُونَ‌. [قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً فَعَظَّمَ اَللَّهُ أَجْرَكَ‌. فَقَالَ‌: (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)] قَوْلُهُ‌: أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي اَلسَّمٰاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ اَلْأَرْضَ فَإِذٰا هِيَ تَمُورُ ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ هُوَ اَللّٰهُ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ فِي اَلْأَرْضِ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: اَلرَّحْمٰنُ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوىٰ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ ، فَكَذَلِكَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سُبُّوحاً قُدُّوساً تَعَالَى أَنْ يَجْرِيَ مِنْهُ مَا يَجْرِي مِنَ اَلْمَخْلُوقِينَ‌، وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ، وَ أَجَلُّ وَ أَكْبَرُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ شَيْ‌ءٌ مِمَّا يَنْزِلُ‌ بِخَلْقِهِ‌، وَ هُوَ عَلَى اَلْعَرْشِ اِسْتَوَى، عِلْمُهُ‌ شَاهِدٌ لِكُلِّ نَجْوَى، وَ هُوَ اَلْوَكِيلُ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ‌، وَ اَلْمُيَسِّرُ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ‌ وَ اَلْمُدَبَّرُ لِلْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، تَعَالَى اَللَّهُ عَنْ أَنْ يَكُونَ عَلَى عَرْشِهِ‌ عُلُوّاً كَبِيراً. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ جٰاءَ رَبُّكَ وَ اَلْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ، وَ قَوْلُهُ‌: وَ لَقَدْ جِئْتُمُونٰا فُرٰادىٰ كَمٰا خَلَقْنٰاكُمْ أَوَّلَ‌ مَرَّةٍ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَللّٰهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمٰامِ وَ اَلْمَلاٰئِكَةِ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ‌ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ فَإِنَّ ذَلِكَ حَقٌّ كَمَا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌، وَ لَيْسَ لَهُ جَيْئَةٌ‌ كَجَيْئَةِ اَلْخَلْقِ‌، وَ قَدْ أَعْلَمْتُكَ أَنَّ رُبَّ شَيْ‌ءٍ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ‌ تَأْوِيلُهُ عَلَى غَيْرِ تَنْزِيلِهِ‌، وَ لاَ يُشْبِهُ كَلاَمَ اَلْبَشَرِ، وَ سَأُنَبِّئُكَ‌ بِطَرَفٍ مِنْهُ‌، فَتَكْتَفِي إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : إِنِّي ذٰاهِبٌ إِلىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ‌ فَذَهَابُهُ إِلَى رَبِّهِ تَوَجُّهُهُ إِلَيْهِ عِبَادَةً وَ اِجْتِهَاداً وَ قُرْبَةً إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌، أَ لاَ تَرَى أَنَّ تَأْوِيلَهُ غَيْرُ تَنْزِيلِهِ؟ وَ قَالَ‌: وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ، يَعْنِي اَلسِّلاَحَ وَ غَيْرَ ذَلِكَ‌، وَ قَوْلُهُ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ‌ يُخْبِرُ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَنِ اَلْمُشْرِكِينَ وَ اَلْمُنَافِقِينَ اَلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ‌ فَقَالَ‌: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ‌ اَلْمَلاٰئِكَةُ‌ حَيْثُ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ‌ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ‌ يَعْنِي بِذَلِكَ اَلْعَذَابَ‌ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا كَمَا عَذَّبَ اَلْقُرُونَ اَلْأُولَى، فَهَذَا خَبَرٌ يُخْبِرُ بِهِ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَنْهُمْ‌. ثُمَّ قَالَ‌: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً يَعْنِي مِنْ قَبْلِ‌ أَنْ تَجِيءَ هَذِهِ اَلْآيَةُ‌، وَ هَذِهِ اَلْآيَةُ طُلُوعُ اَلشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَ إِنَّمَا يَكْتَفِي أُولُو اَلْأَلْبَابِ‌ وَ اَلْحِجَا وَ أُولُو اَلنُّهَى أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ إِذَا اِنْكَشَفَ اَلْغِطَاءُ رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ‌، وَ قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: فَأَتٰاهُمُ اَللّٰهُ مِنْ حَيْثُ‌ لَمْ يَحْتَسِبُوا يَعْنِي أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ عَذَاباً، وَ كَذَلِكَ إِتْيَانُهُ بُنْيَانَهُمْ‌، وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: فَأَتَى اَللّٰهُ بُنْيٰانَهُمْ مِنَ اَلْقَوٰاعِدِ فَإِتْيَانُهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ اَلْقَوَاعِدِ إِرْسَالُ اَلْعَذَابِ عَلَيْهِمْ‌، وَ كَذَلِكَ مَا وَصَفَ اَللَّهُ مِنْ أَمْرِ اَلْآخِرَةِ تَبَارَكَ اِسْمُهُ‌ وَ تَعَالَى عُلُوّاً كَبِيراً، وَ تَجْرِي أُمُورُهُ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ اَلَّذِي كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ كَمَا تَجْرِي أُمُورُهُ فِي اَلدُّنْيَا، لاَ يَغِيبُ‌ وَ لاَ يَأْفِلُ مَعَ اَلْآفِلِينَ‌، فَاكْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَكَ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا جَالَ فِي صَدْرِكَ مِمَّا وَصَفَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ‌ ، وَ لاَ تَجْعَلْ كَلاَمَهُ كَكَلاَمِ اَلْبَشَرِ، هُوَ أَعْظَمُ وَ أَجَلُّ وَ أَكْرَمُ وَ أَعَزُّ، تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنْ أَنْ يَصِفَهُ اَلْوَاصِفُونَ إِلاَّ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ ». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، وَ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً‌. [فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)]: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: بَلْ هُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّهِمْ كٰافِرُونَ‌ ، وَ ذِكْرُهُ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاَقُوا رَبِّهِمْ‌، وَ قَوْلُهُ لِغَيْرِهِمْ‌: إِلىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ‌ بِمَا أَخْلَفُوا اَللَّهَ مَا وَعَدُوهُ‌، وَ قَوْلُهُ‌: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ‌ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً ، فَأَمَّا قَوْلُهُ‌: بَلْ هُمْ بِلِقٰاءِ رَبِّهِمْ كٰافِرُونَ‌ يَعْنِي اَلْبَعْثَ فَسَمَّاهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِقَاءَهُ‌، وَ كَذَلِكَ ذِكْرُ اَلْمُؤْمِنِينَ‌: اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ‌ ، يَعْنِي يُوقِنُونَ أَنَّهُمْ يُبْعَثُونَ وَ يُحْشَرُونَ وَ يُحَاسَبُونَ‌ وَ يُجْزَوْنَ بِالثَّوَابِ وَ اَلْعِقَابِ‌، وَ اَلظَّنُّ هَاهُنَا اَلْيَقِينُ خَاصَّةً‌، وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ‌: فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً ، وَ قَوْلُهُ‌: مَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ اَللّٰهِ فَإِنَّ أَجَلَ اَللّٰهِ لَآتٍ‌ يَعْنِي مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَبْعُوثٌ‌، فَإِنَّ وَعْدَ اَللَّهِ لَآتٍ مِنَ اَلثَّوَابِ وَ اَلْعِقَابِ‌، فَاللِّقَاءُ هَاهُنَا لَيْسَ بِالرُّؤْيَةِ‌، وَ اَللِّقَاءُ هُوَ اَلْبَعْثُ‌، فَافْهَمْ جَمِيعَ مَا فِي كِتَابِ اَللَّهِ‌ مِنْ لِقَائِهِ‌، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِذَلِكَ اَلْبَعْثَ‌، وَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ‌: تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاٰمٌ‌ يَعْنِي أَنَّهُ لاَ يَزُولُ اَلْإِيمَانُ عَنْ قُلُوبِهِمْ يَوْمَ‌ يُبْعَثُونَ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌، فَقَدْ حَلَلْتَ عَنِّي عُقْدَةً‌. فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: وَ رَأَى اَلْمُجْرِمُونَ اَلنّٰارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوٰاقِعُوهٰا يَعْنِي أَيْقَنُوا أَنَّهُمْ‌ دَاخِلُوهَا. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاٰقٍ حِسٰابِيَهْ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌ : يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اَللّٰهُ دِينَهُمُ اَلْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ‌ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ‌ ، وَ قَوْلُهُ لِلْمُنَافِقِينَ‌: وَ تَظُنُّونَ بِاللّٰهِ اَلظُّنُونَا ، فَهَذَا اَلظَّنُّ ظَنُّ شَكٍّ وَ لَيْسَ ظَنَّ‌ يَقِينٍ‌، وَ اَلظَّنُّ ظَنَّانِ‌: ظَنُّ شَكٍّ‌، وَ ظَنُّ يَقِينٍ‌، فَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ مَعَادٍ مِنَ اَلظَّنِّ فَهُوَ ظَنُّ يَقِينٍ‌، وَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ اَلدُّنْيَا فَهُوَ ظَنُّ‌ شَكٍّ‌، فَافْهَمْ مَا فَسَّرْتُ لَكَ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ‌. [فَقَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)]: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: وَ نَضَعُ اَلْمَوٰازِينَ اَلْقِسْطَ لِيَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ‌ فَلاٰ تُظْلَمُ نَفْسٌ‌ شَيْئاً ، فَهُوَ مِيزَانُ اَلْعَدْلِ‌، يُؤْخَذُ بِهِ اَلْخَلاَئِقُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ ، يُدِيلُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اَلْخَلْقَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ‌ بِالْمَوَازِينِ‌». وَ فِي غَيْرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ‌، اَلْمَوَازِينُ هُمُ اَلْأَنْبِيَاءُ وَ اَلْأَوْصِيَاءُ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌). «وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: فَلاٰ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ وَزْناً فَإِنَّ ذَلِكَ خَاصُّ‌. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: فَأُولٰئِكَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهٰا بِغَيْرِ حِسٰابٍ‌ فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) قَالَ‌: قَالَ‌ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: لَقَدْ حَقَّتْ كَرَامَتِي أَوْ قَالَ‌: مَوَدَّتِي لِمَنْ يُرَاقِبُنِي وَ يَتَحَابُّ بِجَلاَلِي أَنَّ وُجُوهَهُمْ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ مِنْ نُورٍ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ، قِيلَ‌: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ؟ قَالَ‌: قَوْمٌ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَ لاَ شُهَدَاءَ‌، وَ لَكِنَّهُمْ تَحَابُّوا بِجَلاَلِ اَللَّهِ‌، وَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ‌ بِغَيْرِ حِسَابٍ‌، فَنَسْأَلُ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ‌ بِرَحْمَتِهِ‌. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوٰازِينُهُ‌ ، وَ خَفَّتْ مَوٰازِينُهُ‌ فَإِنَّمَا يَعْنِي اَلْحِسَابَ‌، تُوزَنُ اَلْحَسَنَاتُ‌ وَ اَلسَّيِّئَاتُ‌، وَ اَلْحَسَنَاتُ ثِقْلُ اَلْمِيزَانِ‌، وَ اَلسَّيِّئَاتُ خِفَّةُ اَلْمِيزَانِ‌. وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌: قُلْ يَتَوَفّٰاكُمْ مَلَكُ اَلْمَوْتِ اَلَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: اَللّٰهُ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهٰا ، وَ قَوْلُهُ‌: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنٰا وَ هُمْ لاٰ يُفَرِّطُونَ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ ظٰالِمِي أَنْفُسِهِمْ‌ ، وَ قَوْلُهُ‌: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ‌ ، فَإِنَّ‌ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يُدَبِّرُ اَلْأُمُورَ كَيْفَ يَشَاءُ‌، وَ يُوَكِّلُ مِنْ خَلْقِهِ مَنْ يَشَاءُ بِمَا يَشَاءُ‌، أَمَّا مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ فَإِنَّ اَللَّهَ يُوَكِّلُهُ بِخَاصَّةِ‌ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ‌، وَ يُوَكِّلُ رُسُلَهُ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ خَاصَّةً بِمَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ‌، وَ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلَّذِينَ سَمَّاهُمُ اَللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ‌ وَكَّلَهُمْ بِخَاصَّةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ‌ ، [إِنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى] يُدَبِّرُ اَلْأُمُورَ كَيْفَ يَشَاءُ‌، وَ لَيْسَ كُلُّ اَلْعِلْمِ يَسْتَطِيعُ‌ صَاحِبُ اَلْعِلْمِ أَنْ يُفَسِّرَهُ لِكُلِّ اَلنَّاسِ‌، لِأَنَّ مِنْهُمُ اَلْقَوِيَّ وَ اَلضَّعِيفَ‌، وَ لِأَنَّ مِنْهُ مَا يُطَاقُ حَمْلُهُ‌، وَ مِنْهُ مَا لاَ يُطَاقُ حَمْلُهُ‌، إِلاَّ أَنْ يُسَهِّلَ اَللَّهُ لَهُ حَمْلَهُ‌، وَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ مِنْ خَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ‌، وَ إِنَّمَا يَكْفِيكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اَللَّهَ هُوَ اَلْمُحْيِي اَلْمُمِيتُ وَ أَنَّهُ‌ يَتَوَفَّى اَلْأَنْفُسَ عَلَى يَدَيْ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ وَ غَيْرِهِمْ‌». قَالَ‌: فَرَّجْتَ عَنِّي يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، فَرَّجَ اَللَّهُ عَنْكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ نَفَعَ اَللَّهُ اَلْمُسْلِمِينَ بِكَ‌. فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «إِنْ كُنْتَ قَدْ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَكَ بِمَا قَدْ بَيَّنْتُ لَكَ‌، فَأَنْتَ وَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ مِنَ‌ اَلْمُؤْمِنِينَ حَقّاً». فَقَالَ اَلرَّجُلُ‌: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ بِأَنِّي مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ حَقّاً؟ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «لاَ يَعْلَمُ ذَلِكَ إِلاَّ مَنْ‌ أَعْلَمَهُ اَللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، وَ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِالْجَنَّةِ‌ وَ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَهُ‌، لِيَعْلَمَ مَا فِي اَلْكُتُبِ اَلَّتِي أَنْزَلَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رُسُلِهِ وَ أَنْبِيَائِهِ‌». قَالَ‌: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ، وَ مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ‌: «مَنْ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَهُ وَ وَفَّقَهُ لَهُ‌، فَعَلَيْكَ بِالْعَمَلِ لِلَّهِ فِي سَرَائِرِكَ‌ وَ عَلاَنِيَتِكَ‌، فَلاَ شَيْ‌ءَ يَعْدِلُ اَلْعَمَلَ‌».

