179908 / _4 علي بن إبراهيم: ثم ذكر الأعراب الذين تخلفوا عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فقال: سَيَقُولُ لَكَ اَلْمُخَلَّفُونَ مِنَ اَلْأَعْرٰابِ شَغَلَتْنٰا أَمْوٰالُنٰا ، إلى قوله تعالى وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً ، أي قوم سوء، و هم الذين استنفرهم في الحديبية. و لما رجع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إلى المدينة من الحديبية غزا خيبر فاستأذنه المخلفون أن يخرجوا معه، فأنزل اللّه: سَيَقُولُ اَلْمُخَلَّفُونَ إِذَا اِنْطَلَقْتُمْ إِلىٰ مَغٰانِمَ لِتَأْخُذُوهٰا ذَرُونٰا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاٰمَ اَللّٰهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونٰا كَذٰلِكُمْ قٰالَ اَللّٰهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنٰا بَلْ كٰانُوا لاٰ يَفْقَهُونَ إِلاّٰ قَلِيلاً . ثمّ قال: قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ اَلْأَعْرٰابِ سَتُدْعَوْنَ إِلىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقٰاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اَللّٰهُ أَجْراً حَسَناً وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا كَمٰا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذٰاباً أَلِيماً . ثمّ رخص عزّ و جلّ في الجهاد، فقال: لَيْسَ عَلَى اَلْأَعْمىٰ حَرَجٌ وَ لاٰ عَلَى اَلْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَ لاٰ عَلَى اَلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَ مَنْ يُطِعِ اَللّٰهَ وَ رَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنّٰاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهٰارُ ، ثمّ قال: وَ مَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذٰاباً أَلِيماً . ثم قال: وَعَدَكُمُ اَللّٰهُ مَغٰانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهٰا فَعَجَّلَ لَكُمْ هٰذِهِ وَ كَفَّ أَيْدِيَ اَلنّٰاسِ عَنْكُمْ ، يعني فتح خيبر: وَ لِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ . ثم قال: وَ أُخْرىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهٰا قَدْ أَحٰاطَ اَللّٰهُ بِهٰا وَ كٰانَ اَللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ، ثمّ قال: وَ هُوَ اَلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ، أي بعد أن أممتم من المدينة إلى الحرم، و طلبوا منكم الصلح، بعد أن كانوا يغزونكم بالمدينة صاروا يطلبون الصلح، بعد إذ كنتم [أنتم] تطلبون الصلح منهم.
6,59909 / _5 وَ رَوَى اَلْعَيَّاشِيُّ: عَنْ زُرَارَةَ، وَ حُمْرَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ): «أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) كَانَ مَعَهُ يَوْمَ اَلْفَتْحِ اِثْنَا عَشَرَ أَلْفاً حَتَّى جَعَلَ أَبُو سُفْيَانَ وَ اَلْمُشْرِكُونَ يَسْتَغِيثُونَ».
