السورة
اسم السورة
الکتاب0
القرن0
المذهب0
الفئات0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ1
أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ رَجُلࣲ مِّنۡهُمۡ أَنۡ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنَّ لَهُمۡ قَدَمَ صِدۡقٍ عِندَ رَبِّهِمۡۗ قَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرࣱ مُّبِينٌ2
إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامࣲ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ إِذۡنِهِۦۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ3
إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعࣰاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابࣱ مِّنۡ حَمِيمࣲ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ4
هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِيَآءࣰ وَٱلۡقَمَرَ نُورࣰا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ يُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يَعۡلَمُونَ5
إِنَّ فِي ٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ يَتَّقُونَ6
إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَٱطۡمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِنَا غَٰفِلُونَ7
أُوْلَـٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ8
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ يَهۡدِيهِمۡ رَبُّهُم بِإِيمَٰنِهِمۡۖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ9
دَعۡوَىٰهُمۡ فِيهَا سُبۡحَٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمࣱۚ وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ10
وَلَوۡ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسۡتِعۡجَالَهُم بِٱلۡخَيۡرِ لَقُضِيَ إِلَيۡهِمۡ أَجَلُهُمۡۖ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ11
وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنۢبِهِۦٓ أَوۡ قَاعِدًا أَوۡ قَآئِمࣰا فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُ ضُرَّهُۥ مَرَّ كَأَن لَّمۡ يَدۡعُنَآ إِلَىٰ ضُرࣲّ مَّسَّهُۥۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡمُسۡرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ12
وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْۙ وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ13
ثُمَّ جَعَلۡنَٰكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لِنَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ14
وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتࣲۙ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمࣲ15
قُل لَّوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوۡتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ أَدۡرَىٰكُم بِهِۦۖ فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيكُمۡ عُمُرࣰا مِّن قَبۡلِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ16
فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ17
وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَـٰٓؤُلَآءِ شُفَعَـٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّـُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ18
وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلَّآ أُمَّةࣰ وَٰحِدَةࣰ فَٱخۡتَلَفُواْۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةࣱ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡ فِيمَا فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ19
وَيَقُولُونَ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦۖ فَقُلۡ إِنَّمَا ٱلۡغَيۡبُ لِلَّهِ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ20
وَإِذَآ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةࣰ مِّنۢ بَعۡدِ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُمۡ إِذَا لَهُم مَّكۡرࣱ فِيٓ ءَايَاتِنَاۚ قُلِ ٱللَّهُ أَسۡرَعُ مَكۡرًاۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكۡتُبُونَ مَا تَمۡكُرُونَ21
هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم بِرِيحࣲ طَيِّبَةࣲ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتۡهَا رِيحٌ عَاصِفࣱ وَجَآءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانࣲ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡۙ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنۡ أَنجَيۡتَنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ22
فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَّتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ23
إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتۡ وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّهُمۡ قَٰدِرُونَ عَلَيۡهَآ أَتَىٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلًا أَوۡ نَهَارࣰا فَجَعَلۡنَٰهَا حَصِيدࣰا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يَتَفَكَّرُونَ24
وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ25
لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةࣱۖ وَلَا يَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرࣱ وَلَا ذِلَّةٌۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ26
وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةِۭ بِمِثۡلِهَا وَتَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةࣱۖ مَّا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمࣲۖ كَأَنَّمَآ أُغۡشِيَتۡ وُجُوهُهُمۡ قِطَعࣰا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مُظۡلِمًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ27
وَيَوۡمَ نَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعࣰا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ مَكَانَكُمۡ أَنتُمۡ وَشُرَكَآؤُكُمۡۚ فَزَيَّلۡنَا بَيۡنَهُمۡۖ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمۡ إِيَّانَا تَعۡبُدُونَ28
فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ إِن كُنَّا عَنۡ عِبَادَتِكُمۡ لَغَٰفِلِينَ29
هُنَالِكَ تَبۡلُواْ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّآ أَسۡلَفَتۡۚ وَرُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۖ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ30
قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ31
فَذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ32
كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ33
قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۚ قُلِ ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ34
قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّۚ قُلِ ٱللَّهُ يَهۡدِي لِلۡحَقِّۗ أَفَمَن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّيٓ إِلَّآ أَن يُهۡدَىٰۖ فَمَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ35
وَمَا يَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّاۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ36
وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ37
أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَةࣲ مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ38
بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ39
وَمِنۡهُم مَّن يُؤۡمِنُ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن لَّا يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ40
وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمۡ عَمَلُكُمۡۖ أَنتُم بَرِيٓـُٔونَ مِمَّآ أَعۡمَلُ وَأَنَا۠ بَرِيٓءࣱ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ41
وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَۚ أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يَعۡقِلُونَ42
وَمِنۡهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيۡكَۚ أَفَأَنتَ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يُبۡصِرُونَ43
إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ ٱلنَّاسَ شَيۡـࣰٔا وَلَٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ44
وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةࣰ مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيۡنَهُمۡۚ قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ45
وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ46
وَلِكُلِّ أُمَّةࣲ رَّسُولࣱۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ قُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ47
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ48
قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرࣰّا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةࣰ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ49
قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُهُۥ بَيَٰتًا أَوۡ نَهَارࣰا مَّاذَا يَسۡتَعۡجِلُ مِنۡهُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ50
أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءَامَنتُم بِهِۦٓۚ ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ51
ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ52
وَيَسۡتَنۢبِـُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ قُلۡ إِي وَرَبِّيٓ إِنَّهُۥ لَحَقࣱّۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ53
وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسࣲ ظَلَمَتۡ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لَٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۖ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ54
أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ55
هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ56
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَآءࣱ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣱ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ57
قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرࣱ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ58
قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقࣲ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامࣰا وَحَلَٰلࣰا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ59
وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ60
وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡنࣲ وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَانࣲ وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِۚ وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةࣲ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰبࣲ مُّبِينٍ61
أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ62
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ63
لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ64
وَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًاۚ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ65
أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ66
هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ يَسۡمَعُونَ67
قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدࣰاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ هُوَ ٱلۡغَنِيُّۖ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنۡ عِندَكُم مِّن سُلۡطَٰنِۭ بِهَٰذَآۚ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ68
قُلۡ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ69
مَتَٰعࣱ فِي ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلۡعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ70
وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ نُوحٍ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكُم مَّقَامِي وَتَذۡكِيرِي بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡتُ فَأَجۡمِعُوٓاْ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُنۡ أَمۡرُكُمۡ عَلَيۡكُمۡ غُمَّةࣰ ثُمَّ ٱقۡضُوٓاْ إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ71
فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَمَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ72
فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَعَلۡنَٰهُمۡ خَلَـٰٓئِفَ وَأَغۡرَقۡنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُنذَرِينَ73
ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِۦ مِن قَبۡلُۚ كَذَٰلِكَ نَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلۡمُعۡتَدِينَ74
ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِم مُّوسَىٰ وَهَٰرُونَ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ بِـَٔايَٰتِنَا فَٱسۡتَكۡبَرُواْ وَكَانُواْ قَوۡمࣰا مُّجۡرِمِينَ75
فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ مِنۡ عِندِنَا قَالُوٓاْ إِنَّ هَٰذَا لَسِحۡرࣱ مُّبِينࣱ76
قَالَ مُوسَىٰٓ أَتَقُولُونَ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمۡۖ أَسِحۡرٌ هَٰذَا وَلَا يُفۡلِحُ ٱلسَّـٰحِرُونَ77
قَالُوٓاْ أَجِئۡتَنَا لِتَلۡفِتَنَا عَمَّا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا نَحۡنُ لَكُمَا بِمُؤۡمِنِينَ78
وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ٱئۡتُونِي بِكُلِّ سَٰحِرٍ عَلِيمࣲ79
فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰٓ أَلۡقُواْ مَآ أَنتُم مُّلۡقُونَ80
فَلَمَّآ أَلۡقَوۡاْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئۡتُم بِهِ ٱلسِّحۡرُۖ إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبۡطِلُهُۥٓ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُصۡلِحُ عَمَلَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ81
وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ82
فَمَآ ءَامَنَ لِمُوسَىٰٓ إِلَّا ذُرِّيَّةࣱ مِّن قَوۡمِهِۦ عَلَىٰ خَوۡفࣲ مِّن فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِمۡ أَن يَفۡتِنَهُمۡۚ وَإِنَّ فِرۡعَوۡنَ لَعَالࣲ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ83
وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِينَ84
فَقَالُواْ عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَا رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةࣰ لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ85
وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ86
وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتࣰا وَٱجۡعَلُواْ بُيُوتَكُمۡ قِبۡلَةࣰ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ87
وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ إِنَّكَ ءَاتَيۡتَ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَأَهُۥ زِينَةࣰ وَأَمۡوَٰلࣰا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَۖ رَبَّنَا ٱطۡمِسۡ عَلَىٰٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ وَٱشۡدُدۡ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ88
قَالَ قَدۡ أُجِيبَت دَّعۡوَتُكُمَا فَٱسۡتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ89
وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتۡبَعَهُمۡ فِرۡعَوۡنُ وَجُنُودُهُۥ بَغۡيࣰا وَعَدۡوًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَدۡرَكَهُ ٱلۡغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِيٓ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ90
ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ91
فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةࣰۚ وَإِنَّ كَثِيرࣰا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَايَٰتِنَا لَغَٰفِلُونَ92
وَلَقَدۡ بَوَّأۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مُبَوَّأَ صِدۡقࣲ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ فَمَا ٱخۡتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ93
فَإِن كُنتَ فِي شَكࣲّ مِّمَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ فَسۡـَٔلِ ٱلَّذِينَ يَقۡرَءُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكَۚ لَقَدۡ جَآءَكَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ94
وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ95
إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتۡ عَلَيۡهِمۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ96
وَلَوۡ جَآءَتۡهُمۡ كُلُّ ءَايَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ97
فَلَوۡلَا كَانَتۡ قَرۡيَةٌ ءَامَنَتۡ فَنَفَعَهَآ إِيمَٰنُهَآ إِلَّا قَوۡمَ يُونُسَ لَمَّآ ءَامَنُواْ كَشَفۡنَا عَنۡهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَتَّعۡنَٰهُمۡ إِلَىٰ حِينࣲ98
وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأٓمَنَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ99
وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ100
قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمࣲ لَّا يُؤۡمِنُونَ101
فَهَلۡ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثۡلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ قُلۡ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ102
ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ103
قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي شَكࣲّ مِّن دِينِي فَلَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِنۡ أَعۡبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُمۡۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ104
وَأَنۡ أَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفࣰا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ105
وَلَا تَدۡعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَۖ فَإِن فَعَلۡتَ فَإِنَّكَ إِذࣰا مِّنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ106
وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرࣲّ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرࣲ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ107
قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۖ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِوَكِيلࣲ108
وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ109
الترجمة
التفسير
الحديث
المفردات
الأعلام والأسماء
المواضيع
الإعراب
الآيات المتعلقة
الآيات في الكتب
العرض حسب الکتاب
الکتاب
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب19
تفسير نور الثقلين19
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور17
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)12
ترجمة تفسیر روایي البرهان11
البرهان في تفسير القرآن10
تفسير الصافي5
تفسير العيّاشي4
ترجمة تفسير القمي2
تفسير القمي2
القرن
القرن الثاني عشر59
القرن العاشر17
17
القرن الثالث4
القرن الرابع4
المذهب
شيعي72
سني29
نوع الحديث
تفسیري101
تم العثور على 101 مورد
البرهان في تفسير القرآن

