السورة
اسم السورة
الکتاب0
القرن0
المذهب0
الفئات0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
وَٱلۡعَٰدِيَٰتِ ضَبۡحࣰا1
فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحࣰا2
فَٱلۡمُغِيرَٰتِ صُبۡحࣰا3
فَأَثَرۡنَ بِهِۦ نَقۡعࣰا4
فَوَسَطۡنَ بِهِۦ جَمۡعًا5
إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودࣱ6
وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدࣱ7
وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ8
أَفَلَا يَعۡلَمُ إِذَا بُعۡثِرَ مَا فِي ٱلۡقُبُورِ9
وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ10
إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ يَوۡمَئِذࣲ لَّخَبِيرُۢ11
الترجمة
التفسير
الحديث
المفردات
الأعلام والأسماء
المواضيع
الإعراب
الآيات المتعلقة
الآيات في الكتب
العرض حسب الکتاب
الکتاب
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور2
تفسير نور الثقلين2
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)2
ترجمة تفسير القمي1
ترجمة تفسیر روایي البرهان1
تفسير الصافي1
تفسير القمي1
تفسير فرات الكوفي1
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب1
القرن
القرن الثاني عشر4
3
القرن الثالث2
القرن العاشر2
القرن الرابع1
المذهب
شيعي8
سني4
نوع الحديث
تفسیري12
تم العثور على 12 مورد
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى حاتم عن محمد بن كعب وَ إِنَّهُ عَلىٰ ذٰلِكَ لَشَهِيدٌ قال الإنسان شاهد على نفسه أَ فَلاٰ يَعْلَمُ إِذٰا بُعْثِرَ مٰا فِي اَلْقُبُورِ قال حين يبعثون وَ حُصِّلَ مٰا فِي اَلصُّدُورِ قال أخرج ما في الصدور

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14 و أخرج ابن عساكر من طريق البختري بن عبيد عن أبيه عن أبى هريرة قال قال رجل يا رسول الله ما اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً فاعرض عنه ثم رجع اليه من الغد فقال ما الموريات قَدْحاً فاعرض عنه ثم رجع اليه الثالثة فقال ما المغيرات صُبْحاً فرفع العمامة و القلنسوة عن رأسه بمخصرته فوجده مقرعا رأسه فقال لو وجدتك حالقا رأسك لوضعت الذي فيه عيناك ففزع الملا من قوله فقالوا يا نبى الله و لم قال انه سيكون أناس من أمتي يضربون القرآن بعضه ببعض ليبطلوه و يتبعون ما تشابه و يزعمون ان لهم في أمر ربهم سبيلا و لكل دين مجوس وهم مجوس أمتي و كلاب النار فكأنه يقول هم القدرية قال الذهبي في الميزان البختري ضعفه أبو حاتم واعله غيره و قال أبو نعيم روى عن أبيه موضوعات

ترجمة تفسير القمي

ابو بصير از امام صادق عليه السّلام روايت مى‌كند كه در شان نزول آيات وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً* فَالْمُورِيٰاتِ قَدْحاً فرمودند:اين سوره درباره اهالى وادى يابس نازل شده است. عرض كردم:حال و داستان آنها چه بود؟ امام عليه السّلام فرمود:دوازده هزار نفر مرد جنگجو از اهالى يابس اجتماع نموده و باهم سوگند ياد نمودند كه از يكديگر تخلف نكنند و خوار و ذليل نكند يكى از آنها ديگرى را و فرار نكنند تا آنكه محمد صلّى اللّه عليه و آله و على بن ابى طالب عليه السّلام را بقتل برسانند و يا خودشان تماما كشته...

ترجمة تفسیر روایي البرهان

1)على بن ابراهيم،از جعفر بن احمد،از عبيد اللّه بن موسى،از حسن بن على بن ابى حمزه،از پدرش،از ابو بصير،از حضرت امام جعفر صادق عليه السّلام روايت كرده است كه ايشان درباره كلام خداوند متعال: «وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً، فَالْمُورِيٰاتِ قَدْحاً» فرمود:اين سوره درباره اهل وادى يابس نازل شد.عرض شد: حال و قصّه آنان چه بود؟فرمود:دوازده هزار سوار از اهل وادى يابس گرد هم آمدند و پيمان بستند و هم‌عهد شدند و هم‌رأى شدند كه تا زمانى كه همگى هم سوگند جان دهند،به‌طورى‌كه هيچ‌يك از ديگرى عقب نماند و يكديگر را...

تفسير الصافي

1,14,6 و القمّيّ‌ عنه عليه السلام : انّها نزلت في أهل واد اليابس اجتمعوا اثني عشر الف فارس و تعاقدوا و تعاهدوا و تواثقوا ان لا يتخلّف رجل عن رجل و لا يخذل أحد أحداً و لا يفرّ رجل عن صاحبه حتّى يموتوا كلّهم على حلف واحد و يقتلوا محمّداً صلّى اللّٰه عليه و آله و عليّ بن أبي طالب عليه السلام فنزل جبرئيل فأخبره بقصّتهم و ما تعاقدوا عليه و ما تواثقوا و أمره ان يبعث أبا بكر إليهم في أربعة آلاف فارس من المهاجرين و الأنصار فصعد رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله المنبر فحمد اللّٰه فاثنى عليه ثمّ قال يا معشر المهاجرين و الأنصار انّ جبرئيل قد أخبرني انّ أهل وادي اليابس اثني عشر الفاً قد استعدوا و تعاهدوا و تعاقدوا على أن لا يغدر رجل منهم بصاحبه و لا يفرّ عنه و لا يخذله حتّى يقتلوني و اخي عليّ بن أبي طالب عليه السلام و أمرني ان اسيّر إليهم أبا بكر في أربعة آلاف فارس فخذوا في أمركم و استعدّوا لعدوّكم و انهضوا إليهم على اسم اللّٰه و بركته يوم الاثنين إن شاء اللّٰه فأخذ المسلمون عدّتهم و تهيّؤا و امر رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله أبا بكر بأمره و كان فيما أمره بأنّه إذا رآهم ان يعرض عليهم الإسلام فان تابعوا و الاّ واقفهم فقتل مقاتليهم و سبى ذراريهم و استباح أموالهم و خرّب ضياعهم و ديارهم فمضى أبو بكر و من معه من المهاجرين و الأنصار في أحسن عدّة و أحسن هيئة يسير بهم سيراً رفيقاً حتّى انتهوا الى أهل الوادي اليابس فلمّا بلغ القوم نزولاً عليهم و نزل أبو بكر و أصحابه قريباً منهم خرج عليهم من أهل وادي اليابس مأتا رجل مدجّجين بالسلاح فلمّا صادفوهم قالوا لهم من أنتم و من أين أقبلتم و أين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتّى نكلّمه فخرج عليهم أبو بكر في نفر من أصحابه المسلمين فقال لهم انا أبو بكر صاحب رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله قالوا ما أقدمك علينا قال أمرني رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله ان اعرض عليكم الإسلام و ان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون و لكم ما لهم و عليكم ما عليهم و الاّ فالحرب بيننا و بينكم قالوا له اما و اللاّت و العزّي لو لا رحم ماسّة و قرابة قريبة لقتلناك و جميع أصحابك قتلة تكون حديثاً لمن يكون بعدكم فارجع أنت و من معك و ارتجوا العافية فانّا انّما نريد صاحبكم بعينه و أخاه عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال أبو بكر لأصحابه يا قوم القوم أكثر منكم اضعافاً و اعدّ منكم و قد نأت داركم عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نُعلم رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله بحال القوم فقالوا له جميعاً خالفت يا أبا بكر رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله و ما أمرك به فاتّق اللّٰه و واقع القوم و لا تخالف قول رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله فقال إنّي اعلم ما لا تعلمون و الشّاهد يرى ما لا يرى الغائب فانصرف و انصرف الناس أجمعون فأخبر النبيّ صلّى اللّٰه عليه و آله بمقالة القوم له و ما ردّ عليهم ابو بكر فقال يا أبا بكر خالفت أمري و لم تفعل ما أمرتك فكنت لي و اللّٰه عاصياً فيما أمرتك فقام النبيّ صلّى اللّٰه عليه و آله فصعد المنبر فحمد اللّٰه و أثنى عليه ثمّ قال يا معاشر المسلمين انّي أمرت أبا بكر ان يسير الى أهل وادي اليابس و ان يعرض عليهم الإِسلام و يدعوهم إلى اللّٰه فان أجابوه و الاّ واقفهم و انّه سار إليهم و خرج منهم إليه مأتا رجل فلمّا سمع كلامهم و ما استقبلوه به انتفخ صدره و دخله الرعب منهم و ترك قولي و لم يطع أمري و انّ جبرئيل أمرني عن اللّٰه ان ابعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس فسر يا عمر على اسم اللّٰه و لا تعمل كما عمل أبو بكر أخوك فانّه قد عصى اللّٰه و عصاني و أمره بما امر به أبا بكر فخرج عمر و المهاجرون و الأنصار الذين كانوا مع أبي بكر يقتصد بهم في مسيرتهم حتّى شارف القوم و كان قريباً بحيث يراهم و يرونه و خرج إليهم مأتا رجل فقالوا له و لأصحابه مثل مقالتهم لأبي بكر فانصرف و انصرف الناس معه و كاد ان يطير قلبه ممّا رأى من عدّة القوم و جمعهم و رجع يهرب منهم فنزل جبرئيل و اخبر رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله بما صنع عمر و انّه قد انصرف و انصرف المسلمون معه فصعد النبيّ صلّى اللّٰه عليه و آله المنبر فحمد اللّٰه و أثنى عليه و اخبر بما صنع عمر و ما كان منه و انّه قد انصرف و انصرف المسلمون معه مخالفاً لأمري عاصياً لقولي فقدم عليه فأخبره بمثل ما اخبر به صاحبه فقال له رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله يا عمر عصيت اللّٰه في عرشه و عصيتني و خالفت قولي و عملت برأيك لا قبّح اللّٰه رأيك و انّ جبرئيل قد أمرني ان ابعث عليّ بن أبي طالب عليه السلام في هؤلاء المسلمين و أخبرني انّ اللّٰه يفتح عليه و على أصحابه فدعا عليّاً عليه السلام و أوصاه بما أوصى به أبا بكر و عمر و أصحابه الأربعة آلاف و أخبره انّ اللّٰه سيفتح عليه و على أصحابه فخرج عليّ عليه السلام و معه المهاجرون و الأنصار و سار بهم غير سير أبي بكر و ذلك انّه اعنف بهم في السير حتّى خافوا ان ينقطعوا من التعب و تحفى دوابهم فقال لهم لا تخافوا فانّ رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله قد أمرني بأمر و أخبرني انّ اللّٰه سيفتح عليَّ و عليكم فأبشروا فانّكم على خير و الى خير فطابت نفوسهم و قلوبهم و ساروا على ذلك السير التعب حتّى إذا كانوا قريباً منهم حيث يرونه و يريهم و امر أصحابه ان ينزلوا و سمع أهل وادي اليابس بمقدم عليّ بن أبي طالب عليه السلام و أصحابه فأخرجوا إليهم منهم مأتا رجل شاكين بالسلاح فلمّا رآهم عليّ عليه السلام خرج إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم من أنتم و من أين أنتم و من أين أقبلتم و أين تريدون قال أنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام ابن عمّ رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله و اخوه و رسوله إليكم أدعوكم الى شهادة ان لا إلٰه إلاّ اللّٰه و انّ محمّداً عبده و رسوله و لكم ان أمنتم ما للمسلمين و عليكم ما على المسلمين من خير و شرّ فقالوا له ايّاك أردنا و أنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك و استعدّ للحرب العوان و اعلم انّا قاتلوك و قاتلوا أصحابك و الموعود فيما بيننا و بينك غداً ضحوة و قد اعذرنا فيما بيننا و بينك فقال لهم عليّ عليه السلام ويلكم تهدّدوني بكثرتكم و جمعكم فأنا استعين باللّٰه و ملائكته و المسلمين عليكم و لا حول و لا قوّة الاّ باللّٰه العليّ العظيم فانصرفوا الى مراكزهم و انصرف عليّ‌ الى مركزه فلمّا جنّه اللّيل امر أصحابه ان يحسنوا الى دوابّهم و يقضموا و يُسْرِجوا فلمّا انشقّ عمود الصبح صلّى بالنّاس بغلس ثمّ غار عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتّى وطئهم الخيل فما أدرك آخر أصحابه حتّى قتل مقاتليهم و سبى ذراريهم و استباح أموالهم و خرب ديارهم و أقبل بالأسارى و الأموال معه فنزل جبرئيل و اخبر رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله بما فتح اللّٰه على عليّ عليه السلام و جماعة المسلمين فصعد رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله المنبر فحمد اللّٰه و أثنى عليه و اخبر الناس بما فتح اللّٰه على المسلمين و أعلمهم انّه لم يصب منهم الاّ رجلين و نزل فخرج يستقبل عليّاً عليه السلام في جميع أهل المدينة من المسلمين حتّى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة فلمّا رآه عليّ عليه السلام مقبلاً نزل عن دابته و نزل النبيّ صلّى اللّٰه عليه و آله حتّى التزمه و قبّل ما بين عينيه فنزل جماعة المسلمين الى عليّ عليه السلام حيث نزل رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله و اقبل بالغنيمة و الأسارى و ما رزقهم اللّٰه من أهل وادي اليابس ثمّ قال جعفر بن محمّد عليهما السلام ما غنم المسلمون مثلها قطّ الاّ ان يكون من خيبر فانّها مثل خيبر و أنزل اللّٰه تعالى في ذلك اليوم هذه السورة وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً يعني بالعاديات الخيل تعدو بالرّجال و الضّبح ضبحها في اعنّتها و لجمها فَالْمُورِيٰاتِ قَدْحاً `فَالْمُغِيرٰاتِ صُبْحاً فقد أخبرك انّها غارت عليهم صُبحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً قال يعني الخيل يأثرن بالوادي نقعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً `إِنَّ اَلْإِنْسٰانَ‌ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ `وَ إِنَّهُ عَلىٰ ذٰلِكَ لَشَهِيدٌ `وَ إِنَّهُ لِحُبِّ اَلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ قال يعنيهما قد شهدا جميعاً وادي اليابس و كانا لحب الحياة حريصين أَ فَلاٰ يَعْلَمُ‌ إلى آخر السورة قال نزلت الآيتان فيهما خاصّة يضمران ضمير السّوء و يعملان به فأخبره اللّٰه خبرهما و فعالهما.

