السورة
اسم السورة
الکتاب0
القرن0
المذهب0
الفئات0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓرۚ كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ1
أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرࣱ وَبَشِيرࣱ2
وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلࣲ فَضۡلَهُۥۖ وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمࣲ كَبِيرٍ3
إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرٌ4
أَلَآ إِنَّهُمۡ يَثۡنُونَ صُدُورَهُمۡ لِيَسۡتَخۡفُواْ مِنۡهُۚ أَلَا حِينَ يَسۡتَغۡشُونَ ثِيَابَهُمۡ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ5
وَمَا مِن دَآبَّةࣲ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزۡقُهَا وَيَعۡلَمُ مُسۡتَقَرَّهَا وَمُسۡتَوۡدَعَهَاۚ كُلࣱّ فِي كِتَٰبࣲ مُّبِينࣲ6
وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامࣲ وَكَانَ عَرۡشُهُۥ عَلَى ٱلۡمَآءِ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلࣰاۗ وَلَئِن قُلۡتَ إِنَّكُم مَّبۡعُوثُونَ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡمَوۡتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرࣱ مُّبِينࣱ7
وَلَئِنۡ أَخَّرۡنَا عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابَ إِلَىٰٓ أُمَّةࣲ مَّعۡدُودَةࣲ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحۡبِسُهُۥٓۗ أَلَا يَوۡمَ يَأۡتِيهِمۡ لَيۡسَ مَصۡرُوفًا عَنۡهُمۡ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ8
وَلَئِنۡ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةࣰ ثُمَّ نَزَعۡنَٰهَا مِنۡهُ إِنَّهُۥ لَيَـُٔوسࣱ كَفُورࣱ9
وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ نَعۡمَآءَ بَعۡدَ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّـَٔاتُ عَنِّيٓۚ إِنَّهُۥ لَفَرِحࣱ فَخُورٌ10
إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُم مَّغۡفِرَةࣱ وَأَجۡرࣱ كَبِيرࣱ11
فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرࣱۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ وَكِيلٌ12
أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرࣲ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتࣲ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ13
فَإِلَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلۡمِ ٱللَّهِ وَأَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ14
مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ15
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلࣱ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ16
أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةࣲ مِّن رَّبِّهِۦ وَيَتۡلُوهُ شَاهِدࣱ مِّنۡهُ وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامࣰا وَرَحۡمَةًۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ مِنَ ٱلۡأَحۡزَابِ فَٱلنَّارُ مَوۡعِدُهُۥۚ فَلَا تَكُ فِي مِرۡيَةࣲ مِّنۡهُۚ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ17
وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يُعۡرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ وَيَقُولُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ هَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ18
ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجࣰا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ19
أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يَكُونُواْ مُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَۘ يُضَٰعَفُ لَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ مَا كَانُواْ يَسۡتَطِيعُونَ ٱلسَّمۡعَ وَمَا كَانُواْ يُبۡصِرُونَ20
أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ21
لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ22
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَأَخۡبَتُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ23
مَثَلُ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ كَٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡأَصَمِّ وَٱلۡبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِۚ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ24
وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦٓ إِنِّي لَكُمۡ نَذِيرࣱ مُّبِينٌ25
أَن لَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ أَلِيمࣲ26
فَقَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ مَا نَرَىٰكَ إِلَّا بَشَرࣰا مِّثۡلَنَا وَمَا نَرَىٰكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِينَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلِۭ بَلۡ نَظُنُّكُمۡ كَٰذِبِينَ27
قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةࣲ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي رَحۡمَةࣰ مِّنۡ عِندِهِۦ فَعُمِّيَتۡ عَلَيۡكُمۡ أَنُلۡزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمۡ لَهَا كَٰرِهُونَ28
وَيَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مَالًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۚ وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْۚ إِنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمࣰا تَجۡهَلُونَ29
وَيَٰقَوۡمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمۡۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ30
وَلَآ أَقُولُ لَكُمۡ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ وَلَآ أَقُولُ إِنِّي مَلَكࣱ وَلَآ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزۡدَرِيٓ أَعۡيُنُكُمۡ لَن يُؤۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيۡرًاۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا فِيٓ أَنفُسِهِمۡ إِنِّيٓ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ31
قَالُواْ يَٰنُوحُ قَدۡ جَٰدَلۡتَنَا فَأَكۡثَرۡتَ جِدَٰلَنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ32
قَالَ إِنَّمَا يَأۡتِيكُم بِهِ ٱللَّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ33
وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ34
أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَعَلَيَّ إِجۡرَامِي وَأَنَا۠ بَرِيٓءࣱ مِّمَّا تُجۡرِمُونَ35
وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُۥ لَن يُؤۡمِنَ مِن قَوۡمِكَ إِلَّا مَن قَدۡ ءَامَنَ فَلَا تَبۡتَئِسۡ بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ36
وَٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا وَوَحۡيِنَا وَلَا تُخَٰطِبۡنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ37
وَيَصۡنَعُ ٱلۡفُلۡكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيۡهِ مَلَأࣱ مِّن قَوۡمِهِۦ سَخِرُواْ مِنۡهُۚ قَالَ إِن تَسۡخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسۡخَرُ مِنكُمۡ كَمَا تَسۡخَرُونَ38
فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن يَأۡتِيهِ عَذَابࣱ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابࣱ مُّقِيمٌ39
حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِيهَا مِن كُلࣲّ زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَآ ءَامَنَ مَعَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلࣱ40
وَقَالَ ٱرۡكَبُواْ فِيهَا بِسۡمِ ٱللَّهِ مَجۡرٜىٰهَا وَمُرۡسَىٰهَآۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورࣱ رَّحِيمࣱ41
وَهِيَ تَجۡرِي بِهِمۡ فِي مَوۡجࣲ كَٱلۡجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُۥ وَكَانَ فِي مَعۡزِلࣲ يَٰبُنَيَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ42
قَالَ سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلࣲ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ43
وَقِيلَ يَـٰٓأَرۡضُ ٱبۡلَعِي مَآءَكِ وَيَٰسَمَآءُ أَقۡلِعِي وَغِيضَ ٱلۡمَآءُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِيِّۖ وَقِيلَ بُعۡدࣰا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ44
وَنَادَىٰ نُوحࣱ رَّبَّهُۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي مِنۡ أَهۡلِي وَإِنَّ وَعۡدَكَ ٱلۡحَقُّ وَأَنتَ أَحۡكَمُ ٱلۡحَٰكِمِينَ45
قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحࣲۖ فَلَا تَسۡـَٔلۡنِ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّيٓ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ46
قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمࣱۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ47
قِيلَ يَٰنُوحُ ٱهۡبِطۡ بِسَلَٰمࣲ مِّنَّا وَبَرَكَٰتٍ عَلَيۡكَ وَعَلَىٰٓ أُمَمࣲ مِّمَّن مَّعَكَۚ وَأُمَمࣱ سَنُمَتِّعُهُمۡ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمࣱ48
تِلۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهَآ إِلَيۡكَۖ مَا كُنتَ تَعۡلَمُهَآ أَنتَ وَلَا قَوۡمُكَ مِن قَبۡلِ هَٰذَاۖ فَٱصۡبِرۡۖ إِنَّ ٱلۡعَٰقِبَةَ لِلۡمُتَّقِينَ49
وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودࣰاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۖ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُفۡتَرُونَ50
يَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ51
وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارࣰا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ مُجۡرِمِينَ52
قَالُواْ يَٰهُودُ مَا جِئۡتَنَا بِبَيِّنَةࣲ وَمَا نَحۡنُ بِتَارِكِيٓ ءَالِهَتِنَا عَن قَوۡلِكَ وَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِينَ53
إِن نَّقُولُ إِلَّا ٱعۡتَرَىٰكَ بَعۡضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءࣲۗ قَالَ إِنِّيٓ أُشۡهِدُ ٱللَّهَ وَٱشۡهَدُوٓاْ أَنِّي بَرِيٓءࣱ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ54
مِن دُونِهِۦۖ فَكِيدُونِي جَمِيعࣰا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ55
إِنِّي تَوَكَّلۡتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمۚ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ56
فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَيَسۡتَخۡلِفُ رَبِّي قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّونَهُۥ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظࣱ57
وَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا هُودࣰا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَنَجَّيۡنَٰهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِيظࣲ58
وَتِلۡكَ عَادࣱۖ جَحَدُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡاْ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدࣲ59
وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا لَعۡنَةࣰ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ عَادࣰا كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدࣰا لِّعَادࣲ قَوۡمِ هُودࣲ60
وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحࣰاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱسۡتَعۡمَرَكُمۡ فِيهَا فَٱسۡتَغۡفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبࣱ مُّجِيبࣱ61
قَالُواْ يَٰصَٰلِحُ قَدۡ كُنتَ فِينَا مَرۡجُوࣰّا قَبۡلَ هَٰذَآۖ أَتَنۡهَىٰنَآ أَن نَّعۡبُدَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكࣲّ مِّمَّا تَدۡعُونَآ إِلَيۡهِ مُرِيبࣲ62
قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةࣲ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي مِنۡهُ رَحۡمَةࣰ فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنۡ عَصَيۡتُهُۥۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيۡرَ تَخۡسِيرࣲ63
وَيَٰقَوۡمِ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمۡ ءَايَةࣰۖ فَذَرُوهَا تَأۡكُلۡ فِيٓ أَرۡضِ ٱللَّهِۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءࣲ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابࣱ قَرِيبࣱ64
فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمۡ ثَلَٰثَةَ أَيَّامࣲۖ ذَٰلِكَ وَعۡدٌ غَيۡرُ مَكۡذُوبࣲ65
فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا صَٰلِحࣰا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَمِنۡ خِزۡيِ يَوۡمِئِذٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ66
وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيۡحَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دِيَٰرِهِمۡ جَٰثِمِينَ67
كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَآ إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدࣰا لِّثَمُودَ68
وَلَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَٰهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُواْ سَلَٰمࣰاۖ قَالَ سَلَٰمࣱۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذࣲ69
فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَهُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَكِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةࣰۚ قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطࣲ70
وَٱمۡرَأَتُهُۥ قَآئِمَةࣱ فَضَحِكَتۡ فَبَشَّرۡنَٰهَا بِإِسۡحَٰقَ وَمِن وَرَآءِ إِسۡحَٰقَ يَعۡقُوبَ71
قَالَتۡ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ ءَأَلِدُ وَأَنَا۠ عَجُوزࣱ وَهَٰذَا بَعۡلِي شَيۡخًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عَجِيبࣱ72
قَالُوٓاْ أَتَعۡجَبِينَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَٰتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِيدࣱ مَّجِيدࣱ73
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنۡ إِبۡرَٰهِيمَ ٱلرَّوۡعُ وَجَآءَتۡهُ ٱلۡبُشۡرَىٰ يُجَٰدِلُنَا فِي قَوۡمِ لُوطٍ74
إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّـٰهࣱ مُّنِيبࣱ75
يَـٰٓإِبۡرَٰهِيمُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَآۖ إِنَّهُۥ قَدۡ جَآءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَإِنَّهُمۡ ءَاتِيهِمۡ عَذَابٌ غَيۡرُ مَرۡدُودࣲ76
وَلَمَّا جَآءَتۡ رُسُلُنَا لُوطࣰا سِيٓءَ بِهِمۡ وَضَاقَ بِهِمۡ ذَرۡعࣰا وَقَالَ هَٰذَا يَوۡمٌ عَصِيبࣱ77
وَجَآءَهُۥ قَوۡمُهُۥ يُهۡرَعُونَ إِلَيۡهِ وَمِن قَبۡلُ كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ هَـٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطۡهَرُ لَكُمۡۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُخۡزُونِ فِي ضَيۡفِيٓۖ أَلَيۡسَ مِنكُمۡ رَجُلࣱ رَّشِيدࣱ78
قَالُواْ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنۡ حَقࣲّ وَإِنَّكَ لَتَعۡلَمُ مَا نُرِيدُ79
قَالَ لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنࣲ شَدِيدࣲ80
قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعࣲ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبࣲ81
فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةࣰ مِّن سِجِّيلࣲ مَّنضُودࣲ82
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَۖ وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِبَعِيدࣲ83
وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبࣰاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ وَلَا تَنقُصُواْ ٱلۡمِكۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَۖ إِنِّيٓ أَرَىٰكُم بِخَيۡرࣲ وَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمࣲ مُّحِيطࣲ84
وَيَٰقَوۡمِ أَوۡفُواْ ٱلۡمِكۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ85
بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَۚ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِحَفِيظࣲ86
قَالُواْ يَٰشُعَيۡبُ أَصَلَوٰتُكَ تَأۡمُرُكَ أَن نَّتۡرُكَ مَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَآ أَوۡ أَن نَّفۡعَلَ فِيٓ أَمۡوَٰلِنَا مَا نَشَـٰٓؤُاْۖ إِنَّكَ لَأَنتَ ٱلۡحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ87
قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةࣲ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَنࣰاۚ وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَىٰكُمۡ عَنۡهُۚ إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ88
وَيَٰقَوۡمِ لَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شِقَاقِيٓ أَن يُصِيبَكُم مِّثۡلُ مَآ أَصَابَ قَوۡمَ نُوحٍ أَوۡ قَوۡمَ هُودٍ أَوۡ قَوۡمَ صَٰلِحࣲۚ وَمَا قَوۡمُ لُوطࣲ مِّنكُم بِبَعِيدࣲ89
وَٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمࣱ وَدُودࣱ90
قَالُواْ يَٰشُعَيۡبُ مَا نَفۡقَهُ كَثِيرࣰا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَىٰكَ فِينَا ضَعِيفࣰاۖ وَلَوۡلَا رَهۡطُكَ لَرَجَمۡنَٰكَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡنَا بِعَزِيزࣲ91
قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَهۡطِيٓ أَعَزُّ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذۡتُمُوهُ وَرَآءَكُمۡ ظِهۡرِيًّاۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ مُحِيطࣱ92
وَيَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلࣱۖ سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن يَأۡتِيهِ عَذَابࣱ يُخۡزِيهِ وَمَنۡ هُوَ كَٰذِبࣱۖ وَٱرۡتَقِبُوٓاْ إِنِّي مَعَكُمۡ رَقِيبࣱ93
وَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا شُعَيۡبࣰا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيۡحَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دِيَٰرِهِمۡ جَٰثِمِينَ94
كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَا بُعۡدࣰا لِّمَدۡيَنَ كَمَا بَعِدَتۡ ثَمُودُ95
وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنࣲ مُّبِينٍ96
إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ فَٱتَّبَعُوٓاْ أَمۡرَ فِرۡعَوۡنَۖ وَمَآ أَمۡرُ فِرۡعَوۡنَ بِرَشِيدࣲ97
يَقۡدُمُ قَوۡمَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَأَوۡرَدَهُمُ ٱلنَّارَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡوِرۡدُ ٱلۡمَوۡرُودُ98
وَأُتۡبِعُواْ فِي هَٰذِهِۦ لَعۡنَةࣰ وَيَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ بِئۡسَ ٱلرِّفۡدُ ٱلۡمَرۡفُودُ99
ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡقُرَىٰ نَقُصُّهُۥ عَلَيۡكَۖ مِنۡهَا قَآئِمࣱ وَحَصِيدࣱ100
وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡۖ فَمَآ أَغۡنَتۡ عَنۡهُمۡ ءَالِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيۡءࣲ لَّمَّا جَآءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَمَا زَادُوهُمۡ غَيۡرَ تَتۡبِيبࣲ101
وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ أَلِيمࣱ شَدِيدٌ102
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰ لِّمَنۡ خَافَ عَذَابَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمࣱ مَّجۡمُوعࣱ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوۡمࣱ مَّشۡهُودࣱ103
وَمَا نُؤَخِّرُهُۥٓ إِلَّا لِأَجَلࣲ مَّعۡدُودࣲ104
يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ فَمِنۡهُمۡ شَقِيࣱّ وَسَعِيدࣱ105
فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرࣱ وَشَهِيقٌ106
خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالࣱ لِّمَا يُرِيدُ107
وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۖ عَطَآءً غَيۡرَ مَجۡذُوذࣲ108
فَلَا تَكُ فِي مِرۡيَةࣲ مِّمَّا يَعۡبُدُ هَـٰٓؤُلَآءِۚ مَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعۡبُدُ ءَابَآؤُهُم مِّن قَبۡلُۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمۡ نَصِيبَهُمۡ غَيۡرَ مَنقُوصࣲ109
وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِيهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةࣱ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِي شَكࣲّ مِّنۡهُ مُرِيبࣲ110
وَإِنَّ كُلࣰّا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمۡ رَبُّكَ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ إِنَّهُۥ بِمَا يَعۡمَلُونَ خَبِيرࣱ111
فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرࣱ112
وَلَا تَرۡكَنُوٓاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ113
وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفࣰا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّـٰكِرِينَ114
وَٱصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ115
فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةࣲ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلࣰا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِينَ116
وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ بِظُلۡمࣲ وَأَهۡلُهَا مُصۡلِحُونَ117
وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةࣰ وَٰحِدَةࣰۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ118
إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ119
وَكُلࣰّا نَّقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَۚ وَجَآءَكَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَقُّ وَمَوۡعِظَةࣱ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ120
وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَٰمِلُونَ121
وَٱنتَظِرُوٓاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ122
وَلِلَّهِ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ123
الترجمة
التفسير
الحديث
المفردات
الأعلام والأسماء
المواضيع
الإعراب
الآيات المتعلقة
الآيات في الكتب
العرض حسب الکتاب
الکتاب
البرهان في تفسير القرآن2
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور2
ترجمة تفسیر روایي البرهان2
ترجمة تفسير القمي1
تفسير الصافي1
تفسير العيّاشي1
تفسير القمي1
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب1
تفسير نور الثقلين1
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)1
القرن
القرن الثاني عشر6
القرن الثالث2
القرن العاشر2
2
القرن الرابع1
المذهب
شيعي10
سني3
نوع الحديث
تفسیري13
تم العثور على 13 مورد
البرهان في تفسير القرآن

