14,6,1,11582 / _1 قَالَ اَلْإِمَامُ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : وَ قٰالُوا يَعْنِي اَلْيَهُودَ وَ اَلنَّصَارَى ، قَالَتِ اَلْيَهُودُ : لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاّٰ مَنْ كٰانَ هُوداً ، وَ قَوْلُهُ: أَوْ نَصٰارىٰ يَعْنِي وَ قَالَتِ اَلنَّصَارَى : لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ نَصْرَانِيّاً . قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : وَ قَدْ قَالَ غَيْرُهُمْ، قَالَتِ اَلدَّهْرِيَّةُ : اَلْأَشْيَاءُ لاَ بَدْءَ لَهَا، وَ هِيَ دَائِمَةٌ، وَ مَنْ خَالَفَنَا فِي هَذَا فَهُوَ ضَالٌّ مُخْطِئٌ مُضِلٌّ. وَ قَالَتِ اَلثَّنَوِيَّةُ : اَلنُّورُ وَ اَلظُّلْمَةُ هُمَا اَلْمُدَبِّرَانِ، وَ مَنْ خَالَفَنَا فِي هَذَا فَقَدْ ضَلَّ. وَ قَالَ مُشْرِكُو اَلْعَرَبِ : إِنَّ أَوْثَانَنَا آلِهَةٌ، مَنْ خَالَفَنَا فِي هَذَا ضَلَّ. فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: تِلْكَ أَمٰانِيُّهُمْ اَلَّتِي يَتَمَنَّوْنَهَا قُلْ لَهُمْ: هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ عَلَى مَقَالَتِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ. وَ قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، وَ قَدْ ذُكِرَ عِنْدَهُ اَلْجِدَالُ فِي اَلدِّينِ، وَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ وَ اَلْأَئِمَّةَ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ) قَدْ نَهَوْا عَنْهُ، فَقَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : لَمْ يُنْهَ عَنْهُ مُطْلَقاً، لَكِنَّهُ نُهِيَ عَنِ اَلْجِدَالِ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، أَ مَا تَسْمَعُونَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وَ قَوْلُهُ تَعَالَى: اُدْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ . فَالْجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ قَدْ قَرَنَهُ اَلْعُلَمَاءُ بِالدِّينِ، وَ اَلْجِدَالُ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ مُحَرَّمٌ حَرَّمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَى شِيعَتِنَا ، وَ كَيْفَ يُحَرِّمُ اَللَّهُ اَلْجِدَالَ جُمْلَةً، وَ هُوَ يَقُولُ: وَ قٰالُوا لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاّٰ مَنْ كٰانَ هُوداً أَوْ نَصٰارىٰ وَ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: تِلْكَ أَمٰانِيُّهُمْ قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ ؟ فَجَعَلَ اَللَّهُ عَلَمَ اَلصِّدْقِ وَ اَلْإِيمَانِ بِالْبُرْهَانِ، [وَ هَلْ يُؤْتَى بِالْبُرْهَانِ] إِلاَّ فِي اَلْجِدَالِ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِأَصْحَابِهِ : قُولُوا: إِيّٰاكَ نَعْبُدُ أَيْ نَعْبُدُ وَاحِداً، لاَ نَقُولُ كَمَا قَالَتِ اَلدَّهْرِيَّةُ : إِنَّ اَلْأَشْيَاءَ لاَ بَدْءَ لَهَا وَ هِيَ دَائِمَةٌ، وَ لاَ كَمَا قَالَتِ اَلثَّنَوِيَّةُ اَلَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ اَلنُّورَ وَ اَلظُّلْمَةَ هُمَا اَلْمُدَبِّرَانِ، وَ لاَ كَمَا قَالَ مُشْرِكُو اَلْعَرَبِ: إِنَّ أَوْثَانَنَا آلِهَةٌ، فَلاَ نُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، وَ لاَ نَدْعُو مِنْ دُونِكَ إِلَهاً، كَمَا يَقُولُ هَؤُلاَءِ اَلْكُفَّارُ ، وَ لاَ نَقُولُ كَمَا قَالَتِ اَلْيَهُودُ وَ اَلنَّصَارَى : إِنَّ لَكَ وَلَداً، تَعَالَيْتَ عَنْ ذَلِكَ [عُلُوّاً كَبِيراً]». قَالَ: «فَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَ قٰالُوا لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاّٰ مَنْ كٰانَ هُوداً أَوْ نَصٰارىٰ وَ قَالَ غَيْرُهُمْ مِنْ هَؤُلاَءِ اَلْكُفَّارِ مَا قَالُوا، قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: يَا مُحَمَّدُ تِلْكَ أَمٰانِيُّهُمْ اَلَّتِي يَتَمَنَّوْنَهَا بِلاَ حُجَّةٍ قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ حُجَّتَكُمْ عَلَى دَعْوَاكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ كَمَا أَتَى مُحَمَّدٌ بِبَرَاهِينِهِ اَلَّتِي سَمِعْتُمُوهَا. ثُمَّ قَالَ: بَلىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّٰهِ يَعْنِي كَمَا فَعَلَ هَؤُلاَءِ اَلَّذِينَ آمَنُوا بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَمَّا سَمِعُوا بَرَاهِينَهُ وَ حُجَجَهُ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فِي عَمَلِهِ لِلَّهِ فَلَهُ أَجْرُهُ ثَوَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ يَوْمَ فَصْلِ اَلْقَضَاءِ وَ لاٰ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ حِينَ يَخَافُ اَلْكَافِرُونَ مِمَّا يُشَاهِدُونَهُ مِنَ اَلْعَذَابِ وَ لاٰ هُمْ يَحْزَنُونَ عِنْدَ اَلْمَوْتِ، لِأَنَّ اَلْبِشَارَةَ بِالْجِنَانِ تَأْتِيهِمْ».