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 أخرج ابن مردويه عن أبى سعيد رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال نزل الله من ابن آدم أرفع المنازل هو أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ و هو يَحُولُ‌ بَيْنَ اَلْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ‌ و هو آخذ بناصية كل دابة و هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مٰا كٰانُوا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن المنذر عن جويبر رضى الله عنه قال سألت الضحاك عن قوله وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ قال ليس شي أقرب إلى ابن آدم من حبل الوريد و الله أقرب اليه منه

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ قال عرق العنق

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ قال نياط القلب و ما حمل

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ قال الذي في الحلق

ترجمة تفسیر روایي البرهان

1)شرف الدين نجفى گفته:تأويل اين آيه در تفسير اهل بيت كه سلام و درود خدا بر آنان باد،آمده است و اين تأويل همان است كه از محمد بن جمهور از فضاله،از ابان،از عبد الرحمن،از ميسّر،از يكى از ائمه آل محمد صلوات عليهم درباره آيه «وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ وَ نَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ‌» روايت شده كه فرمود: منظور،همان اولى است و در تفسير آيه «قٰالَ قَرِينُهُ رَبَّنٰا مٰا أَطْغَيْتُهُ وَ لٰكِنْ كٰانَ فِي ضَلاٰلٍ بَعِيدٍ» 2[(شيطان)همدمش مى‌گويد:اى پروردگار ما!من او را به عصيان وانداشتم...

ترجمة تفسیر روایي البرهان

2)على بن ابراهيم در تفسير آيه «حَبْلِ اَلْوَرِيدِ» گفته:يعنى رگ گردن3

ترجمة تفسیر روایي البرهان

2)ابن بابويه،از احمد بن حسن قطّان،از احمد بن يحيى،از بكر بن عبد اللّه حبيب،از احمد بن يعقوب بن مطر،از محمّد بن حسن بن عبد العزيز احدب جندى شاپورى روايت كرد كه گفته است:در نوشته‌هاى پدرم با خط خودش يافتم كه گفت:از طلحة بن زيد،از عبيد اللّه بن عبيد،از ابو معمر سعدانى روايت شده است كه وى گفت:مردى خدمت حضرت امام على بن ابى طالب عليه السّلام رسيد و عرض كرد:اى امير مؤمنان!من در كتاب نازل‌شده خداوند شك كرده‌ام.حضرت عليه السّلام به او فرمود:مادرت سوگوارت باد!چگونه در كتاب نازل‌شده خداوند شك...

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

16 و في شرح الآيات الباهرة : و روى محمّد بن جمهور، عن فضالة، عن أبان، عن عبد الرحمن، عن ميسر، عن بعض آل محمّد صلّى اللّٰه عليه و آله: في قوله: وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ وَ نَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ‌ قال: هو الأول.

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

7,6 و في الكافي : عليّ بن إبراهيم ، رفعه، عن محمّد بن مسلم قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد اللّٰه عليه السّلام فقال له: رأيت ابنك موسى يصلّي و النّاس يمرّون بين يديه فلا ينهاهم، و فيه ما فيه! فقال أبو عبد اللّٰه عليه السّلام : ادعوا لي موسى . فدعي، فقال: يا بنيّ‌، إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت صلّيت و النّاس يمرّون بين يديك فلم تنههم . فقال: [نعم] يا أبت، إنّ الّذي كنت أصلّي له كان أقرب إليّ منهم، يقول اللّٰه عزّ و جل: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ . قال: فضمّه أبو عبد اللّٰه عليه السّلام إلى نفسه، ثمّ قال: بأبي أنت و أمّي، يا مستودع الأسرار. و هذا تأديب منه عليه السّلام لا أنّه ترك الفض.

تفسير نور الثقلين

7,6 18 فِي اَلْكَافِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ رَفَعَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ‌ قَالَ‌: دَخَلَ‌ أَبُو حَنِيفَةَ‌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ فَقَالَ لَهُ‌: رَأَيْتُ اِبْنَكَ مُوسَى يُصَلِّي وَ اَلنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ‌ فَلاَ يَنْهَاهُمْ وَ فِيهِ مَا فِيهِ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : اُدْعُوا لِي مُوسَى ، فَدُعِيَ فَقَالَ‌: يَا بُنَيَّ‌ إِنَّ أَبَا حَنِيفَةَ‌ يَذْكُرُ أَنَّكَ كُنْتَ صَلَّيْتَ وَ اَلنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْكَ فَلاَ تَنْهَاهُمْ؟ فَقَالَ‌: يَا أَبَتِ إِنَّ اَلَّذِي كُنْتُ أُصَلِّي لَهُ كَانَ أَقْرَبَ إِلَيَّ مِنْهُمْ‌؛ يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ‌ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ قَالَ‌: فَضَمَّهُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ إِلَى نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ‌: بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا مُسْتَوْدَعَ اَلْأَسْرَارِ، وَ هَذَا تَأْدِيبٌ مِنْهُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ لاَ أَنَّهُ تَرَكَ اَلْفَضْلَ‌.

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

حبل الورید قال الذی یکون فی الحلق

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

قوله و نحن اقرب الیه من حبل الورید یقول عرق العنق