surah
surah name
book0
century0
religion0
Type0
بَرَآءَةࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ1
فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرࣲ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِۙ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ2
وَأَذَٰنࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَكۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيٓءࣱ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَۙ وَرَسُولُهُۥۚ فَإِن تُبۡتُمۡ فَهُوَ خَيۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ3
إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ثُمَّ لَمۡ يَنقُصُوكُمۡ شَيۡـࣰٔا وَلَمۡ يُظَٰهِرُواْ عَلَيۡكُمۡ أَحَدࣰا فَأَتِمُّوٓاْ إِلَيۡهِمۡ عَهۡدَهُمۡ إِلَىٰ مُدَّتِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ4
فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدࣲۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ5
وَإِنۡ أَحَدࣱ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا يَعۡلَمُونَ6
كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ7
كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلࣰّا وَلَا ذِمَّةࣰۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ8
ٱشۡتَرَوۡاْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنࣰا قَلِيلࣰا فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ9
لَا يَرۡقُبُونَ فِي مُؤۡمِنٍ إِلࣰّا وَلَا ذِمَّةࣰۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُعۡتَدُونَ10
فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمࣲ يَعۡلَمُونَ11
وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِۙ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ12
أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمࣰا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ13
قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمࣲ مُّؤۡمِنِينَ14
وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ15
أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَةࣰۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ16
مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ17
إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَـٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ18
أَجَعَلۡتُمۡ سِقَايَةَ ٱلۡحَآجِّ وَعِمَارَةَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ كَمَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَجَٰهَدَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ لَا يَسۡتَوُۥنَ عِندَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ19
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ أَعۡظَمُ دَرَجَةً عِندَ ٱللَّهِۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ20
يُبَشِّرُهُمۡ رَبُّهُم بِرَحۡمَةࣲ مِّنۡهُ وَرِضۡوَٰنࣲ وَجَنَّـٰتࣲ لَّهُمۡ فِيهَا نَعِيمࣱ مُّقِيمٌ21
خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمࣱ22
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ23
قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةࣱ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادࣲ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ24
لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةࣲۙ وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍۙ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡـࣰٔا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ25
ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودࣰا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ26
ثُمَّ يَتُوبُ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ27
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَيۡلَةࣰ فَسَوۡفَ يُغۡنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦٓ إِن شَآءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمࣱ28
قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ ٱلۡحَقِّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعۡطُواْ ٱلۡجِزۡيَةَ عَن يَدࣲ وَهُمۡ صَٰغِرُونَ29

وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ذَٰلِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡۖ يُضَٰهِـُٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۖ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ30

ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابࣰا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهࣰا وَٰحِدࣰاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ31
يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ32
هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ33
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ كَثِيرࣰا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۗ وَٱلَّذِينَ يَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمࣲ34
يَوۡمَ يُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡۖ هَٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡنِزُونَ35
إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرࣰا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمࣱۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَٰتِلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ كَآفَّةࣰ كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ كَآفَّةࣰۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ36
إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ زِيَادَةࣱ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُۥ عَامࣰا وَيُحَرِّمُونَهُۥ عَامࣰا لِّيُوَاطِـُٔواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُۚ زُيِّنَ لَهُمۡ سُوٓءُ أَعۡمَٰلِهِمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ37
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ38
إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمࣰا وَيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيۡـࣰٔاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءࣲ قَدِيرٌ39
إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحۡزَنۡ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودࣲ لَّمۡ تَرَوۡهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفۡلَىٰۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ40
ٱنفِرُواْ خِفَافࣰا وَثِقَالࣰا وَجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ41
لَوۡ كَانَ عَرَضࣰا قَرِيبࣰا وَسَفَرࣰا قَاصِدࣰا لَّٱتَّبَعُوكَ وَلَٰكِنۢ بَعُدَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلشُّقَّةُۚ وَسَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَوِ ٱسۡتَطَعۡنَا لَخَرَجۡنَا مَعَكُمۡ يُهۡلِكُونَ أَنفُسَهُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ42
عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعۡلَمَ ٱلۡكَٰذِبِينَ43
لَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ44
إِنَّمَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱرۡتَابَتۡ قُلُوبُهُمۡ فَهُمۡ فِي رَيۡبِهِمۡ يَتَرَدَّدُونَ45
وَلَوۡ أَرَادُواْ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةࣰ وَلَٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ46
لَوۡ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالࣰا وَلَأَوۡضَعُواْ خِلَٰلَكُمۡ يَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِيكُمۡ سَمَّـٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ47
لَقَدِ ٱبۡتَغَوُاْ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَٰرِهُونَ48
وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ ٱئۡذَن لِّي وَلَا تَفۡتِنِّيٓۚ أَلَا فِي ٱلۡفِتۡنَةِ سَقَطُواْۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُۢ بِٱلۡكَٰفِرِينَ49
إِن تُصِبۡكَ حَسَنَةࣱ تَسُؤۡهُمۡۖ وَإِن تُصِبۡكَ مُصِيبَةࣱ يَقُولُواْ قَدۡ أَخَذۡنَآ أَمۡرَنَا مِن قَبۡلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمۡ فَرِحُونَ50
قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ51
قُلۡ هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَيَيۡنِۖ وَنَحۡنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمۡ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابࣲ مِّنۡ عِندِهِۦٓ أَوۡ بِأَيۡدِينَاۖ فَتَرَبَّصُوٓاْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ52
قُلۡ أَنفِقُواْ طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهࣰا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمۡ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ قَوۡمࣰا فَٰسِقِينَ53
وَمَا مَنَعَهُمۡ أَن تُقۡبَلَ مِنۡهُمۡ نَفَقَٰتُهُمۡ إِلَّآ أَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِۦ وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ54
فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ55
وَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمۡ لَمِنكُمۡ وَمَا هُم مِّنكُمۡ وَلَٰكِنَّهُمۡ قَوۡمࣱ يَفۡرَقُونَ56
لَوۡ يَجِدُونَ مَلۡجَـًٔا أَوۡ مَغَٰرَٰتٍ أَوۡ مُدَّخَلࣰا لَّوَلَّوۡاْ إِلَيۡهِ وَهُمۡ يَجۡمَحُونَ57
وَمِنۡهُم مَّن يَلۡمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ فَإِنۡ أُعۡطُواْ مِنۡهَا رَضُواْ وَإِن لَّمۡ يُعۡطَوۡاْ مِنۡهَآ إِذَا هُمۡ يَسۡخَطُونَ58
وَلَوۡ أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ59
إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةࣰ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمࣱ60
وَمِنۡهُمُ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلنَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنࣱۚ قُلۡ أُذُنُ خَيۡرࣲ لَّكُمۡ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَيُؤۡمِنُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ وَرَحۡمَةࣱ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡۚ وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمࣱ61
يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمۡ لِيُرۡضُوكُمۡ وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَحَقُّ أَن يُرۡضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤۡمِنِينَ62
أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّهُۥ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَأَنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدࣰا فِيهَاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡخِزۡيُ ٱلۡعَظِيمُ63
يَحۡذَرُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيۡهِمۡ سُورَةࣱ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلِ ٱسۡتَهۡزِءُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخۡرِجࣱ مَّا تَحۡذَرُونَ64
وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ65
لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةࣲ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ66
ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضࣲۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ67
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ هِيَ حَسۡبُهُمۡۚ وَلَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَلَهُمۡ عَذَابࣱ مُّقِيمࣱ68
كَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنكُمۡ قُوَّةࣰ وَأَكۡثَرَ أَمۡوَٰلࣰا وَأَوۡلَٰدࣰا فَٱسۡتَمۡتَعُواْ بِخَلَٰقِهِمۡ فَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِخَلَٰقِكُمۡ كَمَا ٱسۡتَمۡتَعَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُم بِخَلَٰقِهِمۡ وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ أُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ69
أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحࣲ وَعَادࣲ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ70
وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضࣲۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمࣱ71
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةࣰ فِي جَنَّـٰتِ عَدۡنࣲۚ وَرِضۡوَٰنࣱ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ72
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ73
يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدۡ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلۡكُفۡرِ وَكَفَرُواْ بَعۡدَ إِسۡلَٰمِهِمۡ وَهَمُّواْ بِمَا لَمۡ يَنَالُواْۚ وَمَا نَقَمُوٓاْ إِلَّآ أَنۡ أَغۡنَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ مِن فَضۡلِهِۦۚ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيۡرࣰا لَّهُمۡۖ وَإِن يَتَوَلَّوۡاْ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ عَذَابًا أَلِيمࣰا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَمَا لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرࣲ74
وَمِنۡهُم مَّنۡ عَٰهَدَ ٱللَّهَ لَئِنۡ ءَاتَىٰنَا مِن فَضۡلِهِۦ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ75
فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُم مِّن فَضۡلِهِۦ بَخِلُواْ بِهِۦ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ76
فَأَعۡقَبَهُمۡ نِفَاقࣰا فِي قُلُوبِهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ يَلۡقَوۡنَهُۥ بِمَآ أَخۡلَفُواْ ٱللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ77
أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُيُوبِ78
ٱلَّذِينَ يَلۡمِزُونَ ٱلۡمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهۡدَهُمۡ فَيَسۡخَرُونَ مِنۡهُمۡۙ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنۡهُمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ79
ٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ أَوۡ لَا تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ إِن تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ سَبۡعِينَ مَرَّةࣰ فَلَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ80
فَرِحَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ بِمَقۡعَدِهِمۡ خِلَٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوٓاْ أَن يُجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرࣰّاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ81
فَلۡيَضۡحَكُواْ قَلِيلࣰا وَلۡيَبۡكُواْ كَثِيرࣰا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ82
فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةࣲ مِّنۡهُمۡ فَٱسۡتَـٔۡذَنُوكَ لِلۡخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخۡرُجُواْ مَعِيَ أَبَدࣰا وَلَن تُقَٰتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّاۖ إِنَّكُمۡ رَضِيتُم بِٱلۡقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةࣲ فَٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡخَٰلِفِينَ83
وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدࣲ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدࣰا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦٓۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُواْ وَهُمۡ فَٰسِقُونَ84
وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ85
وَإِذَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٌ أَنۡ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَٰهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسۡتَـٔۡذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوۡلِ مِنۡهُمۡ وَقَالُواْ ذَرۡنَا نَكُن مَّعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ86
رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ87
لَٰكِنِ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ جَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡخَيۡرَٰتُۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ88
أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ89
وَجَآءَ ٱلۡمُعَذِّرُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ لِيُؤۡذَنَ لَهُمۡ وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمࣱ90
لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلࣲۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ91
وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوۡكَ لِتَحۡمِلَهُمۡ قُلۡتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحۡمِلُكُمۡ عَلَيۡهِ تَوَلَّواْ وَّأَعۡيُنُهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ92
إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسۡتَـٔۡذِنُونَكَ وَهُمۡ أَغۡنِيَآءُۚ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلۡخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ93
يَعۡتَذِرُونَ إِلَيۡكُمۡ إِذَا رَجَعۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡۚ قُل لَّا تَعۡتَذِرُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكُمۡ قَدۡ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنۡ أَخۡبَارِكُمۡۚ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ94
سَيَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمۡ إِذَا ٱنقَلَبۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡ لِتُعۡرِضُواْ عَنۡهُمۡۖ فَأَعۡرِضُواْ عَنۡهُمۡۖ إِنَّهُمۡ رِجۡسࣱۖ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ95
يَحۡلِفُونَ لَكُمۡ لِتَرۡضَوۡاْ عَنۡهُمۡۖ فَإِن تَرۡضَوۡاْ عَنۡهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يَرۡضَىٰ عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ96
ٱلۡأَعۡرَابُ أَشَدُّ كُفۡرࣰا وَنِفَاقࣰا وَأَجۡدَرُ أَلَّا يَعۡلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمࣱ97
وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغۡرَمࣰا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَآئِرَۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمࣱ98
وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَٰتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِۚ أَلَآ إِنَّهَا قُرۡبَةࣱ لَّهُمۡۚ سَيُدۡخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ99
وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنࣲ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدࣰاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ100
وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مُنَٰفِقُونَۖ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعۡلَمُهُمۡۖ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيۡنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمࣲ101
وَءَاخَرُونَ ٱعۡتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمۡ خَلَطُواْ عَمَلࣰا صَٰلِحࣰا وَءَاخَرَ سَيِّئًا عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورࣱ رَّحِيمٌ102
خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةࣰ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنࣱ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ103
أَلَمۡ يَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقۡبَلُ ٱلتَّوۡبَةَ عَنۡ عِبَادِهِۦ وَيَأۡخُذُ ٱلصَّدَقَٰتِ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ104
وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ105
وَءَاخَرُونَ مُرۡجَوۡنَ لِأَمۡرِ ٱللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمۡ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيۡهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمࣱ106
وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسۡجِدࣰا ضِرَارࣰا وَكُفۡرࣰا وَتَفۡرِيقَۢا بَيۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَإِرۡصَادࣰا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ وَلَيَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ107
لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدࣰاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالࣱ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ108
أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٍ خَيۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارࣲ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِي نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ109
لَا يَزَالُ بُنۡيَٰنُهُمُ ٱلَّذِي بَنَوۡاْ رِيبَةࣰ فِي قُلُوبِهِمۡ إِلَّآ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ110
إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقࣰّا فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ111
ٱلتَّـٰٓئِبُونَ ٱلۡعَٰبِدُونَ ٱلۡحَٰمِدُونَ ٱلسَّـٰٓئِحُونَ ٱلرَّـٰكِعُونَ ٱلسَّـٰجِدُونَ ٱلۡأٓمِرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ112
مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ113
وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةࣲ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوࣱّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّـٰهٌ حَلِيمࣱ114
وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ115
إِنَّ ٱللَّهَ لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۚ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيࣲّ وَلَا نَصِيرࣲ116
لَّقَد تَّابَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلنَّبِيِّ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلۡعُسۡرَةِ مِنۢ بَعۡدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقࣲ مِّنۡهُمۡ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّهُۥ بِهِمۡ رَءُوفࣱ رَّحِيمࣱ117
وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَيۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡ لِيَتُوبُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ118
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ119
