السورة
اسم السورة
الکتاب0
القرن0
المذهب0
الفئات0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ1
أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ رَجُلࣲ مِّنۡهُمۡ أَنۡ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنَّ لَهُمۡ قَدَمَ صِدۡقٍ عِندَ رَبِّهِمۡۗ قَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرࣱ مُّبِينٌ2
إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامࣲ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ إِذۡنِهِۦۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ3
إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعࣰاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُۥ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابࣱ مِّنۡ حَمِيمࣲ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ4
هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمۡسَ ضِيَآءࣰ وَٱلۡقَمَرَ نُورࣰا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۚ يُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يَعۡلَمُونَ5
إِنَّ فِي ٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ يَتَّقُونَ6
إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَٱطۡمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِنَا غَٰفِلُونَ7
أُوْلَـٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ8
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ يَهۡدِيهِمۡ رَبُّهُم بِإِيمَٰنِهِمۡۖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمُ ٱلۡأَنۡهَٰرُ فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ9
دَعۡوَىٰهُمۡ فِيهَا سُبۡحَٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمࣱۚ وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ10
وَلَوۡ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسۡتِعۡجَالَهُم بِٱلۡخَيۡرِ لَقُضِيَ إِلَيۡهِمۡ أَجَلُهُمۡۖ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ11
وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنۢبِهِۦٓ أَوۡ قَاعِدًا أَوۡ قَآئِمࣰا فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُ ضُرَّهُۥ مَرَّ كَأَن لَّمۡ يَدۡعُنَآ إِلَىٰ ضُرࣲّ مَّسَّهُۥۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡمُسۡرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ12
وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْۙ وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ13
ثُمَّ جَعَلۡنَٰكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لِنَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ14
وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَٰتࣲۙ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُۚ قُلۡ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُۥ مِن تِلۡقَآيِٕ نَفۡسِيٓۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّۖ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمࣲ15
قُل لَّوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوۡتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ وَلَآ أَدۡرَىٰكُم بِهِۦۖ فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيكُمۡ عُمُرࣰا مِّن قَبۡلِهِۦٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ16
فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِـَٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ17
وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَـٰٓؤُلَآءِ شُفَعَـٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّـُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ18
وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلَّآ أُمَّةࣰ وَٰحِدَةࣰ فَٱخۡتَلَفُواْۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةࣱ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡ فِيمَا فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ19
وَيَقُولُونَ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةࣱ مِّن رَّبِّهِۦۖ فَقُلۡ إِنَّمَا ٱلۡغَيۡبُ لِلَّهِ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ20
وَإِذَآ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةࣰ مِّنۢ بَعۡدِ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُمۡ إِذَا لَهُم مَّكۡرࣱ فِيٓ ءَايَاتِنَاۚ قُلِ ٱللَّهُ أَسۡرَعُ مَكۡرًاۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكۡتُبُونَ مَا تَمۡكُرُونَ21
هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم بِرِيحࣲ طَيِّبَةࣲ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتۡهَا رِيحٌ عَاصِفࣱ وَجَآءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانࣲ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡۙ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنۡ أَنجَيۡتَنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ22
فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَّتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ23
إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتۡ وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّهُمۡ قَٰدِرُونَ عَلَيۡهَآ أَتَىٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلًا أَوۡ نَهَارࣰا فَجَعَلۡنَٰهَا حَصِيدࣰا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يَتَفَكَّرُونَ24
وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ25
لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةࣱۖ وَلَا يَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرࣱ وَلَا ذِلَّةٌۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ26
وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةِۭ بِمِثۡلِهَا وَتَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةࣱۖ مَّا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمࣲۖ كَأَنَّمَآ أُغۡشِيَتۡ وُجُوهُهُمۡ قِطَعࣰا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مُظۡلِمًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ27
وَيَوۡمَ نَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعࣰا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ مَكَانَكُمۡ أَنتُمۡ وَشُرَكَآؤُكُمۡۚ فَزَيَّلۡنَا بَيۡنَهُمۡۖ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمۡ إِيَّانَا تَعۡبُدُونَ28
فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ إِن كُنَّا عَنۡ عِبَادَتِكُمۡ لَغَٰفِلِينَ29
هُنَالِكَ تَبۡلُواْ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّآ أَسۡلَفَتۡۚ وَرُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۖ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ30
قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ31
فَذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ32
كَذَٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوٓاْ أَنَّهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ33
قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۚ قُلِ ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ34
قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّۚ قُلِ ٱللَّهُ يَهۡدِي لِلۡحَقِّۗ أَفَمَن يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّيٓ إِلَّآ أَن يُهۡدَىٰۖ فَمَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ35
وَمَا يَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّاۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ36
وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ37
أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَةࣲ مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ38
بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِهِمۡ تَأۡوِيلُهُۥۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ39
وَمِنۡهُم مَّن يُؤۡمِنُ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن لَّا يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ40
وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمۡ عَمَلُكُمۡۖ أَنتُم بَرِيٓـُٔونَ مِمَّآ أَعۡمَلُ وَأَنَا۠ بَرِيٓءࣱ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ41
وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُونَ إِلَيۡكَۚ أَفَأَنتَ تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يَعۡقِلُونَ42
وَمِنۡهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيۡكَۚ أَفَأَنتَ تَهۡدِي ٱلۡعُمۡيَ وَلَوۡ كَانُواْ لَا يُبۡصِرُونَ43
إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ ٱلنَّاسَ شَيۡـࣰٔا وَلَٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ44
وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةࣰ مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيۡنَهُمۡۚ قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ45
وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ46
وَلِكُلِّ أُمَّةࣲ رَّسُولࣱۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ قُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ47
وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ48
قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي ضَرࣰّا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌۚ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَلَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةࣰ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ49
قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَتَىٰكُمۡ عَذَابُهُۥ بَيَٰتًا أَوۡ نَهَارࣰا مَّاذَا يَسۡتَعۡجِلُ مِنۡهُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ50
أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءَامَنتُم بِهِۦٓۚ ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ51
ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ52
وَيَسۡتَنۢبِـُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ قُلۡ إِي وَرَبِّيٓ إِنَّهُۥ لَحَقࣱّۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ53
وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسࣲ ظَلَمَتۡ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لَٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۖ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ54
أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ55
هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ56
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَآءࣱ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣱ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ57
قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرࣱ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ58
قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقࣲ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامࣰا وَحَلَٰلࣰا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ59
وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ60
وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡنࣲ وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَانࣲ وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِۚ وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةࣲ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰبࣲ مُّبِينٍ61
أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ62
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ63
لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ64
وَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًاۚ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ65
أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَمَا يَتَّبِعُ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُرَكَآءَۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ66
هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَٱلنَّهَارَ مُبۡصِرًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ يَسۡمَعُونَ67
قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدࣰاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ هُوَ ٱلۡغَنِيُّۖ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ إِنۡ عِندَكُم مِّن سُلۡطَٰنِۭ بِهَٰذَآۚ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ68
قُلۡ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ69
مَتَٰعࣱ فِي ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلۡعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ70
وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ نُوحٍ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكُم مَّقَامِي وَتَذۡكِيرِي بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡتُ فَأَجۡمِعُوٓاْ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُنۡ أَمۡرُكُمۡ عَلَيۡكُمۡ غُمَّةࣰ ثُمَّ ٱقۡضُوٓاْ إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ71
فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَمَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ72
فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَعَلۡنَٰهُمۡ خَلَـٰٓئِفَ وَأَغۡرَقۡنَا ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَاۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُنذَرِينَ73
ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِۦ مِن قَبۡلُۚ كَذَٰلِكَ نَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلۡمُعۡتَدِينَ74
ثُمَّ بَعَثۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِم مُّوسَىٰ وَهَٰرُونَ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ بِـَٔايَٰتِنَا فَٱسۡتَكۡبَرُواْ وَكَانُواْ قَوۡمࣰا مُّجۡرِمِينَ75
فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ مِنۡ عِندِنَا قَالُوٓاْ إِنَّ هَٰذَا لَسِحۡرࣱ مُّبِينࣱ76
قَالَ مُوسَىٰٓ أَتَقُولُونَ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمۡۖ أَسِحۡرٌ هَٰذَا وَلَا يُفۡلِحُ ٱلسَّـٰحِرُونَ77
قَالُوٓاْ أَجِئۡتَنَا لِتَلۡفِتَنَا عَمَّا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا نَحۡنُ لَكُمَا بِمُؤۡمِنِينَ78
وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ٱئۡتُونِي بِكُلِّ سَٰحِرٍ عَلِيمࣲ79
فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰٓ أَلۡقُواْ مَآ أَنتُم مُّلۡقُونَ80
فَلَمَّآ أَلۡقَوۡاْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئۡتُم بِهِ ٱلسِّحۡرُۖ إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبۡطِلُهُۥٓ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُصۡلِحُ عَمَلَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ81
وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ82
فَمَآ ءَامَنَ لِمُوسَىٰٓ إِلَّا ذُرِّيَّةࣱ مِّن قَوۡمِهِۦ عَلَىٰ خَوۡفࣲ مِّن فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِمۡ أَن يَفۡتِنَهُمۡۚ وَإِنَّ فِرۡعَوۡنَ لَعَالࣲ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ83
وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِينَ84
فَقَالُواْ عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَا رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةࣰ لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ85
وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ86
وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتࣰا وَٱجۡعَلُواْ بُيُوتَكُمۡ قِبۡلَةࣰ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ87
وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ إِنَّكَ ءَاتَيۡتَ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَأَهُۥ زِينَةࣰ وَأَمۡوَٰلࣰا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَۖ رَبَّنَا ٱطۡمِسۡ عَلَىٰٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ وَٱشۡدُدۡ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ88
قَالَ قَدۡ أُجِيبَت دَّعۡوَتُكُمَا فَٱسۡتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ89
وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتۡبَعَهُمۡ فِرۡعَوۡنُ وَجُنُودُهُۥ بَغۡيࣰا وَعَدۡوًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَدۡرَكَهُ ٱلۡغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِيٓ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ90
ءَآلۡـَٰٔنَ وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ91
فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةࣰۚ وَإِنَّ كَثِيرࣰا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَايَٰتِنَا لَغَٰفِلُونَ92
وَلَقَدۡ بَوَّأۡنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ مُبَوَّأَ صِدۡقࣲ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ فَمَا ٱخۡتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ93
فَإِن كُنتَ فِي شَكࣲّ مِّمَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ فَسۡـَٔلِ ٱلَّذِينَ يَقۡرَءُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكَۚ لَقَدۡ جَآءَكَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ94
وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ95
إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتۡ عَلَيۡهِمۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ96
وَلَوۡ جَآءَتۡهُمۡ كُلُّ ءَايَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ97
فَلَوۡلَا كَانَتۡ قَرۡيَةٌ ءَامَنَتۡ فَنَفَعَهَآ إِيمَٰنُهَآ إِلَّا قَوۡمَ يُونُسَ لَمَّآ ءَامَنُواْ كَشَفۡنَا عَنۡهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَتَّعۡنَٰهُمۡ إِلَىٰ حِينࣲ98
وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَأٓمَنَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ كُلُّهُمۡ جَمِيعًاۚ أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ99
وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تُؤۡمِنَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَجۡعَلُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَعۡقِلُونَ100
قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمࣲ لَّا يُؤۡمِنُونَ101
فَهَلۡ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثۡلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ قُلۡ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ102
ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ103
قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي شَكࣲّ مِّن دِينِي فَلَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِنۡ أَعۡبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُمۡۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ104
وَأَنۡ أَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفࣰا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ105
وَلَا تَدۡعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَۖ فَإِن فَعَلۡتَ فَإِنَّكَ إِذࣰا مِّنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ106
وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرࣲّ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرࣲ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ107
قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۖ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِوَكِيلࣲ108
وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ يَحۡكُمَ ٱللَّهُۚ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ109
الترجمة
التفسير
الحديث
المفردات
الأعلام والأسماء
المواضيع
الإعراب
الآيات المتعلقة
الآيات في الكتب
العرض حسب الکتاب
الکتاب
الدر المنثور في التفسیر بالمأثور35
جامع البیان عن تاویل آی القرآن (تفسیر الطبری)32
البرهان في تفسير القرآن10
ترجمة تفسیر روایي البرهان10
تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب6
تفسير نور الثقلين6
تفسير الصافي2
تفسير العيّاشي2
ترجمة تفسير القمي1
تفسير القمي1
القرن
القرن العاشر35
34
القرن الثاني عشر32
القرن الثالث2
القرن الرابع2
المذهب
سني67
شيعي38
نوع الحديث
تفسیري105
تم العثور على 105 مورد
البرهان في تفسير القرآن