64819 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ اَلْقَاسِمِ بْنِ بُرَيْدٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو اَلزُّبَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَيُّهَا اَلْعَالِمُ، أَخْبِرْنِي أَيُّ اَلْأَعْمَالِ أَفْضَلُ عِنْدَ اَللَّهِ؟ قَالَ: «مَا لاَ يَقْبَلُ اَللَّهُ شَيْئاً إِلاَّ بِهِ». قُلْتُ: وَ مَا هُوَ؟ قَالَ: «اَلْإِيمَانُ بِاللَّهِ اَلَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَعْلَى اَلْأَعمَالِ دَرَجَةً، وَ أَشْرَفُهَا مَنْزِلَةً، وَ أَسْنَاهَا حَظّاً». قَالَ: قُلْتُ: أَ لاَ تُخْبِرُنِي عَنِ اَلْإِيمَانِ، أَ قَوْلٌ هُوَ وَ عَمَلٌ، أَمْ قَوْلٌ بِلاَ عَمَلٍ؟ فَقَالَ: «اَلْإِيمَانُ عَمَلٌ كُلُّهُ، وَ اَلْقَوْلُ بَعْضُ ذَلِكَ اَلْعَمَلِ، بِفَرْضٍ مِنَ اَللَّهِ بَيَّنَ فِي كِتَابِهِ، وَاضِحٍ نُورُهُ، ثَابِتَةٍ حُجَّتُهُ، يَشْهَدُ لَهُ بِهِ اَلْكِتَابُ، وَ يَدْعُوهُ إِلَيْهِ». قَالَ: قُلْتُ لَهُ: صِفْهُ لِي جُعِلْتُ فِدَاكَ حَتَّى أَفْهَمَهُ. قَالَ: «اَلْإِيمَانُ حَالاَتٌ وَ دَرَجَاتٌ وَ طَبَقَاتٌ وَ مَنَازِلُ، فَمِنْهُ اَلتَّامُّ اَلْمُنْتَهِي تَمَامُهُ، وَ مِنْهُ اَلنَّاقِصُ اَلْبَيِّنُ نُقْصَانُهُ، وَ مِنْهُ اَلرَّاجِحُ اَلزَّائِدُ رُجْحَانُهُ». قُلْتُ: إِنَّ اَلْإِيمَانَ لَيَتُمُّ وَ يَنْقُصُ وَ يَزِيدُ؟ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: كَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: «لِأَنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَرَضَ اَلْإِيمَانَ عَلَى جَوَارِحِ اِبْنِ 18آدَمَ ، وَ قَسَمَهُ عَلَيْهَا، وَ فَرَّقَهُ فِيهَا، فَلَيْسَ مِنْ جَوَارِحِهِ جَارِحَةٌ إِلاَّ وَ قَدْ وُكِّلَتْ مِنَ اَلْإِيمَانِ بِغَيْرِ مَا وُكِّلَتْ بِهِ أُخْتُهَا، فَمِنْهَا قَلْبُهُ اَلَّذِي بِهِ يَعْقِلُ وَ يَفْقَهُ وَ يَفْهَمُ، وَ هُوَ أَمِيرُ بَدَنِهِ اَلَّذِي لاَ تَرِدُ اَلْجَوَارِحُ وَ لاَ تَصْدُرُ إِلاَّ عَنْ رَأْيِهِ وَ أَمْرِهِ، وَ مِنْهَا عَيْنَاهُ اَللَّتَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَ أُذُنَاهُ اَللَّتَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا، وَ يَدَاهُ اَللَّتَانِ يَبْطِشُ بِهِمَا، وَ رِجْلاَهُ اَللَّتَانِ يَمْشِي بِهِمَا، وَ فَرْجُهُ اَلَّذِي اَلْبَاهُ مِنْ قِبَلِهِ، وَ لِسَانُهُ اَلَّذِي يَنْطِقُ بِهِ، وَ رَأْسُهُ اَلَّذِي فِيهِ وَجْهُهُ. فَلَيْسَ مِنْ هَذِهِ جَارِحَةٌ إِلاَّ وَ قَدْ وُكِّلَتْ مِنَ اَلْإِيمَانِ بِغَيْرِ مَا وُكِّلَتْ بِهِ أُخْتُهَا، بِفَرْضٍ مِنَ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اِسْمُهُ، يَنْطِقُ بِهِ اَلْكِتَابُ لَهَا، وَ يَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهَا، فَفَرَضَ عَلَى اَلْقَلْبِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اَلسَّمْعِ، وَ فَرَضَ عَلَى اَلسَّمْعِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اَلْعَيْنَيْنِ، وَ فَرَضَ عَلَى اَلْعَيْنَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اَللِّسَانِ، وَ فَرَضَ عَلَى اَللِّسَانِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اَلْيَدَيْنِ، وَ فَرَضَ عَلَى اَلْيَدَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اَلرِّجْلَيْنِ، وَ فَرَضَ عَلَى اَلرِّجْلَيْنِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اَلْفَرْجِ، وَ فَرَضَ عَلَى اَلْفَرْجِ غَيْرَ مَا فَرَضَ عَلَى اَلْوَجْهِ. فَأَمَّا مَا فَرَضَ عَلَى اَلْقَلْبِ مِنَ اَلْإِيمَانِ فَالْإِقْرَارُ وَ اَلْمَعْرِفَةُ وَ اَلْمَحَبَّةُ وَ اَلرِّضَا وَ اَلتَّسْلِيمُ، بِأَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، إِلَهاً وَاحِداً لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَ لاَ وَلَداً، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ اَلْإِقْرَارُ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ مِنْ نَبِيٍّ أَوْ كِتَابٍ، فَذَلِكَ مَا فَرَضَ اَللَّهُ عَلَى اَلْقَلْبِ مِنَ اَلْإِقْرَارِ وَ اَلْمَعْرِفَةِ، وَ هُوَ عَمَلُهُ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: إِلاّٰ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ وَ لٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً ، وَ قَالَ: أَلاٰ بِذِكْرِ اَللّٰهِ تَطْمَئِنُّ اَلْقُلُوبُ وَ قَالَ: اَلَّذِينَ قٰالُوا آمَنّٰا بِأَفْوٰاهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ، وَ قَالَ: وَ إِنْ تُبْدُوا مٰا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحٰاسِبْكُمْ بِهِ اَللّٰهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشٰاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشٰاءُ ، فَذَلِكَ مَا فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى اَلْقَلْبِ مِنَ اَلْإِقْرَارِ وَ اَلْمَعْرِفَةِ وَ هُوَ عَمَلُهُ وَ هُوَ رَأْسُ اَلْإِيمَانِ. وَ فَرَضَ اَللَّهُ عَلَى اَللِّسَانِ اَلْقَوْلَ وَ اَلتَّعْبِيرَ عَنِ اَلْقَلْبِ بِمَا عَقَدَ عَلَيْهِ وَ أَقَرَّ بِهِ، قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً ، وَ قَالَ: وَ قُولُوا آمَنّٰا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنٰا وَ أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَ إِلٰهُنٰا وَ إِلٰهُكُمْ وٰاحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ، فَهَذَا مَا فَرَضَ اَللَّهُ عَلَى اَللِّسَانِ، وَ هُوَ عَمَلُهُ. وَ فَرَضَ عَلَى اَلسَّمْعِ أَنْ يَتَنَزَّهَ عَنِ اَلاِسْتِمَاعِ إِلَى مَا حَرَّمَ اَللَّهُ، وَ أَنْ يُعْرِضَ عَمَّا لاَ يَحِلُّ لَهُ مِمَّا نَهَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ، وَ اَلْإِصْغَاءِ إِلَى مَا أَسْخَطَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ: وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي اَلْكِتٰابِ أَنْ إِذٰا سَمِعْتُمْ آيٰاتِ اَللّٰهِ يُكْفَرُ بِهٰا وَ يُسْتَهْزَأُ بِهٰا فَلاٰ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ، ثُمَّ اِسْتَثْنَى عَزَّ وَ جَلَّ مَوْضِعَ اَلنِّسْيَانِ، فَقَالَ: وَ إِمّٰا يُنْسِيَنَّكَ 1اَلشَّيْطٰانُ فَلاٰ تَقْعُدْ بَعْدَ اَلذِّكْرىٰ مَعَ اَلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ ، وَ قَالَ: فَبَشِّرْ عِبٰادِ* `اَلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ اَلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولٰئِكَ اَلَّذِينَ هَدٰاهُمُ اَللّٰهُ وَ أُولٰئِكَ هُمْ أُولُوا اَلْأَلْبٰابِ ، وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: قَدْ أَفْلَحَ اَلْمُؤْمِنُونَ*`اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاٰتِهِمْ خٰاشِعُونَ*`وَ اَلَّذِينَ هُمْ عَنِ اَللَّغْوِ مُعْرِضُونَ*`وَ اَلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكٰاةِ فٰاعِلُونَ ، وَ قَالَ: وَ إِذٰا سَمِعُوا اَللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قٰالُوا لَنٰا أَعْمٰالُنٰا وَ لَكُمْ أَعْمٰالُكُمْ ، وَ قَالَ: وَ إِذٰا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرٰاماً ، فَهَذَا مَا فَرَضَ اَللَّهُ عَلَى اَلسَّمْعِ مِنَ اَلْإِيمَانِ أَنْ لاَ يُصْغِيَ إِلَى مَا لاَ يَحِلُّ لَهُ، وَ هُوَ عَمَلُهُ، وَ هُوَ مِنَ اَلْإِيمَانِ. وَ فَرَضَ عَلَى اَلْبَصَرِ أَنْ لاَ يَنْظُرُ إِلَى مَا حَرَّمَ اَللَّهُ عَلَيْهِ، وَ أَنْ يُعْرِضَ عَمَّا نَهَى اَللَّهُ عَنْهُ مِمَّا لاَ يَحِلُّ لَهُ، وَ هُوَ عَمَلُهُ، وَ هُوَ مِنَ اَلْإِيمَانِ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصٰارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ، فَنَهَاهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى عَوْرَاتِهِمْ، وَ أَنْ يَنْظُرَ اَلْمَرْءُ إِلَى فَرْجِ أَخِيهِ، وَ يَحْفَظَ فَرْجَهُ أَنْ يُنْظَرَ إِلَيْهِ، وَ قَالَ: وَ قُلْ لِلْمُؤْمِنٰاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصٰارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ، مِنْ أَنْ تَنْظُرَ إِحْدَاهُنَّ إِلَى فَرْجِ أُخْتِهَا، وَ تَحْفَظَ فَرْجَهَا مِنْ أَنْ تُنْظَرَ إِلَيْهَا». وَ قَالَ: «كُلُّ شَيْءٍ فِي اَلْقُرْآنِ مِنْ حِفْظِ اَلْفَرْجِ فَهُوَ مِنَ اَلزِّنَا إِلاَّ هَذِهِ اَلْآيَةَ فَإِنَّهَا مِنَ اَلنَّظَرِ. ثُمَّ نَظَمَ مَا فَرَضَ عَلَى اَلْقَلْبِ وَ اَللِّسَانِ وَ اَلسَّمْعِ وَ اَلْبَصَرِ فِي آيَةٍ أُخْرَى، فَقَالَ: وَ مٰا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لاٰ أَبْصٰارُكُمْ وَ لاٰ جُلُودُكُمْ ، يَعْنِي بِالْجُلُودِ اَلْفُرُوجَ وَ اَلْأَفْخَاذَ، وَ قَالَ: وَ لاٰ تَقْفُ مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ اَلسَّمْعَ وَ اَلْبَصَرَ وَ اَلْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً ، فَهَذَا مَا فَرَضَ اَللَّهُ عَلَى اَلْعَيْنَيْنِ مِنْ غَضِّ اَلْبَصَرِ عَمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ هُوَ عَمَلُهُمَا، وَ هُوَ مِنَ اَلْإِيمَانِ. وَ فَرَضَ عَلَى اَلْيَدَيْنِ أَنْ لاَ يُبْطَشَ بِهِمَا إِلَى مَا حَرَّمَ اَللَّهُ، وَ أَنْ يُبْطَشَ بِهِمَا إِلَى مَا أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ فَرَضَ عَلَيْهِمَا مِنَ اَلصَّدَقَةِ وَ صِلَةِ اَلرَّحِمِ وَ اَلْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ وَ اَلطَّهُورِ لِلصَّلاَةِ، فَقَالَ: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا قُمْتُمْ إِلَى اَلصَّلاٰةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى اَلْمَرٰافِقِ وَ اِمْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى اَلْكَعْبَيْنِ ، وَ قَالَ: فَإِذٰا لَقِيتُمُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ اَلرِّقٰابِ حَتّٰى إِذٰا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا اَلْوَثٰاقَ فَإِمّٰا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمّٰا فِدٰاءً حَتّٰى تَضَعَ اَلْحَرْبُ أَوْزٰارَهٰا ، فَهَذَا مَا فَرَضَ اَللَّهُ عَلَى اَلْيَدَيْنِ، لِأَنَّ اَلضَّرْبَ مِنْ عِلاَجِهِمَا. وَ فَرَضَ عَلَى اَلرِّجْلَيْنِ أَنْ لاَ يَمْشِيَ بِهِمَا إِلَى شَيْءٍ مِنْ مَعَاصِي اَللَّهِ، وَ فَرَضَ عَلَيْهِمَا اَلْمَشْيَ إِلَى مَا يُرْضِي اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ، فَقَالَ: وَ لاٰ تَمْشِ فِي اَلْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ اَلْأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ اَلْجِبٰالَ طُولاً ، وَ قَالَ: وَ اِقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَ اُغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ اَلْأَصْوٰاتِ لَصَوْتُ اَلْحَمِيرِ ، وَ قَالَ فِيمَا شَهِدَتِ اَلْأَيْدِي وَ اَلْأَرْجُلُ عَلَى أَنْفُسِهِمَا وَ عَلَى أَرْبَابِهِمَا مِنْ تَضْيِيعِهِمْ لِمَا أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ، وَ فَرَضَهُ عَلَيْهِمَا اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ فَهَذَا أَيْضاً مِمَّا فَرَضَ اَللَّهُ عَلَى اَلْيَدَيْنِ وَ عَلَى اَلرِّجْلَيْنِ، وَ هُوَ عَمَلُهُمَا، وَ هُوَ مِنَ اَلْإِيمَانِ. وَ فَرَضَ عَلَى اَلْوَجْهِ اَلسُّجُودَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَ اَلنَّهَارِ فِي مَوَاقِيتِ اَلصَّلَوَاتِ، فَقَالَ: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِرْكَعُوا وَ اُسْجُدُوا وَ اُعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ اِفْعَلُوا اَلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ هَذِهِ فَرِيضَةٌ جَامِعَةٌ عَلَى اَلْوَجْهِ وَ اَلْيَدَيْنِ وَ اَلرِّجْلَيْنِ، وَ قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَ أَنَّ اَلْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ فَلاٰ تَدْعُوا مَعَ اَللّٰهِ أَحَداً وَ قَالَ فِيمَا فَرَضَ اَللَّهُ عَلَى اَلْجَوَارِحِ مِنَ اَلطَّهُورِ وَ اَلصَّلاَةِ بِهَا، وَ ذَلِكَ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا صَرَفَ نَبِيَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى اَلْكَعْبَةِ عَنْ بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ ، وَ أَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ مٰا كٰانَ اَللّٰهُ لِيُضِيعَ إِيمٰانَكُمْ إِنَّ اَللّٰهَ بِالنّٰاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ فَسَمَّى اَلصَّلاَةَ إِيمَاناً، فَمَنْ لَقِيَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَافِظاً لِجَوَارِحِهِ، مُوفِياً كُلَّ جَارِحَةٍ مِنْ جَوَارِحِهِ مَا فَرَضَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهَا لَقِيَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مُسْتَكْمِلاً لِإِيمَانِهِ، وَ هُوَ مِنْ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ ، وَ مَنْ خَانَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا أَوْ تَعَدَّى مَا أَمَرَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهَا لَقِيَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَاقِصَ اَلْإِيمَانِ». قَالَ: قُلْتُ: قَدْ فَهِمْتُ نُقْصَانَ اَلْإِيمَانِ وَ تَمَامَهُ، فَمِنْ أَيْنَ جَاءَتْ زِيَادَتُهُ؟ فَقَالَ: «قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ إِذٰا مٰا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زٰادَتْهُ هٰذِهِ إِيمٰاناً فَأَمَّا اَلَّذِينَ آمَنُوا فَزٰادَتْهُمْ إِيمٰاناً وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ*`وَ أَمَّا اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزٰادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ . وَ قَالَ: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْنٰاهُمْ هُدىً وَ لَوْ كَانَ كُلُّهُ وَاحِداً لاَ زِيَادَةَ فِيهِ وَ لاَ نُقْصَانَ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ فَضْلٌ عَلَى اَلْآخَرِ، وَ لاَسْتَوَتِ اَلنِّعَمُ فِيهِ، وَ لاَسْتَوَى اَلنَّاسُ وَ بَطَلَ اَلتَّفْضِيلُ، وَ لَكِنْ بِتَمَامِ اَلْإِيمَانِ دَخَلَ اَلْمُؤْمِنُونَ اَلْجَنَّةَ ، وَ بِالزِّيَادَةِ فِي اَلْإِيمَانِ تَفَاضَلَ اَلْمُؤْمِنُونَ بِالدَّرَجَاتِ عِنْدَ اَللَّهِ، وَ بِالنُّقْصَانِ دَخَلَ اَلْمُفَرِّطُونَ اَلنَّارَ ».