مَا كَانَ لِأَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ وَمَنۡ حَوۡلَهُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلَا يَرۡغَبُواْ بِأَنفُسِهِمۡ عَن نَّفۡسِهِۦۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ لَا يُصِيبُهُمۡ ظَمَأࣱ وَلَا نَصَبࣱ وَلَا مَخۡمَصَةࣱ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَطَـُٔونَ مَوۡطِئࣰا يَغِيظُ ٱلۡكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنۡ عَدُوࣲّ نَّيۡلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِۦ عَمَلࣱ صَٰلِحٌۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ120
وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةࣰ صَغِيرَةࣰ وَلَا كَبِيرَةࣰ وَلَا يَقۡطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمۡ لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ121
وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةࣰۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةࣲ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةࣱ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ122
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱلۡكُفَّارِ وَلۡيَجِدُواْ فِيكُمۡ غِلۡظَةࣰۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ123
وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةࣱ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنࣰاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنࣰا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ124
وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ125
أَوَلَا يَرَوۡنَ أَنَّهُمۡ يُفۡتَنُونَ فِي كُلِّ عَامࣲ مَّرَّةً أَوۡ مَرَّتَيۡنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمۡ يَذَّكَّرُونَ126
وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةࣱ نَّظَرَ بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٍ هَلۡ يَرَىٰكُم مِّنۡ أَحَدࣲ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْۚ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا يَفۡقَهُونَ127
لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفࣱ رَّحِيمࣱ128
فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ129
translate
commentary
hadith
vocabulary
proper name
subjects
analyze
related verses
verses in books
Filter by book
book
Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour14
Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)11
Tafsir Kanz al-Daqa'iq wa Bahr al-Ghara'ib8
Tafsir Noor al-Thaqalayn8
Al-Burhan fi Tafsir al-Qur'an5
Tafsir al-Safi5
Tarjeme-ye Tafsir-e Revayi Al-Burhan5
Al-Tafsir (Tafsir al-`Ayyashi)2
Al-Tafsir al-Mansoub ila al-Imam Abi Muhammad al-Hasan ibn `Ali al-`Askari `alayhimus-salaam1
century
12th/18th Century26
10th/16th Century14
4th/10th Century13
11th/17th Century5
3rd/9th Century1
religion
Shi'a34
Sunni25
Type
Interpretative59
59 items(s) were found
Al-Burhan fi Tafsir al-Qur'an

14,1,113401 / _2 اَلْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ اَلْعَسْكَرِيُّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: «قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : أَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ جَعَلَ اَلظُّلُمٰاتِ وَ اَلنُّورَ ثُمَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‌ فَكَانَ فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ‌ رَدٌّ عَلَى ثَلاَثَةِ أَصْنَافٍ‌: لَمَّا قَالَ‌: اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ‌ فَكَانَ رَدّاً عَلَى اَلدَّهْرِيَّةِ‌ ، اَلَّذِينَ‌ قَالُوا: إِنَّ اَلْأَشْيَاءَ لاَ بَدْءَ لَهَا، وَ هِيَ دَائِمَةٌ‌. ثُمَّ قَالَ‌: وَ جَعَلَ اَلظُّلُمٰاتِ وَ اَلنُّورَ فَكَانَ رَدّاً عَلَى اَلثَّنَوِيَّةِ‌ ، اَلَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ اَلنُّورَ وَ اَلظُّلْمَةَ هُمَا اَلْمُدَبِّرَانِ‌. ثُمَّ قَالَ‌: ثُمَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‌ فَكَانَ رَدّاً عَلَى مُشْرِكِي اَلْعَرَبِ‌ ، اَلَّذِينَ‌ قَالُوا: إِنَّ أَوْثَانَنَا آلِهَةٌ‌. ثُمَّ أَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى: قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ إِلَى آخِرِهَا، فَكَانَ فِيهَا رَدٌّ عَلَى كُلِّ مَنِ اِدَّعَى مِنْ دُونِ اَللَّهِ ضِدّاً أَوْ نِدّاً. قَالَ‌: فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لِأَصْحَابِهِ‌: قُولُوا: إِيّٰاكَ نَعْبُدُ أَيْ نَعْبُدُ وَاحِداً، لاَ نَقُولُ كَمَا قَالَتِ‌ اَلدَّهْرِيَّةُ‌ : إِنَّ اَلْأَشْيَاءَ لاَ بَدْءَ لَهَا، وَ هِيَ دَائِمَةٌ‌، وَ لاَ كَمَا قَالَتِ اَلثَّنَوِيَّةُ‌ ، اَلَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ اَلنُّورَ وَ اَلظُّلْمَةَ هُمَا اَلْمُدَبِّرَانِ‌، وَ لاَ كَمَا قَالَ مُشْرِكُو اَلْعَرَبِ‌ : إِنَّ أَوْثَانَنَا آلِهَةٌ‌، فَلاَ نُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، وَ لاَ نَدْعُو مِنْ دُونِكَ إِلَهاً، كَمَا يَقُولُ هَؤُلاَءِ اَلْكُفَّارُ ، وَ لاَ نَقُولُ كَمَا قَالَتِ اَلْيَهُودُ وَ اَلنَّصَارَى : إِنَّ لَكَ وَلَداً، تَعَالَيْتَ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً». وَ هَذَا اَلْحَدِيثُ مُتَّصِلٌ بِآخِرِ حَدِيثٍ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اَللَّهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ قٰالَتِ اَلْيَهُودُ 48عُزَيْرٌ اِبْنُ اَللّٰهِ‌ اَلْآيَةَ مِنْ 9سُورَةِ اَلْبَرَاءَةِ‌ .

