6684 / _2 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ فِي اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّصَارَى ، يَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ اَلْكِتٰابَ يَعْنِي اَلتَّوْرَاةَ وَ اَلْإِنْجِيلَ يَعْرِفُونَهُ يَعْنِي يَعْرِفُونَ رَسُولَ اَللَّهِ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمْ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ فِي اَلتَّوْرَاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ وَ اَلزَّبُورِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ صِفَةَ أَصْحَابِهِ وَ مُهَاجَرَتِهِ ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ تَعَالَى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ وَ هَذِهِ صِفَةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي اَلتَّوْرَاةِ [وَ اَلْإِنْجِيلِ ] وَ صِفَةُ أَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا بَعَثَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَفَهُ أَهْلُ اَلْكِتَابِ ، كَمَا قَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ: فَلَمّٰا جٰاءَهُمْ مٰا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ».
63432 / _1 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ فِي اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّصَارَى ، يَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ اَلْكِتٰابَ [يَعْنِي اَلتَّوْرَاةَ وَ اَلْإِنْجِيلَ ] يَعْرِفُونَهُ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمُ يَعْنِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِأَنَّ اَللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ قَدْ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ فِي اَلتَّوْرَاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ وَ اَلزَّبُورِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ صِفَةَ أَصْحَابِهِ وَ مَبْعَثَهُ وَ مُهَاجَرَهُ، وَ هُوَ قَوْلُهُ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ فَهَذِهِ صِفَةُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ صِفَةُ أَصْحَابِهِ فِي اَلتَّوْرَاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ ، فَلَمَّا بَعَثَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَفَهُ أَهْلُ اَلْكِتَابِ كَمَا قَالَ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ».
26,24,14,64753 / _2 عَنْهُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنِ اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ وَ اَلْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ، أَ هُوَ لِقَوْمٍ لاَ يَحِلُّ إِلاَّ لَهُمْ، وَ لاَ يَقُومُ بِهِ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ، أَمْ هُوَ مُبَاحٌ لِكُلِّ مَنْ وَحَّدَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ آمَنَ بِرَسُولِهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَ مَنْ كَانَ كَذَا فَلَهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَى طَاعَتِهِ، وَ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِهِ؟ فَقَالَ: «ذَلِكَ لِقَوْمٍ لاَ يَحِلُّ إِلاَّ لَهُمْ، وَ لاَ يَقُومُ بِذَلِكَ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ». قُلْتُ: مَنْ أُولَئِكَ؟ قَالَ: «مَنْ قَامَ بِشَرَائِطِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْقِتَالِ وَ اَلْجِهَادِ عَلَى اَلْمُجَاهِدِينَ فَهُوَ اَلْمَأْذُونُ لَهُ فِي اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ قَائِماً بِشَرَائِطِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْجِهَادِ عَلَى اَلْمُجَاهِدِينَ فَلَيْسَ بِمَأْذُونٍ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ، وَ لاَ اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ حَتَّى يَحْكُمَ فِي نَفْسِهِ مَا أَخَذَ اَللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ شَرَائِطِ اَلْجِهَادِ». قُلْتُ: فَبَيِّنْ لِي، يَرْحَمُكَ اَللَّهُ. قَالَ: «إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَخْبَرَ نَبِيَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي كِتَابِهِ بِالدُّعَاءِ إِلَيْهِ، وَ وَصَفَ اَلدُّعَاةَ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ ذَلِكَ لَهُمْ دَرَجَاتٍ، يُعَرِّفُ بَعْضُهَا بَعْضاً، وَ يُسْتَدَلُّ بِبَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَوَّلُ مَنْ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَ دَعَا إِلَى طَاعَتِهِ وَ اِتِّبَاعِ أَمْرِهِ، فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: وَ اَللّٰهُ يَدْعُوا إِلىٰ دٰارِ اَلسَّلاٰمِ وَ يَهْدِي مَنْ يَشٰاءُ إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ ثُمَّ ثَنَّى بِرَسُولِهِ، فَقَالَ: اُدْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ يَعْنِي بِالْقُرْآنِ ، وَ لَمْ يَكُنْ دَاعِياً إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ خَالَفَ أَمْرَ اَللَّهِ وَ يَدْعُو إِلَيْهِ بِغَيْرِ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ ، وَ اَلَّذِي أَمَرَ أَلاَّ يُدْعَى إِلاَّ بِهِ. وَ قَالَ فِي نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ يَقُولُ: تَدْعُو. ثُمَّ ثَلَّثَ بِالدُّعَاءِ إِلَيْهِ بِكِتَابِهِ أَيْضاً، فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: إِنَّ هٰذَا اَلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ أَيْ يَدْعُو وَ يُبَشِّرُ اَلْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ ذَكَرَ مَنْ أُذِنَ لَهُ فِي اَلدُّعَاءِ إِلَيْهِ بَعْدَهُ وَ بَعْدَ رَسُولِهِ فِي كِتَابِهِ ، فَقَالَ: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى اَلْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ، وَ مِمَّنْ هِيَ، وَ أَنَّهَا مِنْ ذُرِّيَّةِ 24إِبْرَاهِيمَ وَ ذُرِّيَّةِ 26إِسْمَاعِيلَ مِنْ سُكَّانِ اَلْحَرَمِ ، مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدُوا غَيْرَ اَللَّهِ قَطُّ، اَلَّذِينَ وَجَبَتْ لَهُمُ اَلدَّعْوَةُ دَعْوَةُ 24إِبْرَاهِيمَ وَ 26إِسْمَاعِيلُ ، مِنْ أَهْلِ اَلْمَسْجِدِ، اَلَّذِينَ أَخْبَرَ عَنْهُمْ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ أَذْهَبَ عَنْهُمُ اَلرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، اَلَّذِينَ وَصَفْنَاهُمْ قَبْلَ هَذَا فِي صِفَةِ أُمَّةِ 24إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، اَلَّذِينَ عَنَاهُمُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ: أَدْعُوا إِلَى اَللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي يَعْنِي أَوَّلَ مَنِ اِتَّبَعَهُ عَلَى اَلْإِيمَانِ بِهِ وَ اَلتَّصْدِيقِ لَهُ فِيمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ اَلْأُمَّةِ اَلَّتِي بُعِثَ فِيهَا وَ مِنْهَا وَ إِلَيْهَا قَبْلَ اَلْخَلْقِ، مِمَّنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ قَطُّ، وَ لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ وَ هُوَ اَلشِّرْكُ. ثُمَّ ذَكَرَ أَتْبَاعَ نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَتْبَاعَ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ اَلَّتِي وَصَفَهَا فِي كِتَابِهِ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنَّهْيِ عَنِ اَلْمُنْكَرِ، وَ جَعَلَهَا دَاعِيَةً إِلَيْهِ، وَ أَذِنَ لَهَا فِي اَلدُّعَاءِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يٰا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ حَسْبُكَ اَللّٰهُ وَ مَنِ اِتَّبَعَكَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ وَصَفَ أَتْبَاعَ نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ وَ قَالَ: يَوْمَ لاٰ يُخْزِي اَللّٰهُ اَلنَّبِيَّ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمٰانِهِمْ يَعْنِي أُولَئِكَ اَلْمُؤْمِنِينَ. وَ قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ اَلْمُؤْمِنُونَ . ثُمَّ حَلاَّهُمْ وَ وَصَفَهُمْ كَيْلاَ يَطْمَعَ فِي اَللِّحَاقِ بِهِمْ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ، فَقَالَ فِيمَا حَلاَّهُمْ بِهِ وَ وَصَفَهُمْ: اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاٰتِهِمْ خٰاشِعُونَ*`وَ اَلَّذِينَ هُمْ عَنِ اَللَّغْوِ مُعْرِضُونَ إِلَى قَوْلِهِ: أُولٰئِكَ هُمُ اَلْوٰارِثُونَ*`اَلَّذِينَ يَرِثُونَ اَلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ وَ قَالَ فِي صِفَتِهِمْ وَ حِلْيَتِهِمْ أَيْضاً: وَ اَلَّذِينَ لاٰ يَدْعُونَ مَعَ اَللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ وَ لاٰ يَقْتُلُونَ اَلنَّفْسَ اَلَّتِي حَرَّمَ اَللّٰهُ إِلاّٰ بِالْحَقِّ وَ لاٰ يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثٰاماً*`يُضٰاعَفْ لَهُ اَلْعَذٰابُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهٰاناً ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ اِشْتَرَى مِنْ هَؤُلاَءِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ صِفَتِهِمْ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوٰالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ وَ اَلْقُرْآنِ ثُمَّ ذَكَرَ وَفَاءَهُمْ لَهُ بِعَهْدِهِ وَ مِيثَاقِهِ وَ مُبَايَعَتِهِ، فَقَالَ: وَ مَنْ أَوْفىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اَللّٰهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ اَلَّذِي بٰايَعْتُمْ بِهِ وَ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَوْزُ اَلْعَظِيمُ . فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ إِنَّ اَللّٰهَ اِشْتَرىٰ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوٰالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ قَامَ رَجُلٌ إِلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اَللَّهِ ، أَ رَأَيْتَكَ اَلرَّجُلُ يَأْخُذُ سَيْفَهُ فَيُقَاتِلُ حَتَّى يُقْتَلَ إِلاَّ أَنَّهُ يَقْتَرِفُ مِنْ هَذِهِ اَلْمَحَارِمِ، أَ شَهِيدٌ هُوَ؟ فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رَسُولِهِ اَلتّٰائِبُونَ اَلْعٰابِدُونَ اَلْحٰامِدُونَ اَلسّٰائِحُونَ اَلرّٰاكِعُونَ اَلسّٰاجِدُونَ اَلْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنّٰاهُونَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ اَلْحٰافِظُونَ لِحُدُودِ اَللّٰهِ وَ بَشِّرِ اَلْمُؤْمِنِينَ فَفَسَّرَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْمُجَاهِدِينَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ هَذِهِ صِفَتُهُمْ وَ حِلْيَتُهُمْ بِالشَّهَادَةِ وَ اَلْجَنَّةِ، وَ قَالَ: اَلتَّائِبُونَ مِنَ اَلذُّنُوبِ، اَلْعَابِدُونَ اَلَّذِينَ لاَ يَعْبُدُونَ إِلاَّ اَللَّهَ، وَ لاَ يُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئاً، اَلْحَامِدُونَ اَلَّذِينَ يَحْمَدُونَ اَللَّهَ عَلَى كُلِّ حَالٍ فِي اَلشِّدَّةِ وَ اَلرَّخَاءِ، اَلسَّائِحُونَ وَ هُمُ اَلصَّائِمُونَ، اَلرَّاكِعُونَ اَلسَّاجِدُونَ اَلَّذِينَ يُوَاظِبُونَ عَلَى اَلصَّلَوَاتِ اَلْخَمْسِ، وَ اَلْحَافِظُونَ لَهَا وَ اَلْمُحَافِظُونَ عَلَيْهَا بِرُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ فِي اَلْخُشُوعِ فِيهَا وَ فِي أَوْقَاتِهَا، اَلْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ بَعْدَ ذَلِكَ وَ اَلْعَامِلُونَ بِهِ، وَ اَلنَّاهُونَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ اَلْمُنْتَهُونَ عَنْهُ. قَالَ: فَبَشِّرْ مَنْ قُتِلَ وَ هُوَ قَائِمٌ بِهَذِهِ اَلشُّرُوطِ بِالشَّهَادَةِ وَ اَلْجَنَّةِ ، ثُمَّ أَخْبَرَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنَّهُ لَمْ يَأْمُرْ بِالْقِتَالِ إِلاَّ أَصْحَابَ هَذِهِ اَلشُّرُوطِ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اَللّٰهَ عَلىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ*`اَلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيٰارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاّٰ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اَللّٰهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ جَمِيعَ مَا بَيْنَ اَلسَّمَاءِ وَ اَلْأَرْضِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَتْبَاعِهِمَا مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اَلصِّفَةِ، فَمَا كَانَ مِنَ اَلدُّنْيَا فِي أَيْدِي اَلْمُشْرِكِينَ وَ اَلْكُفَّارِ وَ اَلظَّلَمَةِ وَ اَلْفُجَّارِ مِنْ أَهْلِ اَلْخِلاَفِ لِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَ اَلْمُوَلِّي عَنْ طَاعَتِهِمَا، مِمَّا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ ظَلَمُوا فِيهِ اَلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اَلصِّفَاتِ، وَ غَلَبُوهُمْ عَلَيْهِ مِمَّا أَفَاءَ اَللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ، فَهُوَ حَقُّهُمْ أَفَاءَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ رَدَّهُ إِلَيْهِمْ. وَ إِنَّمَا مَعْنَى اَلْفَيْءِ كُلُّ مَا صَارَ إِلَى اَلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ رَجَعَ مِمَّا كَانَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ أَوْ فِيهِ، فَمَا رَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ فَقَدْ فَاءَ، مِثْلُ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسٰائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فٰاؤُ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ أَيْ رَجَعُوا، ثُمَّ قَالَ: وَ إِنْ عَزَمُوا اَلطَّلاٰقَ فَإِنَّ اَللّٰهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ وَ قَالَ: وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى اَلْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اَللّٰهِ أَيْ تَرْجِعَ فَإِنْ فٰاءَتْ أَيْ رَجَعَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا بِالْعَدْلِ وَ أَقْسِطُوا إِنَّ اَللّٰهَ يُحِبُّ اَلْمُقْسِطِينَ يَعْنِي بِقَوْلِهِ: تَفِيءَ أَيْ تَرْجِعَ، فَذَلِكَ اَلدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ اَلْفَيْءَ كُلُّ رَاجِعٍ إِلَى مَكَانٍ قَدْ كَانَ عَلَيْهِ أَوْ فِيهِ، يُقَالُ لِلشَّمْسِ إِذَا زَالَتْ: قَدْ فَاءَتْ، حِينَ يَفِيءُ اَلْفَيْءُ عِنْدَ رُجُوعِ اَلشَّمْسِ إِلَى زَوَالِهَا، وَ كَذَلِكَ مَا أَفَاءَ اَللَّهُ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ مِنَ اَلْكُفَّارِ، فَإِنَّمَا هِيَ حُقُوقُ اَلْمُؤْمِنِينَ رَجَعَتْ إِلَيْهِمْ بَعْدَ ظُلْمِ اَلْكُفَّارِ إِيَّاهُمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا مَا كَانَ اَلْمُؤْمِنُونَ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُمْ. وَ إِنَّمَا أُذِنَ لِلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ قَامُوا بِشَرَائِطِ اَلْإِيمَانِ اَلَّتِي وَصَفْنَاهَا، وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ مَأْذُوناً لَهُ فِي اَلْقِتَالِ حَتَّى يَكُونَ مَظْلُوماً، وَ لاَ يَكُونُ مَظْلُوماً حَتَّى يَكُونَ مُؤْمِناً، وَ لاَ يَكُونُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ قَائِماً بِشَرَائِطِ اَلْإِيمَانِ اَلَّتِي اِشْتَرَطَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُجَاهِدِينَ. فَإِذَا تَكَامَلَتْ فِيهِ شَرَائِطُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَانَ مُؤْمِناً، وَ إِذَا كَانَ مُؤْمِناً كَانَ مَظْلُوماً، وَ إِذَا كَانَ مَظْلُوماً كَانَ مَأْذُوناً لَهُ فِي اَلْجِهَادِ، لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اَللّٰهَ عَلىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَكْمِلاً لِشَرَائِطِ اَلْإِيمَانِ فَهُوَ ظَالِمٌ، مِمَّنْ يَنْبَغِي وَ يَجِبُ جِهَادُهُ حَتَّى يَتُوبَ إِلَى اَللَّهِ، وَ لَيْسَ مِثْلُهُ مَأْذُوناً لَهُ فِي اَلْجِهَادِ وَ اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْمَظْلُومِينَ اَلَّذِينَ أُذِنَ لَهُمْ فِي اَلْقُرْآنِ فِي اَلْقِتَالِ. فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا فِي اَلْمُهَاجِرِينَ اَلَّذِينَ أَخْرَجَهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ دِيَارِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ، أُحِلَّ لَهُمْ جِهَادُهُمْ بِظُلْمِهِمْ إِيَّاهُمْ، وَ أُذِنَ لَهُمْ فِي اَلْقِتَالِ». فَقُلْتُ: فَهَذِهِ نَزَلَتْ فِي اَلْمُهَاجِرِينَ ، بِظُلْمِ مُشْرِكِي أَهْلِ مَكَّةَ لَهُمْ، فَمَا بَالُهُمْ فِي قِتَالِهِمْ كِسْرَى وَ قَيْصَرَ وَ مَنْ دُونَهُمْ مِنْ مُشْرِكِي قَبَائِلِ اَلْعَرَبِ ؟ فَقَالَ: «لَوْ كَانَ إِنَّمَا أُذِنَ لَهُمْ فِي قِتَالِ مَنْ ظَلَمَهُمْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَطْ، لَمْ يَكُنْ لَهُمْ إِلَى قِتَالِ كِسْرَى وَ قَيْصَرَ وَ غَيْرِ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ قَبَائِلِ اَلْعَرَبِ سَبِيلٌ، لِأَنَّ اَلَّذِينَ ظَلَمُوهُمْ غَيْرُهُمْ، وَ إِنَّمَا أُذِنَ لَهُمْ فِي قِتَالِ مَنْ ظَلَمَهُمْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، لِإِخْرَاجِهِمْ إِيَّاهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَ لَوْ كَانَتِ اَلْآيَةُ إِنَّمَا عَنَتِ اَلْمُهَاجِرِينَ اَلَّذِينَ ظَلَمَهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ ، كَانَتِ اَلْآيَةُ مُرْتَفِعَةَ اَلْفَرْضِ عَمَّنْ بَعْدَهُمْ، إِذْ لَمْ يَبْقَ مِنَ اَلظَّالِمِينَ وَ اَلْمَظْلُومِينَ أَحَدٌ، وَ كَانَ فَرْضُهَا مَرْفُوعاً عَنِ اَلنَّاسِ بَعْدَهُمْ إِذْ لَمْ يَبْقَ مِنَ اَلظَّالِمِينَ وَ اَلْمَظْلُومِينَ أَحَدٌ. وَ لَيْسَ كَمَا ظَنَنْتَ، وَ لاَ كَمَا ذَكَرْتَ، وَ لَكِنَّ اَلْمُهَاجِرِينَ ظُلِمُوا مِنْ جِهَتَيْنِ: ظَلَمَهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ، فَقَاتَلُوهُمْ بِإِذْنِ اَللَّهِ لَهُمْ فِي ذَلِكَ، وَ ظَلَمَهُمْ كِسْرَى وَ قَيْصَرُ وَ مَنْ كَانَ دُونَهُمْ مِنْ قَبَائِلِ اَلْعَرَبِ وَ اَلْعَجَمِ بِمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِمَّا كَانَ اَلْمُؤْمِنُونَ أَحَقَّ بِهِ دُونَهُمْ ، فَقَدْ قَاتَلُوهُمْ بِإِذْنِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ فِي ذَلِكَ، وَ بِحُجَّةِ هَذِهِ اَلْآيَةِ يُقَاتِلُ مُؤْمِنُو كُلِّ زَمَانٍ. وَ إِنَّمَا أَذِنَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ، اَلَّذِينَ قَامُوا بِمَا وَصَفَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ اَلشَّرَائِطِ اَلَّتِي شَرَطَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ فِي اَلْإِيمَانِ وَ اَلْجِهَادِ، وَ مَنْ كَانَ قَائِماً بِتِلْكَ اَلشَّرَائِطِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَ هُوَ مَظْلُومٌ، وَ مَأْذُونٌ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ بِذَلِكَ اَلْمَعْنَى. وَ مَنْ كَانَ عَلَى خِلاَفِ ذَلِكَ فَهُوَ ظَالِمٌ، وَ لَيْسَ مِنَ اَلْمَظْلُومِينَ، وَ لَيْسَ بِمَأْذُونٍ لَهُ فِي اَلْقِتَالِ، وَ لاَ بِالنَّهْيِ عَنِ اَلْمُنْكَرِ، وَ اَلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ، وَ لاَ مَأْذُونٌ لَهُ فِي اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، لِأَنَّهُ لَيْسَ يُجَاهِدُ مِثْلُهُ وَ أُمِرَ بِدُعَائِهِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ لاَ يَكُونُ مُجَاهِداً مَنْ قَدْ أُمِرَ اَلْمُؤْمِنُونَ بِجِهَادِهِ، وَ حَظَرَ اَلْجِهَادَ عَلَيْهِ وَ مَنَعَهُ مِنْهُ، وَ لاَ يَكُونُ دَاعِياً إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ أُمِرَ بِدُعَاءِ مِثْلِهِ إِلَى اَلتَّوْبَةِ وَ اَلْحَقِّ وَ اَلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنَّهْيِ عَنِ اَلْمُنْكَرِ، وَ لاَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ قَدْ أُمِرَ أَنْ يُؤْمَرَ بِهِ، وَ لاَ يَنْهَى عَنِ اَلْمُنْكَرِ مَنْ قَدْ أُمِرَ أَنْ يُنْهَى عَنْهُ. فَمَنْ كَانَ قَدْ تَمَّتْ فِيهِ شَرَائِطُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اَلَّتِي وَصَفَ اَللَّهُ بِهَا أَهْلَهَا مِنْ أَصْحَابِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ هُوَ مَظْلُومٌ، فَهُوَ مَأْذُونٌ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ، كَمَا أُذِنَ لَهُمْ فِي اَلْجِهَادِ بِذَلِكَ اَلْمَعْنَى، لِأَنَّ حُكْمَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ وَ فَرَائِضَهُ عَلَيْهِمْ سَوَاءٌ، إِلاَّ مِنْ عِلَّةٍ أَوْ حَادِثٍ يَكُونُ، وَ اَلْأَوَّلُونَ وَ اَلْآخِرُونَ أَيْضاً فِي مَنْعِ اَلْحَوَادِثِ شُرَكَاءُ، وَ اَلْفَرَائِضُ عَلَيْهِمْ وَاحِدَةٌ، يُسْأَلُ اَلْآخِرُونَ عَنْ أَدَاءِ اَلْفَرَائِضِ كَمَا يُسْأَلُ عَنْهُ اَلْأَوَّلُونَ، وَ يُحَاسَبُونَ عَمَّا بِهِ يُحَاسَبُونَ، وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى صِفَةِ مَنْ أَذِنَ اَللَّهُ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ اَلْجِهَادِ، وَ لَيْسَ بِمَأْذُونٍ لَهُ فِيهِ حَتَّى يَفِيءَ بِمَا شَرَطَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ، فَإِذَا تَكَامَلَتْ فِيهِ شَرَائِطُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُجَاهِدِينَ فَهُوَ مِنَ اَلْمَأْذُونِينَ لَهُمْ فِي اَلْجِهَادِ. فَلْيَتَّقِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَبْدٌ وَ لاَ يَغْتَرَّ بِالْأَمَانِيِّ اَلَّتِي نَهَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهَا مِنْ هَذِهِ اَلْأَحَادِيثِ اَلْكَاذِبَةِ عَلَى اَللَّهِ اَلَّتِي يُكَذِّبُهَا اَلْقُرْآنُ ، وَ يَتَبَرَّأُ مِنْهَا وَ مِنْ حَمَلَتِهَا وَ رُوَاتِهَا، وَ لاَ يَقْدَمْ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِشُبْهَةٍ لاَ يُعْذَرُ بِهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ وَرَاءَ اَلْمُتَعَرِّضِ لِلْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ مَنْزِلَةٌ يُؤْتَى اَللَّهُ مِنْ قِبَلِهَا وَ هِيَ غَايَةُ اَلْأَعْمَالِ فِي عِظَمِ قَدْرِهَا. فَلْيَحْكُمِ اِمْرُؤٌ لِنَفْسِهِ وَ لْيُرِهَا كِتَابَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لاَ أَحَدَ أَعْرَفُ بِالْمَرْءِ مِنْ نَفْسِهِ، فَإِنْ وَجَدَهَا قَائِمَةً بِمَا شَرَطَ اَللَّهُ عَلَيْهِ فِي اَلْجِهَادِ فَلْيُقْدِمْ عَلَى اَلْجِهَادِ، وَ إِنْ عَلِمَ تَقْصِيراً فَلْيُصْلِحْهَا، وَ لْيُقِمْهَا عَلَى مَا فَرَضَ اَللَّهُ عَلَيْهَا مِنَ اَلْجِهَادِ، ثُمَّ لْيُقْدِمْ بِهَا وَ هِيَ طَاهِرَةٌ مُطَهَّرَةٌ مِنْ كُلِّ دَنَسٍ يَحُولُ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ جِهَادِهَا. وَ لَسْنَا نَقُولُ لِمَنْ أَرَادَ اَلْجِهَادَ وَ هُوَ عَلَى خِلاَفِ مَا وَصَفْنَا مِنْ شَرَائِطِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُجَاهِدِينَ: لاَ تُجَاهِدُوا. وَ لَكِنْ نَقُولُ: قَدْ عَلَّمْنَاكُمْ مَا شَرَطَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى أَهْلِ اَلْجِهَادِ اَلَّذِينَ بَايَعَهُمْ وَ اِشْتَرَى مِنْهُمْ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ بِالْجِنَانِ . فَلْيُصْلِحِ اِمْرُؤٌ مَا عَلِمَ مِنْ نَفْسِهِ مِنْ تَقْصِيرٍ عَنْ ذَلِكَ، وَ لْيَعْرِضْهَا عَلَى شَرَائِطِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَإِنْ رَأَى أَنَّهُ قَدْ وَفَى بِهَا وَ تَكَامَلَتْ فِيهِ، فَإِنَّهُ مِمَّنْ أَذِنَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ، وَ إِنْ أَبَى إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مُجَاهِداً عَلَى مَا فِيهِ مِنَ اَلْإِصْرَارِ عَلَى اَلْمَعَاصِي وَ اَلْمَحَارِمِ وَ اَلْإِقْدَامِ عَلَى اَلْجِهَادِ بِالتَّخْبِيطِ وَ اَلْعَمَى، وَ اَلْقُدُومِ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْجَهْلِ وَ اَلرِّوَايَاتِ اَلْكَاذِبَةِ، فَلَقَدْ لَعَمْرِي جَاءَ اَلْأَثَرُ فِيمَنْ فَعَلَ هَذَا اَلْفِعْلَ. أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَنْصُرُ هَذَا اَلدِّينَ بِأَقْوَامٍ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ. فَلْيَتَّقِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اِمْرُؤٌ، وَ لْيَحْذَرْ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ، فَقَدْ بَيَّنَ لَكُمْ وَ لاَ عُذْرَ لَكُمْ بَعْدَ اَلْبَيَانِ فِي اَلْجَهْلِ، وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، وَ حَسْبُنَا اَللَّهُ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ اَلْمَصِيرُ».
14934 / _11 سُلَيْمُ بْنُ قَيْسٍ اَلْهِلاَلِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اَللَّهُ، مَنْ لَقِيَ اَللَّهَ مُؤْمِناً عَارِفاً بِإِمَامِهِ مُطِيعاً لَهُ، مِنْ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ هُوَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِذَا لَقِيَ اَللَّهَ وَ هُوَ مِنَ اَلَّذِينَ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ كٰانُوا يَتَّقُونَ ، اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمٰانَهُمْ بِظُلْمٍ ». قُلْتُ: فَمَنْ لَقِيَ اَللَّهَ مِنْهُمْ عَلَى اَلْكَبَائِرِ؟ قَالَ: «هُوَ فِي مَشِيئَةِ اَللَّهِ، إِنْ عَذَّبَهُ فَبِذَنْبِهِ، وَ إِنْ تَجَاوَزَ عَنْهُ فَبِرَحْمَتِهِ». قُلْتُ: فَيُدْخِلُهُ اَلنَّارَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ عَنَى اَللَّهُ أَنَّهُ وَلِيُّ اَلْمُؤْمِنِينَ، لِأَنَّ اَلَّذِينَ عَنَى اَللَّهُ أَنَّهُ لَهُمْ وَلِيُّ، وَ أَنَّهُ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاَ هُمْ يَحْزَنُونَ، هُمُ اَلْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ يَتَّقُونَ اَللَّهَ، وَ اَلَّذِينَ عَمِلُوا اَلصَّالِحَاتِ، وَ اَلَّذِينَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ».
176815 / _4 العيّاشيّ: عن عكرمة عن ابن عبّاس، قال: ما في القرآن آية: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ إلا و علي (عليه السلام) أميرُها و شريفُها، و ما من أصحاب محمد (صلّى اللّه عليه و آله) رجل إلاّ و قد عاتبه اللّه، و ما ذكر عليا (عليه السلام) إلا بخير. قال عكرمة: إني لأعلم لعلي (عليه السلام) منقبة، لو حدثت بها لبعدت أقطار السماوات و الأرض.