6,116190 / _3 اَلْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: «قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ قَدْ ذُكِرَ عِنْدَهُ اَلْجِدَالُ فِي اَلدِّينِ، وَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ اَلْأَئِمَّةَ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) قَدْ نَهَوْا عَنْهُ، فَقَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : لَمْ يُنْهَ عَنْهُ مُطْلَقاً وَ لَكِنَّهُ نُهِيَ عَنِ اَلْجِدَالِ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، أَ مَا تَسْمَعُونَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وَ قَوْلَهُ تَعَالَى: اُدْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ؟ فَالْجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ قَدْ قَرَنَهُ اَلْعُلَمَاءُ بِالدِّينِ، وَ اَلْجِدَالُ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ مُحَرَّمٌ، حَرَّمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَى شِيعَتِنَا ، وَ كَيْفَ يُحَرِّمُ اَللَّهُ اَلْجِدَالَ جُمْلَةً وَ هُوَ يَقُولُ: وَ قٰالُوا لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاّٰ مَنْ كٰانَ هُوداً أَوْ نَصٰارىٰ وَ قَالَ اَللَّهُ: تِلْكَ أَمٰانِيُّهُمْ قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ ؟ فَجَعَلَ اَللَّهُ عِلْمَ اَلصِّدْقِ وَ اَلْإِيمَانَ بِالْبُرْهَانِ، وَ هَلْ يُؤْتَى بِالْبُرْهَانِ إِلاَّ فِي اَلْجِدَالِ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ؟ قِيلَ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، فَمَا اَلْجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وَ اَلَّتِي لَيْسَتْ بِأَحْسَنَ؟ قَالَ: أَمَّا اَلْجِدَالُ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، بِأَنْ تُجَادِلُ مُبْطِلاً فيُورِدَ عَلَيْكَ بَاطِلاً فَلاَ تَرُدَّهُ بِحُجَّةٍ قَدْ نَصَبَهَا اَللَّهُ، وَ لَكِنْ تَجْحَدُ قَوْلَهُ، أَوْ تَجْحَدُ حَقّاً يُرِيدُ ذَلِكَ اَلْمُبْطِلُ أَنْ يُعِينَ بِهِ بَاطِلَهُ، فَتَجْحَدُ ذَلِكَ اَلْحَقَّ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَلَيْكَ فِيهِ حُجَّةٌ، لِأَنَّكَ لاَ تَدْرِي كَيْفَ اَلْمَخْلَصُ مِنْهُ، فَذَلِكَ حَرَامٌ عَلَى شِيعَتِنَا أَنْ يَصِيرُوا فِتْنَةً عَلَى ضُعَفَاءِ إِخْوَانِهِمْ وَ عَلَى اَلْمُبْطِلِينَ، أَمَّا اَلْمُبْطِلُونَ فَيَجْعَلُونَ ضَعْفَ اَلضَّعِيفِ مِنْكُمْ إِذَا تَعَاطَى مُجَادَلَتَهُ وَ ضَعْفَ [مَا] فِي يَدِهِ حُجَّةً لَهُ عَلَى بَاطِلِهِ، وَ أَمَّا اَلضُّعَفَاءُ فَتَغُمُّ قُلُوبُهُمْ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ ضَعْفِ اَلْمُحِقِّ فِي يَدِ اَلْمُبْطِلِ. وَ أَمَّا اَلْجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَهُوَ مَا أَمَرَ اَللَّهُ تَعَالَى بِهِ نَبِيَّهُ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يُجَادِلَ بِهِ مَنْ جَحَدَ اَلْبَعْثَ بَعْدَ اَلْمَوْتِ وَ إِحْيَاءَهُ لَهُ، فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى حَاكِياً عَنْهُ: وَ ضَرَبَ لَنٰا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قٰالَ مَنْ يُحْيِ اَلْعِظٰامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ فَقَالَ اَللَّهُ فِي اَلرَّدِّ عَلَيْهِ: قُلْ يَا مُحَمَّدُ يُحْيِيهَا اَلَّذِي أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ*`اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ اَلشَّجَرِ اَلْأَخْضَرِ نٰاراً فَإِذٰا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ إِلَى آخِرِ اَلسُّورَةِ، فَأَرَادَ اَللَّهُ مِنْ نَبِيِّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يُجَادِلَ اَلْمُبْطِلَ اَلَّذِي قَالَ: كَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَبْعَثَ اَللَّهُ هَذِهِ اَلْعِظَامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ؟ فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: قُلْ يُحْيِيهَا اَلَّذِي أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ فَيَعْجِزُ مَنِ اِبْتَدَأَهُ لاَ مِنْ شَيْءٍ أَنْ يُعِيدَهُ بَعْدَ أَنْ يَبْلَى؟! بَلِ اِبْتِدَاؤُهُ أَصْعَبُ عِنْدَكُمْ مِنْ إِعَادَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ اَلشَّجَرِ اَلْأَخْضَرِ نٰاراً أَيْ: إِذَا كَانَ قَدْ أَكْمَنَ اَلنَّارَ اَلْحَارَّةَ فِي اَلشَّجَرِ اَلْأَخْضَرِ اَلرَّطْبِ يَسْتَخْرِجُهَا، فَعَرَّفَكُمْ أَنَّهُ عَلَى إِعَادَةِ مَا يَبْلَى أَقْدَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَ وَ لَيْسَ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ بِقٰادِرٍ عَلىٰ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلىٰ وَ هُوَ اَلْخَلاّٰقُ اَلْعَلِيمُ أَيْ إِذَا كَانَ خَلْقُ اَلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرْضِ أَعْظَمَ وَ أَبْعَدَ فِي أَوْهَامِكُمْ وَ قَدَرِكُمْ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِ مِنْ إِعَادَةِ اَلْبَالِي، فَكَيْفَ جَوَّزْتُمْ مِنَ اَللَّهِ خَلْقَ هَذَا اَلْأَعْجَبِ عِنْدَكُمْ، وَ اَلْأَصْعَبِ لَدَيْكُمْ، وَ لَمْ تُجَوِّزُوا مَا هُوَ أَسْهَلُ عِنْدَكُمْ مِنْ إِعَادَةِ اَلْبَالِي؟ قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فَهَذَا اَلْجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، لِأَنَّ فِيهَا اِنْقِطَاعَ عُرَى اَلْكَافِرِينَ، وَ إِزَالَةَ شُبْهَتِهِمْ؛ وَ أَمَّا اَلْجِدَالُ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَأَنْ تَجْحَدَ حَقّاً لاَ يُمْكِنُكَ أَنْ تُفَرِّقَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ بَاطِلِ مَنْ تُجَادِلُهُ، وَ إِنَّمَا تَدْفَعُهُ عَنْ بَاطِلِهِ بِأَنْ تَجْحَدَ اَلْحَقَّ، فَهَذَا هُوَ اَلْمُحَرَّمُ لِأَنَّكَ مِثْلُهُ، جَحَدَ هُوَ حَقّاً، وَ جَحَدْتَ أَنْتَ حَقّاً آخَرَ». قَالَ: «فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، أَ فَجَادَلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) ؟ فَقَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : مَهْمَا ظَنَنْتَ بِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنْ شَيْءٍ فَلاَ تَظُنَّ بِهِ مُخَالَفَةَ اَللَّهِ، أَ وَ لَيْسَ اَللَّهُ تَعَالَى قَالَ: وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، وَ قَالَ: قُلْ يُحْيِيهَا اَلَّذِي أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ لِمَنْ ضَرَبَ اَللَّهُ مَثَلاً، أَ فَتَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) خَالَفَ مَا أَمَرَهُ اَللَّهُ، فَلَمْ يُجَادِلْ بِمَا أَمَرَهُ اَللَّهُ بِهِ، وَ لَمْ يُخْبِرْ عَنِ اَللَّهِ بِمَا أَمَرَهُ أَنْ يُخْبِرَ بِهِ؟!».
