قال ابن عباس: لما قدم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم المدينة كانت تَنُوبُه نوائب و حقوق، و ليس في يده لذلك سعة، فقال الأنصار: إن هذا الرجل قد هداكم اللّٰه تعالى به، و هو ابن أختكم، تنوبه نوائب و حقوق، و ليس في يده لذلك سعة، فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم، فأْتوهُ به ليعينه على ما ينوبه. ففعلوا ثم أتوه به فقالوا: يا رسول اللّٰه، إنك ابن أختنا و قد هدانا اللّٰه تعالى على يديك، و تنوبك نوائب و حقوق و ليس لك عندها سعة، فرأينا أن نجمع لك من أموالنا [شيئاً] فنأتيك به فتستعين [به] على ما ينوبك، و ها هو ذا. فنزلت هذه الآية.
142373 / _7 وَ رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ بِرِجَالِهِ فِي كِتَابِ (اَلْمَنَاقِبِ): أَنَّ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «اُخْرُجْ فَنَادِ: أَلاَ مَنْ ظَلَمَ أَجِيراً أَجْرَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اَللَّهِ، أَلاَ مَنْ تَوَالَى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اَللَّهِ، أَلاَ مَنْ سَبَّ أَبَوَيْهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اَللَّهِ». فَنَادَى بِذَلِكَ، فَدَخَلَ عُمَرُ وَ جَمَاعَةٌ عَلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ قَالُوا: هَلْ مِنْ تَفْسِيرٍ لِمَا نَادَى؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ اَللَّهَ يَقُولُ: لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ فَمَنْ ظَلَمَنَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اَللَّهِ، وَ يَقُولُ: اَلنَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ . وَ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ، فَمَنْ وَالَى غَيْرَهُ وَ غَيْرَ ذُرِّيَّتِهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اَللَّهِ، وَ أُشْهِدُكُمْ أَنَا وَ عَلِيٌّ أَبَوَا اَلْمُؤْمِنِينَ، فَمَنْ سَبَّ أَحَدَنَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اَللَّهِ». فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ عُمَرُ: يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، مَا أَكَّدَ اَلنَّبِيُّ لِعَلِيٍّ اَلْوَلاَيَةَ بِغَدِيرِ خُمٍّ وَ لاَ غَيْرِهِ أَشَدَّ مِنْ تَأْكِيدِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا.
62477 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُكَيْمٍ ، عَنْ أَبِي مَسْرُوقٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّا نُكَلِّمُ اَلنَّاسَ فَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: أَطِيعُوا اَللّٰهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ فَيَقُولُونَ: نَزَلَتْ فِي [أُمَرَاءِ اَلسَّرَايَا فَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَ رَسُولُهُ إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ فَيَقُولُونَ نَزَلَتْ فِي] اَلْمُؤْمِنِينَ، وَ نَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ فَيَقُولُونَ: نَزَلَتْ فِي قُرْبَى اَلْمُسْلِمِينَ . قَالَ: فَلَمْ أَدَعْ شَيْئاً مِمَّا حَضَرَنِي ذِكْرُهُ مِنْ هَذَا وَ شِبْهِهِ إِلاَّ ذَكَرْتُهُ، فَقَالَ لِي: «إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَادْعُهُمْ إِلَى اَلْمُبَاهَلَةِ». قُلْتُ: وَ كَيْفَ أَصْنَعُ. فَقَالَ: «أَصْلِحْ نَفْسَكَ». ثَلاَثاً وَ أَظُنُّهُ قَالَ: «وَ صُمْ وَ اِغْتَسِلْ، وَ اُبْرُزْ أَنْتَ وَ هُوَ إِلَى اَلْجَبَّانِ ، فَتَشَبَّكْ أَصَابِعَكَ مِنْ يَدِكَ اَلْيُمْنَى فِي أَصَابِعِهِ، ثُمَّ أَنْصِفْهُ وَ اِبْدَأْ بِنَفْسِكَ وَ قُلْ: اَللَّهُمَّ رَبَّ اَلسَّمَاوَاتِ اَلسَّبْعِ، وَ رَبَّ اَلْأَرَضِينَ اَلسَّبْعِ، عَالِمَ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهَادَةِ، اَلرَّحْمَنَ اَلرَّحِيمِ، إِنْ كَانَ أَبُو مَسْرُوقٍ جَحَدَ حَقّاً وَ اِدَّعَى بَاطِلاً، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً مِنَ اَلسَّمَاءِ وَ عَذَاباً أَلِيماً، ثُمَّ رُدَّ اَلدَّعْوَةَ عَلَيْهِ، فَقُلْ: وَ إِنْ كَانَ فُلاَنٌ جَحَدَ حَقّاً وَ اِدَّعَى بَاطِلاً، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً مِنَ اَلسَّمَاءِ أَوْ عَذَاباً أَلِيماً». ثُمَّ قَالَ لِي: «فَإِنَّكَ لاَ تَلْبَثُ أَنْ تَرَى ذَلِكَ فِيهِ». فَوَ اَللَّهِ مَا وَجَدْتُ خَلْقاً يُجِيبُنِي إِلَيْهِ.
14,2,62908 / _7 وَ عَنْهُ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا اَلْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اَللَّهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْعَلَوِيِّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ اِبْنِ صَالِحِ بْنِ شُعَيْبٍ اَلْجَوْهَرِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ اَلْكُلَيْنِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ اَلنَّيْسَابُورِيِّ ، عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَنِّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ لَمَّا فَرَضَ عَلَيْكُمُ اَلْفَرَائِضَ لَمْ يَفْرِضْ ذَلِكَ عَلَيْكُمْ لِحَاجَةٍ مِنْهُ إِلَيْهِ بَلْ رَحْمَةً مِنْهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لِيَمِيزَ اَلْخَبِيثَ مِنَ اَلطِّيبِ، وَ لِيَبْتَلِيَ مَا فِي صُدُورِكُمْ، وَ لِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ، وَ لِتَتَسَابَقُوا إِلَى رَحْمَتِهِ، وَ لِتَتَفَاضَلَ مَنَازِلُكُمْ فِي جَنَّتِهِ ، فَفَرَضَ عَلَيْكُمُ اَلْحَجَّ وَ اَلْعُمْرَةَ وَ إِقَامَ اَلصَّلاَةِ وَ إِيتَاءَ اَلزَّكَاةِ وَ اَلصَّوْمَ وَ اَلْوَلاَيَةَ، وَ جَعَلَ لَكُمْ بَاباً لِتَفْتَحُوا بِهِ أَبْوَابَ اَلْفَرَائِضِ مِفْتَاحاً إِلَى سَبِيلِهِ ، وَ لَوْلاَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ اَلْأَوْصِيَاءُ مِنْ وُلْدِهِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) كُنْتُمْ حَيَارَى كَالْبَهَائِمِ، لاَ تَعْرِفُونَ فَرْضاً مِنَ اَلْفَرَائِضِ، وَ هَلْ تُدْخَلُ قَرْيَةٌ إِلاَّ مِنْ بَابِهَا؟ فَلَمَّا مَنَّ عَلَيْكُمْ بِإِقَامَةِ اَلْأَوْلِيَاءِ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، قَالَ: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ اَلْإِسْلاٰمَ دِيناً فَفَرَضَ عَلَيْكُمْ لِأَوْلِيَائِهِ حُقُوقاً، وَ أَمَرَكُمْ بِأَدَائِهَا إِلَيْهِمْ، لِيُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ وَ مَآكِلِكُمْ وَ مَشَارِبِكُمْ، وَ يُعَرِّفَكُمْ بِذَلِكَ اَلْبَرَكَةَ وَ اَلنَّمَاءَ وَ اَلثَّرْوَةَ لِيَعْلَمَ مَنْ يُطِيعُهُ مِنْكُمْ بِالْغَيْبِ. ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ فَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ، إِنَّ اَللَّهَ هُوَ اَلْغَنِيُّ وَ أَنْتُمُ اَلْفُقَرَاءُ إِلَيْهِ، فَاعْمَلُوا مِنْ بَعْدِ مَا شِئْتُمْ، فَسَيَرَى اَللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ، ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ، وَ اَلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَ لاَ عَدْوَانَ إِلاَّ عَلَى اَلظَّالِمِينَ. سَمِعْتُ جَدِّي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، يَقُولُ: خُلِقْتُ مِنْ نُورِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خُلِقَ أَهْلُ بَيْتِي مِنْ نُورِي، وَ خُلِقَ مُحِبُّوهُمْ مِنْ نُورِهِمْ، وَ سَائِرُ اَلنَّاسِ فِي اَلنَّارِ ».
3,2,1,146969 / _8 اَلشَّيْخُ فِي (أَمَالِيهِ) : عَنِ اَلْحَفَّارِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ اَلْحُلْوَانِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْقَاسِمِ اَلْمُقْرِي ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَلْفَضْلُ بْنُ حُبَابٍ اَلْجُمَحِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي اَلْعَالِيَةِ ، عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: كُنَّا جُلُوساً مَعَ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ )، إِذْ هَبَطَ عَلَيْهِ اَلْأَمِينُ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ )، وَ مَعَهُ جَامٌ مِنَ اَلْبِلَّوْرِ اَلْأَحْمَرِ مَمْلُوءَةٌ مِسْكاً وَ عَنْبَراً، وَ كَانَ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ) عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ ) وَ وَلَدَاهُ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ )، فَقَالَ لَهُ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ، اَللَّهُ يَقْرَأُ عَلَيْكَ اَلسَّلاَمَ، وَ يُحَيِّيكَ بِهَذِهِ اَلتَّحِيَّةِ، وَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُحَيِّيَ بِهَا عَلِيّاً وَ وَلَدَيْهِ، قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ : فَلَمَّا صَارَتْ فِي كَفِّ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ) هَلَّلَ ثَلاَثاً وَ كَبَّرَ ثَلاَثاً، ثُمَّ قَالَتْ بِلِسَانٍ ذَرِبٍ طَلِقٍ يَعْنِي اَلْجَامَ: بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ طه*`مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ اَلْقُرْآنَ لِتَشْقىٰ فَاشْتَمَّهَا اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ )، وَ حَيَّى بِهَا عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ )، فَلَمَّا صَارَتْ فِي كَفِّ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ )، قَالَتْ: بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَ يُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَ هُمْ رٰاكِعُونَ فَاشْتَمَّهَا عَلِيٌّ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ)، وَ حَيَّى بِهَا اَلْحَسَنَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ )، فَلَمَّا صَارَتْ فِي كَفِّ اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، قَالَتْ: بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ `عَمَّ يَتَسٰاءَلُونَ*`عَنِ اَلنَّبَإِ اَلْعَظِيمِ* `اَلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ فَاشْتَمَّهَا اَلْحَسَنُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ ) وَ حَيَّى بِهَا اَلْحُسَيْنَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ )، فَلَمَّا صَارَتْ فِي كَفِّ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ )، قَالَتْ: بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً إِنَّ اَللّٰهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ثُمَّ رُدَّتْ إِلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ )، فَقَالَتْ: بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ اَللّٰهُ نُورُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ . قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ : فَلاَ أَدْرِي، إِلَى اَلسَّمَاءِ صَعِدَتْ، أَمْ فِي اَلْأَرْضِ تَوَارَتْ بِقُدْرَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
58063 / _3 وَ عَنْهُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْعَبَّاسِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً . قَالَ: «مَنْ تَوَالَى اَلْأَوْصِيَاءَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اِتَّبَعَ آثَارَهُمْ، فَذَاكَ يَزِيدُهُ وَلاَيَةُ مَنْ مَضَى مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْأَوَّلِينَ، حَتَّى تَصِلَ وَلاَيَتُهُمْ إِلَى 18آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهٰا ، يُدْخِلُ اَلْجَنَّةَ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: مٰا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ يَقُولُ: أَجْرُ اَلْمَوَدَّةِ اَلَّذِي لَمْ أَسْأَلْكُمْ غَيْرَهُ، فَهُوَ لَكُمْ، تَهْتَدُونَ بِهِ وَ تَنْجُونَ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ ».