14872 / _1 اَلشَّيْخُ‌ فِي (أَمَالِيهِ‌)، قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلنُّعْمَانِ (رَحِمَهُ اَللَّهُ‌)، قَالَ‌: أَخْبَرَنِي أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَيْشٍ اَلْكَاتِبُ‌، قَالَ‌: أَخْبَرَنَا اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ اَلزَّعْفَرَانِيُّ‌، قَالَ‌: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ‌ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلثَّقَفِيُّ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ‌، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ‌، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ‌ خَدِيجٍ‌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ اَلْهَمْدَانِيِّ‌، عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، فِيمَا كَتَبَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ وَلاَّهُ‌ مِصْرَ، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ عَلَى أَهْلِ مِصْرَ، وَ فِيمَا كَتَبَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ‌ فَأَمَّا اَلْحُسْنَى فَهِيَ اَلْجَنَّةُ‌، وَ اَلزِّيَادَةُ هِيَ اَلدُّنْيَا».

البرهان في تفسير القرآن

54873 / _2 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ : فِي رِوَايَةِ أَبِي اَلْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِهِ‌: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ‌ : «فَأَمَّا اَلْحُسْنَى فَهِيَ اَلْجَنَّةُ‌، وَ أَمَّا اَلزِّيَادَةُ فَالدُّنْيَا، مَا أَعْطَاهُمُ اَللَّهُ فِيهَا لَمْ يُحَاسِبْهُمْ بِهِ فِي اَلْآخِرَةِ‌، وَ يَجْمَعُ اَللَّهُ لَهُمْ ثَوَابَ اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ‌، وَ يُثِيبُهُمْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ فِي اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ‌، يَقُولُ اَللَّهُ‌: وَ لاٰ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لاٰ ذِلَّةٌ أُولٰئِكَ أَصْحٰابُ اَلْجَنَّةِ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ‌ ».

البرهان في تفسير القرآن

54874 / _3 اَلطَّبْرِسِيُّ‌: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ اَلْبَاقِرِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): «اَلزِّيَادَةُ‌: هِيَ أَنَّ مَا أَعْطَاهُمُ اَللَّهُ تَعَالَى [مِنَ اَلنِّعَمِ‌] فِي اَلدُّنْيَا لاَ يُحَاسِبُهُمْ بِهِ فِي اَلْآخِرَةِ‌».

البرهان في تفسير القرآن

14875 / _4 وَ عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : «أَنَّ اَلزِّيَادَةَ غُرْفَةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ‌».

البرهان في تفسير القرآن

164876 / _5 وَ رُوِيَ فِي (نَهْجِ اَلْبَيَانِ‌): عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌، قَالَ‌: قَالَ‌: اَلزِّيَادَةُ هِبَةُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ لاٰ يَرْهَقُ‌ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لاٰ ذِلَّةٌ‌ ، قَالَ‌: اَلْقَتَرُ: اَلْجُوعُ وَ اَلْفَقْرُ، وَ اَلذِّلَّةُ‌: اَلْخَوْفُ‌.

البرهان في تفسير القرآن

64877 / _6 مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ‌ : عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌ ، عَنْ أَبِيهِ‌ ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ‌ ، عَنْ‌ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلاَّ وَ لَهُ كَيْلٌ أَوْ وَزْنٌ إِلاَّ اَلدُّمُوعَ‌، فَإِنَّ اَلْقَطْرَةَ تُطْفِئُ‌ بِحَاراً مِنْ نَارٍ، فَإِذَا اِغْرَوْرَقَتِ اَلْعَيْنُ بِمَائِهَا لَمْ يَرْهَقْ وَجْهاً قَتَرٌ وَ لاَ ذِلَّةٌ‌، فَإِذَا فَاضَتْ حَرَّمَهُ اَللَّهُ عَلَى اَلنَّارِ ، وَ لَوْ أَنَّ بَاكِياً بَكَى فِي أُمَّةٍ لَرَحِمَهَا اَللَّهُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