54976 / _2 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ اِبْنِ مَحْبُوبٍ‌ ، عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ‌ سِنَانٍ‌ ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رِيَاحَ رَحْمَةٍ وَ رِيَاحَ عَذَابٍ‌، فَإِنْ شَاءَ‌ اَللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ اَلْعَذَابَ مِنَ اَلرِّيَاحِ رَحْمَةً فَعَلَ قَالَ وَ لَنْ يَجْعَلَ اَلرَّحْمَةَ مِنَ اَلرِّيحِ عَذَاباً قَالَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَرْحَمْ‌ قَوْماً قَطُّ أَطَاعُوهُ‌، وَ كَانَتْ طَاعَتُهُمْ إِيَّاهُ وَبَالاً عَلَيْهِمْ‌، إِلاَّ مِنْ بَعْدِ تَحَوُّلِهِمْ عَنْ طَاعَتِهِ‌ ». قَالَ‌: «وَ كَذَلِكَ فَعَلَ بِقَوْمِ 41يُونُسَ‌ لَمَّا آمَنُوا رَحِمَهُمُ اَللَّهُ بَعْدَ مَا قَدْ كَانَ قَدَّرَ عَلَيْهِمُ اَلْعَذَابَ وَ قَضَاهُ‌، ثُمَّ تَدَارَكَهُمْ‌ بِرَحْمَتِهِ‌، فَجَعَلَ اَلْعَذَابَ اَلْمُقَدَّرَ عَلَيْهِمْ رَحْمَةً‌، فَصَرَفَهُ عَنْهُمْ ، وَ قَدْ أَنْزَلَهُ عَلَيْهِمْ وَ غَشِيَهُمْ‌، وَ ذَلِكَ لَمَّا آمَنُوا بِهِ‌ وَ تَضَرَّعُوا إِلَيْهِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

41,64977 / _3 اِبْنُ بَابَوَيْهِ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ‌ اَلْكُوفِيُّ‌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ اَلنَّخَعِيِّ‌ ، عَنْ عَمِّهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ‌ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ‌: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : لِأَيِّ عِلَّةٍ صَرَفَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اَلْعَذَابَ عَنْ قَوْمِ يُونُسَ وَ قَدْ أَظَلَّهُمْ‌، وَ لَمْ يَفْعَلْ‌ ذَلِكَ بِغَيْرِهِمْ مِنَ اَلْأُمَمِ؟ فَقَالَ‌: «لِأَنَّهُ كَانَ فِي عِلْمِ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ سَيَصْرِفُهُ عَنْهُمْ لِتَوْبَتِهِمْ‌، وَ إِنَّمَا تَرَكَ إِخْبَارَ 41يُونُسَ‌ بِذَلِكَ‌، لِأَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّغَهُ لِعِبَادَتِهِ فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ‌، فَيَسْتَوْجِبَ بِذَلِكَ ثَوَابَهُ وَ كَرَامَتَهُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

164978 / _3 وَ عَنْهُ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اَلْوَلِيدِ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اَلْحَسَنِ‌ اَلصَّفَّارُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي اَلْخَطَّابِ‌ ، عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ‌ ، عَنْ أَبِي اَلْمَغْرَا حُمَيْدِ بْنِ اَلْمُثَنَّى اَلْعِجْلِيِّ‌ ، عَنْ سَمَاعَةَ‌ أَنَّهُ سَمِعَهُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) وَ هُوَ يَقُولُ‌: «مَا رَدَّ اَللَّهُ اَلْعَذَابَ عَنْ قَوْمٍ قَدْ أَظَلَّهُمْ إِلاَّ قَوْمَ 41يُونُسَ‌ ». فَقُلْتُ‌: أَ كَانَ قَدْ أَظَلَّهُمْ؟ قَالَ‌: «نَعَمْ‌، قَدْ نَالُوهُ بِأَكُفِّهِمْ‌». فَقُلْتُ‌: كَيْفَ كَانَ ذَلِكَ؟ قَالَ‌: «كَانَ فِي اَلْعِلْمِ اَلْمُثْبَتِ عِنْدَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اَلَّذِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ أَنَّهُ سَيَصْرِفُهُ‌ عَنْهُمْ‌».

البرهان في تفسير القرآن

41,13,54980 / _5 ثُمَّ قَالَ‌: وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي اَلْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «لَبِثَ 41يُونُسُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي بَطْنِ‌ اَلْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ‌، وَ نَادَى فِي اَلظُّلُمَاتِ اَلثَّلاَثِ ظُلْمَةِ بَطْنِ اَلْحُوتِ‌، وَ ظُلْمَةِ اَللَّيْلِ‌، وَ ظُلْمَةِ اَلْبَحْرِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ‌ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظَّالِمِينَ‌. فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ‌، فَأَخْرَجَهُ اَلْحُوتُ إِلَى اَلسَّاحِلِ‌، ثُمَّ قَذَفَهُ فَأَلْقَاهُ بِالسَّاحِلِ‌، وَ أَنْبَتَ‌ اَللَّهُ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ وَ هُوَ اَلْقَرْعُ فَكَانَ يَمَصُّهُ وَ يَسْتَظِلُّ بِهِ وَ بِوَرَقِهِ‌، وَ كَانَ تَسَاقَطَ شَعْرُهُ وَ رَقَّ جِلْدُهُ‌. وَ كَانَ 41يُونُسُ‌ يُسَبِّحُ وَ يَذْكُرُ اَللَّهَ اَللَّيْلَ وَ اَلنَّهَارَ، فَلَمَّا أَنْ قَوِيَ وَ اِشْتَدَّ بَعَثَ اَللَّهُ دُودَةً‌، فَأَكَلَتْ أَسْفَلَ اَلْقَرْعِ فَذَبَلَتِ‌ اَلْقَرْعَةُ ثُمَّ يَبِسَتْ‌، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى 41يُونُسَ‌ ، فَظَلَّ حَزِيناً، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ‌: مَا لَكَ حَزِيناً، يَا 41يُونُسُ‌ ، قَالَ‌: يَا رَبِّ‌، هَذِهِ‌ اَلشَّجَرَةُ اَلَّتِي كَانَتْ تَنْفَعُنِي سَلَّطْتَ عَلَيْهَا دُودَةً فَيَبِسَتْ‌، فَقَالَ‌: يَا 41يُونُسُ‌ ، أَ حَزِنْتَ لِشَجَرَةٍ لَمْ تَزْرَعْهَا وَ لَمْ تَسْقِهَا وَ لَمْ‌ تَعْيَ‌ بِهَا أَنْ يَبِسَتْ حِينَ اِسْتَغْنَيْتَ عَنْهَا وَ لَمْ تَجْزَعْ لِمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ‌ أَرَدْتَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِمُ اَلْعَذَابُ؟! إِنَّ‌ أَهْلَ نَيْنَوَى قَدْ آمَنُوا وَ اِتَّقَوْا فَارْجِعْ إِلَيْهِمْ‌. فَانْطَلَقَ 41يُونُسُ‌ إِلَى قَوْمِهِ‌، فَلَمَّا دَنَا مِنْ نَيْنَوَى اِسْتَحْيَا أَنْ يَدْخُلَ‌، فَقَالَ لِرَاعٍ لَقِيَهُ‌: اِئْتِ أَهْلَ نَيْنَوَى فَقُلْ لَهُمْ‌: إِنَّ‌ هَذَا 41يُونُسُ‌ قَدْ جَاءَ‌. قَالَ اَلرَّاعِي أَ تَكْذِبُ‌، أَ مَا تَسْتَحْيِي، وَ 41يُونُسُ‌ قَدْ غَرِقَ فِي اَلْبَحْرِ وَ ذَهَبَ‌. قَالَ لَهُ 41يُونُسُ‌ : إِنْ نَطَقَتِ‌ اَلشَّاةُ بِأَنِّي 41يُونُسُ‌ ، قَبِلْتَ مِنِّي‌؟ فَقَالَ اَلرَّاعِي: بَلَى. قَالَ 41يُونُسُ‌ : اَللَّهُمَّ أَنْطِقْ هَذِهِ اَلشَّاةَ حَتَّى تَشْهَدَ لَهُ بِأَنِّي 41يُونُسُ‌ فَأُنْطِقَتِ‌ اَلشَّاةُ لَهُ بِأَنَّهُ 41يُونُسُ‌ . فَلَمَّا أَتَى اَلرَّاعِي قَوْمَهُ وَ أَخْبَرَهُمْ‌، أَخَذُوهُ وَ هَمُّوا بِضَرْبِهِ‌، فَقَالَ‌: إِنَّ لِي بَيِّنَةً لِمَا أَقُولُ‌. قَالُوا: مَنْ يَشْهَدُ؟ قَالَ‌: هَذِهِ اَلشَّاةُ تَشْهَدُ. فَشَهِدَتْ بِأَنَّهُ صَادِقٌ وَ أَنَّ 41يُونُسَ‌ قَدْ رَدَّهُ اَللَّهُ إِلَيْهِمْ‌، فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ‌، فَوَجَدُوهُ فَجَاءُوا بِهِ‌، وَ آمَنُوا وَ حَسُنَ إِيمَانُهُمْ‌، فَمَتَّعَهُمُ اَللَّهُ إِلَى حِينٍ وَ هُوَ اَلْمَوْتُ‌، وَ أَجَارَهُمْ مِنْ ذَلِكَ اَلْعَذَابِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

