165330 / _31 نَرْجِعُ إِلَى رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ : قَالَ: فَاجْتَمَعُوا إِلَى 29يُوسُفَ ، وَ جُلُودُهُمْ تَقْطُرُ دَماً أَصْفَرَ، فَكَانُوا يُجَادِلُونَهُ فِي حَبْسِهِ وَ كَانَ وُلْدُ 28يَعْقُوبَ إِذَا غَضِبُوا خَرَجَ مِنْ ثِيَابِهِمْ شَعْرٌ وَ يَقْطُرُ مِنْ رُؤُوسِهِمْ دَمٌ أَصْفَرُ وَ هُمْ يَقُولُونَ: يٰا أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنٰا مَكٰانَهُ إِنّٰا نَرٰاكَ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ فَأَطْلِقْ عَنْ هَذَا. فَلَمَّا رَأَى 29يُوسُفُ ذَلِكَ، قَالَ: مَعٰاذَ اَللّٰهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاّٰ مَنْ وَجَدْنٰا مَتٰاعَنٰا عِنْدَهُ وَ لَمْ يَقُلْ: إِلاَّ مَنْ سَرَقَ مَتَاعَنَا: إِنّٰا إِذاً لَظٰالِمُونَ*`فَلَمَّا اِسْتَيْأَسُوا مِنْهُ وَ أَرَادُوا اَلاِنْصِرَافَ إِلَى أَبِيهِمْ، قَالَ لَهُمْ لاَوِي بْنُ يَعْقُوبَ : أَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبٰاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اَللّٰهِ فِي هَذَا وَ مِنْ قَبْلُ مٰا فَرَّطْتُمْ فِي 29يُوسُفَ فَارْجِعُوا أَنْتُمْ إِلَى أَبِيكُمْ، فَأَمَّا أَنَا، فَلاَ أَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتّٰى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اَللّٰهُ لِي وَ هُوَ خَيْرُ اَلْحٰاكِمِينَ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: اِرْجِعُوا إِلىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُوا يٰا أَبٰانٰا إِنَّ اِبْنَكَ سَرَقَ وَ مٰا شَهِدْنٰا إِلاّٰ بِمٰا عَلِمْنٰا وَ مٰا كُنّٰا لِلْغَيْبِ حٰافِظِينَ*`وَ سْئَلِ اَلْقَرْيَةَ اَلَّتِي كُنّٰا فِيهٰا وَ اَلْعِيرَ اَلَّتِي أَقْبَلْنٰا فِيهٰا أَيْ أَهْلَ اَلْقَرْيَةِ وَ أَهْلَ اَلْعِيرِ وَ إِنّٰا لَصٰادِقُونَ . قَالَ: فَرَجَعَ إِخْوَةُ 29يُوسُفَ إِلَى أَبِيهِمْ وَ تَخَلَّفَ يَهُودَا ، فَدَخَلَ عَلَى 29يُوسُفَ ، فَكَلَّمَهُ حَتَّى اِرْتَفَعَ اَلْكَلاَمُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ 29يُوسُفَ وَ غَضِبَ، وَ كَانَتْ عَلَى كَتِفِ يَهُودَا شَعْرَةٌ، فَقَامَتِ اَلشَّعْرَةُ فَأَقْبَلَتْ تَقْذِفُ بِالدَّمِ، وَ كَانَ لاَ يَسْكُنُ حَتَّى يَمَسَّهُ بَعْضُ أَوْلاَدِ 28يَعْقُوبَ قَالَ وَ كَانَ بَيْنَ يَدَيْ 29يُوسُفَ اِبْنٌ لَهُ، فِي يَدِهِ رُمَّانَةٌ مِنْ ذَهَبٍ يَلْعَبُ بِهَا، فَلَمَّا رَأَى 29يُوسُفُ أَنَّ يَهُودَا قَدْ غَضِبَ وَ قَامَتِ اَلشَّعْرَةُ تَقْذِفُ بِالدَّمِ، أَخَذَ اَلرُّمَّانَةَ مِنَ اَلصَّبِيِّ، ثُمَّ دَحْرَجَهَا نَحْوَ يَهُودَا وَ تَبِعَهَا اَلصَّبِيُّ لِيَأْخُذَهَا، فَوَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى يَهُودَا ، فَذَهَبَ غَضَبُهُ. قَالَ: فَارْتَابَ يَهُودَا ، وَ رَجَعَ اَلصَّبِيُّ بِالرُّمَّانَةِ إِلَى 29يُوسُفَ ، ثُمَّ اِرْتَفَعَ اَلْكَلاَمُ بَيْنَهُمَا حَتَّى غَضِبَ يَهُودَا ، وَ قَامَتِ اَلشَّعْرَةُ تَقْذِفُ بِالدَّمِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ 29يُوسُفُ دَحْرَجَ اَلرُّمَّانَةَ نَحْوَ يَهُودَا فَتَبِعَهَا اَلصَّبِيُّ لِيَأْخُذَهَا، فَوَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى يَهُودَا ، فَسَكَنَ غَضَبُهُ، وَ قَالَ: إِنَّ فِي اَلْبَيْتِ لَمِنْ وُلْدِ 28يَعْقُوبَ . حَتَّى صَنَعَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
32,52,13,56005 / _10 اِبْنُ بَابَوَيْهِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي (رَحِمَهُ اَللَّهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلسَّيَّارِيِّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ اَلْكُوفِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَنَانُ بْنُ سَدِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ اَللَّيْثِيِّ ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَنِ اَلْمُؤْمِنِ اَلْمُسْتَبْصِرِ إِذَا بَلَغَ فِي اَلْمَعْرِفَةِ وَ كَمَلَ، هَلْ يَزْنِي؟ قَالَ: «اَللَّهُمَّ لاَ». قُلْتُ: فَيَلُوطُ؟ قَالَ: «اَللَّهُمَّ لاَ». قُلْتُ: فَيَسْرِقُ؟ قَالَ: «لاَ». قُلْتُ: فَيَشْرَبُ اَلْخَمْرَ؟ قَالَ: «لاَ». قُلْتُ: فَيَأْتِي بِكَبِيرَةٍ مِنْ هَذِهِ اَلْكَبَائِرِ أَوْ فَاحِشَةٍ مِنْ هَذِهِ اَلْفَوَاحِشِ؟ قَالَ: «لاَ». قُلْتُ: فَيُذْنِبُ ذَنْباً؟ قَالَ: «نَعَمْ، هُوَ مُؤْمِنٌ مُذْنِبٌ مُلِمٌّ». قُلْتُ: مَا مَعْنَى مُلِمٍّ؟ قَالَ: «اَلْمُلِمُّ بِالذَّنْبِ لاَ يَلْزَمُهُ وَ لاَ يَصِيرُ عَلَيْهِ». قَالَ: فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اَللَّهِ! مَا أَعْجَبَ هَذَا، لاَ يَزْنِي، وَ لاَ يَلُوطُ، وَ لاَ يَسْرِقُ، وَ لاَ يَشْرَبُ اَلْخَمْرَ، وَ لاَ يَأْتِي بِكَبِيرَةٍ مِنَ اَلْكَبَائِرِ وَ لاَ فَاحِشَةٍ! فَقَالَ: «لاَ تَعْجَبْ مِنْ أَمْرِ اَللَّهِ، إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وَ لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ، فَمِمَّ عَجِبْتَ يَا إِبْرَاهِيمَ ؟ سَلْ وَ لاَ تَسْتَنْكِفْ وَ لاَ تَسْتَحِ، فَإِنَّ هَذَا اَلْعِلْمَ لاَ يَتَعَلَّمُهُ مُسْتَكْبِرٌ وَ لاَ مستحيي مُسْتَحْيٍ ». قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، إِنِّي أَجِدُ مِنْ شِيعَتِكُمْ مَنْ يَشْرَبُ اَلْخَمْرَ، وَ يَقْطَعُ اَلطَّرِيقَ، وَ يُخِيفُ اَلسَّبِيلَ، وَ يَزْنِي، وَ يَلُوطُ، وَ يَأْكُلُ اَلرِّبَا، وَ يَرْتَكِبُ اَلْفَوَاحِشَ، وَ يَتَهَاوَنُ بِالصَّلاَةِ وَ اَلصِّيَامِ وَ اَلزَّكَاةِ، وَ يَقْطَعُ اَلرَّحِمَ، وَ يَأْتِي اَلْكَبَائِرَ، فَكَيْفَ هَذَا، وَ لِمَ ذَاكَ؟ فَقَالَ: «يَا إِبْرَاهِيمُ ، هَلْ يَخْتَلِجُ فِي صَدْرِكَ شَيْءٌ غَيْرُ هَذَا؟» قُلْتُ: نَعَمْ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أُخْرَى أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَ: «وَ مَا هُوَ، يَا أَبَا إِسْحَاقَ ؟» قَالَ: فَقُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، وَ أَجِدُ مِنْ أَعْدَائِكُمْ، وَ مِنْ مُنَاصِبِيكُمْ مَنْ يُكْثِرُ مِنَ اَلصَّلاَةِ وَ مِنَ اَلصِّيَامِ، وَ يُخْرِجُ اَلزَّكَاةَ، وَ يُتَابِعُ بَيْنَ اَلْحَجِّ وَ اَلْعُمْرَةِ، وَ يَحْرِصُ عَلَى اَلْجِهَادِ، وَ يَأْثَرُ عَلَى اَلْبِرِّ وَ عَلَى صِلَةِ اَلْأَرْحَامِ، وَ يَقْضِي حُقُوقَ إِخْوَانِهِ، وَ يُوَاسِيهِمْ مِنْ مَالِهِ، وَ يَتَجَنَّبُ شُرْبَ اَلْخَمْرِ وَ اَلزِّنَا وَ اَللِّوَاطَ، وَ سَائِرَ اَلْفَوَاحِشِ، فَمِمَّ ذَاكَ؟ وَ لِمَ ذَلِكَ؟ فَسِّرْهُ لِي يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ بَرْهِنْهُ وَ بَيِّنْهُ، فَقَدْ وَ اَللَّهِ كَثُرَ فِكْرِي، وَ أَسْهَرَ لَيْلِي وَ ضَاقَ ذَرْعِي. قَالَ: فَتَبَسَّمَ اَلْبَاقِرُ (صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ) ، ثُمَّ قَالَ: «يَا إِبْرَاهِيمُ ، خُذْ إِلَيْكَ بَيَاناً شَافِياً فِيمَا سَأَلْتَ، وَ عِلْماً مَكْنُوناً مِنْ خَزَائِنِ عِلْمِ اَللَّهِ وَ سِرِّهِ، أَخْبِرْنِي يَا إِبْرَاهِيمُ كَيْفَ تَجِدُ اِعْتِقَادَهُمَا؟». قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، أَجِدُ مُحِبِّيكُمْ وَ شِيعَتَكُمْ عَلَى مَا هُمْ فِيهِ مِمَّا وَصَفْتُهُ مِنْ أَفْعَالِهِمْ، لَوْ أُعْطِيَ أَحَدُهُمْ مَا بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَ اَلْمَغْرِبِ ذَهَباً وَ فِضَّةً أَنْ يَزُولَ عَنْ وَلاَيَتِكُمْ وَ مَحَبَّتِكُمْ إِلَى مُوَالاَةِ غَيْرِكُمْ وَ مَحَبَّتِهِمْ، مَا زَالَ، وَ لَوْ ضُرِبَتْ خَيَاشِيمُهُ بِالسُّيُوفِ فِيكُمْ، وَ لَوْ قُتِلَ فِيكُمْ مَا اِرْتَدَعَ وَ لاَ رَجَعَ عَنْ مَحَبَّتِكُمْ وَ وَلاَيَتِكُمْ. وَ أَرَى اَلنَّاصِبَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِمَّا وَصَفْتُهُ مِنْ أَفْعَالِهِمْ، لَوْ أُعْطِيَ أَحَدُهُمْ مَا بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَ اَلْمَغْرِبِ ذَهَباً وَ فِضَّةً أَنْ يَزُولَ عَنْ مَحَبَّةِ اَلطَّوَاغِيتِ وَ مُوَالاَتِهِمْ إِلَى مُوَالاَتِكُمْ، مَا فَعَلَ وَ لاَ زَالَ، وَ لَوْ ضُرِبَتْ خَيَاشِيمُهُ بِالسُّيُوفِ فِيهِمْ، وَ لَوْ قُتِلَ فِيهِمْ، مَا اِرْتَدَعَ وَ لاَ رَجَعَ، وَ إِذَا سَمِعَ أَحَدُهُمْ مَنْقَبَةً لَكُمْ وَ فَضْلاً اِشْمَأَزَّ مِنْ ذَلِكَ وَ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَ رُؤِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، بُغْضاً لَكُمْ وَ مَحَبَّةً لَهُمْ. قَالَ: فَتَبَسَّمَ اَلْبَاقِرُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، ثُمَّ قَالَ: «يَا إِبْرَاهِيمُ ، هَاهُنَا هَلَكَتِ اَلْعَامِلَةُ اَلنَّاصِبَةُ، تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً، تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ، وَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ قَدِمْنٰا إِلىٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنٰاهُ هَبٰاءً مَنْثُوراً وَيْحَكَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَ تَدْرِي مَا اَلسَّبَبُ وَ اَلْقِصَّةُ فِي ذَلِكَ، وَ مَا اَلَّذِي قَدْ خَفِيَ عَلَى اَلنَّاسِ مِنْهُ»؟ قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، فَبَيِّنْهُ لِي وَ اِشْرَحْهُ وَ بَرْهِنْهُ. قَالَ: «يَا إِبْرَاهِيمُ ، إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ عَالِماً قَدِيماً، خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ لاَ مِنْ شَيْءٍ، وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ مِنْ شَيْءٍ فَقَدْ كَفَرَ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ اَلشَّيْءُ اَلَّذِي خَلَقَ مِنْهُ اَلْأَشْيَاءَ قَدِيماً مَعَهُ فِي أَزَلِيَّتِهِ وَ هُوِيَّتِهِ، كَانَ ذَلِكَ اَلشَّيْءُ أَزَلِيّاً، بَلْ خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْأَشْيَاءَ كُلَّهَا لاَ مِنْ شَيْءٍ، فَكَانَ مِمَّا خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْضاً طَيِّبَةً، ثُمَّ فَجَّرَ مِنْهَا مَاءً عَذْباً زُلاَلاً، فَعَرَضَ عَلَيْهَا وَلاَيَتَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَقَبِلَتْهَا، فَأَجْرَى ذَلِكَ اَلْمَاءَ عَلَيْهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ فَطَبَّقَهَا وَ عَمَّهَا، ثُمَّ نَضَبَ ذَلِكَ اَلْمَاءُ عَنْهَا، فَأَخَذَ مِنْ صَفْوَةِ ذَلِكَ اَلطِّينِ طِيناً، فَجَعَلَهُ طِينَ اَلْأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ) ، ثُمَّ أَخَذَ ثُفْلَ ذَلِكَ اَلطِّينِ، فَخَلَقَ مِنْهُ شِيعَتَنَا، وَ لَوْ تَرَكَ طِينَتَكُمْ يَا إِبْرَاهِيمُ عَلَى حَالِهَا كَمَا تَرَكَ طِينَتَنَا، لَكُنْتُمْ وَ نَحْنُ شَيْئاً وَاحِداً». قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، فَمَا فَعَلَ بِطِينَتِنَا؟ قَالَ: «أُخْبِرُكَ يَا إِبْرَاهِيمُ خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْضاً سَبِخَةً خَبِيثَةً مُنْتِنَةً، ثُمَّ فَجَّرَ مِنْهَا مَاءً أُجَاجاً آسِناً مَالِحاً، فَعَرَضَ عَلَيْهَا وَلاَيَتَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ ، فَلَمْ تَقْبَلْهَا، فَأَجْرَى ذَلِكَ اَلْمَاءَ عَلَيْهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ حَتَّى طَبَّقَهَا وَ عَمَّهَا، ثُمَّ نَضَبَ ذَلِكَ اَلْمَاءُ عَنْهَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ اَلطِّينِ، فَخَلَقَ مِنْهُ اَلطُّغَاةَ وَ أَئِمَّتَهُمْ، ثُمَّ مَزَجَهُ بِثُفْلِ طِينَتِكُمْ، وَ لَوْ تَرَكَ طِينَتَهُمْ عَلَى حَالِهَا وَ لَمْ يَمْزُجْ بِطِينَتِكُمْ لَمْ يَشْهَدُوا اَلشَّهَادَتَيْنِ، وَ لاَ صَلَّوْا وَ لاَ صَامُوا وَ لاَ زَكَّوْا وَ لاَ حَجُّوا وَ لاَ أَدَّوْا أَمَانَةً، وَ لاَ أَشْبَهُوكُمْ فِي اَلصُّوَرِ، وَ لَيْسَ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَى اَلْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَرَى صُورَةَ عَدُوِّهِ مِثْلَ صُورَتِهِ». قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، فَمَا صَنَعَ بِالطِّينَتَيْنِ؟ قَالَ: «مَزَجَ بَيْنَهُمَا بِالْمَاءِ اَلْأَوَّلِ وَ اَلْمَاءِ اَلثَّانِي، ثُمَّ عَرَكَهَا عَرْكَ اَلْأَدِيمِ، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ قَبْضَةً، فَقَالَ: هَذِهِ إِلَى اَلْجَنَّةِ وَ لاَ أُبَالِي؛ وَ أَخَذَ قَبْضَةً أُخْرَى، وَ قَالَ: هَذِهِ إِلَى اَلنَّارِ وَ لاَ أُبَالِي؛ ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا، فَوَقَعَ مِنْ سِنْخِ اَلْمُؤْمِنِ وَ طِينَتِهِ عَلَى سِنْخِ اَلْكَافِرِ وَ طِينَتِهِ، وَ وَقَعَ مِنْ سِنْخِ اَلْكَافِرِ وَ طِينَتِهِ عَلَى سِنْخِ اَلْمُؤْمِنِ وَ طِينَتِهِ. فَمَا رَأَيْتَهُ مِنْ شِيعَتِنَا مِنْ زِنًا أَوْ لِوَاطٍ أَوْ تَرْكِ صَلاَةٍ أَوْ صِيَامٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ جِهَادٍ، أَوْ جِنَايَةٍ ، أَوْ كَبِيرَةٍ مِنْ هَذِهِ اَلْكَبَائِرِ، فَهُوَ مِنْ طِينَةِ اَلنَّاصِبِ وَ عُنْصُرِهِ اَلَّذِي قَدْ مُزِجَ فِيهِ، لِأَنَّ مِنْ سِنْخِ اَلنَّاصِبِ وَ عُنْصُرِهِ وَ طِينَتِهِ اِكْتِسَابُ اَلْمَآثِمِ وَ اَلْفَوَاحِشِ وَ اَلْكَبَائِرِ، وَ مَا رَأَيْتَ مِنَ اَلنَّاصِبِ ، وَ مُوَاظَبَتِهِ عَلَى اَلصَّلاَةِ وَ اَلصِّيَامِ وَ اَلزَّكَاةِ وَ اَلْحَجِّ وَ اَلْجِهَادِ وَ أَبْوَابِ اَلْبِرِّ، فَهُوَ مِنْ طِينَةِ اَلْمُؤْمِنِ وَ سِنْخِهِ اَلَّذِي قَدْ مُزِجَ فِيهِ، لِأَنَّ مِنْ سِنْخِ اَلْمُؤْمِنِ وَ عُنْصُرِهِ وَ طِينَتِهِ اِكْتِسَابَ اَلْحَسَنَاتِ وَ اِسْتِعْمَالَ اَلْخَيْرِ وَ اِجْتِنَابَ اَلْمَآثِمِ. فَإِذَا عُرِضَتْ هَذِهِ اَلْأَعْمَالُ كُلُّهَا عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، قَالَ: أَنَا عَدْلٌ لاَ أَجُورُ، وَ مُنْصِفٌ لاَ أَظْلِمُ، وَ حَكَمٌ لاَ أَحِيفُ وَ لاَ أَمِيلُ وَ لاَ أَشْطُطُ، أَلْحِقُوا اَلْأَعْمَالَ اَلسَّيِّئَةَ اَلَّتِي اِجْتَرَحَهَا اَلْمُؤْمِنُ بِسِنْخِ اَلنَّاصِبِ وَ طِينَتِهِ، وَ أَلْحِقُوا اَلْأَعْمَالَ اَلْحَسَنَةَ اَلَّتِي اِكْتَسَبَهَا اَلنَّاصِبُ بِسِنْخِ اَلْمُؤْمِنِ وَ طِينَتِهِ، رُدُّوهَا كُلَّهَا إِلَى أَصْلِهَا، فَإِنِّي أَنَا اَللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا عَالِمُ اَلسِّرِّ وَ أَخْفَى، وَ أَنَا اَلْمُطَّلَعُ عَلَى قُلُوبِ عِبَادِي، لاَ أَحِيفُ وَ لاَ أَظْلِمُ، وَ لاَ أُلْزِمُ أَحَداً إِلاَّ بِمَا عَرَفْتُهُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَهُ». ثُمَّ قَالَ اَلْبَاقِرُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) : «يَا إِبْرَاهِيمُ ، اِقْرَأْ هَذِهِ اَلْآيَةَ» قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، أَيَّةَ آيَةٍ؟ قَالَ: «قَوْلَهُ تَعَالَى: قٰالَ مَعٰاذَ اَللّٰهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاّٰ مَنْ وَجَدْنٰا مَتٰاعَنٰا عِنْدَهُ إِنّٰا إِذاً لَظٰالِمُونَ هُوَ فِي اَلظَّاهِرِ مَا تَفْهَمُونَهُ، وَ هُوَ وَ اَللَّهِ فِي اَلْبَاطِنِ هَذَا بِعَيْنِهِ. يَا إِبْرَاهِيمُ ، إِنَّ لِلْقُرْآنِ ظَاهِراً وَ بَاطِناً، وَ مُحْكَماً وَ مُتَشَابِهاً، وَ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً». ثُمَّ قَالَ: «أَخْبِرْنِي يَا إِبْرَاهِيمَ عَنِ اَلشَّمْسِ إِذَا طَلَعَتْ، وَ بَدَأَ شُعَاعُهَا فِي اَلْبُلْدَانِ، أَ هُوَ بَائِنٌ مِنَ اَلْقُرْصِ؟» قُلْتُ: فِي حَالِ طُلُوعِهِ بَائِنٌ. قَالَ: «أَ لَيْسَ إِذَا غَابَتِ اَلشَّمْسُ اِتَّصَلَ ذَلِكَ اَلشُّعَاعُ بِالْقُرْصِ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «كَذَلِكَ يَعُودُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَى سِنْخِهِ وَ جَوْهَرِهِ وَ أَصْلِهِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ ، نَزَعَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سِنْخَ اَلنَّاصِبِ وَ طِينَتَهُ مَعَ أَثْقَالِهِ وَ أَوْزَارِهِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِ، فَيُلْحِقُهَا كُلَّهَا بِالنَّاصِبِ ، وَ يَنْزِعُ سِنْخَ اَلْمُؤْمِنِ وَ طِينَتَهُ مَعَ حَسَنَاتِهِ وَ أَبْوَابِ بِرِّهِ وَ اِجْتِهَادِهِ مِنَ اَلنَّاصِبِ، فَيُلْحِقُهَا كُلَّهَا بِالْمُؤْمِنِ، أَ فَتَرَى هَاهُنَا ظُلْماً أَوْ عُدْوَاناً؟» قُلْتُ: لاَ، يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ . قَالَ: «هَذَا وَ اَللَّهِ اَلْقَضَاءُ اَلْفَاصِلُ، وَ اَلْحُكْمُ اَلْقَاطِعُ، وَ اَلْعَدْلُ اَلْبَيِّنُ، لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ، هَذَا يَا إِبْرَاهِيمُ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ، فَلاَ تَكُنْ مِنَ اَلْمُمْتَرِينَ، وَ هَذَا مِنْ حُكْمِ اَلْمَلَكُوتِ». قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، وَ مَا حُكْمُ اَلْمَلَكُوتِ؟ قَالَ: «حُكْمُ اَللَّهِ وَ حُكْمُ أَنْبِيَائِهِ، وَ قِصَّةُ 52اَلْخَضِرِ وَ 32مُوسَى (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) حِينَ اِسْتَصْحَبَهُ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً* وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلىٰ مٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً اِفْهَمْ يَا إِبْرَاهِيمُ وَ اِعْقِلْ، أَنْكَرَ 32مُوسَى عَلَى 52اَلْخَضِرِ ، وَ اِسْتَفْظَعَ أَفْعَالَهُ حَتَّى قَالَ لَهُ 52اَلْخَضِرُ : يَا 32مُوسَى ، مَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي، إِنَّمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. مَنْ هَذَا وَيْحَكَ يَا إِبْرَاهِيمُ قُرْآنٌ يُتْلَى، وَ أَخْبَارٌ تُؤْثَرُ عَنِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، مَنْ رَدَّ مِنْهَا حَرْفاً فَقَدْ كَفَرَ وَ أَشْرَكَ، وَ رَدَّ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ». قَالَ اَللَّيْثِيُّ : فَكَأَنِّي لَمْ أَعْقِلِ اَلْآيَاتِ وَ أَنَا أَقْرَأُهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلاَّ ذَلِكَ اَلْيَوْمَ، فَقُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، مَا أَعْجَبَ هَذَا، تُؤْخَذُ حَسَنَاتُ أَعْدَائِكُمْ فَتُرَدُّ عَلَى شِيعَتِكُمْ ، وَ تُؤْخَذُ سَيِّئَاتُ مُحِبِّيكُمْ فَتُرَدُّ عَلَى مُبْغِضِيكُمْ؟ قَالَ: «إِي وَ اَللَّهِ اَلَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، فَالِقِ اَلْحَبَّةِ وَ بَارِئِ اَلنَّسَمَةِ وَ فَاطِرِ اَلْأَرْضِ وَ اَلسَّمَاءِ، مَا أَخْبَرْتُكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَ مَا أَنْبَأْتُكَ إِلاَّ اَلصِّدْقَ، وَ مَا ظَلَمَهُمُ اَللَّهُ، وَ مَا اَللَّهُ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ، وَ إِنَّ مَا أَخْبَرْتُكَ لَمَوْجُودٌ فِي اَلْقُرْآنِ كُلِّهِ». قُلْتُ: هَذَا بِعَيْنِهِ يُوجَدُ فِي اَلْقُرْآنِ ؟ قَالَ: «نَعَمْ، يُوجَدُ فِي أَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِينَ مَوْضِعاً فِي اَلْقُرْآنِ ، أَ تُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ ذَلِكَ عَلَيْكَ؟» قُلْتُ: بَلَى، يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ . فَقَالَ: «قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ قٰالَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّبِعُوا سَبِيلَنٰا وَ لْنَحْمِلْ خَطٰايٰاكُمْ وَ مٰا هُمْ بِحٰامِلِينَ مِنْ خَطٰايٰاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ*`وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقٰالَهُمْ وَ أَثْقٰالاً مَعَ أَثْقٰالِهِمْ اَلْآيَةَ. أَزِيدُكَ، يَا إِبْرَاهِيمُ ؟» قُلْتُ: بَلَى، يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ . قَالَ:« لِيَحْمِلُوا أَوْزٰارَهُمْ كٰامِلَةً يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ مِنْ أَوْزٰارِ اَلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاٰ سٰاءَ مٰا يَزِرُونَ أَ تُحِبُّ أَنْ أَزِيدَكَ؟» قُلْتُ: بَلَى، يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ . قَالَ:« فَأُوْلٰئِكَ يُبَدِّلُ اَللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ وَ كٰانَ اَللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً يُبَدِّلُ اَللَّهُ سَيِّئَاتِ شِيعَتِنَا حَسَنَاتٍ، وَ يُبَدِّلُ اَللَّهُ حَسَنَاتِ أَعْدَائِنَا سَيِّئَاتٍ، وَ جَلاَلِ اَللَّهِ وَ وَجْهِ اَللَّهِ إِنَّ هَذَا لَمِنْ عَدْلِهِ وَ إِنْصَافِهِ، لاَ رَادَّ لِقَضَائِهِ، وَ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ، أَ لَمْ أُبَيِّنْ لَكَ أَمْرَ اَلْمِزَاجِ وَ اَلطِّينَتَيْنِ مِنَ اَلْقُرْآنِ ؟» قُلْتُ: بَلَى، يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ . قَالَ: «اِقْرَأْ إِبْرَاهِيمُ اَلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ اَلْإِثْمِ وَ اَلْفَوٰاحِشَ إِلاَّ اَللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وٰاسِعُ اَلْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ اَلْأَرْضِ يَعْنِي مِنَ اَلْأَرْضِ اَلطَّيِّبَةِ، وَ اَلْأَرْضِ اَلْمُنْتِنَةِ فَلاٰ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اِتَّقىٰ 5 «6» يَقُولُ: لاَ يَفْتَخِرُ أَحَدُكُمْ بِكَثْرَةِ صَلاَتِهِ وَ صِيَامِهِ وَ زَكَاتِهِ وَ نُسُكِهِ، لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْلَمُ بِمَنْ اِتَّقَى مِنْكُمْ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ اَللَّمَمِ، وَ هُوَ اَلْمِزَاجُ، أَزِيدُكَ يَا إِبْرَاهِيمُ ؟» قُلْتُ: بَلَى، يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ قَالَ:« كَمٰا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ*`فَرِيقاً هَدىٰ وَ فَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ اَلضَّلاٰلَةُ إِنَّهُمُ اِتَّخَذُوا اَلشَّيٰاطِينَ أَوْلِيٰاءَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ يَعْنِي أَئِمَّةَ اَلْجَوْرِ، دُونَ أَئِمَّةِ اَلْحَقِّ، وَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ، خُذْهَا إِلَيْكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ فَوَ اَللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ غُرَرِ أَحَادِيثِنَا، وَ بَوَاطِنِ سَرَائِرِنَا، وَ مَكْنُونِ خَزَائِنِنَا، اِنْصَرِفْ وَ لاَ تُطْلِعْ عَلَى سِرِّنَا أَحَداً إِلاَّ مُؤْمِناً مُسْتَبْصِراً، فَإِنَّكَ إِنْ أَذَعْتَ سِرَّنَا بُلِيتَ فِي نَفْسِكَ وَ مَالِكَ وَ أَهْلِكَ وَ وُلْدِكَ».
هنگامى كه يوسف از بار برادرش آن ظرف را بيرون آورد برادران گفتند: إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ اگر او دزدى كند برادرش نيز قبل از اين دزدى كرد. يوسف چون آن را شنيد ناراحت شد ولى خودش را به نشنيدن زد كه خداوند مىفرمايد: فَأَسَرَّهٰا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَ لَمْ يُبْدِهٰا لَهُمْ قٰالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكٰاناً وَ اَللّٰهُ أَعْلَمُ بِمٰا تَصِفُونَ يوسف ناراحتىاش را در دل خود پنهان كرد و به آنها چيزى اظهار نكرد،(همين مقدار)گفت:شما از نظر مقام بدترين مردم هستيد، و خدا بدانچه...
31)به روايت على بن ابراهيم برمىگرديم.فرمود:برادران،در حالى كه از بدنشان خون زرد مىچكيد،نزد يوسف گرد آمده و با يوسف راجع به زندانى شدن بنيامين،جروبحث مىكردند.پسران يعقوب،چنان بودند كه چون خشم مىگرفتند، از لباسهايشان موى مىريخت و از سرشان خونى زرد مىچكيد و مىگفتند: «يٰا أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنٰا مَكٰانَهُ إِنّٰا نَرٰاكَ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ». پس برادرمان را آزاد كن.وقتى يوسف ديد كه خيلى اصرار دارند،پاسخ داد: «مَعٰاذَ اَللّٰهِ أَنْ نَأْخُذَ...
10)ابن بابويه از پدرش(رحمه اللّه)از سعد بن عبد اللّه،از محمد بن احمد،از احمد بن محمد سيّارى،از محمد بن عبد اللّه بن مهران كوفى،از حنان بن سدير از پدرش،از ابو اسحاق ليثى نقل كرده است:از امام محمد باقر عليه السّلام پرسيدم: اى فرزند رسول خدا!آيا مؤمن بصير و بافراست كه به كمال فهم و معرفت رسيده است،مرتكب زنا مىشود؟فرمود:نه پرسيدم:آيا لواط مىكند؟فرمود:نه.پرسيدم: آيا دزدى مىكند؟فرمود:نه.پرسيدم:آيا شراب مىخورد؟فرمود:نه پرسيدم:آيا ازاينقبيل گناهان كبيره انجام مىدهد؟فرمود:نه.پرسيدم:آيا اصلا گناهى...
16 القمّيّ: قال إِلاّٰ مَنْ وَجَدْنٰا مَتٰاعَنٰا عِنْدَهُ و لم يقل الا من سرق متاعنا قال فاجتمعوا إلىٰ يوسف و كانوا يجادلونه في حبسه و كانوا إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر و تقطر من رؤوسها دم أصفر و هم يقولون له فَخُذْ أَحَدَنٰا مَكٰانَهُ إِنّٰا نَرٰاكَ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ فأطلق عن هذا.