148617 / _35 وَ عَنْهُ : عَنْ أَبِيهِ ، أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ : أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ لِفَاطِمَةَ (عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ): «اِئْتِينِي بِزَوْجِكِ وَ اِبْنَيْكِ ». فَجَاءَتْ بِهِمْ فَأَلْقَى عَلَيْهِمْ كِسَاءً فَدَكِيّاً، قَالَتْ: ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِمْ، وَ قَالَ: «اَللَّهُمَّ، هَؤُلاَءِ آلُ مُحَمَّدٍ ، فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ بَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» . قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَرَفَعْتُ اَلْكِسَاءَ لِأَدْخُلَ مَعَهُمْ، فَجَذَبَهُ مِنْ يَدِي، وَ قَالَ: «إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ».
58799 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْعَبَّاسِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً ، قَالَ: «مَنْ تَوَلَّى اَلْأَوْصِيَاءَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اِتَّبَعَ آثَارَهُمْ فَذَاكَ يَزِيدُهُ وَلاَيَةَ مَنْ مَضَى مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْأَوَّلِينَ حَتَّى تَصِلَ وَلاَيَتَهُمْ إِلَى 18آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهٰا ، يُدْخِلُهُ اَلْجَنَّةَ وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ مٰا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ، يَقُولُ: أَجْرُ اَلْمَوَدَّةِ اَلَّذِي لَمْ أَسْأَلْكُمْ غَيْرَهُ فَهُوَ لَكُمْ، تَهْتَدُونَ بِهِ، وَ تَنْجُونَ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ ».
179492 / _4 علي بن إبراهيم، قال: الكلمة: الإمام، و الدليل على ذلك قوله تعالى: وَ جَعَلَهٰا كَلِمَةً بٰاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [يعني الإمامة]، ثمّ قال: وَ إِنَّ اَلظّٰالِمِينَ يعني الذين ظلموا هذه الكلمة لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ ثم قال: تَرَى اَلظّٰالِمِينَ لِآلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ، مُشْفِقِينَ مِمّٰا كَسَبُوا ، قال: خائفون ممّا ارتكبوا [و عملوا] وَ هُوَ وٰاقِعٌ بِهِمْ [أي ما يخافونه]. ثمّ ذكر اللّه الذين آمنوا بالكتب و اتبعوها، فقال: وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ فِي رَوْضٰاتِ اَلْجَنّٰاتِ لَهُمْ مٰا يَشٰاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ اَلْكَبِيرُ*`ذٰلِكَ اَلَّذِي يُبَشِّرُ اَللّٰهُ عِبٰادَهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا [بهذه الكلمة] وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ [مما أمروا به].
59493 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ معلي بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ اَلْوَشَّاءِ ، عَنِ اَلْمُثَنَّى ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، قَالَ: «هُمُ اَلْأَئِمَّةُ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) ».
69494 / _2 وَ عَنْهُ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحَكَمِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ اِبْنِ عَبْدِ اَلْخَالِقِ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَقُولُ لِأَبِي جَعْفَرٍ اَلْأَحْوَلِ وَ أَنَا أَسْمَعُ: «أَتَيْتَ اَلْبَصْرَةَ ؟» فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «كَيْفَ رَأَيْتَ مُسَارَعَةَ اَلنَّاسِ إِلَى هَذَا اَلْأَمْرِ، وَ دُخُولَهُمْ فِيهِ؟» فَقَالَ: وَ اَللَّهِ إِنَّهُمْ لَقَلِيلٌ، وَ قَدْ فَعَلُوا، وَ إِنَّ ذَلِكَ لَقَلِيلٌ. فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِالْأَحْدَاثِ، فَإِنَّهُمْ أَسْرَعُ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ». ثُمَّ قَالَ: «مَا يَقُولُ أَهْلُ اَلْبَصْرَةِ فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ؟» قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: [إِنَّهَا] لِأَقَارِبِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) . فَقَالَ: «كَذَبُوا، إِنَّمَا نَزَلَتْ فِينَا خَاصَّةً، فِي أَهْلِ اَلْبَيْتِ ، فِي عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ اَلْحَسَنِ وَ اَلْحُسَيْنِ ، أَصْحَابِ اَلْكِسَاءِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ)».
