42,13,61677 / _2 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «إِنْ قُلْنَا لَكُمْ فِي اَلرَّجُلِ مِنَّا قَوْلاً فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ، فَكَانَ فِي وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ فَلاَ تُنْكِرُوا ذَلِكَ، إِنَّ اَللَّهَ أَوْحَى إِلَى عِمْرَانَ أَنِّي وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً مُبَارَكاً يُبْرِئُ اَلْأَكْمَهَ وَ اَلْأَبْرَصَ، وَ يُحْيِي اَلْمَوْتَى بِإِذْنِي، وَ جَاعِلُهُ رَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ؛ فَحَدَّثَ اِمْرَأَتَهُ حَنَّةَ بِذَلِكَ وَ هِيَ أُمُّ مَرْيَمَ ، فَلَمَّا حَمَلَتْ بِهَا كَانَ حَمْلُهَا عِنْدَ نَفْسِهَا غُلاَماً ذَكَراً، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا أُنْثَى قٰالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهٰا أُنْثىٰ ، وَ لَيْسَ اَلذَّكَرُ كَالْأُنْثىٰ لِأَنَّ اَلْبِنْتَ لاَ تَكُونُ رَسُولاً، يَقُولُ اَللَّهُ: وَ اَللّٰهُ أَعْلَمُ بِمٰا وَضَعَتْ . فَلَمَّا وَهَبَ اَللَّهُ لِمَرْيَمَ 44عِيسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) كَانَ هُوَ اَلَّذِي بَشَّرَ اَللَّهُ بِهِ عِمْرَانَ وَ وَعَدَهُ إِيَّاهُ، فَإِذَا قُلْنَا لَكُمْ فِي اَلرَّجُلِ مِنَّا شَيْئاً فَكَانَ فِي وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ فَلاَ تُنْكِرُوا ذَلِكَ. فَلَمَّا بَلَغَتْ مَرْيَمُ صَارَتْ فِي اَلْمِحْرَابِ وَ أَرْخَتْ عَلَى نَفْسِهَا سِتْراً وَ كَانَ لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ، وَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا 42زَكَرِيَّا اَلْمِحْرَابَ فَيَجِدُ عِنْدَهَا فَاكِهَةَ اَلصَّيْفِ فِي اَلشِّتَاءِ، وَ فَاكِهَةَ اَلشِّتَاءِ فِي اَلصَّيْفِ، فَكَانَ يَقُولُ: أَنّٰى لَكِ هٰذٰا فَتَقُولُ: هُوَ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشٰاءُ بِغَيْرِ حِسٰابٍ*`هُنٰالِكَ دَعٰا 42زَكَرِيّٰا رَبَّهُ قٰالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ اَلدُّعٰاءِ*`فَنٰادَتْهُ اَلْمَلاٰئِكَةُ وَ هُوَ قٰائِمٌ يُصَلِّي فِي اَلْمِحْرٰابِ أَنَّ اَللّٰهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيىٰ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ نَبِيًّا مِنَ اَلصّٰالِحِينَ . وَ اَلْحَصُورُ: اَلَّذِي لاَ يَأْتِي اَلنِّسَاءَ. قَالَ: رَبِّ أَنّٰى يَكُونُ لِي غُلاٰمٌ وَ قَدْ بَلَغَنِيَ اَلْكِبَرُ وَ اِمْرَأَتِي عٰاقِرٌ وَ اَلْعَاقِرُ: اَلَّتِي قَدْ يَئِسَتْ مِنَ اَلْمَحِيضِ كَذٰلِكَ اَللّٰهُ يَفْعَلُ مٰا يَشٰاءُ . قَالَ 42زَكَرِيَّا : رَبِّ اِجْعَلْ لِي آيَةً قٰالَ آيَتُكَ أَلاّٰ تُكَلِّمَ اَلنّٰاسَ ثَلاٰثَةَ أَيّٰامٍ إِلاّٰ رَمْزاً وَ ذَلِكَ أَنَّ 42زَكَرِيَّا ظَنَّ أَنَّ اَلَّذِينَ بَشَّرُوهُ هُمُ اَلشَّيَاطِينُ، فَقَالَ: رَبِّ اِجْعَلْ لِي آيَةً قٰالَ آيَتُكَ أَلاّٰ تُكَلِّمَ اَلنّٰاسَ ثَلاٰثَةَ أَيّٰامٍ إِلاّٰ رَمْزاً فَخَرِسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ».
42,81678 / _3 اِبْنُ بَابَوَيْهِ : قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ اَلرَّيَّانِ بْنِ شَبِيبٍ ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ اَلْمُحَرَّمِ . فَقَالَ لِي: «يَا اِبْنَ شَبِيبٍ ، أَ صَائِمٌ أَنْتَ»؟ فَقُلْتُ: لاَ. فَقَالَ: «هَذَا اَلْيَوْمُ اَلَّذِي دَعَا فِيهِ 42زَكَرِيَّا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، فَقَالَ: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ اَلدُّعٰاءِ فَاسْتَجَابَ اَللَّهُ لَهُ وَ أَمَرَ اَلْمَلاَئِكَةَ، فَنَادَتْ 42زَكَرِيَّا : وَ هُوَ قٰائِمٌ يُصَلِّي فِي اَلْمِحْرٰابِ أَنَّ اَللّٰهَ يُبَشِّرُكَ 43بِيَحْيىٰ فَمَنْ صَامَ هَذَا اَلْيَوْمَ ثُمَّ دَعَا اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، اِسْتَجَابَ لَهُ كَمَا اِسْتَجَابَ 42لِزَكَرِيَّا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ».
51697 / _13 عَنْ إِسْمَاعِيلَ اَلْجُعْفِيِّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : « وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً وَ اَلْحَصُورُ: اَلَّذِي لاَ يَأْتِي اَلنِّسَاءَ وَ نَبِيًّا مِنَ اَلصّٰالِحِينَ ».
42,61698 / _14 عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ طَاعَةَ اَللَّهِ خِدْمَتُهُ فِي اَلْأَرْضِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْ خِدْمَتِهِ تَعْدِلُ اَلصَّلاَةَ، فَمِنْ ثَمَّ نَادَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ 42زَكَرِيَّا وَ هُوَ قٰائِمٌ يُصَلِّي فِي اَلْمِحْرٰابِ ».
44,141722 / _6 اَلشَّيْخُ اَلْمُفِيدُ فِي كِتَابِ ( اَلْإِخْتِصَاصِ ) قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ اَلْعَلاَّفُ اَلْهَمَدَانِيُّ بِهَمَدَانَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ شَاذَانَ اَلْبَزَّازُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ اَلْبَزَّازُ اَلْمَعْرُوفُ بِابْنِ اَلْمُطْبِقِيِّ وَ جَعْفَرٌ اَلدَّقَّاقُ ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو اَلْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْفَيْضِ بْنِ فَيَّاضٍ اَلدِّمَشْقِيُّ بِدِمَشْقَ ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ أَخِي عَبْدِ اَلرَّزَّاقِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَلرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ اَلصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ رَاشِدٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْمُنْكَدِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ اَلسَّيِّدُ وَ اَلْعَاقِبُ أُسْقُفَّا نَجْرَانَ فِي سَبْعِينَ رَاكِباً وَفَدَا عَلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) كُنْتُ مَعَهُمْ، فَبَيْنَا كُرْزٌ يَسِيرُ وَ كُرْزٌ صَاحِبُ نَفَقَاتِهِمْ إِذْ عَثَرَتْ بَغْلَتُهُ، فَقَالَ: تَعَسَ مَنْ تَأْتِيهِ يَعْنِي اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ، وَ هُوَ اَلْعَاقِبُ : [بَلْ تَعَسْتَ وَ اِنْتَكَسْتَ]، فَقَالَ: وَ لِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ أَتْعَسْتَ اَلنَّبِيَّ اَلْأُمِّيَّ أَحْمَدَ . قَالَ: وَ مَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: أَ مَا تَقْرَأُ مِنَ اَلْمِفْتَاحِ اَلرَّابِعِ مِنَ اَلْوَحْيِ إِلَى 44اَلْمَسِيحِ : أَنْ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : مَا أَجْهَلَكُمْ، تَتَطَيَّبُونَ بِالطِّيبِ لِتَطَيَّبُوا بِهِ فِي اَلدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَ أَهْلِكُمْ، وَ أَجْوَافُكُمْ عِنْدِي كَجِيفَةِ اَلْمَيْتَةِ ؟! يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، آمِنُوا بِرَسُولِي اَلنَّبِيِّ اَلْأُمِّيِّ اَلَّذِي يَكُونُ فِي آخِرِ اَلزَّمَانِ، صَاحِبِ اَلْوَجْهِ اَلْأَقْمَرِ، وَ اَلْجَمَلِ اَلْأَحْمَرِ، اَلْمُشْرَبِ بِالنُّورِ، ذِي اَلْجَنَابِ اَلْحَسَنِ، وَ اَلثِّيَابِ اَلْخَشِنِ، سَيِّدِ اَلْمَاضِينَ عِنْدِي وَ أَكْرَمِ اَلْبَاقِينَ عَلَيَّ، اَلْمُسْتَنِّ بِسُنَّتِي، وَ اَلصَّائِرِ فِي دَارِ جَنَّتِي، وَ اَلْمُجَاهِدِ بِيَدِهِ اَلْمُشْرِكِينَ مِنْ أَجْلِي، فَبَشِّرْ بِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَ مُرْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُعَزِّرُوهُ، وَ أَنْ يَنْصُرُوهُ. قَالَ 44عِيسَى (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ): قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، مَنْ هَذَا اَلْعَبْدُ اَلصَّالِحُ اَلَّذِي قَدْ أَحَبَّهُ قَلْبِي وَ لَمْ تَرَهُ عَيْنِي؟ قَالَ: هُوَ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ، وَ هُوَ صِهْرُكَ عَلَى أُمِّكَ، قَلِيلُ اَلْأَوْلاَدِ كَثِيرُ اَلْأَزْوَاجِ، يَسْكُنُ مَكَّةَ مِنْ مَوْضِعِ أَسَاسٍ وَطِئَ 24إِبْرَاهِيمُ ، نَسْلُهُ مِنْ مُبَارَكَةَ، وَ هِيَ ضَرَّةُ أُمِّكَ فِي اَلْجَنَّةِ ، لَهُ شَأْنٌ مِنَ اَلشَّأْنِ، تَنَامُ عَيْنَاهُ وَ لاَ يَنَامُ قَلْبُهُ، يَأْكُلُ اَلْهَدِيَّةَ وَ لاَ يَقْبَلُ اَلصَّدَقَةَ، لَهُ حَوْضٌ مِنْ شَفِيرِ زَمْزَمَ إِلَى مَغِيبِ اَلشَّمْسِ، يُدْفَقُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ اَلرَّحِيقِ وَ اَلتَّسْنِيمِ؛ فِيهِ أَكَاوِيبُ عَدَدَ نُجُومِ اَلسَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً، وَ ذَلِكَ بِتَفْضِيلِي إِيَّاهُ عَلَى سَائِرِ اَلْمُرْسَلِينَ ، يُوَافِقُ قَوْلُهُ فِعْلَهُ، وَ سَرِيرَتُهُ عَلاَنِيَتَهُ، فَطُوبَى لَهُ وَ طُوبَى لِأُمَّتِهِ اَلَّذِينَ عَلَى مِلَّتِهِ يَحْيَونَ، وَ عَلَى سُنَّتِهِ يَمُوتُونَ، وَ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ يَمِيلُونَ، آمِنِينَ مُؤْمِنِينَ، مُطْمَئِنِّينَ مُبَارَكِينَ، يَظْهَرُ فِي زَمَنِ قَحْطٍ وَ جَدْبٍ، فَيَدْعُونِّي فَتُرْخِي اَلسَّمَاءُ عَزَالِيَهَا حَتَّى يُرَى أَثَرُ بَرَكَاتِهَا فِي أَكْنَافِهَا، وَ أُبَارِكُ فِيمَا يَضَعُ فِيهِ يَدَهُ. قَالَ: إِلَهِي سَمِّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ أَحْمَدُ ، وَ هُوَ ، مُحَمَّدٌ رَسُولِي إِلَى اَلْخَلْقِ كَافَّةً، وَ أَقْرَبُهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً، وَ أَخْصَصُهُمْ عِنْدِي شَفَاعَةً، لاَ يَأْمُرُ إِلاَّ بِمَا أُحِبُّ وَ يَنْهَى لِمَا أَكْرَهُ. قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: فَأَنَّى تَقْدَمُ بِنَا عَلَى مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ؟ قَالَ: نَشْهَدُ أَحْوَالَهُ وَ نَنْظُرُ آيَاتِهِ ، فَإِنْ يَكُنْ هُوَ سَاعَدْنَاهُ بِالْمَسْأَلَةِ، وَ نَكُفُّهُ بِأَمْوَالِنَا عَنْ أَهْلِ دِينِنَا مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُ بِنَا، وَ إِنْ يَكُ كَاذِباً كَفَيْنَاهُ بِكَذِبِهِ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. قَالَ: وَ لِمَ إِذَا رَأَيْتَ اَلْعَلاَمَةَ لاَ تَتْبَعُهُ؟ قَالَ: أَ مَا رَأَيْتَ مَا فَعَلَ بِنَا هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمُ؟ أَكْرَمُونَا وَ مَوَّلُونَا، وَ نَصَبُوا لَنَا اَلْكَنَائِسَ وَ أَعْلَوْا فِيهَا ذِكْرَنَا، فَكَيْفَ تَطِيبُ اَلنَّفْسُ بِالدُّخُولِ فِي دِينٍ يَسْتَوِي فِيهِ اَلشَّرِيفُ وَ اَلْوَضِيعُ؟ فَلَمَّا قَدِمُوا اَلْمَدِينَةَ ، قَالَ مَنْ رَآهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : مَا رَأَيْنَا وَفْداً مِنْ وُفُودِ اَلْعَرَبِ كَانُوا أَجْمَلَ مِنْهُمْ، لَهُمْ شُعُورٌ وَ عَلَيْهِمْ ثِيَابُ اَلْحَبْرِ، وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مُتَنَاءٍ عَنِ اَلْمَسْجِدِ ، وَ حَضَرَتْ صَلاَتُهُمْ، فَقَامُوا فَصَلَّوْا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) تِلْقَاءَ اَلْمَشْرِقِ، فَهَمَّ بِهِمْ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) تَمْنَعُهُمْ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ، فَقَالَ: «دَعُوهُمْ» فَلَمَّا قَضَوْا صَلاَتَهُمْ جَلَسُوا إِلَيْهِ وَ نَاظَرُوهُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا اَلْقَاسِمِ ، حَاجِّنَا فِي 44عِيسَى ؟ قَالَ: «هُوَ عَبْدُ اَللَّهِ، وَ رَسُولُهُ ، وَ كَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ، وَ رُوحٌ مِنْهُ». فَقَالَ أَحَدُهُمْ: بَلْ هُوَ وَلَدُهُ وَ ثَانِي اِثْنَيْنِ. وَ قَالَ آخَرُ: بَلْ هُوَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ، أَبٌ وَ اِبْنٌ وَ رُوحُ اَلْقُدُسِ، وَ قَدْ سَمِعْنَاهُ فِي قُرْآنٍ نَزَلَ عَلَيْكَ يَقُولُ: فَعَلْنَا وَ جَعَلْنَا وَ خَلَقْنَا، وَ لَوْ كَانَ وَاحِداً لَقَالَ: خَلَقْتُ وَ جَعَلْتُ وَ فَعَلْتُ. فَتَغَشَّى اَلنَّبِيَّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلْوَحْيُ فَنَزَلَ عَلَيْهِ صَدْرُ سُورَةِ 3آلِ عِمْرَانَ إِلَى قَوْلِهِ رَأْسِ اَلسِّتِّينَ مِنْهَا: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَكَ مِنَ اَلْعِلْمِ فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ. فَقَصَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) [اَلْقِصَّةَ وَ تَلاَ] اَلْقُرْآنَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ وَ اَللَّهِ أَتَاكُمْ بِالْفَصْلِ مِنْ خَبَرِ صَاحِبِكُمْ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : «إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَمَرَنِي بِمُبَاهَلَتِكُمْ». فَقَالُوا: إِذَا كَانَ غَداً بَاهَلْنَاكَ، فَقَالَ اَلْقَوْمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: حَتَّى نَنْظُرَ بِمَا يُبَاهِلُنَا غَداً بِكَثْرَةِ أَتْبَاعِهِ مِنْ أَوْبَاشِ اَلنَّاسِ، أَمْ بِالْقِلَّةِ مِنْ أَهْلِ اَلصَّفْوَةِ وَ اَلطَّهَارَةِ، فَإِنَّهُمْ وَشِيجُ اَلْأَنْبِيَاءِ، وَ مَوْضِعُ نَهْلِهِمْ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ اَلْغَدِ غَدَا اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِيَمِينِهِ عَلِيٌّ ، وَ بِيَسَارِهِ اَلْحَسَنُ وَ اَلْحُسَيْنُ ، وَ مِنْ وَرَائِهِمْ فَاطِمَةُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِمْ)، عَلَيْهِمُ اَلنِّمَارُ اَلنَّجْرَانِيَّةُ ، وَ عَلَى كَتِفِ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) كِسَاءٌ قَطَوَانِيٌّ رَقِيقٌ خَشِنٌ لَيْسَ بِكَثْيفٍ وَ لاَ لَيِّنٍ، فَأَمَرَ بِشَجَرَتَيْنِ فَكُسِحَ مَا بَيْنَهُمَا، وَ نَشَرَ اَلْكِسَاءَ عَلَيْهِمَا، وَ أَدْخَلَهُمْ تَحْتَ اَلْكِسَاءِ، وَ أَدْخَلَ مَنْكِبَهُ اَلْأَيْسَرَ مَعَهُمْ تَحْتَ اَلْكِسَاءِ مُعْتَمِداً عَلَى قَوْسِهِ اَلنَّبْعِ، وَ رَفَعَ يَدَهُ اَلْيُمْنَى إِلَى اَلسَّمَاءِ لِلْمُبَاهَلَةِ ، وَ أَشْرَفَ اَلنَّاسُ يَنْظُرُونَ وَ اِصْفَرَّ لَوْنُ اَلسَّيِّدِ وَ اَلْعَاقِبِ وَ زُلْزِلاَ حَتَّى كَادَا أَنْ تَطِيشَ عُقُولُهُمَا. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَ نُبَاهِلُهُ؟ قَالَ: أَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ مَا بَاهَلَ قَوْمٌ قَطُّ نَبِيّاً فَنَشَأَ صَغِيرُهُمْ أَوْ بَقِيَ كَبِيرُهُمْ؟ وَ لَكِنْ أَرِهِ أَنَّكَ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ، وَ أَعْطِهِ مِنَ اَلْمَالِ وَ اَلسِّلاَحِ مَا أَرَادَ، فَإِنَّ اَلرَّجُلَ مُحَارِبٌ، وَ قُلْ لَهُ: أَ بِهَؤُلاَءِ تُبَاهِلُنَا؟ لِئَلاَّ يَرَى أَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَتْ مَعْرِفَتُنَا بِفَضْلِهِ وَ فَضْلِ أَهْلِ بَيْتِهِ . فَلَمَّا رَفَعَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَدَهُ إِلَى اَلسَّمَاءِ لِلْمُبَاهَلَةِ ، قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: وَ أَيُّ رَهْبَانِيَّةٍ؟ دَارِكِ اَلرَّجُلَ، فَإِنَّهُ إِنْ فَاهَ بِبَهْلَةٍ لَمْ نَرْجِعْ إِلَى أَهْلٍ وَ لاَ مَالٍ. فَقَالاَ: يَا أَبَا اَلْقَاسِمِ ، أَ فَبِهَؤُلاَءِ تُبَاهِلُنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، هَؤُلاَءِ أَوْجَهُ مَنْ عَلَى وَجْهِ اَلْأَرْضِ بَعْدِي إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَجِيهَةً، وَ أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ وَسِيلَةً». قَالَ: فَبَصْبَصَا يَعْنِي اِرْتَعَدَا وَ كَرَّا وَ قَالاَ لَهُ: يَا أَبَا اَلْقَاسِمِ ، نُعْطِيكَ أَلْفَ سَيْفٍ، وَ أَلْفَ دِرْعٍ، وَ أَلْفَ حَجَفَةٍ وَ أَلْفَ دِينَارٍ كُلَّ عَامٍ، عَلَى أَنَّ اَلدِّرْعَ وَ اَلسَّيْفَ وَ اَلْحَجَفَةَ عِنْدَكَ إِعَارَةٌ حَتَّى يَأْتِيَ مَنْ وَرَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا فَنُعْلِمَهُمْ بِالَّذِي رَأَيْنَا وَ شَاهَدْنَا، فَيَكُونَ اَلْأَمْرُ عَلَى مَلَإٍ مِنْهُمْ، فَإِمَّا اَلْإِسْلاَمَ ، وَ إِمَّا اَلْجِزْيَةَ، وَ إِمَّا اَلْمُقَاطَعَةَ فِي كُلِّ عَامٍ. فَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) : «قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْكُمَا، أَمَا وَ اَلَّذِي بَعَثَنِي بِالْكَرَامَةِ، لَوْ بَاهَلْتُمُونِي بِمَنْ تَحْتَ اَلْكِسَاءِ لَأَضْرَمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْكُمُ اَلْوَادِيَ نَاراً تَأَجَّجُ تَأَجُّجاً، حَتَّى يُسَاقَهَا إِلَى مَنْ وَرَاءَكُمْ فِي أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ فَأَحْرَقَتْهُمْ تَأَجُّجاً». فَهَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ اَلرُّوحُ اَلْأَمِينُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اَللَّهَ يُقْرِئُكَ اَلسَّلاَمَ، وَ يَقُولُ لَكَ: وَ عِزَّتِي وَ جَلاَلِي وَ اِرْتِفَاعِ مَكَانِي لَوْ بَاهَلْتَ بِمَنْ تَحْتَ اَلْكِسَاءِ أَهْلَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ أَهْلَ اَلْأَرْضِ لَتَسَاقَطَتِ اَلسَّمَاءُ كِسَفاً مُتَهَافِتَةً، وَ لَتَقَطَّعَتِ اَلْأَرَضُونَ زُبَراً سَابِحَةً ، فَلَمْ يَسْتَقِرَّ عَلَيْهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَرَفَعَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: «وَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكُمْ حَقَّكُمْ، وَ بَخَسَنِيَ اَلْأَجْرَ اَلَّذِي اِفْتَرَضَهُ اَللَّهُ فِيكُمْ عَلَيْهِمْ، بَهْلَةُ اَللَّهِ تَتَابَعُ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ ».
و أخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبى حماد قال في قراءة ابن مسعود فناداه جبريل و هو قائم يصلى في المحراب
و أخرج ابن المنذر و ابن مردويه عن ابن مسعود قال ذكر و الملائكة ثم تلا إِنَّ اَلَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ اَلْمَلاٰئِكَةَ تَسْمِيَةَ اَلْأُنْثىٰ و كان يقرؤها فناداه الملائكة
و أخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ قال كان عيسى و يحيى ابني خالة و كانت أم يحيى تقول لمريم انى أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك فذلك تصديقه بعيسى سجوده في بطن أمه و هو أول من صدق بعيسى و كلمه عيسى و يحيى أكبر من عيسى
و أخرج ابن جرير عن السدى قال لقيت أم يحيى أم عيسى و هذه حامل يحيى و هذه حامل بعيسى فقالت امرأة زكريا انى وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك قوله تعالى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ
14و أخرج الخطيب في تاريخه عن ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه و سلم قرأ فناداه الملائكة 7 بالتاء
و أخرج ابن المنذر عن ابراهيم قال كان عبد الله يذكر الملائكة في القرآن
و أخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبى النجود انه قرأ فَنٰادَتْهُ اَلْمَلاٰئِكَةُ بالتاء ان الله بنصب الالف يُبَشِّرُكَ مثقلة
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن قتادة قال ان الملائكة شافهته بذلك مشافهة فبشرته بيحيى
و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن قتادة أَنَّ اَللّٰهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيىٰ قال انما سمى يحيى لان الله أحياه بالايمان
و أخرج ابن عدى و الدارقطني في الافراد و البيهقي و ابن عساكر عن ابن مسعود مرفوعا خلق الله فرعون في بطن أمه كافرا و خلق يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا
و أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ قال عيسى بن مريم و الكلمة يعنى تكون بكلمة من الله
و أخرج أحمد في الزهد و ابن جرير عن مجاهد قال قالت امرأة زكريا لمريم انى أجد الذي في بطني يتحرك للذي في بطنك فوضعت امرأة زكريا يحيى عليه السلام و مريم عيسى عليه السلام و ذلك قوله مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ قال يحيى مصدق بعيسى
و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن الضحاك في قوله مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ قال كان يحيى أول من صدق بعيسى و شهد انه كلمة من الله قال و كان يحيى ابن خالة عيسى و كان أكبر من عيسى
و أخرج ابن أبى شيبة عن أبى ذر قال ان من أشراط الساعة ان تتخذ المذابح في المساجد
1و أخرج ابن أبى شيبة عن على انه كره الصلاة في الطاق
و أخرج ابن أبى شيبة عن ابراهيم انه كان يكره الصلاة في الطاق
و أخرج ابن أبى شيبة عن سالم بن أبى الجعد انه كان يكره المذابح في المساجد
و أخرج ابن أبى شيبة عن كعب انه كره المذابح في المسجد
و أخرج ابن جرير عن معاذ الكوفي قال من قرأ يبشر مثقلة فانه من البشارة و من قرأ يبشر مخففة بنصب الباء فانه من السرور
أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ثابت قال الصلاة خدمة الله في الأرض و لو علم الله شيأ أفضل من الصلاة ما قال فَنٰادَتْهُ اَلْمَلاٰئِكَةُ وَ هُوَ قٰائِمٌ يُصَلِّي
أخرج ابن المنذر عن السدى المحراب المصلى
14و أخرج الطبراني و البيهقي في سننه عن ابن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اتقوا هذه المذابح يعنى المحاريب