64878 / _7 وَ عَنْهُ‌ : عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ اِبْنِ فَضَّالٍ‌ ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ‌ وَ مَنْصُورِ بْنِ‌ يُونُسَ‌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «مَا مِنْ عَيْنٍ إِلاَّ وَ هِيَ بَاكِيَةٌ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ‌ ، إِلاَّ عَيْناً بَكَتْ‌ مِنْ خَوْفِ اَللَّهِ‌، وَ مَا اِغْرَوْرَقَتْ عَيْنٌ بِمَائِهَا مِنْ خَشْيَةِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلاَّ حَرَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَائِرَ جَسَدِهَا عَلَى اَلنَّارِ ، وَ لاَ فَاضَتْ عَلَى خَدِّهِ فَرَهِقَ ذَلِكَ اَلْوَجْهَ قَتَرٌ وَ لاَ ذِلَّةٌ‌، وَ مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلاَّ وَ لَهُ كَيْلٌ أَوْ وَزْنٌ إِلاَّ اَلدَّمْعَةَ‌، فَإِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُطْفِئُ‌ بِالْيَسِيرِ مِنْهَا اَلْبِحَارَ مِنَ اَلنَّارِ ، فَلَوْ أَنَّ عَبْداً بَكَى فِي أُمَّةٍ لَرَحِمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تِلْكَ اَلْأُمَّةَ بِبُكَاءِ ذَلِكَ اَلْعَبْدِ».

البرهان في تفسير القرآن

14,54879 / _8 اَلْعَيَّاشِيُّ‌ : عَنِ اَلْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ‌: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) يَقُولُ‌: «قَالَ رَسُولُ‌ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : مَا مِنْ عَبْدٍ اِغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِمَائِهَا إِلاَّ حَرَّمَ اَللَّهُ ذَلِكَ اَلْجَسَدَ عَلَى اَلنَّارِ ، وَ مَا فَاضَتْ عَيْنٌ مِنْ خَشْيَةِ‌ اَللَّهِ إِلاَّ لَمْ يَرْهَقْ ذَلِكَ اَلْوَجْهَ قَتَرٌ وَ لاَ ذِلَّةٌ‌».

البرهان في تفسير القرآن

54880 / _9 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ‌ ، عَنْ رَجُلٍ‌ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلاَّ وَ لَهُ وَزْنٌ أَوْ ثَوَابٌ‌ إِلاَّ اَلدُّمُوعَ‌، فَإِنَّ اَلْقَطْرَةَ تُطْفِئُ اَلْبِحَارَ مِنَ اَلنَّارِ ، فَإِذَا اِغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِمَائِهَا حَرَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَائِرَ جَسَدِهِ عَلَى اَلنَّارِ ، وَ إِنْ سَالَتِ اَلدُّمُوعُ عَلَى خَدَّيْهِ لَمْ يَرْهَقْ وَجْهَهُ قَتَرٌ وَ لاَ ذِلَّةٌ‌، وَ لَوْ أَنَّ عَبْداً بَكَى فِي أُمَّةٍ لَرَحِمَهَا اَللَّهُ‌».