23,14,53940 / _2 اَلْعَيَّاشِيُّ‌ : عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ‌ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «إِنَّ رَسُولَ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) سَأَلَ جَبْرَئِيلَ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): كَيْفَ كَانَ مَهْلِكُ قَوْمِ 23صَالِحٍ‌ ؟ فَقَالَ‌: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ 23صَالِحاً بُعِثَ إِلَى قَوْمِهِ وَ هُوَ اِبْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً‌، فَلَبِثَ فِيهِمْ حَتَّى بَلَغَ عِشْرِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ لاَ يُجِيبُونَهُ إِلَى خَيْرٍ قَالَ‌: وَ كَانَ لَهُمْ سَبْعُونَ صَنَماً يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اَللَّهِ‌، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مِنْهُمْ‌، قَالَ‌: يَا قَوْمِ‌، إِنِّي قَدْ بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ‌، وَ أَنَا اِبْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً‌، وَ قَدْ بَلَغْتُ‌ عِشْرِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ‌، وَ أَنَا أَعْرِضُ عَلَيْكُمْ أَمْرَيْنِ‌، إِنْ شِئْتُمْ فَسَلُونِي حَتَّى أَسْأَلَ إِلَهِي فَيُجِيبَكُمْ فِيمَا تَسْأَلُونِي، وَ إِنْ‌ شِئْتُمْ سَأَلْتُ آلِهَتَكُمْ‌، فَإِنْ أَجَابَتْنِي بِالَّذِي أَسْأَلُهَا خَرَجْتُ عَنْكُمْ‌، فَقَدْ شَنَأْتُكُمْ وَ شَنَأْتُمُونِي . فَقَالُوا: قَدْ أَنْصَفْتَ‌، يَا 23صَالِحُ‌ . فَاتَّعَدُوا لِيَوْمٍ يَخْرُجُونَ فِيهِ‌». قَالَ‌: «فَخَرَجُوا بِأَصْنَامِهِمْ إِلَى ظَهْرِهِمْ‌، ثُمَّ قَرَّبُوا طَعَامَهُمْ وَ شَرَابَهُمْ‌، فَأَكَلُوا وَ شَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ فَرَغُوا دَعَوْهُ‌، فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ ، سَلْ‌. فَدَعَا 23صَالِحٌ‌ كَبِيرَ أَصْنَامِهِمْ‌، فَقَالَ‌: مَا اِسْمُ هَذَا؟ فَأَخْبَرُوهُ بِاسْمِهِ‌، فَنَادَاهُ بِاسْمِهِ‌، فَلَمْ يُجِبْ‌، فَقَالَ 23صَالِحٌ‌ : فَمَا لَهُ لاَ يُجِيبُ؟ فَقَالُوا لَهُ‌: اُدْعُ غَيْرَهُ‌. فَدَعَاهَا كُلَّهَا بِأَسْمَائِهَا، فَلَمْ يُجِبْهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ‌، فَقَالَ‌: يَا قَوْمِ‌، قَدْ تَرَوْنَ‌، قَدْ دَعَوْتُ أَصْنَامَكُمْ فَلَمْ يُجِبْنِي وَاحِدٌ مِنْهُمْ‌، فَسَلُونِي حَتَّى أَدْعُوَ إِلَهِي فَيُجِيبَكُمُ اَلسَّاعَةَ‌. فَأَقْبَلُوا عَلَى أَصْنَامِهِمْ‌، فَقَالُوا لَهَا: مَا بَالُكُنَّ لاَ تُجِبْنَ 23صَالِحاً ؟ فَلَمْ‌ تُجِبْ‌، فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ ، تَنَحَّ عَنَّا وَ دَعْنَا وَ أَصْنَامَنَا قَلِيلاً قَالَ‌: ثُمَّ نَحَّوْا بُسُطَهُمْ وَ فُرُشَهُمْ وَ نَحَّوْا ثِيَابَهُمْ وَ تَمَرَّغُوا عَلَى اَلتُّرَابِ‌، وَ طَرَحُوا اَلتُّرَابَ عَلَى رُءُوسِهِمْ‌، وَ قَالُوا لِأَصْنَامِهِمْ‌: لَئِنْ لَمْ تُجِبْنَ 23صَالِحاً اَلْيَوْمَ لَنَفْضَحَنَّ‌ ». قَالَ‌: «ثُمَّ دَعَوْهُ‌، فَقَالُوا يَا 23صَالِحُ‌ ، تَعَالَ فَاسْأَلْهَا، فَعَادَ فَسَأَلَهَا فَلَمْ تُجِبْهُ فَقَالُوا: إِنَّمَا أَرَادَ 23صَالِحٌ‌ أَنْ تُجِيبَهُ وَ تُكَلِّمَهُ‌ بِالْجَوَابِ قَالَ‌: فَقَالَ لَهُمْ‌: يَا قَوْمِ‌، هُوَ ذَا تَرَوْنَ قَدْ ذَهَبَ اَلنَّهَارُ، وَ لاَ أَرَى آلِهَتَكُمْ تُجِيبُنِي، فَسَلُونِي حَتَّى أَدْعُوَ إِلَهِي فَيُجِيبَكُمُ اَلسَّاعَةَ قَالَ‌: فَانْتَدَبَ لَهُ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلاً، مِنْ كُبَرَائِهِمْ وَ عُظَمَائِهِمْ وَ اَلْمَنْظُورِ إِلَيْهِمْ مِنْهُمْ‌، فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ ، نَحْنُ نَسْأَلُكَ‌. قَالَ‌: فَكُلُّ هَؤُلاَءِ يَرْضَوْنَ بِكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ‌، فَإنْ أَجَابُوكَ هَؤُلاَءِ أَجَبْنَاكَ‌. قَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ ، نَحْنُ‌ نَسْأَلُكَ‌، فَإِنْ أَجَابَكَ رَبُّكَ اِتَّبَعْنَاكَ وَ أَجَبْنَاكَ‌، وَ بَايَعَكَ‌ جَمِيعُ أَهْلِ قَرْيَتِنَا. فَقَالَ لَهُمْ 23صَالِحٌ‌ : سَلُونِي مَا شِئْتُمْ‌. فَقَالُوا: اِنْطَلِقْ بِنَا إِلَى هَذَا اَلْجَبَلِ وَ كَانَ جَبَلٌ قَرِيبٌ مِنْهُ حَتَّى نَسْأَلَكَ عِنْدَهُ‌». قَالَ‌: «فَانْطَلَقَ وَ اِنْطَلَقُوا مَعَهُ‌، فَلَمَّا اِنْتَهَوْا إِلَى اَلْجَبَلِ قَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ ، اِسْأَلْ رَبَّكَ أَنْ يُخْرِجَ لَنَا اَلسَّاعَةَ مِنْ هَذَا اَلْجَبَلِ نَاقَةً حَمْرَاءَ شَقْرَاءَ وَبْرَاءَ عَشْرَاءَ‌ وَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ : حَمْرَاءَ شَقْرَاءَ‌ بَيْنَ جَنْبَيْهَا مِيلٌ قَالَ‌: قَدْ سَأَلْتُمُونِي شَيْئاً يَعْظُمُ عَلَيَّ وَ يَهُونُ عَلَى رَبِّي. فَسَأَلَ اَللَّهَ ذَلِكَ‌، فَانْصَدَعَ اَلْجَبَلُ صَدْعاً كَادَتْ تَطِيرُ مِنْهُ اَلْعُقُولُ لَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ قَالَ وَ اِضْطَرَبَ اَلْجَبَلُ كَمَا تَضْطَرِبُ اَلْمَرْأَةُ عِنْدَ اَلْمَخَاضِ‌، ثُمَّ لَمْ يَفْجَأْهُمْ‌ إِلاَّ وَ رَأْسُهَا قَدْ طَلَعَ‌ عَلَيْهِمْ مِنْ ذَلِكَ اَلصَّدْعِ‌، فَمَا اِسْتَتَمَّتْ رَقَبَتُهَا حَتَّى اِجْتَرَّتْ‌ ، ثُمَّ خَرَجَ سَائِرُ جَسَدِهَا، ثُمَّ اِسْتَوَتْ عَلَى اَلْأَرْضِ‌ قَائِمَةً‌، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ ، مَا أَسْرَعَ مَا أَجَابَكَ رَبُّكَ‌! فَسَلْهُ أَنْ يُخْرِجَ لَنَا فَصِيلَهَا». قَالَ‌: «فَسَأَلَ اَللَّهَ ذَلِكَ‌، فَرَمَتْ بِهِ فَدَبَّ حَوْلَهَا، فَقَالَ لَهُمْ‌: يَا قَوْمِ‌، أَ بَقِيَ شَيْ‌ءٌ؟ قَالُوا: لاَ اِنْطَلِقْ بِنَا إِلَى قَوْمِنَا نُخْبِرْهُمْ مَا رَأَيْنَا وَ يُؤْمِنُوا بِكَ‌». قَالَ‌: «فَرَجَعُوا، فَلَمْ يَبْلُغِ اَلسَّبْعُونَ رَجُلاً إِلَيْهِمْ حَتَّى اِرْتَدَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَ سِتُّونَ رَجُلاً فَقَالُوا: سَحَرَ، وَ ثَبَتَ اَلسِّتَّةُ‌، وَ قَالُوا: اَلْحَقُّ مَا رَأَيْنَا قَالَ فَكَثُرَ كَلاَمُ اَلْقَوْمِ وَ رَجَعُوا مُكَذِّبِينَ إِلاَّ اَلسِّتَّةُ‌، ثُمَّ اِرْتَابَ مِنَ اَلسِّتَّةِ وَاحِدٌ، فَكَانَ فِيمَنْ‌ عَقَرَهَا». وَ زَادَ مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ‌: قَالَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ رَأَى اَلْجَبَلَ اَلَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ بِالشَّامِ‌ ، فَرَأَى جَنْبَهَا قَدْ حَكَّ اَلْجَبَلَ‌، فَأَثَّرَ جَنْبُهَا فِيهِ‌، وَ جَبَلٌ آخَرُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ هَذَا اَلْجَبَلِ مِيلٌ‌.

