44,21,18,13,14,66512 / _5 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ زُرْعَةَ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ شَفَاعَةِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ . فَقَالَ: «يُلْجِمُ اَلنَّاسَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ اَلْعَرَقُ ، فَيَقُولُونَ: اِنْطَلِقُوا بِنَا إِلَى 18آدَمَ لِيَشْفَعَ لَنَا عِنْدَ رَبِّنَا؛ فَيَأْتُونَ 18آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَيَقُولُونَ: يَا 18آدَمُ اِشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ؛ فَيَقُولُ: إِنَّ لِي ذَنْباً وَ خَطِيئَةً فَعَلَيْكُمْ 21بِنُوحٍ ، فَعَلَيْكُمْ 21بِنُوحٍ ، فَيَأْتُونَ 21نُوحاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فَيَرُدُّهُمْ إِلَى مَنْ يَلِيهِ، فَيَرُدُّهُمْ كُلُّ نَبِيٍّ إِلَى مَنْ يَلِيهِ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى 44عِيسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَيَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)؛ فَيَعْرِضُونَ أَنْفُسَهُمْ عَلَيْهِ وَ يَسْأَلُونَهُ، فَيَقُولُ: اِنْطَلِقُوا؛ فَيَنْطَلِقُ بِهِمْ إِلَى بَابِ اَلْجَنَّةِ ، وَ يَسْتَقْبِلُ بَابَ اَلرَّحْمَةِ ، وَ يَخِرُّ سَاجِداً، فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اَللَّهُ، فَيَقُولُ اَللَّهُ: اِرْفَعْ رَأْسَكَ، وَ اِشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَ اِسْأَلْ تُعْطَ؛ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ: عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً ».
178780 / _1 علي بن إبراهيم: قوله: وَ مٰا كٰانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطٰانٍ كناية عن إبليس إِلاّٰ لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهٰا فِي شَكٍّ وَ رَبُّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ . ثم قال عزّ و جلّ احتجاجا منه على عبدة الأوثان: قُلِ اُدْعُوا اَلَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ لاٰ يَمْلِكُونَ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ لاٰ فِي اَلْأَرْضِ وَ مٰا لَهُمْ فِيهِمٰا كناية عن السماوات و الأرض مِنْ شِرْكٍ وَ مٰا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ و قوله تعالى: وَ لاٰ تَنْفَعُ اَلشَّفٰاعَةُ عِنْدَهُ إِلاّٰ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ قال: لا يشفع أحد من أنبياء اللّه و رسله يوم القيامة حتّى يأذن اللّه له إلاّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فإن اللّه قد أذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة، و الشفاعة له و للأئمة من ولده، و من بعد ذلك للأنبياء (عليهم السلام).
58781 / _2 ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي اَلْعَبَّاسِ اَلْمُكَبِّرِ ، قَالَ: دَخَلَ مَوْلًى لاِمْرَأَةِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، يُقَالُ لَهُ أَبُو أَيْمَنَ ، فَقَالَ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، يُغْرُونَ اَلنَّاسَ، وَ يَقُولُونَ: «شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ ، شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ »؟! فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) حَتَّى تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: «وَيْحَكَ يَا أَبَا أَيْمَنَ أَ غَرَّكَ أَنْ عَفَّ بَطْنُكَ وَ فَرْجُكَ، أَمَا لَوْ رَأَيْتَ أَفْزَاعَ اَلْقِيَامَةِ لَقَدِ اِحْتَجْتَ إِلَى شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، وَيْلَكَ فَهَلْ يَشْفَعُ إِلاَّ لِمَنْ وَجَبَتْ لَهُ اَلنَّارُ ». ثُمَّ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ إِلاَّ وَ هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ ». ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «إِنَّ لِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلشَّفَاعَةَ فِي أُمَّتِهِ ، وَ لَنَا اَلشَّفَاعَةَ فِي شِيعَتِنَا ، وَ لِشِيعَتِنَا اَلشَّفَاعَةَ فِي أَهَالِيهِمْ». ثُمَّ قَالَ: «وَ إِنَّ اَلْمُؤْمِنَ لَيَشْفَعُ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ ، وَ إِنَّ اَلْمُؤْمِنَ لَيَشْفَعُ حَتَّى لِخَادِمِهِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، حَقُّ خِدْمَتِي، كَانَ يَقِينِي اَلْحَرَّ وَ اَلْبَرْدَ».