البرهان في تفسير القرآن

14,15199 / _8 اَلشَّيْخُ‌ فِي ( أَمَالِيهِ‌ ) قَالَ‌: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اَلنُّعْمَانِ‌ (رَحِمَهُ اَللَّهُ‌)، قَالَ‌: أَخْبَرَنِي أَبُو اَلْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَيْشٍ اَلْكَاتِبُ‌ ، قَالَ‌: أَخْبَرَنِي اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ اَلزَّعْفَرَانِيُّ‌ ، قَالَ‌: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ‌ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلثَّقَفِيُّ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَبْدُ اَللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ‌ ، قَالَ‌: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ‌ فُضَيْلِ بْنِ اَلْجَعْدِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ اَلْهَمْدَانِيِّ‌ ، قَالَ‌: لَمَّا وَلَّى أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) مُحَمَّدَ بْنَ‌ أَبِي بَكْرٍ مِصْرَ وَ أَعْمَالَهَا، كَتَبَ لَهُ كِتَاباً، وَ أَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ عَلَى أَهْلِ مِصْرَ ، وَ لْيَعْمَلْ بِمَا وَصَّاهُ بِهِ فِيهِ‌، وَ كَانَ اَلْكِتَابُ‌: «بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ‌. مِنْ عَبْدِ اَللَّهِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‌ إِلَى أَهْلِ مِصْرَ ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ . سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ‌، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اَللَّهَ اَلَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اَللَّهِ فِيمَا أَنْتُمْ عَنْهُ مَسْئُولُونَ‌، وَ إِلَيْهِ تَصِيرُونَ‌، فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ‌: كُلُّ نَفْسٍ‌ بِمٰا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ‌ وَ يَقُولُ‌: وَ يُحَذِّرُكُمُ اَللّٰهُ نَفْسَهُ وَ إِلَى اَللّٰهِ اَلْمَصِيرُ وَ يَقُولُ‌: فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ‌ *`عَمّٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ‌ وَ اِعْلَمُوا عِبَادَ اَللَّهِ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سَائِلُكُمْ عَنِ اَلصَّغِيرِ مِنْ عَمَلِكُمْ وَ اَلْكَبِيرِ، فَإِنْ يُعَذِّبْ‌ فَنَحْنُ أَظْلَمُ‌، وَ إِنْ يَعْفُ فَهُوَ أَرْحَمُ اَلرَّاحِمِينَ‌. يَا عِبَادَ اَللَّهِ‌، إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ اَلْعَبْدُ إِلَى اَلْمَغْفِرَةِ وَ اَلرَّحْمَةِ حِينَ يَعْمَلُ لِلَّهِ بِطَاعَتِهِ وَ يَنْصَحُهُ بِالتَّوْبَةِ‌، عَلَيْكُمْ‌ بِتَقْوَى اَللَّهِ فَإِنَّهَا تَجْمَعُ اَلْخَيْرَ وَ لاَ خَيْرَ غَيْرُهَا، وَ يُدْرَكُ بِهَا مِنَ اَلْخَيْرِ مَا لاَ يُدْرَكُ بِغَيْرِهَا مِنْ خَيْرِ اَلدُّنْيَا وَ خَيْرِ اَلْآخِرَةِ‌، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: وَ قِيلَ لِلَّذِينَ اِتَّقَوْا مٰا ذٰا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قٰالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هٰذِهِ اَلدُّنْيٰا حَسَنَةٌ وَ لَدٰارُ اَلْآخِرَةِ خَيْرٌ وَ لَنِعْمَ دٰارُ اَلْمُتَّقِينَ‌ . اِعْلَمُوا عِبَادَ اَللَّهِ أَنَّ اَلْمُؤْمِنَ مَنْ يَعْمَلُ لِثَلاَثٍ مِنَ اَلثَّوَابِ‌؛ إِمَّا لِخَيْرِ [اَلدُّنْيَا] فَإِنَّ اَللَّهَ يُثِيبُهُ بِعَمَلِهِ فِي دُنْيَاهُ‌، قَالَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ 24لِإِبْرَاهِيمَ‌ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): وَ آتَيْنٰاهُ أَجْرَهُ فِي اَلدُّنْيٰا وَ إِنَّهُ فِي اَلْآخِرَةِ لَمِنَ اَلصّٰالِحِينَ‌ فَمَنْ عَمِلَ لِلَّهِ‌ تَعَالَى آتَاهُ أَجْرَهُ فِي اَلدُّنْيَا وَ اَلْآخِرَةِ‌، وَ كَفَاهُ اَلْمُهِمَّ فِيهِمَا، وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: يٰا عِبٰادِ اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا رَبَّكُمْ‌ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هٰذِهِ اَلدُّنْيٰا حَسَنَةٌ وَ أَرْضُ اَللّٰهِ وٰاسِعَةٌ إِنَّمٰا يُوَفَّى اَلصّٰابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ‌ فَمَا أَعْطَاهُمُ اَللَّهُ فِي اَلدُّنْيَا لَمْ يُحَاسِبْهُمْ بِهِ فِي اَلْآخِرَةِ‌، قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ‌ وَ اَلْحُسْنَى هِيَ اَلْجَنَّةُ‌ ، وَ اَلزِّيَادَةُ هِيَ اَلدُّنْيَا. [وَ إِمَّا لِخَيْرِ اَلْآخِرَةِ‌] ، فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يُكَفِّرُ بِكُلِّ حَسَنَةٍ سَيِّئَةً‌، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: إِنَّ اَلْحَسَنٰاتِ يُذْهِبْنَ‌ اَلسَّيِّئٰاتِ ذٰلِكَ ذِكْرىٰ لِلذّٰاكِرِينَ‌ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ‌ حُسِبَتْ لَهُمْ حَسَنَاتُهُمْ‌، ثُمَّ أَعْطَاهُمْ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشَرَةَ‌ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ‌، وَ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: جَزٰاءً مِنْ رَبِّكَ عَطٰاءً حِسٰاباً وَ قَالَ‌: فَأُولٰئِكَ لَهُمْ جَزٰاءُ‌ اَلضِّعْفِ بِمٰا عَمِلُوا وَ هُمْ فِي اَلْغُرُفٰاتِ آمِنُونَ‌ فَارْغَبُوا فِي هَذَا يَرْحَمُكُمُ اَللَّهُ‌، وَ اِعْمَلُوا لَهُ‌، وَ تَحَاضُّوا عَلَيْهِ‌. وَ اِعْلَمُوا يَا عِبَادَ اَللَّهِ أَنَّ اَلْمُتَّقِينَ حَازُوا عَاجِلَ اَلْخَيْرِ وَ آجِلَهُ‌، وَ شَارَكُوا أَهْلَ اَلدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ‌، وَ لَمْ يُشَارِكْهُمْ‌ أَهْلُ اَلدُّنْيَا فِي آخِرَتِهِمْ‌، أَبَاحَهُمُ اَللَّهُ فِي اَلدُّنْيَا مَا كَفَاهُمْ بِهِ وَ أَغْنَاهُمْ‌، قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اَللّٰهِ اَلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبٰادِهِ وَ اَلطَّيِّبٰاتِ مِنَ اَلرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا خٰالِصَةً يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ‌ كَذٰلِكَ نُفَصِّلُ اَلْآيٰاتِ‌ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ‌ سَكَنُوا اَلدُّنْيَا بِأَفْضَلِ مَا سُكِنَتْ‌، وَ أَكَلُوهَا بِأَفْضَلِ مَا أُكِلَتْ‌، وَ شَارَكُوا أَهْلَ اَلدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ فَأَكَلُوا مَعَهُمْ مِنْ طَيِّبَاتِ‌، مَا يَأْكُلُونَ‌، وَ شَرِبُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا يَشْرَبُونَ‌، وَ لَبِسُوا مِنْ أَفْضَلِ مَا يَلْبَسُونَ‌، وَ سَكَنُوا مِنْ أَفْضَلِ مَا يَسْكُنُونَ‌، وَ تَزَوَّجُوا مِنْ أَفْضَلِ مَا يَتَزَوَّجُونَ‌، وَ رَكِبُوا مِنْ أَفْضَلِ مَا يَرْكَبُونَ‌، أَصَابُوا لَذَّةَ اَلدُّنْيَا مَعَ أَهْلِ اَلدُّنْيَا، وَ هُمْ غَداً جِيرَانُ اَللَّهِ تَعَالَى، يَتَمَنَّوْنَ عَلَيْهِ فَيُعْطِيهِمْ مَا يَتَمَنَّوْنَ‌، لاَ تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ‌، وَ لاَ يَنْقُصُ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ اَللَّذَّةِ‌، فَإِلَى هَذَا يَا عِبَادَ اَللَّهِ يَشْتَاقُ مَنْ كَانَ لَهُ عَقْلٌ‌، وَ يَعْمَلُ لَهُ بِتَقْوَى اَللَّهِ‌، وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ‌. يَا عِبَادَ اَللَّهِ‌، إِنِ اِتَّقَيْتُمْ وَ حَفِظْتُمْ نَبِيَّكُمْ‌ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ‌ فَقَدْ عَبَدْتُمُوهُ بِأَفْضَلِ مَا عُبِدَ، وَ ذَكَرْتُمُوهُ بِأَفْضَلِ مَا ذُكِرَ، وَ شَكَرْتُمُوهُ بِأَفْضَلِ مَا شُكِرَ، وَ أَخَذْتُمْ بِأَفْضَلِ اَلصَّبْرِ وَ اَلشُّكْرِ، وَ اِجْتَهَدْتُمْ أَفْضَلَ اَلاِجْتِهَادِ وَ إِنْ كَانَ غَيْرُكُمْ أَطْوَلَ مِنْكُمْ‌ صَلاَةً‌، وَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ صِيَاماً، فَأَنْتُمْ أَتْقَى لِلَّهِ مِنْهُ‌، وَ أَنْصَحُ لِأُولِي اَلْأَمْرِ. اِحْذَرُوا يَا عِبَادَ اَللَّهِ اَلْمَوْتَ وَ سَكْرَتَهُ‌، فَأَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ‌، فَإِنَّهُ يَفْجَأُكُمْ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ‌، بِخَيْرٍ لاَ يَكُونُ مَعَهُ شَرٌّ أَبَداً، وَ بِشَرٍّ لاَ يَكُونُ مَعَهُ خَيْرٌ أَبَداً، فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى اَلْجَنَّةِ‌ مِنْ عَامِلِهَا؟ وَ مَنْ أَقْرَبُ إِلَى اَلنَّارِ مِنْ عَامِلِهَا؟ إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ‌ اَلنَّاسِ تُفَارِقُ رُوحُهُ جَسَدَهُ حَتَّى يَعْلَمَ إِلَى أَيِّ اَلْمَنْزِلَيْنِ يَصِيرُ: إِلَى اَلْجَنَّةِ‌ ، أَمْ إِلَى اَلنَّارِ ، أَ عَدُوٌّ هُوَ لِلَّهِ أَمْ وَلِيٌّ؟ فَإِنْ كَانَ‌ وَلِيّاً لِلَّهِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ اَلْجَنَّةِ‌ وَ شُرِّعَتْ لَهُ طُرُقُهَا، وَ رَأَى مَا أَعَدَّ اَللَّهُ لَهُ فِيهَا، فَفَرَغَ مِنْ كُلِّ شُغْلٍ‌، وَ وُضِعَ عَنْهُ كُلُّ ثِقْلٍ‌، وَ إِنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ اَلنَّارِ ، وَ شُرِّعَتْ لَهُ طُرُقُهَا، وَ نَظَرَ إِلَى مَا أَعَدَّ اَللَّهُ لَهُ فِيهَا، فَاسْتَقْبَلَ كُلَّ مَكْرُوهٍ‌، وَ تَرَكَ‌ كُلَّ سُرُورٍ، كُلُّ هَذَا يَكُونُ عِنْدَ اَلْمَوْتِ‌، وَ عِنْدَهُ يَكُونُ بِيَقِينٍ‌، قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ طَيِّبِينَ‌ يَقُولُونَ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ اُدْخُلُوا اَلْجَنَّةَ‌ بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‌ ، وَ يَقُولُ‌: اَلَّذِينَ تَتَوَفّٰاهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ ظٰالِمِي أَنْفُسِهِمْ‌ فَأَلْقَوُا اَلسَّلَمَ مٰا كُنّٰا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلىٰ إِنَّ اَللّٰهَ عَلِيمٌ بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‌*`فَادْخُلُوا أَبْوٰابَ جَهَنَّمَ‌ خٰالِدِينَ فِيهٰا فَلَبِئْسَ‌ مَثْوَى اَلْمُتَكَبِّرِينَ‌ . يَا عِبَادَ اَللَّهِ‌، إِنَّ اَلْمَوْتَ لَيْسَ مِنْهُ فَوْتٌ‌، فَاحْذَرُوهُ قَبْلَ وُقُوعِهِ‌، وَ أَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ‌، فَإِنَّكُمْ طَرَائِدُ اَلْمَوْتِ‌، إِنْ‌ أَقَمْتُمْ لَهُ أَخَذَكُمْ‌، وَ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ‌، وَ هُوَ أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ‌، اَلْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ‌، وَ اَلدُّنْيَا تُطْوَى خَلْفَكُمْ‌، فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اَلْمَوْتِ عِنْدَ مَا تُنَازِعُكُمْ إِلَيْهِ أَنْفُسُكُمْ مِنَ اَلشَّهَوَاتِ‌، وَ كَفَى بِالْمَوْتِ وَاعِظاً، وَ كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) كَثِيراً مَا يُوصِي أَصْحَابَهُ‌ بِذِكْرِ اَلْمَوْتِ‌، فَيَقُولُ أَكْثِرُوا ذِكْرَ اَلْمَوْتِ‌، فَإِنَّهُ هَادِمُ اَللَّذَّاتِ‌، حَائِلٌ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ اَلشَّهَوَاتِ‌. يَا عِبَادَ اَللَّهِ‌، مَا بَعْدَ اَلْمَوْتِ لِمَنْ لاَ يُغْفَرُ لَهُ أَشَدُّ مِنَ اَلْمَوْتِ‌، اَلْقَبْرَ، فَاحْذَرُوا ضِيقَهُ‌ وَ ضَنْكَهُ وَ ظُلْمَتَهُ‌ وَ غُرْبَتَهُ‌، إِنَّ اَلْقَبْرَ يَقُولُ كُلَّ يَوْمٍ‌: أَنَا بَيْتُ اَلْغُرْبَةِ‌، أَنَا بَيْتُ اَلتُّرَابِ‌، أَنَا بَيْتُ اَلْوَحْشَةِ‌، أَنَا بَيْتُ اَلدُّودِ وَ اَلْهَوَامِّ‌. وَ اَلْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ‌ رِيَاضِ اَلْجَنَّةِ‌ ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ اَلنَّارِ ، إِنَّ اَلْعَبْدَ اَلْمُؤْمِنَ‌ إِذَا دُفِنَ قَالَتْ لَهُ اَلْأَرْضُ‌: مَرْحَباً وَ أَهْلاً، قَدْ كُنْتَ مِمَّنْ أُحِبُّ أَنْ‌ يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِي، فَإِذَا وُلِّيتُكَ فَسَتَعْلَمُ كَيْفَ صُنْعِي بِكَ‌، فَيَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ اَلْبَصَرِ، وَ إِنَّ اَلْكَافِرَ إِذَا دُفِنَ قَالَتْ لَهُ اَلْأَرْضُ‌: لاَ مَرْحَباً بِكَ وَ لاَ أَهْلاً، لَقَدْ كُنْتَ مِمَّنْ أُبْغِضُ أَنْ يَمْشِيَ‌ عَلَى ظَهْرِي، فَإِذَا وُلِّيتُكَ فَسَتَعْلَمُ كَيْفَ صُنْعِي بِكَ‌، فَتَضُمُّهُ حَتَّى تَلْتَقِيَ أَضْلاَعُهُ‌. وَ إِنَّ اَلْمَعِيشَةَ اَلضَّنْكَ اَلَّتِي حَذَّرَ اَللَّهُ مِنْهَا عَدُوَّهُ‌: عَذَابُ اَلْقَبْرِ، إِنَّهُ يُسَلِّطُ عَلَى اَلْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ‌ تِنِّيناً، فَيَنْهَشْنَ لَحْمَهُ وَ يَكْسِرْنَ عَظْمَهُ‌، وَ يَتَرَدَّدْنَ عَلَيْهِ كَذَلِكَ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُ‌، لَوْ أَنَّ تِنِّيناً مِنْهَا نَفَخَ فِي اَلْأَرْضِ لَمْ تُنْبِتْ زَرْعاً أَبَداً. يَا عِبَادَ اَللَّهِ‌، إِنَّ أَنْفُسَكُمُ اَلضَّعِيفَةَ وَ أَجْسَادَكُمُ اَلنَّاعِمَةَ اَلرَّقِيقَةَ اَلَّتِي يَكْفِيهَا اَلْيَسِيرُ تَضْعُفُ عَنْ هَذَا، فَإِنِ‌ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَجْزَعُوا لِأَجْسَادِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ مِمَّا لاَ طَاقَةَ لَكُمْ بِهِ وَ لاَ صَبْرَ لَكُمْ عَلَيْهِ‌، فَاعْمَلُوا بِمَا أَحَبَّ اَللَّهُ‌، وَ اُتْرُكُوا مَا كَرِهَ اَللَّهُ‌. يَا عِبَادَ اَللَّهِ‌، إِنَّ بَعْدَ اَلْبَعْثِ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنَ اَلْقَبْرِ، يَوْمٌ يَشِيبُ فِيهِ اَلصَّغِيرُ، وَ يَسْكَرُ مِنْهُ اَلْكَبِيرُ، وَ يَسْقُطُ فِيهِ اَلْجَنِينُ‌، وَ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ‌، يَوْمٌ عَبُوسٌ قَمْطَرِيرٌ، يَوْمٌ كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً، إِنَّ فَزَعَ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ لَيُرْهِبُ اَلْمَلاَئِكَةَ اَلَّذِينَ‌ لاَ ذَنْبَ لَهُمْ‌، وَ تُرْعَدُ مِنْهُ اَلسَّبْعُ اَلشِّدَادُ، وَ اَلْجِبَالُ اَلْأَوْتَادُ، وَ اَلْأَرْضُ اَلْمِهَادُ، وَ تَنْشَقُّ اَلسَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ‌، وَ تَتَغَيَّرُ فَكَأَنَّهَا وَرْدَةٌ كَالدِّهَانِ‌، وَ تَكُونُ اَلْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً بَعْدَ مَا كَانَتْ صُمّاً صِلاَباً، وَ يُنْفَخُ فِي اَلصُّورِ فَيَفْزَعُ مَنْ فِي اَلسَّمَاوَاتِ‌ وَ مَنْ فِي اَلْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اَللَّهُ‌، فَكَيْفَ مَنْ عَصَى بِالسَّمْعِ وَ اَلْبَصَرِ وَ اَللِّسَانِ وَ اَلْيَدِ وَ اَلرِّجْلِ وَ اَلْفَرْجِ وَ اَلْبَطْنِ‌، إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اَللَّهُ لَهُ‌ وَ يَرْحَمْهُ‌ مِنْ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ‌! لِأَنَّهُ يَقْضِي وَ يَصِيرُ إِلَى غَيْرِهِ‌، إِلَى نَارٍ قَعْرُهَا بَعِيدٌ، وَ حَرُّهَا شَدِيدٌ، وَ شَرَابُهَا صَدِيدٌ، وَ عَذَابُهَا جَدِيدٌ، وَ مَقَامِعُهَا حَدِيدٌ، لاَ يَفْتُرُ عَذَابُهَا، وَ لاَ يَمُوتُ سَاكِنُهَا، دَارٌ لَيْسَ فِيهَا رَحْمَةٌ‌، وَ لاَ يُسْمَعُ لِأَهْلِهَا دَعْوَةٌ‌. وَ اِعْلَمُوا يَا عِبَادَ اَللَّهِ أَنَّ مَعَ هَذَا رَحْمَةَ اَللَّهِ اَلَّتِي لاَ تَعْجِزُ عَنِ اَلْعِبَادِ، وَ جَنَّةً عَرْضُهَا كَعَرْضِ اَلسَّمَاوَاتِ وَ اَلْأَرْضِ أُعِدَّتْ‌ لِلْمُتَّقِينَ‌، لاَ يَكُونُ مَعَهَا شَرٌّ أَبَداً، لَذَّاتُهَا لاَ تُمِلُّ‌، وَ مُجْتَمَعُهَا لاَ يَتَفَرَّقُ‌، سُكَّانُهَا قَدْ جَاوَرُوا اَلرَّحْمَنَ‌، وَ قَامَ بَيْنَ أَيْدِيهِمُ اَلْغِلْمَانُ‌ بِصِحَافٍ مِنَ اَلذَّهَبِ‌، فِيهَا اَلْفَاكِهَةُ وَ اَلرَّيْحَانُ‌. ثُمَّ اِعْلَمْ يَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ‌». وَ سَاقَ اَلْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ‌ .