تفسير القمي

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ‌ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مُوسَى قَالَ‌: حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ‌ أَبِي حَمْزَةَ‌ عَنْ‌ أَبِيهِ‌ عَنْ‌ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ‌ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : فِي قَوْلِهِ‌: «وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً `فَالْمُورِيٰاتِ قَدْحاً» ، قَالَ هَذِهِ اَلسُّورَةُ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ قَالَ قُلْتُ وَ مَا كَانَ‌ حَالُهُمْ وَ قِصَّتُهُمْ قَالَ إِنَّ‌ أَهْلَ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ اِجْتَمَعُوا اِثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ وَ تَعَاقَدُوا وَ تَعَاهَدُوا وَ تَوَاثَقُوا عَلَى أَنْ لاَ يَتَخَلَّفَ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ وَ لاَ يَخْذُلَ أَحَدٌ أَحَداً وَ لاَ يَفِرَّ رَجُلٌ عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتُوا كُلُّهُمْ عَلَى حِلْفٍ وَاحِدٍ أَوْ يَقْتُلُوا مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ ، فَنَزَلَ‌ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ أَخْبَرَهُ بِقِصَّتِهِمْ‌ وَ مَا تَعَاقَدُوا عَلَيْهِ وَ تَوَاثَقُوا وَ أَمَرَهُ أَنْ يَبْعَثَ فُلاَناً إِلَيْهِمْ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ‌ مِنَ‌ اَلْمُهَاجِرِينَ‌ وَ اَلْأَنْصَارِ ، فَصَعِدَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ اَلْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ‌: «يَا مَعْشَرَ اَلْمُهَاجِرِينَ‌ وَ اَلْأَنْصَارِ إِنَّ‌ جَبْرَئِيلَ‌ أَخْبَرَنِي أَنَّ‌ أَهْلَ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ اِثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ قَدِ اِسْتَعَدُّوا وَ تَعَاقَدُوا وَ تَعَاهَدُوا أَنْ لاَ يَغْدِرَ رَجُلٌ بِصَاحِبِهِ‌ وَ لاَ يَفِرَّ عَنْهُ وَ لاَ يَخْذُلَهُ حَتَّى يَقْتُلُونِي وَ أَخِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ‌ وَ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُسَيِّرَ إِلَيْهِمْ فُلاَناً فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ فَخُذُوا فِي أَمْرِكُمْ وَ اِسْتَعِدُّوا لِعَدُوِّكُمْ وَ اِنْهَضُوا إِلَيْهِمْ عَلَى اِسْمِ اَللَّهِ وَ بَرَكَتِهِ‌ يَوْمَ اَلْإِثْنَيْنِ‌ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى» فَأَخَذَ اَلْمُسْلِمُونَ‌ عُدَّتَهُمْ‌ وَ تَهَيَّئُوا وَ أَمَرَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ فُلاَناً بِأَمْرِهِ وَ كَانَ فِيمَا أَمَرَهُ بِهِ أَنَّهُ إِذَا رَآهُمْ أَنْ‌ يَعْرِضَ عَلَيْهِمُ‌ اَلْإِسْلاَمَ‌ فَإِنْ تَابَعُوهُ وَ إِلاَّ وَاقَعَهُمْ فَيَقْتُلُ مُقَاتِلِيهِمْ وَ يَسْبِي ذَرَارِيَّهُمْ‌ وَ يَسْتَبِيحُ أَمْوَالَهُمْ وَ يُخَرِّبُ ضِيَاعَهُمْ وَ دِيَارَهُمْ‌، فَمَضَى فُلاَنٌ‌ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ‌ اَلْمُهَاجِرِينَ‌ وَ اَلْأَنْصَارِ فِي أَحْسَنِ عُدَّةٍ وَ أَحْسَنِ هَيْئَةٍ يَسِيرُ بِهِمْ سَيْراً رَفِيقاً حَتَّى اِنْتَهَوْا إِلَى أَهْلِ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ ، فَلَمَّا بَلَغَ اَلْقَوْمَ نُزُولُ اَلْقَوْمِ عَلَيْهِمْ وَ نَزَلَ‌ فُلاَنٌ‌ وَ أَصْحَابُهُ قَرِيباً مِنْهُمْ‌، خَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنْ‌ أَهْلِ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ مِائَتَا رَجُلٍ مُدَجَّجِينَ بِالسِّلاَحِ‌، فَلَمَّا صَادَفُوهُمْ قَالُوا لَهُمْ‌: مَنْ أَنْتُمْ وَ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ وَ أَيْنَ تُرِيدُونَ لِيَخْرُجْ إِلَيْنَا صَاحِبُكُمْ‌ حَتَّى نُكَلِّمَهُ‌. فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ‌ فُلاَنٌ‌ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ فَقَالَ لَهُمْ‌: أَنَا فُلاَنٌ‌ صَاحِبُ‌ رَسُولِ اَللَّهِ‌ ، قَالُوا مَا أَقْدَمَكَ عَلَيْنَا قَالَ أَمَرَنِي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكُمُ‌ اَلْإِسْلاَمَ‌ فَإِنْ تَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ‌ اَلْمُسْلِمُونَ‌ لَكُمْ مَا لَهُمْ وَ عَلَيْكُمْ مَا عَلَيْهِمْ وَ إِلاَّ فَالْحَرْبُ‌ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ‌، قَالُوا: لَهُ أَمَا وَ اَللاَّتِ‌ وَ اَلْعُزَّى لَوْ لاَ رَحِمٌ بَيْنَنَا وَ قَرَابَةٌ قَرِيبَةٌ لَقَتَلْنَاكَ‌ وَ جَمِيعَ أَصْحَابِكَ قَتْلَةً تَكُونُ حَدِيثاً لِمَنْ يَكُونُ بَعْدَكُمْ فَارْجِعْ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ‌ وَ اِرْبَحُوا اَلْعَافِيَةَ فَإِنَّا إِنَّمَا نُرِيدُ صَاحِبَكُمْ بِعَيْنِهِ وَ أَخَاهُ‌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ . فَقَالَ‌ فُلاَنٌ‌ لِأَصْحَابِهِ‌: يَا قَوْمُ‌! اَلْقَوْمُ أَكْثَرُ مِنْكُمْ أَضْعَافاً وَ أَعَدُّ مِنْكُمْ وَ قَدْ نَأَتْ دَارُكُمْ عَنْ إِخْوَانِكُمْ مِنَ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ فَارْجِعُوا نُعْلِمْ‌ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِحَالِ اَلْقَوْمِ‌، فَقَالُوا لَهُ جَمِيعاً خَالَفْتَ يَا فُلاَنُ‌ قَوْلَ‌ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ مَا أَمَرَكَ بِهِ فَاتَّقِ اَللَّهَ وَ وَاقِعِ‌ اَلْقَوْمَ وَ لاَ تُخَالِفْ‌ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ ، فَقَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ اَلشَّاهِدُ يَرَى مَا لاَ يَرَى اَلْغَائِبُ فَانْصَرَفَ وَ اِنْصَرَفَ اَلنَّاسُ أَجْمَعُونَ‌، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِمَقَالَةِ اَلْقَوْمِ وَ مَا رَدَّ عَلَيْهِمْ‌ فُلاَنٌ‌ فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : يَا فُلاَنُ‌ خَالَفْتَ أَمْرِي وَ لَمْ تَفْعَلْ مَا أَمَرْتُكَ وَ كُنْتَ لِي وَ اَللَّهِ عَاصِياً فِيمَا أَمَرْتُكَ فَقَامَ‌ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ صَعِدَ اَلْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ‌: يَا مَعْشَرَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ إِنِّي أَمَرْتُ‌ فُلاَناً أَنْ يَسِيرَ إِلَى أَهْلِ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ وَ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِمُ‌ اَلْإِسْلاَمَ‌ وَ يَدْعُوَهُمْ إِلَى اَللَّهِ فَإِنْ أَجَابُوهُ وَ إِلاَّ وَاقَعَهُمْ وَ أَنَّهُ سَارَ إِلَيْهِمْ وَ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنْهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ فَإِذَا سَمِعَ كَلاَمَهُمْ وَ مَا اِسْتَقْبَلُوهُ‌ بِهِ اِنْتَفَخَ صَدْرُهُ وَ دَخَلَهُ اَلرُّعْبُ مِنْهُمْ وَ تَرَكَ قَوْلِي وَ لَمْ يُطِعْ أَمْرِي، وَ إِنَّ‌ جَبْرَئِيلَ‌ أَمَرَنِي عَنِ اَللَّهِ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْهِمْ‌ فُلاَناً مَكَانَهُ فِي أَصْحَابِهِ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ فَسِرْ يَا فلانا فُلاَنُ‌ عَلَى اِسْمِ اَللَّهِ وَ لاَ تَعْمَلْ كَمَا عَمِلَ أَخُوكَ فَإِنَّهُ قَدْ عَصَى اَللَّهَ وَ عَصَانِي وَ أَمَرَهُ‌ بِمَا أَمَرَ بِهِ اَلْأَوَّلَ فَخَرَجَ وَ خَرَجَ مَعَهُ‌ اَلْمُهَاجِرُونَ‌ وَ اَلْأَنْصَارُ اَلَّذِينَ كَانُوا مَعَ اَلْأَوَّلِ يَقْتَصِدُ بِهِمْ فِي سَيْرِهِمْ حَتَّى شَارَفَ اَلْقَوْمَ وَ كَانَ قَرِيباً مِنْهُمْ بِحَيْثُ يَرَاهُمْ وَ يَرَوْنَهُ‌، وَ خَرَجَ إِلَيْهِمْ مِائَتَا رَجُلٍ فَقَالُوا لَهُ وَ لِأَصْحَابِهِ مِثْلَ مَقَالَتِهِمْ لِلْأَوَّلِ فَانْصَرَفَ وَ اِنْصَرَفَ‌ اَلنَّاسُ مَعَهُ وَ كَادَ أَنْ يَطِيرَ قَلْبُهُ مِمَّا رَأَى مِنْ عُدَّةِ اَلْقَوْمِ وَ جَمْعِهِمْ وَ رَجَعَ يَهْرُبُ مِنْهُمْ‌. فَنَزَلَ‌ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ فَأَخْبَرَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِمَا صَنَعَ هَذَا وَ أَنَّهُ قَدِ اِنْصَرَفَ‌ وَ اِنْصَرَفَ‌ اَلْمُسْلِمُونَ‌ مَعَهُ فَصَعِدَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ اَلْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ أَخْبَرَ بِمَا صَنَعَ هَذَا وَ مَا كَانَ مِنْهُ وَ أَنَّهُ قَدِ اِنْصَرَفَ وَ اِنْصَرَفَ‌ اَلْمُسْلِمُونَ‌ مَعَهُ مُخَالِفاً لِأَمْرِي عَاصِياً لِقَوْلِي، فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ مِثْلَ مَا أَخْبَرَهُ بِهِ صَاحِبُهُ فَقَالَ لَهُ يَا فُلاَنُ‌ عَصَيْتَ‌ اَللَّهَ فِي عَرْشِهِ وَ عَصَيْتَنِي وَ خَالَفْتَ قَوْلِي وَ عَمِلْتَ بِرَأْيِكَ أَلاَ قَبَّحَ اَللَّهُ رَأْيَكَ وَ أَنَّ‌ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أَبْعَثَ‌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ‌ فِي هَؤُلاَءِ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ اَللَّهَ يَفْتَحُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ‌، فَدَعَا عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ وَ أَوْصَاهُ بِمَا أَوْصَى بِهِ‌ اَلْأَوَّلَ‌ وَ اَلثَّانِيَ‌ وَ أَصْحَابَهُ اَلْأَرْبَعَةَ آلاَفِ فَارِسٍ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّ اَللَّهَ سَيَفْتَحُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ‌. فَخَرَجَ‌ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ وَ مَعَهُ‌ اَلْمُهَاجِرُونَ‌ وَ اَلْأَنْصَارُ فَسَارَ بِهِمْ سَيْراً غَيْرَ سَيْرِ فُلاَنٍ‌ وَ فُلاَنٍ‌ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ أَعْنَفَ بِهِمْ فِي اَلسَّيْرِ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَنْقَطِعُوا مِنَ اَلتَّعَبِ وَ تَحْفَى دَوَابُّهُمْ فَقَالَ لَهُمْ‌: لاَ تَخَافُوا فَإِنَّ‌ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ قَدْ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ‌ اَللَّهَ سَيَفْتَحُ عَلَيَّ وَ عَلَيْكُمْ فَأَبْشِرُوا فَإِنَّكُمْ عَلَى خَيْرٍ، وَ إِلَى خَيْرٍ فَطَابَتْ نُفُوسُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ‌ وَ سَارُوا عَلَى ذَلِكَ اَلسَّيْرِ وَ اَلتَّعَبِ حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيباً مِنْهُمْ حَيْثُ يَرَوْنَهُمْ وَ يَرَاهُمْ‌ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَنْزِلُوا وَ سَمِعَ‌ أَهْلُ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ بِقُدُومِ‌ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‌ وَ أَصْحَابِهِ‌ فَخَرَجُوا إِلَيْهِ مِنْهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ شَاكِينَ بِالسِّلاَحِ‌، فَلَمَّا رَآهُمْ‌ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ خَرَجَ إِلَيْهِمْ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ وَ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ وَ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ وَ أَيْنَ تُرِيدُونَ‌ قَالَ‌: أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ‌ اِبْنُ عَمِّ‌ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ أَخُوهُ وَ رَسُولُهُ إِلَيْكُمْ‌، أَدْعُوكُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ‌ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ وَ لَكُمْ إِنْ آمَنْتُمْ‌ مَا لِلْمُسْلِمِينَ‌ وَ عَلَيْكُمْ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرٍ وَ شَرٍّ، فَقَالُوا لَهُ إِيَّاكَ أَرَدْنَا وَ أَنْتَ طَلِبَتُنَا قَدْ سَمِعْنَا مَقَالَتَكَ وَ مَا عَرَضْتَ عَلَيْنَا هَذَا مَا لاَ يُوَافِقُنَا فَخُذْ حِذْرَكَ وَ اِسْتَعِدَّ لِلْحَرْبِ اَلْعَوَانِ‌ وَ اِعْلَمْ أَنَّا قَاتِلُوكَ وَ قَاتِلُو أَصْحَابِكَ وَ اَلْمَوْعِدُ فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ غَداً ضَحْوَةً‌، وَ قَدْ أَعْذَرْنَا فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ‌. فَقَالَ لَهُمْ‌ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ وَيْلَكُمْ‌! تُهَدِّدُونِّي بِكَثْرَتِكُمْ وَ جَمْعِكُمْ‌! فَأَنَا أَسْتَعِينُ بِاللَّهِ‌ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ عَلَيْكُمْ وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ‌، فَانْصَرَفُوا إِلَى مَرَاكِزِهِمْ وَ اِنْصَرَفَ‌ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ إِلَى مَرْكَزِهِ فَلَمَّا جَنَّهُ اَللَّيْلُ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُحْسِنُوا إِلَى دَوَابِّهِمْ وَ يَقْضِمُوا وَ يُسْرِجُوا . فَلَمَّا اِنْشَقَّ عَمُودُ اَلصُّبْحِ صَلَّى بِالنَّاسِ بِغَلَسٍ‌ ثُمَّ أَغَارَ عَلَيْهِمْ بِأَصْحَابِهِ فَلَمْ‌ يَعْلَمُوا حَتَّى وَطِئَتْهُمُ اَلْخَيْلُ فِيمَا أَدْرَكَ آخِرُ أَصْحَابِهِ حَتَّى قَتَلَ مُقَاتِلِيهِمْ وَ سَبَى ذَرَارِيَّهُمْ‌ وَ اِسْتَبَاحَ أَمْوَالَهُمْ وَ خَرَّبَ دِيَارَهُمْ وَ أَقْبَلَ بِالْأُسَارَى وَ اَلْأَمْوَالِ مَعَهُ وَ نَزَلَ‌ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِمَا فَتَحَ اَللَّهُ‌ بِعَلِيٍّ عَلَيهِ السَّلاَمُ‌ وَ جَمَاعَةِ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ ، فَصَعِدَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ اَلْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ أَخْبَرَ اَلنَّاسَ بِمَا فَتَحَ اَللَّهُ عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ‌ وَ أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ لَمْ يُصِبْ مِنْهُمْ إِلاَّ رَجُلَيْنِ وَ نَزَلَ فَخَرَجَ يَسْتَقْبِلُ‌ عَلِيّاً فِي جَمِيعِ‌ أَهْلِ‌ اَلْمَدِينَةِ‌ مِنَ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ حَتَّى لَقِيَهُ عَلَى ثَلاَثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ‌ اَلْمَدِينَةِ‌ ، فَلَمَّا رَآهُ‌ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ مُقْبِلاً نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَ نَزَلَ‌ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ حَتَّى اِلْتَزَمَهُ وَ قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ‌، فَنَزَلَ جَمَاعَةُ‌ اَلْمُسْمِلِينَ‌ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ حَيْثُ نَزَلَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ أَقْبَلَ بِالْغَنِيمَةِ وَ اَلْأُسَارَى وَ مَا رَزَقُهُمُ اَللَّهُ بِهِ مِنْ‌ أَهْلِ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ ، ثُمَّ قَالَ‌ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ مَا غَنِمَ‌ اَلْمُسْلِمُونَ‌ مِثْلَهَا قَطُّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مِنْ‌ خَيْبَرَ فَإِنَّهَا مِثْلُ ذَلِكَ وَ أَنْزَلَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ هَذِهِ اَلسُّورَةِ‌ «وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً» يَعْنِي بِالْعَادِيَاتِ اَلْخَيْلَ تَعْدُو بِالرِّجَالِ‌، وَ اَلضَّبْحُ صَيْحَتُهَا فِي أَعِنَّتِهَا وَ لُجُمِهَا «فَالْمُورِيٰاتِ قَدْحاً `فَالْمُغِيرٰاتِ صُبْحاً» فَقَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّهَا أَغَارَتْ عَلَيْهِمْ صُبْحاً قُلْتُ قَوْلُهُ‌: «فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً» قَالَ‌: اَلْخَيْلُ‌ يُؤْثِرْنَ بِالْوَادِي نَقْعاً «فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً» قُلْتُ قَوْلُهُ‌ «إِنَّ اَلْإِنْسٰانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» قَالَ لَكَفُورٌ «وَ إِنَّهُ عَلىٰ ذٰلِكَ لَشَهِيدٌ» قَالَ يَعْنِيهِمَا جَمِيعاً قَدْ شَهِدَا جَمِيعاً وَادِيَ‌ اَلْيَابِسِ‌ وَ كَانَا لِحُبِّ اَلْحَيَاةِ لَحَرِيصَيْنِ قُلْتُ قَوْلُهُ‌: «أَ فَلاٰ يَعْلَمُ إِذٰا بُعْثِرَ مٰا فِي اَلْقُبُورِ `وَ حُصِّلَ مٰا فِي اَلصُّدُورِ `إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ» قَالَ‌: نَزَلَتِ اَلْآيَتَانِ فِيهِمَا خَاصَّةً‌ كَانَا يُضْمِرَانِ ضَمِيرَ اَلسَّوْءِ وَ يَعْمَلاَنِ بِهِ‌، فَأَخْبَرَ اَللَّهُ خَبَرَهُمَا وَ فِعَالَهُمَا فَهَذِهِ قِصَّةُ‌ أَهْلِ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ وَ تَفْسِيرُ 100اَلْعَادِيَاتِ‌ .

تفسير فرات الكوفي

[ فُرَاتٌ‌ قَالَ حَدَّثَنِي] عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ بَحْرِ بْنِ طَيْفُورٍ مُعَنْعَناً عَنْ‌ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : فِي قَوْلِ اَللَّهِ [تَبَارَكَ وَ] تَعَالَى « وَ اَلْعٰادِيٰاتِ‌ ضَبْحاً » قَالَ هَذِهِ اَلسُّورَةُ فِي أَهْلِ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ قِيلَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ مَا كَانَ حَالُهُمْ‌ وَ قِصَّتُهُمْ قَالَ إِنَّ‌ أَهْلَ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ اِجْتَمَعُوا اِثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ وَ تَعَاهَدُوا وَ تَعَاقَدُوا أَنْ‌ لاَ يَتَخَلَّفَ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ وَ لاَ يَخْذُلَ أَحَدٌ أَحَداً وَ لاَ يَفِرَّ رَجُلٌ عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتُوا كُلُّهُمْ‌ عَلَى خَلْقٍ وَاحِدٍ وَ يَقْتُلُونَ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً فَنَزَلَ‌ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ فَأَخْبَرَهُ بِقِصَّتِهِم وَ مَا تَعَاهَدُوا عَلَيْهِ وَ تَوَاثَقُوا [وَ تَوَافَقُوا] وَ أَمَرَهُ أَنْ يَبْعَثَ‌ أَبَا بَكْرٍ إِلَيْهِمْ [عَلَيْهِمْ‌] فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ مِنَ‌ اَلْمُهَاجِرِينَ‌ وَ اَلْأَنْصَارِ فَصَعِدَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ اَلْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اَللَّهَ [تَعَالَى] وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ‌ يَا مَعْشَرَ اَلْمُهَاجِرِينَ‌ وَ اَلْأَنْصَارِ إِنَّ‌ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ أَخْبَرَنِي أَنَّ‌ أَهْلَ‌ اَلْوَادِي اَلْيَابِسِ‌ [فِي] اِثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ قَدِ اِسْتَعَدُّوا وَ تَعَاهَدُوا وَ تَوَاثَقُوا [وَ تَوَافَقُوا] أَنْ لاَ يَغْدِرَ رَجُلٌ بِصَاحِبِهِ وَ لاَ يَفِرَّ عَنْهُ وَ لاَ يَخْذُلَهُ حَتَّى يَقْتُلُونِي أَوْ يَقْتُلُونَ أَخِي عَلِيَّ [بْنَ أَبِي طَالِبٍ‌] وَ أَمَرَنِي أَنْ أُسِيِّرَ إِلَيْهِمْ‌ أَبَا بَكْرٍ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ فَخُذُوا فِي أَمْرِكُمْ وَ اِسْتَعِدُّوا لِعَدُوِّكُمْ‌ وَ اِنْهَضُوا إِلَيْهِمْ عَلَى اِسْمِ اَللَّهِ وَ بَرَكَتِهِ‌ يَوْمَ اَلْإِثْنَيْنِ‌ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ‌ فَأَخَذَ اَلْمُسْلِمُونَ‌ عُدَّتَهُمْ وَ تَهَيَّئُوا وَ أَمَرَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ أَبَا بَكْرٍ بِأَمْرٍ وَ كَانَ فِيمَا أَمَرَهُ بِهِ أَنْ إِذَا رَاهُمْ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِمُ‌ اَلْإِسْلاَمَ‌ فَإِنْ تَابَعُوهُ وَ إِلاَّ وَاقَعَهُمْ فَقَتَلَ‌ مُقَاتِلِيهِمْ وَ سَبَى ذَرَارِيَّهُمْ وَ اِسْتَبَاحَ أَمْوَالَهُمْ وَ أَخْرَبَ دِيَارَهُمْ‌ فَمَضَى أَبُو بَكْرٍ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ‌ اَلْمُهَاجِرِينَ‌ وَ اَلْأَنْصَارِ فِي أَحْسَنِ عُدَّةٍ وَ أَحْسَنِ هَيْئَةٍ‌ يَسِيرُ بِهِمْ‌ سَيْراً رَفِيقاً حَتَّى اِنْتَهَوْا إِلَى أَهْلِ‌ اَلْوَادِي اَلْيَابِسِ‌ فَلَمَّا بَلَغَ اَلْقَوْمَ نُزُولُ اَلْقَوْمِ عَلَيْهِمْ‌ وَ نُزُولُ‌ أَبِي بَكْرٍ وَ أَصْحَابِهِ قَرِيباً مِنْهُمْ خَرَجَ‌ إِلَيْهِمْ مِنْ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ مِائَتَا رَجُلٍ مُدَجَّجِينَ‌ فِي اَلسِّلاَحِ فَلَمَّا صَادَفُوهُمْ قَالُوا لَهُمْ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ وَ أَيْنَ تُرِيدُونَ لِيَخْرُجْ إِلَيْنَا صَاحِبُكُمْ‌ حَتَّى نُكَلِّمَهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ‌ أَبُو بَكْرٍ وَ نَفَرٌ مِنَ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ فَقَالَ لَهُمْ‌ أَبُو بَكْرٍ أَنَا صَاحِبُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌

[ص. ب] فَقَالُوا مَا أَقْدَمَكَ عَلَيْنَا قَالَ أَمَرَنِي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ أَنْ‌ أَعْرِضَ عَلَيْكُمُ‌ اَلْإِسْلاَمَ‌ [وَ] إِنْ تَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ‌ اَلْمُسْلِمُونَ‌ وَ لَكُمْ مَا لَهُمْ وَ عَلَيْكُمْ مَا عَلَيْهِمْ وَ إِلاَّ فَالْحَرْبُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ قَالُوا لَهُ أَمَا وَ اَللاَّتِ‌ وَ اَلْعُزَّى لَوْ لاَ رَحِمٌ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ وَ قَرَابَةٌ قَرِيبَةٌ لَقَتَلْنَاكَ وَ جَمِيعَ أَصْحَابِكَ حَتَّى يَكُونَ [تَكُونَ‌] حَدِيثاً لِمَنْ يَأْتِي بَعْدَكُمْ اِرْجِعْ‌ أَنْتَ [وَ أَصْحَابُكَ‌] وَ مَنْ مَعَكَ وَ اِرْغَبُوا فِي اَلْعَافِيَةِ فَإِنَّا نُرِيدُ صَاحِبَكُمْ [بِعَيْنِهِ‌] وَ أَخَاهُ‌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ‌ فَقَالَ‌ أَبُو بَكْرٍ لِأَصْحَابِهِ يَا قَوْمِ [إِنَّ اَلْقَوْمَ‌] أَكْثَرُ مِنَّا أَضْعَافاً وَ أَعَدُّ مِنْكُمْ عُدَّةً‌ وَ قَدْ نَأَتْ دَارُكُمْ [دِيَارُكُمْ‌] عَنْ إِخْوَانِكُمْ مِنَ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ فَارْجِعُوا نُعْلِمْ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِحَالِ اَلْقَوْمِ فَقَالُوا لَهُ جَمِيعاً خَالَفْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَاتَّقِ اَللَّهَ وَ وَاقِعِ اَلْقَوْمَ وَ لاَ تُخَالِفْ قَوْلَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ وَ اَلشَّاهِدُ يَرَى مَا لاَ يَرَى [يَرَاهُ‌] اَلْغَائِبُ فَانْصَرَفَ‌ اَلنَّاسُ وَ اِنْصَرَفُوا أَجْمَعِينَ‌ فَأَخْبَرَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بما قال [بِمَقَالَةِ‌] اَلْقَوْمِ وَ مَا رَدَّ عَلَيْهِمْ‌ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ يَا أَبَا بَكْرٍ خَالَفْتَ [أَمْرِي] وَ لَمْ تَفْعَلْ مَا أَمَرْتُكَ [بِهِ‌] وَ كُنْتَ لِي عَاصِياً فِيمَا أَمَرْتُكَ فَقَامَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ [وَ صَعِدَ اَلْمِنْبَرَ ] فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا مَعَاشِرَ [مَعْشَرَ] اَلْمُسْلِمِينَ‌ إِنِّي أَمَرْتُ‌ أَبَا بَكْرٍ أَنْ‌ يَسِيرَ إِلَى أَهْلِ‌ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ وَ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِمُ‌ اَلْإِسْلاَمَ‌ وَ يَدْعُوَهُمْ إِلَى اَللَّهِ وَ إِلَيَّ فَإِنْ أَجَابُوا وَ إِلاَّ وَاقَعَهُمْ وَ إِنَّهُ سَارَ إِلَيْهِمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِ مِنْهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ فَلَمَّا سَمِعَ كَلاَمَهُمْ وَ مَا اِسْتَقْبَلُوهُ بِهِ‌ اِنْفَتَحَ سَحْرُهُ [اِنْتَفَخَ صَدْرُهُ‌] وَ دَخَلَهُ اَلرُّعْبُ مِنْهُمْ وَ تَرَكَ قَوْلِي وَ لَمْ يُطِعْ أَمْرِي وَ إِنَّ‌ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ أَمَرَنِي عَنِ اَللَّهِ [تَبَارَكَ وَ تَعَالَى] أَنْ أَبْعَثَ‌ عُمَرَ مَكَانَهُ فِي أَصْحَابِهِ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ فَسِرْ يَا عُمَرُ بِاسْمِ اَللَّهِ وَ لاَ تَعْمَلْ مَا عَمِلَ‌ أَبُو بَكْرٍ أَخُوكَ فَإِنَّهُ‌ قَدْ عَصَى اَللَّهَ وَ عَصَانِي وَ أَمَرَهُ بِمَا أَمَرَ بِهِ‌ أَبَا بَكْرٍ فَخَرَجَ‌ عُمَرُ وَ اَلْمُهَاجِرُونَ‌ وَ اَلْأَنْصَارُ اَلَّذِينَ كَانُوا مَعَ‌ أَبِي بَكْرٍ يَقْصِدُ بِهِمْ فِي مَسِيرِهِ‌ [سَيْرِهِ‌] حَتَّى شَارَفَ اَلْقَوْمَ [فَكَانَ قَرِيباً] حَيْثُ يَرَاهُمْ وَ يَرَوْنَهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِمْ مِائَتَا رَجُلٍ مِنْ‌ [أَهْلِ‌] وَادِي اَلْيَابِسِ‌ فَقَالُوا لَهُ وَ لِأَصْحَابِهِ مِثْلَ مَقَالَتِهِمْ‌ لِأَبِي بَكْرٍ فَانْصَرَفَ‌ عَنْهُمْ وَ اِنْصَرَفَ اَلنَّاسُ مَعَهُ وَ كَادَ أَنْ يَطِيرَ قَلْبُهُ لِمَا رَأَى مِنْ نَجْدَةِ اَلْقَوْمِ وَ جَمْعِهِمْ وَ رَجَعَ‌ فَنَزَلَ‌ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ [عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ أَخْبَرَهُ‌] بِمَا صَنَعَ‌ عُمَرُ وَ أَنَّهُ قَدْ اِنْصَرَفَ وَ اِنْصَرَفَ‌ اَلْمُسْلِمُونَ‌ مَعَهُ فَصَعِدَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ اَلْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اَللَّهَ [تَعَالَى] وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ أَخْبَرَ [هُمْ‌] بِمَا صَنَعَ‌ عُمَرُ وَ مَا كَانَ مِنْهُ وَ أَنَّهُ قَدِ اِنْصَرَفَ‌ بِالْمُسْلِمِينَ‌ مَعَهُ مُخَالِفاً لِأَمْرِي عَاصِياً لِقَوْلِي فَقَامَ [فَقَدِمَ‌] إِلَيْهِ‌ عُمَرُ وَ أَخْبَرَهُ [بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَهُ بِهِ صَاحِبُهُ‌] فَقَالَ لَهُ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ يَا عُمَرُ قَدْ عَصَيْتَ اَللَّهَ فِي عَرْشِهِ وَ عَصَيْتَنِي وَ خَالَفْتَ أَمْرِي وَ عَمِلْتَ‌ بِرَأْيِكَ أَلاَ قَبَّحَ اَللَّهُ رَأْيَكَ وَ إِنَّ‌ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ أَمَرَنِي عَنِ اَللَّهِ أَنْ أَبْعَثَ‌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ فِي هَؤُلاَءِ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يَفْتَحُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ نَزَلَ فَدَعَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ فَأَوْصَاهُ بِمَا أَوْصَى بِهِ‌ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ أَصْحَابُهُ أَرْبَعَةُ آلاَفِ فَارِسٍ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّ اَللَّهَ‌ سَيَفْتَحُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ‌ فَخَرَجَ‌ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ وَ مَعَهُ‌ اَلْمُهَاجِرُونَ‌ وَ اَلْأَنْصَارُ فَسَارَ بِهِمْ [سَيْراً غَيْرَ] سَيْرِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ أَعْنَفَ بِهِمْ فِي اَلسَّيْرِ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَتَقَطَّعُوا مِنَ اَلتَّعَبِ وَ تَحَفَّى دَوَابُّهُمْ فَقَالَ لَهُمْ لاَ تَخَافُوا فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ وَ أَنَا مُنْتَهٍ إِلَى أَمْرِهِ وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَيَفْتَحُ عَلَيَّ وَ عَلَيْكُمْ أَبْشِرُوا فَإِنَّكُمْ غَادُونَ إِلَى خَيْرٍ فَطَابَتْ أَنْفُسُهُمْ وَ سَكَنَتْ قُلُوبُهُمْ فَسَارُوا كُلَّ ذَلِكَ فِي اَلسَّيْرِ وَ اَلتَّعَبِ اَلشَّدِيدِ حَتَّى بَاتُوا قَرِيباً مِنْهُمْ حَيْثُ يَرَاهُمْ وَ يَرَوْنَهُ وَ أَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَنْزِلُوا وَ سَمِعَ‌ أَهْلُ‌ اَلْوَادِي اَلْيَابِسِ‌ بِقُدُومِ‌ عَلِيِّ بْنِ‌ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ فَخَرَجَ مِنْهُمْ إِلَيْهِ مِائَتَا فَارِسَ شَاكِينَ فِي اَلسِّلاَحِ فَلَمَّا رَآهُمْ‌ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ خَرَجَ [فَخَرَجَ‌] إِلَيْهِمْ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا لَهُمْ مَنْ أَنْتُمْ وَ مِنْ أَيْنَ‌ أَقْبَلْتُمْ وَ أَيْنَ تُرِيدُونَ قَالَ أَنَا أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ‌ اِبْنُ عَمِّ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ أَخُوهُ وَ رَسُولُهُ إِلَيْكُمْ أَنْ نَدْعُوَكُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً [عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ‌] [رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌] وَ لَكُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ‌ وَ عَلَيْكُمْ مَا عَلَيْهِمْ مِنَ اَلْخَيْرِ وَ اَلشَّرِّ فَقَالُوا إِيَّاكَ أَرَدْنَا وَ أَنْتَ طَلِبَتُنَا قَدْ سَمِعْنَا مَقَالَتَكَ وَ مَا أَرَدْتَ [عَرَضْتَ‌] وَ هَذَا اَلْأَمْرُ [أَمْرٌ] لاَ يُوَافِقُنَا وَ تَبّاً لَكَ وَ لِأَصْحَابِكَ وَ خُذْ حِذْرَكَ وَ اِسْتَعِدَّ لِلْحَرْبِ‌ وَ لَكِنَّا قَاتِلُوك وَ قَاتِلُوا أَصْحَابِكَ وَ اَلْمَوْعِدُ فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ غَداً سَحَراً [ضَحْوَةً‌] وَ قَدْ أَعْذَرْنَا فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ‌ فَقَالَ لَهُمْ‌ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ وَيْلَكُمْ تُهَدِّدُونِّي بِكَثْرَتِكُمْ وَ جَمْعِكُمْ وَ أَنَا أَسْتَعِينُ‌

بِاللَّهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ بِالْمُسْلِمِينَ‌ عَلَيْكُمْ وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ فَانْصَرَفُوا إِلَى مَرَاكِزِهِمْ [مراكزكم] وَ اِنْصَرَفَ‌ عَلِيٌّ‌ إِلَى مَرْكَزِهِ‌ فَلَمَّا جَنَّهُ اَللَّيْلُ أَمَرَ عَلِيٌّ‌ أَصْحَابَهُ أَنْ يَحُسُّوا دَوَابَّهُمْ‌ وَ يَقْضِمُونَهَا [وَ يَحْبِسُونَهَا] وَ يُسْرِجُونَهَا فَلَمَّا أَسْفَرَ عَمُودُ اَلصُّبْحِ صَلَّى بِالنَّاسِ بِغَلَسٍ فَمَرَّ [ثُمَّ غَارَ] عَلَيْهِمْ بِأَصْحَابِهِ‌ فَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى تَوَطَّأَتْهُمُ‌ اَلْخَيْلُ فَمَا أَدْرَكَ آخَرُ أَصْحَابِهِ حَتَّى قَتَلَ مُقَاتِلِيهِمْ وَ سَبَى ذَرَارِيَّهُمْ‌ وَ اِسْتَبَاحَ أَمْوَالَهُمْ وَ أَخْرَبَ دِيَارَهُمْ وَ أَقْبَلَ بِالْأُسَارَى وَ اَلْأَمْوَالِ مَعَهُ‌ وَ نَزَلَ‌ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ فَأَخْبَرَ اَلنَّبِيَّ [رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ] بِمَا فَتَحَ اَللَّهُ عَلَى [يَدَيِ‌] أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ وَ جَمَاعَةِ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ فَصَعِدَ اَلْمِنْبَرَ وَ حَمِدَ اَللَّهَ تَعَالَى وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ أَخْبَرَ اَلنَّاسَ بِمَا فَتَحَ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ‌ وَ أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ لَمْ‌ يُصِبْ مِنْهُمْ إِلاَّ رَجُلاَنِ‌ فَخَرَجَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ يَسْتَقْبِلُ‌ عَلِيّاً وَ جَمِيعُ‌ أَهْلِ‌ اَلْمَدِينَةِ‌ مِنَ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ حَتَّى لَقِيَهُ عَلَى [ثَلاَثَةِ‌] أَمْيَالٍ مِنَ‌ اَلْمَدِينَةِ‌ فَلَمَّا رَآهُ‌ عَلِيٌّ‌ مُقْبِلاً نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَ نَزَلَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ حَتَّى اِلْتَزَمَهُ وَ قَبَّلَ اَلنَّبِيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌] بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَ نَزَلَ جَمَاعَةُ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ إِلَى عَلِيٍّ‌ حَيْثُ‌ نَزَلَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ أَقْبَلَ بِالْغَنِيمَةِ‌ وَ اَلْأُسَارَى وَ مَا رَزَقَهُمُ اَللَّهُ تَعَالَى مِنْ‌ أَهْلِ‌ اَلْوَادِي [وَادِي] اَلْيَابِسِ‌ ثُمَّ قَالَ‌ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ فَمَا غَنِمَ‌ اَلْمُسْلِمُونَ‌ مِثْلَهَا قَطُّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ‌ خَيْبَرَ فَإِنَّهَا مِثْلُ‌ خَيْبَرَ وَ أَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ‌ « وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً » يَعْنِي بِالْعَادِيَاتِ اَلْخَيْلَ‌ تَعْدُو بِالرِّجَالِ وَ اَلضَّبْحِ ضَبْحاً [ضبحتها صيحتها] فِي أَعِنَّتِهَا وَ لُجُمِهَا « فَالْمُورِيٰاتِ‌ قَدْحاً » قَالَ قَدَحَتِ اَلْخَيْلُ‌ « فَالْمُغِيرٰاتِ صُبْحاً » أُخْبِرُكَ أَنَّهَا أَغَارَتْ عَلَيْهَا صُبْحاً « فَأَثَرْنَ‌ بِهِ نَقْعاً » يَعْنِي بِالْخَيْلِ أَثَرْنَ بِالْوَادِي نَقْعاً « فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً » جَمْعَ اَلْقَوْمِ‌ « إِنَّ اَلْإِنْسٰانَ لِرَبِّهِ‌ لَكَنُودٌ » قَالَ لَكَفُورٌ « وَ إِنَّهُ عَلىٰ ذٰلِكَ لَشَهِيدٌ » قَالَ يَعْنِيهِمَا جَمِيعاً قَدْ شَهِدَا جَمْعَ‌ وَادِي [اَلْوَادِي] اَلْيَابِسِ‌ وَ تَمَنَّيَا اَلْحَيَاةَ‌ « وَ إِنَّهُ لِحُبِّ اَلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ » يَعْنِي أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ « أَ فَلاٰ يَعْلَمُ إِذٰا بُعْثِرَ مٰا فِي اَلْقُبُورِ. `وَ حُصِّلَ مٰا فِي اَلصُّدُورِ `إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ » قَالَ‌

نَزَلَتْ هَاتَانِ اَلْآيَتَانِ فِيهِمَا خَاصَّةً كَانَا يُضْمِرَانِ ضَمِيرَ اَلسَّوْءِ وَ يَعْمَلاَنِ بِهِ فَأَخْبَرَ اَللَّهُ تَعَالَى خَبَرَهُمَا فَهَذِهِ قِصَّةُ‌ أَهْلِ‌ وَادِي [اَلْوَادِي] اَلْيَابِسِ‌ وَ تَفْسِيرُ اَلسُّورَةِ‌ .

تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب

1,14,6 و في تفسير عليّ بن إبراهيم : حدّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبيد بن موسى ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة [، عن أبيه] عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام : في قوله: وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً . قال: هذه السّورة نزلت في أهل وادي اليابس . قال: قلت: و ما كان حالهم و قصّتهم‌؟ قال: إنّ أهل وادي اليابس اجتمعوا اثني عشر ألف فارس، و تعاقدوا و تعاهدوا و تواثقوا على ألاّ يتخلّف رجل عن رجل و لا يخذل [أحد أحدا] و لا يفرّ رجل عن صاحبه، حتّى يموتوا كلّهم على حلف واحد أو يقتلوا محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و عليّ بن أبي طالب عليه السّلام . فنزل جبرئيل على محمّد صلّى اللّه عليه و آله فأخبره بقصّتهم، و ما تعاقدوا عليه و تواثقوا، و أمره أن يبعث أبا بكر إليهم في أربعة آلاف فارس من المهاجرين و الأنصار . فصعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله المنبر ، فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال: يا معشر المهاجرين و الأنصار ، إنّ جبرئيل قد أخبرني، أنّ أهل وادي اليابس اثني عشر ألفا قد استعدّوا و تعاقدوا و تعاهدوا على ألاّ يغدر رجل منهم بصاحبه و لا يفرّ عنه و لا يخذله حتّى يقتلوني و أخي عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، و قد أمرني أن اسيّر إليهم أبا بكر في أربعة آلاف فارس، فخذوا في أمركم و استعدّوا لعدوّكم و انهضوا إليهم على اسم اللّه و بركته يوم الاثنين [ إن شاء اللّه تعالى] . فأخذ المسلمون عدّتهم و تهيّؤوا. و أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أبا بكر بأمره. و كان فيما أمره به، أنّه إذا رآهم أن يعرض عليهم الإسلام ، فإن تابعوه و إلاّ واقعهم، و قتل مقاتليهم و سبى ذراريّهم و استباح أموالهم و حزّب ضياعهم و ديارهم. فمضى أبو بكر و من معه، من المهاجرين و الأنصار ، في أحسن عدّة و أحسن هيئة يسير بهم سيرا رفيقا حتّى انتهوا إلى أهل وادي اليابس . فلمّا بلغ القوم نزول القوم عليهم و نزل أبو بكر و أصحابه قريبا منهم، خرج إليهم من أهل الوادي مائتا رجل مدجّجين بالسّلاح. فلمّا صادفوهم قالوا لهم: من أنتم، و من أين أقبلتم، و أين تريدون‌؟ ليخرج إلينا صاحبكم حتّى نكلّمه. فخرج إليهم أبو بكر في نفر من أصحابه المسلمين ، فقال لهم أبو بكر : أنا صاحب رسول اللّه . قالوا: ما أقدمك علينا؟ قال: أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن أعرض عليكم الإسلام، و أن تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون و لكم ما لهم و عليكم ما عليهم، و إلاّ فالحرب بيننا و بينكم. قالوا له: أما و اللاّت و العزّى ، لولا رحم ماسّة و قرابة قريبة، لقتلناك و جميع أصحابك قتله تكون حديثا لمن يكون بعدكم، فارجع أنت و من معك و ارتجوا العافية، فإنّا إنّما نريد صاحبكم بعينه و أخاه عليّ بن أبي طالب . فقال أبو بكر لأصحابه: يا قوم القوم أكثر منكم أضعافا و أعدّ منكم و قد نأت داركم عن إخوانكم من المسلمين ، فارجعوا نعلم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بحال القوم. فقالوا له جميعا: خالفت، يا أبا بكر ، قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ما أمرك به، فاتّق اللّه و واقع القوم و لا تخالف قول رسول اللّه . فقال: إنّي أعلم ما لا تعلمون، و الشّاهد يرى ما لا يرى الغائب. فانصرف و انصرف النّاس أجمعون. فأخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله بمقالة القوم له و ما ردّ عليهم أبو بكر ، فقال صلّى اللّه عليه و آله: يا أبا بكر ، خالفت أمري و لم تفعل ما أمرتك، و كنت لي و اللّه عاصيا فيما أمرتك. فقام النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و صعد المنبر ، فحمد اللّه و أثنى عليه ثمّ قال: يا معشر المسلمين ، إنّي أمرت أبا بكر أن يسير إلى أهل وادي اليابس و أن يعرض عليهم الإسلام و يدعوهم إلى اللّه، فإن أجابوه و إلاّ واقعهم. و إنّه سار إليهم و خرج إليه منهم مائتا رجل، فلمّا سمع كلامهم و ما استقبلوه به انتفخ صدره و دخله الرّعب منهم و ترك قولي ولي يطع أمري. و إنّ جبرئيل أمرني عن اللّه أن أبعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس. فسر، يا عمر ، على اسم اللّه و لا تعمل كما عمل أبو بكر أخوك، فإنّه قد عصى اللّه و عصاني، و أمره بما أمر به أبا بكر . فخرج عمر خرج معه المهاجرون و الأنصار الّذين كانوا مع أبي بكر يقتصد بهم في سيرهم حتّى شارف القوم، و كان قريبا منهم بحيث يراهم و يرونه. و خرج إليهم مائتا رجل، فقالوا له و لأصحابه مثل مقالتهم لأبي بكر . فانصرف [و انصرف] النّاس معه، و كاد أن يطير قلبه ممّا رأى عدّة القوم و جمعهم، و رجع يهرب منهم، فنزل جبرئيل و أخبر رسول اللّه بما صنع عمر ، و أنّه قد انصرف و انصرف المسلمون معه. فصعد النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، و أخبر بما صنع عمر [و ما كان منه، و] أنّه قد انصرف و انصرف المسلمون معه مخالفا لأمري عاصيا لقولي . فقدم عليه، فأخبره مثل ما أخبره به صاحبه. فقال له [ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ] : يا عمر ، عصيت اللّه في عرشه و عصيتني، و خالفت قولي و عملت برأيك، ألا قبّح اللّه رأيك. و إنّ جبرئيل قد أمرني أن أبعث عليّ بن أبي طالب عليه السّلام في هؤلاء المسلمين ، و أخبرني أنّ اللّه يفتح عليه و عليه أصحابه. فدعا عليّا عليه السّلام و أوصاه بما أوصى به أبا بكر و عمر و أصحابه الأربعة آلاف فارس، و أخبره أنّ اللّه سيفتح عليه و على أصحابه. فخرج عليّ عليه السّلام و معه المهاجرون و الأنصار فسار بهم غير سير أبي بكر و عمر ، و ذلك أنّه أعنف بهم في السّير حتّى خافوا أن ينقطعوا من التّعب و تخفي دوابّهم. فقال لهم: لا تخافوا، فإنّ رسول اللّه قد أمرني بأمر و أخبرني أنّ اللّه سيفتح عليّ و عليكم، فأبشروا فإنّكم على خير و إلى خير. فطابت نفوسهم و قلوبهم و ساروا على ذلك السّير و التّعب، حتّى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونهم و يراهم أمر أصحابه أن ينزلوا. و سمع أهل وادي اليابس بمقدم عليّ عليه السّلام و أصحابه، فأخرجوا إليه منهم مائتي رجل شاكين بالسّلاح. فلما رآهم عليّ عليه السّلام خرج إليهم في نفر من أصحابه، فقالوا لهم: من أنتم، [و من أين أنتم،] و من أين أقبلتم، و أين تريدون‌؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ابن عمّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أخوه و رسوله إليكم، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله، و لكم إن آمنتم ما للمسلمين و عليكم ما على المسلمين من خير و شرّ. فقالوا له: إيّاك أردنا، و أنت طلبتنا، قد سمعنا مقالتك و ما عرضت علينا [هذا ما لا يوافقنا] ، فخذ حذرك و استعدّ للحرب العوان، و اعلم أنّا قاتلوك و قاتلوا أصحابك، و الموعد فيما بيننا و بينك غدا ضحوة، و قد أعذرنا فيما بيننا و بينكم. فقال لهم عليّ‌ : ويلكم، تهدّدوني بكثرتكم و جمعكم، أنا أستعين باللّه و ملائكته و المسلمين عليكم، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم. فانصرفوا إلى مراكزهم، و انصرف عليّ‌ إلى مركزه. فلمّا جنّه اللّيل، أمر أصحابه أن يحسنوا إلى دوابّهم و يقضموا و يسرجوا. فلمّا انشقّ عمود الصّبح، صلّى بالنّاس بغلس ، ثمّ أغار عليهم بأصحابه، فلم يعلموا حتّى وطئتهم الخيل، فما أدرك آخر أصحابه حتّى قتل مقاتليهم و سبى ذراريّهم و استباح أموالهم و خرّب ديارهم و أقبل بالأسارى و الأموال معه. فنزل جبرئيل فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بما فتح اللّه على عليّ عليه السّلام و جماعة المسلمين . فصعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، و أخبر النّاس بما فتح اللّه على المسلمين ، و أعلمهم أنّه لم يصب منهم إلاّ رجلين. و نزل فخرج يستقبل عليّا في جميع أهل المدينة من المسلمين ، حتّى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة . فلمّا رآه عليّ‌ مقبلا نزل من دابّته و نزل النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله حتّى التزمه و قبّل ما بين عينيه. فنزل جماعة المسلمين إلى عليّ عليه السّلام حيث نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أقبل بالغنيمة و الأسارى و ما رزقهم اللّه من أهل وادي اليابس . ثمّ قال جعفر بن محمّد عليه السّلام : ما غنم المسلمون مثلها قطّ، إلاّ أن يكون من خيبر فإنّها مثل ذلك. و أنزل اللّه في ذلك اليوم وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً ، يعني: بالعاديات الخيل تعدو بالرّجال. و «الضّبح» ضبيحها في أعنّتها و لجمها. فَالْمُورِيٰاتِ‌ قَدْحاً، `فَالْمُغِيرٰاتِ صُبْحاً فقد أخبرك أنّها غارت عليهم صبحا. قلت: قوله: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً . قال: الخيل يأثرن بالوادي نقعا، فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً . قلت: قوله: إِنَّ اَلْإِنْسٰانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ . قال: لكفور. وَ إِنَّهُ عَلىٰ ذٰلِكَ لَشَهِيدٌ قال: يعنيهما جميعا، قد شهدا جميعا وادي اليابس ، و كانا لحبّ الحياة لحريصين. قلت: قوله: أَ فَلاٰ يَعْلَمُ إِذٰا بُعْثِرَ مٰا فِي اَلْقُبُورِ، `وَ حُصِّلَ مٰا فِي اَلصُّدُورِ، `إِنَّ رَبَّهُمْ‌ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ . قال: نزلت الآيتان فيهما خاصّة، كانا يضمران ضمير السّوء و يعملان به، فأخبر اللّه خبرهما و فعالهما. فهذه قصّة أهل وادي اليابس ، و تفسير 100العاديات .

تفسير نور الثقلين

1,14,6 4 فِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ مُوسَى قَالَ‌: حَدَّثَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ‌ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ‌ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : فِي قَوْلِهِ‌: «وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً» قَالَ‌: هَذِهِ اَلسُّورَةُ نَزَلَتْ فِي أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ ، قَالَ‌: قُلْتُ‌: وَ مَا كَانَ حَالُهُمْ وَ قِصَّتُهُمْ؟ قَالَ‌: إِنَّ أَهْلَ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ اِجْتَمَعُوا اِثْنَى عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ وَ تَعَاقَدُوا وَ تَعَاهَدُوا وَ تَوَاثَقُوا أَنْ لاَ يَتَخَلَّفَ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ‌، وَ لاَ يَخْذُلَ أَحَدٌ أَحَداً وَ لاَ يَفِرَّ رَجُلٌ عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتُوا كُلُّهُمْ عَلَى حِلْفٍ وَاحِدٍ، وَ يَقْتُلُوا مُحَمَّداً صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ عَلِيَّ‌ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ فَأَخْبَرَهُ بِقِصَّتِهِم وَ مَا تَعَاقَدُوا عَلَيْهِ وَ تَوَافَقُوا وَ أَمَرَهُ أَنْ يَبْعَثَ أَبَا بَكْرٍ إِلَيْهِمْ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ مِنَ‌ اَلْمُهَاجِرِينَ‌ وَ اَلْأَنْصَارِ ، فَصَعِدَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ اَلْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ‌: يَا مَعْشَرَ اَلْمُهَاجِرِينَ‌ وَ اَلْأَنْصَارِ إِنَّ جَبْرَئِيلَ‌ قَدْ أَخْبَرَنِي أَنَّ أَهْلَ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ اِثْنَى عَشَرَ أَلْفاً قَدِ اِسْتَعَدُّوا وَ تَعَاهَدُوا وَ تَعَاقَدُوا عَلَى أَنْ لاَ يَغْدِرَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بِصَاحِبِهِ وَ لاَ يَفِرَّ عَنْهُ وَ لاَ يَخْذُلَهُ‌ حَتَّى يَقْتُلُونِي وَ أَخِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ‌ ، وَ أَمَرَنِي أَنْ أُسَيِّرَ إِلَيْهِمْ أَبَا بَكْرٍ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ‌ فَارِسٍ فَخُذُوا فِي أَمْرِكُمْ وَ اِسْتَعِدُّوا لِعَدُوِّكُمْ وَ اِنْهَضُوا إِلَيْهِمْ عَلَى اِسْمِ اَللَّهِ وَ بَرَكَتِهِ يَوْمَ‌ اَلْإِثْنَيْنِ‌ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ فَأَخَذَ اَلْمُسْلِمُونَ فِي عُدَّتِهِمْ وَ تَهَيَّئُوا وَ أَمَرَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ أَبَا بَكْرٍ بِأَمْرِهِ‌، وَ كَانَ فِيمَا أَمَرَهُ بِهِ أَنَّهُ إِذَا رَآهُمْ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِمُ اَلْإِسْلاَمَ‌ فَإِنْ بَايَعُوا وَ إِلاَّ وَاقَفَهُمْ‌ فَاقْتُلْ مُقَاتِلِيهِمْ وَ اِسْبِ ذَرَارِيَّهُمْ وَ اِسْتَبِحْ أَمْوَالَهُمْ وَ خَرِّبْ ضِيَاعَهُمْ وَ دِيَارَهُمْ فَمَضَى أَبُو بَكْرٍ وَ مَنْ‌ مَعَهُ مِنَ اَلْمُهَاجِرِينَ‌ وَ اَلْأَنْصَارِ فِي أَحْسَنِ عُدَّةٍ وَ أَحْسَنِ هَيْئَةٍ يَسِيرُ بِهِمْ سَيْراً رَفِيقاً حَتَّى اِنْتَهَوْا إِلَى أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ ، فَلَمَّا بَلَغَ اَلْقَوْمَ نُزُولُ اَلْقَوْمِ عَلَيْهِمْ وَ نَزَلَ أَبُو بَكْرٍ وَ أَصْحَابُهُ‌ قَرِيباً مِنْهُمْ خَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ مِائَتَا رَجُلٍ مُدَحَّجِينَ بِالسِّلاَحِ‌ فَلَمَّا صَادَفُوهُمْ‌ قَالُوا لَهُمْ‌: مَنْ أَنْتُمْ وَ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ وَ أَيْنَ تُرِيدُونَ لِيَخْرُجْ إِلَيْنَا صَاحِبُكُمْ حَتَّى نُكَلِّمَهُ‌، فَخَرَجَ‌ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ اَلْمُسْلِمِينَ‌ ، فَقَالَ لَهُمْ‌: أَنَا أَبُو بَكْرِ صَاحِبُ رَسُولِ‌ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ ، قَالُوا: مَا أَقْدَمَكَ عَلَيْنَا؟ قَالَ‌: أَمَرَنِي صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكُمُ اَلْإِسْلاَمَ‌ وَ أَنْ تَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ اَلْمُسْلِمُونَ وَ لَكُمْ مَا لَهُمْ وَ عَلَيْكُمْ مَا عَلَيْهِمْ وَ إِلاَّ فَالْحَرْبُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ‌، قَالُوا لَهُ‌: وَ اَللاَّتِ‌ وَ اَلْعُزَّى لَوْ لاَ رَحِمٌ مَاسَّةٌ وَ قَرَابَةٌ قَرِيبَةٌ لَقَتَلْنَاكَ وَ جَمِيعَ‌ أَصْحَابِكَ قِتْلَةً تَكُونُ حَدِيثاً لِمَنْ يَكُونُ بَعْدَكُمْ‌، فَارْجِعْ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ وَ اِرْبَحُوا اَلْعَافِيَةَ‌، فَإِنَّا إِنَّمَا نُرِيدُ صَاحِبَكُمْ بِعَيْنِهِ وَ أَخَاهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ‌ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِأَصْحَابِهِ‌: يَا قَوْمُ اَلْقَوْمُ أَكْثَرُ مِنْكُمْ أَضْعَافاً وَ أَعَدُّ مِنْكُمْ وَ قَدْ نَأَتْ دَارُكُمْ عَنْ إِخْوَانِكُمْ‌ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ فَارْجِعُوا نُعْلِمْ رَسُولَ اَللَّهِ‌ بِحَالِ اَلْقَوْمِ‌، فَقَالُوا لَهُ جَمِيعاً: خَالَفْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ مَا أَمَرَكَ بِهِ فَاتَّقِ اَللَّهَ وَ وَاقِعِ اَلْقَوْمَ وَ لاَ تُخَالِفْ قَوْلَ رَسُولِ‌ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ ، فَقَالَ‌: إِنِّي أَعْلَمُ مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ وَ اَلشَّاهِدُ يَرَى مَا لاَ يَرَى اَلْغَائِبُ‌، فَانْصَرَفَ‌ وَ اِنْصَرَفَ اَلنَّاسُ أَجْمَعُونَ‌. فَأُخْبِرَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِمَقَالَةِ اَلْقَوْمِ لَهُ وَ مَا رَدَّ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌: يَا بَا بَكْرٍ خَالَفْتَ أَمْرِي وَ لَمْ تَفْعَلْ مَا أَمَرْتُكَ وَ كُنْتَ لِي وَ اَللَّهِ عَاصِياً فِيمَا أَمَرْتُكَ‌، فَقَامَ اَلنَّبِيُّ‌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ صَعِدَ اَلْمِنْبَرَ وَ حَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ‌: يَا مَعْشَرَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ إِنِّي أَمَرْتُ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَسِيرَ إِلَى أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ وَ أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِمُ اَلْإِسْلاَمَ‌ وَ يَدْعُوَهُمْ إِلَى اَللَّهِ فَإِنْ أَجَابُوا وَ إِلاَّ وَاقَعَهُمْ وَ إِنَّهُ سَارَ إِلَيْهِمْ وَ خَرَجَ مِنْهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ‌، فَلَمَّا سَمِعَ كَلاَمَهُمْ وَ مَا اِسْتَقْبَلُوهُ بِهِ‌ اِنْتَفَخَ صَدْرُهُ وَ دَخَلَهُ اَلرُّعْبُ مِنْهُمْ وَ تَرَكَ قَوْلِي وَ لَمْ يُطِعْ أَمْرِي، وَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ‌ أَمَرَنِي عَنِ اَللَّهِ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْهِمْ عُمَرَ مَكَانَهُ فِي أَصْحَابِهِ فِي أَرْبَعَةِ آلاَفِ فَارِسٍ‌، فَسِرْ يَا عُمَرُ عَلَى اِسْمِ اَللَّهِ وَ لاَ تَعْمَلْ كَمَا عَمِلَ أَبُو بَكْرٍ أَخُوكَ فَإِنَّهُ قَدْ عَصَا اَللَّهَ وَ عَصَانِي وَ أَمَرَهُ بِمَا أَمَرَ بِهِ‌ أَبَا بَكْرٍ ، فَخَرَجَ عُمَرُ وَ اَلْمُهَاجِرُونَ‌ وَ اَلْأَنْصَارُ اَلَّذِينَ كَانُوا مَعَ أَبِي بَكْرٍ يَقْصِدُونَهُمْ فِي مَسِيرِهِمْ حَتَّى شَارَفَ اَلْقَوْمَ وَ كَانَ قَرِيباً بِحَيْثُ يَرَاهُمْ وَ يَرَوْنَهُمْ‌، وَ خَرَجَ إِلَيْهِمْ مِائَتَا رَجُلٍ فَقَالُوا لَهُ وَ لِأَصْحَابِهِ مِثْلَ مَقَالَتِهِمْ لِأَبِي بَكْرٍ فَانْصَرَفَ وَ اِنْصَرَفَ اَلنَّاسُ مَعَهُ وَ كَادَ أَنْ يَطِيرَ قَلْبُهُ مِمَّا رَأَى مِنْ عُدَّةِ اَلْقَوْمِ وَ جَمْعِهِمْ‌، وَ رَجَعَ يَهْرُبُ مِنْهُمْ‌، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ‌ وَ أَخْبَرَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ‌ بِمَا صَنَعَ عُمَرُ وَ أَنَّهُ قَدِ اِنْصَرَفَ وَ اِنْصَرَفَ اَلْمُسْلِمُونَ‌ مَعَهُ‌، فَصَعِدَ اَلنَّبِيُّ‌ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ‌ اَلْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ أَخْبَرَ بِمَا صَنَعَ عُمَرُ وَ مَا كَانَ مِنْهُ وَ أَنَّهُ قَدِ اِنْصَرَفَ‌ وَ اِنْصَرَفَ اَلْمُسْلِمُونَ مَعَهُ مُخَالِفاً لِأَمْرِي عَاصِياً لِقَوْلِي، فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ مِثْلَ مَا أَخْبَرَهُ‌ بِهِ صَاحِبُهُ‌، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : يَا عُمَرُ عَصَيْتَ اَللَّهَ فِي عَرْشِهِ وَ عَصَيْتَنِي وَ خَالَفْتَ‌ قَوْلِي وَ عَمِلْتَ بِرَأْيِكَ أَلاَ قَبَّحَ اَللَّهُ رَأْيَكَ‌، وَ إِنَّ جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أَبْعَثَ عَلِيَّ‌ بْنَ أَبِي طَالِبٍ‌ فِي هَؤُلاَءِ اَلْمُسْلِمِينَ‌ وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ اَللَّهَ يَفْتَحُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَدَعَا عَلِيّاً عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ وَ أَوْصَاهُ بِمَا أَوْصَى أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ أَصْحَابَهُ اَلْأَرْبَعَةَ آلاَفٍ‌، وَ أَخْبَرَهُ أَنَّ اَللَّهَ سَيَفْتَحُ‌ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَصْحَابِهِ‌. فَخَرَجَ عَلِيٌّ وَ مَعَهُ اَلْمُهَاجِرُونَ‌ وَ اَلْأَنْصَارُ وَ سَارَ بِهِمْ غَيْرَ سَيْرِ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ أَعْنَفَ‌ فِي اَلسَّيْرِ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَنْقَطِعُوا مِنَ اَلتَّعَبِ وَ تَحَفَّى دَوَابُّهُمْ‌ فَقَالَ لَهُمْ‌: لاَ تَخَافُوا فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ قَدْ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ اَللَّهَ سَيَفْتَحُ‌ عَلَيَّ وَ عَلَيْكُمْ فَأَبْشِرُوا فَإِنَّكُمْ عَلَى خَيْرٍ وَ إِلَى خَيْرٍ، فَطَابَتْ نُفُوسُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ وَ سَارُوا عَلَى ذَلِكَ اَلسَّيْرِ اَلْمُتْعَبِ حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيباً مِنْهُمْ حَيْثُ يَرَوْنَهُ وَ يَرَاهُمْ أَمَرَ أَصْحَابَهُ‌ أَنْ يَنْزِلُوا، وَ سَمِعَ أَهْلُ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ بِمَقْدَمِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‌ وَ أَصْحَابِهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِ‌ مِنْهُمْ مِائَتَا رَجُلٍ شَاكِينَ فِي اَلسِّلاَحِ‌، فَلَمَّا رَآهُمْ عَلِيٌّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ خَرَجَ إِلَيْهِمْ فِي نَفَرٍ مِنْ‌ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا لَهُمْ‌: مَنْ أَنْتُمْ وَ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ وَ أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالَ‌: أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ‌ اِبْنُ عَمِّ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ أَخُوهُ وَ رَسُولُهُ إِلَيْكُمْ‌. أَدْعُوكُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ‌ إِلاَّ اَللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ‌، وَ لَكُمْ إِنْ آمَنْتُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ‌ وَ عَلَيْكُمْ مَا عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ مِنْ خَيْرٍ وَ شَرٍّ، فَقَالُوا لَهُ‌: إِيَّاكَ أَرَدْنَا وَ أَنْتَ طَلِبَتُنَا قَدْ سَمِعْنَا مَقَالَتَكَ فَخُذْ حِذْرَكَ وَ اِسْتَعِدَّ لِلْحَرْبِ اَلْعَوَانِ‌ وَ اِعْلَمْ أَنَّا قَاتِلُوكَ وَ قَاتِلُوا أَصْحَابِكَ وَ اَلْمَوْعُودُ فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ غَداً ضَحْوَةً وَ قَدْ أَعْذَرْنَا فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ‌، فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : وَيْلَكُمْ‌ تُهَدِّدُونِي بِكَثْرَتِكُمْ وَ جَمْعِكُمْ فَأَنَا أَسْتَعِينُ بِاللَّهِ وَ مَلاَئِكَتِهِ وَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ عَلَيْكُمْ وَ لاَ حَوْلَ‌ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ‌. فَانْصَرَفُوا إِلَى مَرَاكِزِهِمْ وَ اِنْصَرَفَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ إِلَى مَرْكَزِهِ‌، فَلَمَّا جَنَّهُ اَللَّيْلُ‌ أَمَرَ أَصْحَابَهَ أَنْ يُحْسِنُوا إِلَى دَوَابِّهِمْ وَ يُقْضِمُوا وَ يُسْرِجُوا، فَلَمَّا اِنْشَقَّ عَمُودُ اَلصُّبْحِ صَلَّى بِالنَّاسِ بِغَلَسٍ‌ ثُمَّ غَارَ عَلَيْهِمْ وَ بِأَصْحَابِهِمْ فَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى وَطِئَتْهُمُ اَلْخَيْلُ‌ فَمَا أَدْرَكَ آخِرُ أَصْحَابِهِ حَتَّى قَتَلَ مُقَاتِلِيهِمْ وَ سَبَى ذَرَارِيَّهُمْ وَ اِسْتَبَاحَ أَمْوَالَهُمْ وَ خَرَّبَ‌ دِيَارَهُمْ وَ أَقْبَلَ بِالْأُسَارَى وَ اَلْأَمْوَالِ مَعَهُ‌، فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ بِمَا فَتَحَ اَللَّهُ عَلَى عَلِيٍّ وَ جَمَاعَةِ اَلْمُسْلِمِينَ‌، وَ صَعِدَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ اَلْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اَللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ أَخْبَرَ اَلنَّاسَ بِمَا فَتَحَ اَللَّهُ عَلَى اَلْمُسْلِمِينَ‌ وَ أَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ لَمْ يُصِبْ‌ مِنْهُمْ إِلاَّ رَجُلاَنِ وَ نَزَلَ فَخَرَجَ يَسْتَقْبِلُ عَلِيّاً فِي جَمِيعِ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ‌ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ حَتَّى لَقِيَهُ‌ عَلَى ثَلاَثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ اَلْمَدِينَةِ‌ ، فَلَمَّا رَآهُ عَلِيٌّ‌ مُقْبِلاً نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَ نَزَلَ اَلنَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ حَتَّى اِلْتَزَمَهُ وَ قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَنَزَلَ جَمَاعَةٌ مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ حَيْثُ نَزَلَ رَسُولُ‌ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ وَ أَقْبَلَ بِالْغَنِيمَةِ وَ اَلْأُسَارَى وَ مَا رَزَقَهُمُ اَللَّهُ مِنْ أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ‌ ثُمَّ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ‌ : مَا غَنِمَ اَلْمُسْلِمُونَ‌ مِثْلَهَا قَطُّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مِنْ خَيْبَرَ فَإِنَّهَا مِثْلُ خَيْبَرَ وَ أَنْزَلَ‌ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ هَذِهِ اَلسُّورَةَ‌ «وَ اَلْعٰادِيٰاتِ ضَبْحاً» يَعْنِي بِالْعَادِيَاتِ اَلْخَيْلَ تَعْدُو بِالرِّجَالِ‌، وَ اَلضَّبْحُ صَيْحَتُهَا فِي أَعِنَّتِهَا وَ لُجُمِهَا.

تفسير نور الثقلين

6 15 وَ فِيهِ مُتَّصِلٍ بِآخِرِ مَا نَقَلْنَا مِنَ اَلْحَدِيثِ‌: أَعْنِي قَوْلَهُ‌: حَرِيصَانِ قُلْتُ‌: قَوْلُهُ‌: «أَ فَلاٰ يَعْلَمُ إِذٰا بُعْثِرَ مٰا فِي اَلْقُبُورِ*`وَ حُصِّلَ مٰا فِي اَلصُّدُورِ*`إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ» قَالَ‌: نَزَلَتِ اَلْآيَتَانِ فِيهِمَا خَاصَّةً‌، كَانَا يُضْمِرَانِ ضَمِيرَ اَلسَّوْءِ وَ يَعْمَلاَنِ بِهِ‌، فَأَخْبَرَ اَللَّهُ خَبَرَهُمَا وَ فِعَالَهُمَا؛ فَهَذِهِ قِصَّةُ أَهْلِ وَادِي اَلْيَابِسِ وَ تَفْسِيرُ اَلْعَادِيَاتِ‌.

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

قوله و حصل ما فی الصدور یقول ابرز

جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)

و حصل ما فی الصدور یقول میز