14 اخرج ابن أبى شيبة و أحمد و عبد بن حميد و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه و البيهقي في الدلائل عن أنس قال لما كان يوم الحديبية هبط على رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه ثمانون رجلا من أهل مكة في السلاح من قبل جبل التنعيم يريدون غرة رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعا عليهم فأخذوا فعفا عنهم فنزلت هذه الآية وَ هُوَ اَلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ
14 و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة وَ هُوَ اَلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ قال بطن مكة الحديبية ذكر لنا أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يقال له زنيم اطلع الثنية زمان الحديبية فرماه المشركون فقتلوه فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم خيلا فاتوا باثني عشر فارسا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم هل لكم عهد أو ذمة قالوا لا فأرسلهم فانزل الله في ذلك وَ هُوَ اَلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ الآية
14 و أخرج عبد الرزاق و أحمد و عبد بن حميد و البخاري و أبو داود و النسائي و ابن جرير و ابن المنذر عن المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه و سلم الهدى و أشعره و أحرم بالعمرة و بعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش و سار رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كان بغدير الأشطاط قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعي فقال انى قد تركت كعب بن لؤي و عامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش و جمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك و صادوك عن البيت فقال النبي صلى الله عليه و سلم أشيروا على أ ترون ان نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم فان قعدوا قعدوا موتورين محزونين و ان لحوا تكن عنقا قطعها الله أم ترون ان نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه فقال أبو بكر و رسوله أعلم يا رسول الله انما جئنا معتمرين و لم نجئ لقتال أحد و لكن من حال بيننا و بين البيت قاتلناه فقال النبي صلى الله عليه و سلم فروحوا اذن فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه و سلم ان خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فو الله ما شعر بهم خالد حتى إذا هو بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش و سار النبي صلى الله عليه و سلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال النبي صلى الله عليه و سلم حل حل فألحت فقالوا خلات القصواء فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما خلات القصواء و ما ذاك لها بخلق و لكن حبسها حابس الفيل ثم قال و الذي نفس محمد بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله الا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت فعدل بهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء انما يتربضه الناس تربضا فلم يلبث الناس ان نزحوه فشكى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم ان يجعلوه فيه قال فو الله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة و كانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه و سلم من أهل تهامة فقال انى قد تركت كعب بن لؤي و عامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك و صادوك عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم انا لم نجئ لقتال أحد و لكن جئنا معتمرين و ان قريشا قد نهكتهم الحرب و أضرت بهم فان شأوا ماددتهم مدة و يخلوا بيني و بين الناس فان أظهر فان شأوا ان يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا و الا فقد جموا و ان هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمرى هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفذن الله أمره فقال بديل سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى؟ قريشا فقال انا قد جئناكم من عند هذا الرجل و سمعناه يقول قولا فان شئتم نعرضه عليكم فعلنا فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا في أن تحدثنا عنه بشيء و قال ذو الرأى منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا و كذا فحدثهم بما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام عروة ابن مسعود الثقفي فقال أى قوم ألستم بالولد قالوا بلى قال الست بالوالد قالوا بلى قال فهل تتهموني قالوا لا قال ألستم تعلمون انى استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا على جئتكم بأهلي و ولدي و من أطاعني قالوا بلى قال فان هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ودعوني آته قالوا ائته فأتاه فجعل يكلم النبي صلى الله عليه و سلم فقال له النبي صلى الله عليه و سلم نحوا من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك أى محمد أ رأيت ان استأصلت قومك هل سمعت أحدا من العرب اجتاح أهله قبلك و ان تكن الأخرى فو الله انى لأرى وجوها و أرى أوباشا من الناس خليقا ان يفروا و يدعوك فقال له أبو بكر امصص بظر اللات أ نحن نفر عنه و ندعه فقال من ذا قال أبو بكر قال أما و الذي نفسي بيده لو لا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك قال و جعل يكلم النبي صلى الله عليه و سلم فكلما كلمه أخذ بلحيته و المغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه و سلم و معه السيف و عليه المغفر فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه و سلم ضرب المغيرة يده بنعل السيف و قال أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه و سلم فرفع عروة رأسه فقال من هذا قالوا المغيرة بن شعبة قال أى غدر الست أسعى في غدرتك و