16 فَلَمَّا أُخْرِجَ 29لِيُوسُفَ اَلصُّوَاعُ مِنْ رَحْلِ أَخِيهِ قَالَ إِخْوَتُهُ إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ يَعْنُونَ 29يُوسُفَ فَتَغَافَلَ 29يُوسُفُ عَلَيْهِمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ فَأَسَرَّهٰا 29يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَ لَمْ يُبْدِهٰا لَهُمْ قٰالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكٰاناً وَ اَللّٰهُ أَعْلَمُ بِمٰا تَصِفُونَ فَاجْتَمَعُوا إِلَى 29يُوسُفَ وَ جُلُودُهُمْ تَقْطُرُ دَماً أَصْفَرَ فَكَانُوا يُجَادِلُونَهُ فِي حَبْسِهِ. وَ كَانُوا وُلْدُ 28يَعْقُوبَ إِذَا غَضِبُوا خَرَجَ مِنْ ثِيَابِهِمْ شَعْرٌ وَ يَقْطُرُ مِنْ رُءُوسِهِمْ دَمٌ أَصْفَرُ وَ هُمْ يَقُولُونَ يٰا أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنٰا مَكٰانَهُ إِنّٰا نَرٰاكَ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ فَأَطْلِقْ عَنْ هَذَا فَلَمَّا رَأَى 29يُوسُفُ ذَلِكَ قٰالَ مَعٰاذَ اَللّٰهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاّٰ مَنْ وَجَدْنٰا مَتٰاعَنٰا عِنْدَهُ وَ لَمْ يَقُلْ إِلاَّ مَنْ سَرَقَ مَتَاعَنَا إِنّٰا إِذاً لَظٰالِمُونَ `فَلَمَّا اِسْتَيْأَسُوا مِنْهُ وَ أَرَادُوا اَلاِنْصِرَافَ إِلَى أَبِيهِمْ، قَالَ لَهُمْ لاَوَى بْنُ يَعْقُوبَ أَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبٰاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اَللّٰهِ فِي هَذَا وَ مِنْ قَبْلُ مٰا فَرَّطْتُمْ فِي 29يُوسُفَ فَارْجِعُوا أَنْتُمْ إِلَى أَبِيكُمْ، فَأَمَّا أَنَا فَلاَ أَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتّٰى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اَللّٰهُ لِي وَ هُوَ خَيْرُ اَلْحٰاكِمِينَ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ اِرْجِعُوا إِلىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُوا يٰا أَبٰانٰا إِنَّ اِبْنَكَ سَرَقَ وَ مٰا شَهِدْنٰا إِلاّٰ بِمٰا عَلِمْنٰا وَ مٰا كُنّٰا لِلْغَيْبِ حٰافِظِينَ `وَ سْئَلِ اَلْقَرْيَةَ اَلَّتِي كُنّٰا فِيهٰا وَ اَلْعِيرَ اَلَّتِي أَقْبَلْنٰا فِيهٰا أَيْ أَهْلَ اَلْقَرْيَةِ وَ أَهْلَ اَلْعِيرِ وَ إِنّٰا لَصٰادِقُونَ . قَالَ فَرَجَعَ إِخْوَةُ 29يُوسُفَ إِلَى أَبِيهِمْ، وَ تَخَلَّفَ يَهُودَا فَدَخَلَ عَلَى 29يُوسُفَ فَكَلَّمَهُ حَتَّى اِرْتَفَعَ اَلْكَلاَمُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ 29يُوسُفَ وَ غَضِبَ وَ كَانَتْ عَلَى كَتِفِ يَهُودَا شَعْرَةٌ فَقَامَتِ اَلشَّعْرَةُ فَأَقْبَلَتْ تَقْذِفُ بِالدَّمِ، وَ كَانَ لاَ يَسْكُنُ حَتَّى يَمَسَّهُ بَعْضُ أَوْلاَدِ 28يَعْقُوبَ ، قَالَ فَكَانَ بَيْنَ يَدَيْ 29يُوسُفَ اِبْنٌ لَهُ، فِي يَدِهِ رُمَّانَةٌ مِنْ ذَهَبٍ يَلْعَبُ بِهَا، فَلَمَّا رَأَى 29يُوسُفُ أَنَّ يَهُودَا قَدْ غَضِبَ، وَ قَامَتِ اَلشَّعْرَةُ تَقْذِفُ بِالدَّمِ، أَخَذَ اَلرُّمَّانَةَ مِنَ اَلصَّبِيَّ ثُمَّ دَحْرَجَهَا نَحْوَ يَهُودَا وَ تَبِعَهَا اَلصَّبِيُّ لِيَأْخُذَهَا، فَوَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى يَهُودَا فَذَهَبَ غَضَبُهُ، قَالَ فَارْتَابَ يَهُودَا وَ رَجَعَ اَلصَّبِيُّ بِالرُّمَّانَةِ إِلَى 29يُوسُفَ ثُمَّ اِرْتَفَعَ اَلْكَلاَمُ بَيْنَهُمَا حَتَّى غَضِبَ يَهُودَا وَ قَامَتِ اَلشَّعْرَةُ تَقْذِفُ بِالدَّمِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ 29يُوسُفُ دَحْرَجَ اَلرُّمَّانَةَ نَحْوَ يَهُودَا فَتَبِعَهَا اَلصَّبِيُّ لِيَأْخُذَهَا، فَوَقَعَتْ يَدُهُ عَلَى يَهُودَا فَسَكَنَ غَضَبُهُ، وَ قَالَ إِنَّ فِي اَلْبَيْتِ لَمِنْ وُلْدِ 28يَعْقُوبَ حَتَّى صَنَعَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِخْوَةُ 29يُوسُفَ إِلَى أَبِيهِمْ، وَ أَخْبَرُوهُ بِخَبَرِ أَخِيهِمْ قٰالَ 28يَعْقُوبُ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اَللّٰهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ اَلْعَلِيمُ اَلْحَكِيمُ `وَ تَوَلّٰى عَنْهُمْ وَ قٰالَ يٰا أَسَفىٰ عَلىٰ 29يُوسُفَ وَ اِبْيَضَّتْ عَيْنٰاهُ مِنَ اَلْحُزْنِ يَعْنِي عَمِيَتْ مِنَ اَلْبُكَاءِ فَهُوَ كَظِيمٌ أَيْ مَحْزُونٌ وَ اَلْأَسَفُ أَشَدُّ اَلْحُزْنِ.
5 و في كتاب علل الشّرائع : أبي رحمه اللّٰه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّٰه، عن محمّد بن أحمد عن أحمد بن محمّد اليساري ، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّٰه بن مهران الكوفيّ قال: حدّثني حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي إسحاق اللّيثيّ قال: قلت لأبي جعفر، محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام: يا ابن رسول اللّٰه، إنّي لأجد من شيعتكم من يشرب الخمر، و يقطع الطّريق، و يخيف السّبيل، و يزني، و يلوط، و يأكل الرّبا، و يرتكب الفواحش، و يتهاون بالصلاة و الصّيام و الزّكاة، و يقطع الرّحم، و يأتي الكبائر، فكيف هذا و لم ذلك؟ فقال: يا إبراهيم، هل يختلج في صدرك شيء غير هذا؟ قلت: [نعم] يا ابن رسول اللّٰه، أخرى أعظم من ذلك. فقال: و ما هو، يا أبا إسحاق؟ قال: فقلت: يا ابن رسول اللّٰه، و أجد من أعدائكم و من ناصبكم من يكثر من الصلاة و الصّيام، و يخرج الزّكاة، و يتابع بين الحجّ و العمرة، و يحضّ على الجهاد، و يأثر على البرّ و على صلة الرّحم، و يقضي حقوق إخوانه و يواسيهم من ماله، و يجتنب شرب الخمر و الزّنا و اللّواط و سائر الفواحش، فممّ ذلك و لم ذاك؟ فسّره لي، يا ابن رسول اللّٰه، و برهنه و بيّنه، فقد و اللّٰه كثر فكري و اسهر ليلي و ضاق ذرعي. قال: فتبسّم [الباقر] صلوات اللّٰه عليه ثمّ قال: يا إبراهيم، خذ إليك بيانا شافيا فيما سألت و علما مكنونا من خزائن علم اللّٰه و سرّه. أخبرني، يا إبراهيم، كيف تجد اعتقادهما؟ قلت: يا ابن رسول اللّٰه، أجد محبّيكم و شيعتكم على ما هم فيه، ممّا وصفته من أفعالهم، لو أعطي أحدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا و فضّة أن يزول عن ولايتكم و محبّتكم إلى موالاة غيركم و إلى محبّتهم ما زال، و لو ضربت خياشيمه بالسّيوف فيكم، و لو قتل فيكم ما ارتدع و لا رجع عن محبّتكم و ولايتكم. و أرى النّاصب على ما هو عليه، ممّا وصفته من أفعالهم، لو أعطي أحدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا و فضّة أن يزول عن محبّة الطّواغيت و موالاتهم إلى موالاتكم ما فعل و لا زال، و لو ضربت خياشيمه بالسّيوف فيهم و لو قتل [فيهم] ما ارتدع و لا رجع، و إذا سمع أحدهم منقبة لكم و فضلا اشمأزّ من ذلك و تغيّر لونه، و رأى كراهية ذلك في وجهه بغضا لكم و محبّة لهم . [قال] فتبسّم الباقر عليه السّلام ثمّ قال: يا إبراهيم، ها هنا هلكت العاملة النّاصبة تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً، `تُسْقىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ و من ذلك قال اللّٰه عزّ و جلّ: وَ قَدِمْنٰا إِلىٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنٰاهُ هَبٰاءً مَنْثُوراً . ويحك، يا إبراهيم، أ تدري ما السّبب و القصّة في ذلك، و ما الّذي قد خفي على النّاس منه؟ قلت: يا ابن رسول اللّٰه، فبيّنه لي و اشرحه و برهنه. قال: يا إبراهيم، إنّ اللّٰه تبارك و تعالى لم يزل عالما قديما خلق الأشياء لا من شيء، و من زعم أنّ اللّٰه عزّ و جلّ خلق الأشياء من شيء فقد كفر، لأنّه لو كان ذلك الشّيء الّذي خلق منه الأشياء قديما [معه] في أزليّته و هويّته كان ذلك الشّيء أزليّا، بل خلق عزّ و جلّ الأشياء كلّها لا من شيء فكان ممّا خلق اللّٰه تعالى أرضا طيّبة ثمّ فجّر منها ماء عذبا زلالا، فعرض عليها ولايتنا، أهل البيت، فقبلتها فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيّام حتّى طبقها و عمّها، ثمّ نضب ذلك الماء عنها، فأخذ من صفوة ذلك الطّين طينا فجعله طين الأئمّة عليهم السّلام ثمّ أخذ ثفل ذلك الطّين فخلق منه شيعتنا، و لو ترك طينتكم، يا إبراهيم، كما ترك طينتنا، لكنتم و نحن شيئا واحدا. قلت: يا ابن رسول اللّٰه، فما فعل بطينتنا؟ قال: أخبرك يا إبراهيم، خلق اللّٰه عزّ و جلّ بعد ذلك أرضا سبخة خبيثة منتنة ، ثمّ فجّر منها ماء أجاجا [آسنا] مالحا، فعرض عليها ولايتنا، أهل البيت، فلم تقبلها فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيّام حتّى طبقها و عمّها، ثمّ نضب ذلك الماء عنها، ثمّ أخذ من ذلك الطّين فخلق منه الطّغاة و أئمتهم ، ثمّ مزجه بثفل طينتكم، و لو ترك طينتهم على حالها و لم يمزج بطينتكم لم يشهدوا الشّهادتين، و لا صلوا و لا صاموا و لا زكّوا و لا حجّوا، و لا أدّوا أمانة، و لا أشبهوكم في الصّور، و ليس شيء [أكبر] على المؤمن أن يرى صورة عدوّه مثل صورته. قلت: يا ابن رسول اللّٰه، فما صنع بالطّينتين؟ قال: مزج بينهما بالماء الأوّل و الماء الثّاني، ثمّ عركهما عرك الأديم ، ثمّ أخذ من ذلك قبضة فقال: هذه إلى الجنّة و لا أبالي، و أخذ قبضة أخرى و قال: هذه إلى النّار و لا أبالي. ثمّ خلط بينهما فوقع من شبح المؤمن و طينته على شبح 10 الكافر و طينته، و وقع من شبح 10 الكافر و طينته على شبح المؤمن و طينته. فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلاة أو صيام أو حج أو جهاد أو خيانة أو كبيرة من هذه الكبائر، فهو من طينة النّاصب و عنصره الّذي قد مزج فيه، لأنّ من شبح النّاصب و عنصره و طينته اكتساب المآثم و الفواحش و الكبائر. و ما رأيت من النّاصب من مواظبته على الصّلاة و الصّيام و الزّكاة و الحجّ و الجهاد و أبواب البرّ، فهو من طينة المؤمن و شبحه الّذي قد مزج فيه، لأنّ من شبح المؤمن و عنصره و طينته اكتساب الحسنات و استعمال الخير و اجتناب المآثم. فإذا عرضت هذه الأعمال كلّها على اللّٰه عزّ و جلّ قال: أنا اللّٰه عدل لا أجور، و منصف لا أظلم، و حكم لا أحيف و لا أميل و لا أشطط ، ألحقوا الأعمال السّيّئة الّتي اجترحها المؤمن بشبح النّاصب و طينته، و ألحقوا الأعمال الحسنة الّتي اكتسبها النّاصب بشبح 5 المؤمن و طينته ردّوها كلّها إلى أصلها، فإنّي أنا اللّٰه لا إله إلاّ أنا عالم السّرّ و أخفى، و أنا المطّلع على قلوب عبادي لا أحيف و لا أظلم و لا ألزم [أحدا] إلاّ ما عرفته منه قبل أن أخلقه. ثمّ قال الباقر عليه السّلام: أقرأ [يا إبراهيم] 8 هذه الآية. قلت: يا ابن رسول اللّٰه، أيّة آية؟ قال: قوله تعالى: قٰالَ مَعٰاذَ اَللّٰهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاّٰ مَنْ وَجَدْنٰا مَتٰاعَنٰا عِنْدَهُ إِنّٰا إِذاً لَظٰالِمُونَ هو في الظّاهر ما تفقهونه ، هو و اللّٰه في الباطن هذا بعينه، يا إبراهيم. إنّ للقرآن ظاهرا و باطنا، و محكما و متشابها، و ناسخا و منسوخا. و الحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة .
52,5 أبي رحمة اللّه قال حدّثنا سعد بن عبد اللّه ، عن، محمّد بن أحمد [عن أحمد بن محمّد] السّيّاريّ قال: حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مهران الكوفيّ قال حدّثني حنان بن سدير عن أبيه عن أبي إسحاق اللّيثيّ ، قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السّلام : يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إنّي أجد من شيعتكم من يشرب الخمر، و يقطع الطّريق، و يخيف السّبل، و يزني و يلوط و يأكل الرّبا، و يرتكب الفواحش، و يتهاون بالصّلاة و الصّيام و الزّكاة، و يقطع الرّحم، و يأتي الكبائر. فكيف هذا و لم ذلك؟ فقال: يا إبراهيم ، هل يختلج في صدرك شيء غير هذا؟ قلت: نعم، يا ابن رسول اللّه ، أخرى أعظم من ذلك. فقال: ما هو يا أبا إسحاق ؟ قال: قلت: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أجد من أعدائكم و من ناصبيكم من يكثر من [الصّلاة و من] الصّيام، و يخرج الزّكاة، و يتابع بين الحّج و العمرة، و يحضّ على الجهاد، و يأثر على البرّ و على صلة الرّحم ، و يقضي حقوق إخوانه و يواسيهم من ماله، و يجتنب شرب الخمر و الزّنا و اللّواط و سائر الفواحش. فممّ ذلك و لم ذاك؟ فسّره لي يا ابن رسول اللّه ، و برهنه و بيّنه. فقد و اللّه كثر فكري، و أسهر ليلي و ضاق ذرعي. قال: فتبسّم الباقر صلوات اللّه عليه ثمّ قال: يا إبراهيم ، خذ إليك بيانا شافيا فيما سألت و علما مكنونا من خزائن علم اللّه و سرّه. أخبرني يا إبراهيم كيف تجد اعتقادهما؟ قلت: يا ابن رسول اللّه ، أجد محبّيكم و شيعتكم على ما هم فيه ممّا و صفته من أفعالهم لو أعطي أحدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا و فضّة أن يزول عن ولايتكم و محبّتكم إلى موالاة غيركم و إلى محبّتهم، ما زال. و لو ضربت خياشيمه بالسّيوف فيكم، و لو قتل فيكم، ما ارتدع و لا رجع من محبّتكم و ولايتكم. و أرى النّاصب على ما هو عليه ممّا وصفته من أفعالهم لو أعطي أحدهم ما بين المشرق و المرغب ذهبا و فضّة أن يزول عن محبّة الطّواغيت و موالاتهم إلى موالاتكم، ما فعل و لا زال. و لو ضربت خياشيمه بالسّيوف فيهم، و لو قتل فيهم، ما ارتدع و لا رجع. و إذا سمع أحدهم منقبة لكم و فضلا، اشمأزّ من ذلك، و تغيّر لونه، و رؤي كراهة ذلك في وجهه، بغضا لكم و محبّة لهم. قال: فتبسّم الباقر عليه السّلام . ثمّ قال: يا إبراهيم ، هاهنا هلكت العاملة النّاصبة تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً `تُسْقىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ . و من ذلك قال عزّ و جلّ: وَ قَدِمْنٰا إِلىٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنٰاهُ هَبٰاءً مَنْثُوراً . ويحك يا إبراهيم ! أ تدري ما السّبب و القصّة في ذلك، و ما الّذي قد خفي على النّاس منه؟ قلت: يا ابن رسول اللّه ، فبيّنه لي و اشرحه و برهنه. قال: يا إبراهيم ، إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يزل عالما قديما، خلق الأشياء لا من شيء و من زعم أنّ اللّه عزّ و جلّ خلق الأشياء من شيء، فقد كفر، لأنّه كان ذلك الشيء [الّذي خلق منه الأشياء، قديما معه في أزليّته و هويّته، كان ذلك الشيء] أزلّيا. بل خلق عزّ و جلّ الأشياء كلّها لا من شيء فكان ممّا خلق اللّه عزّ و جلّ أرضا طيّبة. ثمّ فجّر منها ماء عذبا زلالا، فعرض عليها ولايتنا أهل البيت، فقبلها، فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيّام، حتّى طبقها و عمّها. ثمّ نضب ذلك الماء عنها، فأخذ من صفوة ذلك الطّين طينا، فجعله طين الأئمّة عليهم السّلام . ثمّ أخذ ثفل ذلك الطّين، فخلق منه شيعتنا . و لو ترك طينتكم يا إبراهيم على حالها، كما ترك طينتنا، لكنتم و نحن شيئا واحدا. قلت: يا ابن رسول اللّه ، فما فعل بطينتنا؟ قال: أخبرك يا إبراهيم . خلق اللّه عزّ و جلّ بعد ذلك أرضا سبخة خبيثة منتنة. ثمّ فجر منها ماء أجاجا آسنا مالحا. فعرضا عليها ولايتنا أهل البيت ، فلم تقبلها. فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيّام، حتّى طبقها و عمّها. ثمّ نضب ذلك الماء عنها. ثم أخذ من ذلك الطّين، فخلق منه الطّغاة و أئمّتهم، ثمّ مزجه بثفل طينتكم ، و لو ترك طينتهم على حالها و لم تمزج بطينتكم، لم يشهدوا الشّهادتين، و لا صلّوا، و لا صاموا، و لا زكوا، و لا حجّوا، و لا أدّوا أمانة، و لا أشبهوكم في الصّور. و ليس شيء أكبر على المؤمن من أن يرى صورة عدوّه مثل صورته. قلت: يا ابن رسول اللّه ، فما صنع بالطّينتين؟ قال: مزج بينهما بالماء الأوّل و الماء الثّاني. ثمّ عركها عرك الأديم. ثمّ أخذ من ذلك قبضة فقال: هذه إلى الجنّة و لا أبالي! و أخذ قبضة أخرى، و قال: هذه إلى النّار و لا أبالي. ثمّ خلط بينهما، فوقع من سنخ المؤمن و طينته، على سنخ الكافر و طينته. و وقع من سنخ الكافر و طينته، على سنخ المؤمن و طينته. فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط، أو ترك صلاة أو صيام أو حجّ أو جهاد، أو خيانة، أو كبيرة من هذه الكبائر، فهو من طينة النّاصب و عنصره الّذي قد مزج فيه. لأنّ من سنخ النّاصب و عنصره و طينته، اكتساب المآثم و الفواحش و الكبائر. و ما رأيت من النّاصب من مواظبته على الصّلاة و الصّيام و الحجّ و الزّكاة و الجهاد و أبواب البرّ، فهو من طينة المؤمن و سنخه الّذي قد مزج فيه. لأنّ من سنخ المؤمن و عنصره و طينته، اكتساب الحسنات و استعمال الخير و اجتناب المآثم. فإذا عرضت هذه الأعمال كلّها على اللّه عزّ و جلّ قال: أنا اللّه عدل لا أجور، و منصف لا أظلم، و حكم لا أحيف. و لا أميل و لا أشطط. الحقوا الأعمال السّيّئة الّتي اجترحها المؤمن بسنخ النّاصب و طينته، و الحقوا الأعمال الحسنة الّتي اكتسبها النّاصب بسنخ المؤمن و طينته. ردّوها كلّها إلى أصلها. فإنّي أنا اللّه، لا إله إلاّ أنا، عالم السّرّ و أخفى. و أنا المطّلع على قلوب عبادي. لا أحيف و لا أظلم، و لا ألزم أحدا إلاّ ما عرفته منه قبل أن أخلقه. ثمّ قال الباقر عليه السّلام : يا إبراهيم ، اقرأ هذه الآية. قلت: يا ابن رسول اللّه ، أيّه آية؟ قال: قوله تعالى: قٰالَ مَعٰاذَ اَللّٰهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاّٰ مَنْ وَجَدْنٰا مَتٰاعَنٰا عِنْدَهُ إِنّٰا إِذاً لَظٰالِمُونَ هو في الظّاهر ما تفهمونه. هو و اللّه في الباطن هذا بعينه. يا إبراهيم، إنّ للقرآن ظاهرا و باطنا و محكما و متشابها و ناسخا و منسوخا. ثمّ قال: اخبرني يا إبراهيم عن الشّمس، إذا طلعت و بدا شعاعها في البلدان، أهو بائن من القرص؟ قلت: في حال طلوعه بائن. قال: أليس إذا غابت الشّمس اتّصل ذلك الشّعاع بالقرص حتّى يعود إليه؟ قلت: نعم قال: كذلك يعود كلّ شيء إلى سنخه و جوهره و أصله. فإذا كان يوم القيامة ، نزع اللّه عزّ و جلّ سنخ النّاصب و طينته، مع أثقاله و أوزاره من المؤمن، فيلحقها كلّها [ بالنّاصب و ينزع سنخ المؤمن و طينته، مع حسناته و أبواب برّه و اجتهاده من النّاصب ، فيلحقها كلّها] بالمؤمن . أفترى هاهنا ظلما أو عدوانا؟ قلت: لا، يا ابن رسول اللّه . قال: هذا و اللّه القضاء الفاصل و الحكم القاطع و العدل البيّن. لاٰ يُسْئَلُ عَمّٰا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ . هذا يا إبراهيم اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ هذا من حكم الملكوت. قلت: يا ابن رسول اللّه ، و ما حكم الملكوت؟ قال: حكم اللّه و حكم أنبيائه، و قصّة 52الخضر و موسى عليهما السّلام حين استصحبه. فقال: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً. `وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلىٰ مٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً افهم يا إبراهيم و اعقل. أنكر 32موسى على 52الخضر ، و استفظع أفعاله، حتّى قال له 52الخضر : يا 32موسى ، مٰا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي إنّما فعلته عن أمر اللّه عزّ و جلّ. من هذا ويحك يا إبراهيم ! قرآن يتلى و أخبار تؤثر عن اللّه عزّ و جلّ. و من ردّ منها حرفا، فقد كفر و أشرك و ردّ على اللّه عزّ و جلّ. قال اللّيثي : فكأنّي لم أعقل الآيات و أنا أقرأها أربعين سنة إلاّ ذلك اليوم. فقلت: يا ابن رسول اللّه ، ما أعجب هذا! تؤخذ حسنات أعدائكم، فتردّ على شيعتكم ، و تؤخذ سيّئات محبّيكم، فتردّ على مبغضيكم!؟ قال: إي، و اللّه الّذي لا إله إلاّ هو، فالق الحبّة و بارئ النّسمة، و فاطر الأرض و السّماء، ما أخبرتك إلاّ بالحقّ، و لا أنبأتك إلاّ بالصّدق . و ما ظلمهم اللّه و ما اللّه بظّلام للعبيد. و إنّ ما أخبرتك موجود في القرآن كلّه. قلت: هذا بعينه يوجد في القرآن ؟ قال: نعم، يوجد في أكثر من ثلاثين موضعا في القرآن . أ تحبّ أن أقرأ ذلك عليك؟ قلت: بلى، يا ابن رسول اللّه . فقال: قال اللّه عزّ و جلّ: وَ قٰالَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّبِعُوا سَبِيلَنٰا وَ لْنَحْمِلْ خَطٰايٰاكُمْ وَ مٰا هُمْ بِحٰامِلِينَ مِنْ خَطٰايٰاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ `وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقٰالَهُمْ وَ أَثْقٰالاً مَعَ أَثْقٰالِهِمْ (الآية) أزيدك يا إبراهيم ؟ قلت: بلى يا ابن رسول اللّه . قال: لِيَحْمِلُوا أَوْزٰارَهُمْ كٰامِلَةً يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ مِنْ أَوْزٰارِ اَلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاٰ سٰاءَ مٰا يَزِرُونَ أ تحبّ أن أزيدك؟ قلت: بلى، يا ابن رسول اللّه. قال: فَأُوْلٰئِكَ يُبَدِّلُ اَللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ وَ كٰانَ اَللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً يبدّل اللّه سيّئات شيعتنا حسنات، و يبدّل اللّه حسنات أعدائنا سيّئات. و جلال اللّه [و وجه اللّه] إنّ هذا لمن عدله و إنصافه. لا رادّ لقضائه و لا معقّب لحكمه. و هو السّميع العليم. و الحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة .
14 117 وَ رَوَى فِي اَلْخَبَرِ أَنَّهُ كَانَ يُعَوِّذُ اَلْحَسَنَ وَ اَلْحُسَيْنَ بِأَنْ يَقُولَ: أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اَللَّهِ اَلتَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَ هَامَّةٍ وَ مِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ وَ رَوَى أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عَوَّذَ اِبْنَيْهِ وَ أَنَّ مُوسَى عَوَّذَ اِبْنَيْ هَارُونَ بِهَذِهِ اَلْعُوذَةِ.
6 130 مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي يَحْيَى اَلْوَاسِطِيِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: اَلْكَلاَمُ ثَلَثَةٌ: صِدْقٌ وَ كَذِبٌ وَ إِصْلاَحٌ بَيْنَ اَلنَّاسِ.
5 141 فِي كِتَابِ عِلَلِ اَلشَّرَائِعِ: أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ اَلسَّيَّارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ اَلْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَنَانُ بْنُ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ اَللَّيْثِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلَى اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ إِنِّي لَأَجِدُ مِنْ شِيعَتِكُمْ مَنْ يَشْرَبُ اَلْخَمْرَ، وَ يَقْطَعُ اَلطَّرِيقَ، وَ يُخِيفُ اَلسَّبِيلَ، وَ يَزْنِي وَ يَلُوطُ وَ يَأْكُلُ اَلرِّبَا، وَ يَرْتَكِبُ اَلْفَوَاحِشَ، وَ يَتَهَاوَنُ بِالصَّلَوةِ وَ اَلصِّيَامِ وَ اَلزَّكَاةِ، وَ يَقْطَعُ اَلرَّحِمَ وَ يَأْتِي اَلْكَبَائِرَ، فَكَيْفَ هَذَا وَ لِمَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ يَا إِبْرَاهِيمُ: هَلْ يَخْتَلِجُ فِي صَدْرِكَ شَيْءٌ غَيْرُ هَذَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا بْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أُخْرَى أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَ مَا هُوَ يَا أَبَا إِسْحَقَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ أَجِدُ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَ مِنْ نَاصِبِيكُمْ مَنْ يُكْثِرْ مِنَ اَلصَّلَوةِ وَ مِنَ اَلصِّيَامِ وَ يُخْرِجُ اَلزَّكَاةَ وَ يُتَابِعُ بَيْنَ اَلْحَجِّ وَ اَلْعُمْرَةَ، وَ يَحُضُّ عَلَى اَلْجِهَادِ وَ يَأْثِرُ عَلَى اَلْبِرِّ وَ عَلَى صِلَةِ اَلْأَرْحَامِ، وَ يَقْضِي حُقُوقَ إِخْوَانِهِ، وَ يُوَاسِيهِمْ مِنْ مَالِهِ، وَ يَتَجَنَّبُ شُرْبَ اَلْخَمْرِ وَ اَلزِّنَا وَ اَللِّوَاطِ وَ سَائِرَ اَلْفَوَاحِشِ مِمَّ ذَلِكَ وَ لِمَ ذَاكَ؟ وَ فَسِّرْهُ لِي يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ بَرْهِنْهُ وَ بَيِّنْهُ فَقَدْ وَ اَللَّهِ كَثُرَ فِكْرِي وَ أَسْهَرَ لَيْلَى وَ ضَاقَ ذَرْعِي. قَالَ: فَتَبَسَّمَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ خُذْ إِلَيْكَ بَيَاناً شَافِياً فِيمَا سَأَلْتَ، وَ عِلْماً مَكْنُوناً مِنْ خَزَائِنِ عِلْمِ اَللَّهِ وَ سِرِّهِ، أَخْبِرْنِي يَا إِبْرَاهِيمُ كَيْفَ تَجِدُ اِعْتِقَادَهُمَا؟ قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَجِدُ مُحِبِّيكُمْ وَ شِيعَتِكُمْ عَلَى مَا هُمْ فِيهِ مِمَّا وَصَفْتُهُ مِنْ أَفْعَالِهِمْ لَوْ أُعْطِيَ أَحَدُهُمْ مَا بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَ اَلْمَغْرِبِ ذَهَباً وَ فِضَّةً أَنْ يَزُولَ عَنْ وَلاَيَتِكُمْ لَمَا فَعَلَ وَ لاَ عَنْ مَحَبَّتِكُمْ إِلَى مُوَالاَةِ غَيْرِكَمْ وَ إِلَى مَحَبَّتِهِمْ مَا زَالَ وَ لَوْ ضُرِبَتْ خَيَاشِيمُهُ بِالسُّيُوفِ فِيكُمْ وَ لَوْ قُتِلَ فِيكُمْ مَا اِرْتَدَعَ وَ لاَ رَجَعَ عَنْ مَحَبَّتِكُمْ وَ وَلاَيَتِكُمْ، وَ أَرَى اَلنَّاصِبَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِمَّا وَصَفْتُهُ مِنْ أَفْعَالِهِمْ لَوْ أُعْطِيَ أَحَدُهُمْ مَا بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَ اَلْمَغْرِبِ ذَهَباً وَ فِضَّةً أَنْ يَزُولَ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِلطَّوَاغِيتِ وَ مُوَالاَتِهِمْ إِلَى مُوَالاَتِكُمْ مَا فَعَلَ وَ لاَ زَالَ وَ لَوْ ضُرِبَتْ خَيَاشِيمُهُ بِالسُّيُوفِ فِيهِمْ، وَ لَوْ قُتِلَ فِيهِمْ مَا اِرْتَدَعَ وَ لاَ رَجَعَ، وَ إِذَا سَمِعَ أَحَدُهُمْ مَنْقَبَةً لَكُمْ وَ فَضْلاً اِشْمَأَزَّ مِنْ ذَلِكَ وَ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَ بُغْضاً لَكُمْ وَ مَحَبَّةً لَهُمْ، قَالَ فَتَبَسَّمَ اَلْبَاقِرُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ ثُمَّ قَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ هَاهُنَا هَلَكَتِ اَلْعَامِلَةُ اَلنَّاصِبَةُ تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً `تُسْقىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ وَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ قَدِمْنٰا إِلىٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنٰاهُ هَبٰاءً مَنْثُوراً» وَيْحَكَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَ تَدْرِي مَا اَلسَّبَبُ وَ اَلْقِصَّةُ فِي ذَلِكَ وَ مَا اَلَّذِي قَدْ خَفِيَ عَلَى اَلنَّاسِ مِنْهُ؟ قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَبَيِّنْهُ لِي وَ اِشْرَحْهُ وَ بَرْهِنْهُ. قَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ عَالِماً قَدِيماً خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ لاَ مِنْ شَيْءٍ، وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ مِنْ شَيْءٍ فَقَدْ كَفَرَ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ اَلشَّيْءُ اَلَّذِي خَلَقَ مِنْهُ اَلْأَشْيَاءَ قَدِيماً مَعَهُ فِي أَزَلِيَّتِهِ وَ هُوِيَّتِهِ كَانَ ذَلِكَ اَلشَّيْءُ أَزَلِيّاً، بَلْ خَلَقَ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْأَشْيَاءَ كُلَّهَا لاَ مِنْ شَيْءٍ، وَ مِمَّا خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْضاً طَيِّبَةً ثُمَّ فَجَّرَ مِنْهَا مَاءً عَذْباً زُلاَلاً فَعَرَضَ عَلَيْهَا وَلاَيَتَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَقَبِلَتْهَا فَأَجْرَى ذَلِكَ اَلْمَاءَ عَلَيْهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ حَتَّى طَبَّقَهَا وَ عَمَّهَا ثُمَّ نَضَبَ ذَلِكَ اَلْمَاَءُ عَنْهَا فَأَخَذَ مِنْ صَفْوَةِ ذَلِكَ اَلطِّينِ طِيناً فَجَعَلَهُ طِينَ اَلْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ ثُمَّ أَخَذَ ثُفْلَ ذَلِكَ اَلطِّينِ فَخَلَقَ مِنْهُ شِيعَتَنَا وَ لَوْ تَرَكَ طِينَتَكُمْ يَا إِبْرَاهِيمُ كَمَا تَرَكَ طِينَتَنَا لَكُنْتُمْ وَ نَحْنُ شَيْئاً وَاحِداً قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَمَا فَعَلَ بِطِينَتِنَا؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ يَا إِبْرَاهِيمُ خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْضاً سَبِخَةً خَبِيثَةً مُنْتِنَةً [ثُمَّ] فَجَّرَ مِنْهَا مَاءاً أُجَاجاً آسِناً مَالِحاً فَعَرَضَ عَلَيْهَا وَلاَيَتَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَلَمْ تَقْبَلْهَا فَأَجْرَى ذَلِكَ اَلْمَاءَ عَلَيْهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ حَتَّى طَبَّقَهَا وَ عَمَّهَا ثُمَّ نَضَبَ ذَلِكَ اَلْمَاءُ عَنْهَا ثُمَّ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ اَلطِّينِ فَخَلَقَ مِنْهُ اَلطُّغَاةَ وَ أُمَمَهُمْ ثُمَّ مَزَجَهُ بِثُفْلِ طِينَتِكُمْ وَ لَوْ تَرَكَ طِينَتَهُمْ عَلَى حَالِهِ وَ لَمْ يَمْزُجْ بِطِينَتِكُمْ لَمْ يَشْهَدُوا اَلشَّهَادَتَيْنِ وَ لاَ صَلُّوا وَ لاَ صَامُوا وَ لاَ زَكُّوا وَ لاَ حَجُّوا وَ لاَ أَدَّوْا أَمَانَةً، وَ لاَ أَشْبَهُوكُمْ فِي اَلصُّورِ، وَ لَيْسَ شَيْءٌ عَلَى اَلْمُؤْمِنِ أَنْ يَرَى صُورَةَ عَدُوِّهِ مِثْلَ صُورَتِهِ، قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَمَا صَنَعَ بِالطِّينَتَيْنِ؟ قَالَ: مَزَجَ بَيْنَهُمَا بِالْمَاءِ اَلْأَوَّلِ وَ اَلْمَاءِ اَلثَّانِي، ثُمَّ عَرَكَهُمَا عَرْكَ اَلْأَدِيمِ ثُمَّ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ قَبْضَةً فَقَالَ: هَذِهِ إِلَى اَلْجَنَّةِ وَ لاَ أُبَالِي، وَ أَخَذَ قَبْضَةً أُخْرَى وَ قَالَ: هَذِهِ إِلَى اَلنَّارِ وَ لاَ أُبَالِيى، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا فَوَقَعَ مِنْ سِنْخِ اَلْمُؤْمِنِ وَ طِينَتِهِ عَلَى سِنْخِ اَلْكَافِرِ وَ طِينَتِهِ، وَ وَقَعَ مِنْ سِنْخِ اَلْكَافِرِ وَ طِينَتِهِ عَلَى سِنْخِ اَلْمُؤْمِنِ وَ طِينَتِهِ، فَمَا رَأَيْتَهُ مِنْ شِيعَتِنَا مَنْ زِنًا أَوِ لِوَاطٍ أَوْ تَرْكِ صَلَوةٍ أَوْ صِيَامٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ جِهَادٍ أَوْ خِيَانَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ مِنَ هَذِهِ اَلْكَبَائِرِ فَهُوَ مِنْ طِينَةِ اَلنَّاصِبِ وَ عُنْصُرِهِ اَلَّذِي قَدْ خَرَجَ فِيهِ، لِأَنَّ مِنْ سِنْخِ اَلنَّاصِبِ وَ عُنْصُرِهِ وَ طِينَتِهِ اِكْتِسَابُ اَلْمَآثِمِ وَ اَلْفَوَاحِشِ وَ اَلْكَبَائِرِ، وَ مَا رَأَيْتَ مِنَ اَلنَّاصِبِ وَ مُوَاظَبَتِهِ عَلَى اَلصَّلَوةِ وَ اَلصِّيَامِ وَ اَلزَّكَاةِ وَ اَلْحَجِّ وَ اَلْجِهَادِ وَ أَبْوَابِ اَلْبَرِّ فَهُوَ مِنْ طِينَةِ اَلْمُؤْمِنِ وَ سِنْخِهِ اَلَّذِي قَدْ مُزِجَ فِيهِ، لِأَنَّ مِنْ سِنْخِ اَلْمُؤْمِنِ وَ عُنْصُرِهِ وَ طِينَتِهِ اِكْتِسَابُ اَلْحَسَنَاتِ وَ اِسْتِعْمَالُ اَلْخَيْرِ وَ اِجْتِنَابُ اَلْمَآثِمِ، فَإِذَا عَرَضْتَ هَذِهِ اَلْأَعْمَالَ كُلَّهَا عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ: أَنَا اَللَّهُ عَدْلٌ لاَ أَجُورُ، وَ مُنْصِفٌ لاَ أَظْلِمُ، وَ حَكَمٌ لاَ أَحِيفُ وَ لاَ أَمِيلُ وَ لاَ أُشْطِطُ أَلْحِقُوا اَلْأَعْمَالَ اَلسَّيِّئَةَ اَلَّتِي اِجْتَرَحَهَا اَلْمُؤْمِنُ بِسِنْخِ اَلنَّاصِبِ وَ طِينَتِهِ، وَ أَلْحِقُوا اَلْأَعْمَالَ اَلْحَسَنَةَ اَلَّتِي اِكْتَسَبَهَا اَلنَّاصِبُ بِسِنْخِ اَلْمُؤْمِنِ وَ طِينَتِهِ رُدُّوهَا كُلَّهَا إِلَى أَصْلِهَا، فَإنِّي أَنَا اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنَا عَالِمُ اَلسِّرِّ وَ أَخْفَي وَ أَنَا اَلْمُطَّلِعُ عَلَى قُلُوبِ عِبَادِي لاَ أَحِيفُ وَ لاَ أَظْلِمُ وَ لاَ أُلْزِمُ أَحَداً إِلاَّ مَا عَرَفْتُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَخْلُقَهُ. ثُمَّ قَالَ اَلْبَاقِرُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَا إِبْرَاهِيمُ اِقْرَأْ هَذِهِ اَلْآيَةَ، قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَيَّةُ آيَةٍ؟ قَالَ: قَوْلَهُ تَعَالَى: قٰالَ مَعٰاذَ اَللّٰهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاّٰ مَنْ وَجَدْنٰا مَتٰاعَنٰا عِنْدَهُ إِنّٰا إِذاً لَظٰالِمُونَ هُوَ فِي اَلظَّاهِرِ مَا تَفْهَمُونَهُ، هُوَ وَ اَللَّهِ فِي اَلْبَاطِنِ هَذَا بِعَيْنِهِ، يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّ لِلْقُرْآنِ ظَاهِراً وَ بَاطِناً وَ مُحْكَماً وَ مُتَشَابِهاً وَ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .
52,5 125 أَبِي رَحِمَهُ اَللَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ اَلسَّيَّارِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ اَلْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَنَانُ بْنُ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ اَللَّيْثِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ إِنِّي أَجِدُ مِنْ شِيعَتِكُمْ مَنْ يَشْرَبُ اَلْخَمْرَ وَ يَقْطَعُ اَلطَّرِيقَ وَ يُخِيفُ اَلسَّبِيلَ وَ يَزْنِي وَ يَلُوطُ وَ يَأْكُلُ اَلرِّبَا وَ يَرْتَكِبُ اَلْفَوَاحِشَ وَ يَتَهَاوَنُ بِالصَّلاَةِ وَ اَلصِّيَامِ وَ اَلزَّكَاةِ وَ يَقْطَعُ اَلرَّحِمَ وَ يَأْتِي اَلْكَبَائِرَ، فَكَيْفَ هَذَا وَ لِمَ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ هَلْ يَخْتَلِجُ فِي صَدْرِكَ شَيْءٌ غَيْرُ هَذَا قُلْتُ: نَعَمْ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أُخْرَى أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: وَ مَا هُوَ يَا بَا إِسْحَاقَ قَالَ: قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ أَجِدُ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَ مِنْ نَاصِبِيكُمْ مَنْ يُكْثِرُ مِنَ اَلصَّلاَةِ وَ مِنَ اَلصِّيَامِ وَ يُخْرِجُ اَلزَّكَاةَ وَ يُتَابِعُ بَيْنَ اَلْحَجِّ وَ اَلْعُمْرَةِ وَ يَحُضُّ عَلَى اَلْجِهَادِ وَ يَأْثَرُ عَلَى اَلْبِرِّ وَ عَلَى صِلَةِ اَلْأَرْحَامِ وَ يَقْضِي حُقُوقَ إِخْوَانِهِ وَ يُوَاسِيهِمْ مِنْ مَالِهِ، وَ يَتَجَنَّبُ شُرْبَ اَلْخَمْرِ وَ اَلزِّنَا وَ اَللِّوَاطَ وَ سَائِرَ اَلْفَوَاحِشِ فَمِمَّ ذَلِكَ وَ لِمَ ذَاكَ فَسِّرْهُ لِي يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ بَرْهِنْهُ وَ بَيِّنْهُ فَقَدْ وَ اَللَّهِ كَثُرَ فِكْرِي وَ أَسْهَرَ لَيْلِي وَ ضَاقَ ذَرْعِي قَالَ: فَتَبَسَّمَ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ خُذْ إِلَيْكَ بَيَاناً شَافِياً فِيمَا سَأَلْتَ وَ عِلْماً مَكْنُوناً مِنْ خَزَائِنِ عِلْمِ اَللَّهِ وَ سِرِّهِ، أَخْبِرْنِي يَا إِبْرَاهِيمُ كَيْفَ تَجِدُ اِعْتِقَادَهُمَا؟ قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَجِدُ مُحِبِّيكُمْ وَ شِيعَتَكُمْ عَلَى مَا فِيهِ مِمَّا وَصَفْتُهُ مِنْ أَفْعَالِهِمْ لَوْ أُعْطِيَ أَحَدُهُمْ مَا بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَ اَلْمَغْرِبِ ذَهَباً وَ فِضَّةً أَنْ يَزُولَ عَنْ وَلاَيَتِكُمْ لَمَا فَعَلَ وَ لاَ عَنْ مَحَبَّتِكُمْ إِلَى مُوَالاَةِ غَيْرِكُمْ وَ إِلَى مَحَبَّتِهِمْ مَا زَالَ، وَ لَوْ ضُرِبَتْ خَيَاشِيمُهُ بِالسُّيُوفِ فِيكُمْ وَ لَوْ قُتِلَ فِيكُمْ مَا اِرْتَدَعَ وَ لاَ رَجَعَ مِنْ مَحَبَّتِكُمْ وَ وَلاَيَتِكُمْ، وَ أَرَى اَلنَّاصِبَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِمَّا وَصَفْتُهُ مِنْ أَفْعَالِهِمْ لَوْ أُعْطِيَ أَحَدُهُمْ مَا بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَ اَلْمَغْرِبِ ذَهَباً وَ فِضَّةً أَنْ يَزُولَ عَنْ مَحَبَّةِ اَلطَّوَاغِيتِ وَ مُوَالاَتِهِمْ إِلَى مُوَالاَتِكُمْ مَا فَعَلَ وَ لاَ زَالَ وَ لَوْ ضُرِبَتْ خَيَاشِيمُهُ بِالسُّيُوفِ فِيهِمْ، وَ لَوْ قُتِلَ فِيهِمْ مَا اِرْتَدَعَ وَ لاَ رَجَعَ وَ إِذَا سَمِعَ أَحَدُهُمْ مَنْقَبَةً لَكُمْ وَ فَضْلاً اِشْمَأَزَّ مِنْ ذَلِكَ وَ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَ رُئِيَ كَرَاهَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَ بُغْضاً لَكُمْ وَ مَحَبَّةً لَهُمْ، قَالَ: فَتَبَسَّمَ اَلْبَاقِرُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ ثُمَّ قَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ هَاهُنَا هَلَكَتِ اَلْعَامِلَةُ اَلنَّاصِبَةُ تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً `تُسْقىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ ، وَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ قَدِمْنٰا إِلىٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنٰاهُ هَبٰاءً مَنْثُوراً» وَيْحَكَ يَا إِبْرَاهِيمُ أَ تَدْرِي مَا اَلسَّبَبُ وَ اَلْقِصَّةُ فِي ذَلِكَ وَ مَا اَلَّذِي قَدْ خَفِيَ عَلَى اَلنَّاسِ مِنْهُ قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَبَيِّنْهُ لِي وَ اِشْرَحْهُ وَ بَرْهِنْهُ قَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ عَالِماً قَدِيماً خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ لاَ مِنْ شَيْءٍ، وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ اَلْأَشْيَاءَ مِنْ شَيْءٍ فَقَدْ كَفَرَ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ اَلشَّيْءُ اَلَّذِي خَلَقَ مِنْهُ اَلْأَشْيَاءَ قَدِيماً مَعَهُ فِي أَزَلِيَّتِهِ وَ هُوِيَّتِهِ كَانَ ذَلِكَ اَلشَّيْءُ أَزَلِيّاً، بَلْ خَلَقَ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْأَشْيَاءَ كُلَّهَا لاَ مِنْ شَيْءٍ وَ مِمَّا خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْضاً طَيِّبَةً ثُمَّ فَجَّرَ مِنْهَا مَاءً عَذْباً زُلاَلاً، فَعَرَضَ عَلَيْهَا وَلاَيَتَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَقَبِلَتْهَا، فَأَجْرَى ذَلِكَ اَلْمَاءَ عَلَيْهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ حَتَّى طَبَّقَهَا وَ عَمَّهَا ثُمَّ نَضَبَ ذَلِكَ اَلْمَاءُ عَنْهَا فَأَخَذَ مِنْ صَفْوَةِ ذَلِكَ اَلطِّينِ طِيناً فَجَعَلَهُ طِينَ اَلْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ اَلسَّلاَمُ ، ثُمَّ أَخَذَ ثُفْلَ ذَلِكَ اَلطِّينِ فَخَلَقَ مِنْهُ شِيعَتَنَا وَ لَوْ تَرَكَ طِينَكُمْ يَا إِبْرَاهِيمُ كَمَا تَرَكَ طِينَنَا لَكُنْتُمْ وَ نَحْنُ شَيْئاً وَاحِداً، قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَمَا فَعَلَ بِطِينَتِنَا؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ يَا إِبْرَاهِيمُ ، خَلَقَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْضاً سَبِخَةً خَبِيثَةً مُنْتِنَةً، ثُمَّ فَجَّرَ مِنْهَا مَاءً أُجَاجاً آسِناً مَالِحاً فَعَرَضَ عَلَيْهَا وَلاَيَتَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ فَلَمْ تَقْبَلْهَا، فَأَجْرَى ذَلِكَ اَلْمَاءَ عَلَيْهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ حَتَّى طَبَّقَهَا وَ عَمَّهَا، ثُمَّ نَضَبَ ذَلِكَ اَلْمَاءُ عَنْهَا ثُمَّ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ فَخَلَقَ مِنْهُ اَلطُّغَاةَ وَ أَئِمَّتَهُمْ، ثُمَّ مَزَجَهُ بِثُفْلِ طِينَتِكُمْ وَ لَوْ تَرَكَ طِينَتَهُمْ عَلَى حَالِهِ وَ لَمْ يَمْزُجْ بِطِينَتِكُمْ لَمْ يَشْهَدُوا اَلشَّهَادَتَيْنِ وَ لاَ صَلَّوْا وَ لاَ صَامُوا وَ لاَ زَكَّوْا وَ لاَ حَجُّوا وَ لاَ أَدَّوْا أَمَانَةً وَ لاَ أَشْبَهُوكُمْ فِي اَلصُّوَرِ، وَ لَيْسَ شَيْءٌ أَكْبَرَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِ أَنْ يَرَى صُورَةَ عَدُوِّهِ مِثْلَ صُورَتِهِ، قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَمَا صَنَعَ بِالطِّينَتَيْنِ؟ قَالَ: مَزَجَ بَيْنَهُمَا بِالْمَاءِ اَلْأَوَّلِ وَ اَلْمَاءِ اَلثَّانِي ثُمَّ عَرَكَهُمَا عَرْكَ اَلْأَدِيمِ، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ قَبْضَةً فَقَالَ: هَذِهِ إِلَى اَلْجَنَّةِ وَ لاَ أُبَالِي، وَ أَخَذَ قَبْضَةً أُخْرَى وَ قَالَ: هَذِهِ إِلَى اَلنَّارِ وَ لاَ أُبَالِي، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا فَوَقَعَ مِنْ سِنْخِ اَلْمُؤْمِنِ وَ طِينَتِهِ عَلَى سِنْخِ اَلْكَافِرِ وَ طِينَتِهِ، وَ وَقَعَ مِنْ سِنْخِ اَلْكَافِرِ وَ طِينَتِهِ عَلَى سِنْخِ اَلْمُؤْمِنِ وَ طِينَتِهِ، فَمَا رَأَيْتَهُ مِنْ شِيعَتِنَا مِنْ زِنًا أَوْ لِوَاطٍ أَوْ تَرْكِ صَلاَةٍ أَوْ صِيَامٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ جِهَادٍ أَوْ جِنَايَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ مِنْ هَذِهِ اَلْكَبَائِرِ فَهُوَ مِنْ طِينَةِ اَلنَّاصِبِ وَ عُنْصُرِهِ اَلَّذِي قَدْ مُزِجَ فِيهِ، لِأَنَّ مِنْ سِنْخِ اَلنَّاصِبِ وَ عُنْصُرِهِ وَ طِينَتِهِ اِكْتِسَابَ اَلْمَآثِمِ وَ اَلْفَوَاحِشِ وَ اَلْكَبَائِرِ، وَ مَا رَأَيْتَ مِنَ اَلنَّاصِبِ وَ مُوَاظَبَتِهِ عَلَى اَلصَّلاَةِ وَ اَلصِّيَامِ وَ اَلزَّكَاةِ وَ اَلْحَجِّ وَ اَلْجِهَادِ وَ أَبْوَابِ اَلْبِرِّ فَهُوَ مِنْ طِينَةِ اَلْمُؤْمِنِ وَ سِنْخِهِ اَلَّذِي قَدْ مُزِجَ فِيهِ، لِأَنَّ مِنْ سِنْخِ اَلْمُؤْمِنِ وَ عُنْصُرِهِ وَ طِينَتِهِ اِكْتِسَابَ اَلْحَسَنَاتِ وَ اِشْتِغَالَ اَلْخَيْرِ وَ اِجْتِنَابَ اَلْمَآثِمِ، فَإِذَا عُرِضَتْ هَذِهِ اَلْأَعْمَالُ كُلُّهَا عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ: أَنَا [اَللَّهُ] عَدْلٌ لاَ أَجُورُ، وَ مُنْصِفٌ لاَ أَظْلِمُ، وَ حَكَمٌ لاَ أَحِيفُ وَ لاَ أَمِيلُ وَ لاَ أَشْطُطُ، أَلْحِقُوا اَلْأَعْمَالَ اَلسَّيِّئَةَ اَلَّتِي اِجْتَرَحَهَا اَلْمُؤْمِنُ بِسِنْخِ اَلنَّاصِبِ وَ طِينَتِهِ، وَ أَلْحِقُوا اَلْأَعْمَالَ اَلْحَسَنَةَ اَلَّتِي اِكْتَسَبَهَا اَلنَّاصِبُ بِسِنْخِ اَلْمُؤْمِنِ وَ طِينَتِهِ، رُدُّوهَا كُلَّهَا إِلَى أَصْلِهَا، فَإِنِّي أَنَا اَللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا عَالِمُ اَلسِّرِّ وَ أَخْفَى وَ أَنَا اَلْمُطَّلِعُ عَلَى قُلُوبِ عِبَادِي لاَ أَحِيفُ وَ لاَ أَظْلِمُ وَ لاَ أُلْزِمُ أَحَداً إِلاَّ مَا عَرَفْتُهُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَهُ. ثُمَّ قَالَ اَلْبَاقِرُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، يَا إِبْرَاهِيمُ اِقْرَأْ هَذِهِ اَلْآيَةَ قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ أَيَّةَ آيَةٍ؟ قَالَ: قَوْلَهُ تَعَالَى: «قٰالَ مَعٰاذَ اَللّٰهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاّٰ مَنْ وَجَدْنٰا مَتٰاعَنٰا عِنْدَهُ إِنّٰا إِذاً لَظٰالِمُونَ» هُوَ فِي اَلظَّاهِرِ مَا تَفْهَمُونَهُ، هُوَ وَ اَللَّهِ فِي اَلْبَاطِنِ هَذَا بِعَيْنِهِ يَا إِبْرَاهِيمُ ، إِنَّ لِلْقُرْآنِ ظَاهِراً وَ بَاطِناً وَ مُحْكَماً وَ مُتَشَابِهاً وَ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي يَا إِبْرَاهِيمُ عَنِ اَلشَّمْسِ إِذَا طَلَعَتْ وَ بَدَا شُعَاعُهَا فِي اَلْبُلْدَانِ أَ هُوَ بَائِنٌ مِنَ اَلْقُرْصِ؟ قُلْتُ: فِي حَالِ طُلُوعِهِ بَائِنٌ، قَالَ: أَ لَيْسَ إِذَا غَابَتِ اَلشَّمْسُ اِتَّصَلَ ذَلِكَ يَعُودُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَى سِنْخِهِ وَ جَوْهَرِهِ وَ أَصْلِهِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ نَزَعَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ طِينَةَ اَلنَّاصِبِ مَعَ أَثْقَالِهِ وَ أَوْزَارِهِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِ، فَيُلْحِقُهَا كُلَّهَا بِالنَّاصِبِ ، وَ يَنْزِعُ سِنْخَ اَلْمُؤْمِنِ وَ طِينَتَهُ مَعَ حَسَنَاتِهِ وَ أَبْوَابِ بِرِّهِ وَ اِجْتِهَادِهِ مِنَ اَلنَّاصِبِ فَيُلْحِقُهَا كُلَّهَا بِالْمُؤْمِنِ أَ فَتَرَى هَاهُنَا ظُلْماً أَوْ عُدْوَاناً؟ قُلْتُ: لاَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ ، قَالَ: هَذَا وَ اَللَّهِ اَلْقَضَاءُ اَلْفَاصِلُ وَ اَلْحُكْمُ اَلْقَاطِعُ وَ اَلْعَدْلُ اَلْبَيِّنُ لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ هَذَا يَا إِبْرَاهِيمُ ، اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَ لاَ تَكُنْ مِنَ اَلْمُمْتَرِينَ، هَذَا مِنْ حُكْمِ اَلْمَلَكُوتِ قُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ وَ مَا حُكْمُ اَلْمَلَكُوتِ؟ قَالَ: حُكْمُ اَللَّهِ وَ حُكْمُ أَنْبِيَائِهِ، وَ قِصَّةُ 52اَلْخَضِرِ وَ مُوسَى عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ حِينَ اِسْتَصْحَبَهُ، فَقَالَ: «إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً `وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلىٰ مٰا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً» اِفْهَمْ يَا إِبْرَاهِيمُ وَ اِعْقِلْ. أَنْكَرَ 32مُوسَى عَلَى 52اَلْخَضِرِ وَ اِسْتَفْظَعَ أَفْعَالَهُ حَتَّى قَالَ لَهُ 52اَلْخَضِرُ : يَا 32مُوسَى «مٰا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي» إِنَّمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، مِنْ هَذَا، وَيْحَكَ يَا إِبْرَاهِيمُ قُرْآنٌ يُتْلَى وَ أَخْبَارٌ تُؤْثَرُ عَنِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ رَدَّ مِنْهَا حَرْفاً فَقَدْ كَفَرَ وَ أَشْرَكَ وَ رَدَّ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. قَالَ اَللَّيْثِيُّ : فَكَأَنِّي لَمْ أَعْقِلِ اَلْآيَاتِ وَ أَنَا أَقْرَأُهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلاَّ ذَلِكَ اَلْيَوْمَ. فَقُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ مَا أَعْجَبَ هَذَا تُؤْخَذُ حَسَنَاتُ أَعْدَائِكُمْ فَتُرَدُّ عَلَى شِيعَتِكُمْ وَ تُؤْخَذُ سَيِّئَاتُ مُحِبِّيكُمْ فَتُرَدُّ عَلَى مُبْغِضِيكُمْ؟ قَالَ: إِي وَ اَللَّهِ اَلَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَالِقُ اَلْحَبَّةِ وَ بَارِئُ اَلنَّسَمَةِ وَ فَاطِرُ اَلْأَرْضِ وَ اَلسَّمَاءِ، مَا أَخْبَرْتُكَ وَ لاَ أَنْبَأْتُكَ إِلاَّ بِالصِّدْقِ، وَ مَا ظَلَمَهُمُ اَللَّهُ وَ مَا اَللَّهُ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ، وَ إِنَّ مَا أَخْبَرْتُكَ لَمَوْجُودٌ فِي اَلْقُرْآنِ كُلَّهُ قُلْتُ: هَذَا بِعَيْنِهِ، يُوجَدُ فِي اَلْقِرَانِ ؟ قَالَ: نَعَمْ يُوجَدُ فِي أَكْثَرَ مِنَ ثَلاَثِينَ مَوْضِعاً فِي اَلْقُرْآنِ ، أَ تُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ ذَلِكَ عَلَيْكَ قُلْتُ: بَلَى يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَقَالَ: قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ قٰالَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّبِعُوا سَبِيلَنٰا وَ لْنَحْمِلْ خَطٰايٰاكُمْ وَ مٰا هُمْ بِحٰامِلِينَ مِنْ خَطٰايٰاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ `وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقٰالَهُمْ وَ أَثْقٰالاً مَعَ أَثْقٰالِهِمْ» اَلْآيَةَ أَزِيدُكَ يَا إِبْرَاهِيمُ ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ . قَالَ: «لِيَحْمِلُوا أَوْزٰارَهُمْ كٰامِلَةً يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ مِنْ أَوْزٰارِ اَلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاٰ سٰاءَ مٰا يَزِرُونَ» . أَ تُحِبُّ أَنْ أَزِيدَكَ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ قَالَ: «فَأُوْلٰئِكَ يُبَدِّلُ اَللّٰهُ سَيِّئٰاتِهِمْ حَسَنٰاتٍ وَ كٰانَ اَللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً» يُبَدِّلُ اَللَّهُ سَيِّئَاتِ شِيعَتِنَا حَسَنَاتٍ، وَ يُبَدِّلُ اَللَّهُ حَسَنَاتِ أَعْدَائِنَا سَيِّئَاتٍ، وَ جَلاَلِ اَللَّهِ وَ وَجْهِ اَللَّهِ إِنَّ هَذَا لَمِنْ عَدْلِهِ وَ اِنْصَافِهِ لاَ رَادَّ لِقَضَائِهِ وَ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ، وَ اَلْحَدِيثُ طَوِيلٌ أَخَذْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ اَلْحَاجَةِ .
قال معاذ الله ان ناخذ الا من وجدنا متاعنا عنده انا اذا لظالمون یقول ان اخذنا غیر الذی وجدنا متاعنا عنده انا اذا نفعل ما لیس لنا فعله و نجور علی الناس
قالوا یا ایها العزیز ان له ابا شیخا کبیرا فخذ احدنا مکانه انا نراک من المحسنین قال معاذ الله ان ناخذ الا من وجدنا متاعنا عنده انا اذا لظالمون قال یوسف اذا اتیتم اباکم فاقرءوه السلام و قولوا له ان ملک مصر یدعو لک ان لا تموت حتی تری ابنک یوسف حتی یعلم ان فی ارض مصر صدیقین مثله