البرهان في تفسير القرآن

23,14,55132 / _3 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ‌ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ‌ ، عَنْ‌ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: قَالَ‌: «إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) سَأَلَ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) كَيْفَ كَانَ مَهْلِكُ قَوْمِ‌ 23صَالِحٍ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)؟ فَقَالَ‌: يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ 23صَالِحاً بُعِثَ إِلَى قَوْمِهِ وَ هُوَ اِبْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً‌، فَلَبِثَ فِيهِمْ حَتَّى بَلَغَ عِشْرِينَ‌ وَ مِائَةَ سَنَةٍ‌، لاَ يُجِيبُونَهُ إِلَى خَيْرٍ، قَالَ‌: وَ كَانَ لَهُمْ سَبْعُونَ صَنَماً يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اَللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مِنْهُمْ‌، قَالَ‌: يَا قَوْمِ‌، بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ وَ أَنَا اِبْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً‌، وَ قَدْ بَلَغْتُ عِشْرِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ‌، وَ أَنَا أَعْرِضُ عَلَيْكُمْ أَمْرَيْنِ‌: إِنْ‌ شِئْتُمْ فَاسْأَلُونِي حَتَّى أَسْأَلَ إِلَهِي فَيُجِيبَكُمْ فِيمَا سَأَلْتُمُونِي؛ اَلسَّاعَةَ‌، وَ إِنْ شِئْتُمْ سَأَلْتُ آلِهَتَكُمْ‌، فَإِنْ أَجَابَتْنِي بِالَّذِي سَأَلْتُ خَرَجْتُ عَنْكُمْ‌، فَقَدْ سَئِمْتُكُمْ وَ سَئِمْتُمُونِي. قَالُوا: لَقَدْ أَنْصَفْتَ‌، يَا 23صَالِحُ‌ . فَاتَّعَدُوا لِيَوْمٍ يَخْرُجُونَ فِيهِ‌، قَالَ‌: فَخَرَجُوا بِأَصْنَامِهِمْ إِلَى ظَهْرِهِمْ‌، ثُمَّ قَرَّبُوا طَعَامَهُمْ وَ شَرَابَهُمْ فَأَكَلُوا وَ شَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ فَرَغُوا دَعَوْهُ‌، فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ اِسْأَلْ‌، فَقَالَ لِكَبِيرِهِمْ‌: مَا اِسْمُ هَذَا؟ قَالُوا: فُلاَنٌ‌. فَقَالَ لَهُ 23صَالِحٌ‌ : يَا فُلاَنُ‌، أَجِبْ‌. فَلَمْ يُجِبْهُ‌، فَقَالَ 23صَالِحٌ‌ : مَا لَهُ لاَ يُجِيبُ؟ قَالُوا: اُدْعُ غَيْرَهُ‌. فَدَعَاهَا كُلَّهَا بِأَسْمَائِهَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنْهَا شَيْ‌ءٌ‌، فَأَقْبَلُوا عَلَى أَصْنَامِهِمْ‌، فَقَالُوا لَهَا: مَا لَكِ لاَ تُجِيبِينَ 23صَالِحاً ؟ فَلَمْ تُجِبْ‌. فَقَالُوا: تَنَحَّ عَنَّا، وَ دَعْنَا وَ آلِهَتَنَا سَاعَةً‌. ثُمَّ نَحَّوْا بُسُطَهُمْ وَ فُرُشَهُمْ‌، وَ نَحَّوْا ثِيَابَهُمْ‌، وَ تَمَرَّغُوا عَلَى اَلتُّرَابِ‌، وَ طَرَحُوا اَلتُّرَابَ عَلَى رُءُوسِهِمْ‌، وَ قَالُوا لِأَصْنَامِهِمْ‌: لَئِنْ لَمْ تُجِبْنَ 23صَالِحاً اَلْيَوْمَ لَيَفْضَحُنَا . قَالَ‌: ثُمَّ دَعَوْهُ فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ ، اُدْعُهَا. فَدَعَاهَا فَلَمْ تُجِبْهُ‌. فَقَالَ لَهُمْ‌: يَا قَوْمِ‌، قَدْ ذَهَبَ صَدْرُ اَلنَّهَارِ، وَ لاَ أَرَى آلِهَتَكُمْ تُجِيبُنِي، فَاسْأَلُونِي حَتَّى أَدْعُوَ إِلَهِي فَيُجِيبَكُمُ‌ اَلسَّاعَةَ فَانْتَدَبَ لَهُ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلاً مِنْ كُبَرَائِهِمْ وَ اَلْمَنْظُورِ إِلَيْهِمْ مِنْهُمْ‌، فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ ، نَحْنُ نَسْأَلُكَ‌، فَإِنْ أَجَابَكَ‌ رَبُّكَ اِتَّبَعْنَاكَ وَ أَجَبْنَاكَ‌، وَ يُبَايِعُكَ جَمِيعُ أَهْلِ قَرْيَتِنَا. فَقَالَ لَهُمْ 23صَالِحٌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : سَلُونِي مَا شِئْتُمْ‌. فَقَالُوا: تَقَدَّمْ بِنَا إِلَى هَذَا اَلْجَبَلِ‌. وَ كَانَ اَلْجَبَلُ قَرِيباً مِنْهُمْ‌، فَانْطَلَقَ‌ مَعَهُمْ 23صَالِحٌ‌ ، فَلَمَّا اِنْتَهَوْا إِلَى اَلْجَبَلِ‌، قَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ ، اُدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِنْ هَذَا اَلْجَبَلِ اَلسَّاعَةَ نَاقَةً حَمْرَاءَ شَقْرَاءَ‌ وَبْرَاءَ عُشَرَاءَ‌، بَيْنَ جَنْبَيْهَا مِيلٌ‌ ، فَقَالَ لَهُمْ 23صَالِحٌ‌ : قَدْ سَأَلْتُمُونِي شَيْئاً يَعْظُمُ عَلَيَّ وَ يَهُونُ عَلَى رَبِّي جَلَّ وَ عَزَّ وَ تَعَالَى. قَالَ‌: فَسَأَلَ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى 23صَالِحٌ‌ ذَلِكَ‌، فَانْصَدَعَ اَلْجَبَلُ صَدْعاً كَادَتْ تَطِيرُ مِنْهُ عُقُولُهُمْ لَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ‌، ثُمَّ اِضْطَرَبَ ذَلِكَ اَلْجَبَلُ اِضْطِرَاباً شَدِيداً، كَالْمَرْأَةِ إِذَا أَخَذَهَا اَلْمَخَاضُ‌، ثُمَّ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ رَأْسُهَا قَدْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ‌ ذَلِكَ اَلصَّدْعِ‌، فَمَا اُسْتُتِمَّتْ رَقَبَتُهَا حَتَّى اِجْتَرَّتْ‌، ثُمَّ خَرَجَ سَائِرُ جَسَدِهَا، ثُمَّ اِسْتَوَتْ قَائِمَةً عَلَى اَلْأَرْضِ‌، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ‌، قَالُوا يَا 23صَالِحُ‌ ، مَا أَسْرَعَ مَا أَجَابَكَ رَبُّكَ‌! اُدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا فَصِيلَهَا، فَسَأَلَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ‌، فَرَمَتْ بِهِ‌، فَدَبَّ‌ حَوْلَهَا. فَقَالَ لَهُمْ‌: يَا قَوْمِ‌، أَ بَقِيَ شَيْ‌ءٌ قَالُوا: لاَ، اِنْطَلِقْ بِنَا إِلَى قَوْمِنَا نُخْبِرُهُمْ بِمَا رَأَيْنَا وَ يُؤْمِنُونَ بِكَ‌. قَالَ‌: فَرَجَعُوا، فَلَمْ‌ يَبْلُغِ اَلسَّبْعُونَ إِلَيْهِمْ حَتَّى اِرْتَدَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَ سِتُّونَ رَجُلاً، قَالُوا: سِحْرٌ وَ كَذِبٌ‌. قَالَ‌: فَانْتَهُوا إِلَى اَلْجَمِيعِ‌، فَقَالَ اَلسِّتَّةُ‌: حَقٌّ‌، وَ قَالَ اَلْجَمِيعُ‌: كَذِبٌ وَ سِحْرٌ، قَالَ‌: فَانْصَرَفُوا عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ اِرْتَابَ مِنَ اَلسِّتَّةِ وَاحِدٌ، فَكَانَ فِيمَنْ عَقَرَهَا». قَالَ اِبْنُ مَحْبُوبٍ‌ : فَحَدَّثْتُ بِهَذَا اَلْحَدِيثِ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِنَا، يُقَالُ لَهُ‌: سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ رَأَى اَلْجَبَلَ اَلَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ بِالشَّامِ‌ ، قَالَ‌: فَرَأَيْتُ جَنْبَهَا قَدْ حَكَّ اَلْجَبَلَ فَأَثَّرَ جَنْبُهَا فِيهِ‌، وَ جَبَلٌ آخَرُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ هَذَا مِيلٌ‌.

