14,62706 / _1 اِبْنُ بَابَوَيْهِ فِي (اَلْفَقِيهِ) : بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ ، عَنِ اَلصَّادِقِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، أَنَّهُ قَالَ: «صَلَّى اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِأَصْحَابِهِ فِي غَزَاةِ ذَاتِ اَلرِّقَاعِ فَفَرَّقَ أَصْحَابَهُ فِرْقَتَيْنِ، فَأَقَامَ فِرْقَةً بِإِزَاءِ اَلْعَدُوِّ وَ فِرْقَةً خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ وَ كَبَّرُوا، فَقَرَأَ وَ أَنْصَتُوا، فَرَكَعَ وَ رَكَعُوا، فَسَجَدَ وَ سَجَدُوا، ثُمَّ اِسْتَمَرَّ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَائِماً فَصَلَّوْا لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى أَصْحَابِهِمْ فَقَامُوا بِإِزَاءِ اَلْعَدُوِّ، وَ جَاءَ أَصْحَابُهُمْ فَقَامُوا خَلْفَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَكَبَّرَ وَ كَبَّرُوا، وَ قَرَأَ فَأَنْصَتُوا، وَ رَكَعَ فَرَكَعُوا، وَ سَجَدَ فَسَجَدُوا، ثُمَّ جَلَسَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَقَامُوا فَقَضَوْا لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : وَ إِذٰا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ اَلصَّلاٰةَ فَلْتَقُمْ طٰائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَ لْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذٰا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرٰائِكُمْ وَ لْتَأْتِ طٰائِفَةٌ أُخْرىٰ لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَ لْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَ أَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَ أَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وٰاحِدَةً وَ لاٰ جُنٰاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كٰانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضىٰ أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَ خُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اَللّٰهَ أَعَدَّ لِلْكٰافِرِينَ عَذٰاباً مُهِيناً*`فَإِذٰا قَضَيْتُمُ اَلصَّلاٰةَ فَاذْكُرُوا اَللّٰهَ قِيٰاماً وَ قُعُوداً وَ عَلىٰ جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اِطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا اَلصَّلاٰةَ إِنَّ اَلصَّلاٰةَ كٰانَتْ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ كِتٰاباً مَوْقُوتاً فَهَذِهِ صَلاَةُ اَلْخَوْفِ اَلَّتِي أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا نَبِيَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)».
62707 / _2 وَ عَنْهُ ، قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): «مَنْ صَلَّى اَلْمَغْرِبَ فِي خَوْفٍ بِالْقَوْمِ، صَلَّى بِالطَّائِفَةِ اَلْأُولَى رَكْعَةً، وَ بِالطَّائِفَةِ اَلثَّانِيَةِ رَكْعَتَيْنِ».
62709 / _4 اَلْعَيَّاشِيُّ : عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «صَلاَةُ اَلْمَغْرِبِ فِي اَلْخَوْفِ أَنْ يَجْعَلَ أَصْحَابَهُ طَائِفَتَيْنِ: بِإِزَاءِ اَلْعَدُوِّ وَاحِدَةً، وَ اَلْأُخْرَى خَلْفَهُ، فَيُصَلِّي بِهِمْ، ثُمَّ يَنْصِبُ قَائِماً وَ يُصَلُّونَ هُمْ تَمَامَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ تَأْتِي طَائِفَةٌ أُخْرَى فَيُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ فَيُصَلُّونَ هُمْ رَكْعَةً، فَتَكُونُ لِلْأَوَّلِينَ قِرَاءَةٌ، وَ لِلْآخَرِينَ قِرَاءَةٌ».