69495 / _3 وَ عَنْهُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُكَيْمٍ ، عَنْ أَبِي مَسْرُوقٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا نُكَلِّمُ اَلنَّاسَ فَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: أَطِيعُوا اَللّٰهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ ، فَيَقُولُونَ: نَزَلَتْ فِي أُمَرَاءِ اَلسَّرَايَا. فَنَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَ رَسُولُهُ إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ، فَيَقُولُونَ: نَزَلَتْ فِي اَلْمُؤْمِنِينَ. وَ نَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، فَيَقُولُونَ: نَزَلَتْ فِي قُرْبَى اَلْمُسْلِمِينَ . قَالَ: فَلَمْ أَدَعْ شَيْئاً مِمَّا حَضَرَنِي ذِكْرُهُ مِنْ هَذَا وَ شِبْهِهِ إِلاَّ ذَكَرْتُهُ، فَقَالَ لِي: «إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَادْعُهُمْ إِلَى اَلْمُبَاهَلَةِ». قُلْتُ: وَ كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: «أَصْلِحْ نَفْسَكَ ثَلاَثاً، وَ أَظُنُّهُ قَالَ: وَ صُمْ وَ اِغْتَسِلْ وَ اُبْرُزْ أَنْتَ وَ هُوَ إِلَى اَلْجَبَّانِ، فَشَبِّكْ أَصَابِعَكَ مِنْ يَدِكَ اَلْيُمْنَى فِي أَصَابِعِهِ، ثُمَّ أَنْصِفْهُ، وَ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ، وَ قُلِ: اَللَّهُمَّ رَبَّ اَلسَّمَاوَاتِ اَلسَّبْعِ وَ رَبَّ اَلْأَرَضِينَ اَلسَّبْعِ، عَالِمَ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهَادَةِ اَلرَّحْمَنَ اَلرَّحِيمَ، إِنْ كَانَ أَبُو مَسْرُوقٍ جَحَدَ حَقّاً وَ اِدَّعَى بَاطِلاً، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً مِنَ اَلسَّمَاءِ وَ عَذَاباً أَلِيماً. ثُمَّ رُدَّ اَلدَّعْوَةَ عَلَيْهِ، فَقُلْ: وَ إِنْ كَانَ فُلاَنٌ جَحَدَ حَقّاً وَ اِدَّعَى بَاطِلاً، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِ حُسْبَاناً مِنَ اَلسَّمَاءِ وَ 4 «5» عَذَاباً أَلِيماً». [ثُمَّ] قَالَ لِي: «فَإِنَّكَ لاَ تَلْبَثُ أَنْ تَرَى ذَلِكَ [فِيهِ]». فَوَ اَللَّهِ مَا وَجَدْتُ خَلْقاً يُجِيبُنِي إِلَيْهِ.
59496 / _4 وَ عَنْهُ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْعَبَّاسِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً ، قَالَ: «مَنْ تَوَلَّى اَلْأَوْصِيَاءَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اِتَّبَعَ آثَارَهُمْ، فَذَاكَ يَزِيدُهُ وَلاَيَةُ مَنْ مَضَى مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْأَوَّلِينَ حَتَّى يَصِلَ وَلاَيَتُهُمْ إِلَى 18آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهٰا يُدْخِلُهُ اَلْجَنَّةَ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ مٰا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ يَقُولُ: أَجْرُ اَلْمَوَدَّةِ اَلَّذِي لَمْ أَسْأَلْكُمْ غَيْرَهُ فَهُوَ لَكُمْ، تَهْتَدُونَ بِهِ وَ تَنْجُونَ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ . وَ قَالَ لِأَعْدَاءِ اَللَّهِ، أَوْلِيَاءِ 1اَلشَّيْطَانِ ، أَهْلِ اَلتَّكْذِيبِ وَ اَلْإِنْكَارِ: قُلْ مٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ مٰا أَنَا مِنَ اَلْمُتَكَلِّفِينَ يَقُولُ: مُتَكَلِّفاً أَنْ أَسْأَلَكُمْ مَا لَسْتُمْ بِأَهْلِهِ. فَقَالَ اَلْمُنَافِقُونَ عِنْدَ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَ مَا يَكْفِي مُحَمَّداً أَنْ يَكُونَ قَهَرَنَا عِشْرِينَ سَنَةً حَتَّى يُرِيدَ أَنْ يُحَمِّلَ أَهْلَ بَيْتِهِ عَلَى رِقَابِنَا؟ [فَقَالُوا: مَا أَنْزَلَ اَللَّهُ هَذَا، وَ مَا هُوَ إِلاَّ شَيْءٌ يَتَقَوَّلُهُ، يُرِيدُ أَنْ يَرْفَعَ أَهْلَ بَيْتِهِ عَلَى رِقَابِنَا،] وَ لَئِنْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ أَوْ مَاتَ، لَنَنْزِعَنَّهَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ [، ثُمَّ] لاَ نُعِيدُهَا فِيهِمْ أَبَداً. وَ أَرَادَ اَللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ أَنْ يُعْلِمَ نَبِيَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلَّذِي أَخْفَوْا فِي صُدُورِهِمْ وَ أَسَرُّوا بِهِ، فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ : أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرىٰ عَلَى اَللّٰهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اَللّٰهُ يَخْتِمْ عَلىٰ قَلْبِكَ يَقُولُ: لَوْ شِئْتُ حَبَسْتُ عَنْكَ اَلْوَحْيَ فَلَمْ تُكَلِّمْ بِفَضْلِ أَهْلِ بَيْتِكَ وَ لاَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ يَمْحُ اَللّٰهُ اَلْبٰاطِلَ وَ يُحِقُّ اَلْحَقَّ بِكَلِمٰاتِهِ يَقُولُ: اَلْحَقُّ لِأَهْلِ بَيْتِكَ اَلْوَلاَيَةُ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذٰاتِ اَلصُّدُورِ ، يَقُولُ: بِمَا أَلْقَوْهُ فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اَلْعَدَاوَةِ لِأَهْلِ بَيْتِكَ ، وَ اَلظُّلْمِ بَعْدَكَ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ أَسَرُّوا اَلنَّجْوَى اَلَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هٰذٰا إِلاّٰ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَ فَتَأْتُونَ اَلسِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ».
59497 / _5 وَ عَنْهُ : عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ اَلْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً ، قَالَ: «اَلاِقْتِرَافُ: اَلتَّسْلِيمُ لَنَا، وَ اَلصِّدْقُ عَلَيْنَا، وَ أَلاَّ يُكْذَبَ عَلَيْنَا».