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و أبو الشيخ عن مجاهد فَمٰا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ يقول ما تزدادون أنتم الا خسارا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن عطاء الخراساني فَمٰا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ قال ما تزيدونني بما تصنعون الا شرا لكم و خسرانا تخسرونه

ترجمة تفسير القمي

وَ إِلىٰ ثَمُودَ أَخٰاهُمْ صٰالِحاً قٰالَ يٰا قَوْمِ اُعْبُدُوا اَللّٰهَ مٰا لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ اَلْأَرْضِ وَ اِسْتَعْمَرَكُمْ فِيهٰا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ‌ تا وَ إِنَّنٰا لَفِي شَكٍّ مِمّٰا تَدْعُونٰا إِلَيْهِ مُرِيبٍ‌

ترجمة تفسیر روایي البرهان

2)عياشى:از ابو حمزه ثمالى،از امام باقر عليه السلام روايت كرده است كه فرمود:همانا رسول خدا صلى اللّه عليه و آله و سلم از جبرئيل عليه السلام پرسيد: قوم صالح چگونه به هلاكت رسيدند؟فرمود:اى محمد!همانا صالح شانزده‌ساله بود كه در ميان قومش برانگيخته شد.در ميان آنان زندگى كرد تا اينكه به سن صد و بيست سال رسيد.اما آنان دعوت او را اجابت نكردند.فرمودند:و آنان هفتاد بت داشتند كه آنها را مى‌پرستيدند و از پرستش خدا روى‌گردان بودند و اعراض مى‌كردند و هنگامى كه صالح رفتار آنان را ديد،گفت:اى قوم!من به‌سوى شما...

ترجمة تفسیر روایي البرهان

3)محمد بن يعقوب از على بن ابراهيم،از پدرش،از حسن بن محبوب،از ابو حمزه،از امام باقر عليه السّلام روايت كرده است كه فرمود:رسول خدا صلّى اللّه عليه و آله از جبرئيل چگونگى هلاك قوم صالح عليه السّلام را سؤال كرد.جبرئيل گفت:صالح در شانزده‌سالگى در ميان قوم خود به پيامبرى مبعوث شد،در ميان آنان بود تا به سن صدوبيست‌سالگى رسيد،اما مردم،دعوت او را استجابت نمى‌كردند.آنان هفتاد بت داشتند كه آنها را به جاى خداوند متعال مى‌پرستيدند. وقتى صالح چنان ديد،به قومش گفت:اى قوم!من در سن شانزده‌سالگى در ميان شما به...

تفسير الصافي

23,14,5 في الكافي عن الباقر عليه السلام : أنّ رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم سأل جبرئيل عليه السلام كيف كان مهلك قوم 23صالح ؟ فقال يا محمّد أنّ 23صالحاً بعث إلى قومه و هو ابن ستّ عشرة سنة فلبث فيهم حتّى بلغ عشرين و مائة سنة لا يجيبونه الى خير قال و كان لهم سبعون صنماً يعبدونها من دون اللّٰه فلما رأى ذلك منهم قال يا قوم إنّي بعثت إليكم و أنا ابن ستّ عشرة سنة و قد بلغت عشرين و مائة سنة و أنا أعرض عليكم أمرين إن شئتم فاسألوني حتّى أسأل إلهي فيجيبكم فيما سألتموني الساعة و ان شئتم سألت آلهتكم فان أجابتني بالذي أسألها خرجت عنكم فقد سئمتكم و سئمتموني فقالوا قد أنصفت يا 23صالح فاتعدوا ليوم يخرجون فيه قال فخرجوا بأصنامهم الى ظهرهم ثمّ قربوا طعامهم و شرابهم فأكلوا و شربوا فلما ان فرغوا دعوه و قالوا يا 23صالح سل فقال لكبيرهم ما اسم هذا؟ قالوا فلان.

فقال له 23صالح يا فلان أجب فلم يجبه فقال 23صالح ما له لا يجيب قالوا ادع غيره قال فدعاه كلها بأسمائها فلم يجبه منها شيء فأقبلوا على أصنامهم فقالوا لها ما لك لا تجيبين 23صالحاً فلم تجب فقالوا تنحّ عنّا و دعنا و آلهتنا ساعة ثمّ نحّوا بسطهم و فرشهم و نحّوا ثيابهم و تمّرغوا على التراب و طرحوا التراب على رؤوسهم و قالوا لأصنامهم لئن لم تجيبي 23صالحاً اليوم لنفضحنّ قال ثمّ دعوه فقالوا يا 23صالح ادعها فدعاها فلم تجبه.

فقال لهم: يا قوم قد ذهب صدر النهار و لا أرى آلهتكم تجيبني فاسألوني حتّى أدعوا إلهي فيجيبكم الساعة فانتدب له منهم سبعون رجلاً من كبرائهم و المنظور إليهم منهم فقالوا يا 23صالح نحن نسألك فان أجابك ربّك اتبعناك و أجبناك و يبايعك جميع أهل قريتنا.

فقال لهم 23صالح سلوني ما شئتم فقالوا تقدم بنا الى هذا الجبل و كان الجبل قريباً منهم فانطلق معهم 23صالح فلمّا انتهوا الى الجبل قالوا يا 23صالح ادع لنا ربّك يخرج لنا من هذا الجبل الساعة ناقة حمراء شقراء و بَرْاء و عَشْراء بين جنبيها ميل فقال لهم 23صالح لقد سألتموني شيئاً يعظم عليّ و يهون على ربّي تعالى.

قال: فسأل اللّٰه تعالى 23صالح ذٰلك فانصدع الجبل صدعاً كادت تطير منه عقولهم لما سمعوا ذٰلك ثمّ اضطرب ذلك الجبل اضطراباً شديداً كالمرأة إذا أخذها المخاض ثمّ لم يفجأهم الا رأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع فما استتمّت رقبتها حتّى اجترت ثمّ خرج سائر جسدها ثمّ استوت قائمة على الأرض فلما رأوا ذلك قالوا يا 23صالح ما أسرع ما أجابك ربك ادع لنا ربّك يخرج لنا فصيلها فسأل اللّٰه ذلك فرمت به فدب حولها.

فقال لهم يا قوم أبقي شيء؟ قالوا لا انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا و هم يؤمنون بك.

قال فرجعوا فلم يبلغ السبعون إليهم حتّى ارتد منهم أربعة و ستون رجلاً و قالوا سحر و كذب.

قال فانتهوا إلى الجميع و قال الستة حقّ و قال الجميع سِحر و كذب.

قال فانصرفوا على ذلك ثمّ ارتاب من الستّة واحد فكان فيمن عقرها، قال الرّاوي فحدثت بهذا الحديث رجلاً من أصحابنا يقال له سعيد بن يزيد فأخبرني أنّه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام فرأيت جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه و جبل آخر بينه و بين هذا ميل.