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14أخرج الطيالسي و هناد و أحمد و مسلم و الترمذي و ابن ماجة و ابن خزيمة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و الدارقطني في الرؤية و ابن مردويه و البيهقي في الأسماء و الصفات عن صهيب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم تلا هذه الآية لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ‌ قال إذا دخل أهل الجنة الجنة واهل النار النار نادى مناديا أهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه و ما هو ألم تثقل موازيننا و تبيض وجوهنا و تدخلنا الجنة و تزحزحنا عن النار قال فيكشف لهم الحجاب فينظرون اليه فو الله ما أعطاهم الله شيا أحب إليهم من النظر اليه و لا أقر لاعينهم

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج الدار قطني و ابن مردويه عن صهيب رضى الله عنه في الآية قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الزيادة النظر إلى وجه الله

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و الدارقطني في الرؤية و ابن مردويه عن أبى موسى الأشعري رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ان الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادى يا أهل الجنة بصوت يسمعه أولهم و آخرهم ان الله وعدكم الحسنى و زيادة فالحسنى الجنة و الزيادة النظر إلى وجه الرحمن

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن جرير و ابن مردويه و اللالكائي في السنة و البيهقي في كتاب الرؤية عن كعب بن عجرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ‌ قال الزيادة النظر إلى وجه الرحمن

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و الدار قطني و ابن مردويه و اللالكائي و البيهقي في كتاب الرؤية عن أبى بن كعب رضى الله عنه انه سأله رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قول الله تعالى لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ‌ قال الذين أحسنوا أهل التوحيد و الحسنى الجنة و الزيادة النظر إلى وجه الله

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ‌ قال أحسنوا شهادة أن لا اله الا الله و الحسنى الجنة و الزيادة النظر إلى الله

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج أبو الشيخ و ابن مندة في الرد على الجهمية و الدار قطني في الرؤية و ابن مردويه و اللالكائي و الخطيب و ابن النجار عن أنس رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم سئل عن هذه الآية لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ‌ فقال للذين أحسنوا العمل في الدنيا لهم الحسنى و هي الجنة و الزيادة النظر إلى وجه الله الكريم

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ‌ قال ينظرون إلى ربهم بلا كيفية و لا حدود و لا صفة معلومة

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

14و أخرج أبو الشيخ عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كبر على سيف البحر تكبيرة رافعا بها صوته لا يلتمس بها رياء و لا سمعة كتب الله له رضوانه الأكبر و من كتب له رضوانه الأكبر جمع بينه و بين محمد و ابراهيم عليهما السلام في داره ينظرون إلى ربهم في جنة عدن كما ينظر أهل الدنيا إلى الشمس و القمر في يوم لا غيم فيه و لا سحابة و ذلك قوله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ‌ فالحسنى لا اله الا الله و الزيادة الجنة و النظر إلى الرب

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن خزيمة و ابن المنذر و أبو الشيخ و الدار قطني و ابن مندة في الرد على الجهمية و ابن مردويه و اللالكائي و الآجري و البيهقي كلاهما في الرؤية عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه في قوله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ‌ قال الحسنى الجنة و الزيادة النظر إلى وجه الله

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

1و أخرج ابن مردويه من طريق الحرث عن على رضى الله عنه في قوله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ‌ قال يعنى الجنة و الزيادة يعنى النظر إلى الله تعالى

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى شيبة و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ و الدار قطني و اللالكائي و الآجري و البيهقي عن حذيفة رضى الله عنه في الآية قال الزيادة النظر إلى وجه الله

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله وَ لاٰ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ‌ قال لا يغشاهم قَتَرٌ قال سواد الوجوه

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج أبو الشيخ عن عطاء رضى الله عنه في الآية قال القتر سواد الوجه

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و الدار قطني عن قتادة رضى الله عنه قال ينادى المنادى يوم القيامة ان الله وعد الحسنى و هي الجنة فاما الزيادة فهي النظر إلى وجه الرحمن قال فيتجلى لهم حتى ينظرون اليه

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ وَ زِيٰادَةٌ‌ قال هو قوله وَ لَدَيْنٰا مَزِيدٌ يقول يجزيهم بعملهم وَ يَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ‌ و قال مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر و ابن جرير و ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا اَلْحُسْنىٰ‌ قال مثلها قال وَ زِيٰادَةٌ‌ قال مغفرة و رضوان

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن علقمة بن قيس رضى الله عنه في الآية قال الزيادة العشر مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و ابن المنذر عن الحسن رضى الله عنه في الآية قال الزيادة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف

الدر المنثور في التفسیر بالمأثور

و أخرج ابن جرير و أبو الشيخ عن ابن زيد رضى الله عنه في الرؤية عن سفيان رضى الله عنه قال ليس في تفسير القرآن اختلاف انما هو كلام جامع يراد به هذا و هذا