59498 / _6 سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً ، فَقَالَ: «اَلاِقْتِرَافُ لِلْحَسَنَةِ: هُوَ اَلتَّسْلِيمُ لَنَا وَ اَلصِّدْقُ عَلَيْنَا، [وَ أَلاَّ يُكْذَبَ عَلَيْنَا]».
22,21,14,89499 / _7 اِبْنُ بَابَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ شَاذَوَيْهِ اَلْمُؤَدِّبُ، وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا)، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ اَلرَّيَّانِ بْنِ اَلصَّلْتِ، قَالَ: حَضَرَ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) مَجْلِسَ اَلْمَأْمُونِ بِمَرْوَ، وَ قَدِ اِجْتَمَعَ فِي مَجْلِسِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ اَلْعِرَاقِ وَ ذَكَرَ اَلْحَدِيثَ وَ ذَكَرَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) آيَاتِ اَلاِصْطِفَاءِ وَ هِيَ اِثْنَتَا عَشْرَةَ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «وَ اَلسَّادِسَةُ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، وَ هَذِهِ خُصُوصِيَةٌ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) [إِلَى] يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ ، وَ خُصُوصِيَّةٌ لِلْآلِ دُونَ غَيْرِهِمْ، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَى ذِكْرَ 21نُوحٍ فِي كِتَابِهِ : وَ يٰا قَوْمِ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مٰالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ وَ مٰا أَنَا بِطٰارِدِ اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ وَ لٰكِنِّي أَرٰاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ ، وَ حَكَى عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ 22هُودٍ أَنَّهُ قَالَ: يٰا قَوْمِ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَلَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلاٰ تَعْقِلُونَ ، وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : قُلْ يَا مُحَمَّدُ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً ، وَ لَمْ يَفْرِضِ اَللَّهُ تَعَالَى مَوَدَّتَهُمْ إِلاَّ وَ قَدْ عَلِمَ أَنَّهُمْ لاَ يَرْتَدُّونَ عَنِ اَلدِّينِ أَبَداً وَ لاَ يَرْجِعُونَ إِلَى ضَلاَلٍ أَبَداً، وَ أُخْرَى أَنْ يَكُونَ اَلرَّجُلُ وَادّاً لِلرَّجُلِ، فَيَكُونُ بَعْضُ أَهْلِ بَيْتِهِ عَدُوّاً لَهُ، فَلَمْ يُسَلِّمْ قَلْبُ اَلرَّجُلِ لَهُ، فَأَحَبَّ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي قَلْبِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ شَيْءٌ، فَفَرَضَ [اَللَّهُ] عَلَيْهِمْ مَوَدَّةَ ذَوِي اَلْقُرْبَى، فَمَنْ أَخَذَ بِهَا وَ أَحَبَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَحَبَّ أَهْلَ بَيْتِهِ ، لَمْ يَسْتَطِعْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يُبْغِضَهُ، وَ مَنْ تَرَكَهَا وَ لَمْ يَأْخُذْ بِهَا وَ أَبْغَضَ أَهْلَ بَيْتِهِ ، فَعَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يُبْغِضَهُ لِأَنَّهُ قَدْ تَرَكَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اَللَّهِ تَعَالَى، فَأَيُّ فَضِيلَةٍ وَ أَيُّ شَرَفٍ يَتَقَدَّمُ هَذَا أَوْ يُدَانِيهِ؟ فَأَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ اَلْآيَةَ عَلَى نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، فَقَامَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي أَصْحَابِهِ، فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، وَ قَالَ: أَيُّهَا اَلنَّاسُ، إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَرَضَ لِي عَلَيْكُمْ فَرْضاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُؤَدُّوهُ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ، إِنَّهُ لَيْسَ بِذَهَبٍ وَ لاَ فِضَّةٍ [وَ لاَ مَأْكُولٍ] وَ لاَ مَشْرُوبٍ، فَقَالُوا: هَاتِ إِذَنْ، فَتَلاَ عَلَيْهِمْ هَذِهِ اَلْآيَةَ، فَقَالُوا: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ. فَمَا وَفَى بِهَا أَكْثَرُهُمْ. وَ مَا بَعَثَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيّاً إِلاَّ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَسْأَلَ قَوْمَهُ أَجْراً، لِأَنَّ اَللَّهَ يُوفِي أَجْرَ اَلْأَنْبِيَاءِ، وَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَوَدَّةَ قَرَابَتِهِ عَلَى أُمَّتِهِ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَجْعَلَ أَجْرَهُ فِيهِمْ، لِيَوَدُّوهُ فِي قَرَابَتِهِ، لِمَعْرِفَةِ فَضْلِهِمُ اَلَّذِي أَوْجَبَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ، فَإِنَّ اَلْمَوَدَّةَ إِنَّمَا تَكُونُ عَلَى قَدْرِ مَعْرِفَةِ اَلْفَضْلِ، فَلَمَّا أَوْجَبَ اَللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ ثَقُلَ لِثِقَلِ وُجُوبِ اَلطَّاعَةِ، فَأَخَذَ بِهَا قَوْمٌ أَخَذَ اَللَّهُ مِيثَاقَهُمْ عَلَى اَلْوَفَاءِ، وَ عَانَدَ أَهْلُ اَلشِّقَاقِ وَ اَلنِّفَاقِ، وَ أَلْحَدُوا فِي ذَلِكَ، فَصَرَفُوهُ عَنْ حَدِّهِ اَلَّذِي قَدْ حَدَّهُ اَللَّهُ تَعَالَى، فَقَالُوا: اَلْقَرَابَةُ هُمُ اَلْعَرَبُ كُلُّهَا، وَ أَهْلُ دَعْوَتِهِ، فَعَلَى أَيِّ اَلْحَالَتَيْنِ كَانَ، فَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ اَلْمَوَدَّةَ هِيَ لِلْقَرَابَةِ، فَأَقْرَبُهُمْ مِنَ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَوْلاَهُمْ بِالْمَوَدَّةِ، وَ كُلَّمَا قَرُبَتِ اَلْقَرَابَةُ كَانَتِ اَلْمَوَدَّةُ عَلَى قَدْرِهَا. وَ مَا أَنْصَفُوا نَبِيَّ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي حِيطَتِهِ وَ رَأْفَتِهِ، وَ مَا مَنَّ اَللَّهُ بِهِ عَلَى أُمَّتِهِ، مِمَّا تَعْجِزُ اَلْأَلْسُنُ عَنْ وَصْفِ اَلشُّكْرِ عَلَيْهِ، أَنْ يَوَدُّوهُ فِي قَرَابَتِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَ أَنْ يَجْعَلُوهُمْ فِيهِمْ بِمَنْزِلَةِ اَلْعَيْنِ مِنَ اَلرَّأْسِ، حِفْظاً لِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِيهِمْ، وَ حُبّاً لَهُمْ، وَ كَيْفَ وَ اَلْقُرْآنُ يَنْطِقُ بِهِ وَ يَدْعُو إِلَيْهِ، وَ اَلْأَخْبَارُ ثَابِتَهٌ أَنَّهُمْ أَهْلُ اَلْمَوَدَّةِ وَ اَلَّذِينَ فَرَضَ اَللَّهُ تَعَالَى مَوَدَّتَهُمْ، وَ وَعَدَ اَلْجَزَاءَ عَلَيْهَا! فَمَا وَفَى أَحَدٌ بِهَذِهِ اَلْمَوَدَّةِ مُؤْمِناً مُخْلِصاً إِلاَّ اِسْتَوْجَبَ اَلْجَنَّةَ، لِقَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ: وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ فِي رَوْضٰاتِ اَلْجَنّٰاتِ لَهُمْ مٰا يَشٰاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ اَلْكَبِيرُ*`ذٰلِكَ اَلَّذِي يُبَشِّرُ اَللّٰهُ عِبٰادَهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ مُفَسَّراً وَ مُبَيَّناً». ثُمَّ قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ آبَائِهِ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: اِجْتَمَعَ اَلْمُهَاجِرُونَ وَ اَلْأَنْصَارُ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، إِنَّ لَكَ مَؤُونَةً فِي نَفَقَتِكَ وَ مَنْ يَأْتِيكَ مِنَ اَلْوُفُودِ، وَ هَذِهِ أَمْوَالُنَا مَعَ دِمَائِنَا، فَاحْكُمْ فِيهَا مَأْجُوراً، أَعْطِ مِنْهَا مَا شِئْتَ [وَ أَمْسِكْ مَا شِئْتَ] مِنْ غَيْرِ حَرَجٍ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ اَلرُّوحَ اَلْأَمِينَ ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ يَعْنِي [أَنْ] تَوَدُّوا قَرَابَتِي مِنْ بَعْدِي، فَخَرَجُوا. فَقَالَ اَلْمُنَافِقُونَ: مَا حَمَلَ رَسُولُ اَللَّهِ عَلَى تَرْكِ مَا عَرَضْنَا عَلَيْهِ إِلاَّ لِيَحُثَّنَا عَلَى قَرَابَتِهِ [مِنْ بَعْدِهِ]، إِنَّ هُوَ إِلاَّ شَيْءٌ اِفْتَرَاهُ فِي مَجْلِسِهِ. فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ عَظِيماً، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرٰاهُ قُلْ إِنِ اِفْتَرَيْتُهُ فَلاٰ تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اَللّٰهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمٰا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفىٰ بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلرَّحِيمُ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمُ اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ حَدَثٍ؟ فَقَالُوا: إِي وَ اَللَّهِ ، قَالَ بَعْضُنَا كَلاَماً غَلِيظاً كَرِهْنَاهُ. فَتَلاَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) [اَلْآيَةَ]، فَبَكَوْا وَ اِشْتَدَّ بُكَاؤُهُمْ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: هُوَ اَلَّذِي يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ اَلسَّيِّئٰاتِ وَ يَعْلَمُ مٰا تَفْعَلُونَ ».
49500 / _8 وَ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ (رَحِمَهُ اَللَّهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى اَلْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَاجِبُ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ زِيَادٍ (عَلَيْهِ اَللَّعْنَةُ)، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ)، قَالَ لِرَجُلٍ: «أَ مَا قَرَأْتَ كِتَابَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «قَرَأْتُ هَذِهِ اَلْآيَةَ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ »؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: «فَنَحْنُ أُولَئِكَ».
2,49501 / _9 مُحَمَّدُ بْنُ اَلْعَبَّاسِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى اَلْعَلَوِيُّ ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: خَطَبَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) حِينَ قُتِلَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، ثُمَّ قَالَ: «وَ أنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ اِفْتَرَضَ اَللَّهُ مَوَدَّتَهُمْ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَيْثُ يَقُولُ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً فَاقْتِرَافُ اَلْحَسَنَةِ مَوَدَّتُنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ ».
39502 / _10 وَ عَنْهُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْخَثْعَمِيِّ ، عَنِ اَلْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ صَفْوَانَ ، عَنْ عَبْدِ اَلْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمَا): فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، قَالَ: «وَ إِنَّ اَلْقَرَابَةَ اَلَّتِي أَمَرَ اَللَّهُ بِصِلَتِهَا، وَ عَظَّمَ مِنْ حَقِّهَا، وَ جَعَلَ اَلْخَيْرَ فِيهَا قَرَابَتُنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ اَلَّذِي أَوْجَبَ اَللَّهُ حَقَّنَا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ».
