161116 / _2 وَ عَنْهُ : عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، مُرْسَلاً، قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ فِي تَحْرِيمِ اَلْخَمْرِ، قَوْلُ اَللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ: يَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلْخَمْرِ وَ اَلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمٰا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنٰافِعُ لِلنّٰاسِ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ أَحَسَّ اَلْقَوْمُ بِتَحْرِيمِهَا وَ تَحْرِيمِ اَلْمَيْسِرِ وَ اَلْأَنْصَابِ وَ اَلْأَزْلاَمِ ، وَ عَلِمُوا أَنَّ اَلْإِثْمَ مِمَّا يَنْبَغِي اِجْتِنَابُهُ، وَ لاَ يَحْمِلُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ طَرِيقٍ؛ لِأَنَّهُ قَالَ: وَ مَنٰافِعُ لِلنّٰاسِ . ثُمَّ أَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّمَا اَلْخَمْرُ وَ اَلْمَيْسِرُ وَ اَلْأَنْصٰابُ وَ اَلْأَزْلاٰمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطٰانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ فَكَانَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ أَشَدَّ مِنَ اَلْأُولَى وَ أَغْلَظَ فِي اَلتَّحْرِيمِ. ثُمَّ ثَلَّثَ بِآيَةٍ أُخْرَى، فَكَانَتْ أَغْلَظَ مِنَ اَلْأُولَى وَ اَلثَّانِيَةِ [وَ أَشَدَّ]، فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّمٰا يُرِيدُ اَلشَّيْطٰانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ اَلْعَدٰاوَةَ وَ اَلْبَغْضٰاءَ فِي اَلْخَمْرِ وَ اَلْمَيْسِرِ وَ يَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اَللّٰهِ وَ عَنِ اَلصَّلاٰةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ فَأَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِاجْتِنَابِهَا، وَ فَسَّرَ عِلَلَهَا اَلَّتِي لَهَا وَ مِنْ أَجْلِهَا حَرَّمَهَا. ثُمَّ بَيَّنَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تَحْرِيمَهَا وَ كَشَفَهُ فِي اَلْآيَةِ اَلرَّابِعَةِ مَعَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ فِي هَذِهِ اَلْآيِ اَلْمَذْكُورَةِ اَلْمُتَقَدِّمَةِ، بِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ إِنَّمٰا حَرَّمَ رَبِّيَ اَلْفَوٰاحِشَ مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا وَ مٰا بَطَنَ وَ اَلْإِثْمَ وَ اَلْبَغْيَ بِغَيْرِ اَلْحَقِّ . وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْآيَةِ اَلْأُولَى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلْخَمْرِ وَ اَلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمٰا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنٰافِعُ لِلنّٰاسِ ثُمَّ قَالَ فِي اَلْآيَةِ اَلرَّابِعَةِ: قُلْ إِنَّمٰا حَرَّمَ رَبِّيَ اَلْفَوٰاحِشَ مٰا ظَهَرَ مِنْهٰا وَ مٰا بَطَنَ وَ اَلْإِثْمَ . فَخَبَّرَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ اَلْإِثْمَ فِي اَلْخَمْرِ وَ غَيْرِهَا، وَ أَنَّهُ حَرَامٌ، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَفْتَرِضَ فَرِيضَةً، أَنْزَلَهَا شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ حَتَّى يُوَطِّنَ اَلنَّاسُ أَنْفُسَهُمْ عَلَيْهَا، وَ يَسْكُنُوا إِلَى أَمْرِ اَللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ نَهْيِهِ فِيهَا، وَ كَانَ ذَلِكَ مِنْ [فِعْلِ] اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى وَجْهِ اَلتَّدْبِيرِ فِيهِمْ أَصْوَبَ وَ أَقْرَبَ لَهُمْ إِلَى اَلْأَخْذِ بِهَا، وَ أَقَلَّ لِنِفَارِهِمْ عَنْهَا».
81117 / _3 وَ عَنْهُ : عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ اَلْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اَلْمَيْسِرُ: هُوَ اَلْقِمَارُ».