179927 / _1 علي بن إبراهيم: ثم أعلم اللّه عزّ و جلّ أن صفة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و صفة أصحابه المؤمنين في التوراة و الإنجيل مكتوب، فقال: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ ، يعني: يقتلون الكفّار و هم أشداء عليهم، و فيما بينهم رحماء، تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ . ثمّ ضرب لهم مثلا، فقال: ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ، يعني فلانا فَآزَرَهُ ، يعني فلانا فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوىٰ عَلىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ اَلزُّرّٰاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ اَلْكُفّٰارَ وَعَدَ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً .
59928 / _2 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيُّ فِي ( اَلْمَحَاسِنِ ): عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «اَلْمُؤْمِنُ أَخُو اَلْمُؤْمِنِ لِأَبِيهِ وَ أُمِّهِ، لِأَنَّ اَللَّهَ خَلَقَ طِينَتَهُمَا مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، وَ هِيَ مِنْ طِينَةِ اَلْجِنَانِ . ثُمَّ تَلاَ: رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ ، فَهَلْ يَكُونُ اَلرَّحِيمُ إِلاَّ بَرّاً وَصُولاً». وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: «وَ أَجْرَى فِيهِمَا مِنْ رَوْحِ رَحْمَتِهِ».
59929 / _3 وَ أَحْمَدُ اَلْبَرْقِيُّ أَيْضاً: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَجْرَى فِي اَلْمُؤْمِنِ مِنْ رِيحِ رَوْحِ اَللَّهِ، وَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ: رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ ».
69930 / _4 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ فِي اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّصَارَى ، يَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ اَلْكِتٰابَ يَعْرِفُونَهُ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمْ ، يَعْنِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ فِي اَلتَّوْرَاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ وَ اَلزَّبُورِ صِفَةَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ صِفَةَ أَصْحَابِهِ ، وَ مَبْعَثَهُ وَ مُهَاجَرَهُ، وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ ، فَهَذِهِ صِفَةُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ صِفَةُ أَصْحَابِهِ فِي اَلتَّوْرَاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ ، فَلَمَّا بَعَثَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، عَرَفَهُ أَهْلُ اَلْكِتَابِ ، كَمَا قَالَ جَلَّ جَلاَلُهُ».
69931 / _5 اِبْنُ بَابَوَيْهِ ، بِإِسْنَادِهِ فِي ( اَلْفَقِيهِ ): عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ: سُئِلَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ، قَالَ: «هُوَ اَلسَّهَرُ فِي اَلصَّلاَةِ».
179934 / _8 محمّد بن العبّاس، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عيسى بن إسحاق، عن الحسن بن الحارث بن طليب، عن أبيه، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، في قوله عزّ و جلّ: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوىٰ عَلىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ اَلزُّرّٰاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ اَلْكُفّٰارَ ، قال: قوله تعالى: كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ، أصل الزرع عبد المطلب، و شطأه محمد (صلّى اللّه عليه و آله)، و يُعْجِبُ اَلزُّرّٰاعَ ، قال: عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)».
69932 / _6 اِبْنُ اَلْفَارِسِيِّ فِي ( اَلرَّوْضَةِ ): سَأَلَ اَلصَّادِقَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ سِنَانٍ ، عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ، قَالَ: «هُوَ اَلسَّهَرُ فِي اَلصَّلاَةِ».
29933 / _7 وَ مِنْ طَرِيقِ اَلْمُخَالِفِينَ : مَا رَوَاهُ اِبْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمَا) ، قَالَ: «اِسْتَوَى اَلْإِسْلاَمُ بِسَيْفِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ».
1,149935 / _9 اَلشَّيْخُ فِي (أَمَالِيهِ) قَالَ: أَخْبَرَنَا اَلْحَفَّارُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا دِعْبِلٌ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عُبَيْدِ اَللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ اَلْكَرِيمِ اَلْجَزَرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَعَدَ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً ، قَالَ: سَأَلَ قَوْمٌ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ) فَقَالُوا: فِيمَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ يَا نَبِيَّ اَللَّهِ ؟ قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ ، عُقِدَ لِوَاءٌ مِنْ نُورٍ أَبْيَضَ، وَ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمْ سَيِّدُ اَلْمُؤْمِنِينَ [وَ مَعَهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا بَعْدَ بَعْثِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ )]، فَيَقُومُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَيُعْطِي اَللَّهُ اَللِّوَاءَ مِنَ اَلنُّورِ اَلْأَبْيَضِ بِيَدِهِ، تَحْتَهُ جَمِيعُ اَلسَّابِقِينَ اَلْأَوَّلِينَ مِنَ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ ، لاَ يُخَالِطُهُمْ غَيْرُهُمْ، حَتَّى يَجْلِسَ عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ نُورِ رَبِّ اَلْعِزَّةِ، وَ يُعْرَضُ اَلْجَمِيعُ عَلَيْهِ، رَجُلاً رَجُلاً، فَيُعْطَى أَجْرَهُ وَ نُورَهُ، فَإِذَا أَتَى عَلَى آخِرِهِمْ، قِيلَ لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُمْ مَوْضِعَكُمْ وَ مَنَازِلَكُمْ مِنَ اَلْجَنَّةِ ، إِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: عِنْدِي لَكُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ يَعْنِي اَلْجَنَّةَ فَيَقُومُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ اَلْقَوْمُ تَحْتَ لِوَائِهِ مَعَهُ حَتَّى يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مِنْبَرِهِ، وَ لاَ يَزَالُ يُعْرَضُ عَلَيْهِ جَمِيعُ اَلْمُؤْمِنِينَ، فَيَأْخُذُ نَصِيبَهُ مِنْهُمْ إِلَى اَلْجَنَّةِ وَ يَتْرُكُ أَقْوَاماً عَلَى اَلنَّارِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ ، يَعْنِي اَلسَّابِقِينَ اَلْأَوَّلِينَ، وَ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَ أَهْلَ اَلْوَلاَيَةِ لَهُ، وَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآيٰاتِنٰا أُولٰئِكَ أَصْحٰابُ اَلْجَحِيمِ ، هُمُ اَلَّذِينَ قَاسَمَ عَلَيْهِمُ اَلنَّارَ فَاسْتَحَقُّوا اَلْجَحِيمَ ».
1,149936 / _10 وَ مِنْ طَرِيقِ اَلْمُخَالِفِينَ: رَوَاهُ مُوَفَّقُ بْنُ أَحْمَدَ ، يَرْفَعُهُ إِلَى اِبْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: سَأَلَ قَوْمٌ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : فِيمَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ؟ قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ عُقِدَ لِوَاءٌ مِنْ نُورٍ أَبْيَضَ، وَ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمْ سَيِّدُ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ مَعَهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا بَعْدَ بَعْثِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) . فَيَقُومُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَيُعْطَى اَللِّوَاءَ مِنَ اَلنُّورِ اَلْأَبْيَضِ بِيَدِهِ، وَ تَحْتَهُ جَمِيعُ اَلسَّابِقِينَ اَلْأَوَّلِينَ مِنَ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ ، لاَ يُخَالِطُهُمْ غَيْرُهُمْ، حَتَّى يَجْلِسَ عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ نُورِ رَبِّ اَلْعِزَّةِ، وَ يُعْرَضُ اَلْجَمِيعُ عَلَيْهِ رَجُلاً رَجُلاً، فَيُعْطِيهِ أَجْرَهُ وَ نُورَهُ، فَإِذَا أَتَى عَلَى آخِرِهِمْ، قِيلَ لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُمْ صِفَتَكُمْ وَ مَنَازِلَكُمْ فِي اَلْجَنَّةِ ، إِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: إِنَّ لَكُمْ عِنْدِي مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً يَعْنِي اَلْجَنَّةَ فَيَقُومُ عَلِيٌّ وَ اَلْقَوْمُ تَحْتَ لِوَائِهِ مَعَهُ، يَدْخُلُ بِهِمُ اَلْجَنَّةَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مِنْبَرِهِ، فَلاَ يَزَالُ يُعْرَضُ عَلَيْهِ جَمِيعُ اَلْمُؤْمِنِينَ فَيَأْخُذُ نَصِيبَهُ مِنْهُمْ إِلَى اَلْجَنَّةِ وَ يَتْرُكُ أَقْوَاماً عَلَى اَلنَّارِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ أُولٰئِكَ هُمُ اَلصِّدِّيقُونَ وَ اَلشُّهَدٰاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ ، يَعْنِي اَلسَّابِقِينَ اَلْأَوَّلِينَ، وَ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَ أَهْلُ اَلْوَلاَيَةِ لَهُ: وَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآيٰاتِنٰا أُولٰئِكَ أَصْحٰابُ اَلْجَحِيمِ ، يَعْنِي كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِالْوَلاَيَةِ وَ بِحَقِّ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ».
1,1410518 / _18 مُوَفَّقُ بْنُ أَحْمَدَ : يَرْفَعُهُ إِلَى اِبْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: سَأَلَ قَوْمٌ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : فِيمَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ؟ قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ عُقِدَ لِوَاءٌ مِنْ نُورٍ أَبْيَضَ، وَ نَادَى مُنَادٍ: لِيَقُمْ سَيِّدُ اَلْوَصِيِّينَ وَ مَعَهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا بَعْدَ بَعْثِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَيَقُومُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَيُعْطَى اَللِّوَاءَ مِنَ اَلنُّورِ اَلْأَبْيَضِ بِيَدِهِ، وَ تَحْتَهُ جَمِيعُ اَلسَّابِقِينَ اَلْأَوَّلِينَ مِنَ اَلْمُهَاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصَارِ ، لاَ يُخَالِطُهُمْ غَيْرُهُمْ، حَتَّى يَجْلِسَ عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ نُورِ رَبِّ اَلْعِزَّةِ، وَ يُعْرَضَ اَلْجَمِيعُ عَلَيْهِ رَجُلاً رَجُلاً، فَيُعْطِيَهُ أَجْرَهُ وَ نُورَهُ، فَإِذَا أَتَى عَلَى آخِرِهِمْ قِيلَ لَهُمْ: قَدْ عَرَفْتُمْ صِفَتَكُمْ وَ مَنَازِلَكُمْ فِي اَلْجَنَّةِ ، إِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: إِنَّ لَكُمْ عِنْدِي مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً؛ يَعْنِي اَلْجَنَّةَ ، فَيَقُومُ عَلِيٌّ وَ اَلْقَوْمُ تَحْتَ لِوَائِهِ مَعَهُ يَدْخُلُ بِهِمُ اَلْجَنَّةَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مِنْبَرِهِ، فَلاَ يَزَالُ يُعْرَضُ عَلَيْهِ جَمِيعُ اَلْمُؤْمِنِينَ، فَيَأْخُذُ نَصِيبَهُ مِنْهُمْ إِلَى اَلْجَنَّةِ ، وَ يُنْزِلُ أَقْوَاماً عَلَى اَلنَّارِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ رُسُلِهِ أُولٰئِكَ هُمُ اَلصِّدِّيقُونَ وَ اَلشُّهَدٰاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ يَعْنِي اَلسَّابِقِينَ اَلْأَوَّلِينَ [مِنَ] اَلْمُؤْمِنِينَ وَ أَهْلِ اَلْوَلاَيَةِ وَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآيٰاتِنٰا أُولٰئِكَ أَصْحٰابُ اَلْجَحِيمِ يَعْنِي كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِالْوَلاَيَةِ وَ بِحَقِّ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ».
610890 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ صَالِحٍ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ فِيهِ: «ثُمَّ ذَكَرَ مَنْ أَذِنَ لَهُ فِي اَلدُّعَاءِ إِلَيْهِ بَعْدَهُ وَ بَعْدَ رَسُولِهِ فِي كِتَابِهِ ، فَقَالَ: وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى اَلْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ . ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ، وَ مِمَّنْ هِيَ، وَ أَنَّهَا مِنْ ذُرِّيَّةِ 24إِبْرَاهِيمَ وَ مِنْ ذُرِّيَّةِ 26إِسْمَاعِيلَ مِنْ سُكَّانِ اَلْحَرَمِ ، مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدُوا غَيْرَ اَللَّهِ قَطُّ، اَلَّذِينَ وَجَبَتْ لَهُمْ اَلدَّعْوَةُ، دَعْوَةُ 24إِبْرَاهِيمَ وَ 26إِسْمَاعِيلُ مِنْ أَهْلِ اَلْمَسْجِدِ، اَلَّذِينَ أَخْبَرَ عَنْهُمْ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ أَذْهَبَ عَنْهُمُ اَلرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، اَلَّذِينَ وَصَفْنَاهُمْ قَبْلَ هَذَا فِي صِفَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، اَلَّذِينَ عَنَاهُمْ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ: أَدْعُوا إِلَى اَللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي ، يَعْنِي أَوَّلَ مَنْ اِتَّبَعَهُ عَلَى اَلْإِيمَانِ بِهِ وَ اَلتَّصْدِيقِ لَهُ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، مِنَ اَلْأُمَّةِ اَلَّتِي بُعِثَ فِيهَا وَ مِنْهَا وَ إِلَيْهَا قَبْلَ اَلْخَلْقِ مِمَّنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ قَطُّ، وَ لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ وَ هُوَ اَلشِّرْكُ. ثُمَّ ذَكَرَ أَتْبَاعَ نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَتْبَاعَ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ اَلَّتِي وَصَفَهَا اَللَّهُ فِي كِتَابِهِ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنَّهْيِ عَنِ اَلْمُنْكَرِ، وَ جَعَلَهَا دَاعِيَةً إِلَيْهِ، وَ أَذِنَ لَهُ فِي اَلدُّعَاءِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يٰا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ حَسْبُكَ اَللّٰهُ وَ مَنِ اِتَّبَعَكَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ ، ثُمَّ وَصَفَ أَتْبَاعَ نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ تَرٰاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللّٰهِ وَ رِضْوٰاناً سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي اَلْإِنْجِيلِ ، وَ قَالَ: يَوْمَ لاٰ يُخْزِي اَللّٰهُ اَلنَّبِيَّ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمٰانِهِمْ ، يَعْنِي أُولَئِكَ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَ قَدْ قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ اَلْمُؤْمِنُونَ . ثُمَّ حَلاَّهُمْ وَ وَصَفَهُمْ كَيْ لاَ يَطْمَعَ فِي اَلْإِلْحَاقِ بِهِمْ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ، فَقَالَ فِيمَا حَلاَّهُمْ بِهِ وَ وَصَفَهُمْ: اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاٰتِهِمْ خٰاشِعُونَ*`وَ اَلَّذِينَ هُمْ عَنِ اَللَّغْوِ مُعْرِضُونَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: أُولٰئِكَ هُمُ اَلْوٰارِثُونَ* `اَلَّذِينَ يَرِثُونَ اَلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ ، وَ قَالَ فِي صِفَتِهِمْ وَ حِلْيَتِهِمْ أَيْضاً: اَلَّذِينَ لاٰ يَدْعُونَ مَعَ اَللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ وَ لاٰ يَقْتُلُونَ اَلنَّفْسَ اَلَّتِي حَرَّمَ اَللّٰهُ إِلاّٰ بِالْحَقِّ وَ لاٰ يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثٰاماً*`يُضٰاعَفْ لَهُ اَلْعَذٰابُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهٰاناً ».
14 أخرج الخطيب في رواة مالك بسند ضعيف عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه و سلم قال وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ ... مَثَلُهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ إلى قوله كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ قال مالك نزل في الإنجيل نعت النبي و أصحابه
14 و أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ قال ان جبريل قال إذا نظرت إلى الرجل من أمتك عرفت انه من أهل الصلاة بأثر الوضوء و إذا أصبحت عرفت انه قد صلى من الليل و هو يا محمد العفاف في الدين و الحياء و حسن السمت
14 و أخرج ابن اسحق و أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى يهود خيبر بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ من محمد رسول الله صاحب موسى و أخيه المصدق لما جاء به موسى ألا ان الله قد قال لكم يا معشر أهل التوراة و انكم تجدون ذلك في كتابكم مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدّٰاءُ عَلَى اَلْكُفّٰارِ رُحَمٰاءُ بَيْنَهُمْ إلى آخر السورة
و أخرج الطبراني و البيهقي في سننه عن حميد بن عبد الرحمن قال كنت عند السائب بن يزيد إذ جاء رجل في وجهه أثر السجود فقال لقد أفسد هذا وجهه أما و الله ما هي السيما التي سمى الله و لقد صليت على وجهى منذ ثمانين سنة ما أثر السجود بين عيني
و أخرج سعيد ابن منصور و عبد بن حميد و ابن نصر و ابن جرير عن مجاهد سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ قال ليس الأثر في الوجه و لكن الخشوع
و أخرج ابن المبارك و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن نصر عن مجاهد سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ قال الخشوع و التواضع
و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن نصر عن سعيد بن جبير في الآية قال ندى الطهور و ثرى الأرض
و أخرج ابن نصر و ابن المنذر عن الضحاك في الآية قال هو السهر إذا سهر الرجل من الليل أصبح مصفرا
و أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ قال أما انه ليس بالذين ترون و لكنه سيما الإسلام و سحنته و سمته و خشوعه
و أخرج محمد ابن نصر في كتاب الصلاة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و البيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ قال السمت الحسن
14 و أخرج الطبراني في الأوسط و الصغير و ابن مردويه بسند حسن عن أبى بن كعب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله سِيمٰاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ قال النور يوم القيامة