تفسير العيّاشي

23,14,554 عَنْ أَبِي حَمْزَةَ اَلثُّمَالِيِّ‌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ قَالَ‌: إِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ سَأَلَ جَبْرَئِيلَ‌ : كَيْفَ كَانَ مَهْلِكُ قَوْمِ 23صَالِحٍ‌ فَقَالَ‌: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ 23صَالِحاً بُعِثَ إِلَى قَوْمِهِ وَ هُوَ اِبْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً فَلَبِثَ فِيهِمْ حَتَّى بَلَغَ عِشْرِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ لاَ يُجِيبُوهُ إِلَى خَيْرٍ، قَالَ‌: وَ كَانَ لَهُمْ سَبْعُونَ صَنَماً يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اَللَّهِ‌، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مِنْهُمْ قَالَ‌: يَا قَوْمِ إِنِّي قَدْ بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ وَ أَنَا اِبْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً‌، وَ قَدْ بَلَغْتُ عِشْرِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ‌، وَ أَنَا أَعْرِضُ‌ عَلَيْكُمْ أَمْرَيْنِ إِنْ شِئْتُمْ فَسَلُونِي حَتَّى أَسْأَلَ إِلَهِي فَيُجِيبَكُمْ فِيمَا تَسْأَلُونِي، وَ إِنْ شِئْتُ‌ سَأَلْتُ آلِهَتَكُمْ فَأَجَابَتْنِي بِالَّذِي أَسْأَلُهَا خَرَجْتُ عَنْكُمْ فَقَدْ شَنِئْتُكُمْ وَ شَنِئْتُمُونِي فَقَالُوا: قَدْ أَنْصَفْتَ يَا 23صَالِحُ‌ فَاتَّعَدُوا لِيَوْمٍ يَخْرُجُونَ فِيهِ‌، قَالَ‌: فَخَرَجُوا بِأَصْنَامِهِمْ‌ إِلَى ظَهْرِهِمْ‌، ثُمَّ قَرَّبُوا طَعَامَهُمْ وَ شَرَابَهُمْ فَأَكَلُوا وَ شَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ فَرَغُوا دَعَوْهُ‌ فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ سَلْ فَدَعَا 23صَالِحٌ‌ كَبِيرَ أَصْنَامِهِمْ فَقَالَ‌: مَا اِسْمُ هَذَا فَأَخْبَرُوهُ بِاسْمِهِ‌، فَنَادَاهُ بِاسْمِهِ فَلَمْ يُجِبْ فَقَالَ 23صَالِحٌ‌ . مَا لَهُ لاَ يُجِيبُ فَقَالُوا: لَهُ اُدْعُ غَيْرَهُ فَدَعَاهَا كُلَّهَا بِأَسْمَائِهَا فَلَمْ يُجِبْهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَقَالَ‌: يَا قَوْمِ قَدْ تَرَوْنَ قَدْ دَعَوْتُ أَصْنَامَكُمْ فَلَمْ يُجِبْنِي وَاحِدٌ مِنْهُمْ‌ فَسَلُونِي حَتَّى أَدْعُوَ إِلَهِي فَيُجِيبَكُمُ اَلسَّاعَةَ‌، فَأَقْبَلُوا عَلَى أَصْنَامِهِمْ فَقَالُوا لَهَا: مَا بَالُكُمْ‌ لاَ تُجِبْنَ 23صَالِحاً فَلَمْ تُجِبْ‌، فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ تَنَحَّ عَنَّا وَ دَعْنَا وَ أَصْنَامَنَا قَلِيلاً، قَالَ‌: فَرَمَوْا بِتِلْكَ اَلْبُسُطِ اَلَّتِي بَسَطُوهَا وَ بِتِلْكَ اَلْآنِيَةِ وَ تَمَرَّغُوا فِي اَلتُّرَابِ‌ وَ قَالُوا لَهَا: لَئِنْ لَمْ تُجِبْنَ 23صَالِحاً اَلْيَوْمَ لَنَفْضَحَنَّ قَالَ ثُمَّ دَعَوْهُ فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ تَعَالَ فَسَلْهَا فَعَادَ فَسَأَلَهَا فَلَمْ تُجِبْهُ‌، فَقَالَ‌: إِنَّمَا أَرَادَ 23صَالِحٌ‌ أَنْ تُجِيبَهُ وَ تُكَلِّمَهُ بِالْجَوَابِ‌، قَالَ‌: فَقَالَ لَهُمْ‌: يَا قَوْمِ هُوَ ذَا تَرَوْنَ قَدْ ذَهَبَ [صَدْرُ] اَلنَّهَارِ وَ لاَ أَرَى آلِهَتَكُمْ تُجِيبُنِي فَسَلُونِي حَتَّى أَدْعُوَ إِلَهِي فَيُجِيبَكُمُ اَلسَّاعَةَ‌، قَالَ‌: فَانْتَدَبَ لَهُ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلاً مِنْ كُبَرَائِهِمْ وَ عُظَمَائِهِمْ وَ اَلْمَنْظُورِ إِلَيْهِمْ مِنْهُمْ فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ نَحْنُ نَسْأَلُكَ‌، قَالَ‌: فَكُلُّ هَؤُلاَءِ يَرْضَوْنَ‌ بِكُمْ قَالُوا: نَعَمْ فَإِنْ أَجَابُوكَ هَؤُلاَءِ أَجَبْنَاكَ‌، قَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ نَحْنُ نَسْأَلُكَ فَإِنْ أَجَابَكَ‌ رَبُّكَ تَبِعْنَاكَ وَ أَجَبْنَاكَ وَ تَابَعَكَ جَمِيعُ أَهْلِ قَرْيَتِنَا فَقَالَ لَهُمْ 23صَالِحٌ‌ : سَلُونِي مَا شِئْتُمْ‌، فَقَالُوا: اِنْطَلِقْ بِنَا إِلَى هَذَا اَلْجَبَلِ وَ كَانَ اَلْجَبَلَ جَبَلٌ قَرِيبٌ مِنْهُ حَتَّى نَسْأَلُكَ عِنْدَهُ قَالَ‌: فَانْطَلَقَ [مَعَهُمْ 23اَلصَّالِحُ‌ ] فَانْطَلَقُوا مَعَهُ‌، فَلَمَّا اِنْتَهَوْا إِلَى اَلْجَبَلِ قَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ سَلْ رَبَّكَ‌ أَنْ يُخْرِجَ لَنَا اَلسَّاعَةَ مِنْ هَذَا اَلْجَبَلِ نَاقَةً حَمْرَاءَ شَقْرَاءَ وَبْرَاءَ عُشَرَاءَ‌ .

تفسير القمي

23,16 وَ أَمَّا قَوْلُهُ‌ وَ إِلىٰ‌ ثَمُودَ أَخٰاهُمْ‌ 23صٰالِحاً قٰالَ يٰا قَوْمِ اُعْبُدُوا اَللّٰهَ مٰا لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ اَلْأَرْضِ‌ وَ اِسْتَعْمَرَكُمْ فِيهٰا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ‌ إِلَى قَوْلِهِ‌ وَ إِنَّنٰا لَفِي شَكٍّ مِمّٰا تَدْعُونٰا إِلَيْهِ مُرِيبٍ‌ فَإِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى بَعَثَ‌ 23صَالِحاً إِلَى ثَمُودَ وَ هُوَ اِبْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً لاَ يُجِيبُوهُ إِلَى خَيْرٍ، وَ كَانَ لَهُمْ سَبْعُونَ صَنَماً يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ‌ اَللَّهِ‌، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مِنْهُمْ قَالَ لَهُمْ يَا قَوْمِ‌، بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ وَ أَنَا اِبْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً‌، وَ قَدْ بَلَغْتُ عِشْرِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ‌، وَ أَنَا أَعْرِضُ عَلَيْكُمْ أَمْرَيْنِ إِنْ شِئْتُمْ‌، فَاسْأَلُونِي مَهْمَا أَرَدْتُمْ حَتَّى أَسْأَلَ إِلَهِي فَيُجِيبَكُمْ‌، وَ إِنْ شِئْتُمْ سَأَلْتُ آلِهَتَكُمْ‌، فَإِنْ أَجَابَتْنِي خَرَجْتُ‌ عَنْكُمْ‌، فَقَالُوا أَنْصَفْتَ فَأَمْهِلْنَا، فَأَقْبَلُوا يَتَعَبَّدُونَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ‌، وَ يَتَمَسَّحُونَ بِالْأَصْنَامِ‌ وَ يَذْبَحُونَ لَهَا، وَ أَخْرَجُوهَا إِلَى سَفْحِ اَلْجَبَلِ وَ أَقْبَلُوا يَتَضَرَّعُونَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا كَانَ اَلْيَوْمُ‌ اَلثَّالِثُ‌، قَالَ لَهُمْ‌ 23صَالِحٌ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ قَدْ طَالَ هَذَا اَلْأَمْرُ، فَقَالُوا لَهُ سَلْ مَنْ شِئْتَ‌، فَدَنَا إِلَى أَكْبَرِ صَنَمٍ لَهُمْ‌، فَقَالَ مَا اِسْمُكَ فَلَمْ يُجِبْهُ‌، فَقَالَ لَهُمْ مَا لَهُ لاَ يُجِيبُنِي قَالُوا لَهُ تَنَحَّ عَنْهُ فَتَنَحَّى عَنْهُ وَ أَقْبَلُوا إِلَيْهِ‌، وَ وَضَعُوا عَلَى رُءُوسِهِمُ اَلتُّرَابَ‌، وَ ضَجُّوا وَ قَالُوا فَضَحْتَنَا وَ نَكَسْتَ رُءُوسَنَا، وَ قَالَ‌ 23صَالِحٌ‌ قَدْ ذَهَبَ اَلنَّهَارُ، فَقَالُوا سَلْهُ فَدَنَا مِنْهُ‌ فَكَلَّمَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ‌، فَبَكَوْا وَ تَضَرَّعُوا حَتَّى فَعَلُوا ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ‌، فَلَمْ يُجِبْهُمْ بِشَيْ‌ءٍ‌، فَقَالُوا إِنَّ هَذَا لاَ يُجِيبُكَ وَ لَكِنَّا نَسْأَلُ إِلَهَكَ‌، فَقَالَ لَهُمْ سَلُوا مَا شِئْتُمْ‌، فَقَالُوا سَلْهُ أَنْ يُخْرِجَ لَنَا مِنْ هَذَا اَلْجَبَلِ‌، نَاقَةً حَمْرَاءَ شَقْرَاءَ عُشَرَاءَ‌، أَيْ حَامِلَةً تَضْرِبُ‌ بِمَنْكِبَيْهَا طَرَفَيِ اَلْجَبَلَيْنِ‌، وَ تُلْقِي فَصِيلَهَا مِنْ سَاعَتِهَا وَ تَدِرُّ لَبَنُهَا، فَقَالَ‌ 23صَالِحٌ‌ إِنَّ اَلَّذِي سَأَلْتُمُونِي عِنْدِي عَظِيمٌ‌، وَ عِنْدَ اَللَّهِ هَيِّنٌ‌، فَقَامَ وَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَجَدَ وَ تَضَرَّعَ‌ إِلَى اَللَّهِ‌، فَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى تَصَدَّعَ اَلْجَبَلُ‌، وَ سَمِعُوا لَهُ دَوِيّاً شَدِيداً، فَفَزِعُوا مِنْهُ‌ وَ كَادُوا أَنْ يَمُوتُوا مِنْهُ‌، فَطَلَعَ رَأْسُ اَلنَّاقَةِ وَ هِيَ تَجْتَرُّ، فَلَمَّا خَرَجَتْ أَلْقَتْ فَصِيلَهَا وَ دَرَّتْ لَبَنُهَا، فَبُهِتُوا وَ قَالُوا قَدْ عَلِمْنَا يَا 23صَالِحُ‌ أَنَّ رَبَّكَ أَعَزُّ وَ أَقْدَرُ مِنْ آلِهَتِنَا اَلَّتِي نَعْبُدُهَا. وَ كَانَ لِقَرْيَتِهِمْ مَاءٌ وَ هِيَ‌ اَلْحِجْرُ اَلَّتِي ذَكَرَهَا اَللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ‌ « كَذَّبَ‌ أَصْحٰابُ‌ اَلْحِجْرِ اَلْمُرْسَلِينَ‌ » فَقَالَ لَهُمْ‌ 23صَالِحٌ‌ لِهَذِهِ اَلنَّاقَةِ شِرْبٌ‌، أَيْ تَشْرَبُ‌ مَاءَكُمْ يَوْماً، وَ تَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَيْكُمْ يَوْماً، وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌« لَهٰا شِرْبٌ‌ وَ لَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ `وَ لاٰ تَمَسُّوهٰا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذٰابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ‌ » فَكَانَتْ تَشْرَبُ مَاءَهُمْ‌ يَوْماً، وَ إِذَا كَانَ مِنَ اَلْغَدِ وَقَفَتْ وَسَطَ قَرْيَتِهِمْ‌، فَلاَ يَبْقَى فِي اَلْقَرْيَةِ أَحَدٌ إِلاَّ حَلَبَ مِنْهَا حَاجَتَهُ‌، وَ كَانَ فِيهِمْ تِسْعَةٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ‌، كَمَا ذَكَرَ اَللَّهُ فِي سُورَةِ‌ 27اَلنَّمْلِ‌ « وَ كٰانَ فِي اَلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ يُصْلِحُونَ‌ » فَعَقُروا اَلنَّاقَةَ وَ رَمَوْهَا حَتَّى قَتَلُوهَا وَ قَتَلُوا اَلْفَصِيلَ‌، فَلَمَّا عَقَرُوا اَلنَّاقَةَ قَالُوا 23لِصَالِحٍ‌ « اِئْتِنٰا بِمٰا تَعِدُنٰا إِنْ كُنْتَ‌ مِنَ اَلْمُرْسَلِينَ‌ » قَالَ‌ 23صَالِحٌ‌ تَمَتَّعُوا فِي دٰارِكُمْ ثَلاٰثَةَ أَيّٰامٍ ذٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ‌ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ وَ عَلاَمَةُ هَلاَكِكُمْ‌، أَنَّهُ تَبْيَضُّ وُجُوهُكُمْ غَداً وَ تَحْمَرُّ بَعْدَ غَدٍ، وَ تَسْوَدُّ فِي اَلْيَوْمِ اَلثَّالِثِ‌، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اَلْغَدِ نَظَرُوا إِلَى وُجُوهِهِمْ‌، وَ قَدِ اِبْيَضَّتْ مِثْلَ اَلْقُطْنِ‌، فَلَمَّا كَانَ اَلْيَوْمُ اَلثَّانِي اِحْمَرَّتْ مِثْلَ اَلدَّمِ‌، فَلَمَّا كَانَ اَلْيَوْمُ اَلثَّالِثُ اِسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ‌، فَبَعَثَ‌ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَ زَلْزَلَةً فَهَلَكُوا، وَ هُوَ قَوْلُهُ‌« فَأَخَذَتْهُمُ اَلرَّجْفَةُ‌ فَأَصْبَحُوا فِي دِيٰارِهِمْ‌ جٰاثِمِينَ‌ » فَمَا تَخَلَّصَ مِنْهُمْ غَيْرُ 23صَالِحٍ‌ وَ قَوْمٍ مُسْتَضْعَفِينَ مُؤْمِنِينَ‌، وَ هُوَ قَوْلُهُ‌ فَلَمّٰا جٰاءَ أَمْرُنٰا نَجَّيْنٰا 23صٰالِحاً إِلَى قَوْلِهِ‌ أَلاٰ إِنَّ‌ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلاٰ بُعْداً لِثَمُودَ .

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

23,14,5 في روضة الكافي : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله سأل جبرئيل عليه السّلام : كيف كان مهلك قوم 23صالح عليه السّلام ؟ فقال: يا محمّد ، إنّ 23صالحا بعث إلى قومه و هو ابن ستّ عشرة سنة. فلبث فيهم حتّى بلغ عشرين و مائة سنة، لا يجيبونه إلى خير. قال: و كان لهم سبعون صنما يعبدونها من دون اللّه. فلمّا رأى ذلك منهم قال: يا قوم بعثت إليكم و أنا ابن ستّ عشرة سنة، و قد بلغت عشرين و مائة سنة. و أنا أعرض عليكم أمرين: إن شئتم فاسألوني، حتّى أسأل إلهي فيجيبكم فيما سألتموني السّاعة. و إن شئتم سألت آلهتكم، فإن أجابتني بالّذي أسألها خرجت عنكم فقد سأمتكم و سأمتموني. فقالوا: قد أنصفت، يا 23صالح . فاتّعدوا ليوم يخرجون فيه. فخرجوا بأصنامهم إلى ظهرهم، ثمّ قرّبوا طعامهم و شرابهم فأكلوا و شربوا. فلمّا أن فرغوا، دعوه. فقالوا: يا 23صالح ، سل. فقال لكبيرهم: ما اسم هذا؟ قالوا: فلان. فقال له 23صالح : يا فلان، أجب. فلم يجبه. فقال 23صالح : ما له لا يجيب‌؟ قالوا: ادع غيره. قال: فدعاها كلّها بأسمائها، فلم يجبه منها شيء. فاقبلوا على أصنامهم، فقالوا لها: ما لك لا تجيبين 23صالحا ؟ فلم تجب. فقالوا: تنحّ عنّا، و دعنا و آلهتنا ساعة. ثمّ نحّوا بسطهم و فرشهم، و نحّوا ثيابهم، و تمرّغوا على التّراب، و طرحوا التّراب على رؤوسهم و قالوا لأصنامهم: لئن لم تجبن 23صالحا اليوم لتفضحنّ‌ قال: ثمّ دعوه. فقالوا: يا 23صالح ، ادعها. فدعاها، فلم تجبه. فقال لهم: يا قوم، قد ذهب صدر النّهار و لا أرى آلهتكم تجيبني، فاسألوني حتّى ادعوا إلهي يجيبكم السّاعة. فانتدب له منهم سبعون رجلا من كبرائهم و المنظور إليهم منهم، فقالوا: يا 23صالح ، نحن نسألك. فإن أجابك ربّك، اتّبعناك و أجبناك و يبايعك جميع أهل قريتنا. فقال لهم 23صالح : سلوني ما شئتم. فقالوا: تقدّم بنا إلى هذا الجبل. و كان الجبل قريبا منهم. فانطلق معهم 23صالح . فلمّا انتهوا إلى الجبل، قالوا: يا 23صالح ، ادع لنا ربّك يخرج لنا من هذا الجبل السّاعة ناقة حمراء شقراء و براء عشراء، بين جبينها ميل. فقال لهم 23صالح : لقد سألتموني شيئا يعظم عليّ و يهون على ربّي تعالى. قال: فسأل اللّه تعالى 23صالح ذلك، فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه عقولهم لمّا سمعوا ذلك. ثمّ اضطرب ذلك الجبل اضطرابا شديدا، كالمرأة إذا أخذها المخاض. ثمّ لم يفجأهم إلاّ رأسها قد طلع عليهم من ذلك الصّدع، فما استتمّت رقبتها حتّى اجترّت. ثمّ خرج سائر جسدها. ثمّ استوت قائمة على الأرض. فلمّا رأوا ذلك، قالوا: يا 23صالح ، ما أسرع ما أجابك ربّك! ادع لنا [ربّك] يخرج لنا فصيلها. فسأل اللّه تعالى ذلك، فرمت به، فدبّ حولها. فقال لهم: يا قوم، أ بقي شيء؟ قالوا: لا، انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا و يؤمنون بك. قال: فرجعوا. فلم يبلغ السّبعون إليهم حتّى ارتدّ منهم أربعة و ستّون رجلا، و قالوا: سحر و كذب. قال: فانتهوا إلى الجميع، فقال السّتّة: حقّ‌. و قال الجميع: سحر و كذب. قال: فانصرفوا على ذلك. ثمّ ارتاب من السّتّة واحد، فكان فيمن عقرها. قال ابن محبوب : فحدّثت بهذا الحديث رجلا من أصحابنا يقال له: سعيد بن يزيد . فأخبرني، أنّه رأى الجبل الّذي منه خرجت بالشّام . قال: فرأيت جنبها قد حكّ الجبل، فأثّر جنبها فيه. و جبل آخر بينه و بين هذا ميل.