1,52710 / _5 عَنْ زُرَارَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «إِذَا حَضَرَتِ اَلصَّلاَةُ فِي اَلْخَوْفِ فَرَّقَهُمُ اَلْإِمَامُ فِرْقَتَيْنِ: فِرْقَةً مُقْبِلَةً عَلَى عَدُوِّهِمْ، وَ فِرْقَةً خَلْفَهُ، كَمَا قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى، فَيُكَبِّرُ بِهِمْ ثُمَّ يُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ يَقُومُ بَعْدَ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ اَلسُّجُودِ فَيَتَمَثَّلُ قَائِماً، وَ يَقُومُ اَلَّذِينَ صَلَّوْا خَلْفَهُ رَكْعَةً، فَيُصَلِّي كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ لِنَفْسِهِ رَكْعَةً، ثُمَّ يُسَلِّمُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ يَذْهَبُونَ إِلَى أَصْحَابِهِمْ فَيَقُومُونَ مَقَامَهُمْ، وَ يَجِيءُ اَلْآخَرُونَ وَ اَلْإِمَامُ قَائِمٌ فَيُكَبِّرُونَ وَ يَدْخُلُونَ فِي اَلصَّلاَةِ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ يُسَلِّمُ فَيَكُونُ لِلْأَوَّلِينَ اِسْتِفْتَاحُ اَلصَّلاَةِ بِالتَّكْبِيرِ، وَ لِلْآخَرِينَ اَلتَّسْلِيمُ مَعَ اَلْإِمَامِ، فَإِذَا سَلَّمَ اَلْإِمَامُ قَامَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَ اَلطَّائِفَةِ اَلْأَخِيرَةِ فَيُصَلِّي لِنَفْسِهِ رَكْعَةً وَاحِدَةً، فَتَمَّتْ لِلْإِمَامِ رَكْعَتَانِ، وَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنَ اَلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ: وَاحِدَةٌ فِي جَمَاعَةٍ، وَ اَلْأُخْرَى وُحْدَاناً. وَ إِذَا كَانَ اَلْخَوْفُ أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ مِثْلَ اَلْمُضَارَبَةِ وَ اَلْمُنَاوَشَةِ وَ اَلْمُعَانَقَةِ وَ تَلاَحُمُ اَلْقِتَالِ، فَإِنَّ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ) لَيْلَةَ صِفِّينَ وَ هِيَ لَيْلَةُ اَلْهَرِيرِ لَمْ يَكُنْ صَلَّى بِهِمُ اَلظُّهْرَ وَ اَلْعَصْرَ وَ اَلْمَغْرِبَ وَ اَلْعِشَاءَ عِنْدَ وَقْتِ كُلِّ صَلاَةٍ إِلاَّ بِالتَّهْلِيلِ وَ اَلتَّسْبِيحِ وَ اَلتَّحْمِيدِ وَ اَلدُّعَاءِ، فَكَانَتْ تِلْكَ صَلاَتُهُمْ لَمْ يَأْمُرْهُمْ بِإِعَادَةِ اَلصَّلاَةِ، وَ إِذَا كَانَتِ اَلْمَغْرِبُ فِي اَلْخَوْفِ فَرَّقَهُمْ فِرْقَتَيْنِ، فَصَلَّى بِفِرْقَةٍ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ فَقَامَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ فَصَلَّى رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمُوا وَ قَامُوا مَقَامَ أَصْحَابِهِمْ، وَ جَاءَتِ اَلطَّائِفَةُ اَلْأُخْرَى فَكَبَّرُوا وَ دَخَلُوا فِي اَلصَّلاَةِ، وَ قَامَ اَلْإِمَامُ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ فَصَلَّى رَكْعَةً فَشَفَعَهَا بِالَّتِي صَلَّى مَعَ اَلْإِمَامِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَةً لَيْسَ فِيهَا قِرَاءَةٌ، فَتَمَّتْ لِلْإِمَامِ ثَلاَثُ رَكَعَاتٍ، وَ لِلْأَوَّلِينَ ثَلاَثَ رَكَعَاتٍ: رَكْعَتَيْنِ فِي جَمَاعَةٍ، وَ رَكْعَةً وُحْدَاناً، وَ لِلْآخَرِينَ ثَلاَثَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَةً جَمَاعَةً، وَ رَكْعَتَيْنِ وُحْدَاناً، فَصَارَ لِلْأَوَّلِينَ اِفْتِتَاحُ اَلتَّكْبِيرِ وَ اِفْتِتَاحُ اَلصَّلاَةِ، وَ لِلْآخَرِينَ اَلتَّسْلِيمُ».
142708 / _3 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: إِنَّهَا نَزَلَتْ لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى اَلْحُدَيْبِيَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ ، فَلَمَّا وَقَعَ اَلْخَبَرُ إِلَى قُرَيْشٍ بَعَثُوا خَالِدَ بْنَ اَلْوَلِيدِ فِي مِائَتَيْ فَارِسٍ، كَمِيناً لِيَسْتَقْبِلَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَكَانَ يُعَارِضُهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلَى اَلْجِبَالِ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اَلطَّرِيقِ حَضَرَتْ صَلاَةُ اَلظُّهْرِ فَأَذَّنَ بِلاَلٌ فَصَلَّى رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِالنَّاسِ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ اَلْوَلِيدِ : لَوْ كُنَّا حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ وَ هُمْ فِي اَلصَّلاَةِ لَأَصَبْنَاهُمْ، فَإِنَّهُمْ لاَ يَقْطَعُونَ صَلاَتَهُمْ، وَ لَكِنْ تَجِيءُ لَهُمُ اَلْآنَ صَلاَةٌ أُخْرَى هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ ضِيَاءِ أَبْصَارِهِمْ، فَإِذَا دَخَلُوا فِيهَا أَغَرْنَا عَلَيْهِمْ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِصَلاَةِ اَلْخَوْفِ فِي قَوْلِهِ: وَ إِذٰا كُنْتَ فِيهِمْ اَلْآيَةَ.
1,14,69890 / _1 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ اِبْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «كَانَ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ اَلسُّورَةِ وَ هَذَا اَلْفَتْحِ اَلْعَظِيمِ، أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي اَلنَّوْمِ أَنْ يَدْخُلَ اَلْمَسْجِدَ اَلْحَرَامَ وَ يَطُوفَ، وَ يَحْلِقَ مَعَ اَلْمُحَلِّقِينَ، فَأَخْبَرَ أَصْحَابَهُ وَ أَمَرَهُمْ بِالْخُرُوجِ فَخَرَجُوا، فَلَمَّا نَزَلَ ذَا اَلْحُلَيْفَةِ أَحْرَمُوا بِالْعُمْرَةِ وَ سَاقَ اَلْبُدْنَ، وَ سَاقَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) سِتّاً وَ سِتِّينَ بَدَنَةً، وَ أَشْعَرَهَا عِنْدَ إِحْرَامِهِ، وَ أَحْرَمُوا مِنْ ذِي اَلْحُلَيْفَةِ مُلَبِّينَ بِالْعُمْرَةِ، وَ قَدْ سَاقَ مَنْ سَاقَ مِنْهُمْ اَلْهَدْيَ مُشْعَرَاتٍ مُجَلَّلاَتٍ. فَلَمَّا بَلَغَ قُرَيْشاً ذَلِكَ، بَعَثُوا خَالِدَ بْنَ اَلْوَلِيدِ فِي مِائَتَيْ فَارِسٍ كَمِيناً، لِيَسْتَقْبِلَ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَكَانَ يُعَارِضُهُ عَلَى اَلْجِبَالِ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اَلطَّرِيقِ حَضَرَتْ صَلاَةُ اَلظُّهْرِ، فَأَذَّنَ بِلاَلٌ وَ صَلَّى رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) [بِالنَّاسِ]، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ اَلْوَلِيدِ : لَوْ كُنَّا حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ وَ هُمْ فِي اَلصَّلاَةِ لَأَصَبْنَاهُمْ، فَإِنَّهُمْ لاَ يَقْطَعُونَ صَلاَتَهُمْ، وَ لَكِنْ تَجِيءُ لَهُمُ اَلْآنَ صَلاَةٌ أُخْرَى، أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ ضِيَاءِ أَبْصَارِهِمْ، فَإِذَا دَخَلُوا فِي اَلصَّلاَةِ أَغَرْنَا عَلَيْهِمْ، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِصَلاَةِ اَلْخَوْفِ، بِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَ إِذٰا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ اَلصَّلاٰةَ اَلْآيَةَ، وَ هَذِهِ اَلْآيَةُ فِي 4سُورَةِ اَلنِّسَاءِ ، وَ قَدْ كَتَبْنَا خَبَرَ صَلاَةِ اَلْخَوْفِ فِيهَا. فَلَمَّا كَانَ فِي اَلْيَوْمِ اَلثَّانِي نَزَلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْحُدَيْبِيَةَ وَ هِيَ عَلَى طَرَفِ اَلْحَرَمِ ، وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَسْتَنْفِرُ اَلْأَعْرَابَ فِي طَرِيقِهِ مَعَهُ، فَلَمْ يَتَّبِعْهُ أَحَدٌ، يَقُولُونَ: أَ يَطْمَعُ مُحَمَّدٌ وَ أَصْحَابُهُ أَنْ يَدْخُلُوا اَلْحَرَمَ وَ قَدْ غَزَتْهُمْ قُرَيْشٌ فِي عُقْرِ دِيَارِهِمْ فَقَتَلُوهُمْ، أَنَّهُ لاَ يَرْجِعُ مُحَمَّدٌ وَ أَصْحَابُهُ إِلَى اَلْمَدِينَةِ أَبَداً. فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْحُدَيْبِيَةَ خَرَجَتْ قُرَيْشٌ يَحْلِفُونَ بِاللاَّتِ وَ اَلْعُزَّى لاَ يَدَعُونَ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَدْخُلُ مَكَّةَ وَ فِيهِمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : أَنِّي لَمْ آتِ لِحَرْبٍ، وَ لَكِنْ جِئْتُ لِأَقْضِيَ نُسُكِي، وَ أَنْحَرَ بُدْنِي وَ أُخَلِّيَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ لَحْمَاتِهَا. فَبَعَثُوا إِلَيْهِ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ اَلثَّقَفِيَّ وَ كَانَ عَاقِلاً أَرِيباً ، وَ هُوَ اَلَّذِي أَنْزَلَ اَللَّهُ فِيهِ: وَ قٰالُوا لَوْ لاٰ نُزِّلَ هٰذَا اَلْقُرْآنُ عَلىٰ رَجُلٍ مِنَ اَلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ، فَلَمَّا أَقْبَلَ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَظَّمَ ذَلِكَ، وَ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، تَرَكْتُ اَلْقَوْمَ ، وَ قَدْ ضَرَبُوا اَلْأَبْنِيَةَ، وَ أَخْرَجُوا اَلْعُوذَ اَلْمَطَافِيلَ، يَحْلِفُونَ بِاللاَّتِ وَ اَلْعُزَّى لاَ يَدَعُوكَ تَدْخُلُ مَكَّةَ ، فَإِنَّ مَكَّةَ حَرَمُهُمْ، وَ فِيهِمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ، أَ فَتُرِيدُ أَنْ تُبِيدَ أَهْلَكَ، وَ قَوْمَكَ، يَا مُحَمَّدُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : مَا جِئْتُ لِحَرْبٍ، وَ إِنَّمَا جِئْتُ لِأَقْضِيَ نُسُكِي، وَ أَنْحَرَ بُدْنِي، وَ أُخَلِّيَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ لَحْمَاتِهَا. فَقَالَ عُرْوَةُ : بِاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ أَحَداً صَدَّ كَمَا صَدَدْتُ. فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَهُمُ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ : وَ اَللَّهِ لَئِنْ دَخَلَ مُحَمَّدٌ مَكَّةَ وَ تَسَامَعَتْ بِهِ اَلْعَرَبُ لَنَذِلَّنَّ وَ لَتَجْتَرِيَنَّ عَلَيْنَا اَلْعَرَبُ . فَبَعَثُوا حَفْصَ بْنَ اَلْأَحْنَفِ وَ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: وَيْحَ قُرَيْشٍ ، قَدْ نَهَكَتْهُمُ اَلْحَرْبُ، أَلاَّ خَلَّوْا بَيْنِي وَ بَيْنَ اَلْعَرَبِ ، فَإِنْ أَكُ صَادِقاً فَإِنَّمَا أَجُرُّ اَلْمُلْكَ إِلَيْهِمْ مَعَ اَلنُّبُوَّةِ، وَ إِنْ أَكُ كَاذِباً كَفَيْتُهُمْ ذُؤْبَانَ اَلْعَرَبِ ، لاَ يَسْأَلُنِي اَلْيَوْمَ اِمْرُؤٌ مِنْ قُرَيْشٍ خُطَّةً لَيْسَ لِلَّهِ فِيهَا سَخَطٌ إِلاَّ أَجَبْتُهُمْ إِلَيْهِ. قَالَ: فَوَافَوْا رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ ، أَلاَّ تَرْجِعُ عَنَّا عَامَكَ هَذَا، إِلَى أَنْ نَنْظُرَ إِلَى مَاذَا يَصِيرُ أَمْرُكَ وَ أَمْرُ اَلْعَرَبِ عَلَى أَنْ تَرْجِعَ مِنْ عَامِكَ هَذَا؟ فَإِنَّ اَلْعَرَبَ قَدْ تَسَامَعَتْ بِمَسِيرِكَ، فَإِنْ دَخَلْتَ بِلاَدَنَا وَ حَرَمَنَا اِسْتَذَلَّتْنَا اَلْعَرَبُ وَ اِجْتَرَأَتْ عَلَيْنَا، وَ نُخْلِي لَكَ اَلْبَيْتَ فِي اَلْعَامِ اَلْقَابِلِ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى تَقْضِيَ نُسُكَكَ وَ تَنْصَرِفَ عَنَّا. فَأَجَابَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى ذَلِكَ، وَ قَالُوا لَهُ: وَ تَرُدُّ إِلَيْنَا كُلَّ مَنْ جَاءَكَ مِنْ رِجَالِنَا، وَ نَرُدُّ إِلَيْكَ كُلَّ مَنْ جَاءَنَا مِنْ رِجَالِكَ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَنْ جَاءَكُمْ مِنْ رِجَالِنَا فَلاَ حَاجَةَ لَنَا فِيهِ، وَ لَكِنْ عَلَى أَنَّ اَلْمُسْلِمِينَ بِمَكَّةَ لاَ يُؤْذَوْنَ فِي إِظْهَارِهِمُ اَلْإِسْلاَمَ ، وَ لاَ يُكْرَهُونَ وَ لاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ يَفْعَلُونَهُ مِنْ شَرَائِعِ اَلْإِسْلاَمِ ، فَقَبِلُوا ذَلِكَ، فَلَمَّا أَجَابَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى اَلصُّلْحِ أَنْكَرَ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ، وَ أَشَدُّ مَا كَانَ إِنْكَاراً عُمَرُ . فَقَالَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، أَ لَسْنَا عَلَى اَلْحَقِّ، وَ عَدُوُّنَا عَلَى اَلْبَاطِلِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَنُعْطِي اَلدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا؟ فَقَالَ: إِنَّ اَللَّهَ [قَدْ] وَعَدَنِي وَ لَنْ يُخْلِفَنِي. فَقَالَ: لَوْ أَنَّ مَعِي أَرْبَعِينَ رَجُلاً لَخَالَفْتُهُ. وَ رَجَعَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَ حَفْصُ بْنُ اَلْأَحْنَفِ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَاهُمْ بِالصُّلْحِ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، أَ لَمْ تَقُلْ لَنَا أَنْ نَدْخُلَ اَلْمَسْجِدَ اَلْحَرَامَ وَ نَحْلِقَ مَعَ اَلْمُحَلِّقِينَ؟ فَقَالَ: أَ مِنْ عَامِنَا هَذَا وَعَدْتُكَ، وَ قُلْتُ لَكَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ [قَدْ] وَعَدَنِي أَنْ أَفْتَحَ مَكَّةَ وَ أَطُوفَ وَ أَسْعَى وَ أَحْلِقَ مَعَ اَلْمُحَلِّقِينَ؟ فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: فَإِنْ لَمْ تَقْبَلُوا اَلصُّلْحَ فَحَارِبُوهُمْ، فَمَرُّوا نَحْوَ قُرَيْشٍ وَ هُمْ مُسْتَعِدُّونَ لِلْحَرْبِ، وَ حَمَلُوا عَلَيْهِمْ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) هَزِيمَةً قَبِيحَةً، وَ مَرُّوا بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ ، خُذِ اَلسَّيْفَ وَ اِسْتَقْبِلْ قُرَيْشاً . فَأَخَذَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) سَيْفَهُ وَ حَمَلَ عَلَى قُرَيْشٍ فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) تَرَاجَعُوا، وَ قَالُوا: يَا عَلِيُّ ، بَدَا لِمُحَمَّدٍ فِيمَا أَعْطَانَا؟ فَقَالَ: لاَ، وَ تَرَاجَعَ أَصْحَابُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مُسْتَحْيِينَ، وَ أَقْبَلُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : أَ لَسْتُمْ أَصْحَابِي يَوْمَ بَدْرٍ ، إِذْ أَنْزَلَ اَللَّهُ فِيكُمْ: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجٰابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ اَلْمَلاٰئِكَةِ مُرْدِفِينَ ؟ أَ لَسْتُمْ أَصْحَابِي يَوْمَ أُحُدٍ : إِذْ تُصْعِدُونَ وَ لاٰ تَلْوُونَ عَلىٰ أَحَدٍ وَ اَلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرٰاكُمْ ؟ أَ لَسْتُمْ أَصْحَابِي يَوْمَ كَذَا [أَ لَسْتُمْ أَصْحَابِي يَوْمَ كَذَا]؟ فَاعْتَذَرُوا إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ نَدِمُوا عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ، وَ قَالُوا: اَللَّهُ أَعْلَمُ وَ رَسُولُهُ ، فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ. وَ رَجَعَ حَفْصُ بْنُ اَلْأَحْنَفِ وَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالاَ: يَا مُحَمَّدُ ، قَدْ أَجَابَتْ قُرَيْشٌ إِلَى مَا اِشْتَرَطْتَ [عَلَيْهِمْ] مِنْ إِظْهَارِ اَلْإِسْلاَمِ ، وَ أَنْ لاَ يُكْرَهَ أَحَدٌ عَلَى دِينِهِ. فَدَعَا رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِالْمَكْتَبِ ، وَ دَعَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ قَالَ لَهُ: اُكْتُبْ، فَكَتَبَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ. فَقَالَ سُهَيْلُ اِبْنُ عَمْرٍو : لاَ نَعْرِفُ اَلرَّحْمَنَ، اُكْتُبْ كَمَا كَانَ يَكْتُبُ آبَاؤُكَ: بِاسْمِكَ اَللَّهُمَّ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اُكْتُبْ: بِاسْمِكَ اَللَّهُمَّ، فَإِنَّهُ اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اَللَّهِ، ثُمَّ كَتَبَ: هَذَا مَا تَقَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللَّهِ وَ اَلْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ . فَقَالَ سُهَيْلُ اِبْنُ عَمْرٍو : لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اَللَّهِ مَا حَارَبْنَاكَ، اُكْتُبْ: هَذَا مَا تَقَاضَا عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ ، أَ تَأْنَفُ مِنْ نَسَبِكَ، يَا مُحَمَّدُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : أَنَا رَسُولُ اَللَّهِ، وَ إِنْ لَمْ تُقِرُّوا. ثُمَّ قَالَ: اُمْحُ يَا عَلِيُّ وَ اُكْتُبْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ . فَقَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : مَا أَمْحُو اِسْمَكَ مِنَ اَلنُّبُوَّةِ أَبَداً، فَمَحَاهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِيَدِهِ، ثُمَّ كَتَبَ: هَذَا مَا اِصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ وَ اَلْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، وَ اِصْطَلَحُوا عَلَى وَضْعِ اَلْحَرْبِ بَيْنَهُمْ عَشْرَ سِنِينَ، عَلَى أَنْ يَكُفَّ بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ، وَ عَلَى أَنَّهُ لاَ إِسْلاَلَ وَ لاَ إِغْلاَلَ، وَ أَنَّ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ عَيْبَةً مَكْفُوفَةً، وَ أَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَهْدِ مُحَمَّدٍ وَ عَقْدِهِ فَعَلَ، وَ أَنَّ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَ عَقْدِهَا فَعَلَ، وَ أَنَّهُ مَنْ أَتَى مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهِ يَرُدُّهُ إِلَيْهِ، وَ أَنَّهُ مَنْ أَتَى قُرَيْشاً مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ لَمْ يَرُدُّوهُ إِلَيْهِ، وَ أَنْ يَكُونَ اَلْإِسْلاَمُ ظَاهِراً بِمَكَّةَ ، لاَ يُكْرَهُ أَحَدٌ عَلَى دِينِهِ، وَ لاَ يُؤْذَى وَ لاَ يُعَيَّرُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً يَرْجِعُ عَنْهُمْ عَامَّةَ هَذَا وَ أَصْحَابَهُ، ثُمَّ يَدْخُلُ عَلَيْنَا فِي اَلْعَامِ اَلْقَابِلِ مَكَّةَ ، فَيُقِيمُ فِيهَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وَ لاَ يَدْخُلْ عَلَيْنَا بِسِلاَحٍ إِلاَّ سِلاَحَ اَلْمُسَافِرِ، اَلسُّيُوفَ فِي اَلْقِرَبِ، وَ كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَ شَهِدَ عَلَى اَلْكِتَابِ اَلْمُهَاجِرُونَ وَ اَلْأَنْصَارُ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : يَا عَلِيُّ ، إِنَّكَ أَبَيْتَ أَنْ تَمْحُوَ اِسْمِي مِنَ اَلنُّبُوَّةِ، فَوَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً، لَتُجِيبَنَّ أَبْنَاءَهُمْ إِلَى مِثْلِهَا وَ أَنْتَ مَضِيضٌ مُضْطَهَدٌ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ ، وَ رَضُوا بِالْحَكَمَيْنِ، كَتَبَ: هَذَا مَا اِصْطَلَحَ عَلَيْهِ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ اَلْعَاصِ : لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ مَا حَارَبْنَاكَ، وَ لَكِنِ اُكْتُبْ: هَذَا مَا اِصْطَلَحَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ . فَقَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) صَدَقَ اَللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ ، أَخْبَرَنِي رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِذَلِكَ. ثُمَّ كَتَبَ اَلْكِتَابَ». قَالَ: «فَلَمَّا كَتَبُوا اَلْكِتَابَ قَامَتْ خُزَاعَةُ ، فَقَالَتْ: نَحْنُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اَللَّهِ وَ عَقْدِهِ. وَ قَامَتْ بَنُو بَكْرٍ فَقَالَتْ: نَحْنُ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ وَ عَقْدِهَا. وَ كَتَبُوا نُسْخَتَيْنِ: نُسْخَةً عِنْدَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ نُسْخَةً عِنْدَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، وَ رَجَعَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَ حَفْصُ بْنُ اَلْأَحْنَفِ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَاهُمْ. وَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِأَصْحَابِهِ: اِنْحَرُوا بُدْنَكُمْ، وَ اِحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ. فَامْتَنَعُوا وَ قَالُوا: كَيْفَ نَنْحَرُ وَ نَحْلِقُ وَ لَمْ نَطُفْ بِالْبَيْتِ ، وَ لَمْ نَسْعَ بَيْنَ اَلصَّفَا وَ اَلْمَرْوَةِ : فَاغْتَمَّ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنْ ذَلِكَ وَ شَكَا [ذَلِكَ] إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، اِنْحَرْ أَنْتَ وَ اِحْلِقْ، فَنَحَرَ [ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ حَلَقَ، وَ نَحَرَ] اَلْقَوْمُ عَلَى خُبْثِ يَقِينٍ وَ شَكٍّ وَ اِرْتِيَابٍ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) تَعْظِيماً لِلْبُدْنِ: رَحِمَ اَللَّهُ اَلْمُحَلِّقِينَ. وَ قَالَ قَوْمٌ لَمْ يَسُوقُوا اَلْبُدْنَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، وَ اَلْمُقَصِّرِينَ؟ لِأَنَّ مَنْ لَمْ يَسُقْ [هَدْياً] لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ اَلْحَلْقُ، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ثَانِياً: رَحِمَ اَللَّهُ اَلْمُحَلِّقِينَ، اَلَّذِينَ لَمْ يَسُوقُوا اَلْهَدْيَ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ ، وَ اَلْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ: رَحِمَ اَللَّهُ اَلْمُقَصِّرِينَ. ثُمَّ رَحَلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) نَحْوَ اَلْمَدِينَةِ ، فَرَجَعَ إِلَى اَلتَّنْعِيمِ ، وَ نَزَلَ تَحْتَ اَلشَّجَرَةِ، فَجَاءَ أَصْحَابُهُ اَلَّذِينَ أَنْكَرُوا عَلَيْهِ اَلصُّلْحَ، وَ اِعْتَذَرُوا وَ أَظْهَرُوا اَلنَّدَامَةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ، وَ سَأَلُوا رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُمْ، فَنَزَلَتْ آيَةُ اَلرِّضْوَانِ .