كان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم واخذ أموالهم ثم جاء فاسلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم أما الإسلام فاقبل و أما المال فلست منه في شي ثم ان عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بعينيه قال فو الله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه و سلم نخامة الا وقعت في كف واحد منهم فدلك بها وجهه و جلده و إذا أمرهم ابتدروا أمره و إذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه و إذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده و ما يحدون اليه النظر تعظيما له فرجع عروة إلى أصحابه فقال أى قوم و الله لقد وفدت على الملوك وفدت على قيصر و كسرى و النجاشي و الله ان رأيت ملكا يعظمه أصحابه ما يعظم اصحاب محمد محمدا و الله ان يتنخم نخامة الا وقعت في كف واحد منهم فدلك بها وجهه و جلده و إذا أمرهم ابتدروا أمره و إذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه و إذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده و ما يحدون اليه النظر تعظيما له و انه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها فقال رجل من بنى كنانة دعوني آته فقالوا ائته فلما أشرف على النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا فلان و هو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثت له و استقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت فلما رجع إلى أصحابه قال رأيت البدن قد قلدت و أشعرت فما أرى ان يصدوا عن البيت فقام رجل يقال له مكرز بن حفص فقال دعوني آته فقالوا ائته فلما اشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه و سلم هذا مكرز و هو رجل فاجر فجعل يكلم النبي صلى الله عليه و سلم فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه و سلم قد سهل لكم من أمركم فجاء سهيل فقال هات اكتب بيننا و بينك كتابا فدعا الكاتب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اكتب بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ قال سهيل أما الرحمن فو الله ما أدرى ما هو و لكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب فقال المسلمون و الله ما نكتبها الا بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ فقال النبي صلى الله عليه و سلم اكتب باسمك اللهم ثم قال هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال سهيل و الله لو كنا نعلم انك رسول الله ما صددناك عن البيت و لا قاتلناك و لكن اكتب محمد بن عبد الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم و الله انى لرسول الله و ان كذبتموني اكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله قال الزهري و ذلك لقوله لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله الا أعطيتهم إياها فقال النبي صلى الله عليه و سلم على ان تخلوا بيننا و بين البيت فنطوف به قال سهيل و الله لا تتحدث العرب انا أخذنا ضفطة و لكن لك من العام المقبل فكتب فقال سهيل و على انه لا يأتيك منا رجل و ان كان على دينك الا رددته إلينا فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين و قد جاء مسلما فبينما هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده و قد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه ان ترد إلى فقال النبي صلى الله عليه و سلم انا لم نقض الكتاب بعد قال فو الله لا أصالحك على شي أبدا قال النبي صلى الله عليه و سلم فاجزه لي قال ما أنا بمجيزه قال بلى فافعل قال ما أنا بفاعل فقال أبو جندل أى معشر المسلمين أرد إلى المشركين و قد جئت مسلما ألا ترون ما لقيت في الله و كان قد عذب عذابا شديدا في الله فقال عمر بن الخطاب و الله ما شككت منذ أسلمت الا يومئذ فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت ا لست نبى الله قال بلى فقلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا اذن قال انى رسول الله و لست أعصيه و هو ناصري قلت أ و ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت و نطوف به قال بلى أ فأخبرتك انك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه و مطوف به فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبى الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا اذن قال أيها الرجل انه رسول الله و ليس يعصى ربه و هو ناصره فاستمسك بغرزه تفز حتى تموت فو الله انه لعلى الحق قلت أو ليس كان يحدثنا انا سنأتي البيت و نطوف به قال بلى أ فأخبرك انك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه و مطوف به قال عمر فعملت لذلك أعمالا فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا فو الله ما قام رجل منهم حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقى من الناس فقالت أم سلمة يا نبى الله أ تحب ذلك قال نعم قالت فاخرج ثم لا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنك و تدعو حالقك فيحلقك فقام النبي صلى الله عليه و سلم فخرج فلم يكلم أحدا منهم كلمة حتى فعل ذلك نحر بدنه و دعا بحالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا و جعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فانزل الله يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا جٰاءَكُمُ اَلْمُؤْمِنٰاتُ مُهٰاجِرٰاتٍ حتى بلغ بِعِصَمِ اَلْكَوٰافِرِ فطلق عمر رضى الله عنه يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج إحداهما معاوية بن أبى سفيان و الأخرى صفوان بن أمية ثم رجع النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش و هو مسلم فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلته لنا فدفعه النبي صلى الله عليه و سلم إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لاحد الرجلين و الله انى لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الأخر