تفسير نور الثقلين

23,14,5 188 فِي رَوْضَةِ اَلْكَافِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ عَنْ أَبِيهِ‌ عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ‌ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ‌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ قَالَ قَالَ‌: إِنَّ‌ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ سَأَلَ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ كَيْفَ كَانَ مَهْلِكُ قَوْمِ 23صَالِحٍ‌ ؟ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِنَّ 23صَالِحاً بُعِثَ إِلَى قَوْمِهِ وَ هُوَ اِبْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً فَلَبِثَ فِيهِمْ حَتَّى بَلَغَ عِشْرِينَ وَ مِأَةَ سَنَةٍ لاَ يُجِيبُونَهُ إِلَى خَيْرٍ، قَالَ‌: وَ كَانَ لَهُمْ سَبْعُونَ صَنَماً يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اَللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ‌، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مِنْهُمْ‌ قَالَ‌: يَا قَوْمِ بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ وَ أَنَا اِبْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَ قَدْ بَلَغْتُ مِأَةً وَ عِشْرِينَ سَنَةً وَ أَنَا أَعْرِضُ‌ عَلَيْكُمْ أَمْرَيْنِ إِنْ شِئْتُمْ فَاسْئَلُونِي حَتَّى أَسْئَلَ إِلَهِي فَيُجِيبَكُمْ فِيمَا سَئَلْتُمُونِي اَلسَّاعَةَ‌، وَ إِنْ شِئْتُمْ سَأَلْتُ آلِهَتَكُمْ فَإِنْ أَجَابَتْنِي بِالَّذِي أَسْأَلُهَا خَرَجْتُ عَنْكُمْ فَقَدْ سَئِمْتُكُمْ وَ سَئِمْتُمُونِي قَالُوا: قَدْ أَنْصَفَ يَا 23صَالِحُ‌ فَاتَّعِدُوا لِيَوْمٍ يَخْرُجُونَ فِيهِ‌، قَالَ‌: فَخَرَجُوا بِأَصْنَامِهِمْ‌ إِلَى ظَهْرِهِمْ ثُمَّ قَرَبُوا طَعَامَهُمْ وَ شَرَابَهُمْ فَأَكَلُوا وَ شَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ فَرَغُوا دَعَوْهُ فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ سَلْ فَقَالَ لِكَبِيرِهِمْ‌: مَا اِسْمُ هَذَا؟ قَالُوا: فُلاَنٌ‌، فَقَالَ لَهُ 23صَالِحٌ‌ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ يَا فُلاَنُ أَجِبْ فَلَمْ يُجِبْهُ فَقَالَ 23صَالِحٌ‌ : مَا لَهُ لاَ يُجِيبُ؟ قَالُوا: اُدْعُ غَيْرَهُ‌، قَالَ‌: فَدَعَاهَا كُلَّهَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنْهَا شَيْ‌ءٌ‌، فَأَقْبَلُوا عَلَى أَصْنَامِهِمْ فَقَالُوا لَهَا: مَا لَكِ لاَ تُجِيبِينَ 23صَالِحاً ؟ فَلَمْ تُجِبْ فَقَالُوا تَنَحَّ عَنَّا وَ دَعْنَا وَ آلِهَتَنَا سَاعَةً‌، ثُمَّ نَحَّوْا بُسُطَهُمْ وَ فُرُشَهُمْ وَ نَحَّوْا ثِيَابَهُمْ وَ تَمَرَّغُوا عَلَى اَلتُّرَابِ‌ وَ طَرَحُوا اَلتُّرَابَ عَلَى رُؤُسِهِمْ وَ قَالُوا لِأَصْنَامِهِمْ‌: لَئِنْ لَمْ تُجِبْنَ‌ 23صَالِحاً لَنَفْتَضِحَنَّ‌، قَالَ‌: ثُمَّ دَعَوْهُ فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ اُدْعُهَا فَدَعَاهَا فَلَمْ تُجِبْهُ‌، فَقَالَ لَهُمْ‌: يَا قَوْمِ قَدْ ذَهَبَ صَدْرُ اَلنَّهَارِ وَ لاَ أَرَى آلِهَتَكُمْ تُجِيبُونِّي، فَاسْئَلُونِي حَتَّى أَدْعُوَ إِلَهِى فَيُجِيبَكُمُ اَلسَّاعَةَ‌، فَانْتَدَبَ لَهُ‌ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلاً مِنْهُمْ مِنْ كُبَرَائِهِمْ وَ اَلْمَنْظُورِ إِلَيْهِمْ مِنْهُمْ‌، فَقَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ نَحْنُ نَسْأَلُكَ فَإِنْ أَجَابَكَ رَبُّكَ تَبِعْنَاكَ وَ أَجَبْنَاكَ وَ يُبَايِعُكَ‌ جَمِيعُ أَهْلِ قَرْيَتِنَا، فَقَالَ لَهُمْ 23صَالِحٌ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : سَلُونِي مَا شِئْتُمْ‌، فَقَالُوا: تَقَدَّمْ بِنَا هَذَا اَلْجَبَلَ‌، وَ كَانَ اَلْجَبَلُ قَرِيباً مِنْهُمْ‌، فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ 23صَالِحٌ‌ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَلَمَّا اِنْتَهَوْا إِلَى اَلْجَبَلِ‌ قَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ اُدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِنْ هَذَا اَلْجَبَلِ اَلسَّاعَةَ نَاقَةً حَمْرَاءَ شَقْرَاءَ‌ وَبْرَاءَ عُشَرَاءَ‌ بَيْنَ جَنْبَيْهَا مَيَلٌ‌، فَقَالَ لَهُمْ 23صَالِحٌ‌ : لَقَدْ سَأَلْتُمُونِي شَيْئاً يَعْظُمُ عَلَيَّ وَ يَهُونُ عَلَى رَبِّي جَلَّ وَ عَزَّ وَ قَالَ‌: فَسَأَلَ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ذَلِكَ 23صَالِحٌ‌ ، فَانْصَدَعَ اَلْجَبَلُ‌ صَدْعاً كَادَتْ تَطِيرُ مِنْهُ عُقُولُهُمْ لَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ‌، ثُمَّ اِضْطَرَبَ ذَلِكَ اَلْجَبَلُ اِضْطِرَاباً شَدِيداً كَالْمَرْأَةِ إِذَا أَخَذَهَا اَلْمَخَاضُ‌، ثُمَّ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ رَأْسُهَا قَدْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ ذَلِكَ‌ اَلصَّدْعِ فَمَا اِسْتَتَمَّتْ رَقَبَتُهَا حَتَّى اِجْتَرَّتْ ثُمَّ خَرَجَ سَائِرُ جَسَدِهَا ثُمَّ اِسْتَوَتْ قَائِمَةً عَلَى اَلْأَرْضِ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُوا: يَا 23صَالِحُ‌ مَا أَسْرَعَ مَا أَجَابَكَ رَبُّكَ اُدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا فَصِيلَتَهَا فَسَأَلَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَرَمَتْ بِهِ فَدَبَّ حَوْلَهَا، فَقَالَ لَهُمْ‌: يَا قَوْمِ أَ بَقِيَ شَيْ‌ءٌ؟ قَالُوا: لاَ اِنْطَلِقْ بِنَا إِلَى قَوْمِنَا نُخْبِرُهُمْ بِمَا رَأَيْنَا وَ يُؤْمِنُونَ بِكَ‌، قَالَ‌: فَرَجَعُوا فَلَمْ‌ يَبْلُغِ اَلسَّبْعُونَ إِلَيْهِمْ حَتَّى اِرْتَدَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَ سِتُّونَ رَجُلاً وَ قَالُوا: سِحْرٌ وَ كَذِبٌ‌، قَالَ‌: فَانْتَهَوْا إِلَى اَلْجَمِيعِ فَقَالَ اَلسِّتَّةُ‌: حَقٌّ وَ قَالَ اَلْجَمِيعُ كَذِبٌ وَ سِحْرٌ، فَانْصَرَفُوا عَلَى ذَلِكَ‌ ثُمَّ اِرْتَابَ مِنَ اَلسِّتَّةِ وَاحِدٌ وَ كَانَ فِيمَنْ عَقَرَهَا، قَالَ اِبْنُ مَحْبُوبٍ‌ : فَحَدَّثْتُ بِهَذَا اَلْحَدِيثِ‌ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِنَا يُقَالُ لَهُ سَعْدُ بْنُ يَزِيدَ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ رَأَى اَلْجَبَلَ اَلَّذِي خَرَجَتْ‌ مِنْهُ بِالشَّامِ‌ ، قَالَ فَرَأَيْنَاهَا جَنْبَهَا قَدْ حَكَّ اَلْجَبَلَ‌، فَأَثَّرَ جَنْبُهَا فِيهِ وَ جَبَلٌ آخَرُ بَيْنَهُ‌ وَ بَيْنَ هَذَا مِيلٌ‌.

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

فما تزیدوننی غیر تخسیر یقول ما تزدادون انتم الا خسارا