14أخرج عبد الرزاق و سعيد بن منصور و ابن أبى شيبة و أحمد و عبد بن حميد و أبو داود و النسائي و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الدارقطني و الطبراني و الحاكم و صححه و البيهقي عن أبى عياش الزرقي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا و بين القبلة فصلى بنا النبي صلى الله عليه و سلم الظهر فقالوا قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم ثم قالوا يأتي عليهم ألان صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم و أنفسهم فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر و العصر وَ إِذٰا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ اَلصَّلاٰةَ فحضرت فأمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذوا السلاح و صففنا خلفه صفين ثم ركع فركعنا جميعا ثم سجد بالصف الذي يليه و الآخرون قيام يحرسونهم فلما سجدوا و قاموا جلس الآخرون فسجدوا في مكانهم ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء و هؤلاء إلى مصاف هؤلاء ثم ركع فركعوا جميعا ثم رفع فرفعوا جميعا ثم سجد و الصف الذي يليه و الآخرون قيام يحرسونهم فلما جلسوا جلس الآخرون فسجدوا ثم سلم عليهم ثم انصرف قال فصلاها رسول الله صلى الله عليه و سلم مرتين مرة بعسفان و مرة بأرض بنى سليم
14و أخرج الترمذي و صححه و ابن جرير عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم نزل بين ضجنان و عسفان فقال المشركون ان لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم و أبنائهم و هي العصر فاجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة و ان جبريل أتى النبي صلى الله عليه و سلم فأمره ان يقسم أصحابه شطرين فيصلى بهم و تقوم طائفة أخرى وراءهم وَ لْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَ أَسْلِحَتَهُمْ ثم يأتي الآخرون و يصلون معه ركعة واحدة ثم يأخذ هؤلاء حذرهم و أسلحتهم فيكون لهم ركعة ركعة و لرسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتان
14و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن يزيد الفقير قال سألت جابر بن عبد الله عن الركعتين في السفر أقصرهما قال الركعتان في السفر تمام انما القصر واحدة عند القتال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في قتال إذ أقيمت الصلاة فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فصفت طائفة و طائفة وجوهها قبل العدو فصلى بهم ركعة و سجد بهم سجدتين ثم الذين خلفوا انطلقوا إلى أولئك فقاموا مقامهم و جاء أولئك فقاموا خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى بهم ركعة و سجد بهم سجدتين ثم ان رسول الله صلى الله عليه و سلم جلس فسلم و سلم الذين خلفه و سلم أولئك فكانت لرسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين و للقوم ركعة ركعة ثم قرأ وَ إِذٰا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ اَلصَّلاٰةَ
14و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن سليمان اليشكري انه سأل جابر بن عبد الله عن إقصار الصلاة أى يوم أنزل فقال جابر بن عبد الله و عسير قريش آتية من الشام حتى إذا كبا بنخل جاء رجل من القوم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد قال نعم قال هل تخافني قال لا قال من يمنعك منى قال الله يمنعني منك قال فسل السيف ثم تهدده و أوعده ثم نادى بالرحيل واخذ السلاح ثم نودي بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بطائفة من القوم و طائفة أخرى تحرسهم فصلى بالذين يلونه ركعتين تأخر الذين يلونه على أعقابهم فقاموا في مصاف أصحابهم ثم جاء الآخرون فصلى بهم ركعتين و الآخرون يحرسونهم ثم سلم فكانت للنبي صلى الله عليه و سلم أربع ركعات و للقوم ركعتين ركعتين يومئذ فانزل الله في إقصار الصلاة و أمر المؤمنين بأخذ السلاح
14و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و ابن أبى حاتم من طريق الزهري عن سالم عن أبيه في قوله وَ إِذٰا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ اَلصَّلاٰةَ قال هي صلاة الخوف صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بإحدى الطائفتين ركعة و الطائفة الأخرى مقبلة على العدو ثم انصرفت الطائفة التي صلت مع النبي صلى الله عليه و سلم فقاموا مقام أولئك مقبلين على العدو و أقبلت الطائفة الأخرى التي كانت مقبلة على العدو فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعة أخرى ثم سلم بهم ثم فأمت كل طائفة فصلوا ركعة ركعة
14و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و الطبراني عن ابن عباس في قوله وَ إِذٰا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ اَلصَّلاٰةَ فَلْتَقُمْ طٰائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ فهذا في الصلاة عند الخوف يقوم الامام و يقوم معه طائفة منهم و طائفة يأخذون أسلحتهم و يقفون بإزاء العدو فيصلى الامام بمن معه ركعة ثم يجلس على هيئته فيقوم القوم فيصلون لأنفسهم الركعة الثانية و الامام جالس ثم ينصرفون فيقفون موقفهم ثم يقبل الآخرون فيصلى بهم الامام الركعة الثانية ثم يسلم فيقوم القوم فيصلون لأنفسهم الركعة الثانية فهكذا صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بطن نخلة
14و أخرج عبد الرزاق و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و الحاكم و صححه عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى صلاة الخوف بذي قرد فصف الناس صفين صفا خلفه وصفا موازى العدو فصلى بالذين خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء إلى مكان هؤلاء و جاء أولئك فصلى بهم ركعة و لم يقضوا
14و أخرج ابن أبى شيبة عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى صلاة الخوف قال سفيان فذكر مثل حديث ابن عباس
14و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و أبو داود و النسائي و ابن جرير و ابن حبان و الحاكم و صححه و البيهقي عن ثعلبة بن زهدم قال كنا مع سعيد بن العاصي بطبرستان فقال أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف فقال حذيفة انا فقام حذيفة فصف الناس خلفه وصفا موازى العدو فصلى بالذين خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء مكان هؤلاء و جاء أولئك فصلى بهم ركعة و لم يقضوا
14و أخرج أبو داود و ابن حبان و الحاكم و صححه و البيهقي عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف بذات الرقاع فصدع الناس صدعتين فصفت طائفة وراءه و قامت طائفة وجاه العدو فكبر رسول الله صلى الله عليه و سلم و كبرت الطائفة خلفه ثم ركع و ركعوا و سجد و سجدوا ثم رفع رأسه فرفعوا ثم مكث رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا و سجدوا لأنفسهم سجدة ثانية ثم قاموا ثم نكصوا على أعقابهم يمشون القهقرى حتى قاموا من ورائهم و أقبلت الطائفة الأخرى فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم فكبروا ثم ركعوا لأنفسهم ثم سجد رسول الله صلى الله عليه و سلم سجدته الثانية فسجدوا معه ثم قام رسول الله صلى الله عليه و سلم في ركعته و سجدوا لأنفسهم السجدة الثانية ثم قامت الطائفتان جميعا فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم فركع بهم ركعة فركعوا جميعا ثم سجد فسجدوا جميعا ثم رفع رأسه و رفعوا معه كل ذلك من رسول الله صلى الله عليه و سلم سريعا جدا لا يألو أن يخفف ما استطاع ثم سلم فسلموا ثم قام و قد شركه الناس في صلاته كلها
14و أخرج الحاكم عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في صلاة الخوف انه قال و طائفة من خلفه و طائفة من وراء الطائفة التي خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم قعود وجوههم كلهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فكبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فكبرت الطائفتان فركع فركعت الطائفة التي خلفه و الآخرون قعود ثم سجدوا أيضا و الآخرون قعود ثم قام فقاموا و نكصوا خلفه حتى كانوا مكان أصحابهم قعودا و أتت الطائفة الأخرى فصلى بهم ركعة و سجدتين ثم سلم و الآخرون قعود ثم سلم فقامت الطائفتان كلتاهما فصلوا لأنفسهم ركعة و سجدتين ركعة و سجدتين
14و أخرج عبد بن حميد و الدار قطني عن أبى بكرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى بأصحابه صلاة الخوف فصلى ببعض أصحابه ركعتين ثم سلم فتأخروا و جاء الآخرون فصلى بهم ركعتين ثم سلم فكان لرسول الله صلى الله عليه و سلم أربع و للمسلمين ركعتان ركعتان
14و أخرج الدار قطني و الحاكم عن أبى بكرة ان النبي صلى الله عليه و سلم صلى بالقوم في الخوف صلاة المغرب ثلاث ركعات ثم انصرف و جاء الآخرون فصلى بهم ثلاث ركعات فكانت للنبي صلى الله عليه و سلم ست ركعات و للقوم ثلاث ثلث
14و أخرج مالك و الشافعي و ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و الدارقطني و البيهقي من طريق صالح بن خوات عن عمن صلى مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف ان طائفة صفت معه و طائفة تجاه العدو فصلى بالتي معه ركعة ثم ثبت قائما و أتموا لانسفهم ثم انصرفوا وصلوا تجاه العدو و جاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا و أتموا لأنفسهم ثم سلم بهم
14و أخرج الدار قطني عن جابر ان نبى الله صلى الله عليه و سلم كان محاصرا بنى محارب بنخل ثم نودي في الناس ان الصلاة جامعة فجعلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم طائفتين طائفة مقبلة على العدو يتحدثون وصلي بطائفة ركعتين ثم سلم فانصرفوا فكانوا مكان إخوانهم و جاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين فكان للنبي صلى الله عليه و سلم أربع ركعات و لكل طائفة ركعتان
14و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و الدار قطني عن ابن مسعود قال صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف فقاموا صفين صف خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم وصف مستقبل العدو فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعة و جاء الآخرون فقاموا مقامهم و استقبلوا هؤلاء العدو فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعة ثم سلم فقام هؤلاء إلى مقام هؤلاء فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا
14و أخرج عبد بن حميد و الحاكم و صححه من طريق عروة عن مروان انه سال أبا هريرة هل صليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف قال أبو هريرة نعم قال مروان متى قال عام غزوة نجد قام رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الصلاة صلاة العصر فقامت معه طائفة و طائفة أخرى مقابل العدو و ظهورهم إلى القبلة فكبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فكبر الكل ثم ركع ركعة واحدة و ركعت الطائفة التي خلفه ثم سجد فسجدت الطائفة التي تليه و الآخرون قيام مقابل العدو ثم قام رسول الله صلى الله عليه و سلم و قامت الطائفة التي معه و ذهبوا إلى العدو فقابلوهم و أقبلت الطائفة الأخرى فركعوا و سجدوا و رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم كما هو ثم قاموا فركع رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعة أخرى و ركعوا معه و سجدوا معه ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابل العدو فركعوا و سجدوا و رسول الله صلى الله عليه و سلم قاعد و من معه ثم كان السلام فسلم رسول الله صلى الله عليه و سلم و سلموا جميعا فكان لرسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتان و لكل واحدة من الطائفتين ركعة ركعة
14و أخرج الدار قطني عن ابن عباس قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بصلاة الخوف فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم و قمنا خلفه صفين فكبر و ركع و ركعنا جميعا الصفان كلاهما ثم رفع رأسه ثم خر ساجدا و سجد الصف الذي يليه وثبت الآخرون قياما يحرسون إخوانهم فلما فرغ من سجوده و قام خر الصف المؤخر سجودا فسجدوا سجدتين ثم قاموا فتأخر الصف المقدم الذي يليه و تقدم الصف المؤخر فركع و ركعوا جميعا و سجد رسول الله صلى الله عليه و سلم و الصف الذي يليه وثبت الآخرون قياما يحرسون إخوانهم فلما قعد رسول الله صلى الله عليه و سلم خر الصف المؤخر سجودا ثم سلم النبي صلى الله عليه و سلم
14و أخرج البزار و ابن جرير و الحاكم و صححه عن ابن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة له فلقى المشركين بعسفان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الظهر فرأوه يركع و يسجد هو أو صحابه قال بعضهم لبعض لو حملتم عليهم ما علموا بكم حتى تواقعوهم فقال قائل منهم ان لهم صلاة أخرى هي أحب إليهم من أهليهم و أموالهم فاصبروا حتى تحضر فنحمل عليهم جملة فانزل الله وَ إِذٰا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ اَلصَّلاٰةَ إلى آخر الآية و أعلمه بما ائتمر به المشركون فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم العصر و كانوا قبالته في القبلة جعل المسلمين خلفه صفين فكبر فكبروا معه جميعا ثم ركع و ركعوا جميعا فلما سجد سجد معه الصف الذين يلونه ثم قام الذين خلفهم مقبلون على العدو فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من سجوده و قام سجد الصف الثاني ثم قاموا و تأخر الصف الذين يلونه و تقدم الآخرون فكانوا يلون رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما ركع ركعوا معه جميعا ثم رفع فرفعوا معه ثم سجد فسجد معه الذين يلونه و قام الصف الثاني مقبلون على العدو فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من سجوده و قعد قعد الذين يلونه و سجد الصف المؤخر ثم قعدوا فسجدوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما سلم رسول الله صلى الله عليه و سلم سلم عليهم جميعا فلما نظر إليهم المشركون يسجد بعضهم و يقوم بعض قالوا لقد أخبروا بما أردنا
و أخرج ابن أبى شيبة عن أبى العالية الرياحي ان أبا موسى الأشعري كان بالدار من أصبهان و ما بهم يومئذ كبير خوف و لكن أحب ان يعلمهم دينهم و سنة نبيهم صلى الله عليه و سلم فجعلهم صفين طائفة معها السلاح مقبلة على عدوها و طائفة وراءها فصلى بالذين يلونه ركعة ثم نكصوا على أدبارهم حتى قاموا مقام الآخرين و جاء الآخرون يتخللونهم حتى قاموا وراءه فصلى بهم ركعة أخرى ثم سلم فقام الذين يلونه و الآخرون فصلوا ركعة ركعة فسلم بعضهم على بعض فتممت للإمام ركعتان في جماعة و للناس ركعة ركعة
14و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير عن مجاهد قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعسفان و المشركين بضجنان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم الظهر و رآه المشركون يركع و يسجد ائتمروا ان يغيروا عليه فلما حضرت العصر صف الناس خلفه صفين فكبر و كبروا جميعا و ركع و ركعوا جميعا و سجد و سجد الصف الذين يلونه و قام الصف الثاني الذين بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم فلما رفع النبي صلى الله عليه و سلم رأسه سجد الصف الثاني فلما رفعوا رؤسهم ركع و ركعوا جميعا و سجد و سجد الصف الذين يلونه و قام الصف الثاني بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم فلما رفع النبي صلى الله عليه و سلم رأسه سجد الصف الثاني قال مجاهد فكان تكبيرهم و ركوعهم و تسليمه عليهم سواء و تصافوا في السجود قال مجاهد فلم يصل رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف قبل يومه و لا بعده
14,1و أخرج ابن أبى شيبة عن على قال صليت صلاة الخوف مع النبي صلى الله عليه و سلم ركعتين ركعتين الا المغرب فانه صلاها ثلاثا
14و أخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال صلى النبي صلى الله عليه و سلم بأصحابه صلاة الظهر قبل ان تنزل صلاة الخوف فتلهف المشركون ان لا يكونوا حملوا عليه فقال لهم رجل فان لهم صلاة قبل مغير بان الشمس هي أحب إليهم من أنفسهم فقالوا لو قد صلوا بعد لحملنا عليهم فارصدوا ذلك فنزلت صلاة الخوف فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف بصلاة العصر