58279 / _5 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ: وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي اَلْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فِي قَوْلِهِ: وَ لَذِكْرُ اَللّٰهِ أَكْبَرُ ، يَقُولُ: «ذِكْرُ اَللَّهِ لِأَهْلِ اَلصَّلاَةِ أَكْبَرُ مِنْ ذِكْرِهِمْ إِيَّاهُ، أَ لاَ تَرَى أَنَّهُ يَقُولُ: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ؟». قَوْلُهُ: وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، قَالَ: اَلْيَهُودُ وَ اَلنَّصَارَى إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، قَالَ: بِالْقُرْآنِ .
6,118280 / _6 اَلْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: «قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ قَدْ ذُكِرَ عِنْدَهُ اَلْجِدَالُ فِي اَلدِّينِ، وَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ اَلْأَئِمَّةَ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) قَدْ نَهَوْا عَنْهُ، فَقَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : لَمْ يُنْهَ عَنْهُ مُطْلَقاً، لَكِنَّهُ نُهِيَ عَنِ اَلْجِدَالِ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، أَ مَا تَسْمَعُونَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ، وَ قَوْلُهُ تَعَالَى: اُدْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ؟ فَالْجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ قَدْ قَرَنَهُ اَلْعُلَمَاءُ بِالدِّينِ، وَ اَلْجِدَالُ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ مُحَرَّمٌ، حَرَّمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَى شِيعَتِنَا ؛ وَ كَيْفَ يُحَرِّمُ اَللَّهُ اَلْجِدَالَ جُمْلَةً، وَ هُوَ يَقُولُ: وَ قٰالُوا لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاّٰ مَنْ كٰانَ هُوداً أَوْ نَصٰارىٰ وَ قَالَ تَعَالَى: تِلْكَ أَمٰانِيُّهُمْ قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ ؟ فَجَعَلَ اَللَّهُ عَلَمَ اَلصِّدْقِ وَ اَلْإِيمَانِ بِالْبُرْهَانِ، وَ هَلْ يَكُونُ اَلْبُرْهَانُ إِلاَّ فِي اَلْجِدَالِ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ؟ فَقِيلَ: يَا بْنَ رَسُولِ اَللَّهِ، فَمَا اَلْجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، وَ اَلَّتِي لَيْسَتْ بِأَحْسَنَ؟ قَالَ: أَمَّا اَلْجِدَالُ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، بِأَنْ تُجَادِلَ مُبْطِلاً، فيُورِدَ عَلَيْكَ بَاطِلاً، فَلاَ تَرُدَّهُ بِحُجَّةٍ قَدْ نَصَبَهَا اَللَّهُ، وَ لَكِنْ تَجْحَدُ قَوْلَهُ، أَوْ تَجْحَدَ حَقّاً يُرِيدُ ذَلِكَ اَلْمُبْطِلُ أَنْ يُعِينَ بِهِ بَاطِلَهُ، فَتَجْحَدَ ذَلِكَ اَلْحَقَّ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَلَيْكَ فِيهِ حُجَّةٌ، لِأَنَّكَ لاَ تَدْرِي كَيْفَ اَلْمَخْلَصُ مِنْهُ، فَذَلِكَ حَرَامٌ عَلَى شِيعَتِنَا أَنْ يَصِيرُوا فِتْنَةً عَلَى ضُعَفَاءِ إِخْوَانِهِمْ، وَ عَلَى اَلْمُبْطِلِينَ: أَمَّا اَلْمُبْطِلُونَ فَيَجْعَلُونَ ضَعْفَ اَلضَّعِيفِ مِنْكُمْ إِذَا تَعَاطَى مُجَادَلَتَهُ، وَ ضَعْفَ مَا فِي يَدِهِ، حُجَّةً لَهُ عَلَى بَاطِلِهِ، وَ أَمَّا اَلضُّعَفَاءُ مِنْكُمْ فَتُغَمُّ قُلُوبُهُمْ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ ضَعْفِ اَلْمُحِقِّ فِي يَدِ اَلْمُبْطِلِ. وَ أَمَّا اَلْجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَهُوَ مَا أَمَرَ اَللَّهُ تَعَالَى بِهِ نَبِيَّهُ أَنْ يُجَادِلَ بِهِ مَنْ جَحَدَ اَلْبَعْثَ بَعْدَ اَلْمَوْتِ، وَ إِحْيَاءَهُ لَهُ، فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى حَاكِياً عَنْهُ: وَ ضَرَبَ لَنٰا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قٰالَ مَنْ يُحْيِ اَلْعِظٰامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ ؟ فَقَالَ اَللَّهُ فِي اَلرَّدِّ عَلَيْهِ: قُلْ يَا مُحَمَّدُ يُحْيِيهَا اَلَّذِي أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ* اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ اَلشَّجَرِ اَلْأَخْضَرِ نٰاراً فَإِذٰا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ إِلَى آخِرِ اَلسُّورَةِ. فَأَرَادَ اَللَّهُ مِنْ نَبِيِّهِ أَنْ يُجَادِلَ اَلْمُبْطِلُ اَلَّذِي قَالَ: كَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَبْعَثَ اَللَّهُ هَذِهِ اَلْعِظَامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ؟ فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: قُلْ يُحْيِيهَا اَلَّذِي أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ ، أَ فَيَعْجِزُ مَنِ اِبْتَدَأَهُ لاَ مِنْ شَيْءٍ أَنْ يُعِيدَهُ بَعْدَ أَنْ يَبْلَى؟ بَلْ اِبْتِدَاؤُهُ أَصْعَبُ عِنْدَكُمْ مِنْ إِعَادَتِهِ. ثُمَّ قَالَ: اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ اَلشَّجَرِ اَلْأَخْضَرِ نٰاراً ، أَيْ إِذَا كَانَ قَدْ أَكْمَنَ اَلنَّارَ اَلْحَارَّةَ فِي اَلشَّجَرِ اَلْأَخْضَرِ اَلرَّطْبِ، يَسْتَخْرِجُهَا، فَعَرَّفَكُمْ أَنَّهُ عَلَى إِعَادَةِ مَا يَبْلَى أَقْدَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَ وَ لَيْسَ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ بِقٰادِرٍ عَلىٰ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلىٰ وَ هُوَ اَلْخَلاّٰقُ اَلْعَلِيمُ ، أَيْ إِذَا كَانَ خَلْقُ اَلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرْضِ أَعْظَمَ وَ أَبْعَدَ فِي أَوْهَامِكُمْ وَ قَدْرِكُمْ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِ مِنْ إِعَادَةِ اَلْبَالِي، فَكَيْفَ جَوَّزْتُمْ مِنَ اَللَّهِ خَلْقَ هَذَا اَلْأَعْجَبِ عِنْدَكُمْ وَ اَلْأَصْعَبِ لَدَيْكُمْ، وَ لَمْ تُجَوِّزُوا مَا هُوَ أَسْهَلُ عِنْدَكُمْ مِنْ إِعَادَةِ اَلْبَالِي؟ فَقَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : فَهَذَا اَلْجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، لِأَنَّ فِيهِ اِنْقِطَاعَ عُرَى اَلْكَافِرِينَ، وَ إِزَالَةَ شُبَهِهِمْ، وَ أَمَّا اَلْجِدَالُ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَأَنْ تَجْحَدَ حَقّاً لاَ يُمْكِنُكَ أَنْ تُفَرِّقَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ بَاطِلِ مَنْ تُجَادِلُهُ، وَ إِنَّمَا تَدْفَعُهُ عَنْ بَاطِلِهِ بِأَنْ تَجْحَدَ اَلْحَقَّ، فَهَذَا هُوَ اَلْمُحَرَّمُ، لِأَنَّكَ مِثْلُهُ، جَحَدَ هُوَ حَقّاً، وَ جَحَدْتَ أَنْتَ حَقّاً آخَرَ».
9285 / _3 وَ عَنْهُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْهَيْثَمِ اَلْعِجْلِيُّ (رَحِمَهُ اَللَّهُ) ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا اَلْقَطَّانُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ بُهْلُولٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي اَلْحَسَنِ اَلْعَبْدِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ اَلْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ اَلسَّمٰاوٰاتُ مَطْوِيّٰاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحٰانَهُ . فَقَالَ: «يَعْنِي مِلْكَهُ لاَ يَمْلِكُهُ مَعَهُ أَحَدٌ، وَ اَلْقَبْضُ مِنَ اَللَّهِ تَعَالَى فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: اَلْمَنْعُ، وَ اَلْبَسْطُ مِنْهُ: اَلْإِعْطَاءُ وَ اَلتَّوْسِيعُ [كَمَا قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ]، وَ اَللّٰهُ يَقْبِضُ وَ يَبْصُطُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ يَعْنِي يُعْطِي وَ يَمْنَعُ ، وَ اَلْقَبْضُ مِنْهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي وَجْهٍ آخَرَ: اَلْأَخْذُ، وَ اَلْأَخْذُ فِي وَجْهِ اَلْقَبُولِ، كَمَا قَالَ: وَ يَأْخُذُ اَلصَّدَقٰاتِ أَيْ يَقْبَلُهَا مِنْ أَهْلِهَا وَ يُثِيبُ عَلَيْهَا». قُلْتُ: فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ اَلسَّمٰاوٰاتُ مَطْوِيّٰاتٌ بِيَمِينِهِ ؟ قَالَ: «اَلْيَمِينُ: اَلْيَدُ، وَ اَلْيَدُ: اَلْقُدْرَةُ وَ اَلْقُوَّةُ، يَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ اَلسَّمٰاوٰاتُ مَطْوِيّٰاتٌ بِيَمِينِهِ أَيْ بِقُدْرَتِهِ وَ قُوَّتِهِ سُبْحٰانَهُ وَ تَعٰالىٰ عَمّٰا يُشْرِكُونَ ».
322 وَ قَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : وَ قَدْ ذَكَرْنَا عِنْدَهُ اَلْجِدَالَ فِي اَلدِّينِ، وَ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ وَ اَلْأَئِمَّةَ عَلَيهِمُ السَّلاَمُ قَدْ نَهَوْا عَنْهُ فَقَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : لَمْ يُنْهَ عَنْهُ مُطْلَقاً، وَ لَكِنَّهُ نُهِيَ عَنِ اَلْجِدَالِ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أَ مَا تَسْمَعُونَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: « وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ » وَ قَوْلَهُ تَعَالَى: « اُدْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ » . فَالْجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ قَدْ قَرَنَهُ اَلْعُلَمَاءُ بِالدِّينِ، وَ اَلْجِدَالُ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ مُحَرَّمٌ حَرَّمَهُ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَى شِيعَتِنَا ، وَ كَيْفَ يُحَرِّمُ اَللَّهُ اَلْجِدَالَ جُمْلَةً وَ هُوَ يَقُولُ: « وَ قٰالُوا لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاّٰ مَنْ كٰانَ هُوداً أَوْ نَصٰارىٰ » وَ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: « تِلْكَ أَمٰانِيُّهُمْ قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ » فَجَعَلَ عِلْمَ اَلصِّدْقِ وَ اَلْإِيمَانِ بِالْبُرْهَانِ، وَ هَلْ يُؤْتَى بِالْبُرْهَانِ إِلاَّ فِي اَلْجِدَالِ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَقِيلَ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَمَا اَلْجِدَالُ« بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ »، وَ اَلَّتِي لَيْسَتْ بِأَحْسَنَ قَالَ: أَمَّا اَلْجِدَالُ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَأَنْ تُجَادِلَ مُبْطِلاً، فَيُورِدَ عَلَيْكَ بَاطِلاً فَلاَ تَرُدَّهُ بِحُجَّةٍ قَدْ نَصَبَهَا اَللَّهُ، وَ لَكِنْ تَجْحَدُ قَوْلَهُ أَوْ تَجْحَدُ حَقّاً يُرِيدُ ذَلِكَ اَلْمُبْطِلُ أَنْ يُعِينَ بِهِ بَاطِلَهُ، فَتَجْحَدُ ذَلِكَ اَلْحَقَّ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَلَيْكَ فِيهِ حُجَّةٌ، لِأَنَّكَ لاَ تَدْرِي كَيْفَ اَلتَّخَلُّصُ مِنْهُ، فَذَلِكَ حَرَامٌ عَلَى شِيعَتِنَا أَنْ يَصِيرُوا فِتْنَةً عَلَى ضُعَفَاءِ إِخْوَانِهِمْ وَ عَلَى اَلْمُبْطِلِينَ. أَمَّا اَلْمُبْطِلُونَ فَيَجْعَلُونَ ضَعْفَ اَلضَّعِيفِ مِنْكُمْ إِذَا تَعَاطَى مُجَادَلَتَهُ وَ ضَعْفَ مَا فِي يَدِهِ حُجَّةً لَهُ عَلَى بَاطِلِهِ . وَ أَمَّا اَلضُّعَفَاءُ فَتُغَمُّ قُلُوبُهُمْ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ ضَعْفِ اَلْمُحِقِّ فِي يَدِ اَلْمُبْطِلِ. وَ أَمَّا اَلْجِدَالُ« بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ » فَهُوَ مَا أَمَرَ اَللَّهُ تَعَالَى بِهِ نَبِيَّهُ أَنْ يُجَادِلَ بِهِ مَنْ جَحَدَ اَلْبَعْثَ بَعْدَ اَلْمَوْتِ وَ إِحْيَاءَهُ لَهُ، فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى حَاكِياً عَنْهُ: « وَ ضَرَبَ لَنٰا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قٰالَ مَنْ يُحْيِ اَلْعِظٰامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ » فَقَالَ اَللَّهُ فِي اَلرَّدِّ عَلَيْهِ:« قُلْ » يَا مُحَمَّدُ « يُحْيِيهَا اَلَّذِي أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ `اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ اَلشَّجَرِ اَلْأَخْضَرِ نٰاراً فَإِذٰا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ » . فَأَرَادَ اَللَّهُ مِنْ نَبِيِّهِ أَنْ يُجَادِلَ اَلْمُبْطِلَ اَلَّذِي قَالَ: كَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُبْعَثَ هَذِهِ اَلْعِظَامُ وَ هِيَ رَمِيمٌ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى:« قُلْ يُحْيِيهَا اَلَّذِي أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ » أَ فَيَعْجِزُ مَنِ اِبْتَدَأَ بِهِ لاَ مِنْ شَيْءٍ أَنْ يُعِيدَهُ بَعْدَ أَنْ يَبْلَى بَلِ اِبْتِدَاؤُهُ أَصْعَبُ عِنْدَكُمْ مِنْ إِعَادَتِهِ. ثُمَّ قَالَ:« اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ اَلشَّجَرِ اَلْأَخْضَرِ نٰاراً » أَيْ إِذَا كَانَ قَدْ كَمَنَ اَلنَّارُ اَلْحَارَّةُ فِي اَلشَّجَرِ اَلْأَخْضَرِ اَلرَّطْبِ يَسْتَخْرِجُهَا، فَعَرَّفَكُمْ أَنَّهُ عَلَى إِعَادَةِ مَا بَلِيَ أَقْدَرُ . ثُمَّ قَالَ:« أَ وَ لَيْسَ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ بِقٰادِرٍ عَلىٰ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلىٰ وَ هُوَ اَلْخَلاّٰقُ اَلْعَلِيمُ » أَيْ إِذَا كَانَ خَلْقُ اَلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرْضِ أَعْظَمَ وَ أَبْعَدَ فِي أَوْهَامِكُمْ وَ قَدَرِكُمْ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِ مِنْ إِعَادَةِ اَلْبَالِي فَكَيْفَ جَوَّزْتُمْ مِنَ اَللَّهِ خَلْقَ هَذَا اَلْأَعْجَبِ عِنْدَكُمْ وَ اَلْأَصْعَبِ لَدَيْكُمْ وَ لَمْ تُجَوِّزُوا مَا هُوَ أَسْهَلُ عِنْدَكُمْ مِنْ إِعَادَةِ اَلْبَالِي فَقَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : فَهَذَا اَلْجِدَالُ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، لِأَنَّ فِيهَا قَطْعَ عُذْرِ اَلْكَافِرِينَ وَ إِزَالَةَ شُبَهِهِمْ. وَ أَمَّا اَلْجِدَالُ بِغَيْرِ اَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَأَنْ تَجْحَدَ حَقّاً لاَ يُمْكِنُكَ أَنْ تُفَرِّقَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ بَاطِلِ مَنْ تُجَادِلُهُ، وَ إِنَّمَا تَدْفَعُهُ عَنْ بَاطِلِهِ بِأَنْ تَجْحَدَ اَلْحَقَّ، فَهَذَا هُوَ اَلْمُحَرَّمُ لِأَنَّكَ مِثْلَهُ، جَحَدَ هُوَ حَقّاً، وَ جَحَدْتَ أَنْتَ حَقّاً آخَرَ. قَالَ [أَبُو مُحَمَّدٍ اَلْحَسَنُ اَلْعَسْكَرِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ] : فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ وَ قَالَ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَ فَجَادَلَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَقَالَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : مَهْمَا ظَنَنْتَ بِرَسُولِ اَللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فَلاَ تَظُنَّ بِهِ مُخَالَفَةَ اَللَّهِ، أَ وَ لَيْسَ اَللَّهُ تَعَالَى قَدْ قَالَ: « وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ » وَ قَالَ:« قُلْ يُحْيِيهَا اَلَّذِي أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ » لِمَنْ ضَرَبَ اَللَّهُ مَثَلاً، أَ فَتَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ خَالَفَ مَا أَمَرَهُ اَللَّهُ، فَلَمْ يُجَادِلْ بِمَا أَمَرَهُ اَللَّهُ بِهِ، وَ لَمْ يُخْبِرْ عَنِ اَللَّهِ بِمَا أَمَرَهُ أَنْ يُخْبِرَ بِهِ!. .
أخرج الفريابي و ابن جرير عن مجاهد في قوله وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قال الذين قالوا مع الله اله أو له ولد أو له شريك أو يَدُ اَللّٰهِ مَغْلُولَةٌ أو الله فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِيٰاءُ أو آذى محمدا صلى الله عليه و سلم وهم أهل الكتاب و في قوله وَ قُولُوا آمَنّٰا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنٰا وَ أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ قال لمن يقول هذا منهم يعنى من لم يقل مع الله اله أو له ولد أو له شريك أو يَدُ اَللّٰهِ مَغْلُولَةٌ أو اَللّٰهَ فَقِيرٌ او آذى محمدا صلى الله عليه و سلم
و أخرج الفريابي و ابن جرير عن مجاهد في قوله وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ قال ان قالوا شرا فقولوا خيرا إِلاَّ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فانتصروا منهم
و أخرج الفريابي و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قال لا تقاتلوا الا من قاتل و لم يعط الجزية و من أدى منهم الجزية فلا تقولوا لهم الا حسنا
و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ قال بلا اله الا الله
و أخرج ابن أبى حاتم عن سفيان ابن حسين في الآية قال التي هِيَ أَحْسَنُ ... قُولُوا آمَنّٰا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنٰا وَ أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَ إِلٰهُنٰا وَ إِلٰهُكُمْ وٰاحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فهذه مجادلتهم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
و أخرج أبو داود في ناسخه و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن الأنباري في المصاحف عن قتادة وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ قال نهى عن مجادلتهم في هذه الآية ثم نسخ ذلك فقال قٰاتِلُوا اَلَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ لاٰ بِالْيَوْمِ اَلْآخِرِ الآية و لا مجادلة أشد من السيف
14 و أخرج البخاري و النسائي و ابن جرير و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و البيهقي في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كان أهل الكتاب يقرؤن التوراة بالعبرانية و يفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تصدقوا أهل الكتاب و لا تكذبوهم وَ قُولُوا آمَنّٰا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنٰا وَ أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَ إِلٰهُنٰا وَ إِلٰهُكُمْ وٰاحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
14 و أخرج عبد الرزاق و الفريابي و ابن جرير عن عطاء بن يسار رضى الله عنه قال كانت اليهود يحدثون أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فيسبحون كأنهم يعجبون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تصدقوهم و لا تكذبوهم وَ قُولُوا آمَنّٰا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنٰا وَ أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَ إِلٰهُنٰا وَ إِلٰهُكُمْ وٰاحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
14 و أخرج عبد الرزاق في المصنف و ابن سعد و أحمد و البيهقي في سننه عن أبى نملة الأنصاري رضى الله عنه ان رجلا من اليهود قال لجنازة أنا أشهد انها تتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم و لا تكذبوهم و قولوا آمنا بالله و كتبه و رسله فان كان حقا لم تكذبوهم و ان كان باطلا لم تصدقوهم
14 و أخرج البيهقي في سننه و في الشعب و الديلمي و أبو نصر السجزي في الإبانة عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شي فإنهم ان يهدوكم و قد ضلوا اما أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق و الله لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له الا أن يتبعني
14 و أخرج عبد الرزاق عن زيد بن أسلم قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تسألوا أهل الكتاب عن شي فإنهم لن يهدوكم و قد ضلوا أنفسهم
و أخرج عبد الرزاق و ابن جرير عن ابن مسعود رضى الله عنه قال لا تسألوا أهل الكتاب عن شي فإنهم لن يهدوكم و قد ضلوا لتكذبوا بحق و تصدقوا بباطل فان كنتم سائليهم لا محلة فانظروا ما واطأ كتاب الله فخذوه و ما خالف كتاب الله فدعوه
1)امام حسن عسكرى عليه السّلام به نقل از اميرالمؤمنين عليه السّلام فرمود: «وَ قٰالُوا» يعنى يهود و مسيحيان.يهود گفتند: «لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاّٰ مَنْ كٰانَ هُوداً» يعنى يهودى «أَوْ نَصٰارىٰ» يعنى مسيحيان گفتند:هيچكس جز مسيحيان وارد بهشت نخواهند شد.اميرالمؤمنين عليه السّلام فرمود:و غير از آنان نيز،اين سخن را گفتند.دهريون گفتند:كائنات،آغازى ندارند و ازلى مىباشند و هركس در اين اعتقاد،با ما مخالفت كند،گمراه و در اشتباه و گمراهكننده است.بتپرستان گفتند: تدبيركنندگان جهان،نور و ظلمت...
1)محمد بن يعقوب مىگويد:از على بن ابراهيم،از پدرش،از بكر بن صالح،از قاسم بن بريد،از ابو عمرو زبيرى،از امام صادق عليه السّلام روايت شده است كه گفت:به او عرض كردم:اى عالم!به من بگوييد كدام عمل نزد خدا بهتر است؟ فرمود:آنكه خدا چيزى را قبول نكند،مگر با انجام آن.عرض كردم،آن چيست؟ فرمود:ايمان به خدا و اينكه خدايى جز او نيست؛بالاترين كارها از لحاظ مرتبت و باشرافتترين آنها از لحاظ جايگاه و افزونترين آنها از لحاظ بهره. عرض كردم:آيا ممكن است ايمان را به من بشناسانى؟آيا ايمان،گفتار و كردار است يا...
