السورة
اسم السورة
الکتاب0
القرن0
المذهب0
الفئات0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
سُورَةٌ أَنزَلۡنَٰهَا وَفَرَضۡنَٰهَا وَأَنزَلۡنَا فِيهَآ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتࣲ لَّعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ1
ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجۡلِدُواْ كُلَّ وَٰحِدࣲ مِّنۡهُمَا مِاْئَةَ جَلۡدَةࣲۖ وَلَا تَأۡخُذۡكُم بِهِمَا رَأۡفَةࣱ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ وَلۡيَشۡهَدۡ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةࣱ مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ2
ٱلزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوۡ مُشۡرِكَةࣰ وَٱلزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوۡ مُشۡرِكࣱۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ3
وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةࣰ وَلَا تَقۡبَلُواْ لَهُمۡ شَهَٰدَةً أَبَدࣰاۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ4
إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ5
وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ أَزۡوَٰجَهُمۡ وَلَمۡ يَكُن لَّهُمۡ شُهَدَآءُ إِلَّآ أَنفُسُهُمۡ فَشَهَٰدَةُ أَحَدِهِمۡ أَرۡبَعُ شَهَٰدَٰتِۭ بِٱللَّهِۙ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ6
وَٱلۡخَٰمِسَةُ أَنَّ لَعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ7
وَيَدۡرَؤُاْ عَنۡهَا ٱلۡعَذَابَ أَن تَشۡهَدَ أَرۡبَعَ شَهَٰدَٰتِۭ بِٱللَّهِۙ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ8
وَٱلۡخَٰمِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ9
وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ10
إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلۡإِفۡكِ عُصۡبَةࣱ مِّنكُمۡۚ لَا تَحۡسَبُوهُ شَرࣰّا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَيۡرࣱ لَّكُمۡۚ لِكُلِّ ٱمۡرِيࣲٕ مِّنۡهُم مَّا ٱكۡتَسَبَ مِنَ ٱلۡإِثۡمِۚ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبۡرَهُۥ مِنۡهُمۡ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمࣱ11
لَّوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمۡ خَيۡرࣰا وَقَالُواْ هَٰذَآ إِفۡكࣱ مُّبِينࣱ12
لَّوۡلَا جَآءُو عَلَيۡهِ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَۚ فَإِذۡ لَمۡ يَأۡتُواْ بِٱلشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ13
وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ لَمَسَّكُمۡ فِي مَآ أَفَضۡتُمۡ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ14
إِذۡ تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمࣱ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنࣰا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمࣱ15
وَلَوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ قُلۡتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبۡحَٰنَكَ هَٰذَا بُهۡتَٰنٌ عَظِيمࣱ16
يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثۡلِهِۦٓ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ17
وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۚ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ18
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمࣱ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ19
وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفࣱ رَّحِيمࣱ20
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ وَمَن يَتَّبِعۡ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدࣰا وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ21
وَلَا يَأۡتَلِ أُوْلُواْ ٱلۡفَضۡلِ مِنكُمۡ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤۡتُوٓاْ أُوْلِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَلۡيَعۡفُواْ وَلۡيَصۡفَحُوٓاْۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِيمٌ22
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡغَٰفِلَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمࣱ23
يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ24
يَوۡمَئِذࣲ يُوَفِّيهِمُ ٱللَّهُ دِينَهُمُ ٱلۡحَقَّ وَيَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ ٱلۡمُبِينُ25
ٱلۡخَبِيثَٰتُ لِلۡخَبِيثِينَ وَٱلۡخَبِيثُونَ لِلۡخَبِيثَٰتِۖ وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَۖ لَهُم مَّغۡفِرَةࣱ وَرِزۡقࣱ كَرِيمࣱ26
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ بُيُوتِكُمۡ حَتَّىٰ تَسۡتَأۡنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ27
فَإِن لَّمۡ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَدࣰا فَلَا تَدۡخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤۡذَنَ لَكُمۡۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ٱرۡجِعُواْ فَٱرۡجِعُواْۖ هُوَ أَزۡكَىٰ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمࣱ28
لَّيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ مَسۡكُونَةࣲ فِيهَا مَتَٰعࣱ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ29
قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ30
وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَاۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّـٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ وَلَا يَضۡرِبۡنَ بِأَرۡجُلِهِنَّ لِيُعۡلَمَ مَا يُخۡفِينَ مِن زِينَتِهِنَّۚ وَتُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ31
وَأَنكِحُواْ ٱلۡأَيَٰمَىٰ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰلِحِينَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ وَإِمَآئِكُمۡۚ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ32
وَلۡيَسۡتَعۡفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغۡنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱلَّذِينَ يَبۡتَغُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِمَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ فَكَاتِبُوهُمۡ إِنۡ عَلِمۡتُمۡ فِيهِمۡ خَيۡرࣰاۖ وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ ءَاتَىٰكُمۡۚ وَلَا تُكۡرِهُواْ فَتَيَٰتِكُمۡ عَلَى ٱلۡبِغَآءِ إِنۡ أَرَدۡنَ تَحَصُّنࣰا لِّتَبۡتَغُواْ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَمَن يُكۡرِههُّنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِنۢ بَعۡدِ إِكۡرَٰهِهِنَّ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ33
وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ ءَايَٰتࣲ مُّبَيِّنَٰتࣲ وَمَثَلࣰا مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمَوۡعِظَةࣰ لِّلۡمُتَّقِينَ34
ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰةࣲ فِيهَا مِصۡبَاحٌۖ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِي زُجَاجَةٍۖ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوۡكَبࣱ دُرِّيࣱّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةࣲ مُّبَٰرَكَةࣲ زَيۡتُونَةࣲ لَّا شَرۡقِيَّةࣲ وَلَا غَرۡبِيَّةࣲ يَكَادُ زَيۡتُهَا يُضِيٓءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَارࣱۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورࣲۚ يَهۡدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَٰلَ لِلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ35
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ36
رِجَالࣱ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةࣱ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِۙ يَخَافُونَ يَوۡمࣰا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ37
لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابࣲ38
وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۭ بِقِيعَةࣲ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمۡ يَجِدۡهُ شَيۡـࣰٔا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ39
أَوۡ كَظُلُمَٰتࣲ فِي بَحۡرࣲ لُّجِّيࣲّ يَغۡشَىٰهُ مَوۡجࣱ مِّن فَوۡقِهِۦ مَوۡجࣱ مِّن فَوۡقِهِۦ سَحَابࣱۚ ظُلُمَٰتُۢ بَعۡضُهَا فَوۡقَ بَعۡضٍ إِذَآ أَخۡرَجَ يَدَهُۥ لَمۡ يَكَدۡ يَرَىٰهَاۗ وَمَن لَّمۡ يَجۡعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورࣰا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ40
أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلطَّيۡرُ صَـٰٓفَّـٰتࣲۖ كُلࣱّ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسۡبِيحَهُۥۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ41
وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ42
أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزۡجِي سَحَابࣰا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيۡنَهُۥ ثُمَّ يَجۡعَلُهُۥ رُكَامࣰا فَتَرَى ٱلۡوَدۡقَ يَخۡرُجُ مِنۡ خِلَٰلِهِۦ وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن جِبَالࣲ فِيهَا مِنۢ بَرَدࣲ فَيُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ وَيَصۡرِفُهُۥ عَن مَّن يَشَآءُۖ يَكَادُ سَنَا بَرۡقِهِۦ يَذۡهَبُ بِٱلۡأَبۡصَٰرِ43
يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةࣰ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ44
وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةࣲ مِّن مَّآءࣲۖ فَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ بَطۡنِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰ رِجۡلَيۡنِ وَمِنۡهُم مَّن يَمۡشِي عَلَىٰٓ أَرۡبَعࣲۚ يَخۡلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ45
لَّقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتࣲ مُّبَيِّنَٰتࣲۚ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ46
وَيَقُولُونَ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعۡنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقࣱ مِّنۡهُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ وَمَآ أُوْلَـٰٓئِكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ47
وَإِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ إِذَا فَرِيقࣱ مِّنۡهُم مُّعۡرِضُونَ48
وَإِن يَكُن لَّهُمُ ٱلۡحَقُّ يَأۡتُوٓاْ إِلَيۡهِ مُذۡعِنِينَ49
أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ٱرۡتَابُوٓاْ أَمۡ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَرَسُولُهُۥۚ بَلۡ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ50
إِنَّمَا كَانَ قَوۡلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ أَن يَقُولُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ51
وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ52
وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِنۡ أَمَرۡتَهُمۡ لَيَخۡرُجُنَّۖ قُل لَّا تُقۡسِمُواْۖ طَاعَةࣱ مَّعۡرُوفَةٌۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ53
قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيۡكُم مَّا حُمِّلۡتُمۡۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ54
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنࣰاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـࣰٔاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ55
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ56
لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ57
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسۡتَـٔۡذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡ وَٱلَّذِينَ لَمۡ يَبۡلُغُواْ ٱلۡحُلُمَ مِنكُمۡ ثَلَٰثَ مَرَّـٰتࣲۚ مِّن قَبۡلِ صَلَوٰةِ ٱلۡفَجۡرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ وَمِنۢ بَعۡدِ صَلَوٰةِ ٱلۡعِشَآءِۚ ثَلَٰثُ عَوۡرَٰتࣲ لَّكُمۡۚ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ وَلَا عَلَيۡهِمۡ جُنَاحُۢ بَعۡدَهُنَّۚ طَوَّـٰفُونَ عَلَيۡكُم بَعۡضُكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمࣱ58
وَإِذَا بَلَغَ ٱلۡأَطۡفَٰلُ مِنكُمُ ٱلۡحُلُمَ فَلۡيَسۡتَـٔۡذِنُواْ كَمَا ٱسۡتَـٔۡذَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمࣱ59
وَٱلۡقَوَٰعِدُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّـٰتِي لَا يَرۡجُونَ نِكَاحࣰا فَلَيۡسَ عَلَيۡهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعۡنَ ثِيَابَهُنَّ غَيۡرَ مُتَبَرِّجَٰتِۭ بِزِينَةࣲۖ وَأَن يَسۡتَعۡفِفۡنَ خَيۡرࣱ لَّهُنَّۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ60
لَّيۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجࣱ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجࣱ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِيضِ حَرَجࣱ وَلَا عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَن تَأۡكُلُواْ مِنۢ بُيُوتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ إِخۡوَٰنِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَعۡمَٰمِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ عَمَّـٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَخۡوَٰلِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمۡ أَوۡ مَا مَلَكۡتُم مَّفَاتِحَهُۥٓ أَوۡ صَدِيقِكُمۡۚ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَأۡكُلُواْ جَمِيعًا أَوۡ أَشۡتَاتࣰاۚ فَإِذَا دَخَلۡتُم بُيُوتࣰا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةࣰ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةࣰ طَيِّبَةࣰۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ61
إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُۥ عَلَىٰٓ أَمۡرࣲ جَامِعࣲ لَّمۡ يَذۡهَبُواْ حَتَّىٰ يَسۡتَـٔۡذِنُوهُۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ فَإِذَا ٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِبَعۡضِ شَأۡنِهِمۡ فَأۡذَن لِّمَن شِئۡتَ مِنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمُ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ62
لَّا تَجۡعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيۡنَكُمۡ كَدُعَآءِ بَعۡضِكُم بَعۡضࣰاۚ قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمۡ لِوَاذࣰاۚ فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ63
أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قَدۡ يَعۡلَمُ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ وَيَوۡمَ يُرۡجَعُونَ إِلَيۡهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ64
الترجمة
التفسير
الحديث
المفردات
الأعلام والأسماء
المواضيع
الإعراب
الآيات المتعلقة
الآيات في الكتب
العرض حسب الکتاب
الکتاب
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور33
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)21
البرهان في تفسير القرآن6
ترجمة تفسیر روایي البرهان6
تفسير الصافي3
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب3
ترجمة تفسير القمي2
تفسير القمي2
تفسير نور الثقلين2
القرن
القرن العاشر33
24
القرن الثاني عشر17
القرن الثالث4
المذهب
سني54
شيعي24
نوع الحديث
تفسیري52
أسباب النزول26
تم العثور على 78 مورد
البرهان في تفسير القرآن