59503 / _11 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ اَلْبَرْقِيُّ : عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْخَزَّازِ ، عَنْ مُثَنًّى اَلْحَنَّاطِ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَجْلاَنَ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، قَالَ: «هُمُ اَلْأَئِمَّةُ اَلَّذِينَ لاَ يَأْكُلُونَ اَلصَّدَقَةَ وَ لاَ تَحِلُّ لَهُمْ».
14,69504 / _12 عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ اَلْحِمْيَرِيُّ : بِإِسْنَادِهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَسْعَدَةُ بْنُ صَدَقَةَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) : «لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، قَامَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالَ: أَيُّهَا اَلنَّاسُ، إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَدْ فَرَضَ لِي عَلَيْكُمْ فَرْضاً، فَهَلْ أَنْتُمْ مُؤَدُّوهُ؟ قَالَ: فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ، فَانْصَرَفَ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ اَلْغَدِ قَامَ فِيهِمْ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ فِيهِمْ، وَ قَالَ [مِثْلَ] ذَلِكَ فِي اَلْيَوْمِ اَلثَّالِثِ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ، فَقَالَ: أَيُّهَا اَلنَّاسُ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لاَ فِضَّةٍ وَ لاَ مَطْعَمٍ وَ لاَ مَشْرَبٍ. قَالُوا: فَأَلْقِهِ إِذَنْ. قَالَ: إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْزَلَ عَلَيَّ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ قَالُوا: أَمَّا هَذِهِ فَنَعَمْ». فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «فَوَ اَللَّهِ مَا وَفَى بِهَا إِلاَّ سَبْعَةُ نَفَرٍ: سَلْمَانُ ، وَ أَبُو ذَرٍّ ، وَ عَمَّارٌ ، وَ اَلْمِقْدَادُ بْنُ اَلْأَسْوَدِ اَلْكِنْدِيُّ ، وَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ اَلْأَنْصَارِيُّ ، وَ مَوْلًى لِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يُقَالُ لَهُ اَلثُّبَيْتُ ، وَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ».
14,59505 / _13 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَقُولُ: فِي قَوْلِ اَللَّهِ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ : «يَعْنِي فِي أَهْلِ بَيْتِهِ » قَالَ: «جَاءَتِ اَلْأَنْصَارُ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ آوَيْنَا وَ نَصَرْنَا، فَخُذْ طَائِفَةً مِنْ أَمْوَالِنَا، اِسْتَعِنْ بِهَا عَلَى مَا نَابَكَ. فَأَنْزَلَ اَللَّهُ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً يَعْنِي عَلَى اَلنُّبُوَّةِ إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ أَيْ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ ». ثُمَّ قَالَ: «أَ لاَ تَرَى أَنَّ اَلرَّجُلَ يَكُونُ لَهُ صَدِيقٌ، وَ فِي [نَفْسِ] ذَلِكَ [اَلرَّجُلِ] شَيْءٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ فَلَمْ يَسْلَمْ صَدْرُهُ، فَأَرَادَ اَللَّهُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) شَيْءٌ عَلَى أُمَّتِهِ، فَفَرَضَ عَلَيْهِمُ اَلْمَوَدَّةَ [فِي اَلْقُرْبَى]، فَإِنْ أَخَذُوا أَخَذُوا مَفْرُوضاً، وَ إِنْ تَرَكُوا تَرَكُوا مَفْرُوضاً». قَالَ: «فَانْصَرَفُوا مِنْ عِنْدِهِ وَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: عَرَضْنَا عَلَيْهِ أَمْوَالَنَا، فَقَالَ: قَاتِلُوا عَنْ أَهْلِ بَيْتِي [مِنْ بَعْدِي] وَ قَالَتْ طَائِفَةٌ: مَا قَالَ هَذَا رَسُولُ اَللَّهِ . وَ جَحَدُوهُ، وَ قَالُوا كَمَا حَكَى اَللَّهُ تَعَالَى: أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرىٰ عَلَى اَللّٰهِ كَذِباً . فَقَالَ اَللَّهُ: فَإِنْ يَشَإِ اَللّٰهُ يَخْتِمْ عَلىٰ قَلْبِكَ قَالَ: لَوِ اِفْتَرَيْتَ وَ يَمْحُ اَللّٰهُ اَلْبٰاطِلَ يَعْنِي يُبْطِلُهُ وَ يُحِقُّ اَلْحَقَّ بِكَلِمٰاتِهِ يَعْنِي بِالْأَئِمَّةِ وَ اَلْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذٰاتِ اَلصُّدُورِ ثُمَّ قَالَ: وَ هُوَ اَلَّذِي يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ اَلسَّيِّئٰاتِ إِلَى قَوْلِهِ وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ يَعْنِي اَلَّذِينَ قَالُوا: اَلْقَوْلُ مَا قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) . ثُمَّ قَالَ: وَ اَلْكٰافِرُونَ لَهُمْ عَذٰابٌ شَدِيدٌ ، وَ قَالَ أَيْضاً: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، قَالَ: أَجْرُ اَلنُّبُوَّةِ أَنْ لاَ تُؤْذُوهُمْ وَ لاَ تَقْطَعُوهُمْ وَ لاَ تُبْغِضُوهُمْ، وَ تَصِلُوهُمْ، وَ لاَ تَنْقُضُوا اَلْعَهْدَ فِيهِمْ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَ اَلَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اَللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ». قَالَ: «جَاءَتِ اَلْأَنْصَارُ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ نَصَرْنَا وَ فَعَلْنَا فَخُذْ مِنْ أَمْوَالِنَا مَا شِئْتَ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ يَعْنِي فِي أَهْلِ بَيْتِهِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بَعْدَ ذَلِكَ: مَنْ حَبَسَ أَجِيراً أَجْرَهُ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اَللَّهِ وَ اَلْمَلاَئِكَةِ وَ اَلنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ اَللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ صَرْفاً وَ لاَ عَدْلاً، وَ هُوَ مَحَبَّةُ آلِ مُحَمَّدٍ ». ثُمَّ قَالَ:« وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً وَ هِيَ [إِقْرَارُ] اَلْإِمَامَةِ لَهُمْ، وَ اَلْإِحْسَانُ إِلَيْهِمْ، وَ بِرُّهُمْ وَ صِلَتُهُمْ نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً أَيْ نُكَافِئْ عَلَى ذَلِكَ بِالْإِحْسَانِ».