14,51118 / _4 وَ عَنْهُ : عَنْ أَبِي عَلِيٍّ اَلْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْجَبَّارِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ اَلنَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «لَمَّا نَزَلَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رَسُولِهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : إِنَّمَا اَلْخَمْرُ وَ اَلْمَيْسِرُ وَ اَلْأَنْصٰابُ وَ اَلْأَزْلاٰمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطٰانِ فَاجْتَنِبُوهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، مَا اَلْمَيْسِرُ؟ قَالَ: كُلُّ مَا تُقُومِرَ بِهِ حَتَّى اَلْكِعَابُ وَ اَلْجَوْزُ. قِيلَ: فَمَا اَلْأَنْصَابُ؟ قَالَ: مَا ذَبَحُوا لِآلِهَتِهِمْ. قِيلَ: فَمَا اَلْأَزْلاَمُ؟ قَالَ: قِدَاحُهُمُ اَلَّتِي يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا».
172388 / _7 وَ قَالَ اَلزَّمَخْشَرِيُّ فِي (رَبِيعِ اَلْأَبْرَارِ): أَنْزَلَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي اَلْخَمْرِ ثَلاَثَ آيَاتٍ: يَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلْخَمْرِ وَ اَلْمَيْسِرِ فَكَانَ اَلْمُسْلِمُونَ بَيْنَ شَارِبٍ وَ تَارِكٍ، إِلَى أَنْ شَرِبَهَا رَجُلٌ وَ دَخَلَ فِي صَلاَتِهِ فَهَجَرَ، فَنَزَلَ: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَقْرَبُوا اَلصَّلاٰةَ وَ أَنْتُمْ سُكٰارىٰ حَتّٰى تَعْلَمُوا مٰا تَقُولُونَ فَشَرِبَهَا مَنْ شَرِبَهَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ، حَتَّى شَرِبَهَا عُمَرُ فَأَخَذَ لَحْيَ بَعِيرٍ، فَشَجَّ رَأْسَ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَنُوحُ عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ بِشِعْرِ اَلْأَسْوَدِ بْنِ يَعْفُرَ : وَ كَائِنْ بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ مِنَ اَلْفِتْيَانِ وَ اَلشِّرْبِ اَلْكِرَامِ أَ يُوعِدُنَا اِبْنُ كَبْشَةَ أَنْ سَنَحْيَا وَ كَيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَ هَامٍ؟! أَ يَعْجِزُ أَنْ يَرُدَّ اَلْمَوْتَ عَنِّي وَ يَنْشُرَنِي إِذَا بَلِيَتْ عِظَامِي؟! أَلاَ مِنْ مُبْلِغِ اَلرَّحْمَنِ عَنِّي بِأَنِّي تَارِكٌ شَهْرَ اَلصِّيَامِ فَقُلْ لِلَّهِ يَمْنَعُنِي شَرَابِي وَ قُلْ لِلَّهِ يَمْنَعُنِي طَعَامِي فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَخَرَجَ مُغْضَباً يَجُرُّ رِدَاءَهُ، فَرَفَعَ شَيْئاً كَانَ فِي يَدِهِ لِيَضْرِبَهُ، فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اَللَّهِ وَ غَضَبِ رَسُولِهِ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى: إِنَّمٰا يُرِيدُ اَلشَّيْطٰانُ إِلَى قَوْلِهِ: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ فَقَالَ عُمَرُ: اِنْتَهَيْنَا.
14,53272 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ أَبِي عَلِيٍّ اَلْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَلْجَبَّارِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ اَلنَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، [عَنْ جَابِرٍ ] ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «لَمَّا أَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رَسُولِهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِنَّمَا اَلْخَمْرُ وَ اَلْمَيْسِرُ وَ اَلْأَنْصٰابُ وَ اَلْأَزْلاٰمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطٰانِ فَاجْتَنِبُوهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، مَا اَلْمَيْسِرُ؟ فَقَالَ: كُلُّ مَا تُقُومِرَ بِهِ، حَتَّى اَلْكِعَابُ وَ اَلْجَوْزُ. قِيلَ: فَمَا اَلْأَنْصَابُ؟ قَالَ: مَا ذَبَحُوا لآِلِهَتِهِمْ. قِيلَ: فَمَا اَلْأَزْلاَمُ؟ قَالَ: قِدَاحُهُمُ اَلَّتِي يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا».
83273 / _2 وَ عَنْهُ: عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ اَلْوَشَّاءِ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اَلْمَيْسِرُ مِنَ اَلْقِمَارِ».
14,53274 / _3 وَ عَنْهُ : عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ اَلْحَسَنِ اَلْمِيثَمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَ كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ».
14,53275 / _4 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي ( تَفْسِيرِهِ )، قَالَ: وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي اَلْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا اَلْخَمْرُ وَ اَلْمَيْسِرُ وَ اَلْأَنْصٰابُ وَ اَلْأَزْلاٰمُ : «أَمَّا اَلْخَمْرُ فَكُلُّ مُسْكِرٍ مِنَ اَلشَّرَابِ، إِذَا أُخْمِرَ، فَهُوَ حَرَامٌ ، وَ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ، وَ ذَلِكَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ شَرِبَ قَبْلَ أَنْ يُحَرَّمَ اَلْخَمْرُ، فَسَكِرَ، فَجَعَلَ يَقُولُ اَلشِّعْرَ، وَ يَبْكِي عَلَى قَتْلَى اَلْمُشْرِكِينَ ، مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ، فَسَمِعَهُ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ: اَللَّهُمَّ أَمْسِكْ عَلَى لِسَانِهِ. فَأَمْسَكَ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ اَلسُّكْرُ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ تَحْرِيمَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَ إِنَّمَا كَانَتِ اَلْخَمْرُ يَوْمَ حُرِّمَتْ بِالْمَدِينَةِ فَضِيخَ اَلْبُسْرِ وَ اَلتَّمْرِ، فَلَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُهَا خَرَجَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَعَدَ فِي اَلْمَسْجِدِ، ثُمَّ دَعَا بِآنِيَتِهِمُ اَلَّتِي كَانُوا يَنْبِذُونَ فِيهَا، فَأَكْفَأَهَا كُلَّهَا، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ كُلُّهَا خَمْرٌ، وَ قَدْ حَرَّمَهَا اَللَّهُ، فَكَانَ أَكْثَرُ شَيْءٍ أُكْفِئَ مِنْ ذَلِكَ يَوْمَئِذٍ مِنَ اَلْأَشْرِبَةِ اَلْفَضِيخَ، وَ لاَ أَعْلَمُ أُكْفِئَ يَوْمَئِذٍ مِنْ خَمْرِ اَلْعِنَبِ شَيْءٌ إِلاَّ إِنَاءٌ وَاحِدٌ، كَانَ فِيهِ زَبِيبٌ وَ تَمْرٌ جَمِيعاً، وَ أَمَّا عَصِيرُ اَلْعِنَبِ فَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ مِنْهُ شَيْءٌ. حَرَّمَ اَللَّهُ اَلْخَمْرَ قَلِيلَهَا وَ كَثِيرَهَا، وَ بَيْعَهَا وَ شِرَاءَهَا، وَ اَلاِنْتِفَاعَ بِهَا. وَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : مَنْ شَرِبَ اَلْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، وَ مَنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، وَ مَنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، وَ مَنْ عَادَ فِي اَلرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ. وَ قَالَ: حَقٌّ عَلَى اَللَّهِ أَنْ يَسْقِيَ مَنْ شَرِبَ اَلْخَمْرَ مِمَّا يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ اَلْمُومِسَاتِ، وَ اَلْمُومِسَاتُ: اَلزَّوَانِي، يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِهِنَّ صَدِيدٌ. وَ اَلصَّدِيدُ: قَيْحٌ وَ دَمٌ غَلِيظٌ مُخْتَلِطٌ، يُؤْذِي أَهْلَ اَلنَّارِ حَرُّهُ وَ نَتْنُهُ. وَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : مَنْ شَرِبَ اَلْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِذَا عَادَ فَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ يَوْمَ شَرِبَهَا، فَإِنْ مَاتَ فِي تِلْكَ اَلْأَرْبَعِينَ لَيْلَةً مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ سَقَاهُ اَللَّهُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ مِنْ طِينَةِ خَبَالٍ. وَ سُمِّيَ اَلْمَسْجِدُ اَلَّذِي قَعَدَ فِيهِ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَوْمَ أُكْفِئَتْ فِيهِ اَلْأَشْرِبَةُ مَسْجِدَ اَلْفَضِيخِ مِنْ يَوْمِئِذٍ، لِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرُ شَيْءٍ أُكْفِئَ مِنَ اَلْأَشْرِبَةِ اَلْفَضِيخَ. وَ أَمَّا اَلْمَيْسِرُ فَالنَّرْدُ وَ اَلشِّطْرَنْجُ، وَ كُلُّ قِمَارٍ مَيْسِرٌ، وَ أَمَّا اَلْأَنْصَابُ، فَالْأَوْثَانُ اَلَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا ، وَ أَمَّا اَلْأَزْلاَمُ فَالْأَقْدَاحُ اَلَّتِي كَانَتْ يَسْتَقْسِمُ بِهَا مُشْرِكُو اَلْعَرَبِ فِي اَلْأُمُورِ فِي اَلْجَاهِلِيَّةِ ، كُلُّ هَذَا بَيْعُهُ وَ شِرَاؤُهُ، وَ اَلاِنْتِفَاعُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا حَرَامٌ مُحَرَّمٌ مِنَ اَللَّهِ، وَ هُوَ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطَانِ، فَقَرَنَ اَللَّهُ اَلْخَمْرَ وَ اَلْمَيْسِرَ مَعَ اَلْأَوْثَانِ».