41,13,14,1,54981 / _6 اَلْعَيَّاشِيُّ‌ : عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ اَلْحَذَّاءِ‌ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: سَمِعْتُهُ يَقُولُ‌: «وَجَدْنَا فِي بَعْضِ‌ كُتُبِ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) أَنَّ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) حَدَّثَهُ أَنَّ 41يُونُسَ بْنَ‌ مَتَّى (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) بَعَثَهُ اَللَّهُ إِلَى قَوْمِهِ وَ هُوَ اِبْنُ ثَلاَثِينَ سَنَةً‌، وَ كَانَ رَجُلاً تَعْتَرِيهِ اَلْحِدَّةُ وَ كَانَ قَلِيلَ اَلصَّبْرِ عَلَى قَوْمِهِ‌ وَ اَلْمُدَارَاةِ لَهُمْ‌، عَاجِزاً عَمَّا حُمِّلَ مِنْ ثِقَلِ حَمْلِ أَوْقَارِ اَلنُّبُوَّةِ وَ أَعْلاَمِهَا، وَ أَنَّهُ تَفَسَّخَ تَحْتَهَا كَمَا يَتَفَسَّخُ اَلْجَذَعُ تَحْتَ‌ حَمْلِهِ‌ . وَ أَنَّهُ أَقَامَ فِيهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَ اَلتَّصْدِيقِ بِهِ وَ اِتِّبَاعِهِ ثَلاَثاً وَ ثَلاَثِينَ سَنَةً‌، فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ وَ لَمْ يَتَّبِعْهُ مِنْ‌ قَوْمِهِ إِلاَّ رَجُلاَنِ اِسْمُ أَحَدِهِمَا رُوبِيلُ‌ ، وَ اِسْمُ اَلْآخَرِ تَنُوخَا ، وَ كَانَ رُوبِيلُ‌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اَلْعِلْمِ وَ اَلنُّبُوَّةِ وَ اَلْحِكْمَةِ‌، وَ كَانَ‌ قَدِيمَ اَلصُّحْبَةِ 41لِيُونُسَ بْنِ مَتَّى مِنْ قَبْلِ أَنْ يَبْعَثَهُ اَللَّهُ بِالنُّبُوَّةِ‌. وَ كَانَ تَنُوخَا رَجُلاً مُسْتَضْعَفاً عَابِداً زَاهِداً، مُنْهَمِكاً فِي اَلْعِبَادَةِ‌، وَ لَيْسَ لَهُ عِلْمٌ وَ لاَ حُكْمٌ‌، وَ كَانَ رُوبِيلُ‌ صَاحِبَ غَنَمٍ يَرْعَاهَا وَ يَتَقَوَّتُ مِنْهَا، وَ كَانَ تَنُوخَا رَجُلاً حَطَّاباً يَحْتَطِبُ‌ عَلَى رَأْسِهِ‌، وَ يَأْكُلُ مِنْ كَسْبِهِ‌. وَ كَانَ لِرُوبِيلَ‌ مَنْزِلَةً مِنْ 41يُونُسَ‌ غَيْرَ مَنْزِلَةِ تَنُوخَا ، لِعِلْمِ رُوبِيلَ‌ وَ حِكْمَتِهِ وَ قَدِيمِ صُحْبَتِهِ‌. فَلَمَّا رَأَى 41يُونُسُ‌ أَنَّ قَوْمَهُ لاَ يُجِيبُونَهُ وَ لاَ يُؤْمِنُونَ ضَجِرَ، وَ عَرَفَ مِنْ نَفْسِهِ قِلَّةَ اَلصَّبْرِ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَبِّهِ‌، وَ كَانَ‌ فِيمَا شَكَا أَنْ قَالَ‌: يَا رَبِّ‌، إِنَّكَ بَعَثْتَنِي إِلَى قَوْمِي وَ لِي ثَلاَثُونَ سَنَةً‌، فَلَبِثْتُ فِيهِمْ أَدْعُوهُمْ إِلَى اَلْإِيمَانِ بِكَ وَ اَلتَّصْدِيقِ‌ بِرِسَالاَتِي، وَ أُخَوِّفُهُمْ عَذَابَكَ وَ نَقِمَتَكَ ثَلاَثاً وَ ثَلاَثِينَ سَنَةً‌، فَكَذَّبُونِي وَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِي، وَ جَحَدُوا نُبُوَّتِي وَ اِسْتَخَفُّوا بِرِسَالاَتِي، وَ قَدْ تَوَاعَدُونِي وَ خِفْتُ أَنْ يَقْتُلُونِي، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ عَذَابَكَ‌، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يُؤْمِنُونَ‌». قَالَ‌: «فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَى 41يُونُسَ‌ : أَنَّ فِيهِمُ اَلْحَمْلَ وَ اَلْجَنِينَ وَ اَلطِّفْلَ‌، وَ اَلشَّيْخَ اَلْكَبِيرَ وَ اَلْمَرْأَةَ اَلضَّعِيفَةَ‌ وَ اَلْمُسْتَضْعَفَ اَلْمَهِينَ‌، وَ أَنَا اَلْحَكَمُ اَلْعَدْلُ‌، سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي، لاَ أُعَذِّبُ اَلصِّغَارَ بِذُنُوبِ اَلْكِبَارِ مِنْ قَوْمِكَ‌، وَ هُمْ‌ يَا 41يُونُسُ‌ عِبَادِي وَ خَلْقِي وَ بَرِيَّتِي فِي بِلاَدِي وَ فِي عَيْلَتِي، أُحِبُّ أَنْ أَتَأَنَّاهُمْ وَ أَرْفُقَ بِهِمْ وَ أَنْتَظِرَ تَوْبَتَهُمْ‌، وَ إِنَّمَا بَعَثْتُكَ‌ إِلَى قَوْمِكَ لِتَكُونَ حَيِّطاً عَلَيْهِمْ‌، تَعْطِفَ عَلَيْهِمْ لِسَخَاءِ اَلرَّحِمِ اَلْمَاسَّةِ مِنْهُمْ‌، وَ تَتَأَنَّاهُمْ بِرَأْفَةٍ اَلنُّبُوَّةِ‌، وَ تَصْبِرَ مَعَهُمْ‌ بِأَحْلاَمِ اَلرِّسَالَةِ‌، وَ تَكُونَ لَهُمْ كَهَيْئَةِ اَلطَّبِيبِ اَلْمُدَاوِي اَلْعَالِمِ بِمُدَاوَاةِ اَلدَّاءِ‌، فَخَرَقْتَ بِهِمْ‌ ، وَ لَمْ تَسْتَعْمِلْ قُلُوبَهُمْ‌ بِالرِّفْقِ‌، وَ لَمْ تَسُسْهُمْ بِسِيَاسَةِ اَلْمُرْسَلِينَ‌، ثُمَّ سَأَلْتَنِي عَنْ‌ سُوءِ نَظَرِكَ اَلْعَذَابَ لَهُمْ عِنْدَ قِلَّةِ اَلصَّبْرِ مِنْكَ‌، وَ عَبْدِي 21نُوحٌ‌ كَانَ أَصْبَرَ مِنْكَ عَلَى قَوْمِهِ‌، وَ أَحْسَنَ صُحْبَةً‌، وَ أَشَدَّ تَأَنِّياً فِي اَلصَّبْرِ عِنْدِي، وَ أَبْلَغَ فِي اَلْعُذْرِ، فَغَضِبْتُ لَهُ حِينَ‌ غَضِبَ لِي، وَ أَجَبْتُهُ حِينَ دَعَانِي. فَقَالَ 41يُونُسُ‌ : يَا رَبِّ‌، إِنَّمَا غَضِبْتُ عَلَيْهِمْ فِيكَ‌، وَ إِنَّمَا دَعَوْتُ عَلَيْهِمْ حِينَ عَصَوْكَ‌، فَوَ عِزَّتِكَ لاَ أَتَعَطَّفُ عَلَيْهِمْ‌ بِرَأْفَةٍ أَبَداً، وَ لاَ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ بِنَصِيحَةِ شَفِيقٍ بَعْدَ كُفْرِهِمْ وَ تَكْذِيبِهِمْ إِيَّايَ‌، وَ جَحْدِهِمْ نُبُوَّتِي، فَأَنْزِلْ عَلَيْهِمْ عَذَابَكَ‌، فَإِنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ أَبَداً. فَقَالَ اَللَّهُ‌: يَا 41يُونُسُ‌ ، إِنَّهُمْ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ مِنَ خَلْقِي، يَعْمُرُونَ بِلاَدِي، وَ يَلِدُونَ عِبَادِي، وَ مَحَبَّتِي أَنْ‌ أَتَأَنَّاهُمْ لِلَّذِي سَبَقَ مِنْ عِلْمِي فِيهِمْ وَ فِيكَ‌، وَ تَقْدِيرِي وَ تَدْبِيرِي غَيْرُ عِلْمِكَ وَ تَقْدِيرِكَ‌، وَ أَنْتَ اَلْمُرْسَلُ وَ أَنَا اَلرَّبُّ‌ اَلْحَكِيمُ‌، وَ عِلْمِي فِيهِمْ يَا 41يُونُسُ‌ بَاطِنٌ فِي اَلْغَيْبِ عِنْدِي لاَ يُعْلَمُ مَا مُنْتَهَاهُ‌، وَ عِلْمُكَ فِيهِمْ ظَاهِرٌ لاَ بَاطِنَ لَهُ‌. يَا 41يُونُسُ‌ ، قَدْ أَجَبْتُكَ إِلَى مَا سَأَلْتَ مِنْ إِنْزَالِ اَلْعَذَابِ عَلَيْهِمْ‌، وَ مَا ذَلِكَ يَا 41يُونُسُ‌ بِأَوْفَرَ لِحَظِّكَ عِنْدِي، وَ لاَ أَحْمَدَ لِشَأْنِكَ‌، وَ سَيَأْتِيهِمُ اَلْعَذَابُ فِي شَوَّالٍ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ وَسَطَ اَلشَّهْرِ بَعْدَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ‌ ، فَأَعْلِمْهُمْ ذَلِكَ‌». قَالَ‌: «فَسَرَّ ذَلِكَ 41يُونُسَ‌ وَ لَمْ يَسُؤْهُ‌، وَ لَمْ يَدْرِ مَا عَاقِبَتُهُ‌، فَانْطَلَقَ 41يُونُسُ‌ إِلَى تَنُوخَا اَلْعَابِدِ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا أَوْحَى اَللَّهُ‌ إِلَيْهِ مِنْ نُزُولِ اَلْعَذَابِ عَلَى قَوْمِهِ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ‌، وَ قَالَ لَهُ‌: اِنْطَلِقْ حَتَّى أُعْلِمَهُمْ بِمَا أَوْحَى اَللَّهُ إِلَيَّ مِنْ نُزُولِ اَلْعَذَابِ‌. فَقَالَ تَنُوخَا : فَدَعْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ وَ مَعْصِيَتِهِمْ حَتَّى يُعَذِّبَهُمُ اَللَّهُ تَعَالَى. فَقَالَ لَهُ 41يُونُسُ‌ : بَلْ نَلْقَى رُوبِيلَ‌ فَنُشَاوِرُهُ‌، فَإِنَّهُ رَجُلٌ عَالِمٌ حَكِيمٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اَلنُّبُوَّةِ‌، فَانْطَلَقَا إِلَى رُوبِيلَ‌ ، فَأَخْبَرَهُ 41يُونُسُ‌ بِمَا أَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ مِنْ نُزُولِ اَلْعَذَابِ عَلَى قَوْمِهِ فِي شَوَّالٍ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ فِي وَسَطِ اَلشَّهْرِ بَعْدَ طُلُوعِ‌ اَلشَّمْسِ‌ . فَقَالَ لَهُ‌: مَا تَرَى‌؟ اِنْطَلِقْ بِنَا حَتَّى أُعْلِمَهُمْ ذَلِكَ‌. فَقَالَ لَهُ رُوبِيلُ‌ : اِرْجِعْ إِلَى رَبِّكَ رَجْعَةَ نَبِيٍّ حَكِيمٍ وَ رَسُولٍ كَرِيمٍ‌، وَ سَلْهُ أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُمُ اَلْعَذَابَ فَإِنَّهُ غَنِيٌّ عَنْ‌ عَذَابِهِمْ‌، وَ هُوَ يُحِبُّ اَلرِّفْقَ بِعِبَادِهِ‌، وَ مَا ذَلِكَ بِأَضَرَّ لَكَ عِنْدَهُ وَ لاَ أَسْوَأَ لِمَنْزِلَتِكَ لَدَيْهِ‌، وَ لَعَلَّ قَوْمَكَ بَعْدَ مَا سَمِعْتَ‌ وَ رَأَيْتَ مِنْ كُفْرِهِمْ وَ جُحُودِهِمْ يُؤْمِنُونَ يَوْماً، فَصَابِرْهُمْ وَ تَأَنَّهُمْ‌. فَقَالَ لَهُ تَنُوخَا : وَيْحَكَ يَا رُوبِيلُ‌ ! مَا أَشَرْتَ عَلَى 41يُونُسَ‌ وَ أَمَرْتَهُ بِهِ بَعْدَ كُفْرِهِمْ بِاللَّهِ‌، وَ جَحْدِهِمْ لِنَبِيِّهِ‌، وَ تَكْذِيبِهِمْ إِيَّاهُ‌، وَ إِخْرَاجِهِمْ إِيَّاهُ مِنْ مَسَاكِنِهِ‌، وَ مَا هَمُّوا بِهِ مِنْ رَجْمِهِ‌! فَقَالَ رُوبِيلُ‌ لِتَنُوخَا : اُسْكُتْ‌، فَإِنَّكَ رَجُلٌ عَابِدٌ، لاَ عِلْمَ لَكَ‌، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى 41يُونُسَ‌ ، فَقَالَ‌: أَ رَأَيْتَ يَا 41يُونُسُ‌ إِذَا أَنْزَلَ اَللَّهُ اَلْعَذَابَ عَلَى قَوْمِكَ‌، أَ يُنْزِلُهُ فَيُهْلِكُهُمْ جَمِيعاً أَوْ يُهْلِكُ بَعْضاً وَ يُبْقِي بَعْضاً؟ فَقَالَ لَهُ 41يُونُسُ‌ : بَلْ يُهْلِكَهُمُ اَللَّهُ‌ جَمِيعاً، وَ كَذَلِكَ سَأَلْتُهُ‌، مَا دَخَلَتْنِي لَهُمْ رَحْمَةُ تَعَطُّفٍ فَأُرَاجِعَ اَللَّهَ فِيهَا وَ أَسْأَلَهُ أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُمْ‌. فَقَالَ لَهُ رُوبِيلُ‌ : أَ تَدْرِي يَا 41يُونُسُ‌ لَعَلَّ اَللَّهَ إِذَا أَنْزَلَ عَلَيْهِمُ اَلْعَذَابَ فَأَحَسُّوا بِهِ أَنْ يَتُوبُوا إِلَيْهِ وَ يَسْتَغْفِرُوا فَيَرْحَمَهُمْ‌، فَإِنَّهُ أَرْحَمُ اَلرَّاحِمِينَ‌، وَ يَكْشِفَ عَنْهُمُ اَلْعَذَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَخْبَرْتَهُمْ عَنِ اَللَّهِ أَنَّهُ يُنْزِلُ عَلَيْهِمُ اَلْعَذَابَ يَوْمَ‌ اَلْأَرْبِعَاءِ‌ ، فَتَكُونَ بِذَلِكَ عِنْدَهُمْ كَذَّاباً. فَقَالَ لَهُ تَنُوخَا: وَيْحَكَ يَا رُوبِيلُ‌ لَقَدْ قُلْتَ عَظِيماً، يُخْبِرُكَ اَلنَّبِيُّ اَلْمُرْسَلُ أَنَّ اَللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ بِأَنَّ اَلْعَذَابَ‌ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ‌، فَتَرُدُّ قَوْلَ اَللَّهِ وَ تَشُكُّ فِيهِ وَ فِي قَوْلِ رَسُولِهِ؟! اِذْهَبْ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُكَ‌. فَقَالَ رُوبِيلُ‌ لِتَنُوخَا : لَقَدْ فَشِلَ رَأْيُكَ‌، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى 41يُونُسَ‌ ، فَقَالَ‌: إِذَا نَزَلَ اَلْوَحْيُ وَ اَلْأَمْرُ مِنَ اَللَّهِ فِيهِمْ عَلَى مَا أَنْزَلَ عَلَيْكَ فِيهِمْ مِنْ إِنْزَالِ اَلْعَذَابِ عَلَيْهِمْ وَ قَوْلُهُ اَلْحَقُّ‌، أَ رَأَيْتَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَهَلَكَ قَوْمُكَ كُلُّهُمْ وَ خَرِبَتْ قَرْيَتُهُمْ‌، أَ لَيْسَ يَمْحُو اَللَّهُ اِسْمَكَ مِنَ اَلنُّبُوَّةِ‌، وَ تَبْطُلُ رِسَالَتُكَ‌، وَ تَكُونُ كَبَعْضِ ضُعَفَاءِ اَلنَّاسِ‌، وَ يَهْلِكُ عَلَى يَدَيْكَ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ مِنَ اَلنَّاسِ؟ فَأَبَى 41يُونُسُ‌ أَنْ يَقْبَلَ وَصِيَّتَهُ‌، فَانْطَلَقَ وَ مَعَهُ تَنُوخَا إِلَى قَوْمِهِ‌، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ اَللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّهُ مُنْزِلُ اَلْعَذَابِ‌ عَلَيْكُمْ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ فِي شَوَّالٍ فِي وَسَطِ اَلشَّهْرِ بَعْدَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ‌ . فَرَدُّوا عَلَيْهِ قَوْلَهُ‌، فَكَذَّبُوهُ وَ أَخْرَجُوهُ مِنْ قَرْيَتِهِمْ‌ إِخْرَاجاً عَنِيفاً. فَخَرَجَ 41يُونُسُ‌ وَ مَعَهُ تَنُوخَا مِنَ اَلْقَرْيَةِ‌، وَ تَنَحَّيَا عَنْهُمْ غَيْرَ بَعِيدٍ، وَ أَقَامَا يَنْتَظِرَانِ اَلْعَذَابَ‌. وَ أَقَامَ رُوبِيلُ‌ مَعَ قَوْمِهِ فِي قَرْيَتِهِمْ‌، حَتَّى إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِمْ شَوَّالٌ‌ صَرَخَ رُوبِيلُ‌ بِأَعْلَى صَوْتِهِ فِي رَأْسِ اَلْجَبَلِ إِلَى اَلْقَوْمِ‌: أَنَا رُوبِيلُ‌ ، شَفِيقٌ عَلَيْكُمْ‌، رَحِيمٌ بِكُمْ‌، هَذَا شَوَّالٌ‌ قَدْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ‌، وَ قَدْ أَخْبَرَكُمْ 41يُونُسُ‌ نَبِيُّكُمْ وَ رَسُولُ رَبِّكُمْ أَنَّ‌ اَللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنَّ اَلْعَذَابَ يَنْزِلُ عَلَيْكُمْ فِي شَوَّالٍ فِي وَسَطِ اَلشَّهْرِ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ بَعْدَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ‌ ، وَ لَنْ يُخْلِفَ اَللَّهُ‌ وَعْدَهُ رُسُلَهُ‌، فَانْظُرُوا مَا أَنْتُمْ صَانِعُونَ؟ فَأَفْزَعَهُمْ كَلاَمُهُ وَ وَقَعَ فِي قُلُوبِهِمْ تَحْقِيقُ نُزُولِ اَلْعَذَابِ‌، فَأَجْفَلُوا نَحْوَ رُوبِيلَ‌ ، وَ قَالُوا لَهُ‌: مَاذَا أَنْتَ مُشِيرٌ بِهِ عَلَيْنَا يَا رُوبِيلُ‌ فَإِنَّكَ رَجُلٌ عَالِمٌ حَكِيمٌ‌، لَمْ نَزَلَ نَعْرِفُكَ بِالرَّأْفَةِ‌ عَلَيْنَا وَ اَلرَّحْمَةِ لَنَا، وَ قَدْ بَلَغَنَا مَا أَشَرْتَ بِهِ عَلَى 41يُونُسَ‌ فِينَا، فَمُرْنَا بِأَمْرِكَ وَ أَشِرْ عَلَيْنَا بِرَأْيِكَ‌. فَقَالَ لَهُمْ رُوبِيلُ‌ : فَإِنِّي أَرَى لَكُمْ وَ أُشِيرُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْظُرُوا وَ تَعْمِدُوا إِذَا طَلَعَ اَلْفَجْرُ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ فِي وَسَطِ اَلشَّهْرِ أَنْ تَعْزِلُوا اَلْأَطْفَالَ عَنِ اَلْأُمَّهَاتِ فِي أَسْفَلِ اَلْجَبَلِ فِي طَرِيقِ اَلْأَوْدِيَةِ‌، وَ تُوقِفُوا اَلنِّسَاءَ وَ كُلَّ اَلْمَوَاشِي جَمِيعاً عَنْ‌ أَطْفَالِهَا فِي سَفْحِ اَلْجَبَلِ‌، وَ يَكُونُ هَذَا كُلُّهُ قَبْلَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ‌، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رِيحاً صَفْرَاءَ أَقْبَلَتْ مِنَ اَلْمَشْرِقِ‌، فَعِجُّوا عَجِيجاً، اَلْكَبِيرُ مِنْكُمْ وَ اَلصَّغِيرُ بِالصُّرَاخِ وَ اَلْبُكَاءِ‌، وَ اَلتَّضَرُّعِ إِلَى اَللَّهِ‌، وَ اَلتَّوْبَةِ إِلَيْهِ وَ اَلاِسْتِغْفَارِ لَهُ‌، وَ اِرْفَعُوا رُءُوسَكُمْ إِلَى اَلسَّمَاءِ‌، وَ قُولُوا: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَ كَذَّبْنَا نَبِيَّكَ وَ تُبْنَا إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِنَا، وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَ تَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ اَلْخَاسِرِينَ‌ اَلْمُعَذَّبِينَ‌، فَاقْبَلْ تَوْبَتَنَا وَ اِرْحَمْنَا يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ‌. ثُمَّ لاَ تَمَلُّوا مِنَ اَلْبُكَاءِ وَ اَلصُّرَاخِ وَ اَلتَّضَرُّعِ إِلَى اَللَّهِ وَ اَلتَّوْبَةِ إِلَيْهِ‌ حَتَّى تَتَوَارَى اَلشَّمْسُ بِالْحِجَابِ‌، أَوْ يَكْشِفَ اَللَّهُ عَنْكُمُ اَلْعَذَابَ قَبْلَ ذَلِكَ‌. فَأَجْمَعَ رَأْيُ اَلْقَوْمِ جَمِيعاً عَلَى أَنْ يَفْعَلُوا مَا أَشَارَ بِهِ عَلَيْهِمْ رُوبِيلُ‌ . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ اَلْأَرْبِعَاءِ‌ اَلَّذِي تَوَقَّعُوا فِيهِ اَلْعَذَابَ‌، تَنَحَّى رُوبِيلُ‌ عَنِ اَلْقَرْيَةِ حَيْثُ يَسْمَعُ صُرَاخَهُمْ وَ يَرَى اَلْعَذَابَ إِذَا نَزَلَ‌، فَلَمَّا طَلَعَ اَلْفَجْرُ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ‌ فَعَلَ قَوْمُ 41يُونُسَ‌ مَا أَمَرَهُمْ رُوبِيلُ‌ بِهِ‌، فَلَمَّا بَزَغَتِ اَلشَّمْسُ أَقْبَلَتْ رِيحٌ‌ صَفْرَاءُ مُظْلِمَةٌ مُسْرِعَةٌ‌، لَهَا صَرِيرٌ وَ حَفِيفٌ وَ هَدِيرٌ، فَلَمَّا رَأَوْهَا عَجُّوا جَمِيعاً بِالصُّرَاخِ وَ اَلْبُكَاءِ وَ اَلتَّضَرُّعِ إِلَى اَللَّهِ‌، وَ تَابُوا إِلَيْهِ وَ اِسْتَغْفَرُوهُ‌، وَ صَرَخَتِ اَلْأَطْفَالُ بِأَصْوَاتِهَا تَطْلُبُ أُمَّهَاتِهَا، وَ عَجَّتْ سِخَالُ‌ اَلْبَهَائِمِ تَطْلُبُ اَلثَّدْيَ‌، وَ عَجَّتْ اَلْأَنْعَامُ تَطْلُبُ اَلرَّعْيَ‌، فَلَمْ يَزَالُوا بِذَلِكَ وَ 41يُونُسُ‌ وَ تَنُوخَا يَسْمَعَانِ ضَجِيجَهُمْ‌ وَ صُرَاخَهُمْ‌، وَ يَدْعُوَانِ اَللَّهَ‌ بِتَغْلِيظِ اَلْعَذَابِ عَلَيْهِمْ‌، وَ رُوبِيلُ‌ فِي مَوْضِعِهِ يَسْمَعُ صُرَاخَهُمْ وَ عَجِيجَهُمْ‌، وَ يَرَى مَا نَزَلَ‌، وَ هُوَ يَدْعُو اَللَّهَ بِكَشْفِ‌ اَلْعَذَابِ عَنْهُمْ‌. فَلَمَّا أَنْ زَالَتِ اَلشَّمْسُ‌، وَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ اَلسَّمَاءِ‌، وَ سَكَنَ غَضَبُ اَلرَّبِّ تَعَالَى، رَحِمَهُمُ اَلرَّحْمَنُ فَاسْتَجَابَ‌ دُعَاءَهُمْ‌، وَ قَبِلَ تَوْبَتَهُمْ‌، وَ أَقَالَهُمْ عَثْرَتَهُمْ‌، وَ أَوْحَى اَللَّهُ إِلَى إِسْرَافِيلَ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): أَنِ اِهْبِطْ إِلَى قَوْمِ 41يُونُسَ‌ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ عَجُّوا إِلَيَّ بِالْبُكَاءِ وَ اَلتَّضَرُّعِ‌، وَ تَابُوا إِلَيَّ وَ اِسْتَغْفَرُونِي، فَرَحِمْتُهُمْ وَ تُبْتُ عَلَيْهِمْ‌، وَ أَنَا اَللَّهُ اَلتَّوَّابُ اَلرَّحِيمُ‌، أَسْرَعُ إِلَى قَبُولِ تَوْبَةِ عَبْدِيَ اَلتَّائِبِ مِنَ اَلذُّنُوبِ‌، وَ قَدْ كَانَ عَبْدِي 41يُونُسُ‌ وَ رَسُولِي سَأَلَنِي نُزُولَ اَلْعَذَابِ عَلَى قَوْمِهِ‌، وَ قَدْ أَنْزَلْتُهُ‌ عَلَيْهِمْ‌، وَ أَنَا اَللَّهُ أَحَقُّ مَنْ وَفَى بِعَهْدِهِ‌، وَ قَدْ أَنْزَلْتُهُ عَلَيْهِمْ‌، وَ لَمْ يَكُنِ اِشْتَرَطَ 41يُونُسُ‌ حِينَ سَأَلَنِي أَنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِمُ اَلْعَذَابَ‌ أَنْ أُهْلِكَهُمْ‌، فَاهْبِطْ إِلَيْهِمْ فَاصْرِفْ عَنْهُمْ مَا قَدْ نَزَلَ بِهِمْ مِنْ عَذَابِي. فَقَالَ إِسْرَافِيلُ‌ : يَا رَبِّ‌، إِنَّ عَذَابَكَ قَدْ بَلَغَ أَكْتَافَهُمْ‌، وَ كَادَ أَنْ يُهْلِكَهُمْ‌، وَ مَا أَرَاهُ إِلاَّ وَ قَدْ نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ‌، فَإِلَى أَيْنَ‌ أَصْرِفُهُ؟ فَقَالَ اَللَّهُ‌: كَلاَّ إِنِّي قَدْ أَمَرْتُ مَلاَئِكَتِي أَنْ يَصْرِفُوهُ‌، وَ لاَ يُنْزِلُوهُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرِي فِيهِمْ وَ عَزِيمَتِي، فَاهْبِطْ يَا إِسْرَافِيلُ‌ عَلَيْهِمْ‌، وَ اِصْرِفْهُ عَنْهُمْ‌، وَ اِضْرِبْ بِهِ إِلَى اَلْجِبَالِ بِنَاحِيَةِ مَفَائِضَ اَلْعُيُونِ وَ مَجَارِي اَلسُّيُولِ فِي اَلْجِبَالِ‌ اَلْعَاتِيَةِ‌، اَلْمُسْتَطِيلَةِ عَلَى اَلْجِبَالِ‌، فَأَذِلَّهَا بِهِ وَ لَيِّنْهَا حَتَّى تَصِيرَ مُلْتَئِمَةً‌ حَدِيداً جَامِداً. فَهَبَطَ إِسْرَافِيلُ‌ عَلَيْهِمْ فَنَشَرَ أَجْنِحَتَهُ فَاسْتَاقَ بِهَا ذَلِكَ اَلْعَذَابَ‌، حَتَّى ضَرَبَ بِهَا تِلْكَ اَلْجِبَالَ اَلَّتِي أَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ يَصْرِفَهُ إِلَيْهَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : وَ هِيَ اَلْجِبَالُ اَلَّتِي بِنَاحِيَةِ اَلْمُوصِلِ‌ اَلْيَوْمَ فَصَارَتْ حَدِيداً إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ‌ . فَلَمَّا رَأَى قَوْمُ 41يُونُسَ‌ أَنَّ‌ اَلْعَذَابَ قَدْ صُرِفَ عَنْهُمْ هَبَطُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ مِنَ رُءُوسُ اَلْجِبَالِ‌، وَ ضَمُّوا إِلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَ أَوْلاَدَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ‌، وَ حَمِدُوا اَللَّهَ عَلَى مَا صَرَفَ عَنْهُمْ‌. وَ أَصْبَحَ 41يُونُسُ‌ وَ تَنُوخَا يَوْمَ اَلْخَمِيسِ‌ فِي مَوْضِعِهِمَا اَلَّذِي كَانَا فِيهِ‌، لاَ يَشُكَّانِ أَنَّ اَلْعَذَابَ قَدْ نَزَلَ بِهِمْ وَ أَهْلَكَهُمْ‌ جَمِيعاً، لَمَّا خَفِيَتْ أَصْوَاتُهُمْ عَنْهُمَا، فَأَقْبَلاَ نَاحِيَةَ اَلْقَرْيَةِ يَوْمَ اَلْخَمِيسِ‌ مَعَ طُلُوعِ اَلشَّمْسِ‌، يَنْظُرَانِ إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ‌ اَلْقَوْمُ‌، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ اَلْقَوْمِ وَ اِسْتَقْبَلَهُمُ اَلْحَطَّابُونَ وَ اَلْحَمَّارَةُ‌ وَ اَلرُّعَاةُ بِأَغْنَامِهِمْ‌، وَ نَظَرُوا إِلَى أَهْلِ اَلْقَرْيَةِ مُطْمَئِنِّينَ‌، قَالَ 41يُونُسُ‌ لِتَنُوخَا : يَا تَنُوخَا ، كَذَبَنِي اَلْوَحْيُ‌، وَ كَذَبْتُ وَعْدِي لِقَوْمِي، لاَ وَ عِزَّةِ رَبِّي لاَ يَرَوْنَ لِي وَجْهاً أَبَداً بَعْدَ مَا كَذَبَنِي اَلْوَحْيُ‌ فَانْطَلَقَ 41يُونُسُ‌ هَارِباً عَلَى وَجْهِهِ‌، مُغَاضِباً لِرَبِّهِ‌ ، نَاحِيَةَ بَحْرِ أَيْلَةَ مُتَنَكِّراً، فِرَاراً مِنْ أَنْ يَرَاهُ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِهِ‌، فَيَقُولَ لَهُ‌: يَا كَذَّابُ‌، فَلِذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ‌: وَ 41ذَا اَلنُّونِ‌ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ‌ اَلْآيَةَ‌. وَ رَجَعَ تَنُوخَا إِلَى اَلْقَرْيَةِ‌، فَلَقِيَ رُوبِيلَ‌ ، فَقَالَ لَهُ‌: يَا تَنُوخَا ، أَيُّ اَلرَّأْيَيْنِ كَانَ أَصْوَبَ وَ أَحَقَّ أَنْ يُتَّبَعَ‌: رَأْيِي، أَوْ رَأْيُكَ؟ فَقَالَ لَهُ تَنُوخَا : بَلْ رَأْيُكَ كَانَ أَصْوَبَ‌، وَ لَقَدْ كُنْتَ أَشَرْتَ بِرَأْيِ اَلْحُكَمَاءِ وَ اَلْعُلَمَاءِ‌. وَ قَالَ لَهُ تَنُوخَا : أَمَا إِنِّي لَمْ أَزَلْ أَرَى أَنِّي أَفْضَلُ مِنْكَ لِزُهْدِي وَ فَضْلِ عِبَادَتِي، حَتَّى اِسْتَبَانَ فَضْلُكَ لِفَضْلِ‌ عِلْمِكَ‌، وَ مَا أَعْطَاكَ اَللَّهُ رَبُّكَ مِنَ اَلْحِكْمَةِ مَعَ اَلتَّقْوَى أَفْضَلُ مِنَ اَلزُّهْدِ وَ اَلْعِبَادَةِ بِلاَ عِلْمٍ‌. فَاصْطَحَبَا فَلَمْ يَزَالاَ مُقِيمَيْنِ‌ مَعَ قَوْمِهِمَا، وَ مَضَى 41يُونُسُ‌ عَلَى وَجْهِهِ مُغَاضِباً لِرَبِّهِ‌، فَكَانَ مِنْ قِصَّتِهِ مَا أَخْبَرَ اَللَّهُ بِهِ فِي كِتَابِهِ‌ إِلَى قَوْلِهِ‌: فَآمَنُوا فَمَتَّعْنٰاهُمْ إِلىٰ حِينٍ‌ ». قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ‌ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : كَمْ كَانَ غَابَ 41يُونُسُ‌ عَنْ قَوْمِهِ حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهِمْ بِالنُّبُوَّةِ وَ اَلرِّسَالَةِ‌ فَآمَنُوا بِهِ وَ صَدَّقُوهُ؟ قَالَ‌: «أَرْبَعَةَ أَسَابِيعَ‌: سَبْعاً مِنْهَا: فِي ذَهَابِهِ إِلَى اَلْبَحْرِ، وَ سَبْعاً مِنْهَا فِي رُجُوعِهِ إِلَى قَوْمِهِ‌». فَقُلْتُ لَهُ‌: وَ مَا هَذِهِ اَلْأَسَابِيعُ شُهُورٌ، أَوْ أَيَّامٌ‌، أَوْ سَاعَاتٌ؟ فَقَالَ‌: «يَا أَبَا عُبَيْدَةَ‌ ، إِنَّ اَلْعَذَابَ أَتَاهُمْ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ‌، فِي اَلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ‌ ، وَ صُرِفَ عَنْهُمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ‌، فَانْطَلَقَ 41يُونُسُ‌ مُغَاضِباً فَمَضَى يَوْمَ اَلْخَمِيسِ‌ ، سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي مَسِيرِهِ إِلَى اَلْبَحْرِ، وَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ‌، وَ سَبْعَةَ‌ أَيَّامٍ تَحْتَ اَلشَّجَرَةِ بِالْعَرَاءِ‌، وَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي رُجُوعِهِ إِلَى قَوْمِهِ‌، فَكَانَ ذَهَابُهُ وَ رُجُوعُهُ مَسِيرَ ثَمَانِيَةٍ وَ عِشْرِينَ يَوْماً، ثُمَّ‌ أَتَاهُمْ فَآمَنُوا بِهِ وَ صَدَّقُوهُ وَ اِتَّبَعُوهُ‌، فَلِذَلِكَ قَالَ اَللَّهُ‌: فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهٰا إِيمٰانُهٰا إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا كَشَفْنٰا عَنْهُمْ عَذٰابَ اَلْخِزْيِ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

64982 / _7 عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «لَمَّا أَضَلَّ قَوْمَ 41يُونُسَ‌ اَلْعَذَابُ دَعَوُا اَللَّهَ فَصَرَفَهُ‌ عَنْهُمْ‌». قُلْتُ‌: كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ‌: «كَانَ فِي اَلْعِلْمِ أَنَّهُ يَصْرِفُهُ عَنْهُمْ‌».

البرهان في تفسير القرآن

41,54983 / _8 عَنِ اَلثُّمَالِيِّ‌ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «إِنَّ 41يُونُسَ‌ لَمَّا آذَاهُ قَوْمُهُ دَعَا اَللَّهَ عَلَيْهِمْ‌، فَأَصْبَحُوا أَوَّلَ‌ يَوْمٍ وَ وُجُوهُهُمْ صُفْرٌ، وَ أَصْبَحُوا اَلْيَوْمَ اَلثَّانِيَ وَ وُجُوهُهُمْ سُودٌ». قَالَ‌: «وَ كَانَ اَللَّهُ وَاعَدَهُمْ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اَلْعَذَابُ‌، فَأَتَاهُمُ‌ اَلْعَذَابُ حَتَّى نَالُوهُ بِرِمَاحِهِمْ‌، فَفَرَّقُوا بَيْنَ اَلنِّسَاءِ وَ أَوْلاَدِهِنَّ وَ اَلْبَقَرِ وَ أَوْلاَدِهَا، وَ لَبِسُوا اَلْمُسُوحَ وَ اَلصُّوفَ‌، وَ وَضَعُوا اَلْحِبَالَ فِي أَعْنَاقِهِمْ‌، وَ اَلرَّمَادَ عَلَى رُءُوسِهِمْ‌، وَ صَاحُوا صَيْحَةً‌ وَاحِدَةً إِلَى رَبِّهِمْ‌، وَ قَالُوا آمَنَّا بِإِلَهِ 41يُونُسَ‌ ». قَالَ‌: «فَصَرَفَ اَللَّهُ عَنْهُمُ اَلْعَذَابَ إِلَى جِبَالِ آمِدَ قَالَ وَ أَصْبَحَ 41يُونُسُ‌ وَ هُوَ يَظُنُّ أَنَّهُمْ هَلَكُوا، فَوَجَدَهُمْ فِي عَافِيَةٍ‌، فَغَضِبَ وَ خَرَجَ كَمَا قَالَ اَللَّهُ‌: مُغٰاضِباً حَتَّى رَكِبَ سَفِينَةً فِيهَا رَجُلاَنِ‌، فَاضْطَرَبَتِ اَلسَّفِينَةُ‌، فَقَالَ‌ اَلْمَلاَّحُ‌: يَا قَوْمِ‌، فِي سَفِينَتِي مَطْلُوبٌ‌. فَقَالَ 41يُونُسُ‌ : أَنَا هُوَ، وَ قَامَ لِيُلْقِيَ نَفْسَهُ‌، فَأَبْصَرَ اَلسَّمَكَةَ وَ قَدْ فَتَحَتْ فَاهَا، فَهَابَهَا، وَ تَعَلَّقَ بِهِ اَلرَّجُلاَنِ‌، وَ قَالاَ لَهُ‌: أَنْتَ وَحْدَكَ وَ نَحْنُ رَجُلاَنِ نَتَسَاهَمُ‌. فَتَسَاهَمُوا فَوَقَعَتِ اَلسِّهَامُ عَلَيْهِ‌، فَجَرَتِ اَلسُّنَّةُ‌ بِأَنَّ اَلسِّهَامَ إِذَا كَانَتْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهَا لاَ تُخْطِئُ‌، فَأَلْقَى نَفْسَهُ فَالْتَقَمَهُ اَلْحُوتُ‌، فَطَافَ بِهِ اَلْبِحَارَ اَلسَّبْعَةَ حَتَّى صَارَ إِلَى اَلْبَحْرِ اَلْمَسْجُورِ، وَ بِهِ يُعَذَّبُ قَارُونُ‌ ، فَسَمِعَ قَارُونُ‌ صَوْتاً ، فَسَأَلَ اَلْمَلَكَ عَنْ ذَلِكَ‌، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ 41يُونُسُ‌ ، وَ أَنَّ اَللَّهَ قَدْ حَبَسَهُ فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ‌. فَقَالَ لَهُ قَارُونُ‌ : أَ تَأْذَنُ لِي أَنْ أُكَلِّمَهُ؟ فَأَذِنَ لَهُ‌. فَقَالَ‌: يَا 41يُونُسُ‌ ، فَمَا فَعَلَ اَلشَّدِيدُ اَلْغَضَبِ لِلَّهِ 32مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ‌ ؟ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ مَاتَ فَبَكَى. قَالَ‌: فَمَا فَعَلَ اَلرَّءُوفُ اَلْعَطُوفُ عَلَى قَوْمِهِ 33هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ‌ ؟ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ مَاتَ‌، فَبَكَى وَ جَزِعَ جَزَعاً شَدِيداً، وَ سَأَلَهُ عَنْ أُخْتِهِ كُلْثُمَ‌ ، وَ كَانَتْ سُمِّيَتْ‌ لَهُ‌، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا مَاتَتْ‌، فَقَالَ‌: وَا أَسَفاً عَلَى آلِ عِمْرَانَ‌ قَالَ فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَى اَلْمَلَكِ اَلْمُوَكَّلِ بِهِ‌: أَنِ ارْفَعْ عَنْهُ اَلْعَذَابَ بَقِيَّةَ اَلدُّنْيَا لِرِقَّتِهِ عَلَى قَوْمِهِ‌» .

البرهان في تفسير القرآن

41,13,84984 / _9 عَنْ مُعَمَّرٍ ، قَالَ‌: قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «إِنَّ 41يُونُسَ‌ لَمَّا أَمَرَهُ اَللَّهُ بِمَا أَمَرَهُ‌، فَأَعْلَمَ قَوْمَهُ‌ فَأَظَلَّهُمُ اَلْعَذَابُ‌، فَفَرَّقُوا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ أَوْلاَدِهِمْ وَ بَيْنَ اَلْبَهَائِمِ وَ أَوْلاَدِهَا، ثُمَّ عَجُّوا إِلَى اَللَّهِ وَ ضَجُّوا، فَكَفَّ اَللَّهُ اَلْعَذَابَ‌ عَنْهُمْ‌، فَذَهَبَ 41يُونُسُ‌ مُغَاضِباً فَالْتَقَمَهُ اَلْحُوتُ‌، فَطَافَ بِهِ سَبْعَةَ أَبْحُرٍ». فَقُلْتُ لَهُ‌: كَمْ بَقِيَ فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ؟ قَالَ‌: «ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ‌، ثُمَّ لَفَظَهُ اَلْحُوتُ وَ قَدْ ذَهَبَ جِلْدُهُ وَ شَعْرُهُ‌، فَأَنْبَتَ اَللَّهُ‌ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ فَأَظَلَّتْهُ‌، فَلَمَّا قَوِيَ أَخَذَتْ فِي اَلْيُبْسِ‌، فَقَالَ‌: يَا رَبِّ‌، شَجَرَةٌ أَظَلَّتْنِي يَبِسَتْ‌، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ‌: يَا 41يُونُسُ‌ ، تَجْزَعُ لَشَجَرَةٍ أَظَلَّتْكَ وَ لاَ تَجْزَعُ لِمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ مِنَ اَلْعَذَابِ؟!».

البرهان في تفسير القرآن

41,1,69044 / _1 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلٍ‌ ، قَالَ‌: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «مَا رَدَّ اَللَّهُ اَلْعَذَابَ إِلاَّ عَنْ قَوْمِ 41يُونُسَ‌ ، وَ كَانَ 41يُونُسُ‌ يَدْعُوهُمْ إِلَى اَلْإِسْلاَمِ فَيَأْبَوْنَ ذَلِكَ فَهَمَّ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِمْ‌، وَ كَانَ فِيهِمْ رَجُلاَنِ‌: عَابِدٌ، وَ عَالِمٌ‌، وَ كَانَ اِسْمُ أَحَدِهِمَا مَلِيخَا ، وَ اِسْمُ اَلْآخَرِ رُوبِيلَ‌ ، فَكَانَ اَلْعَابِدُ يُشِيرُ عَلَى 41يُونُسَ‌ بِالدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ‌، وَ كَانَ اَلْعَالِمُ يَنْهَاهُ‌، وَ يَقُولُ‌: لاَ تَدْعُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ اَللَّهَ يَسْتَجِيبُ لَكَ‌، وَ لاَ يُحِبُّ هَلاَكَ عِبَادِهِ‌. فَقَبِلَ‌ قَوْلَ اَلْعَابِدِ، وَ لَمْ يَقْبَلْ مِنَ اَلْعَالِمِ‌، فَدَعَا عَلَيْهِمْ‌، فَأَوْحَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ‌: يَأْتِيهِمُ اَلْعَذَابُ فِي سَنَةِ كَذَا وَ كَذَا، فِي شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا، وَ فِي يَوْمِ كَذَا وَ كَذَا. فَلَمَّا قَرُبَ اَلْوَقْتُ خَرَجَ 41يُونُسُ‌ مِنْ بَيْنِهِمْ مَعَ اَلْعَابِدِ، وَ بَقِيَ اَلْعَالِمُ فِيهَا، فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ نَزَلَ اَلْعَذَابُ‌، فَقَالَ‌ لَهُمْ اَلْعَالِمُ‌: يَا قَوْمِ‌، اِفْزَعُوا إِلَى اَللَّهِ فَلَعَلَّهُ يَرْحَمُكُمْ‌، فَيَرُدُّ اَلْعَذَابَ عَنْكُمْ‌. فَقَالُوا: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ‌: اِجْتَمِعُوا وَ اُخْرُجُوا إِلَى اَلْمَفَازَةِ‌، وَ فَرِّقُوا بَيْنَ اَلنِّسَاءِ وَ اَلْأَوْلاَدِ، وَ بَيْنَ اَلْإِبِلِ وَ أَوْلاَدِهَا، وَ بَيْنَ اَلْبَقَرِ وَ أَوْلاَدِهَا، وَ بَيْنَ اَلْغَنَمِ وَ أَوْلاَدِهَا، ثُمَّ ابْكُوا، وَ اُدْعُوا. فَذَهَبُوا، وَ فَعَلُوا ذَلِكَ‌، وَ ضَجُّوا، وَ بَكَوْا، فَرَحِمَهُمُ اَللَّهُ‌، وَ صَرَفَ عَنْهُمُ اَلْعَذَابَ‌، وَ فَرَّقَ اَلْعَذَابَ عَلَى اَلْجِبَالِ‌، وَ قَدْ كَانَ نَزَلَ وَ قَرُبَ مِنْهُمْ‌. فَأَقْبَلَ 41يُونُسُ‌ لِيَنْظُرَ كَيْفَ أَهْلَكَهُمُ اَللَّهُ تَعَالَى، فَرَأَى اَلزَّارِعِينَ يَزْرَعُونَ فِي أَرْضِهِمْ‌، قَالَ‌: لَهُمْ‌: مَا فَعَلَ قَوْمُ‌ 41يُونُسَ‌ . فَقَالُوا لَهُ‌، وَ لَمْ يَعْرِفُوهُ‌: إِنَّ 41يُونُسَ‌ دَعَا عَلَيْهِمْ فَاسْتَجَابَ اَللَّهُ لَهُ‌، وَ نَزَلَ اَلْعَذَابُ عَلَيْهِمْ‌، فَاجْتَمَعُوا وَ بَكَوْا، وَ دَعَوْا، فَرَحِمَهُمُ اَللَّهُ‌، وَ صَرَفَ ذَلِكَ عَنْهُمْ‌، وَ فَرَّقَ اَلْعَذَابَ عَلَى اَلْجِبَالِ‌، فَهُمْ إِذَنْ يَطْلُبُونَ 41يُونُسَ‌ لِيُؤْمِنُوا بِهِ‌. فَغَضِبَ‌ 41يُونُسُ‌ ، وَ مَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مُغَاضِباً كَمَا حَكَى اَللَّهُ حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى سَاحِلِ اَلْبَحْرِ، فَإِذَا سَفِينَةٌ قَدْ شُحِنَتْ‌، وَ أَرَادُوا أَنْ‌ يَدْفَعُوهَا، فَسَأَلَهُمْ 41يُونُسُ‌ أَنْ يَحْمِلُوهُ فَحَمَلُوهُ‌، فَلَمَّا تَوَسَّطُوا اَلْبَحْرَ، بَعَثَ اَللَّهُ حُوتاً عَظِيماً، فَحَبَسَ عَلَيْهِمُ اَلسَّفِينَةَ مِنْ‌ قُدَّامِهَا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ 41يُونُسُ‌ فَفَزِعَ مِنْهُ وَ صَارَ إِلَى مُؤَخَّرِ اَلسَّفِينَةِ‌، فَدَارَ اَلْحُوتُ إِلَيْهِ وَ فَتَحَ فَاهُ‌، فَخَرَجَ أَهْلُ اَلسَّفِينَةِ‌، فَقَالُوا: فِينَا عَاصٍ‌، فَتَسَاهَمُوا، فَخَرَجَ سَهْمُ 41يُونُسَ‌ ، وَ هُوَ قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: فَسٰاهَمَ فَكٰانَ مِنَ اَلْمُدْحَضِينَ‌ ، فَأَخْرَجُوهُ‌، فَأَلْقَوْهُ فِي اَلْبَحْرِ، فَالْتَقَمَهُ اَلْحُوتُ وَ هُوَ مُلِيمٍ‌، وَ مَرَّ بِهِ فِي اَلْمَاءِ‌. وَ قَدْ سَأَلَ بَعْضُ اَلْيَهُودِ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) عَنْ سِجْنٍ طَافَ أَقْطَارَ اَلْأَرْضِ‌ بِصَاحِبِهِ‌، فَقَالَ‌: يَا يَهُودِيُّ‌ ، أَمَّا اَلسِّجْنُ اَلَّذِي طَافَ أَقْطَارَ اَلْأَرْضِ بِصَاحِبِهِ فَإِنَّهُ اَلْحُوتُ اَلَّذِي حُبِسَ 41يُونُسُ‌ فِي بَطْنِهِ‌، وَ دَخَلَ فِي بَحْرِ اَلْقُلْزُمِ‌ ، ثُمَّ‌ خَرَجَ إِلَى بَحْرِ مِصْرَ ، ثُمَّ دَخَلَ فِي بَحْرِ طَبَرِسْتَانَ‌ ، ثُمَّ دَخَلَ فِي دِجْلَةَ اَلْعَوْرَاءِ‌ ، ثُمَّ مَرَّتْ بِهِ تَحْتَ اَلْأَرْضِ حَتَّى لَحِقَتْ بِقَارُونَ‌ ، وَ كَانَ قَارُونُ‌ هَلَكَ فِي أَيَّامِ 32مُوسَى ، وَ وَكَّلَ اَللَّهُ بِهِ مَلَكاً يُدْخِلُهُ فِي اَلْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ قَامَةَ رَجُلٍ‌، وَ كَانَ‌ 41يُونُسُ‌ فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ يُسَبِّحُ اَللَّهَ وَ يَسْتَغْفِرُهُ‌، فَسَمِعَ قَارُونُ‌ صَوْتَهُ‌، فَقَالَ لِلْمَلَكِ اَلْمُوَكَّلِ بِهِ‌: أَنْظِرْنِي، فَإِنِّي أَسْمَعُ كَلاَمَ‌ آدَمِيٍّ‌. فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَى اَلْمَلَكِ اَلْمُوَكَّلِ بِهِ‌: أَنْظِرْهُ‌. فَأَنْظَرَهُ‌. ثُمَّ قَالَ قَارُونُ‌ : مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ 41يُونُسُ‌ : أَنَا اَلْمُذْنِبُ اَلْخَاطِئُ 41يُونُسُ بْنُ مَتَّى . قَالَ‌: فَمَا فَعَلَ اَلشَّدِيدُ اَلْغَضَبِ لِلَّهِ‌ 32مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ‌ ؟ قَالَ‌: هَيْهَاتَ‌، هَلَكَ‌. قَالَ‌: فَمَا فَعَلَ اَلرَّؤُوفُ اَلرَّحِيمُ عَلَى قَوْمِهِ 33هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ‌ ؟ قَالَ‌: هَلَكَ‌. قَالَ‌: فَمَا فَعَلَتْ كُلْثُمُ بِنْتُ عِمْرَانَ‌ ، اَلَّتِي كَانَتْ سُمِّيَتْ لِي‌؟ قَالَ‌: هَيْهَاتَ‌، مَا بَقِيَ مِنْ آلِ عِمْرَانَ‌ أَحَدٌ. قَالَ قَارُونُ‌ : وَا أَسَفاً عَلَى آلِ عِمْرَانَ‌ . فَشَكَرَ اَللَّهُ لَهُ ذَلِكَ‌، فَأَمَرَ اَللَّهُ اَلْمَلَكَ اَلْمُوَكَّلَ بِهِ أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُ اَلْعَذَابَ أَيَّامَ اَلدُّنْيَا، فَرَفَعَ عَنْهُ‌. فَلَمَّا رَأَى 41يُونُسُ‌ ذَلِكَ نَادَى فِي اَلظُّلُمَاتِ‌: أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ‌، إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظَّالِمِينَ‌. فَاسْتَجَابَ اَللَّهُ‌ لَهُ‌، وَ أَمَرَ اَلْحُوتَ أَنْ يَلْفِظَهُ‌، فَلَفَظَهُ عَلَى سَاحِلِ اَلْبَحْرِ، وَ قَدْ ذَهَبَ جِلْدُهُ وَ لَحْمُهُ‌، وَ أَنْبَتَ اَللَّهُ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ وَ هِيَ اَلدُّبَّاءُ فَأَظَلَّتْهُ عَنِ اَلشَّمْسِ‌، فَشَكَرَ ، ثُمَّ أَمَرَ اَللَّهُ اَلشَّجَرَةَ فَتَنَحَّتْ عَنْهُ‌، وَ وَقَعَتِ اَلشَّمْسُ عَلَيْهِ‌، فَجَزِعَ‌، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ‌: يَا 41يُونُسُ‌ ، لِمَ لَمْ تَرْحَمْ مِائَةَ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ وَ أَنْتَ تَجْزَعُ مِنْ أَلَمِ سَاعَةٍ‌! فَقَالَ‌: يَا رَبِّ‌، عَفْوَكَ عَفْوَكَ‌. فَرَدَّ اَللَّهُ‌ عَلَيْهِ بَدَنَهُ‌، وَ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ‌، وَ آمَنُوا بِهِ‌، وَ هُوَ قَوْلُهُ‌: فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهٰا إِيمٰانُهٰا إِلاّٰ قَوْمَ 41يُونُسَ‌ لَمّٰا آمَنُوا كَشَفْنٰا عَنْهُمْ عَذٰابَ اَلْخِزْيِ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَ مَتَّعْنٰاهُمْ إِلىٰ حِينٍ‌ » وَ قَالُوا: مَكَثَ 41يُونُسَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ سَبْعَ‌ سَاعَاتٍ‌.

البرهان في تفسير القرآن

41,13,59045 / _2 ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ : وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي اَلْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «لَبِثَ 41يُونُسُ‌ فِي بَطْنِ اَلْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ‌، وَ نَادَى فِي اَلظُّلُمَاتِ اَلثَّلاَثِ‌: ظُلْمَةِ بَطْنِ اَلْحُوتِ‌، وَ ظُلْمَةِ اَللَّيْلِ‌، وَ ظُلْمَةِ اَلْبَحْرِ: أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ‌، إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظَّالِمِينَ‌. فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ‌، فَأَخْرَجَهُ اَلْحُوتُ إِلَى اَلسَّاحِلِ‌، ثُمَّ قَذَفَهُ فَأَلْقَاهُ بِالسَّاحِلِ‌، وَ أَنْبَتَ اَللَّهُ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ وَ هُوَ اَلْقَرْعُ فَكَانَ يَمَصُّهُ‌، وَ يَسْتَظِلُّ بِهِ وَ بِوَرَقِهِ‌، وَ كَانَ تَسَاقَطَ شَعْرُهُ‌، وَ رَقَّ جِلْدُهُ‌، وَ كَانَ 41يُونُسُ‌ يُسَبِّحُ وَ يَذْكُرُ اَللَّهَ فِي اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهَارِ. فَلَمَّا أَنْ قَوِيَ وَ اِشْتَدَّ بَعَثَ اَللَّهُ دُودَةً فَأَكَلَتْ أَسْفَلَ اَلْقَرْعِ‌، فَذَبَلَتِ‌ اَلْقَرْعَةُ‌، ثُمَّ يَبِسَتْ‌، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى يُونُسَ‌، وَ ظَلَّ حَزِيناً، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ‌: مَا لَكَ حَزِيناً، يَا 41يُونُسُ‌ ؟ قَالَ‌: يَا رَبِّ‌، هَذِهُ‌ اَلشَّجَرَةُ اَلَّتِي كَانَتْ تَنْفَعُنِي سَلَّطْتَ عَلَيْهَا دُودَةً فَيَبِسَتْ‌. قَالَ‌: يَا 41يُونُسُ‌ ، أَ حَزِنْتَ لِشَجَرَةٍ لَمْ تَزْرَعْهَا، وَ لَمْ تَسْقِهَا، وَ لَمْ‌ تَعْيَ بِهَا أَنْ يَبِسَتْ حِينَ اِسْتَغْنَيْتَ عَنْهَا، وَ لَمْ تَحْزَنْ لِأَهْلِ نَيْنَوَى ، أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ أَرَدْتَ أَنْ يُنْزَلَ عَلَيْهِمُ اَلْعَذَابُ‌! إِنَّ أَهْلَ نَيْنَوَى قَدْ آمَنُوا وَ اِتَّقَوْا فَارْجِعْ إِلَيْهِمْ‌. فَانْطَلَقَ 41يُونُسُ‌ إِلَى قَوْمِهِ‌، فَلَمَّا دَنَا مِنْ نَيْنَوَى اِسْتَحَى أَنْ يَدْخُلَ‌، فَقَالَ لِرَاعٍ لَقِيَهُ‌: اِئْتِ أَهْلَ نَيْنَوَى ، فَقُلْ لَهُمْ‌: إِنَّ‌ هَذَا 41يُونُسُ‌ قَدْ جَاءَ‌. قَالَ اَلرَّاعِي: أَ تَكْذِبُ‌، أَ مَا تَسْتَحْيِ‌، وَ 41يُونُسُ‌ قَدْ غَرِقَ فِي اَلْبَحْرِ وَ ذَهَبَ؟! قَالَ لَهُ 41يُونُسُ‌ : اَللَّهُمَّ إِنَّ‌ هَذِهِ اَلشَّاةَ تَشْهَدُ لَكَ أَنِّي 41يُونُسُ‌ . فَنَطَقَتِ اَلشَّاةُ لَهُ بِأَنَّهُ 41يُونُسُ‌ ، فَلَمَّا أَتَى اَلرَّاعِي قَوْمَهُ وَ أَخْبَرَهُمْ‌، أَخَذُوهُ وَ هَمُّوا بِضَرْبِهِ‌، فَقَالَ‌: إِنَّ لِي بَيِّنَةً بِمَا أَقُولُ‌. قَالُوا: مَنْ يَشْهَدُ؟ قَالَ‌: هَذِهِ اَلشَّاةُ تَشْهَدُ، فَشَهِدَتْ بِأَنَّهُ صَادِقٌ‌، وَ أَنَّ 41يُونُسَ‌ قَدْ رَدَّهُ‌ اَللَّهُ إِلَيْهِمْ‌. فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ‌، فَوَجَدُوهُ فَجَاءُوا بِهِ وَ آمَنُوا، وَ أَحْسَنُوا إِيمَانَهُمْ‌، فَمَتَّعَهُمُ اَللَّهُ إِلَى حِينٍ‌، وَ هُوَ اَلْمَوْتُ‌، وَ أَجَارَهُمْ مِنْ ذَلِكَ اَلْعَذَابِ‌».

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن ابى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ‌ الآية يقول لم يكن هذا في الأمم قبل قوم يونس لم ينفع قرية كفرت ثم آمنت حين عاينت العذاب الا قوم يونس عليه السلام فاستثنى الله قوم يونس و ذكر لنا ان قوم يونس كانوا بنينوى من أرض الموصل فلما فقدوا نبيهم عليه السلام قذف الله تعالى في قلوبهم التوبة فلبسوا المسوح و أخرجوا المواشي و فرقوا بين كل بهيمة و ولدها فعجوا إلى الله أربعين صباحا فلما عرف الله الصدق من قلوبهم و التوبة و الندامة على ما مضى منهم كشف عنهم العذاب بعد ما تدلى عليهم لم يكن بينهم و بين العذاب الا ميل

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ‌ الآية قال لم تكن قرية آمنت فنفعها الايمان إذا نزل بها باس الله الا قرية يونس

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن مردويه عن عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال في قوله إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا قال لما دعوا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

1و أخرج ابن أبى حاتم و اللالكائي في السنة عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال ان الحذر لا يرد القدر و ان الدعاء يرد القدر و ذلك في كتاب الله إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا كَشَفْنٰا عَنْهُمْ عَذٰابَ اَلْخِزْيِ‌ الآية

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن المنذر و أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان الدعاء ليرد القضاء و قد نزل من السماء اقرؤا ان شئتم إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا كَشَفْنٰا عَنْهُمْ‌ فدعوا صرف عنهم العذاب

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ان يونس دعا قومه فلما أبوا أن يجيبوه وعدهم العذاب فقال انه يأتيكم يوم كذا و كذا ثم خرج عنهم و كانت الأنبياء عليهم السلام إذا وعدت قومها العذاب خرجت فلما أظلهم العذاب خرجوا ففرقوا بين المرأة و ولدها و بين السخلة و أولادها و خرجوا يعجون إلى الله علم الله منه الصدق فتاب عليهم و صرف عنهم العذاب و قعد يونس في الطريق يسال عن الخبر فمر به رجل فقال ما فعل قوم يونس فحدثه بما صنعوا فقال لا أرجع إلى قوم قد كذبتهم و انطلق مغاضبا يعنى مراغما

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

أخرج عبد الرزاق و ابن جرير و ابو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه قال بلغني ان في حرف ابن مسعود رضى الله عنه فهلا كانت قرية آمنت

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن ابى حاتم عن ابى مالك رضى الله عنه قال كل ما في القرآن فَلَوْ لاٰ فهو فهلا الا في حرفين في يونس فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ‌ و الاخر فَلَوْ لاٰ كٰانَ مِنَ اَلْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن المنذر و ابن ابى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ‌ قال فلم تكن قرية آمنت

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما دعا يونس على قومه أوحى الله اليه ان العذاب مصبحهم فاخرجوا النساء معهن الولدان و أخرجوا الإبل معها فصلانها و أخرجوا البقر معها عجاجيلها و أخرجوا الغنم معها سخالها فجعلوه امامهم و أقبل العذاب فلما أن رأوه جاروا إلى الله ودعوا و بكى النساء و الولدان و رغت الإبل و فصلانها و خارت البقر و عجاجيلها و ثغت الغنم و سخالها فرحمهم الله فصرف عنهم العذاب إلى جبال آمد فهم يعذبون حتى الساعة

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج أحمد في الزهد و ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما ان العذاب كان هبط على قوم يونس حتى لم يكن بينهم و بينه الا قدر ثلثي ميل فلما دعوا كشف الله عنهم

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج أحمد في الزهد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال غشى قوم يونس العذاب كما يغشى القبر بالثوب إذا أدخل فيه صاحبه و مطرت السماء دما

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج عبد الرزاق و أحمد في الزهد و ابن جرير عن قتادة في قوله إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا قال بلغنا انهم خرجوا فنزلوا على تل و فرقوا بين كل بهيمة و ولدها فدعوا الله أربعين ليلة حتى تاب عليهم

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

1و أخرج ابن أبى حاتم عن على رضى الله عنه قال تيب على قوم يونس عليه السلام يوم عاشوراء

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال بعث يونس عليه السلام إلى قرية يقال لها نينوى على شاطئ دجلة

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج أحمد في الزهد و ابن جرير و ابن النذر و ابن أبى حاتم عن أبى الخلد رضى الله عنه قال لما غشى قوم يونس عليه السلام العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا له ما ترى قال قولوا يا حي حين لا حي و يا حي محيي الموت و يا حي لا اله الا أنت فقالوا فكشف عنهم العذاب

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن النجار عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ينجى حذر من قدر و ان الدعاء يدفع من البلاء و قد قال الله في كتابه إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا كَشَفْنٰا عَنْهُمْ عَذٰابَ اَلْخِزْيِ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَ مَتَّعْنٰاهُمْ إِلىٰ حِينٍ‌

ترجمة تفسير القمي

فَلَوْ لاٰ كٰانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهٰا إِيمٰانُهٰا إِلاّٰ قَوْمَ يُونُسَ لَمّٰا آمَنُوا كَشَفْنٰا عَنْهُمْ‌ عَذٰابَ اَلْخِزْيِ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَ مَتَّعْنٰاهُمْ إِلىٰ حِينٍ‌ از جميل روايت شده كه گويد امام صادق عليه السّلام به من فرمودند:خداوند هيچ عذابى را از هيچ قومى مگر قوم حضرت يونس عليه السّلام برطرف ننمود.حضرت يونس قومش را به سوى اسلام و دين الهى فرامى‌خواند ولى آنها از پذيرش دين يونس خوددارى مى‌ورزيدند و در اين مدت دو نفر به آن حضرت ايمان آوردند كه يكى به نام«روبيل»و...

ترجمة تفسير القمي

حضرت امام محمد باقر عليه السّلام مى‌فرمايد:يونس سه روز در شكم ماهى بود و در آن تاريكى شكم ماهى،تاريكى شب و تاريكى دريا خداوند را اين چنين خواند و گفت: لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ‌ خداوند دعايش را اجابت كرد و ماهى او را در ساحل دريا از شكم خود بيرون آورد.يونس كه مانند جوجه‌اى پركنده بدون پوست و مو بود خداوند كدوئى را در بالاى سرش رويانيد كه بر روى او سايه مى‌انداخت.حضرت يونس شب و روز تسبيح الهى را مى‌گفت.چون بدنش قوى شد و سرحال آمد خداوند كرمى را فرستاد تا ريشۀ...

ترجمة تفسیر روایي البرهان

1)محمد بن يعقوب از محمد بن يحيى،از احمد بن محمد،از ابن محبوب، از عبد اللّه بن سنان،از معروف بن خرّبوذ،از امام باقر عليه السّلام روايت كرد كه فرمود:خداوند متعال،مالك بادهاى رحمت و بادهاى عذاب است.اگر اراده فرمايد،عذاب را مبدّل به رحمت مى‌كند؛اما هرگز رحمت را به عذاب مبدّل نخواهد ساخت و نيز فرمود:زيرا اقوامى كه او را اطاعت كردند،هرگز عذاب نكرده است؛در حالى كه اطاعت ايشان از خداوند بر آنان سنگينى مى‌كرد،فقط وقتى آنان را عذاب نمود كه از طاعت او روى برگردانده و سرپيچى كردند. امام عليه السّلام در...