58782 / _3 شَرَفُ اَلدِّينِ اَلنَّجَفِيُّ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (رَحِمَهُ اَللَّهُ): رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) أَنَّهُ قَالَ: «لاَ يَقْبَلُ اَللَّهُ اَلشَّفَاعَةَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ لِأَحَدٍ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ اَلرُّسُلِ حَتَّى يَأْذَنَ لَهُ فِي اَلشَّفَاعَةِ إِلاَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَإِنَّ اَللَّهَ قَدْ أَذِنَ لَهُ فِي اَلشَّفَاعَةِ مِنْ قَبْلِ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ ، فَالشَّفَاعَةُ لَهُ، وَ لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، وَ لِلْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ)، ثُمَّ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لِلْأَنْبِيَاءِ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ)».
44,21,18,13,14,68783 / _4 قَالَ: وَ رَوَى أَيْضاً عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ زُرْعَةَ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ شَفَاعَةِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ قَالَ: «يُحْشَرُ اَلنَّاسُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيُلْجِمُهُمْ اَلْعَرَقُ، فَيَقُولُونَ: اِنْطَلِقُوا بِنَا إِلَى أَبِينَا 18آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَشْفَعَ لَنَا. فَيَأْتُونَ 18آدَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، فَيَقُولُونَ لَهُ: اِشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ. فَيَقُولُ: إِنَّ لِي ذَنْباً وَ خَطِيئَةً، وَ إِنِّي أَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي، فَعَلَيْكُمْ 21بِنُوحٍ . فَيَأْتُونَ 21نُوحاً ، فَيَرُدُّهُمْ إِلَى مَنْ يَلِيهِ، وَ يَرُدُّهُمْ كُلُّ نَبِيٍّ إِلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ، حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى 44عِيسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَيَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) . فَيَأْتُونَ مُحَمَّداً (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَيَعْرِضُونَ أَنْفُسَهُمْ عَلَيْهِ، وَ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يَشْفَعَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: اِنْطَلِقُوا بِنَا فَيَنْطَلِقُونَ حَتَّى يَأْتِيَ بَابَ اَلْجَنَّةِ ، فَيَسْتَقْبِلُ وَجْهَ اَلرَّحْمَنِ سُبْحَانَهُ، وَ يَخِرُّ سَاجِداً، فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اَللَّهُ، فَيَقُولُ اَللَّهُ لَهُ: اِرْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ وَ اِشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَ سَلْ تُعْطَ. فَيُشَفَّعُ فِيهِمْ».
58784 / _1 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ : وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي اَلْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ: حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قٰالُوا مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قٰالُوا اَلْحَقَّ وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْكَبِيرُ : «وَ ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ اَلسَّمَاوَاتِ لَمْ يَسْمَعُوا وَحْياً فِيمَا بَيْنَ أَنْ بُعِثَ 44عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) إِلَى أَنْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَلَمَّا بَعَثَ اَللَّهُ جَبْرَئِيلَ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَسَمِعَ أَهْلُ اَلسَّمَاوَاتِ صَوْتَ وَحْيِ اَلْقُرْآنِ كَوَقْعِ اَلْحَدِيدِ عَلَى اَلصَّفَا، فَصَعِقَ أَهْلُ اَلسَّمَاوَاتِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ اَلْوَحْيِ اِنْحَدَرَ جَبْرَئِيلُ ، كُلَّمَا مَرَّ بِأَهْلِ سَمَاءٍ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ. يَقُولُ: كُشِفَ عَنْ قُلُوبِهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اَلْحَقَّ، وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْكَبِيرُ».
14 و أخرج ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما أوحى الجبار إلى محمد صلى الله عليه و سلم دعا الرسول من الملائكة ليبعثه بالوحي فسمعت الملائكة عليهم السلام صوت الجبار يتكلم بالوحي فلما كشف عن قلوبهم سئلوا عما قال الله فقالوا الحق و علموا أن الله تعالى لا يقول الا حقا قال ابن عباس رضى الله عنهما و صوت الوحى كصوت الحديد على الصفا فلما سمعوا خروا سجدا فلما رفعوا رؤسهم قٰالُوا مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قٰالُوا اَلْحَقَّ وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْكَبِيرُ
14 و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و مسلم و الترمذي و النسائي و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و أبو نعيم و البيهقي في الدلائل من طريق معمر عن الزهري عن على بن حسين عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا في نفر من أصحابه فرمى بنجم فاستنار قال ما كنتم تقولون إذا كان هذا في الجاهلية قالوا كنا نقول يولد عظيم أو يموت عظيم قال فإنها لا ترمى لموت أحد و لا لحياته و لكن ربنا إذا قضى امرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلون حملة العرش فيقول الذين يلون حملة العرش مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ فيخبرونهم و يخبر أهل كل سماء سماء حتى ينتهى الخبر إلى هذه السماء و تخطف الجن السمع فيرمون فما جأوا به على وجهه فهو حق و لكنهم يحرفونه و يزيدون فيه قال معمر قلت للزهري أ كان يرمى بها في الجاهلية قال نعم قال أ رأيت وَ أَنّٰا كُنّٰا نَقْعُدُ مِنْهٰا مَقٰاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ اَلْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهٰاباً رَصَداً قال غلظت و شدد أمرها حين بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم
14 و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و البخاري و أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و البيهقي في الأسماء و الصفات عن أبى هريرة رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان يفزعهم ذلك ف إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قٰالُوا مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قٰالُوا الذي قال اَلْحَقَّ وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْكَبِيرُ فيسمعها مسترقو السمع و مسترقو السمع هكذا واحد فوق آخر وصف سفيان بيده و فرج بين أصابعه نصبها بعضها فوق بعض فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل ان يلقيها و ربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا و كذا كذا و كذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء
و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ينزل الامر إلى السماء الدنيا له وقع كوقعة السلسلة على الصخرة فيفزع له جميع أهل السموات فيقولون مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ ثم يرجعون إلى أنفسهم فيقولون اَلْحَقَّ وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْكَبِيرُ
و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان إذا نزل الوحى كان صوته كوقع الحديد على الصفوان فيصعق أهل السماء حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قٰالُوا مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قالت الرسل عليهم السلام اَلْحَقَّ وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْكَبِيرُ
و أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضى الله عنه في الآية قال يوحى الله إلى جبريل عليه السلام فنفزع الملائكة عليهم السلام من مخافة أن يكون شي من أمر الساعة فإذا خلى عن قلوبهم و علموا ان ذلك ليس من أمر الساعة قٰالُوا مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قٰالُوا اَلْحَقَّ
14 و أخرج أبو نصر السجزي في الإبانة عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت جبريل عليه السلام و زعم ان إسرافيل عليه السلام يحمل العرش و ان قدمه في الأرض السابعة و الألواح بين عينيه فإذا أراد ذو العرش أمرا سمعت الملائكة كجر السلسلة على الصفا فيغشى عليهم فإذا قاموا قٰالُوا مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قال من شاء الله اَلْحَقَّ وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْكَبِيرُ
و أخرج عبد الرزاق و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة و الكلبي رضى الله عنهما في قوله حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالا لما كانت الفترة بين عيسى و محمد صلى الله عليه و سلم فنزل الوحى مثل صوت الحديد فافزع الملائكة عليهم السلام ذلك حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قٰالُوا إذا جلى عن قلوبهم مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قٰالُوا اَلْحَقَّ وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْكَبِيرُ
14 و أخرج ابن جرير و ابن خزيمة و ابن أبى حاتم و الطبراني و أبو الشيخ في العظمة و ابن مردويه و البيهقي في الأسماء و الصفات عن النواس بن سمعان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد الله أن يوحى بأمر تكلم بالوحي فإذا تكلم بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله تعالى فإذا سمع بذلك أهل السموات صعقوا و خروا سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام فيكلمه الله من وحيه بما أراد فيمضى به جبريل عليه السلام على الملائكة عليهم السلام كلما مر بسماء سماء سأله ملائكتها ما ذا قال ربنا يا جبريل فيقول قال اَلْحَقَّ وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْكَبِيرُ فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل عليه السلام فينتهى جبريل عليه السلام بالوحي حيث أمره الله من السماء و الأرض
14 و أخرج الحاكم و صححه و ابن مردويه عن أبى هريرة ان النبي صلى الله عليه و سلم قرأ فرغ من قلوبهم يعنى بالراء و الغين المعجمة
و اخرج البيهقي و ابن أبى شيبة و ابن مردويه و أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله عز و جل حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قال كان لكل قبيل من الجن مقعد في السماء يستمعون منه الوحى و كان إذا نزل الوحى سمع له صوت كامرار السلسلة على الصفوان فلا ينزل على أهل سماء الا صعقوا حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قٰالُوا مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قٰالُوا اَلْحَقَّ وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْكَبِيرُ و ان كان مما يكون في الأرض من أمر الغيب أو موت أو شي مما يكون في الأرض تكلموا به فقالوا يكون كذا و كذا فسمعته الشياطين فنزلوا به على أوليائهم يقولون يكون العام كذا و يكون كذا فيسمعه الجن فيخبرون الكهنة به و الكهنة تخبر به الناس يقولون يكون كذا و كذا فيجدونه كذلك فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم دحروا بالنجوم فقالت العرب حين لم يخبرهم الجن بذلك هلك من في السماء فجعل صاحب الإبل ينحر كل يوم بعيرا و صاحب البقر ينحر كل يوم بقرة و صاحب الغنم شاة حتى أسرعوا في أموالهم فقالت ثقيف و كانت أعقل العرب أيها الناس أمسكوا عليكم أموالكم فانه لم يمت من في السماء و ان هذا ليس بانتشار ألستم ترون معالمكم من النجوم كما هي و الشمس و القمر و النجوم و الليل و النهار قال فقال إبليس لقد حدث اليوم في الأرض حدث فائتوني من تربة كل أرض فاتوه بها فجعل يشمها فلما شم تربة مكة قال من هاهنا جاء الحديث منتشرا فنقبوا فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد بعث
14 و اخرج أبو داود و البيهقي في الأسماء و الصفات عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء الدنيا صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام فإذا جاءهم جبريل عليه السلام فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ فيقولون يا جبريل ما ذا قال ربنا فيقول الحق فيقولون الحق الحق
و أخرج سعيد بن منصور و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ في العظمة و ابن مردويه و البيهقي من وجه آخر عن ابن مسعود رضى الله عنه قال إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام فإذا أتاهم جبريل عليه السلام فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قٰالُوا لجبريل ما ذا قال ربنا فيقول الحق فينادون الحق الحق
14 و أخرج ابن مردويه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لما نزل جبريل بالوحي على رسول الله فزع اهل السموات لانحطاطه و سمعوا صوت الوحى كأشد ما يكون من صوت الحديد على الصفا فكلما مر باهل سماء فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ فيقولون يا جبريل بما ذا أمرت فيقول نور العزة العظيم كلام الله بلسان عربي
و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم في الآية قال زعم ابن مسعود أن الملائكة المعقبات الذين يختلفون إلى أهل الأرض يكتبون أعمالهم إذا أرسلهم الرب تبارك و تعالى فانحدر و اسمع لهم صوت شديد فيحسب الذين أسفل منهم من الملائكة أنه من أمر الساعة فيخرون سجدا و هكذا كلما مروا عليهم فيفعلون ذلك من خوف ربهم تبارك و تعالى
و أخرج ابن أبى حاتم عن عكرمة قال إذا قضى الله تبارك و تعالى أمرا رجفت السموات و الأرض و الجبال و خرت الملائكة كلهم سجدا حسبت الجن أن أمرا يقضى فاسترقت فلما قضى الامر رفعت الملائكة رؤسهم و هي هذه الآية حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قٰالُوا مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قٰالُوا جميعا اَلْحَقَّ وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْكَبِيرُ
و أخرج ابن الأنباري عن الحسن رضى الله عنه أنه كان يقرأ حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ثم يفسره حتى إذا انجلى عن قلوبهم
و أخرج ابن أبى حاتم من طريق آخر عن الحسن رضى الله عنه أنه كان يقرأ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قال ما فيها من الشك و التكذيب
و أخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن أسلم في قوله حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قال فزع الشيطان عن قلوبهم ففارقهم و أمانيهم و ما كان يضلهم قٰالُوا مٰا ذٰا قٰالَ رَبُّكُمْ قٰالُوا اَلْحَقَّ وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْكَبِيرُ قال و هذا في بنى آدم عند الموت أقروا حين لا ينفعهم الإقرار
و أخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين أنه سئل كيف تقرأ هذه الآية حَتّٰى إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ أو فرغ عن قلوبهم قال إِذٰا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قال فان الحسن يقول برأيه أشياء أهاب أن أقولها