و قال أجل و الله انه لجيد لقد جربت به و جربت فقال له أبو بصير أرني أنظر اليه فأمكنه منه فضربه حتى برد وفر الأخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد بعدو فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رآه لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال قد قتل و الله صاحبي و انى لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبى الله قد أوفى لله بذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ويل امه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف انه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال و ينفلت منهم أبو جندل فلحق بابى بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم الا لحق بابى بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فو الله ما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام الا اعترضوا لها فقتلوهم و أخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه و سلم تناشده الله و الرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه منهم فهو آمن فأرسل إليهم النبي صلى الله عليه و سلم فانزل الله وَ هُوَ اَلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ حتى بلغ حَمِيَّةَ اَلْجٰاهِلِيَّةِ و كانت حميتهم انهم لم يقروا انه نبى و لم يقروا ب بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ و حالوا بينه و بين البيت
1 و أخرج عبد الرزاق عن ابن عباس قال كاتب الكتاب يوم الحديبية على بن أبى طالب
14 و أخرج أحمد و عبد بن حميد و مسلم و الطبراني و ابن مردويه و البيهقي في الدلائل عن سلمة بن الأكوع قال قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و نحن أربع عشرة مائة ثم ان المشركين من أهل مكة راسلونا في الصلح فلما اصطلحنا و اختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فاضطجعت في ظلها فأتاني أربعة من مشركي أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه و سلم فامعضتهم و تحولت إلى شجرة أخرى فعلقوا سلاحهم و اضطجعوا فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي يا للمهاجرين قتل ابن زنيم فاخترطت سيفي فاشتددت على أولئك الاربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم و جعلته في يدي ثم قلت و الذي أكرم وجه محمد لا يرفع أحد منكم رأسه الا ضربت الذي فيه عيناه ثم جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و جاء عمى عامر برجل من العبلات يقال له مكرز من المشركين يقوده حتى وقفنا بهم على رسول الله صلى الله عليه و سلم في سبعين من المشركين فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال دعوهم يكون لهم بدء الفجور و منتهاه فعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنزل الله وَ هُوَ اَلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ
1,14 و أخرج أحمد و النسائي و الحاكم و صححه و ابن جرير و أبو نعيم في الدلائل و ابن مردويه عن عبد الله بن مغفل قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في أصل الشجرة التي قال الله في القرآن و كان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم و على بن أبى طالب و سهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلى اكتب بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ فأخذ سهيل بيده قال ما نعرف الرحمن و لا الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف قال اكتب باسمك اللهم و كتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة فامسك سهيل بيده و قال لقد ظلمناك ان كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال اكتب هذا ما صالح محمد بن عبد الله فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ الله بأسماعهم و لفظ الحاكم بأبصارهم فقمنا إليهم فأخذناهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحد أمانا فقالوا لا فخلى سبيلهم فانزل الله وَ هُوَ اَلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ
14 و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن ايزى قال لما خرج النبي صلى الله عليه و سلم بالهدى و انتهى إلى ذى الحليفة قال له عمر يا نبى الله تدخل على قوم لك حرب بغير سلاح و لا كراع فبعث إلى المدينة فلم يدع فيها سلاحا و لا كراعا الا حمله فلما دنا من مكة منعوه أن يدخل فسار حتى أتى منى فنزل بمنى فأتاه عيينة بن عكرمة بن أبى جهل قد خرج عليه في خمسمائة فقال لخالد بن الوليد يا خالد هذا ابن عمك قد أتاك في الخيل فقال خالد أنا سيف الله و سيف رسوله فيومئذ سمى سيف الله يا رسول الله ارم بى أين شئت فبعثه على خيل فلقيه عكرمة في الشعب فهزمه حتى أدخله حيطان مكة ثم عاد في الثانية حتى أدخله حيطان مكة ثم عاد في الثالثة فهزمه حتى أدخله حيطان مكة فانزل الله وَ هُوَ اَلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ الآية قال فكف الله النبي عنهم مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ لبقايا من المسلمين كانوا بقوا فيها كراهية ان تطأهم الخيل
4)على بن ابراهيم قمى گفت:سپس خداوند درباره اعراب بيابانگردى كه از همراهى با رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم در اين سفر بازمانده بودند مىفرمايد: سَيَقُولُ لَكَ اَلْمُخَلَّفُونَ مِنَ اَلْأَعْرٰابِ شَغَلَتْنٰا أَمْوٰالُنٰا وَ أَهْلُونٰا فَاسْتَغْفِرْ لَنٰا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مٰا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اَللّٰهِ شَيْئاً إِنْ أَرٰادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرٰادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كٰانَ اَللّٰهُ بِمٰا تَعْمَلُونَ خَبِيراً* بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ...