3)امام ابو محمد حسن عسكرى عليه السّلام روايت كرده است كه در محضر امام صادق عليه السّلام بيان شد كه رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله و ائمه معصومين عليهم السّلام از جدال و بحث در امر دين نهى فرمودهاند،امام فرمود:نه؛آنها از مطلق جدال نهى نكردهاند،بلكه از جدال با غير آنچه برتر از همه است نهى كردهاند آيا نشنيدهايد كه خداوند مىفرمايد: «وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»؟ 3و يا مىفرمايد «اُدْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ وَ جٰادِلْهُمْ...
5)على بن ابراهيم گويد:در روايت ابو جارود،از امام باقر عليه السلام نقل شده است كه درباره آيه «وَ لَذِكْرُ اَللّٰهِ أَكْبَرُ» مىفرمايد:ذكر نمازگزاران از جانب خداى متعال بزرگتر از ذكر خدا توسط نمازگزاران است؛مگر نمىبينى كه مىفرمايد:«اذكرونى أَذْكُرْكُمْ» 4[مرا ياد كنيد(تا)شما را ياد كنم]و درباره «وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ» مىفرمايد:منظور يهوديان و نصرانيان هستند «إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» يعنى با قرآن1با ايشان مجادله كنيد.
6)امام ابو محمد عسكرى عليه السلام مىفرمايد:امام صادق عليه السلام هنگامى كه موضوع جدل در دين در حضورش مطرح گرديد و اينكه رسول خدا صلى اللّه عليه و آله و امامان عليه السلام از آن نهى كردهاند،فرمود:از آن نهى مطلق نشده،بلكه از جدل به غير احسن نهى شده است،مگر نشنيدهايد خداى عزّ و جلّ مىفرمايد: «وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» و «اُدْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» 2[با حكمت و...
3)و از وى،از احمد بن محمّد بن هيثم عجلى،از احمد بن يحيى بن زكريا قطّان،از بكر بن عبد اللّه بن حبيب،از تميم بن بهلول،از پدرش،از ابو حسن عبدى، از سليمان بن مهران روايت شده است كه او گفت:از حضرت امام جعفر صادق عليه السلام درباره كلام خداوند عزّ و جلّ: «وَ اَلْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ اَلسَّمٰاوٰاتُ مَطْوِيّٰاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحٰانَهُ» پرسيدم،ايشان فرمود:يعنى هيچكس شهريارى او را در كنار او دارا نيست،و در جاى ديگرى،قبض از جانب خداوند متعال به معناى دريغ كردن،و بسط از...
6,11 و في الاحتجاج و تفسير الإِمام عليه السلام : عند قوله تعالىٰ قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ من سورة البقرة ذكر عند الصادق عليه السلام الجدال في الدين و انّ رسول اللّٰه صلَّى اللّٰه عليه و آله و سلم و الأئمّة عليهم السلام نهوا عنه فقال الصادق عليه السلام لم ينه مطلقاً و لكنّه نهىٰ عن الجدال بغير الّتي هي أحسن أ ما تسمعون قوله تعالىٰ وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ و قوله تعالىٰ اُدْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ وَ جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فالجدال بالتي هي أحسن قد أمر به العلماء بالدين و الجدال بغير التي هي أحسن محرّم حرّمه اللّٰه على شيعتِنا و كيف يحرّم اللّٰه الجدال جُمْلةً و هو يقول وَ قٰالُوا لَنْ يَدْخُلَ اَلْجَنَّةَ إِلاّٰ مَنْ كٰانَ هُوداً أَوْ نَصٰارىٰ قال اللّٰه تعالىٰ تِلْكَ أَمٰانِيُّهُمْ قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ فجعل علم الصدق و الايمان بالبرهان و هل يؤتىٰ بالبرهان إلاّ في الجدال بالتي هي و أحسن قيل يا ابن رسول اللّٰه فما الجدال بالتي هي أحسن و التي ليست بأحسن قال أمّا الجدال بغير التي هي أحسن فان تجادل مبطلاً فيورد عليك باطلاً فلا تردّه بحجّة قد نَصَبَهَا اللّٰه و لكن تجحدُ حقّاً تريد بذلك المبطل أن يعين به باطله فتجحد ذٰلك الحقّ مخافة أن يكون عليك فيه حجّة لأنّك لا تدري كيف المخلص منه فذٰلك حرام على شيعتنا أن يصيروا فتنة على ضعفاءِ إخوانهم و على المبطلين أمّا المبطلون فيجعلون ضعف الضّعيف منكم إذا تعاطىٰ مجادلته و ضعف في يده حجّة له علىٰ باطله و أمّا الضعفاء فتغتمّ قلوبهم لما يرون من ضعف المحقّ في يد المبطل و أمّا الجدال بالتي هي أحسن و هو ما أمر اللّٰه به نبيّه أن يجادل به من جحد البَعث بعد الموتِ و احياءِ اللّٰه تعالىٰ له فقال اللّٰه له حاكياً عنه وَ ضَرَبَ لَنٰا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قٰالَ مَنْ يُحْيِ اَلْعِظٰامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ و قال اللّٰه في الردّ عليه قُلْ يا محمد يُحْيِيهَا اَلَّذِي أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ `اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ اَلشَّجَرِ اَلْأَخْضَرِ نٰاراً إلى آخر السورة فأراد اللّٰه من نبيّه أن يجادل المبطل الذي قال كيف يجوز أن يبعث هذه العظام و هي رميم فقال اللّٰه قُلْ يُحْيِيهَا اَلَّذِي أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ أ فيعجز من ابتدائه لا من شيء أن يعيده بعد أن يبلى بل ابتداؤه أصعب عندكم من إعادته ثمّ قال اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ اَلشَّجَرِ اَلْأَخْضَرِ نٰاراً فَإِذٰا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ أي إذا [كمن تكن خ ل] النّار الحارة في الشجر الأخضر الرّطب يستخرجها فعرّفكم أنّه على إعادة ما بلىٰ أقدر ثمّ قال أَ وَ لَيْسَ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ بِقٰادِرٍ عَلىٰ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلىٰ وَ هُوَ اَلْخَلاّٰقُ اَلْعَلِيمُ إذا كان خلق السمٰوات و الأرض أعظم و أبعد في أوهامكم و قدركم أن تقدروا عليه من إعادة البالي فكيف جوّزتم من اللّٰه خلق هذا الأعجب عندكم و الأصعب لديكم و لم تجوّزُوا منه ما هو أسهل عندكم من إعادة البالي قال الصادق عليه السلام فهذا الجدال بالّتي هي أحسن لأنّ فيها قطع عذر الكافرين و إزالة شبهتهم و أمّا الجدال بغير التي هي أحسن فان تجحد حقّاً لا يمكنك أن تفرّق بينه و بين باطل من تجادله و إنّما تدفعه عن باطله بأن تجحَد الحق فهذا هو المحرّم لأنّك مثله جحد هو حقّاً و جحدت أنت حقّاً آخر.
14 و روي عن النبيّ صلّى اللّٰه عليه و آله انّه قال: لا تصدّقوا أهل الكتاب و لا تكذّبوهم و قولوا آمنّا باللّٰه و بكتبه و رسله فان قالوا باطلاً لم تصدّقوهم و ان قالوا حقّاً لم تكذّبوهم.
6 و في أصول الكافي ، بإسناده إلى أبي عمرو الزّبيرىّ ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنّه قال: (حديث طويل): إنّ اللّه تبارك و تعالى فرض الإيمان على جوارح ابن آدم. و قسّمه عليها. و فرّقه فيها. و فرض اللّه على اللّسان القول و التّعبير عن القلب، بما عقد عليه. و أقرّ به. قال اللّه تبارك و تعالى وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً.