السورة
اسم السورة
الکتاب0
القرن0
المذهب0
الفئات0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓمٓ1
ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدࣰى لِّلۡمُتَّقِينَ2
ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ3
وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ4
أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدࣰى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ5
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ6
خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةࣱۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمࣱ7
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ8
يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ9
فِي قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ10
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ مُصۡلِحُونَ11
أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشۡعُرُونَ12
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُۗ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَٰكِن لَّا يَعۡلَمُونَ13
وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ14
ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ15
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمۡ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ16
مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسۡتَوۡقَدَ نَارࣰا فَلَمَّآ أَضَآءَتۡ مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِي ظُلُمَٰتࣲ لَّا يُبۡصِرُونَ17
صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيࣱ فَهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ18
أَوۡ كَصَيِّبࣲ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَٰتࣱ وَرَعۡدࣱ وَبَرۡقࣱ يَجۡعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِم مِّنَ ٱلصَّوَٰعِقِ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِۚ وَٱللَّهُ مُحِيطُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ19
يَكَادُ ٱلۡبَرۡقُ يَخۡطَفُ أَبۡصَٰرَهُمۡۖ كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ20
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ21
ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشࣰا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءࣰ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءࣰ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقࣰا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادࣰا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ22
وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبࣲ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةࣲ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ23
فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ24
وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةࣲ رِّزۡقࣰاۙ قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهࣰاۖ وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجࣱ مُّطَهَّرَةࣱۖ وَهُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ25
إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلࣰا مَّا بَعُوضَةࣰ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلࣰاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرࣰا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرࣰاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ26
ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ27
كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتࣰا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ28
هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعࣰا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتࣲۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ29
وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلࣱ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةࣰۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ30
وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَـٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ31
قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ32
قَالَ يَـٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ33
وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ34
وَقُلۡنَا يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ35
فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرࣱّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينࣲ36
فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتࣲ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ37
قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعࣰاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدࣰى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ38
وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ39
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّـٰيَ فَٱرۡهَبُونِ40
وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۭ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنࣰا قَلِيلࣰا وَإِيَّـٰيَ فَٱتَّقُونِ41
وَلَا تَلۡبِسُواْ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُواْ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ42
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّـٰكِعِينَ43
أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ44
وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ45
ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ46
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَنِّي فَضَّلۡتُكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ47
وَٱتَّقُواْ يَوۡمࣰا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسࣲ شَيۡـࣰٔا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةࣱ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلࣱ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ48
وَإِذۡ نَجَّيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمࣱ49
وَإِذۡ فَرَقۡنَا بِكُمُ ٱلۡبَحۡرَ فَأَنجَيۡنَٰكُمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ50
وَإِذۡ وَٰعَدۡنَا مُوسَىٰٓ أَرۡبَعِينَ لَيۡلَةࣰ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ51
ثُمَّ عَفَوۡنَا عَنكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ52
وَإِذۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡفُرۡقَانَ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ53
وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِنَّكُمۡ ظَلَمۡتُمۡ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلۡعِجۡلَ فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمۡ فَٱقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ عِندَ بَارِئِكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ54
وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةࣰ فَأَخَذَتۡكُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ55
ثُمَّ بَعَثۡنَٰكُم مِّنۢ بَعۡدِ مَوۡتِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ56
وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡغَمَامَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ57
وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُواْ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةَ فَكُلُواْ مِنۡهَا حَيۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَدࣰا وَٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدࣰا وَقُولُواْ حِطَّةࣱ نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطَٰيَٰكُمۡۚ وَسَنَزِيدُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ58
فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوۡلًا غَيۡرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ59
وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَيۡنࣰاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسࣲ مَّشۡرَبَهُمۡۖ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ60
وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامࣲ وَٰحِدࣲ فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَاۖ قَالَ أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيۡرٌۚ ٱهۡبِطُواْ مِصۡرࣰا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلۡتُمۡۗ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبࣲ مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ61
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحࣰا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ62
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱذۡكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ63
ثُمَّ تَوَلَّيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۖ فَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَكُنتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ64
وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعۡتَدَوۡاْ مِنكُمۡ فِي ٱلسَّبۡتِ فَقُلۡنَا لَهُمۡ كُونُواْ قِرَدَةً خَٰسِـِٔينَ65
فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلࣰا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَةࣰ لِّلۡمُتَّقِينَ66
وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةࣰۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوࣰاۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ67
قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَۚ قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ لَّا فَارِضࣱ وَلَا بِكۡرٌ عَوَانُۢ بَيۡنَ ذَٰلِكَۖ فَٱفۡعَلُواْ مَا تُؤۡمَرُونَ68
قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوۡنُهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ صَفۡرَآءُ فَاقِعࣱ لَّوۡنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّـٰظِرِينَ69
قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيۡنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ70
قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةࣱ لَّا ذَلُولࣱ تُثِيرُ ٱلۡأَرۡضَ وَلَا تَسۡقِي ٱلۡحَرۡثَ مُسَلَّمَةࣱ لَّا شِيَةَ فِيهَاۚ قَالُواْ ٱلۡـَٰٔنَ جِئۡتَ بِٱلۡحَقِّۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ71
وَإِذۡ قَتَلۡتُمۡ نَفۡسࣰا فَٱدَّـٰرَٰٔتُمۡ فِيهَاۖ وَٱللَّهُ مُخۡرِجࣱ مَّا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ72
فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ كَذَٰلِكَ يُحۡيِ ٱللَّهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ73
ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةࣰۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ74
أَفَتَطۡمَعُونَ أَن يُؤۡمِنُواْ لَكُمۡ وَقَدۡ كَانَ فَرِيقࣱ مِّنۡهُمۡ يَسۡمَعُونَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُۥ مِنۢ بَعۡدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ75
وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ76
أَوَلَا يَعۡلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ77
وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ78
فَوَيۡلࣱ لِّلَّذِينَ يَكۡتُبُونَ ٱلۡكِتَٰبَ بِأَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشۡتَرُواْ بِهِۦ ثَمَنࣰا قَلِيلࣰاۖ فَوَيۡلࣱ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتۡ أَيۡدِيهِمۡ وَوَيۡلࣱ لَّهُم مِّمَّا يَكۡسِبُونَ79
وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامࣰا مَّعۡدُودَةࣰۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدࣰا فَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥٓۖ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ80
بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةࣰ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ81
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ82
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانࣰا وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنࣰا وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ83
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ لَا تَسۡفِكُونَ دِمَآءَكُمۡ وَلَا تُخۡرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ ثُمَّ أَقۡرَرۡتُمۡ وَأَنتُمۡ تَشۡهَدُونَ84
ثُمَّ أَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ تَقۡتُلُونَ أَنفُسَكُمۡ وَتُخۡرِجُونَ فَرِيقࣰا مِّنكُم مِّن دِيَٰرِهِمۡ تَظَٰهَرُونَ عَلَيۡهِم بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَإِن يَأۡتُوكُمۡ أُسَٰرَىٰ تُفَٰدُوهُمۡ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيۡكُمۡ إِخۡرَاجُهُمۡۚ أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضࣲۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيࣱ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰٓ أَشَدِّ ٱلۡعَذَابِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ85
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا بِٱلۡأٓخِرَةِۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ86
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَقَفَّيۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ بِٱلرُّسُلِۖ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقࣰا كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقࣰا تَقۡتُلُونَ87
وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِيلࣰا مَّا يُؤۡمِنُونَ88
وَلَمَّا جَآءَهُمۡ كِتَٰبࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَهُمۡ وَكَانُواْ مِن قَبۡلُ يَسۡتَفۡتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِۦۚ فَلَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ89
بِئۡسَمَا ٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡ أَن يَكۡفُرُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغۡيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبࣲۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابࣱ مُّهِينࣱ90
وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا مَعَهُمۡۗ قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ91
وَلَقَدۡ جَآءَكُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَٰلِمُونَ92
وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةࣲ وَٱسۡمَعُواْۖ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَأُشۡرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ قُلۡ بِئۡسَمَا يَأۡمُرُكُم بِهِۦٓ إِيمَٰنُكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ93
قُلۡ إِن كَانَتۡ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةࣰ مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ94
وَلَن يَتَمَنَّوۡهُ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ95
وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةࣲ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةࣲ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن يُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ96
قُلۡ مَن كَانَ عَدُوࣰّا لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَهُدࣰى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ97
مَن كَانَ عَدُوࣰّا لِّلَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوࣱّ لِّلۡكَٰفِرِينَ98
وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتࣲۖ وَمَا يَكۡفُرُ بِهَآ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقُونَ99
أَوَكُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهۡدࣰا نَّبَذَهُۥ فَرِيقࣱ مِّنۡهُمۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ100
وَلَمَّا جَآءَهُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَهُمۡ نَبَذَ فَرِيقࣱ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ كَأَنَّهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ101
وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةࣱ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقࣲۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ102
وَلَوۡ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَوۡاْ لَمَثُوبَةࣱ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ خَيۡرࣱۚ لَّوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ103
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقُولُواْ رَٰعِنَا وَقُولُواْ ٱنظُرۡنَا وَٱسۡمَعُواْۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمࣱ104
مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرࣲ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ105
مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرࣲ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرٌ106
أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرٍ107
أَمۡ تُرِيدُونَ أَن تَسۡـَٔلُواْ رَسُولَكُمۡ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۗ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ108
وَدَّ كَثِيرࣱ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدࣰا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ109
وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرࣲ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرࣱ110
وَقَالُواْ لَن يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِيُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ111
بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ112
وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ لَيۡسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَيۡءࣲ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيۡسَتِ ٱلۡيَهُودُ عَلَىٰ شَيۡءࣲ وَهُمۡ يَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ مِثۡلَ قَوۡلِهِمۡۚ فَٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ113
وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيࣱ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمࣱ114
وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ115
وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدࣰاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ بَل لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ كُلࣱّ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ116
بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرࣰا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ117
وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةࣱۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يُوقِنُونَ118
إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرࣰا وَنَذِيرࣰاۖ وَلَا تُسۡـَٔلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ119
وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِۙ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرٍ120
ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ121
يَٰبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَنِّي فَضَّلۡتُكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ122
وَٱتَّقُواْ يَوۡمࣰا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسࣲ شَيۡـࣰٔا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلࣱ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَٰعَةࣱ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ123
وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتࣲ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامࣰاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّـٰلِمِينَ124
وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَيۡتَ مَثَابَةࣰ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنࣰا وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِـۧمَ مُصَلࣰّىۖ وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ125
وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنࣰا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ مَنۡ ءَامَنَ مِنۡهُم بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُۥ قَلِيلࣰا ثُمَّ أَضۡطَرُّهُۥٓ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ126
وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ127
رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةࣰ مُّسۡلِمَةࣰ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ128
رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ129
وَمَن يَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَٰهِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ130
إِذۡ قَالَ لَهُۥ رَبُّهُۥٓ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ131
وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِـۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ132
أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ حَضَرَ يَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِيۖ قَالُواْ نَعۡبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ إِلَٰهࣰا وَٰحِدࣰا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ133
تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ134
وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِـۧمَ حَنِيفࣰاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ135
قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدࣲ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ136
فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقࣲۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ137
صِبۡغَةَ ٱللَّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةࣰۖ وَنَحۡنُ لَهُۥ عَٰبِدُونَ138
قُلۡ أَتُحَآجُّونَنَا فِي ٱللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ وَلَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُخۡلِصُونَ139
أَمۡ تَقُولُونَ إِنَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ قُلۡ ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللَّهُۗ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ140
تِلۡكَ أُمَّةࣱ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ141
سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ142
وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدࣰاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِيمࣱ143
قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ144
وَلَئِنۡ أَتَيۡتَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةࣲ مَّا تَبِعُواْ قِبۡلَتَكَۚ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعࣲ قِبۡلَتَهُمۡۚ وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعࣲ قِبۡلَةَ بَعۡضࣲۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِۙ إِنَّكَ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ145
ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقࣰا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ146
ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ147
وَلِكُلࣲّ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَاۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ148
وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ وَإِنَّهُۥ لَلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ149
وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ150
كَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِيكُمۡ رَسُولࣰا مِّنكُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِنَا وَيُزَكِّيكُمۡ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ151
فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ152
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ153
وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقۡتَلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءࣱ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ154
وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ155
ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةࣱ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ156
أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةࣱۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ157
إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَيۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرࣰا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ158
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِۙ أُوْلَـٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ159
إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ160
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كُفَّارٌ أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ لَعۡنَةُ ٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ161
خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ162
وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهࣱ وَٰحِدࣱۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ163
إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءࣲ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةࣲ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ يَعۡقِلُونَ164
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادࣰا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبࣰّا لِّلَّهِۗ وَلَوۡ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِذۡ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعࣰا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعَذَابِ165
إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ166
وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةࣰ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ167
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلࣰا طَيِّبࣰا وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِينٌ168
إِنَّمَا يَأۡمُرُكُم بِٱلسُّوٓءِ وَٱلۡفَحۡشَآءِ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ169
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡـࣰٔا وَلَا يَهۡتَدُونَ170
وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي يَنۡعِقُ بِمَا لَا يَسۡمَعُ إِلَّا دُعَآءࣰ وَنِدَآءࣰۚ صُمُّۢ بُكۡمٌ عُمۡيࣱ فَهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ171
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ172
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغࣲ وَلَا عَادࣲ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمٌ173
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنࣰا قَلِيلًاۙ أُوْلَـٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ174
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَآ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ175
ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدࣲ176
لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّـٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ177
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰۚ فَمَنۡ عُفِيَ لَهُۥ مِنۡ أَخِيهِ شَيۡءࣱ فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيۡهِ بِإِحۡسَٰنࣲۗ ذَٰلِكَ تَخۡفِيفࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَةࣱۗ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِيمࣱ178
وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةࣱ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ179
كُتِبَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ إِن تَرَكَ خَيۡرًا ٱلۡوَصِيَّةُ لِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ180
فَمَنۢ بَدَّلَهُۥ بَعۡدَ مَا سَمِعَهُۥ فَإِنَّمَآ إِثۡمُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ181
فَمَنۡ خَافَ مِن مُّوصࣲ جَنَفًا أَوۡ إِثۡمࣰا فَأَصۡلَحَ بَيۡنَهُمۡ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ182
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ183
أَيَّامࣰا مَّعۡدُودَٰتࣲۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةࣱ طَعَامُ مِسۡكِينࣲۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرࣰا فَهُوَ خَيۡرࣱ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ184
شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدࣰى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتࣲ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ فَعِدَّةࣱ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ185
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ186
أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسࣱ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسࣱ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ187
وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ وَتُدۡلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلۡحُكَّامِ لِتَأۡكُلُواْ فَرِيقࣰا مِّنۡ أَمۡوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلۡإِثۡمِ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ188
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ وَلَيۡسَ ٱلۡبِرُّ بِأَن تَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ189
وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ190
وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَيۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۚ وَلَا تُقَٰتِلُوهُمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِيهِۖ فَإِن قَٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ كَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ191
فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ192
وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةࣱ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ لِلَّهِۖ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَلَا عُدۡوَٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ193
ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصࣱۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ194
وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ195
وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلَّهِۚ فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ بِهِۦٓ أَذࣰى مِّن رَّأۡسِهِۦ فَفِدۡيَةࣱ مِّن صِيَامٍ أَوۡ صَدَقَةٍ أَوۡ نُسُكࣲۚ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلۡعُمۡرَةِ إِلَى ٱلۡحَجِّ فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۚ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامࣲ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ تِلۡكَ عَشَرَةࣱ كَامِلَةࣱۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمۡ يَكُنۡ أَهۡلُهُۥ حَاضِرِي ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ196
ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرࣱ مَّعۡلُومَٰتࣱۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَـٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ197
لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلࣰا مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتࣲ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ198
ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ199
فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرࣰاۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقࣲ200
وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةࣰ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةࣰ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ201
أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ نَصِيبࣱ مِّمَّا كَسَبُواْۚ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ202
وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامࣲ مَّعۡدُودَٰتࣲۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۖ لِمَنِ ٱتَّقَىٰۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ203
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ204
وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ205
وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ206
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡرِي نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ207
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةࣰ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِينࣱ208
فَإِن زَلَلۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡكُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ209
هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلࣲ مِّنَ ٱلۡغَمَامِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ210
سَلۡ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۭ بَيِّنَةࣲۗ وَمَن يُبَدِّلۡ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ211
زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَيَسۡخَرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۘ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابࣲ212
كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَٰحِدَةࣰ فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَمَا ٱخۡتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمٍ213
أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبࣱ214
يَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرࣲ فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمࣱ215
كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـࣰٔا وَهُوَ خَيۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ216
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالࣲ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالࣱ فِيهِ كَبِيرࣱۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرࣱ فَأُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ217
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ يَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ218
يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمࣱ كَبِيرࣱ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ219
فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡيَتَٰمَىٰۖ قُلۡ إِصۡلَاحࣱ لَّهُمۡ خَيۡرࣱۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعۡنَتَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ220
وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةࣱ مُّؤۡمِنَةٌ خَيۡرࣱ مِّن مُّشۡرِكَةࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ وَلَا تُنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤۡمِنُواْۚ وَلَعَبۡدࣱ مُّؤۡمِنٌ خَيۡرࣱ مِّن مُّشۡرِكࣲ وَلَوۡ أَعۡجَبَكُمۡۗ أُوْلَـٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ221
وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذࣰى فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّـٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ222
نِسَآؤُكُمۡ حَرۡثࣱ لَّكُمۡ فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ وَقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُم مُّلَٰقُوهُۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ223
وَلَا تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةࣰ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ224
لَّا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمࣱ225
لِّلَّذِينَ يُؤۡلُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ تَرَبُّصُ أَرۡبَعَةِ أَشۡهُرࣲۖ فَإِن فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ226
وَإِنۡ عَزَمُواْ ٱلطَّلَٰقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ227
وَٱلۡمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَٰثَةَ قُرُوٓءࣲۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكۡتُمۡنَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِيٓ أَرۡحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤۡمِنَّ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنۡ أَرَادُوٓاْ إِصۡلَٰحࣰاۚ وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيۡهِنَّ دَرَجَةࣱۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ228
ٱلطَّلَٰقُ مَرَّتَانِۖ فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنࣲۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمۡ أَن تَأۡخُذُواْ مِمَّآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ شَيۡـًٔا إِلَّآ أَن يَخَافَآ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۖ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَا فِيمَا ٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَعۡتَدُوهَاۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ229
فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوۡجًا غَيۡرَهُۥۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَآ أَن يَتَرَاجَعَآ إِن ظَنَّآ أَن يُقِيمَا حُدُودَ ٱللَّهِۗ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوۡمࣲ يَعۡلَمُونَ230
وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعۡرُوفࣲۚ وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارࣰا لِّتَعۡتَدُواْۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوࣰاۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡحِكۡمَةِ يَعِظُكُم بِهِۦۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ231
وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحۡنَ أَزۡوَٰجَهُنَّ إِذَا تَرَٰضَوۡاْ بَيۡنَهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ مِنكُمۡ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ ذَٰلِكُمۡ أَزۡكَىٰ لَكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ232
وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ وَعَلَى ٱلۡمَوۡلُودِ لَهُۥ رِزۡقُهُنَّ وَكِسۡوَتُهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ لَا تُكَلَّفُ نَفۡسٌ إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَا تُضَآرَّ وَٰلِدَةُۢ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوۡلُودࣱ لَّهُۥ بِوَلَدِهِۦۚ وَعَلَى ٱلۡوَارِثِ مِثۡلُ ذَٰلِكَۗ فَإِنۡ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضࣲ مِّنۡهُمَا وَتَشَاوُرࣲ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡهِمَاۗ وَإِنۡ أَرَدتُّمۡ أَن تَسۡتَرۡضِعُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا سَلَّمۡتُم مَّآ ءَاتَيۡتُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرࣱ233
وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجࣰا يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرࣲ وَعَشۡرࣰاۖ فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرࣱ234
وَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا عَرَّضۡتُم بِهِۦ مِنۡ خِطۡبَةِ ٱلنِّسَآءِ أَوۡ أَكۡنَنتُمۡ فِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ سَتَذۡكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّآ أَن تَقُولُواْ قَوۡلࣰا مَّعۡرُوفࣰاۚ وَلَا تَعۡزِمُواْ عُقۡدَةَ ٱلنِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡكِتَٰبُ أَجَلَهُۥۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمࣱ235
لَّا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِن طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ مَا لَمۡ تَمَسُّوهُنَّ أَوۡ تَفۡرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةࣰۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ مَتَٰعَۢا بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ236
وَإِن طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدۡ فَرَضۡتُمۡ لَهُنَّ فَرِيضَةࣰ فَنِصۡفُ مَا فَرَضۡتُمۡ إِلَّآ أَن يَعۡفُونَ أَوۡ يَعۡفُوَاْ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ وَأَن تَعۡفُوٓاْ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۚ وَلَا تَنسَوُاْ ٱلۡفَضۡلَ بَيۡنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ237
حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ238
فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانࣰاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ239
وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجࣰا وَصِيَّةࣰ لِّأَزۡوَٰجِهِم مَّتَٰعًا إِلَى ٱلۡحَوۡلِ غَيۡرَ إِخۡرَاجࣲۚ فَإِنۡ خَرَجۡنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِي مَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعۡرُوفࣲۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ240
وَلِلۡمُطَلَّقَٰتِ مَتَٰعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ241
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ242
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَهُمۡ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللَّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحۡيَٰهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَشۡكُرُونَ243
وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ244
مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنࣰا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافࣰا كَثِيرَةࣰۚ وَٱللَّهُ يَقۡبِضُ وَيَبۡصُۜطُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ245
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ مِنۢ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰٓ إِذۡ قَالُواْ لِنَبِيࣲّ لَّهُمُ ٱبۡعَثۡ لَنَا مَلِكࣰا نُّقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ قَالَ هَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ أَلَّا تُقَٰتِلُواْۖ قَالُواْ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَٰتِلَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدۡ أُخۡرِجۡنَا مِن دِيَٰرِنَا وَأَبۡنَآئِنَاۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ تَوَلَّوۡاْ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّنۡهُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ246
وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكࣰاۚ قَالُوٓاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَيۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَلَمۡ يُؤۡتَ سَعَةࣰ مِّنَ ٱلۡمَالِۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَيۡكُمۡ وَزَادَهُۥ بَسۡطَةࣰ فِي ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ وَٱللَّهُ يُؤۡتِي مُلۡكَهُۥ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ247
وَقَالَ لَهُمۡ نَبِيُّهُمۡ إِنَّ ءَايَةَ مُلۡكِهِۦٓ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلتَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَبَقِيَّةࣱ مِّمَّا تَرَكَ ءَالُ مُوسَىٰ وَءَالُ هَٰرُونَ تَحۡمِلُهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ248
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِٱلۡجُنُودِ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ مُبۡتَلِيكُم بِنَهَرࣲ فَمَن شَرِبَ مِنۡهُ فَلَيۡسَ مِنِّي وَمَن لَّمۡ يَطۡعَمۡهُ فَإِنَّهُۥ مِنِّيٓ إِلَّا مَنِ ٱغۡتَرَفَ غُرۡفَةَۢ بِيَدِهِۦۚ فَشَرِبُواْ مِنۡهُ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّنۡهُمۡۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُۥ هُوَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ قَالُواْ لَا طَاقَةَ لَنَا ٱلۡيَوۡمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦۚ قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةࣲ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةࣰ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ249
وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِۦ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرࣰا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ250
فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ251
تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ252
تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتࣲۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ253
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمࣱ لَّا بَيۡعࣱ فِيهِ وَلَا خُلَّةࣱ وَلَا شَفَٰعَةࣱۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ254
ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةࣱ وَلَا نَوۡمࣱۚ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيۡءࣲ مِّنۡ عِلۡمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَۚ وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفۡظُهُمَاۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡعَظِيمُ255
لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ256
ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّـٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ257
أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ فِي رَبِّهِۦٓ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡيِۦ وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ258
أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةࣲ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامࣲ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمࣲۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِاْئَةَ عَامࣲ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَايَةࣰ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَيۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمࣰاۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرࣱ259
وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِيۖ قَالَ فَخُذۡ أَرۡبَعَةࣰ مِّنَ ٱلطَّيۡرِ فَصُرۡهُنَّ إِلَيۡكَ ثُمَّ ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلࣲ مِّنۡهُنَّ جُزۡءࣰا ثُمَّ ٱدۡعُهُنَّ يَأۡتِينَكَ سَعۡيࣰاۚ وَٱعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ260
مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةࣲ مِّاْئَةُ حَبَّةࣲۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ261
ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنࣰّا وَلَآ أَذࣰىۙ لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ262
قَوۡلࣱ مَّعۡرُوفࣱ وَمَغۡفِرَةٌ خَيۡرࣱ مِّن صَدَقَةࣲ يَتۡبَعُهَآ أَذࣰىۗ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمࣱ263
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابࣱ فَأَصَابَهُۥ وَابِلࣱ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدࣰاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءࣲ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ264
وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثۡبِيتࣰا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ كَمَثَلِ جَنَّةِۭ بِرَبۡوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلࣱ فَـَٔاتَتۡ أُكُلَهَا ضِعۡفَيۡنِ فَإِن لَّمۡ يُصِبۡهَا وَابِلࣱ فَطَلࣱّۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ265
أَيَوَدُّ أَحَدُكُمۡ أَن تَكُونَ لَهُۥ جَنَّةࣱ مِّن نَّخِيلࣲ وَأَعۡنَابࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ لَهُۥ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَأَصَابَهُ ٱلۡكِبَرُ وَلَهُۥ ذُرِّيَّةࣱ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعۡصَارࣱ فِيهِ نَارࣱ فَٱحۡتَرَقَتۡۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ266
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغۡمِضُواْ فِيهِۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ267
ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغۡفِرَةࣰ مِّنۡهُ وَفَضۡلࣰاۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمࣱ268
يُؤۡتِي ٱلۡحِكۡمَةَ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرࣰا كَثِيرࣰاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ269
وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ270
إِن تُبۡدُواْ ٱلصَّدَقَٰتِ فَنِعِمَّا هِيَۖ وَإِن تُخۡفُوهَا وَتُؤۡتُوهَا ٱلۡفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيۡرࣱ لَّكُمۡۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّـَٔاتِكُمۡۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرࣱ271
لَّيۡسَ عَلَيۡكَ هُدَىٰهُمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ فَلِأَنفُسِكُمۡۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ ٱللَّهِۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ272
لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبࣰا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافࣰاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرࣲ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ273
ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُم بِٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ سِرࣰّا وَعَلَانِيَةࣰ فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ274
ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡبَيۡعُ مِثۡلُ ٱلرِّبَوٰاْۗ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْۚ فَمَن جَآءَهُۥ مَوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦ فَٱنتَهَىٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمۡرُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَنۡ عَادَ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ275
يَمۡحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰاْ وَيُرۡبِي ٱلصَّدَقَٰتِۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ276
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ277
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ278
فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ279
وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةࣲ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةࣲۚ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ280
وَٱتَّقُواْ يَوۡمࣰا تُرۡجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ281
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيۡنٍ إِلَىٰٓ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى فَٱكۡتُبُوهُۚ وَلۡيَكۡتُب بَّيۡنَكُمۡ كَاتِبُۢ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَلَا يَأۡبَ كَاتِبٌ أَن يَكۡتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ ٱللَّهُۚ فَلۡيَكۡتُبۡ وَلۡيُمۡلِلِ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥ وَلَا يَبۡخَسۡ مِنۡهُ شَيۡـࣰٔاۚ فَإِن كَانَ ٱلَّذِي عَلَيۡهِ ٱلۡحَقُّ سَفِيهًا أَوۡ ضَعِيفًا أَوۡ لَا يَسۡتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلۡيُمۡلِلۡ وَلِيُّهُۥ بِٱلۡعَدۡلِۚ وَٱسۡتَشۡهِدُواْ شَهِيدَيۡنِ مِن رِّجَالِكُمۡۖ فَإِن لَّمۡ يَكُونَا رَجُلَيۡنِ فَرَجُلࣱ وَٱمۡرَأَتَانِ مِمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحۡدَىٰهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡدَىٰهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰۚ وَلَا يَأۡبَ ٱلشُّهَدَآءُ إِذَا مَا دُعُواْۚ وَلَا تَسۡـَٔمُوٓاْ أَن تَكۡتُبُوهُ صَغِيرًا أَوۡ كَبِيرًا إِلَىٰٓ أَجَلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِ وَأَقۡوَمُ لِلشَّهَٰدَةِ وَأَدۡنَىٰٓ أَلَّا تَرۡتَابُوٓاْ إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً حَاضِرَةࣰ تُدِيرُونَهَا بَيۡنَكُمۡ فَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَلَّا تَكۡتُبُوهَاۗ وَأَشۡهِدُوٓاْ إِذَا تَبَايَعۡتُمۡۚ وَلَا يُضَآرَّ كَاتِبࣱ وَلَا شَهِيدࣱۚ وَإِن تَفۡعَلُواْ فَإِنَّهُۥ فُسُوقُۢ بِكُمۡۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣱ282
وَإِن كُنتُمۡ عَلَىٰ سَفَرࣲ وَلَمۡ تَجِدُواْ كَاتِبࣰا فَرِهَٰنࣱ مَّقۡبُوضَةࣱۖ فَإِنۡ أَمِنَ بَعۡضُكُم بَعۡضࣰا فَلۡيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤۡتُمِنَ أَمَٰنَتَهُۥ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥۗ وَلَا تَكۡتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَۚ وَمَن يَكۡتُمۡهَا فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمࣱ قَلۡبُهُۥۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمࣱ283
لِّلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَإِن تُبۡدُواْ مَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ أَوۡ تُخۡفُوهُ يُحَاسِبۡكُم بِهِ ٱللَّهُۖ فَيَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرٌ284
ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدࣲ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ285
لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرࣰا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ286
الترجمة
التفسير
الحديث
المفردات
الأعلام والأسماء
المواضيع
الإعراب
الآيات المتعلقة
الآيات في الكتب
العرض حسب الکتاب
الکتاب
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور70
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)69
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب16
تفسير الصافي14
تفسير نور الثقلين14
البرهان في تفسير القرآن5
ترجمة تفسیر روایي البرهان4
تفسير العيّاشي3
التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام2
ترجمة تفسير القمي2
تفسير القمي2
القرن
83
القرن العاشر70
القرن الثاني عشر39
القرن الثالث6
القرن الرابع3
المذهب
سني139
شيعي62
نوع الحديث
تفسیري194
أسباب النزول7
تم العثور على 201 مورد
البرهان في تفسير القرآن

37,6,11569 / _2 قَالَ اَلْإِمَامُ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي (تَفْسِيرِهِ‌): «قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : وَ اِتَّبَعُوا هَؤُلاَءِ اَلْيَهُودُ وَ اَلنَّوَاصِبُ‌ مٰا تَتْلُوا مَا تَقْرَأُ اَلشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ 37سُلَيْمٰانَ‌ وَ زَعَمُوا أَنَّ 37سُلَيْمَانَ‌ بِذَلِكَ اَلسِّحْرِ وَ اَلتَّدْبِيرِ وَ اَلنِّيرَنْجَاتِ‌ ، نَالَ مَا نَالَهُ مِنَ اَلْمُلْكِ اَلْعَظِيمِ‌، فَصَدُّوهُمْ بِهِ عَنْ كِتَابِ اَللَّهِ‌ . وَ ذَلِكَ أَنَّ اَلْيَهُودَ اَلْمُلْحِدِينَ وَ اَلنَّوَاصِبَ‌ اَلْمُشَارِكِينَ لَهُمْ فِي إِلْحَادِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) فَضَائِلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، وَ شَاهَدُوا مِنْهُ وَ مِنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) اَلْمُعْجِزَاتِ اَلَّتِي أَظْهَرَهَا اَللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ عَلَى أَيْدِيهِمَا، أَفْضَى بَعْضُ اَلْيَهُودِ وَ اَلنُّصَّابِ‌ إِلَى بَعْضٍ‌، وَ قَالُوا: مَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ طَالِبُ اَلدُّنْيَا بِحِيَلٍ وَ مَخَارِيقَ وَ سِحْرٍ وَ نِيرَنْجَاتٍ تَعَلَّمَهَا، وَ عَلَّمَ عَلِيّاً بَعْضَهَا، فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَمَلَّكَ عَلَيْنَا فِي حَيَاتِهِ‌، وَ يَعْقِدَ اَلْمُلْكَ لِعَلِيٍّ‌ بَعْدَهُ‌، وَ لَيْسَ مَا يَقُولُهُ عَنِ اَللَّهِ بِشَيْ‌ءٍ‌، إِنَّمَا هُوَ قَوْلُهُ‌، فَيَعْقِدُ عَلَيْنَا وَ عَلَى ضُعَفَاءِ عِبَادِ اَللَّهِ بِالسِّحْرِ وَ اَلنِّيرَنْجَاتِ اَلَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا. وَ أَوْفَرُ اَلنَّاسِ كَانَ حَظّاً مِنْ هَذَا اَلسِّحْرِ 37سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، اَلَّذِي مَلَكَ بِسِحْرِهِ اَلدُّنْيَا كُلَّهَا مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ‌ وَ اَلشَّيَاطِينِ‌، وَ نَحْنُ إِذَا تَعَلَّمْنَا بَعْضَ مَا كَانَ تَعَلَّمَهُ 37سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، تَمَكَّنَّا مِنْ إِظْهَارِ مِثْلِ مَا يُظْهِرُهُ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ‌ ، وَ اِدَّعَيْنَا لِأَنْفُسِنَا بِمَا يَجْعَلُهُ مُحَمَّدٌ لِعَلِيٍّ‌ ، وَ قَدِ اِسْتَغْنَيْنَا عَنِ اَلاِنْقِيَادِ لِعَلِيٍّ‌ . فَحِينَئِذٍ ذَمَّ اَللَّهُ تَعَالَى اَلْجَمِيعَ مِنَ اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّوَاصِبِ‌ ، فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتٰابَ‌ كِتٰابَ اَللّٰهِ‌ اَلْآمِرَ بِوَلاَيَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ‌ وَرٰاءَ ظُهُورِهِمْ‌ فَلَمْ يَعْمَلُوا بِهِ‌ وَ اِتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا كَفَرَةُ‌ اَلشَّيٰاطِينُ‌ مِنَ اَلسِّحْرِ وَ اَلنِّيرَنْجَاتِ‌ عَلىٰ مُلْكِ 37سُلَيْمٰانَ‌ اَلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ 37سُلَيْمَانَ‌ بِهِ مَلَكَ‌، وَ نَحْنُ أَيْضاً بِهِ‌ نُظْهِرُ اَلْعَجَائِبَ حَتَّى يَنْقَادَ لَنَا اَلنَّاسُ‌، وَ نَسْتَغْنِي عَنِ اَلاِنْقِيَادِ لِعَلِيٍّ‌ . قَالُوا: وَ كَانَ 37سُلَيْمَانُ‌ كَافِراً سَاحِراً مَاهِراً، بِسِحْرِهِ مَلَكَ مَا مَلَكَ‌، وَ قَدَرَ عَلَى مَا قَدَرَ، فَرَدَّ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ‌، وَ قَالَ‌: وَ مٰا كَفَرَ 37سُلَيْمٰانُ‌ وَ لاَ اِسْتَعْمَلَ اَلسِّحْرَ، كَمَا قَالَ هَؤُلاَءِ اَلْكَافِرُونَ‌ وَ لٰكِنَّ اَلشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ اَلنّٰاسَ‌ اَلسِّحْرَ أَيْ بِتَعْلِيمِهِمُ اَلنَّاسَ اَلسِّحْرَ اَلَّذِي نَسَبُوهُ إِلَى سُلَيْمَانَ كَفَرُوا. ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ بِبٰابِلَ‌ هٰارُوتَ‌ وَ مٰارُوتَ‌ قَالَ‌: كَفَرَ اَلشَّيَاطِينُ بِتَعْلِيمِهِمُ اَلنَّاسَ‌ اَلسِّحْرَ، وَ بِتَعْلِيمِهِمْ إِيَّاهُمْ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ‌ هَارُوتَ‌ وَ مَارُوتَ‌ ، اِسْمُ اَلْمَلَكَيْنِ‌. قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : وَ كَانَ بَعْدَ 21نُوحٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَدْ كَثُرَ اَلسَّحَرَةُ وَ اَلْمُمَوِّهُونَ‌، فَبَعَثَ اَللَّهُ تَعَالَى مَلَكَيْنِ إِلَى نَبِيِّ‌ ذَلِكَ اَلزَّمَانِ بِذِكْرِ مَا يَسْحَرُ بِهِ اَلسَّحَرَةُ‌، وَ ذِكْرِ مَا يُبْطِلُ بِهِ سِحْرَهُمْ‌، وَ يَرُدُّ بِهِ كَيْدَهُمْ‌، فَتَلَقَّاهُ اَلنَّبِيُّ عَنِ اَلْمَلَكَيْنِ‌، وَ أَدَّاهُ‌ إِلَى عِبَادِ اَللَّهِ بِأَمْرِ اَللَّهِ‌، وَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَقِفُوا بِهِ عَلَى اَلسِّحْرِ وَ أَنْ يُبْطِلُوهُ‌، وَ نَهَاهُمْ أَنْ يَسْحَرُوا بِهِ اَلنَّاسَ‌، وَ هَذَا كَمَا يُدَلُّ‌ عَلَى اَلسَّمِّ مَا هُوَ، وَ عَلَى مَا يُدْفَعُ بِهِ غَائِلَةُ‌ اَلسَّمِّ‌، ثُمَّ يُقَالُ لِمُتَعَلِّمِ ذَلِكَ‌: هَذَا اَلسَّمُّ فَمَنْ رَأَيْتَهُ سُمَّ فَادْفَعْ غَائِلَتَهُ‌ بِكَذَا، وَ إِيَّاكَ أَنْ تَقْتُلَ بِالسَّمِّ أَحَداً. ثُمَّ قَالَ‌: وَ مٰا يُعَلِّمٰانِ مِنْ أَحَدٍ وَ هُوَ أَنَّ ذَلِكَ اَلنَّبِيَّ أَمَرَ اَلْمَلَكَيْنِ أَنْ يَظْهَرَا لِلنَّاسِ بِصُورَةِ بَشَرَيْنِ‌، وَ يُعَلِّمَاهُمْ‌ مَا عَلَّمَهُمَا اَللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ وَ يَعِظَاهُمْ‌؛ فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: وَ مٰا يُعَلِّمٰانِ مِنْ أَحَدٍ ذَلِكَ اَلسِّحْرَ وَ إِبْطَالَهُ‌ حَتّٰى يَقُولاٰ لِلْمُتَعَلِّمِ‌: إِنَّمٰا نَحْنُ فِتْنَةٌ‌ اِمْتِحَانٌ لِلْعِبَادِ؛ لِيُطِيعُوا اَللَّهَ تَعَالَى فِيمَا يَتَعَلَّمُونَ مِنْ هَذَا، وَ يُبْطِلُوا بِهِ كَيْدَ اَلسَّحَرَةِ‌، فَلاَ يَسْحَرُونَهُمْ‌ . قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلاٰ تَكْفُرْ بِاسْتِعْمَالِ هَذَا اَلسِّحْرِ وَ طَلَبِ اَلْإِضْرَارِ بِهِ وَ دُعَاءِ اَلنَّاسِ إِلَى أَنْ يَعْتَقِدُوا بِهِ أَنَّكَ‌ تُحْيِي وَ تُمِيتُ‌، وَ تَفْعَلُ مَا لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلاَّ اَللَّهُ تَعَالَى، فَإِنَّ ذَلِكَ كُفْرٌ. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: فَيَتَعَلَّمُونَ‌ يَعْنِي طَالِبِي اَلسِّحْرِ مِنْهُمٰا يَعْنِي مِمَّا كَتَبَتِ اَلشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ 37سُلَيْمَانَ‌ مِنَ اَلنِّيرَنْجَاتِ‌، وَ مَا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَ مَارُوتَ‌، فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْ هَذَيْنِ اَلصِّنْفَيْنِ‌ مٰا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ‌ اَلْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ‌ هَذَا يَتَعَلَّمُ لِلْإِضْرَارِ بِالنَّاسِ‌، يَتَعَلَّمُونَ اَلتَّفْرِيقَ بِضُرُوبٍ مِنَ اَلْحِيَلِ وَ اَلتَّمَائِمِ‌ ، وَ اَلْإِيهَامِ أَنَّهُ قَدْ دَفَنَ‌ كَذَا وَ عَمِلَ كَذَا، لِيَغْضَبَ‌ قَلْبُ اَلْمَرْأَةِ عَلَى اَلرَّجُلِ‌، وَ قَلْبُ اَلرَّجُلِ عَلَى 4 «5» اَلْمَرْأَةِ‌، وَ يُؤَدِّيَ إِلَى اَلْفِرَاقِ بَيْنَهُمَا. ثُمَّ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ مٰا هُمْ بِضٰارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّٰ بِإِذْنِ اَللّٰهِ‌ أَيْ مَا اَلْمُتَعَلِّمُونَ لِذَلِكَ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ‌ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اَللَّهِ‌، بِتَخْلِيَةِ‌ اَللَّهِ وَ عِلْمِهِ‌، فَإِنَّهُ لَوْ شَاءَ لَمَنَعَهُمْ بِالْجَبْرِ وَ اَلْقَهْرِ. ثُمَّ قَالَ‌: وَ يَتَعَلَّمُونَ مٰا يَضُرُّهُمْ وَ لاٰ يَنْفَعُهُمْ‌ لِأَنَّهُمْ إِذَا تَعَلَّمُوا ذَلِكَ اَلسِّحْرَ لِيَسْحَرُوا بِهِ وَ يَضُرُّوا، فَقَدْ تَعَلَّمُوا مَا يَضُرُّهُمْ فِي دِينِهِمْ وَ لاَ يَنْفَعُهُمْ فِيهِ‌، بَلْ يَنْسَلِخُونَ عَنْ دِينِ اَللَّهِ بِذَلِكَ‌ وَ لَقَدْ عَلِمُوا هَؤُلاَءِ اَلْمُتَعَلِّمُونَ‌ لَمَنِ اِشْتَرٰاهُ‌ بِدِينِهِ اَلَّذِي يَنْسَلِخُ عَنْهُ بِتَعَلُّمِهِ‌ مٰا لَهُ فِي اَلْآخِرَةِ مِنْ خَلاٰقٍ‌ نَصِيبٍ‌ فِي ثَوَابِ اَلْجَنَّةِ‌. وَ لَبِئْسَ مٰا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ‌ رَهَنُوهَا بِالْعَذَابِ‌ لَوْ كٰانُوا يَعْلَمُونَ‌ أَيْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ قَدْ بَاعُوا اَلْآخِرَةَ‌، وَ تَرَكُوا نَصِيبَهُمْ مِنَ اَلْجَنَّةِ‌ ، لِأَنَّ اَلْمُتَعَلِّمِينَ لِهَذَا اَلسِّحْرِ هُمُ اَلَّذِينَ يَعْتَقِدُونَ أَنْ لاَ رَسُولَ‌، وَ لاَ إِلَهَ‌، وَ لاَ بَعْثَ‌، وَ لاَ نُشُورَ. فَقَالَ‌: وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اِشْتَرٰاهُ مٰا لَهُ فِي اَلْآخِرَةِ مِنْ خَلاٰقٍ‌ لِأَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنْ لاَ آخِرَةَ‌، وَ هُمْ يَعْتَقِدُونَ‌ أَنَّهَا إِذَا لَمْ تَكُنْ آخِرَةٌ فَلاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي دَارٍ بَعْدَ اَلدُّنْيَا، وَ إِنْ كَانَتْ آخِرَةٌ فَهُمْ مَعَ كُفْرِهِمْ بِهَا لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِيهَا. ثُمَّ قَالَ‌: وَ لَبِئْسَ مٰا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ‌ بَاعُوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ‌، إِذْ بَاعُوا اَلْآخِرَةَ بِالدُّنْيَا، وَ رَهَنُوا بِالْعَذَابِ‌ أَنْفُسَهُمْ‌ لَوْ كٰانُوا يَعْلَمُونَ‌ أَنَّهُمْ قَدْ بَاعُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْعَذَابِ‌، وَ لَكِنْ لاَ يَعْلَمُونَ ذَلِكَ لِكُفْرِهِمْ بِهِ‌، لِمَا تَرَكُوا اَلنَّظَرَ فِي حُجَجِ اَللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَعْلَمُوا، عَذَّبَهُمْ عَلَى اِعْتِقَادِهِمُ اَلْبَاطِلَ‌، وَ جَحْدِهِمُ اَلْحَقَّ‌». قَالَ أَبُو يَعْقُوبَ وَ أَبُو اَلْحَسَنِ‌: قُلْنَا لِلْحَسَنِ أَبِي اَلْقَائِمِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌): فَإِنَّ عِنْدَنَا قَوْماً يَزْعُمُونَ أَنَّ هَارُوتَ‌ وَ مَارُوتَ‌ مَلَكَانِ اِخْتَارَتْهُمَا اَلْمَلاَئِكَةُ لَمَّا كَثُرَ عِصْيَانُ بَنِي آدَمَ‌، وَ أَنْزَلَهُمَا اَللَّهُ تَعَالَى مَعَ ثَالِثٍ لَهُمَا إِلَى اَلدُّنْيَا، وَ أَنَّهُمَا اِفْتَتَنَا بِالزُّهَرَةِ‌، وَ أَرَادَا اَلزِّنَا بِهَا، وَ شَرِبَا اَلْخَمْرَ، وَ قَتَلاَ اَلنَّفْسَ اَلْمُحَرَّمَةَ‌، وَ أَنَّ اَللَّهَ يُعَذِّبُهُمَا بِبَابِلَ‌ ، وَ أَنَّ اَلسَّحَرَةَ مِنْهُمَا يَتَعَلَّمُونَ‌ اَلسِّحْرَ، وَ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى مَسَخَ تِلْكَ اَلْمَرْأَةَ هَذَا اَلْكَوْكَبَ اَلَّذِي هُوَ اَلزُّهَرَةُ‌. فَقَالَ اَلْإِمَامُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «مَعَاذَ اَللَّهِ مِنْ ذَلِكَ‌، إِنَّ اَلْمَلاَئِكَةَ مَعْصُومُونَ مِنَ اَلْخَطَأِ مَحْفُوظُونَ مِنَ اَلْكُفْرِ وَ اَلْقَبَائِحِ‌ بِأَلْطَافِ اَللَّهِ تَعَالَى، فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِمْ‌: لاٰ يَعْصُونَ اَللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ‌ وَ قَالَ‌: وَ لَهُ مَنْ‌ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مَنْ عِنْدَهُ‌ يَعْنِي اَلْمَلاَئِكَةَ‌ لاٰ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبٰادَتِهِ وَ لاٰ يَسْتَحْسِرُونَ‌*`يُسَبِّحُونَ‌ اَللَّيْلَ وَ اَلنَّهٰارَ لاٰ يَفْتُرُونَ‌ . وَ قَالَ فِي اَلْمَلاَئِكَةِ‌: بَلْ عِبٰادٌ مُكْرَمُونَ‌*`لاٰ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ‌*`يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يَشْفَعُونَ إِلاّٰ لِمَنِ اِرْتَضىٰ وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ‌ ». ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): لَوْ كَانَ كَمَا يَقُولُونَ كَانَ اَللَّهُ قَدْ جَعَلَ هَؤُلاَءِ اَلْمَلاَئِكَةَ خُلَفَاءَ‌ عَلَى اَلْأَرْضِ‌، فَكَانُوا كَالْأَنْبِيَاءِ‌ فِي اَلدُّنْيَا أَوْ كَالْأَئِمَّةِ‌ ، أَ فَيَكُونُ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ اَلْأَئِمَّةِ قَتْلُ اَلنَّفْسِ وَ فِعْلُ اَلزِّنَا؟!». ثُمَّ قَالَ‌: «أَ وَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُخْلِ اَلدُّنْيَا قَطُّ مِنْ نَبِيٍّ أَوْ إِمَامٍ مِنَ اَلْبَشَرِ؟ أَ وَ لَيْسَ اَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ‌: وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ‌ يَعْنِي إِلَى اَلْخَلْقِ‌ إِلاّٰ رِجٰالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ اَلْقُرىٰ‌ فَأَخْبَرَ اَللَّهُ أَنَّهُ لَمْ يَبْعَثِ‌ اَلْمَلاَئِكَةَ إِلَى اَلْأَرْضِ لِيَكُونُوا أَئِمَّةً وَ حُكَّاماً، وَ إِنَّمَا أُرْسِلُوا إِلَى أَنْبِيَاءِ اَللَّهِ‌». قَالاَ: قُلْنَا لَهُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): فَعَلَى هَذَا لَمْ يَكُنْ 1إِبْلِيسُ‌ أَيْضاً مَلَكاً؟ فَقَالَ‌: «لاَ، بَلْ كَانَ مِنَ اَلْجِنِّ‌، أَ مَا تَسْمَعَانِ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ‌: وَ إِذْ قُلْنٰا لِلْمَلاٰئِكَةِ اُسْجُدُوا 18لِآدَمَ‌ فَسَجَدُوا إِلاّٰ 1إِبْلِيسَ‌ كٰانَ مِنَ اَلْجِنِّ‌ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ اَلْجِنِّ‌، وَ هُوَ اَلَّذِي قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: وَ اَلْجَانَّ خَلَقْنٰاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نٰارِ اَلسَّمُومِ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

14،11 ثُمَّ قَالَ اَلْإِمَامُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ اَلرِّضَا (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌)، عَنْ آبَائِهِ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ‌)، عَنْ‌ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌): أَنَّ اَللَّهَ اِخْتَارَنَا مَعَاشِرَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ اِخْتَارَ اَلنَّبِيِّينَ‌، وَ اِخْتَارَ اَلْمَلاَئِكَةَ‌ اَلْمُقَرَّبِينَ‌، وَ مَا اِخْتَارَهُمْ إِلاَّ عَلَى عِلْمٍ مِنْهُ بِهِمْ أَنَّهُمْ لاَ يُوَاقِعُونَ مَا يَخْرُجُونَ بِهِ عَنْ وَلاَيَتِهِ‌، وَ يَنْقَطِعُونَ بِهِ عَنْ عِصْمَتِهِ‌، وَ يَنْضَمُّونَ بِهِ إِلَى اَلْمُسْتَحِقِّينَ لِعَذَابِهِ وَ نَقِمَتِهِ‌». قَالاَ: فَقُلْنَا: لَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) لَمَّا نَصَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) بِالْوَلاَيَةِ وَ اَلْإِمَامَةِ عَرَضَ اَللَّهُ فِي اَلسَّمَاوَاتِ وَلاَيَتَهُ عَلَى فِئَامٍ‌ وَ فِئَامٍ وَ فِئَامٍ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، فَأَبَوْهَا فَمَسَخَهُمُ اَللَّهُ تَعَالَى ضَفَادِعَ‌. فَقَالَ‌: «مَعَاذَ اَللَّهِ‌، هَؤُلاَءِ اَلْمُكَذِّبُونَ عَلَيْنَا، اَلْمَلاَئِكَةُ هُمْ رُسُلُ اَللَّهِ‌، فَهُمْ كَسَائِرِ أَنْبِيَاءِ اَللَّهِ إِلَى اَلْخَلْقِ‌، أَ فَيَكُونُ‌ مِنْهُمُ اَلْكُفْرُ بِاللَّهِ؟» قُلْنَا: لاَ. قَالَ‌: «فَكَذَلِكَ اَلْمَلاَئِكَةُ‌، إِنَّ شَأْنَ اَلْمَلاَئِكَةِ عَظِيمٌ‌، وَ إِنَّ خَطْبَهُمْ جَلِيلٌ‌».

البرهان في تفسير القرآن

37,5571 / _3 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ‌ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «إِنَّ 37سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) أَمَرَ اَلْجِنَّ أَنْ يَبْنُوا لَهُ بَيْتاً مِنْ قَوَارِيرَ قَالَ‌: فَبَيْنَا هُوَ مُتَّكِئٌ‌ عَلَى عَصَاهُ يَنْظُرُ إِلَى اَلشَّيَاطِينِ كَيْفَ يَعْمَلُونَ‌، وَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ إِذْ حَانَتْ مِنْهُ اِلْتِفَاتَةٌ‌، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مَعَهُ فِي اَلْقُبَّةِ فَفَزِعَ‌ مِنْهُ‌، وَ قَالَ‌: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ‌: أَنَا اَلَّذِي لاَ أَقْبَلُ اَلرِّشَا، وَ لاَ أَهَابُ اَلْمُلُوكَ‌، أَنَا مَلَكُ اَلْمَوْتِ‌ ، فَقَبَضَهُ وَ هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَصَاهُ‌. فَمَكَثُوا سَنَةً يَبْنُونَ وَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ‌، وَ يُدَانُونَ لَهُ‌، وَ يَعْمَلُونَ حَتَّى بَعَثَ اَللَّهُ اَلْأَرَضَةَ‌، فَأَكَلَتْ مِنْسَأَتَهُ وَ هِيَ‌ اَلْعَصَا فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ اَلْإِنْسُ أَنْ لَوْ كَانَ اَلْجِنُّ يَعْلَمُونَ اَلْغَيْبَ‌، مَا لَبِثُوا سَنَةً فِي اَلْعَذَابِ اَلْمُهِينِ‌، فَالْجِنُّ تَشْكُرُ اَلْأَرَضَةَ‌ بِمَا عَمِلَتْ بِعَصَا 37سُلَيْمَانَ‌ ، فَلاَ تَكَادُ تَرَاهَا فِي مَكَانٍ إِلاَّ وُجِدَ عِنْدَهَا مَاءٌ وَ طِينٌ‌. فَلَمَّا هَلَكَ 37سُلَيْمَانُ‌ وَضَعَ 1إِبْلِيسُ‌ اَلسِّحْرَ وَ كَتَبَهُ فِي كِتَابٍ‌، ثُمَّ طَوَاهُ وَ كَتَبَ عَلَى ظَهْرِهِ‌: هَذَا مَا وَضَعَ آصَفُ بْنُ‌ بَرْخِيَا لِلْمَلِكِ 37سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مِنْ ذَخَائِرِ كُنُوزِ اَلْعِلْمِ‌، وَ مَنْ أَرَادَ كَذَا وَ كَذَا فَلْيَفْعَلْ‌ كَذَا وَ كَذَا، ثُمَّ دَفَنَهُ تَحْتَ اَلسَّرِيرِ، ثُمَّ اِسْتَثَارَهُ لَهُمْ فَقَرَأَهُ‌؛ فَقَالَ اَلْكَافِرُونَ‌: مَا كَانَ 37سُلَيْمَانُ‌ يَغْلِبُنَا إِلاَّ بِهَذَا، وَ قَالَ اَلْمُؤْمِنُونَ‌: بَلْ هُوَ عَبْدُ اَللَّهِ وَ نَبِيُّهُ‌، فَقَالَ اَللَّهُ‌ جَلَّ ذِكْرُهُ‌: وَ اِتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا اَلشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ 37سُلَيْمٰانَ‌ وَ مٰا كَفَرَ 37سُلَيْمٰانُ‌ وَ لٰكِنَّ اَلشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ‌ اَلنّٰاسَ اَلسِّحْرَ وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ بِبٰابِلَ‌ هٰارُوتَ‌ وَ مٰارُوتَ‌ إِلَى قَوْلِهِ‌: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمٰا مٰا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ‌ اَلْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ وَ مٰا هُمْ بِضٰارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّٰ بِإِذْنِ اَللّٰهِ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

8570 / _2 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ تَمِيمٍ اَلْقُرَشِيُّ‌ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَحْمَدَ اِبْنِ عَلِيٍّ اَلْأَنْصَارِيِّ‌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْجَهْمِ‌ ، قَالَ‌: سَمِعْتُ اَلْمَأْمُونَ‌ يَسْأَلُ اَلرِّضَا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَمَّا يَرْوِيهِ اَلنَّاسُ مِنْ أَمْرِ اَلزُّهَرَةِ‌ ، وَ أَنَّهَا كَانَتِ اِمْرَأَةً فُتِنَ بِهَا هَارُوتُ‌ وَ مَارُوتُ‌ ، وَ مَا يَرْوُونَهُ مِنْ أَمْرِ سُهَيْلٍ‌ ، وَ أَنَّهُ كَانَ‌ عَشَّاراً بِالْيَمَنِ‌ . فَقَالَ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «كَذَبُوا فِي قَوْلِهِمْ‌: إِنَّهُمَا كَوْكَبَانِ‌، وَ إِنَّمَا كَانَتَا دَابَّتَيْنِ مِنْ دَوَابِّ اَلْبَحْرِ، وَ غَلِطَ اَلنَّاسُ‌ [وَ ظَنُّوا] أَنَّهُمَا كَوْكَبَانِ‌، وَ مَا كَانَ اَللَّهُ تَعَالَى لِيَمْسَخَ أَعْدَاءَهُ أَنْوَاراً مُضِيئَةً‌، ثُمَّ يُبْقِيَهُمَا مَا بَقِيَتِ اَلسَّمَاءُ وَ اَلْأَرْضُ‌، وَ إِنَّ‌ اَلْمُسُوخَ لَمْ تَبْقَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ حَتَّى تَمُوتَ‌، وَ مَا تَنَاسَلَ مِنْهَا شَيْ‌ءٌ‌، وَ مَا عَلَى وَجْهِ اَلْأَرْضِ اَلْيَوْمَ مَسْخٌ‌، وَ إِنَّ اَلَّتِي وَقَعَ عَلَيْهَا اِسْمُ اَلْمُسُوخِيَّةِ مِثْلُ اَلْقِرَدةِ وَ اَلْخِنْزِيرِ وَ اَلدُّبِّ وَ أَشْبَاهِهَا، إِنَّمَا هِيَ مِثْلُ مَا مَسَخَ اَللَّهُ عَلَى صُوَرِهَا قَوْماً غَضِبَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ بِإِنْكَارِهِمْ تَوْحِيدَ اَللَّهِ‌، وَ تَكْذِيبِهِمْ رُسُلَهُ‌. وَ أَمَّا هَارُوتُ‌ وَ مَارُوتُ‌ ، فَكَانَا مَلَكَيْنِ عَلَّمَا اَلنَّاسَ اَلسِّحْرَ، لِيَحْتَرِزُوا بِهِ مِنْ سِحْرِ اَلسَّحَرَةِ‌، وَ يُبْطِلُوا بِهِ كَيْدَهُمْ‌، وَ مَا عَلَّمَا أَحَداً مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً إِلاَّ قَالاَ لَهُ‌: إِنَّمٰا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاٰ تَكْفُرْ فَكَفَرَ قَوْمٌ بِاسْتِعْمَالِهِمْ لِمَا أُمِرُوا بِالاِحْتِرَازِ مِنْهُ‌، وَ جَعَلُوا يُفَرِّقُونَ بِمَا تَعَلَّمُوهُ بَيْنَ اَلْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ‌، قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: وَ مٰا هُمْ بِضٰارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّٰ بِإِذْنِ اَللّٰهِ‌ يَعْنِي بِعِلْمِهِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

14,6,910221 / _1 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ : عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اَلْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اَللَّهِ‌ اَلْحَسَنِيِّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ اَلثَّانِي (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، [قَالَ‌: «سَمِعْتُ أَبِي ] يَقُولُ‌: سَمِعْتُ أَبِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) يَقُولُ‌: دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فَلَمَّا سَلَّمَ وَ جَلَسَ تَلاَ هَذِهِ اَلْآيَةَ‌ اَلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ اَلْإِثْمِ وَ اَلْفَوٰاحِشَ‌ ثُمَّ أَمْسَكَ‌، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : مَا أَسْكَتَكَ؟ قَالَ‌: أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ اَلْكَبَائِرَ مِنْ كِتَابِ‌ اَللَّهِ‌ عَزَّ وَ جَلَّ‌. فَقَالَ‌: نَعَمْ يَا عَمْرُو وَ أَكْبَرُ اَلْكَبَائِرِ اَلشِّرْكُ بِاللَّهِ‌، يَقُولُ اَللَّهُ‌: (وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اَللَّهُ عَلَيْهِ اَلْجَنَّةَ‌ ) ، وَ بَعْدَهُ اَلْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اَللَّهِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: إِنَّهُ لاٰ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْكٰافِرُونَ‌ ثُمَّ اَلْأَمْنُ مِنْ‌ مَكْرِ اَللَّهِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: فَلاٰ يَأْمَنُ مَكْرَ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْخٰاسِرُونَ‌ ، وَ مِنْهَا عُقُوقُ اَلْوَالِدَيْنِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ‌ سُبْحَانَهُ جَعَلَ اَلْعَاقَّ جَبَّاراً شَقِيّاً، وَ قَتْلُ اَلنَّفْسِ اَلَّتِي حَرَّمَ اَللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌ فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ‌ خٰالِداً فِيهٰا ، إِلَى آخِرِ اَلْآيَةِ‌، وَ قَذْفُ اَلْمُحْصَنَةِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: لُعِنُوا فِي اَلدُّنْيٰا وَ اَلْآخِرَةِ وَ لَهُمْ‌ عَذٰابٌ عَظِيمٌ‌ ، وَ أَكْلُ مَالِ اَلْيَتِيمِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: إِنَّمٰا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نٰاراً وَ سَيَصْلَوْنَ‌ سَعِيراً ، وَ اَلْفِرَارُ مِنَ اَلزَّحْفِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاّٰ مُتَحَرِّفاً لِقِتٰالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بٰاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اَللّٰهِ وَ مَأْوٰاهُ جَهَنَّمُ‌ وَ بِئْسَ اَلْمَصِيرُ ، وَ أَكْلُ اَلرِّبَا، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: اَلَّذِينَ‌ يَأْكُلُونَ اَلرِّبٰا لاٰ يَقُومُونَ إِلاّٰ كَمٰا يَقُومُ اَلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ 1اَلشَّيْطٰانُ‌ مِنَ اَلْمَسِّ‌ ، وَ اَلسِّحْرُ، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اِشْتَرٰاهُ مٰا لَهُ فِي اَلْآخِرَةِ مِنْ خَلاٰقٍ‌ ، وَ اَلزِّنَا، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ‌ أَثٰاماً*`يُضٰاعَفْ لَهُ اَلْعَذٰابُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهٰاناً ، وَ اَلْيَمِينُ اَلْغَمُوسُ‌ اَلْفَاجِرَةُ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ‌ يَقُولُ‌: اَلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اَللّٰهِ وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولٰئِكَ لاٰ خَلاٰقَ لَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ‌ ، وَ اَلْغُلُولُ‌ ، لِأَنَّ‌ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمٰا غَلَّ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ ، وَ مَنْعُ اَلزَّكَاةِ اَلْمَفْرُوضَةِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: فَتُكْوىٰ بِهٰا جِبٰاهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ‌ ، وَ شَهَادَةُ اَلزُّورِ وَ كِتْمَانُ اَلشَّهَادَةِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: وَ مَنْ‌ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ‌ ، وَ شُرْبُ اَلْخَمْرِ، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَهَى عَنْهَا، كَمَا نَهَى عَنْ عِبَادَةِ اَلْأَوْثَانِ‌، وَ تَرْكُ اَلصَّلاَةِ‌ مُتَعَمِّداً، أَوْ شَيْئاً مِمَّا فَرَضَ اَللَّهُ‌، لِأَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) قَالَ‌: مَنْ تَرَكَ اَلصَّلاَةَ مُتَعَمِّداً فَقَدْ بَرِىءَ مِنْ ذِمَّةِ اَللَّهِ‌ وَ ذِمَّةِ رَسُولِهِ‌ ، وَ نَقْضُ اَلْعَهْدِ وَ قَطِيعَةُ اَلرَّحِمِ‌، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ‌: أُولٰئِكَ لَهُمُ اَللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ اَلدّٰارِ . قَالَ‌: فَخَرَجَ عَمْرٌو وَ لَهُ صُرَاخٌ مِنْ بُكَائِهِ‌، وَ هُوَ يَقُولُ‌: هَلَكَ مَنْ يَقُولُ بِرَأْيِهِ‌، وَ نَازَعَكُمْ فِي اَلْفَضْلِ وَ اَلْعِلْمِ‌».

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

304 قَالَ اَلْإِمَامُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : قَالَ‌ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : « وَ لَمّٰا جٰاءَهُمْ‌ » جَاءَ هَؤُلاَءِ‌ اَلْيَهُودَ وَ مَنْ يَلِيهِمْ مِنَ‌ اَلنَّوَاصِبِ‌ « رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ [مُصَدِّقٌ لِمٰا مَعَهُمْ‌] » اَلْقُرْآنُ‌ مُشْتَمِلاً عَلَى [وَصْفِ‌] فَضْلِ‌ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ‌ ، وَ إِيجَابِ وَلاَيَتِهِمَا، وَ وَلاَيَةِ أَوْلِيَائِهِمَا، وَ عَدَاوَةِ أَعْدَائِهِمَا « نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتٰابَ [كِتٰابَ اَللّٰهِ‌ » ] اَلْيَهُودُ اَلتَّوْرَاةَ‌ وَ كُتُبَ أَنْبِيَاءِ اَللَّهِ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ‌ « وَرٰاءَ ظُهُورِهِمْ‌ » وَ تَرَكُوا اَلْعَمَلَ بِمَا فِيهَا وَ حَسَدُوا مُحَمَّداً عَلَى نُبُوَّتِهِ‌، وَ عَلِيّاً عَلَى وَصِيَّتِهِ‌، وَ جَحَدُوا عَلَى مَا وَقَفُوا عَلَيْهِ مِنْ فَضَائِلِهِمَا « كَأَنَّهُمْ لاٰ يَعْلَمُونَ‌ » فَعَلُوا مَنْ جَحَدَ ذَلِكَ وَ اَلرَّدُّ لَهُ فِعْلُ مَنْ لاَ يَعْلَمُ‌، مَعَ عِلْمِهِمْ بِأَنَّهُ حَقٌّ‌. « وَ اِتَّبَعُوا » هَؤُلاَءِ‌ اَلْيَهُودُ وَ اَلنَّوَاصِبُ‌ « مٰا تَتْلُوا » مَا تَقْرَأُ « اَلشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ‌ 37سُلَيْمٰانَ‌ » وَ زَعَمُوا أَنَّ‌ 37« سُلَيْمَانَ » بِذَلِكَ اَلسِّحْرِ وَ اَلنِّيرَنْجَاتِ‌ نَالَ مَا نَالَهُ مِنَ اَلْمُلْكِ اَلْعَظِيمِ‌ فَصَدُّوهُمْ بِهِ عَنْ كِتَابِ‌ اَللَّهِ‌، وَ ذَلِكَ أَنَّ‌ اَلْيَهُودَ اَلْمُلْحِدِينَ وَ اَلنَّوَاصِبَ‌ اَلْمُشَارِكِينَ لَهُمْ فِي إِلْحَادِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ فَضَائِلَ‌ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ ، وَ شَاهَدُوا مِنْهُ وَ مِنْ‌ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ اَلْمُعْجِزَاتِ اَلَّتِي أَظْهَرَهَا اَللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ عَلَى أَيْدِيهِمَا، أَفْضَى بَعْضُ‌ اَلْيَهُودِ وَ اَلنُّصَّابِ إِلَى بَعْضٍ وَ قَالُوا: مَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ طَالِبُ دُنْيَا بِحِيَلٍ وَ مَخَارِيقَ وَ سِحْرٍ وَ نِيرَنْجَاتٍ تَعَلَّمَهَا، وَ عَلَّمَ‌ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ بَعْضَهَا، فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَمَلَّكَ عَلَيْنَا فِي حَيَاتِهِ‌، وَ يَعْقِدَ اَلْمُلْكَ‌ لِعَلِيٍّ‌ بَعْدَهُ‌، وَ لَيْسَ‌ مَا يَقُولُهُ عَنِ اَللَّهِ تَعَالَى بِشَيْ‌ءٍ‌، إِنَّمَا هُوَ قَوْلُهُ فَيَعْقِدُ عَلَيْنَا وَ عَلَى ضُعَفَاءِ عِبَادِ اَللَّهِ بِالسِّحْرِ وَ اَلنِّيرَنْجَاتِ اَلَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا، وَ أَوْفَرُ اَلنَّاسِ كَانَ حَظّاً مِنْ هَذَا اَلسِّحْرِ 37« سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ » اَلَّذِي مَلَكَ بِسِحْرِهِ اَلدُّنْيَا كُلَّهَا مِنَ‌ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ وَ اَلشَّيَاطِينِ‌، وَ نَحْنُ إِذَا تَعَلَّمْنَا بَعْضَ‌ مَا كَانَ تَعَلَّمَهُ‌ 37سُلَيْمَانُ‌ ، تَمَكَّنَّا مِنْ إِظْهَارِ مِثْلِ مَا يُظْهِرُهُ‌ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ‌ ، وَ اِدَّعَيْنَا لِأَنْفُسِنَا مَا يَجْعَلُهُ‌ مُحَمَّدٌ لِعَلِيٍّ‌ ، وَ قَدِ اِسْتَغْنَيْنَا عَنِ اَلاِنْقِيَادِ لِعَلِيٍّ‌ . فَحِينَئِذٍ ذَمَّ اَللَّهُ تَعَالَى اَلْجَمِيعَ مِنَ‌ اَلْيَهُودِ وَ اَلنَّوَاصِبِ‌ فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: نَبَذُوا كِتَابَ اَللَّهِ اَلْآمِرَ بِوَلاَيَةِ‌ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ‌ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ فَلَمْ يَعْمَلُوا بِهِ‌ « وَ اِتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا » كَفَرَةُ‌ « اَلشَّيٰاطِينُ‌ » مِنَ اَلسِّحْرِ وَ اَلنِّيرَنْجَاتِ‌ « عَلىٰ مُلْكِ‌ 37سُلَيْمٰانَ‌ » اَلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ‌ 37سُلَيْمَانَ‌ بِهِ مَلَكَ وَ نَحْنُ أَيْضاً بِهِ نُظْهِرُ اَلْعَجَائِبَ حَتَّى يَنْقَادَ لَنَا اَلنَّاسُ‌ وَ نَسْتَغْنِيَ عَنِ اَلاِنْقِيَادَ لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ . قَالُوا: وَ كَانَ‌ 37سُلَيْمَانُ‌ كَافِراً سَاحِراً مَاهِراً، بِسِحْرِهِ مَلَكَ مَا مَلَكَ‌، وَ قَدَرَ عَلَى مَا قَدَرَ فَرَدَّ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ فَقَالَ‌: « وَ مٰا كَفَرَ 37سُلَيْمٰانُ‌ » وَ لاَ اِسْتَعْمَلَ اَلسِّحْرَ كَمَا قَالَ هَؤُلاَءِ‌ اَلْكَافِرُونَ‌ « وَ لٰكِنَّ اَلشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ اَلنّٰاسَ اَلسِّحْرَ » أَيْ بِتَعْلِيمِهِمُ اَلنَّاسَ‌ اَلسِّحْرَ اَلَّذِي نَسَبُوهُ إِلَى 37سُلَيْمَانَ‌ كَفَرُوا، ثُمَّ قَالَ‌: « وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ‌ بِبٰابِلَ‌ هٰارُوتَ‌ وَ مٰارُوتَ‌ » قَالَ‌: كَفَرَ اَلشَّيَاطِينُ بِتَعْلِيمِهِمُ‌ اَلنَّاسَ اَلسِّحْرَ، وَ بِتَعْلِيمِهِمْ إِيَّاهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اَللَّهُ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ‌ بِبَابِلَ‌ هَارُوتَ‌ وَ مَارُوتَ‌ اِسْمُ اَلْمَلَكَيْنِ قَالَ‌ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : وَ كَانَ بَعْدَ 21نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ قَدْ كَثُرَ اَلسَّحَرَةُ وَ اَلْمُمَوِّهُونَ‌، فَبَعَثَ اَللَّهُ‌ تَعَالَى مَلَكَيْنِ إِلَى نَبِيِّ ذَلِكَ اَلزَّمَانِ بِذِكْرِ مَا يَسْحَرُ بِهِ اَلسَّحَرَةُ‌، وَ ذِكْرِ مَا يُبْطِلُ بِهِ سِحْرَهُمْ‌ وَ يَرُدُّ بِهِ كَيْدَهُمْ‌. فَتَلَقَّاهُ اَلنَّبِيُّ عَنِ اَلْمَلَكَيْنِ وَ أَدَّاهُ إِلَى عِبَادِ اَللَّهِ بِأَمْرِ اَللَّهِ‌، وَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَقِفُوا بِهِ‌ عَلَى اَلسِّحْرِ وَ أَنْ يُبْطِلُوهُ‌، وَ نَهَاهُمْ أَنْ يَسْحَرُوا بِهِ اَلنَّاسَ‌. وَ هَذَا كَمَا يَدُلُّ عَلَى اَلسَّمِّ مَا هُوَ، وَ عَلَى مَا يُدْفَعُ بِهِ غَائِلَةُ اَلسَّمِّ‌، ثُمَّ يُقَالُ‌ لِلْمُتَعَلِّمِ ذَلِكَ‌: هَذَا اَلسَّمُّ‌، فَمَنْ رَأَيْتَهُ سُمَّ‌ فَادْفَعْ غَائِلَتَهُ بِكَذَا، وَ إِيَّاكَ أَنْ تَقْتُلَ‌ بِالسَّمِّ أَحَداً. ثُمَّ قَالَ‌: « وَ مٰا يُعَلِّمٰانِ مِنْ أَحَدٍ » وَ هُوَ أَنَّ ذَلِكَ اَلنَّبِيَّ أَمَرَ اَلْمَلَكَيْنِ أَنْ يَظْهَرَا لِلنَّاسِ بِصُورَةِ بَشَرَيْنِ وَ يُعَلِّمَانِهِمْ مَا عَلَّمَهُمَا اَللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ وَ يَعِظَاهُمْ‌ فَقَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: « وَ مٰا يُعَلِّمٰانِ مِنْ أَحَدٍ » ذَلِكَ اَلسِّحْرَ وَ إِبْطَالَهُ‌ « حَتّٰى يَقُولاٰ » لِلْمُتَعَلِّمِ‌: « إِنَّمٰا نَحْنُ فِتْنَةٌ‌ » : اِمْتِحَانٌ‌. لِلْعِبَادِ لِيُطِيعُوا اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِيمَا يَتَعَلَّمُونَ مِنْ هَذَا، وَ يُبْطِلُوا بِهِ كَيْدَ اَلسَّاحِرِ، وَ لاَ يَسْحَرُوا لَهُمْ‌ . « فَلاٰ تَكْفُرْ » بِاسْتِعْمَالِ هَذَا اَلسِّحْرِ وَ طَلَبِ اَلْإِضْرَارِ بِهِ وَ دُعَاءِ اَلنَّاسِ إِلَى أَنْ يَعْتَقِدُوا [بِكَ‌] أَنَّكَ بِهِ تُحْيِي وَ تُمِيتُ‌، وَ تَفْعَلُ مَا لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلاَّ اَللَّهُ تَعَالَى، فَإِنَّ ذَلِكَ كُفْرٌ. قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: « فَيَتَعَلَّمُونَ‌ » يَعْنِي طَالِبِي اَلسِّحْرِ « مِنْهُمٰا » يَعْنِي مِمَّا كَتَبَتِ اَلشَّيَاطِينُ‌ عَلَى مُلْكِ‌ 37سُلَيْمَانَ‌ مِنَ النِّيرَنْجَاتِ‌، وَ مَا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ‌ بِبَابِلَ‌ هَارُوتَ‌ وَ مَارُوتَ‌ ، يَتَعَلَّمُونَ‌ مِنْ هَذَيْنِ اَلصِّنْفَيْنِ‌ « مٰا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ اَلْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ‌ » هَذَا مَنْ يَتَعَلَّمُ لِلْإِضْرَارِ بِالنَّاسِ‌، يَتَعَلَّمُونَ‌ اَلتَّفْرِيقَ بِضُرُوبِ اَلْحِيَلِ وَ اَلتَّمَائِمِ وَ اَلْإِيهَامِ أَنَّهُ قَدْ دَفَنَ‌ [كَذَا] وَ عَمِلَ كَذَا لِيَجْلِبَ‌ قَلْبَ اَلْمَرْأَةِ عَنِ اَلرَّجُلِ‌، وَ قَلْبَ اَلرَّجُلِ عَنِ اَلْمَرْأَةِ وَ يُؤَدِّيَ إِلَى اَلْفِرَاقِ بَيْنَهُمَا. ثُمَّ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: « وَ مٰا هُمْ بِضٰارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّٰ بِإِذْنِ اَللّٰهِ‌ » أَيْ مَا اَلْمُتَعَلِّمُونَ لِذَلِكَ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اَللَّهِ بِتَخْلِيَةِ‌ اَللَّهِ وَ عِلْمِهِ‌، فَإِنَّهُ لَوْ شَاءَ‌ لَمَنَعَهُمْ بِالْجَبْرِ وَ اَلْقَهْرِ. ثُمَّ قَالَ‌: « وَ يَتَعَلَّمُونَ مٰا يَضُرُّهُمْ وَ لاٰ يَنْفَعُهُمْ‌ » لِأَنَّهُمْ إِذَا تَعَلَّمُوا ذَلِكَ اَلسِّحْرَ لِيَسْحَرُوا بِهِ وَ يَضُرُّوا، فَقَدْ تَعَلَّمُوا مَا يَضُرُّهُمْ فِي دِينِهِمْ وَ لاَ يَنْفَعُهُمْ فِيهِ‌، بَلْ يَنْسَلِخُونَ‌ عَنْ دِينِ اَللَّهِ بِذَلِكَ‌. « وَ لَقَدْ عَلِمُوا » هَؤُلاَءِ اَلْمُتَعَلِّمُونَ‌ « لَمَنِ اِشْتَرٰاهُ‌ » بِدِينِهِ‌ اَلَّذِي يَنْسَلِخُ عَنْهُ‌ بِتَعَلُّمِهِ‌ « مٰا لَهُ فِي اَلْآخِرَةِ مِنْ خَلاٰقٍ‌ » مِنْ نَصِيبٍ فِي ثَوَابِ‌ اَلْجَنَّةِ‌ « وَ لَبِئْسَ مٰا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ‌ » وَ رَهَنُوهَا بِالْعَذَابِ‌ « لَوْ كٰانُوا يَعْلَمُونَ‌ » أَيْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ قَدْ بَاعُوا اَلْآخِرَةَ‌، وَ تَرَكُوا نَصِيبَهُمْ مِنَ‌ اَلْجَنَّةِ‌ ، لِأَنَّ‌ اَلْمُتَعَلِّمِينَ لِهَذَا اَلسِّحْرِ هُمُ اَلَّذِينَ يَعْتَقِدُونَ أَنْ لاَ رَسُولَ‌، وَ لاَ إِلَهَ‌، وَ لاَ بَعْثَ‌، وَ لاَ نُشُورَ. فَقَالَ‌: « وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اِشْتَرٰاهُ مٰا لَهُ فِي اَلْآخِرَةِ مِنْ خَلاٰقٍ‌ » لِأَنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنْ لاَ آخِرَةَ‌، فَهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهَا إِذَا لَمْ تَكُنْ آخِرَةٌ فَلاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي دَارٍ بَعْدَ اَلدُّنْيَا، وَ إِنْ كَانَ‌ [بَعْدَ اَلدُّنْيَا] آخِرَةٌ فَهُمْ مَعَ كُفْرِهِمْ بِهَا لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِيهَا. ثُمَّ قَالَ‌: « وَ لَبِئْسَ مٰا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ‌ » بَاعُوا بِهِ أَنْفُسَهُمْ بِالْعَذَابِ‌، إِذَا بَاعُوا اَلْآخِرَةَ‌ بِالدُّنْيَا وَ رَهَنُوا بِالْعَذَابِ [اَلدَّائِمِ‌] أَنْفُسَهُمْ‌ « لَوْ كٰانُوا يَعْلَمُونَ‌ » أَنَّهُمْ قَدْ بَاعُوا أَنْفُسَهُمْ‌ بِالْعَذَابِ وَ لَكِنْ لاَ يَعْلَمُونَ ذَلِكَ لِكُفْرِهِمْ بِهِ‌. فَلَمَّا تَرَكُوا اَلنَّظَرَ فِي حُجَجِ اَللَّهِ حَتَّى يَعْلَمُوا، عَذَّبَهُمْ‌ عَلَى اِعْتِقَادِهِمُ اَلْبَاطِلَ وَ جَحْدِهِمُ اَلْحَقَّ‌. قَالَ أَبُو يَعْقُوبَ‌ وَ أَبُو اَلْحَسَنِ‌ : قُلْنَا لِلْحَسَنِ أَبِي اَلْقَائِمِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : فَإِنَّ قَوْماً عِنْدَنَا يَزْعُمُونَ‌ أَنَّ‌ هَارُوتَ وَ مَارُوتَ‌ مَلَكَانِ اِخْتَارَتْهُمَا اَلْمَلاَئِكَةُ لَمَّا كَثُرَ عِصْيَانُ بَنِي آدَمَ‌، وَ أَنْزَلَهُمَا اَللَّهُ‌ مَعَ ثَالِثٍ لَهُمَا إِلَى اَلدُّنْيَا، وَ أَنَّهُمَا اِفْتَتَنَا بِالزُّهُرَةِ‌ ، وَ أَرَادَا اَلزِّنَا بِهَا، وَ شَرِبَا اَلْخَمْرَ، وَ قَتَلاَ اَلنَّفْسَ اَلْمُحَرَّمَةَ‌، وَ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يُعَذِّبُهُمُا بِبَابِلَ‌ ، وَ أَنَّ اَلسَّحَرَةَ مِنْهُمَا يَتَعَلَّمُونَ اَلسِّحْرَ وَ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالِي مَسَخَ تِلْكَ اَلْمَرْأَةَ هَذَا اَلْكَوْكَبَ اَلَّذِي هُوَ اَلزُّهَرَةُ‌ . فَقَالَ‌ اَلْإِمَامُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : مَعَاذَ اَللَّهِ مِنْ ذَلِكَ‌، إِنَّ مَلاَئِكَةَ اَللَّهِ تَعَالَى مَعْصُومُونَ [مِنَ اَلْخَطَإِ] مَحْفُوظُونَ مِنَ اَلْكُفْرِ وَ اَلْقَبَائِحِ بِأَلْطَافِ اَللَّهِ تَعَالَى، فَقَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِمْ‌: « لاٰ يَعْصُونَ اَللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ‌ » وَ قَالَ تَعَالَى: « وَ لَهُ مَنْ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مَنْ عِنْدَهُ‌ » يَعْنِي اَلْمَلاَئِكَةَ‌« لاٰ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ‌ عِبٰادَتِهِ وَ لاٰ يَسْتَحْسِرُونَ‌. `يُسَبِّحُونَ اَللَّيْلَ وَ اَلنَّهٰارَ لاٰ يَفْتُرُونَ‌ » وَ قَالَ فِي اَلْمَلاَئِكَةِ‌« بَلْ عِبٰادٌ مُكْرَمُونَ‌. `لاٰ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ‌ » إِلَى قَوْلِهِ‌« وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ‌ » . ثُمَّ قَالَ‌: لَوْ كَانَ كَمَا يَقُولُونَ كَانَ اَللَّهُ قَدْ جَعَلَ هَؤُلاَءِ اَلْمَلاَئِكَةَ خُلَفَاءَهُ عَلَى اَلْأَرْضِ‌ وَ كَانُوا كَالْأَنْبِيَاءِ فِي اَلدُّنْيَا وَ كَالْأَئِمَّةِ‌ ، فَيَكُونُ مِنَ اَلْأَنْبِيَاءِ وَ اَلْأَئِمَّةِ‌ قَتْلُ اَلنَّفْسِ وَ فِعْلُ اَلزِّنَا! ثُمَّ قَالَ‌: أَ وَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُخْلِ اَلدُّنْيَا قَطُّ مِنْ نَبِيٍّ أَوْ إِمَامٍ مِنَ اَلْبَشَرِ أَ وَ لَيْسَ اَللَّهُ يَقُولُ‌: « وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ‌ » يَعْنِي إِلَى اَلْخَلْقِ‌« إِلاّٰ رِجٰالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ‌ اَلْقُرىٰ‌ » فَأَخْبَرَ اَللَّهُ أَنَّهُ لَمْ يَبْعَثِ اَلْمَلاَئِكَةَ إِلَى اَلْأَرْضِ لِيَكُونُوا أَئِمَّةً وَ حُكَّاماً، وَ إِنَّمَا أَرْسَلُوا إِلَى أَنْبِيَاءِ اَللَّهِ‌. قَالاَ: قُلْنَا لَهُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌: فَعَلَى هَذَا لَمْ يَكُنْ‌ 1إِبْلِيسُ‌ أَيْضاً مَلَكاً فَقَالَ‌: لاَ، بَلْ كَانَ مِنَ اَلْجِنِّ‌، أَ مَا تَسْمَعَانِ أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ‌: « وَ إِذْ قُلْنٰا لِلْمَلاٰئِكَةِ اُسْجُدُوا 18لِآدَمَ‌ فَسَجَدُوا إِلاّٰ 1 إِبْلِيسَ‌ كٰانَ مِنَ اَلْجِنِّ‌ » . فَأَخْبَرَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ اَلْجِنِّ‌، وَ هُوَ اَلَّذِي قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: « وَ اَلْجَانَّ خَلَقْنٰاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نٰارِ اَلسَّمُومِ‌ » .

التفسير المنسوب إلی الإمام العسكري عليه السلام

وَ قَالَ اَلْإِمَامُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ‌ جَدِّي ، عَنِ‌ اَلرِّضَا ، عَنْ‌ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ‌ ، عَنْ‌ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ ، عَنْ‌ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : أَنَّ اَللَّهَ اِخْتَارَنَا مَعَاشِرَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ اِخْتَارَ اَلنَّبِيِّينَ‌ وَ اِخْتَارَ اَلْمَلاَئِكَةَ اَلْمُقَرَّبِينَ‌، وَ مَا اِخْتَارَهُمْ إِلاَّ عَلَى عَلْمٍ مِنْهُ بِهِمْ أَنَّهُمْ لاَ يُوَاقِعُونَ‌ مَا يَخْرُجُونَ بِهِ عَنْ وَلاَيَتِهِ‌، وَ يَنْقَطِعُونَ بِهِ عَنْ عِصْمَتِهِ‌، وَ يَنْضَمُّونَ‌ بِهِ إِلَى اَلْمُسْتَحِقِّينَ‌ لِعَذَابِهِ وَ نِقْمَتِهِ‌. قَالاَ: فَقُلْنَا لَهُ‌: فَقَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ‌ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ لَمَّا نَصَّ عَلَيْهِ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِالْوَلاَيَةِ‌ وَ اَلْإِمَامَةِ‌، عَرَضَ اَللَّهُ فِي اَلسَّمَاوَاتِ وَلاَيَتَهُ عَلَى فِئَامٍ‌ وَ فِئَامٍ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، فَأَبَوْهَا فَمَسَخَهُمُ اَللَّهُ ضَفَادِعَ‌. فَقَالَ‌: مَعَاذَ اَللَّهِ هَؤُلاَءِ اَلْمُكَذِّبُونَ [لَنَا، اَلْمُفْتَرُونَ‌] عَلَيْنَا، اَلْمَلاَئِكَةُ هُمْ رُسُلُ اَللَّهِ‌ فَهُمْ كَسَائِرِ أَنْبِيَاءِ اَللَّهِ إِلَى اَلْخَلْقِ‌، أَ فَيَكُونُ مِنْهُمُ اَلْكُفْرُ بِاللَّهِ قُلْنَا: لاَ. قَالَ‌: فَكَذَلِكَ اَلْمَلاَئِكَةُ‌، إِنَّ شَأْنَ اَلْمَلاَئِكَةِ عَظِيمٌ‌، وَ إِنَّ خَطْبَهُمْ لَجَلِيلٌ‌ .

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج سعيد بن منصور عن خصيف قال كان سليمان إذا نبتت الشجرة قال لأي داء أنت فتقول لكذا و كذا فلما نبتت الشجرة الخرنوبة قال لأي شي أنت قالت لمسجدك أخربه فلم يلبث ان توفى فكتب الشياطين كتابا فجعلوه في مصلى سليمان فقالوا لنحن ندلكم على ما كان سليمان يداوى به فانطلقوا فاستخرجوا ذلك الكتاب فإذا فيه سحر و رقي فانزل الله وَ اِتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا اَلشَّيٰاطِينُ‌ إلى قوله وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ‌ و ذكر انها في قراءة أبى و ما يتلى على الملكين بِبٰابِلَ هٰارُوتَ وَ مٰارُوتَ وَ مٰا يُعَلِّمٰانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّٰى يَقُولاٰ إِنَّمٰا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاٰ تَكْفُرْ سبع مرار فان أبى الا أن يكفر علماه فيخرج منه نور حتى يسطع في السماء قال المعرفة التي كان يعرف

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

أخرج سفيان بن عيينة و سعيد بن منصور و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الحاكم و صححه عن ابن عباس قال ان الشياطين كانوا يسترقون السمع من السماء فإذا سمع أحدهم بكلمة حق كذب عليها ألف كذبة فاشربتها قلوب الناس و اتخذوها دواوين فاطلع الله على ذلك سليمان بن داود فأخذها فقذفها تحت الكرسي فلما مات سليمان قام شيطان بالطريق فقال ألا أدلكم على كنز سليمان الذي لا كنز لاحد مثل كنزه الممنع قالوا نعم فأخرجوه فإذا هو سحر فتناسختها الأمم و أنزل الله عذر سليمان فيما قالوا من السحر فقال وَ اِتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا اَلشَّيٰاطِينُ عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ‌ الآية

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج النسائي و ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال كان آصف كاتب سليمان و كان يعلم الاسم الأعظم و كان يكتب كل شي بأمر سليمان و يدفنه تحت كرسيه فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطرين سحرا و كفرا و قالوا هذا الذي كان سليمان يعمل بها فاكفره جهال الناس و سبوه و وقف علماؤهم فلم يزل جهالهم يسبونه حتى أنزل الله على محمد وَ اِتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا اَلشَّيٰاطِينُ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال لما ذهب ملك سليمان ارتد فئام من الجن و الانس و اتبعوا الشهوات فلما رجع إلى سليمان ملكه و قام الناس على الدين ظهر على كتبهم فدفنها تحت كرسيه و توفى حدثان ذلك فظهر الجن و الانس على الكتب بعد وفاة سليمان و قالوا هذا كتاب من الله نزل على سليمان أخفاه منا فأخذوه فجعلوه دينا فانزل الله وَ اِتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا اَلشَّيٰاطِينُ‌ أى الشهوات التي كانت الشياطين تتلو و هي المعازف و اللعب وكل شي يصد عن ذكر الله

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كان سليمان إذا أراد أن يدخل الخلاء أو يأتي شيا من شانه أعطى الجرادة و هي امرأته خاتمه فلما أراد الله أن يبتلى سليمان بالذي ابتلاه به أعطى الجرادة ذلك اليوم خاتمه فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها هاتى خاتمي فأخذه فلبسه فلما لبسه دانت له الشياطين و الجن و الانس فجاءها سليمان فقال هاتى خاتمي فقالت كذبت لست سليمان فعرف انه بلاء ابتلى به فانطلقت الشياطين فكتبت في تلك الأيام كتبا فيها سحر و كفر ثم دفنوها تحت كرسي سليمان ثم أخرجوها فقرءوها على الناس و قالوا انما كان سليمان يغلب الناس بهذه الكتب فبرئ الناس من سليمان و أكفروه حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم و أنزل عليه وَ مٰا كَفَرَ سُلَيْمٰانُ وَ لٰكِنَّ اَلشَّيٰاطِينَ كَفَرُوا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن جرير عن شهر بن حوشب قال قال اليهود انظروا إلى محمد يخلط الحق بالباطل يذكر سليمان مع الأنبياء انما كان ساحرا يركب الريح فانزل الله وَ اِتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا اَلشَّيٰاطِينُ‌ الآية

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن أبى العالية قال ان اليهود سألوا النبي صلى الله عليه و سلم زمانا عن أمور من التوراة لا يسألونه عن شي من ذلك الا أنزل الله عليه ما سألوا عنه فيخصمهم فلما رأوا ذلك قالوا هذا أعلم بما أنزل علينا منا و انهم سألوه عن السحر و خاصموه به فانزل الله وَ اِتَّبَعُوا مٰا تَتْلُوا اَلشَّيٰاطِينُ‌ الآية و ان الشياطين عمدوا إلى كتاب فكتبوا فيه السحر و الكهانة و ما شاء الله من ذلك فدفنوه تحت مجلس سليمان و كان سليمان لا يعلم الغيب فلما فارق سليمان الدنيا استخرجوا ذلك السحر و خدعوا به الناس و قالوا هذا علم كان سليمان يكتمه و يحسد الناس عليه فأخبرهم النبي صلى الله عليه و سلم بهذا الحديث فرجعوا من عنده و قد حزنوا و أدحض الله حجتهم

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن أبى مجلز قال أخذ سليمان من كل دابة عهدا فإذا أصيب رجل فيسأل بذلك العهد خلى عنه فرأى الناس بذلك السجع و السحر و قالوا هذا كان يعمل به سليمان فقال الله وَ مٰا كَفَرَ سُلَيْمٰانُ‌ الآية

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله مٰا تَتْلُوا قال ما تتبع

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14,1أخرج أبو داود و ابن أبى حاتم و البيهقي في سننه عن على قال ان حبيبي صلى الله عليه و سلم نهاني أن أصلى بأرض بابل فإنها ملعونة

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج الدينوري في المجالسة و ابن عساكر من طريق نعيم بن سالم و هو متهم عن أنس بن مالك قال لما حشر الله الخلائق إلى بابل بعث إليهم ريحا شرقية و غربية و قبلية و بحرية فجمعتهم إلى بابل فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له إذ نادى مناد من جعل المغرب عن يمينه و المشرق عن يساره و اقتصد إلى البيت الحرام بوجهه فله كلام أهل السماء فقام يعرب بن قحطان فقيل له يا يعرب بن قحطان بن هود أنت هو فكان أول من تكلم بالعربية فلم يزل المنادى ينادى من فعل كذا و كذا فله كذا و كذا حتى افترقوا على اثنين و سبعين لسانا و انقطع الصوت و تبلبلت الألسن فسميت بابل و كان اللسان يومئذ بابليا و هبطت ملائكة الخير و الشر و ملائكة الحياء و الايمان و ملائكة الصحة و الشفاء و ملائكة الغنى و ملائكة الشرف و ملائكة المروءة و ملائكة الجفاء و ملائكة الجهل و ملائكة السيف و ملائكة الباس حتى انتهوا إلى العراق فقال بعضهم لبعض افترقوا فقال ملك الايمان انا أسكن المدينة و مكة فقال ملك الحياء انا معك و قال ملك الشفاء انا أسكن البادية فقال ملك الصحة و انا معك و قال ملك الجفاء و انا أسكن المغرب فقال ملك الجهل و أنا معك و قال ملك السيف انا أسكن الشام فقال ملك الباس انا معك و قال ملك الغنى انا أقيم هاهنا فقال ملك المروءة أنا معك فقال ملك الشرف و انا معكما فاجتمع ملك الغنى و المروأة و الشرف بالعراق

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن عساكر بسند فيه مجاهيل عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله عز و جل خلق أربعة أشياء و أردفها أربعة أشياء خلق الجدب و أردفه الزهد و أسكنه الحجاز و خلق العفة و أردفها الغفلة و أسكنها اليمن و خلق الرزق و أردفه الطاعون و أسكنه الشام و خلق الفجور و أردفه الدرهم و أسكنه العراق

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن السدى في قوله وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ‌ قال هذا سحر آخر خاصموه به فان كلام الملائكة فيما بينهم إذا علمته الانس فصنع و عمل به كان سجرا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن مجاهد قال أما السحر فإنما يعلمه الشياطين و أما الذي يعلمه الملكان فالتفريق بَيْنَ اَلْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ‌ قال التفرقة بَيْنَ اَلْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن عطاء في قوله مٰا تَتْلُوا اَلشَّيٰاطِينُ‌ قال يراد ما تحدث

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله عَلىٰ مُلْكِ سُلَيْمٰانَ‌ يقول في ملك سليمان

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن قتادة في قوله وَ مٰا كَفَرَ سُلَيْمٰانُ‌ يقول ما كان عن مشورته و لا عن رضا منه و لكنه شي افتعلته الشياطين دونه يُعَلِّمُونَ‌ اَلنّٰاسَ اَلسِّحْرَ وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ‌ فالسحر سحران سحر تعلمه الشياطين و سحر يعلمه هاروت و ماروت

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ‌ قال لم ينزل الله السحر

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

1و أخرج ابن أبى حاتم عن على في الآية قال هما ملكان من ملائكة السماء و أخرج ابن مردويه من وجه آخر عنه مرفوعا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى حاتم عن عبد الرحمن ابن أبزى انه كان يقرؤها و ما أنزل على الملكين داود و سليمان

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى حاتم عن الضحاك انه قرأ وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ‌ و قال هما علجان من أهل بابل

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج البخاري في تاريخه و ابن النذر عن ابن عباس وَ مٰا أُنْزِلَ عَلَى اَلْمَلَكَيْنِ‌ يعنى جبريل و ميكائيل بِبٰابِلَ هٰارُوتَ وَ مٰارُوتَ‌ يعلمان اَلنّٰاسَ‌ اَلسِّحْرَ