5)عياشى از زراره و حمران از امام محمد باقر عليه السّلام و امام جعفر صادق عليه السّلام روايت كرده است كه فرمودند:در فتح مكه دوازده هزار نفر همراه رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بودند.اين كار باعث شده بود ابو سفيان و مشركان مكه از ساير اعراب درخواست كمك كنند.1
ان رسول الله صلی الله علیه و سلم کان جالسا فی اصل شجره بالحدیبیه و علی ظهره غصن من اغصان الشجره فرفعتها عن ظهره و علی بن ابی طالب رضی الله عنه بین یدیه و سهیل بن عمرو و هو صاحب المشرکین فقال رسول الله صلی الله علیه و سلم لعلی اکتب بسم الله الرحمن الرحیم فامسک سهیل بیده فقال ما نعرف الرحمن اکتب فی قضیتنا ما نعرف فقال رسول الله اکتب باسمک اللهم فکتب فقال هذا ما صالح محمد رسول الله اهل مکه فامسک سهیل بیده فقال لقد ظلمناک ان کنت رسولا اکتب فی قضیتنا ما نعرف قال اکتب هذا ما صالح علیه محمد بن عبد الله بن عبد...
کنا مع النبی صلی الله علیه و سلم بالحدیبیه فی اصل الشجره التی قال الله فی القران و کان غصن من اغصان تلک الشجره علی ظهر النبی صلی الله علیه و سلم فرفعته عن ظهره
ان قریشا کانوا بعثوا اربعین رجلا منهم او خمسین و امروهم ان یطیفوا بعسکر رسول الله صلی الله علیه و سلم لیصیبوا لهم من اصحابه احدا فاخذوا اخذا فاتی بهم رسول الله صلی الله علیه و سلم و خلی سبیلهم و قد کانوا رموا فی عسکر رسول الله صلی الله علیه و سلم بالحجاره و النبل
ففی ذلک قال و هو الذی کف ایدیهم عنکم و ایدیکم عنهم الایه
اقبل معتمرا نبی الله فاخذ اصحابه ناسا من اهل الحرم غافلین فارسلهم النبی صلی الله علیه و سلم فذلک الاظفار ببطن مکه
ان ثمانین رجلا من اهل مکه هبطوا علی رسول الله صلی الله علیه و سلم و اصحابه من جبل التنعیم عند صلاه الفجر لیقتلوهم فاخذهم رسول الله صلی الله علیه و سلم فاعتقهم فانزل الله و هو الذی کف ایدیهم عنکم و ایدیکم عنهم
قوله و هو الذی کف ایدیهم عنکم و ایدیکم عنهم الایه قال بطن مکه الحدیبیه ذکر لنا ان رجلا من اصحاب رسول الله صلی الله علیه و سلم یقال له زنیم اطلع الثنیه من الحدیبیه فرماه المشرکون بسهم فقتلوه فبعث رسول الله صلی الله علیه و سلم خیلا فاتوه باثنی عشر فارسا من الکفار فقال لهم نبی الله صلی الله علیه و سلم هل لکم علی عهد هل لکم علی ذمه قالوا لا فارسلهم فانزل الله فی ذلک القران و هو الذی کف ایدیهم عنکم و ایدیکم عنهم الی قوله بما تعملون بصیر ا