29506 / _14 اَلشَّيْخُ فِي (أَمَالِيهِ): بِإِسْنَادِهِ، عَنِ اَلْحَسَنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فِي خُطْبَةٍ لَهُ، قَالَ: «فِيمَا أَنْزَلَ اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً وَ اِقْتِرَافُ اَلْحَسَنَةِ مَوَدَّتُنَا».
149507 / _15 اَلطَّبْرِسِيُّ : ذَكَرَ أَبُو حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) حِينَ قَدِمَ اَلْمَدِينَةَ وَ اِسْتَحْكَمَ اَلْإِسْلاَمَ ، قَالَتِ اَلْأَنْصَارُ فِيمَا بَيْنَهَا: نَأْتِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَنَقُولُ لَهُ: إِنْ تَعْرُكَ أُمُورٌ، فَهَذِهِ أَمْوَالُنَا تَحْكُمُ فِيهَا مِنْ غَيْرِ حَرَجٍ وَ لاَ مَحْظُورٍ [عَلَيْكَ]. فَأَتَوْهُ فِي ذَلِكَ، فَنَزَلَتْ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِمْ، وَ قَالَ: «تَوَدُّونَ قَرَابَتِي مِنْ بَعْدِي». فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ مُسَلِّمِينَ لِقَوْلِهِ، فَقَالَ اَلْمُنَافِقُونَ: إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ اِفْتَرَاهُ فِي مَجْلِسِهِ، وَ أَرَادَ أَنْ يُذَلِّلَنَا لِقَرَابَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ. فَنَزَلَتْ أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرىٰ عَلَى اَللّٰهِ كَذِباً فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَتَلاَ عَلَيْهِمْ، فَبَكَوْا وَ اِشْتَدَّ عَلَيْهِمُ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ: وَ هُوَ اَلَّذِي يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ اَلْآيَةَ، فَأَرْسَلَ فِي أَثَرِهِمْ فَبَشَّرَهُمْ، وَ قَالَ: وَ يَسْتَجِيبُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ هُمُ اَلَّذِينَ سَلَّمُوا لِقَوْلِهِ.
179508 / _16 ثم قال الطبرسيّ: و ذكر أبو حمزة الثمالي، عن السدي، أنه قال: اقتراف الحسنة: المودة لآل محمّد (عليهم السلام).
29509 / _17 قَالَ: وَ صَحَّ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) : أَنَّهُ خَطَبَ اَلنَّاسَ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: «أَنَا مِنْ [ أَهْلِ اَلْبَيْتِ] اَلَّذِينَ اِفْتَرَضَ اَللَّهُ مَوَدَّتَهُمْ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، فَقَالَ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً فَاقْتِرَافُ اَلْحَسَنَةِ مَوَدَّتُنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ ».
69510 / _18 وَ رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اَلْخَالِقِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّهَا نَزَلَتْ فِينَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ ، أَصْحَابَ اَلْكِسَاءِ».
6,5,49511 / _19 وَ قَالَ أَيْضاً فِي مَعْنَى اَلْآيَةِ: إِنَّ مَعْنَاهُ أَنْ تَوَدُّوا قَرَابَتِي وَ عِتْرَتِي، وَ تَحْفَظُونِي فِيهِمْ.عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ)، وَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ [وَ جَمَاعَةٍ]، وَ هُوَ اَلْمَرْوِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) .
149512 / _20 ثُمَّ قَالَ: وَ أَخْبَرَنَا اَلسَّيِّدُ أَبُو جَعْفَرٍ مَهْدِيُّ بْنُ نِزَارٍ اَلْحُسَيْنِيُّ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا اَلْحَاكِمُ أَبُو اَلْقَاسِمِ اَلْحَسْكَانِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا اَلْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ اَلْحِيرِيُّ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو اَلْعَبَّاسِ اَلضُّبَعِيُّ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ اَلسَّرِيُّ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اَلْحَمِيدِ اَلْحِمَّانِيُّ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ اَلْأَشْقَرُ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ عَنِ اَلْأَعْمَشِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً اَلْآيَةَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَنْ هَؤُلاَءِ اَلَّذِينَ أَمَرَ اَللَّهُ بِمَوَدَّتِهِمْ؟ قَالَ: « عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ وُلْدُهَا» .
149515 / _23 وَ مِنْ طَرِيقِ اَلْمُخَالِفِينَ: مَا رَوَاهُ عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ ، قَالَ: وَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ اَلْحَضْرَمِيُّ ، يَذْكُرُ أَنَّ حَرْبَ بْنَ اَلْحَسَنِ اَلطَّحَّانَ حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ اَلْأَشْقَرُ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنِ اَلْأَعْمَشِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، مَنْ قَرَابَتُكَ اَلَّذِينَ وَجَبَتْ عَلَيْنَا مَوَدَّتُهُمْ؟ قَالَ: « عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ اِبْنَاهُمَا (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ)».