177572 / _5 علي بن إبراهيم: إن العامّة رووا أنّها نزلت في عائشة، و ما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة، و أمّا الخاصّة فإنهم رووا أنّها نزلت في مارية القبطية، و ما رمتها به عائشة.

البرهان في تفسير القرآن

1,14,57573 / _6 ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ‌ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ‌ ، قَالَ‌: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) يَقُولُ‌: «لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ‌ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) حَزِنَ عَلَيْهِ حُزْناً شَدِيداً، فَقَالَتْ عَائِشَةُ‌ : مَا اَلَّذِي يَحْزُنُكَ عَلَيْهِ؟ فَمَا هُوَ إِلاَّ اِبْنَ جُرَيْحٍ‌ . فَبَعَثَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، وَ أَمَرَهُ بِقَتْلِهِ‌، فَذَهَبَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) إِلَيْهِ‌، وَ مَعَهُ اَلسَّيْفُ‌، وَ كَانَ جُرَيحٌ اَلْقِبْطِيُّ‌ فِي حَائِطٍ، فَضَرَبَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) بَابَ اَلْبُسْتَانِ‌، فَأَقْبَلَ جُرَيْحٌ‌ لِيَفْتَحَ لَهُ اَلْبَابَ‌، فَلَمَّا رَأَى عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَرَفَ فِي وَجْهِهِ اَلْغَضَبَ‌، فَأَدْبَرَ رَاجِعاً، وَ لَمْ يَفْتَحِ اَلْبَابَ‌، فَوَثَبَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَلَى اَلْحَائِطِ، وَ نَزَلَ إِلَى اَلْبُسْتَانِ‌، وَ اتَّبَعَهُ‌، وَ وَلَّى جُرَيْحٌ‌ مُدْبِراً، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يُرْهِقَهُ صَعِدَ فِي نَخْلَةٍ‌، وَ صَعِدَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي أَثَرِهِ‌، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ‌، رَمَى جُرَيْحٌ‌ بِنَفْسِهِ‌ مِنْ فَوْقِ اَلنَّخْلَةِ‌، فَبَدَتْ عَوْرَتُهُ‌، فَإِذَا لَيْسَ لَهُ مَا لِلرِّجَالِ‌، وَ لاَ مَا لِلنِّسَاءِ‌، فَانْصَرَفَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) إِلَى اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) ، فَقَالَ لَهُ‌: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌ ، إِذَا بَعَثْتَنِي فِي اَلْأَمْرِ، أَكُونُ فِيهِ كَالْمِسْمَارِ اَلْمَحْمِيِّ فِي اَلْوَبَرِ، أَمْ أَتَثَبَّتُ؟ قَالَ‌: بَلْ تَثَبَّتْ‌. فَقَالَ‌: وَ اَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ‌، مَا لَهُ مَا لِلرِّجَالِ‌، وَ لاَ مَا لِلنِّسَاءِ‌. فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : اَلْحَمْدُ لِلَّهِ‌ اَلَّذِي يَصْرِفُ عَنَّا اَلسُّوءَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

1,14,67574 / _3 وَ عَنْهُ‌ ، قَالَ‌: وَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رُشَيْدٍ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ‌ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ‌ اِبْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ‌: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) جُعِلْتُ فِدَاكَ‌، كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَمَرَ بِقَتْلِ اَلْقِبْطِيِّ‌، وَ قَدْ عَلِمَ‌ أَنَّهَا قَدْ كَذَبَتْ عَلَيْهِ‌، أَوْ لَمْ يَعْلَمْ‌، وَ إِنَّمَا دَفَعَ اَللَّهُ عَنِ اَلْقِبْطِيِّ اَلْقَتْلَ بِتَثَبُّتِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ؟ فَقَالَ‌: «بَلْ كَانَ وَ اَللَّهِ عَلِمَ‌ ، وَ لَوْ كَانَتْ عَزِيمَةً مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) مَا اِنْصَرَفَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) حَتَّى يَقْتُلَهُ‌، وَ لَكِنْ إِنَّمَا فَعَلَ رَسُولُ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لِتَرْجِعَ عَنْ ذَنْبِهَا، فَمَا رَجَعَتْ‌، وَ لاَ اِشْتَدَّ عَلَيْهَا قَتْلُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ‌ بِكَذِبِهَا».

البرهان في تفسير القرآن

14,17575 / _4 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَبِي، وَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا)، قَالاَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ اِبْنُ عَبْدِ اَللَّهِ‌، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ‌، عَنِ اَلْحَكَمِ بْنِ مِسْكِينٍ اَلثَّقَفِيِّ‌، عَنْ أَبِي اَلْجَارُودِ، وَ هِشَامٍ أَبِي سَاسَانَ‌، وَ أَبِي طَارِقٍ اَلسَّرَّاجِ‌، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ‌، عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، فِي حَدِيثٍ اَلْمُنَاشَدَةِ مَعَ‌ اَلْخَمْسَةِ اَلَّذِينَ فِي اَلشُّورَى. قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ‌، هَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌): إِنَّ‌ إِبْرَاهِيمَ لَيْسَ مِنْكَ‌، وَ إِنَّهُ اِبْنُ فُلاَنٍ اَلْقِبْطِيِّ‌. قَالَ‌: يَا عَلِيُّ‌، اِذْهَبْ فَاقْتُلْهُ‌. فَقُلْتُ‌: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌، إِذَا بَعَثْتَنِي أَكُونُ‌ كَالْمِسْمَارِ اَلْمَحْمِيِّ فِي اَلْوَبَرِ، أَوْ أَتَثَبَّتُ؟ قَالَ‌: لاَ، بَلْ تَثَبَّتْ‌. فَذَهَبْتُ‌، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ اِسْتَنَدَ إِلَى حَائِطٍ، فَطَرَحَ نَفْسَهُ‌ فِيهِ‌، فَطَرَحْتُ نَفْسِي عَلَى أَثَرِهِ‌، فَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ‌، فَصَعِدْتُ خَلْفَهُ‌، فَلَمَّا رَآنِي قَدْ صَعِدْتُ رَمَى بِإِزَارِهِ‌، فَإِذَا لَيْسَ لَهُ‌ شَيْ‌ءٌ مِمَّا يَكُونُ لِلرِّجَالِ‌، فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، فَقَالَ‌: اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي صَرَفَ عَنَّا اَلسُّوءَ أَهْلَ‌ اَلْبَيْتِ‌»؟ فَقَالُوا: اَللَّهُمَّ‌، لاَ. فَقَالَ‌: «اَللَّهُمَّ‌، اِشْهَدْ».