83276 / _5 اَلْعَيَّاشِيُّ : عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ اَلشِّطْرَنْجَ وَ اَلنَّرْدَ وَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ، وَ كُلُّ مَا قُومِرَ عَلَيْهِ مِنْهَا، فَهُوَ مَيْسِرٌ».
83277 / _6 وَ عَنْهُ : عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: يَقُولُ: «اَلْمَيْسِرُ هُوَ اَلْقِمَارُ».
14,1,63278 / _7 عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «بَيْنَمَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ) وَ أَصْحَابٌ لَهُ عَلَى شَرَابٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: اَلسُّكُرْكَةُ ». قَالَ: «فَتَذَاكَرُوا اَلسَّدِيفَ ، فَقَالَ لَهُمْ حَمْزَةُ : كَيْفَ لَنَا بِهِ؟ فَقَالُوا: هَذِهِ نَاقَةُ اِبْنِ أَخِيكَ عَلِيٍّ . فَخَرَجَ إِلَيْهَا فَنَحَرَهَا، ثُمَّ أَخَذَ كَبِدَهَا وَ سَنَامَهَا فَأَدْخَلَ عَلَيْهِمْ قَالَ وَ أَقْبَلَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَأَبْصَرَ نَاقَتَهُ، فَدَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا لَهُ: عَمُّكَ حَمْزَةُ صَنَعَ هَذَا». قَالَ: «فَذَهَبَ إِلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ قَالَ فَأَقْبَلَ مَعَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقِيلَ لِحَمْزَةَ : هَذَا رَسُولُ اَللَّهِ بِالْبَابِ قَالَ فَخَرَجَ حَمْزَةُ وَ هُوَ مُغْضَبٌ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ اِنْصَرَفَ قَالَ فَقَالَ لَهُ حَمْزَةُ : لَوْ أَرَادَ اِبْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يَقُودَكَ بِزِمَامٍ فَعَلَ. فَدَخَلَ حَمْزَةُ مَنْزِلَهُ، وَ اِنْصَرَفَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ». قَالَ: «وَ كَانَ قَبْلَ أُحُدٍ ». قَالَ: «فَأَنْزَلَ اَللَّهُ تَحْرِيمَ اَلْخَمْرِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِآنِيَتِهِمْ، فَأُكْفِئَتْ قَالَ فَنُودِيَ فِي اَلنَّاسِ بِالْخُرُوجِ إِلَى أُحُدٍ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ خَرَجَ اَلنَّاسُ، وَ خَرَجَ حَمْزَةُ ، فَوَقَفَ نَاحِيَةً مِنَ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ فَلَمَّا تَصَافُّوا حَمَلَ حَمْزَةُ فِي اَلنَّاسِ حَتَّى غَابَ فِيهِمْ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَوْقِفِهِ، فَقَالَ لَهُ اَلنَّاسُ: اَللَّهَ اَللَّهَ يَا عَمَّ رَسُولِ اَللَّهِ أَنْ تَذْهَبَ وَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلَيْكَ شَيْءٌ قَالَ ثُمَّ حَمَلَ اَلثَّانِيَةَ حَتَّى غُيِّبَ فِي اَلنَّاسِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَوْقِفِهِ، فَقَالُوا لَهُ: اَللَّهَ اَللَّهَ يَا عَمَّ رَسُولِ اَللَّهِ أَنْ تَذْهَبَ وَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلَيْكَ شَيْءٌ، فَأَقْبَلَ إِلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَلَمَّا رَآهُ مُقْبِلاً نَحْوَهُ أَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَعَانَقَهُ، وَ قَبَّلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ قَالَ ثُمَّ حَمَلَ عَلَى اَلنَّاسِ، فَاسْتُشْهِدَ حَمْزَةُ (رَحِمَهُ اَللَّهِ) وَ كَفَّنَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي نَمِرَةٍ ». ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «نَحْوٌ مِنْ سِتْرِ بَابِي هَذَا، فَكَانَ إِذَا غَطَّى بِهَا وَجْهَهُ اِنْكَشَفَ رِجْلاَهُ، وَ إِذَا غَطَّى رِجْلَيْهِ اِنْكَشَفَ وَجْهُهُ قَالَ فَغَطَّى بِهَا وَجْهَهُ، وَ جَعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِذْخِراً ». قَالَ: «فَانْهَزَمَ اَلنَّاسُ، وَ بَقِيَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، لَزِمْتُ اَلْأَرْضَ. فَقَالَ: ذَلِكَ اَلظَّنُّ بِكَ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : أَنْشُدُكَ يَا رَبِّ مَا وَعَدْتَنِي، فَإِنَّكَ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ».
1,14,63279 / _8 عَنْ أَبِي اَلصَّبَّاحِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اَلنَّبِيذِ وَ اَلْخَمْرِ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ هُمَا؟ قَالَ: «لاَ، إِنَّ اَلنَّبِيذَ لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ اَلْخَمْرِ، إِنَّ اَللَّهَ حَرَّمَ اَلْخَمْرَ قَلِيلَهَا وَ كَثِيرَهَا، كَمَا حَرَّمَ اَلْمَيْتَةَ وَ اَلدَّمَ وَ لَحْمَ اَلْخِنْزِيرِ، وَ حَرَّمَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنَ اَلْأَشْرِبَةِ اَلْمُسْكِرَ، وَ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَدْ حَرَّمَهُ اَللَّهُ». قُلْتُ: أَ رَأَيْتَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) كَيْفَ كَانَ يَضْرِبُ فِي اَلْخَمْرِ؟ فَقَالَ: «كَانَ يَضْرِبُ بِالنِّعَالِ، وَ يَزِيدُ كُلَّمَا أُتِيَ بِالشَّارِبِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلِ اَلنَّاسُ يَزِيدُونَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى ثَمَانِينَ، أَشَارَ بِذَلِكَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَلَى عُمَرَ ».
63280 / _9 عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «اَلشِّطْرَنْجُ مَيْسِرٌ، وَ اَلنَّرْدُ مَيْسِرٌ».
53281 / _10 عَنْ إِسْمَاعِيلَ اَلْجُعْفِيِّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «اَلشِّطْرَنْجُ وَ اَلنَّرْدُ مَيْسِرٌ».
83282 / _11 عَنْ يَاسِرٍ اَلْخَادِمِ ، عَنِ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ اَلْمَيْسِرِ، قَالَ: «اَلثُّفْلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ». قَالَ اَلْحُسَيْنُ : وَ اَلثُّفْلُ مَا يُخْرَجُ بَيْنَ اَلْمُتَرَاهِنَيْنِ مِنَ اَلدَّرَاهِمِ وَ غَيْرِهِ.
63283 / _12 عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ اَلثِّقَةِ ، رَفَعَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: رُوِيَ عَنْكُمْ أَنَّ اَلْخَمْرَ وَ اَلْمَيْسِرَ وَ اَلْأَنْصَابَ وَ اَلْأَزْلاَمَ رِجَالٌ؟ فَقَالَ: «مَا كَانَ اَللَّهُ لِيُخَاطِبَ خَلْقَهُ بِمَا لاَ يَعْقِلُونَ».
143284 / _13 اَلزَّمَخْشَرِيُّ فِي (رَبِيعِ اَلْأَبْرَارِ): أَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى فِي اَلْخَمْرِ ثَلاَثَ آيَاتٍ: يَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلْخَمْرِ وَ اَلْمَيْسِرِ فَكَانَ اَلْمُسْلِمُونَ بَيْنَ شَارِبٍ وَ تَارِكٍ إِلَى أَنْ شَرِبَهَا رَجُلٌ، فَدَخَلَ فِي اَلصَّلاَةِ فَهَجَرَ، فَنَزَلَتْ: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَقْرَبُوا اَلصَّلاٰةَ وَ أَنْتُمْ سُكٰارىٰ فَشَرِبَهَا مَنْ شَرِبَ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ، حَتَّى شَرِبَهَا عُمَرُ، فَأَخَذَ لِحَى بَعِيرٍ، فَشَجَّ رَأْسَ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَنُوحُ عَلَى قَتْلَى بَدْرٍ بِشَعْرِ اَلْأَسْوَدِ بْنِ يَعْفُرَ : وَ كَأَيِّنْ بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ مِنَ اَلْقَيْنَاتِ وَ اَلشُّرْبِ اَلْكِرَامِ وَ كَائِنٌ بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ مِنَ اَلشِّيزَى اَلْمُكَلَّلِ بِالسِّنَامِ أَ يُوعِدُنَا اِبْنُ كَبْشَةَ أَنْ سَنَحْيَا وَ كَيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَ هَامٍ! أَ يَعْجِزُ أَنْ يَرُدَّ اَلْمَوْتَ عَنِّي وَ يَنْشُرَنِي إِذَا بَلِيَتْ عِظَامِي! أَلاَ مِنْ مُبْلِغِ اَلرَّحْمَنِ عَنِّي بِأَنِّي تَارِكٌ شَهْرَ اَلصِّيَامِ فَقُلْ لِلَّهِ يَمْنَعُنِي شَرَابِي وَ قُلْ لِلَّهِ يَمْنَعُنِي طَعَامِي فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَخَرَجَ مُغْضَباً يَجُرُّ رِدَاءَهُ، فَرَفَعَ شَيْئاً كَانَ فِي يَدِهِ لِيَضْرِبَهُ، فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اَللَّهِ وَ غَضَبِ رَسُولِهِ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى: إِنَّمٰا يُرِيدُ اَلشَّيْطٰانُ إِلَى قَوْلِهِ: فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ فَقَالَ عُمَرُ: اِنْتَهَيْنَا.
21,66072 / _4 اَلْعَيَّاشِيُّ : عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «إِنَّ اَللَّهَ أَمَرَ 21نُوحاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَنَّ يَحْمِلَ فِي اَلسَّفِينَةِ مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اِثْنَيْنِ. فَحَمَلَ اَلْفَحْلَ وَ اَلْعَجْوَةَ ، فَكَانَا زَوْجاً، فَلَمَّا نَضَبَ اَلْمَاءُ أَمَرَ اَللَّهُ 21نُوحاً أَنْ يَغْرِسَ اَلْحَبَلَةَ وَ هِيَ اَلْكَرْمُ، فَأَتَاهُ 1إِبْلِيسُ فَمَنَعَهُ مِنْ غَرْسِهَا، وَ أَبَى 21نُوحٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إِلاَّ أَنْ يَغْرِسَهَا، وَ أَبَى 1إِبْلِيسُ أَنْ يَدَعَهُ يَغْرِسُهَا، وَ قَالَ: لَيْسَتْ لَكَ وَ لاَ لِأَصْحَابِكَ، إِنَّمَا هِيَ لِي وَ لِأَصْحَابِي فَتَنَازَعَا مَا شَاءَ اَللَّهُ. ثُمَّ إِنَّهُمَا اِصْطَلَحَا عَلَى أَنْ جَعَلَ 21نُوحٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) 1لِإِبْلِيسَ ثُلُثَيْهَا وَ 21لِنُوحٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ثُلُثَهَا، وَ قَدْ أَنْزَلَ اَللَّهُ لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي كِتَابِهِ مَا قَدْ قَرَأْتُمُوهُ: وَ مِنْ ثَمَرٰاتِ اَلنَّخِيلِ وَ اَلْأَعْنٰابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَ رِزْقاً حَسَناً فَكَانَ اَلْمُسْلِمُونَ [يَشْرَبُونَ] بِذَلِكَ، ثُمَّ أَنْزَلَ اَللَّهُ آيَةَ اَلتَّحْرِيمِ، هَذِهِ اَلْآيَةَ: إِنَّمَا اَلْخَمْرُ وَ اَلْمَيْسِرُ وَ اَلْأَنْصٰابُ وَ اَلْأَزْلاٰمُ إِلَى مُنْتَهُونَ يَا سَعِيدُ ، فَهَذِهِ آيَةُ اَلتَّحْرِيمِ، وَ هِيَ نَسَخَتِ اَلْآيَةَ اَلْأُخْرَى».
14 و أخرج البيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة قال قام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أهل المدينة ان الله يعرف عن الخمر تعريضا لا أدرى لعله سينزل فيها أمر ثم قام فقال يا أهل المدينة ن الله قد أنزل إلى تحريم الخمر فمن كتب منكم هذه الآية و عنده منها شي فلا يشربها
و أخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن سابط قال زعموا ان عثمان بن مظعون حرم الخمر في الجاهلية و قال لا اشرب شيا يذهب عقلي و يضحك بى من هو أدنى منى و يحملني على ان أنكح كريمتي من لا أريد فنزلت هذه الآية في سورة المائدة في الخمر فمر على رجل فقال حرمت الخمر و تلا هذه الآية فقال تبا لها قد كان بصري فيها ثابتا
14 و أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَقْرَبُوا اَلصَّلاٰةَ وَ أَنْتُمْ سُكٰارىٰ قال كان لقوم يشربونها حتى إذا حضرت الصلاة أمسكوا عنها قال و ذكر لنا ان نبى الله صلى الله عليه و سلم قال حين أنزلت هذه الآية قد تقرب الله في تحريم الخمر ثم حرمها بعد ذلك في سورة المائدة بعد غزوة الأحزاب و علم أنها تسفه الأحلام و تجهد الأمول و تشغل عن ذكر الله و عن الصلاة
14 و أخرج ابن مردويه عن أنس عن أبى طلحة زوج أم أنس قال لما نزلت تحريم الخمر بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم هاتفا يهتف الا ان الخمر قد حرمت فلا تبيعوها و لا تبتاعوها فمن كان عنده منه شي فليهرقه قال أبو طلحة يا غلام حل عزلى تلك المزاد ففتحها فاهراقها و خمرنا يومئذ البسر و التمر فأهراق الباس حتى امتتعت فجاج المدينة
14 و أخرج ابن مردويه عن أنس قال كنا ناكل من طعام لنا و نشرب عليه من هذا الشرب فاتا نا فلان من نبى الله صلى الله عليه و سلم فقال انكم تشربون الخمر و قد أنزل فيها قلنا ما تقولون قال نعم سمعته من النبي صلى الله عليه و سلم الساعة و من عنده أتيتكم فقمنا فأكفينا ما كان في الإناء من شي
14 و أخرج ابن مردويه عن أنس قال عند أبى طلحة مال ليتيم فاشترى به خمرا فلما حرمت الخمر أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أجعله خلا فقال لا أهرقه
14 و أخرج أحمد و أبو يعلى و ابن الجارود و ابن مردويه عن أبى سعيد قال كان عندنا خمر ليتيم فلما نزلت الآية التي في المائدة سألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلنا ليتيم فقال اهريقوها
و أخرج ابن مردويه عن أنس قال حرمت الخمر و هي تخمر في الجراري
و أخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال نزلت تحريم الخمر و ما في اسقيتنا الا الزبيب و التمر فأكفأناهما
14 و أخرج ابن مردويه عن ابن عمر سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول من التمر خمر و من العسل خمر و من الزبيب خمر و من العنب خمر و من الحنطة خمر و أنهاكم عن كل مسكر
و أخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال حرمت الخمر يوم حرمت و ما كان شراب الناس الا التمر و الزبيب
14 و أخرج ابن مردويه عن جابر قال كان رجل عنده ما أيتام فكان يشترى لهم و يبيع فاشترى خمرا فجعله في خوابى و ان الله أنزل تحريم الخمر فاتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا نبى الله انه ليس لهم مال غيره فقال أهرقه فاهراقه