البرهان في تفسير القرآن

1,14,87576 / _5 اَلْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ اَلْخَصِيبِيُّ‌: بِإِسْنَادِهِ عَنِ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، أَنَّهُ قَالَ لِمَنْ بِحَضْرَتِهِ مِنْ شِيعَتِهِ‌: «هَلْ عَلِمْتُمْ مَا قَذَفْتُ بِهِ مَارِيَةَ اَلْقِبْطِيَّةِ‌، وَ مَا اُدُّعِيَ عَلَيْهَا فِي وِلاَدَتِهَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)؟ فَقَالُوا: يَا سَيِّدَنَا، أَنْتَ أَعْلَمُ‌، فَخَبِّرْنَا. فَقَالَ‌: «إِنَّ مَارِيَةَ أَهْدَاهَا اَلْمُقَوْقِسُ إِلَى جَدِّي رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، فَحَظِيَ بِهَا مِنْ دُونِ‌ أَصْحَابِهِ‌، وَ كَانَ مَعَهَا خَادِمٌ مَمْسُوحٌ‌، يُقَالُ لَهُ‌: جُرَيْحٌ‌، وَ حَسُنَ إِسْلاَمُهُمَا وَ إِيمَانُهُمَا، ثُمَّ مَلَكَتْ مَارِيَةُ قَلْبَ رَسُولِ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، فَحَسَدَهَا بَعْضُ أَزْوَاجِهِ‌، فَأَقْبَلَتْ عَائِشَةُ وَ حَفْصَةُ تَشْكِيَانِ إِلَى أَبَوَيْهِمَا مَيْلَ رَسُولِ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) إِلَى مَارِيَةَ‌، وَ إِيثَارَهُ إِيَّاهَا عَلَيْهِمَا، حَتَّى سَوَّلَتْ لَهُمَا وَ لِأَبَوَيْهِمَا أَنْفُسُهُمَا بِأَنْ يَقْذِفُوا مَارِيَةَ بِأَنَّهَا حَمَلَتْ بِإِبْرَاهِيمَ مِنَ جُرَيْحٍ‌، وَ هُمْ لاَ يَظُنُّونَ أَنَّ جُرَيْحاً خَادِمٌ‌، فَأَقْبَلَ أَبَوَاهُمَا إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ هُوَ جَالِسٌ‌ فِي مَسْجِدِهِ‌، فَجَلَسَا بَيْنَ يَدَيْهِ‌، ثُمَّ قَالاَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌، مَا يَحِلُّ لَنَا، وَ لاَ يَسَعُنَا أَنْ نَكْتُمَ عَلَيْكَ مَا يَظْهَرُ مِنْ خِيَانَةٍ وَاقِعَةٍ‌ بِكَ‌. قَالَ‌: مَاذَا تَقُولاَنِ؟! قَالاَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌، إِنَّ جُرَيْحاً يَأْتِي مِنْ مَارِيَةَ بِالْفَاحِشَةِ اَلْعُظْمَى، وَ إِنَّ حَمْلَهَا مِنْ جُرَيْحٍ‌، وَ لَيْسَ هُوَ مِنْكَ‌. فَارْبَدَّ وَجْهُ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ تَلَوَّنَ‌، وَ عَرَضَتْ لَهُ سَهْوَةٌ‌ لِعِظَمِ مَا تَلَقَّيَاهُ بِهِ‌، ثُمَّ قَالَ‌: وَيْحَكُمَا، مَا تَقُولاَنِ؟ قَالاَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌، إِنَّا خَلَّفْنَا جُرَيْحاً وَ مَارِيَةَ فِي مَشْرَبَتِهَا يَعْنِيَانِ حُجْرَتَهَا وَ هُوَ يُفَاكِهُهَا، وَ يُلاَعِبُهَا، وَ يَرُومُ مِنْهَا مَا يَرُومُ اَلرِّجَالُ مِنَ اَلنِّسَاءِ‌، فَابْعَثْ إِلَى جُرَيْحٍ‌، فَإِنَّكَ تَجِدْهُ عَلَى هَذِهِ اَلْحَالِ‌، فَأَنْفِذْ فِيهِ حُكْمَ‌ اَللَّهِ‌. فَانْثَنَى اَلنَّبِيُّ إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌)، ثُمَّ قَالَ‌: يَا أَبَا اَلْحَسَنِ‌، قُمْ يَا أَخِي وَ مَعَكَ ذُو اَلْفَقَارِ، حَتَّى تَمْضِيَ إِلَى مَشْرَبَةِ‌ مَارِيَةَ‌، فَإِنْ صَادَفْتَهَا وَ جُرَيْحاً كَمَا يَصِفَانِ‌، فَأَخْمِدْهُمَا بِسَيْفِكَ ضَرْباً. فَقَامَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ اِتَّشَحَ بِسَيْفِهِ‌ وَ أَخَذَهُ تَحْتَ ثِيَابِهِ‌، فَلَمَّا وَلَّى مِنْ بَيْنِ يَدَيْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، اِنْثَنَى إِلَيْهِ‌، فَقَالَ‌: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌، أَكُونُ فِي مَا أَمَرْتَنِي كَالسِّكَّةِ اَلْمَحْمِيَّةِ فِي اَلْعِهْنِ‌ ، أَوِ اَلشَّاهِدِ يَرَى مَا لاَ يَرَى اَلْغَائِبُ؟ فَقَالَ لَهُ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌): فَدَيْتُكَ يَا عَلِيُّ‌، بَلِ اَلشَّاهِدِ يَرَى مَا لاَ يَرَى اَلْغَائِبُ‌. فَأَقْبَلَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ سَيْفُهُ فِي يَدِهِ‌، حَتَّى تَسَوَّرَ مِنْ فَوْقِ مَشْرَبَةِ مَارِيَةَ‌، وَ هِيَ فِي جَوْفِ اَلْمَشْرَبَةِ جَالِسَةٌ‌، وَ جُرَيْحٌ مَعَهَا يُؤَدِّبُهَا بِآدَابِ اَلْمُلُوكِ‌، وَ يَقُولُ لَهَا: عَظِّمِي رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، وَ لَبِّيهِ‌، وَ كَرِّمِيهِ‌، وَ نَحْوَ هَذَا اَلْكَلاَمَ‌، حَتَّى اِلْتَفَتَ جُرَيْحٌ إِلَى أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، وَ سَيْفُهُ مَشْهُورٌ فِي يَدِهِ‌، فَفَزِعَ جُرَيْحٌ إِلَى نَخْلَةٍ فِي اَلْمَشْرَبَةِ‌، فَصَعِدَ إِلَى رَأْسِهَا، فَنَزَلَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) إِلَى اَلْمَشْرَبَةِ‌، وَ كَشَفَتِ اَلرِّيحُ عَنْ أَثْوَابِ جُرَيْحٍ‌، فَإِذَا هُوَ خَادِمٌ مَمْسُوحٌ‌، فَقَالَ لَهُ‌: اِنْزِلْ يَا جُرَيْحُ‌. فَقَالَ‌: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ‌، آمِناً عَلَى نَفْسِي‌؟ فَقَالَ‌: آمِناً عَلَى نَفْسِكَ‌. فَنَزَلَ جُرَيْحٌ‌، وَ أَخَذَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) بِيَدِهِ‌، وَ جَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌)، فَأَوْقَفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ‌، فَقَالَ لَهُ‌: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌، إِنَّ جُرَيْحاً خَادِمٌ مَمْسُوحٌ‌. فَوَلَّى رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) [وَجْهَهُ إِلَى اَلْجِدَارِ]، فَقَالَ‌: حُلَّ لَهُمَا نَفْسَكِ لَعَنَهُمَا اَللَّهُ يَا جُرَيْحُ‌، حَتَّى يَتَبَيَّنَ كَذِبُهُمَا، وَ خِزْيُهُمَا، وَ جُرْأَتُهُمَا عَلَى اَللَّهِ‌، وَ عَلَى رَسُولِهِ‌. فَكَشَفَ عَنْ أَثْوَابِهِ‌، فَإِذَا هُوَ خَادِمٌ مَمْسُوحٌ‌، فَأُسْقِطَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) وَ قَالاَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ‌، اَلتَّوْبَةَ‌، اِسْتَغْفِرْ لَنَا. فَقَالَ رَسُولُ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌): لاَ تَابَ اَللَّهُ عَلَيْكُمَا، فَمَا يَنْفَعُكُمَا اِسْتِغْفَارِي وَ مَعَكُمَا هَذِهِ اَلْجُرْأَةُ‌، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ فِيهِمَا: اَلَّذِينَ‌ يَرْمُونَ اَلْمُحْصَنٰاتِ اَلْغٰافِلاٰتِ اَلْمُؤْمِنٰاتِ لُعِنُوا فِي اَلدُّنْيٰا وَ اَلْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ‌*`يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ‌ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ‌ » .

البرهان في تفسير القرآن

1,14,69950 / _3 ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ : وَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ اَللَّهِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رُشَيْدٍ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ‌ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ‌: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : جُعِلْتُ فِدَاكَ‌، كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَمَرَ بِقَتْلِ اَلْقِبْطِيِّ‌، وَ قَدْ عَلِمَ أَنَّهَا كَذَبَتْ عَلَيْهِ أَوْ لَمْ يَعْلَمْ‌، وَ إِنَّمَا دَفَعَ اَللَّهُ عَنِ اَلْقِبْطِيِّ اَلْقَتْلَ بِتَثَبُّتِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ؟ فَقَالَ‌: «بَلَى قَدْ كَانَ وَ اَللَّهِ‌ عَلِمَ‌، وَ لَوْ كَانَتْ عَزِيمَةً مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) مَا اِنْصَرَفَ‌ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) حَتَّى يَقْتُلَهُ‌، وَ لَكِنْ إِنَّمَا فَعَلَ رَسُولُ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لِتَرْجِعَ عَنْ ذَنْبِهَا، فَمَا رَجَعَتْ‌، وَ لاَ اِشْتَدَّ عَلَيْهَا قَتْلُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ‌ بِكَذِبِهَا».

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

1،14 أخرج عبد الرزاق و أحمد و البخاري و عبد بن حميد و مسلم و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و ابن مردويه و البيهقي في الشعب عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يخرج إلى سفر اقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه و سلم معه قالت عائشة فاقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ما نزل الحجاب و انا أحمل في هودجي و أنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزوته تلك و قفل فدنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فالتمست عقدي و حبسني ابتغاؤه و اقبل الرهط الذين كانوا يرحلون بى فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت اركب وهم يحسبون أنى فيه و كان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم انما تأكل المرأة العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه و كنت جارية حديثة السن فبعثوا الحمل فساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم و ليس بها داع و لا مجيب فيممت منزلي الذي كنت به فظننت انهم سيفقدونى فيرجعون إلى فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت و كان صفوان بن المعطل السلمى ثم الذكوانى من وراء الجيش فادلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد انسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني و كان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهى بجلبابي و الله ما كلمني كلمة واحدة و لا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها فانطلق يقود بى الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ان نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك في من هلك و كان الذي تولى الافك عبد الله بن أبى ابن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهر او الناس يفيضون في قول أصحاب الافك لا أشعر بشيء من ذلك و هو يريبني في وجعي أنى لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه و سلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكى انما يدخل على فيسلم ثم يقول كيف تيكم ثم ينصرف فذاك الذي يريبني و لا أشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت و خرجت معى أم مسطح قبل المناصع و هي متبرزنا و كنا لا نخرج الا ليلا إلى ليل و ذلك قبيل ان نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا و أمرنا أمر العرب الأول في التبرز قبل الغائط فكنا نتأذى بالكنف ان نتخذها عند بيوتنا فانطلقت انا و ام مسطح فأقبلت أنا و ام مسطح قبل بيتي قد أشرعنا من ثيابنا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت ا تسبين رجلا شهد بدرا قالت أى هنتاه أو لم تسمعي ما قال قلت و ما قال فأخبرتني بقول أهل الافك فازددت مرضا على مرضى فلما رجعت إلى بيتي دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم ثم قال كيف تيكم فقلت أ تأذن لي ان آتى أبوي قالت و أنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما قالت فاذن لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فجئت لأبوي فقلت لأمي يا أمتاه ما يتحدث الناس قالت يا بنية هوني عليك فو الله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها و لها ضرائر الا أكثرن عليها فقلت سبحان الله و لقد تحدث الناس بهذا فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع و لا اكتحل بنوم ثم أصبحت أبكى و دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم علي ابن أبى طالب و اسامة بن زيد حين استلبث الوحى يستامرهما في فراق أهله فاما اسامة فأشار على رسول الله صلى الله عليه و سلم بالذي يعلم من براءة أهله و بالذي يعلم لهم في نفسه من الود فقال يا رسول الله أهلك و لا نعلم الا خيرا و أما على بن أبى طالب فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك و النساء سواها كثير و ان تسأل الجارية تصدقك فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بريرة فقال أى بريرة هل رأيت شيأ يريبك قالت بريرة لا و الذي بعثك بالحق ان رأيت عليها أمرا أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبى فقال و هو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل لمغنى أذاه في أهل بيتي فو الله ما علمت على أهلي الا خيرا و لقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا و ما كان يدخل على أهلي الا معى فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال يا رسول الله أنا أعذرك منه ان كان من الأوس ضربت عنقه و ان كان من إخواننا من بنى الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فقام سعد بن عبادة و هو سيد الخزرج و كان قبل ذلك رجلا صالحا و لكن احتملته الحمية فقال لسعد كذبت لعمر الله ما تقتله و لا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير و هو ابن عم سعد فقال أ سعد بن عبادة كذبت لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فتشاور الحيان الأوس و الخزرج حتى هموا ان يقتتلوا و رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يخفضهم حتى سكتوا و سكت فبكيت يومى ذلك فلا رقا لي دمع و لا أكتحل بنوم فأصبح أبواي عندي و قد بكيت ليلتين و يوما لا أكتحل بنوم و لا يرقا لي دمع و أبواي يظنان ان البكاء فالق كبدي فبينما هما جالسان عندي و أنا ابكى فاستأذنت على امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكى معي فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم جلس و لم يجلس عندي منذ قيل في ما قيل قبلها و قد لبث شهرا لا يوحى اليه في شأنى بشيء فتشهد حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة فانه بلغني عنك كذا و كذا فان كنت بريئة فسيبرئك الله و ان كنت ألممت بذنب فاستغفري الله و توبي اليه فان العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أحب عنى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال و الله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت لأمي أجيبي عنى رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت و الله ما أدرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت و أنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن انى و الله لقد علمت انكم سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم و صدقتم به فلئن قلت لكم انى بريئة و الله يعلم انى بريئة لا تصدقوني ولين اعترفت لكم بأمر و الله يعلم أنى منه بريئة لتصدقني و الله لا أجد لي و لكم مثلا الا قول أبى يوسف فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اَللّٰهُ اَلْمُسْتَعٰانُ عَلىٰ مٰا تَصِفُونَ‌ ثم تحولت فاضطجعت على فراشي و أنا حينئذ أعلم انى بريئة و ان الله مبرئى ببراءتي و لكن و الله ما كنت أظن ان الله منزل في شأنى وحيا يتلى و لشأنى في نفسي كان أحقر من ان يتكلم الله في بأمر يتلى و لكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه و سلم رؤيا يبرئنى الله بها قالت فو الله ما رام رسول الله صلى الله عليه و سلم مجلسه و لا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحى حتى انه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق و هو في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه فلما سرى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم سرى عنه و هو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها ان قال أبشري يا عائشة اما الله فقد برأك فقالت أمي قومي اليه فقلت و الله لا أقوم اليه و لا أحمد الا الله الذي أنزل براءتي و أنزل الله إِنَّ اَلَّذِينَ جٰاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ‌ العشر الآيات كلها فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر و كان ينفق على مسطح بن إناثه لقرابته منه و فقره و الله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال فانزل الله وَ لاٰ يَأْتَلِ أُولُوا اَلْفَضْلِ مِنْكُمْ وَ اَلسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي اَلْقُرْبىٰ وَ اَلْمَسٰاكِينَ‌ إلى قوله رَحِيمٌ‌ قال ابو بكر و الله انى أحب ان يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه و قال و الله لا أنزعها منه أبدا قالت عائشة فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسال زينب ابنة جحش عن أمرى فقال يا زينب ما ذا علمت أو رأيت فقالت يا رسول الله أحمى سمعي و بصرى ما علمت الا خيرا قالت و هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فعصمها الله بالورع و طفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك من أصحاب الافك

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج البخاري و الترمذي و ابن جرير و ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن عائشة قالت لما ذكر من شأني الذي ذكر و ما علمت به قام رسول الله صلى الله عليه و سلم في خطيبا فتشهد فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد أشيروا على في أناس أنبؤا أهلي و ايم الله ما علمت على أهلي من سوء و أنبوهم بمن و الله ما علمت عليه من سوء قط و لا يدخل بيتي قط الا و أنا حاضر و لا غبت في سفر الا غاب معى فقام سعد بن معاذ فقال ائذن لي يا رسول الله ان تضرب أعناقهم و قام رجل من بنى الخزرج و كانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل فقال كذبت أما و الله لو كانوا من الأوس ما أحببت ان تضرب أعناقهم حتى كاد ان يكون بين الأوس و الخزرج شر في المسجد و ما علمت فلما كان مساه ذلك اليوم خرجت لبعض حاجتي و معى أم مسطح فعثرت فقالت تعس مسطح فقلت أى أم تسبين ابنك فسكتت ثم عثرت الثانية فقالت تعس مسطح فقلت لها أى أم تسبين ابنك ثم عثرت الثالثة فقالت تعس مسطح فانتهرتها فقالت و الله لم أسبه الا فيك فقلت في أى شأني فقرت لي الحديث فقلت و قد كان هذا قالت نعم و الله فرجعت إلى بيتي كان الذي خرجت له لا أجد منه قليلا و لا كثيرا و وعكت فقلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم أرسلني إلى بيت أبى فأرسل معى الغلام فدخلت الدار فوجدت أم رومان في السفل و أبا بكر فوق البيت يقرأ فقالت أمي ما جاء بك يا بنية فأخبرتها او ذكرت لها الحديث و إذا هو لم يبلغ منها مثل ما بلغ منى فقالت يا بنية خففى عليك الشان فانه و الله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر الا حسدنها و قيل فيها قلت و قد علم به أبى قالت نعم قلت و رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت نعم فاستعبرت و بكيت فسمع أبو بكر صوتي و هو فوق البيت يقرأ فنزل فقال لأمي ما شانها قالت بلغها الذي ذكر من شانها ففاضت عيناه فقال أقسمت عليك أى بنية الا رجعت إلى بيتك فرجعت و لقد جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم بيتي فسال عنى خادمي فقالت لا و الله ما علمت عليها عيبا الا انها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل خميرها أو عجينها و انتهرها بعض أصحابه فقال اصدقي رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أسقطوا لها به فقالت سبحان الله ما علمت عليها لا ما يعلم الصائع على تبر الذهب الأحمر فبلغ إلى ذلك الرجل الذي قيل له فقال سبحان الله و الله ما كشفت كنف أنثى قط قالت فقتل شهيدا في سبيل الله قالت و أصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد صلى العصر ثم دخل و قد اكتنفنى أبواي عن يميني و شمالي فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أما بعد يا عائشة ان كنت قارفت سوا أو ظلمت فتوبي إلى الله فان الله يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ‌ عِبٰادِهِ‌ قالت و قد جاءت امرأة من الأنصار فهي جالسة بالباب فقلت ألا تستحي من هذه المرأة ان تذكر شيا فوعظ رسول الله صلى الله عليه و سلم فالتفت إلى أبى فقلت أجبه قال ما ذا أقول فالتقت إلى أمي فقلت أجيبيه قالت أقول ما ذا فلما لم يجيباه تشهدت فحمدت الله و أثنيت عليه ثم قلت أما بعد فو الله لئن قلت لكم انى لم أفعل و الله يشهد انى لصادقة ما ذاك بنافعي عندكم و قد تكلمتم به و أشربته قلوبكم و ان قلت انى فعلت و الله يعلم انى لم أفعل لتقولن قد باءت به على نفسها و انى و الله لا أجد لي و لكم مثلا و التمست اسم يعقوب فلم أقدر عليه الا أبا يوسف حين قال فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اَللّٰهُ اَلْمُسْتَعٰانُ عَلىٰ مٰا تَصِفُونَ‌ و أنزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم من ساعته فسكتنا فرفع عنه و انى لأتبين السرور في وجهه و هو يمسح جبينه و يقول أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك قالت و قد كنت أشد مما كنت غضبا فقال لي أبواي قومي اليه فقلت و الله لا أقوم اليه و لا أحمده و لكن أحمد الله الذي أنزل براءتي لقد سمعتموه فما أنكرتموه و لا غيرتموه و كانت عائشة تقول أما زينب ابنة جحش فعصمها الله بدينها فلم تقل الا خيرا و أما أختها حمنة فهلكت فيمن هلك و كان الذي تكلم فيها مسطح و حسان بن ثابت و المنافق عبد الله بن أبى و هو الذي كان يستوشبه و يجمعه و هو الذي كان تَوَلّٰى كِبْرَهُ مِنْهُمْ‌ هو و حمنة قالت فحلف أبو بكر ان لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا فانزل الله وَ لاٰ يَأْتَلِ أُولُوا اَلْفَضْلِ مِنْكُمْ‌ إلى آخر الآية يعنى أبا بكر وَ اَلسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي اَلْقُرْبىٰ وَ اَلْمَسٰاكِينَ‌ يعنى مسطحا إلى قوله أَ لاٰ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اَللّٰهُ لَكُمْ وَ اَللّٰهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌ قال أبو بكر بلى و الله انا نحب ان يغفر الله لنا و عاد له كما كان يصنع

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج أحمد و البخاري و سعيد بن منصور و ابن المنذر و ابن مردويه عن أم رومان قالت بينا أنا عند عائشة إذ دخلت عليها امرأة فقالت فعل الله بابنها و فعل فقالت عائشة و لم قالت انه كان فيمن حدث الحديث قالت عائشة و أى حديث قالت كذا و كذا قلت و قد بلغ ذاك رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت نعم قلت و أبا بكر قلت نعم فخرت عائشة مغشيا عليها فما أفاقت الا و عليها حمى بنافض فقمت فزبرتها و جاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما شان هذه قلت يا رسول الله أخذتها حمى بنافض قال فلعله من حديث تحدث به قالت و استوت عائشة قاعدة فقالت و الله لئن حلفت لا تصدقوني ولين اعتذرت إليكم لا تعذرونى فمثلي و مثلكم كمثل يعقوب و بنيه وَ اَللّٰهُ‌ اَلْمُسْتَعٰانُ عَلىٰ مٰا تَصِفُونَ‌ و خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فانزل الله عذرها فرجع رسول الله صلى الله عليه و سلم معه أبو بكر فدخل فقال يا عائشة ان الله قد انزل عذرك فقالت بحمد الله لا بحمدك فقال لها ابو بكر أ تقولين هذا لرسول الله صلى الله عليه و سلم قالت نعم قالت و كان فيمن حدث الحديث رجل كان يعوله ابو بكر فحلف ابو بكر ان لا يصله فانزل الله وَ لاٰ يَأْتَلِ أُولُوا اَلْفَضْلِ مِنْكُمْ وَ اَلسَّعَةِ‌ إلى آخر الآية قال ابو بكر بلى فومله

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج البزار و ابن مردويه بسند حسن عن ابى هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد سفرا اقرع بين نسائه فأصاب عائشة القرعة في غزوة بنى المصطلق فلما كان في جوف الليل انطلقت عائشة لحاجة فانحلت قلادتها فذهبت في طلبها و كان مسطح يتيما لأبي بكر و في عياله فلما رجعت عائشة لم تر العسكر و كان صفوان بن المعطل السلمى يتخلف عن الناس فيصيب القدح و الجراب و الإداوة فبحمله فنظر فإذا عائشة فغطى وجهه عنها ثم أدنى بعيره منها فانتهى إلى العسكر فقالوا قولا و قالوا فيه قال ثم ذكر الحديث حتى انتهى و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجئ فيقوم على الباب فيقول كيف تيكم حتى جاء يوما فقال أبشري يا عائشة قد انزل الله عذرك فقالت بحمد الله لا بحمدك و أنزل في ذلك عشر آيات إِنَّ اَلَّذِينَ جٰاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ‌ فحد رسول الله صلى الله عليه و سلم مسطمعا و حنة و حسان

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

1،14 و أخرج ابن مردويه بسنده عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا سافر جاء ببعض نسائه و سافر بعائشة و كان لها هودج و كان الهودج له رجال يحملونه و يضعونه فعرس رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه و خرجت عائشة للحاجة فباعدت فلم يعلم بها فاستيقظ النبي صلى الله عليه و سلم و الناس قد ارتحلوا و جاء الذين يحملون الهودج فحملوه فلم يعلموا الا انها فيه فساروا و أقبلت عائشة فوجدت النبي صلى الله عليه و سلم و الناس قد ارتحلوا فجلست مكانها فاستيقظ رجل من الأنصار يقال له صفوان بن معطل و كان لا يقرب النساء فتقرب منها و معه بعير له فلما رآها و كان قد عرفها و هي صغيرة قال أم المؤمنين و لوى وجهه و حملها ثم أخذ بخطام الجمل و أقبل يقوده حتى لحق الناس و النبي صلى الله عليه و سلم قد نزل و فقد عائشة فأكثروا القول و بلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فشق عليه حتى اعتزلها و استشار فيها زيد بن ثابت و غيره فقال يا رسول الله دعها لعل الله ان يحدث أمره فيها فقال على بن أبى طالب النساء كثير و خرجت عائشة ليلة تمشى في نساء فعثرت أم مسطح فقالت تعس مسطح قالت عائشة بئس ما قلت فقالت انك لا تدرى ما يقول فأخبرتها فسقطت عائشة مغشيا عليها ثم أنزل الله إِنَّ اَلَّذِينَ جٰاؤُ بِالْإِفْكِ‌ الآيات و كان أبو بكر يعطى مسطحا و يصله و يبره فحلف أبو بكر لا يعطيه فنزل وَ لاٰ يَأْتَلِ أُولُوا اَلْفَضْلِ مِنْكُمْ‌ الآية فأمره النبي صلى الله عليه و سلم أن يأتيها و يبشرها فجاء أبو بكر فأخبرها بعذرها و ما أنزل الله فيها فقالت بحمد الله لا بحمدك و لا بحمد صاحبك

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

1،14 و أخرج الطبراني و ابن مردويه بسنده عن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ثلاثا فمن أصابته القرعة خرج بها معه فلما غزا بنى المصطلق اقرع بينهن فأصابت عائشة وام سلمة فخرج بهما معه فلما كانوا في بعض الطريق مال رحل أم سلمة فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها و كانت عائشة تريد قضاء حاجة فلما ابركوا إبلهم قالت عائشة فقلت في نفسي إلى ما يصلح رحل أم سلمة أقضى حاجتي قال فنزلت من الهودج و لم يعلموا بنزولي فأتيت خربة فانقطعت قلادتي فاحتسبت في جمعها و نظامها و بعث القوم إبلهم و مضوا و ظنوا انى في الهودج فخرجت و لم ار أحدا فاتبعتهم حتى أعييت فقلت في نفسي ان القوم سيفقدونى و يرجعون في طلبي فقمت على بعض الطريق فمر بي صفوان بن المعطل و كان سال النبي صلى الله عليه و سلم ان يجعله على الساقة فجعله و كان إذا رحل الناس قام يصلى ثم اتبعهم فما سقط منهم من شي حمله حتى يأتي به أصحابه قالت عائشة فلما مر بى ظن انى رجل فقال يا نومان قم فان الناس قد مضوا فقلت انى لست رجلا انا عائشة قال إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ‌ ثم أناخ بعيره فعقل يديه ثم ولى عنى فقال يا امه قومي فاركبي فإذا ركبت فآذنينى قالت فركبت فجاء حتى حل العقال ثم بعث جمله فأخذ بخطام الجمل قال عمر فما كلمها كلاما حتى اتى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال عبد الله بن ابى ابن سلول للناس فجر بها و رب الكعبة و أعانه على ذلك حسان بن ثابت و مسطح بن أثاثة و حمنة و شاع ذلك في العسكر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فكان في قلب النبي صلى الله عليه و سلم مما قالوا حتى رجعوا إلى المدينة و أشاع عبد الله بن أبى هذا الحديث في المدينة و اشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت عائشة فدخلت ذات يوم أم مسطح فرأتني و أنا أريد المذهب فحملت معى السطل وفية ماء فوقع السطل منها فقالت تعس مسطح قالت لها عائشة سبحان الله تسبين رجلا من أهل بدر و هو ابنك قالت لها ام مسطح انه سال بك السيل و أنت لا تدرين و أخبرتها بالخبر قالت فلما أخبرتني أخذتني الحمى بنافض مما كان و لم أجد المذهب قالت عائشة و قد كنت ارى من النبي صلى الله عليه و سلم قبل ذلك جفوة و لم أدر من اى شي هو فلما حدثتني ام مسطح علمت ان جفوة رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذاك فلما دخل على قلت ا تأذن لي ان اذهب إلى أهلي قال اذهبي فخرجت عائشة حتى أتت أباها فقال لها مالك قلت أخرجني رسول الله صلى الله عليه و سلم من بيته قال لها أبو بكر فأخرجك رسول الله صلى الله عليه و سلم من بيته و آويك انا و الله لا آويك حتى يأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يؤويها فقال لها ابو بكر و الله ما قيل لنا هذا في الجاهلية قط فكيف و قد أعزنا الله بالإسلام فبكت عائشة و أمها ام رومان و ابو بكر و عبد الرحمن و بكى معهم اهل الدار و بلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فصعد المنبر فحمد الله و اثنى عليه فقال ايها الناس من يعذرني ممن يؤديى فقام اليه سعد بن معاذ فسل سيفه و قال يا رسول الله انا أعذرك منه ان يكن من الأوس أتيتك برأسه و ان يكن من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه فقام سعد بن عبادة فقال كذبت و الله ما تقدر على قتله انما طلبتنا بذحول كانت بيننا و بينكم في الجاهلية فقال هذا يال الأوس و قال هذا يال الخزرج فاضطربوا بالنعال و الحجارة فتلاطموا فقام أسيد بن حضير فقال فيم الكلام هذا رسول الله يأمرنا بامره فنفعله عن رغم أنف من رغم و نزل جبريل و هو على المنبر فلما سرى عنه تلا عليهم ما نزل به جبريل وَ إِنْ طٰائِفَتٰانِ‌ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا إلى آخر الآيات فصاح الناس رضينا بما أنزل الله و قام بعضهم إلى بعض و تلازموا و تصايحوا فنزل النبي صلى الله عليه و سلم عن المنبر و أبطأ الوحى في عائشة فبعث النبي صلى الله عليه و سلم إلى على بن أبى طالب و اسامة بن زيد و بريرة و كان إذا أراد أن يستشير في أمر أهله لم يعد عليا و اسامة بن زيد بعد موت أبيه زيد فقال لعلى ما تقول في عائشة فقد أهمني ما قال الناس قال يا رسول الله قد قال الناس و قد حل لك طلاقها و قال لأسامة ما تقول أنت قال سبحان الله ما يحل لنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهٰذٰا سُبْحٰانَكَ هٰذٰا بُهْتٰانٌ عَظِيمٌ‌ فقال لبريرة ما تقولين يا بريرة قالت و الله يا رسول الله ما علمت على أهلك الا خيرا الا انها امرأة نؤم تنام حتى تجئ الداجن فتأكل عجينها و ان كان شي من هدا ليخبرنك الله فخرج النبي صلى الله عليه و سلم حتى أتى منزل أبى بكر فدخل عليها فقال يا عائشة ان كنت فعلت هذا الامر فقولي لي حتى أستغفر الله فقالت و الله لا أستغفر الله منه أبدا ان كنت قد فعلته فلا غفر الله لي و ما أجد مثلي و مثلكم الا مثل أبى يوسف اذهب اسم يعقوب من الأسف قٰالَ إِنَّمٰا أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اَللّٰهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ‌ اَللّٰهِ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ‌ فبينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يكلمها إذ نزل جبريل بالوحي فأخذت النبي صلى الله عليه و سلم نعسة فسرى و هو يتبسم فقال يا عائشة ان الله قد أنزل عذرك فقالت بحمد الله لا بحمدك فتلا عليها سورة النور إلى الموضع الذي انتهى اليه عذرها و براءتها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قومي إلى البيت فقامت و خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المسجد فدعا أبا عبيدة بن الجراح فجمع الناس ثم تلا عليهم ما أنزل الله من البراءة لعائشة و بعث إلى عبد الله بن أبى فجئ به فضربه النبي صلى الله عليه و سلم حدين و بعث إلى حسان و مسطح و حمنة فضربوا ضربا وجيعا و وجئ في رقابهم قال ابن عمر انما ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن أبى حدين لأنه من قذف أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فعليه حدان فبعث أبو بكر إلى مسطح لأوصلتك بدرهم أبدا و لا عطفت عليك بخير أبدا ثم طرده أبو بكر و أخرجه من منزله و نزل القرآن وَ لاٰ يَأْتَلِ أُولُوا اَلْفَضْلِ مِنْكُمْ‌ إلى آخر الآية فقال أبو بكر أما إذ نزل القرآن يأمرني فيك لاضاعفن لك و كانت امرأة عبد الله بن أبى منافقة معه فنزل القرآن اَلْخَبِيثٰاتُ‌ يعنى امرأة عبد الله لِلْخَبِيثِينَ‌ يعنى عبد الله وَ اَلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثٰاتِ‌ عبد الله و امرأته وَ اَلطَّيِّبٰاتُ‌ يعنى عائشة و أزواج النبي صلى الله عليه و سلم لِلطَّيِّبِينَ‌ يعنى النبي صلى الله عليه و سلم

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج الطبراني و ابن مردويه عن أبى اليسر الأنصاري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لعائشة يا عائشة قد أنزل الله عذرك قالت بحمد الله لا بحمدك فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من عند عائشة فبعث إلى عبد الله بن أبى فضربه حدين و بعث إلى مسطح و حمنة فضربهم

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج الطبراني عن ابن عباس إِنَّ اَلَّذِينَ جٰاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ‌ يريد ان الذين جأوا بالكذب على عائشة أم المؤمنين أربعة منكم لاٰ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ‌ يريد خير الرسول الله صلى الله عليه و سلم و براءة لسيدة نساء المؤمنين و خير لأبي بكر وام عائشة و صفوان بن المعطل لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اِكْتَسَبَ‌ مِنَ اَلْإِثْمِ وَ اَلَّذِي تَوَلّٰى كِبْرَهُ مِنْهُمْ‌ يريد إشاعته منهم يريد عبد الله بن أبى ابن سلول لَهُ عَذٰابٌ عَظِيمٌ‌ يريد في الدنيا جلده رسول الله صلى الله عليه و سلم و في الآخرة مصيره إلى النار لَوْ لاٰ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ اَلْمُؤْمِنٰاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَ قٰالُوا هٰذٰا إِفْكٌ مُبِينٌ‌ و ذلك ان رسول الله صلى الله عليه و سلم استشار فيها بريرة و أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا خيرا و قالوا هذا كذب عظيم لَوْ لاٰ جٰاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدٰاءَ‌ لكانوا هم و الذين شهدوا كاذبين فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدٰاءِ فَأُولٰئِكَ عِنْدَ اَللّٰهِ هُمُ اَلْكٰاذِبُونَ‌ يريد الكذب بعينه وَ لَوْ لاٰ فَضْلُ اَللّٰهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ‌ يريد و لو لا ما من الله به عليكم و ستركم هٰذٰا بُهْتٰانٌ عَظِيمٌ‌ يريد البهتان الافتراء مثل قوله في مريم بُهْتٰاناً عَظِيماً ... يَعِظُكُمُ اَللّٰهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ‌ يريد مسطحا و خمنه و حسان وَ يُبَيِّنُ اَللّٰهُ لَكُمُ اَلْآيٰاتِ‌ التي أنزلها في عائشة و البراءة لها وَ اَللّٰهُ عَلِيمٌ‌ بما في قلوبكم من الندامة فيما خضتم به حَكِيمٌ‌ في القذف ثمانين جلدة إِنَّ اَلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ اَلْفٰاحِشَةُ‌ يريد بعد هذا فِي اَلَّذِينَ‌ آمَنُوا يريد المحصنين و المحصنات من المصدقين لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ‌ وجيع فِي اَلدُّنْيٰا يريد الحد وَ في اَلْآخِرَةِ‌ العذاب في النار وَ اَللّٰهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ‌ ما دخلتم فيه و ما فيه من شدة العذاب و أنتم لا تعلمون شدة سخط الله على من فعل هذا وَ لَوْ لاٰ فَضْلُ اَللّٰهِ عَلَيْكُمْ‌ يريد لولا ما تفضل الله به عليكم وَ رَحْمَتُهُ‌ يريد مسطحا و حمنة و حسان وَ أَنَّ اَللّٰهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‌ يريد من الرحمة رؤف بكم حيث ندمتم و رجعتم إلى الحق يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا يريد صدقوا بتوحيد الله لاٰ تَتَّبِعُوا خُطُوٰاتِ اَلشَّيْطٰانِ‌ يريد الزلات فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشٰاءِ وَ اَلْمُنْكَرِ يريد بالفحشاء عصيان الله و المنكر كل ما يكره الله تعالى وَ لَوْ لاٰ فَضْلُ اَللّٰهِ عَلَيْكُمْ‌ وَ رَحْمَتُهُ‌ يريد ما تفضل الله به عليكم و رحمكم مٰا زَكىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً يريد ما قبل توبة أحد منكم أبدا وَ لٰكِنَّ اَللّٰهَ يُزَكِّي مَنْ يَشٰاءُ‌ فقد شئت أن يتوب عليكم وَ اَللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‌ يريد سميع لقولكم عليم بما في أنفسكم من الندامة وَ لاٰ يَأْتَلِ‌ يريد و لا يحلف أُولُوا اَلْفَضْلِ مِنْكُمْ وَ اَلسَّعَةِ‌ يريد و لا يحلف أبو بكر أن لا ينفق على مسطح أَنْ يُؤْتُوا أُولِي اَلْقُرْبىٰ‌ وَ اَلْمَسٰاكِينَ وَ اَلْمُهٰاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا فقد جعلت فيك يا أبا بكر الفضل و جعلت عندك السعة و المعرفة بالله فسخطت يا أبا بكر على مسطح فله قرابة و له هجرة و مسكنة و مشاهد رضيتها منه يوم بدر أَ لاٰ تُحِبُّونَ‌ يا أبا بكر أَنْ يَغْفِرَ اَللّٰهُ لَكُمْ‌ يريد فاغفر لمسطح وَ اَللّٰهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌ يريد فانى غفور لمن أخطأ رحيم بأوليائي إِنَّ اَلَّذِينَ يَرْمُونَ‌ اَلْمُحْصَنٰاتِ‌ يريد العفائف اَلْغٰافِلاٰتِ اَلْمُؤْمِنٰاتِ‌ يريد المصدقات بتوحيد الله و برسله و قد قال حسان بن ثابت في عائشة حصان رزان ما تزن بريبة و تصبح غرثى من لحوم الغوافل فقالت عائشة لكنك لست كذلك لُعِنُوا فِي اَلدُّنْيٰا وَ اَلْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ‌ يقول أخرجهم من الايمان مثل قوله في سورة الأحزاب للمنافقين أَيْنَمٰا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلاً ... وَ اَلَّذِي تَوَلّٰى كِبْرَهُ‌ يريد كبر القذف و إشاعته عبد الله بن أبى الملعون يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ‌ يريد ان الله ختم على ألسنتهم فشهدت الجوارح و تكلمت على أهلها بذلك و ذلك انهم قالوا تعالوا نحلف بالله ما كنا مشركين فختم الله على ألسنتهم فتكلمت الجوارح بما عملوا ثم شهدت ألسنتهم عليهم بعد ذلك يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اَللّٰهُ دِينَهُمُ اَلْحَقَّ‌ يريد يجازيهم بأعمالهم بالحق كما يجازى أولياءه بالثواب كذلك يجازى أعداءه بالعقاب كقوله في الحمد مٰالِكِ يَوْمِ‌ اَلدِّينِ‌ يريد قوم الجزاء وَ يَعْلَمُونَ‌ يريد يوم القيامة أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ‌ و ذلك ان عبد الله بن أبى كان يشك في الدنيا و كان رأس المنافقين فذلك قوله يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اَللّٰهُ دِينَهُمُ اَلْحَقَّ‌ و يعلم ابن سلول أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ‌ يريد انقطع الشك و استيقن حيث لا ينفعه اليقين اَلْخَبِيثٰاتُ لِلْخَبِيثِينَ‌ يريد أمثال عبد الله بن أبى و من شك في الله و يقذف مثل سيدة نساء العالمين وَ اَلطَّيِّبٰاتُ لِلطَّيِّبِينَ‌ عائشة طيبها الله لرسوله أتى بها جبريل في سرقة من حرير قبل ان تصور في رحم أمها فقال له عائشة بنت أبى بكر زوجتك في الدنيا و زوجتك في الجنة عوضا من خديجة و ذلك عند موتها بشر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم و قر بها عيناه وَ اَلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبٰاتِ‌ يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم طيبه الله لنفسه و جعله سيد ولد آدم و الطيبات يريد عائشة أُولٰئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمّٰا يَقُولُونَ‌ يريد برأها الله من كذب عبد الله بن أبى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ‌ يريد عصمة في الدنيا و مغفرة في الآخرة وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ‌ يريد الجنة و ثواب عظيم

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج ابن ابى حاتم و الطبراني عن سعيد بن جبير إِنَّ اَلَّذِينَ جٰاؤُ بِالْإِفْكِ‌ الكذب عُصْبَةٌ مِنْكُمْ‌ يعنى عبد الله بن أبى المنافق و حسان بن ثابت و مسطح بن أثاثة و حمنة بنت جحش لاٰ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ‌ يقول لعائشة و صفوان لا تحسبوا الذي قيل لكم من الكذب شرا لكم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ‌ لأنكم تؤجرون على ذلك لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ‌ يعنى ممن خاض في أمر عائشة مَا اِكْتَسَبَ مِنَ اَلْإِثْمِ‌ على قدر ما خاض فيه من أمرها وَ اَلَّذِي تَوَلّٰى كِبْرَهُ‌ يعنى حظه مِنْهُمْ‌ يعنى القذفة و هو ابن أبى رأس المنافقين و هو الذي قال ما برئت منه و ما برئ منها لَهُ عَذٰابٌ عَظِيمٌ‌ و في هذه الآية عبرة عظيمة لجميع المسلمين إذا كانت فيهم خطيئة فمن أعان عليها بفعل أو كلام أو عرض لها أو أعجبه ذلك أو رضى فهو في تلك الخطيئة على قدر ما كان منه و إذا كان خطيئة بين المسلمين فمن شهد و كره فهو مثل الغائب و من غاب و رضى فهو مثل شاهد لَوْ لاٰ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ‌ قذف عائشة و صفوان ظَنَّ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ اَلْمُؤْمِنٰاتُ‌ لان منهم حمنة بنت جحش هلا كذبتم به بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً هلا ظن بعضهم ببعض خيرا انهم لم يزنوا وَ قٰالُوا هٰذٰا إِفْكٌ مُبِينٌ‌ الا قالوا هذا القذف كذب بين لَوْ لاٰ جٰاؤُ عَلَيْهِ‌ يعنى على القذف بِأَرْبَعَةِ شُهَدٰاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدٰاءِ فَأُولٰئِكَ‌ يعنى الذين قذفوا عائشة عِنْدَ اَللّٰهِ هُمُ اَلْكٰاذِبُونَ‌ في قولهم وَ لَوْ لاٰ فَضْلُ اَللّٰهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ فِي اَلدُّنْيٰا وَ اَلْآخِرَةِ‌ من تأخير العقوبة لَمَسَّكُمْ فِيمٰا أَفَضْتُمْ‌ فِيهِ‌ يعنى فيما قلتم من القذف عَذٰابٌ عَظِيمٌ `إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ‌ و ذلك حين خاضوا في أمر عائشة فقال بعضهم سمعت فلانا يقول كذا و كذا و قال بعضهم بل كان كذا و كذا فقال تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ‌ يقول يرويه بعضكم عن بعض وَ تَقُولُونَ بِأَفْوٰاهِكُمْ‌ يعنى بألسنتكم من قذفها مٰا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ‌ يعنى من غير ان تعلموا ان الذي قلتم من القذف حق وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً تحسبون ان القذف ذنب هين وَ هُوَ عِنْدَ اَللّٰهِ عَظِيمٌ‌ يعنى من الزور لَوْ لاٰ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ‌ يعنى القذف قُلْتُمْ مٰا يَكُونُ‌ يعنى ألا قلتم ما يكون ما ينبغي لَنٰا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهٰذٰا و لم تره أعيننا سُبْحٰانَكَ هٰذٰا بُهْتٰانٌ عَظِيمٌ‌ يعنى ألا قلتم هذا كذب عظيم مثل ما قال سعد بن معاذ الأنصاري و ذلك ان سعدا لما سمع قول من قال في أمر عائشة قال سُبْحٰانَكَ هٰذٰا بُهْتٰانٌ عَظِيمٌ‌ و البهتان الذي يبهت فيقول ما لم يكن يَعِظُكُمُ اَللّٰهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً يعنى القذف إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ‌ يعنى مصدقين وَ يُبَيِّنُ اَللّٰهُ لَكُمُ اَلْآيٰاتِ‌ يعنى ما ذكر من المواعظ إِنَّ اَلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ‌ اَلْفٰاحِشَةُ‌ تفشو و يظهر الزنا لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ فِي اَلدُّنْيٰا بالحد وَ في اَلْآخِرَةِ‌ عذاب النار وَ لَوْ لاٰ فَضْلُ اَللّٰهِ‌ الآية لعاقبكم بما قلتم لعائشة وَ أَنَّ اَللّٰهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ‌ حين عفا عنكم فلم يعاقبكم وَ مَنْ يَتَّبِعْ خُطُوٰاتِ اَلشَّيْطٰانِ‌ يعنى تزيينه فَإِنَّهُ‌ يَأْمُرُ بِالْفَحْشٰاءِ‌ يعنى بالمعاصي وَ اَلْمُنْكَرِ مالا يعرف مثل ما قيل لعائشة وَ لَوْ لاٰ فَضْلُ اَللّٰهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ‌ يعنى نعمته مٰا زَكىٰ‌ ما صلح وَ لٰكِنَّ اَللّٰهَ يُزَكِّي يصلح مَنْ يَشٰاءُ‌ فلما أنزل الله عذر عائشة و برأها و كذب الذين قذفوها حلف أبو بكر ان لا يصل مسطح بن اثاثة بشيء أبدا لأنه كان فيمن ادعى على عائشة من القذف و كان مسطح من المهاجرين الأولين و كان ابن خالة أبى بكر و كان يتيما في حجره فقيرا فلما حلف أبو بكر ان لا يصله نزلت في أبى بكر وَ لاٰ يَأْتَلِ‌ أى و لا يحلف أُولُوا اَلْفَضْلِ مِنْكُمْ‌ يعنى في الغنى أبا بكر الصديق وَ اَلسَّعَةِ‌ يعنى في الرزق أَنْ يُؤْتُوا أُولِي اَلْقُرْبىٰ‌ يعنى مسطح ان اثاثة قرابة أبى بكر و ابن خالته وَ اَلْمَسٰاكِينَ‌ يعنى ان مسطحا كان فقيرا وَ اَلْمُهٰاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ‌ يعنى ان مسطحا كان من المهاجرين وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا يعنى ليتجاوزوا عن مسطح أَ لاٰ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اَللّٰهُ لَكُمْ‌ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي بكر أما تحب أن يغفر الله لك قال بلى يا رسول الله قال فاعف و اصفح فقال أبو بكر قد عفوت و صفحت لا أمنعه معروفا بعد اليوم إِنَّ اَلَّذِينَ يَرْمُونَ اَلْمُحْصَنٰاتِ‌ يعنى يقذفون بالزنا الحافظات لفروجهن العفائف اَلْغٰافِلاٰتِ‌ يعنى عن الفواحش يعنى عائشة اَلْمُؤْمِنٰاتِ‌ يعنى الصادقات لُعِنُوا يعنى جلدوا فِي اَلدُّنْيٰا وَ اَلْآخِرَةِ‌ يعذبون بالنار يعنى عبد الله بن أبى لأنه منافق له عَذٰابٌ عَظِيمٌ `يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ‌ يعنى من قذف عائشة يوم القيامة يَوْمَئِذٍ يعنى في الآخرة يُوَفِّيهِمُ اَللّٰهُ دِينَهُمُ اَلْحَقَّ‌ حسابهم العدل لا يظلمهم وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلْحَقُّ اَلْمُبِينُ‌ يعنى العدل المبين اَلْخَبِيثٰاتُ‌ يعنى السيئ من الكلام قذف عائشة لِلْخَبِيثِينَ‌ من الرجال و النساء يعنى الذين قذفوها وَ اَلْخَبِيثُونَ‌ يعنى من الرجال و النساء لِلْخَبِيثٰاتِ‌ يعنى السيئ من الكلام لأنه يليق بهم الكلام السيئ وَ اَلطَّيِّبٰاتُ‌ يعنى الحسن من الكلام لِلطَّيِّبِينَ‌ من الرجال و النساء يعنى الذين ظنوا بالمؤمنين و المؤمنات خيرا وَ اَلطَّيِّبُونَ‌ من الرجال و النساء لِلطَّيِّبٰاتِ‌ للحسن من الكلام لأنه يليق بهم الكلام الحسن أُولٰئِكَ‌ يعنى الطيبين من الرجال و النساء مُبَرَّؤُنَ مِمّٰا يَقُولُونَ‌ هم برآء من الكلام السيئ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ‌ يعنى لذنوبهم وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ‌ يعنى حسنا في الجنة فلما أنزل الله عذر عائشة ضمها رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى نفسه و هي من أزواجه في الجنة

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج الطبراني و ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت أنزل الله عذري و كادت الامة تهلك في سببي فلما سرى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و عرج الملك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي اذهب إلى ابنتك فأخبرها ان الله قد أنزل عذرها من السماء قالت فأتاني أبى و هو يعدو يكاد أن يعثر فقال أبشري يا بنية بابى و أمي فان الله قد أنزل عذرك قلت بحمد الله لا بحمدك و لا بحمد صاحبك الذي أرسلك ثم دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فتناول ذراعي فقلت بيده هكذا فأخذ أبو بكر النعل ليعلونى بهما فمنعته أمي فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أقسمت لا تفعل

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج ابن جرير و ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها قالت و الله ما كنت أرجو أن ينزل في كتاب الله و لا أطمع فيه و لكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه و سلم رؤيا فيذهب ما في نفسه و قد سأل الجارية الحبشية فقالت و الله لعائشة أطيب من طيب الذهب و لكنها ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل عجينها و الله لئن كان ما يقول الناس حقا ليخبرنك الله فعجب الناس من فقهها

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج الطبراني عن الحكم ابن عتيبة قال لما خاض الناس في أمر عائشة أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى عائشة فقال يا عائشة ما يقول الناس فقالت لا أعتذر من شي قالوه حتى ينزل عذري من السماء فانزل الله فيها خمس عشرة آية من سورة النور ثم قرأ حتى بلغ اَلْخَبِيثٰاتُ لِلْخَبِيثِينَ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج البخاري و ابن مردويه عن ابن عباس انه دخل على عائشة قبل موتها و هي مغلوبة فقال كيف تجدينك قالت بخير ان اتقيت قال فأنت بخير زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم ينكح بكرا غيرك و نزل عذرك من السماء

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج الحاكم و صححه عن عائشة قالت خلال في تسع لم تكن لاحد الا ما آتى الله مريم جاء الملك بصورتي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و تزوجني و أنا ابنة سبع سنين و أهديت اليه و أنا ابنة تسع و تزوجني بكرا و كان يأتيه الوحى و أنا و هو في لحاف واحد و كنت من أحب الناس اليه و نزل في آيات من القرآن كادت الامة تهلك فيها و رأيت جبريل و لم يره احد من نسائه غيرى و قبض في بيتي لم يله أحد غير الملك الا أنا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج ابن سعد عن عائشة قالت فضلت على نساء النبي صلى الله عليه و سلم بعشر قيل ما هن يا أم المؤمنين قالت لم ينكح بكرا قط غيرى و لم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيرى و أنزل الله براءتي من السماء و جاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة و قال تزوجها فإنها امرأتك و كنت اغتسل أنا و هو من إناء واحد و لم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيرى و كان يصلى و أنا معترضة بين يديه و لم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيرى و كان ينزل عليه الوحى و هو معى و لم يكن ينزل عليه و هو مع أحد من نسائه غيرى و قبض الله نفسه و هو بين سحري و نحرى و مات في الليلة التي كان يدور على فيها و دفن في بيتي

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و الطبراني عن مجاهد في قوله إِنَّ اَلَّذِينَ جٰاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ‌ قال أصحاب عائشة عبد الله بن أبى ابن سلول و مسطح و حسان

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن عباس قال الذين افتروا على عائشة حسان و مسطح و حمنة بنت جحش و عبد الله بن أبى

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن عروة أن عبد الملك بن مروان كتب اليه يسأله عن اَلَّذِينَ جٰاؤُ بِالْإِفْكِ‌ فكتب اليه انه لم يسم منهم الإحسان و مسطح و حمنة بنت جحش في آخرين لا علم لي بهم

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال نزلت ثمان عشرة آية متواليات بتكذيب من قذف عائشة و ببراءتها

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج البزار و الطبراني و ابن مردويه بسند صحيح عن عائشة قالت لما رميت بما رميت به هممت ان آتى قليبا فاطرح نفسي فيه

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج البزار بسند صحيح عن عائشة انه لما نزل عذرها قبل أبو بكر رأسها فقالت الا عذرتني فقال أى سماء تظلني و أى أرض تقلني ان قلت ما لا أعلم

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج أحمد عن عائشة قالت لما نزل عذري من السماء جاءني النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرني بذلك فقلت بحمد الله لا بحمدك

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج عبد الرزاق و أحمد و عبد بن حميد و أبو داود و الترمذي و حسنه و النسائي و ابن ماجة و ابن المنذر و ابن مردويه و الطبراني و البيهقي في الدلائل عن عائشة قالت لما نزل عذري قام رسول الله صلى الله عليه و سلم على المنبر فذكر ذلك و تلا القرآن فلما نزل أمر برجلين و امرأة فضربوا حدين

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن محمد ابن عبد الله بن جحش قال تفاخرت عائشة و زينب فقالت زينب أنا التي نزل تزويجي و قالت عائشة و أنا التي نزل عذري في كتابه حين حملني ابن المعطل فقالت لها زينب يا عائشة ما قلت حين ركبتيها قالت قلت حسبي اَللّٰهُ وَ نِعْمَ‌ اَلْوَكِيلُ‌ قالت قلت كلمة المؤمنين