Al-Burhan fi Tafsir al-Qur'an

1,6 وَ قَالَ اَلصَّادِقُ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): فَأَنْزَلَ اَللَّهُ‌: اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ‌ وَ جَعَلَ اَلظُّلُمٰاتِ وَ اَلنُّورَ ثُمَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‌ فَكَانَ فِي هَذِهِ اَلْآيَةِ رَدٌّ عَلَى ثَلاَثَةِ أَصْنَافٍ مِنْهُمْ‌: لَمَّا قَالَ‌: اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ‌ فَكَانَ رَدّاً عَلَى اَلدَّهْرِيَّةِ اَلَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ اَلْأَشْيَاءَ لاَ بَدْءَ لَهَا وَ هِيَ‌ دَائِمَةٌ‌. ثُمَّ قَالَ‌: وَ جَعَلَ اَلظُّلُمٰاتِ وَ اَلنُّورَ فَكَانَ رَدّاً عَلَى اَلثَّنَوِيَّةِ اَلَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ اَلنُّورَ وَ اَلظُّلْمَةَ هُمَا اَلْمُدَبِّرَانِ‌. ثُمَّ‌ قَالَ‌: ثُمَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ‌ فَكَانَ رَدّاً عَلَى مُشْرِكِي اَلْعَرَبِ اَلَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ أَوْثَانَنَا آلِهَةٌ‌. ثُمَّ أَنْزَلَ اَللَّهُ‌ تَعَالَى: قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ إِلَى آخِرِهَا، فَكَانَ فِيهَا رَدٌّ عَلَى مَنِ اِدَّعَى مِنْ دُونِ اَللَّهِ ضِدّاً أَوْ نِدّاً. قَالَ‌: فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) لِأَصْحَابِهِ‌: قُولُوا: إِيّٰاكَ نَعْبُدُ أي نعبد واحدا، لا نقول كما قالت الدهرية: إن الأشياء لا بدء لها، و هي دائمة. و لا كما قالت الثنوية الذين قالوا: إن النور و الظلمة هما المدبران. و لا كما قال مشركو العرب: إن أوثاننا آلهة. فلا نشرك بك شيئا، و لا ندعو من دونك إلها، كما يقول هؤلاء الكفّار، و لا نقول كما قالت اليهود و النصارى: إن لك ولدا، تعاليت عن ذلك».

Al-Burhan fi Tafsir al-Qur'an

64506 / _2 اَلْعَيَّاشِيُّ‌ : عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اَلْمَلِكِ‌ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) قَالَ‌: «إِنَّهُ لَنْ يَغْضَبَ لِلَّهِ شَيْ‌ءٌ كَغَضَبِ‌ اَلطَّلْحِ‌ وَ اَلسِّدْرِ، إِنَّ اَلطَّلْحَ كَانَتْ كَالْأُتْرُجِّ‌ ، وَ اَلسِّدْرَ كَالْبِطِّيخِ‌، فَلَمَّا قَالَتِ اَلْيَهُودُ : يَدُ اَللَّهِ مَغْلُولَةٌ‌: نَقَصَ حِمْلُهُمَا فَصَغُرَ، فَصَارَ لَهُ عَجَمٌ‌، وَ اِشْتَدَّ اَلْعَجَمُ‌ . وَ لَمَّا أَنْ قَالَتِ اَلنَّصَارَى : 44اَلْمَسِيحُ‌ اِبْنُ اَللَّهِ‌. أَذْعَرَتَا فَخَرَجَ لَهُمَا هَذَا اَلشَّوْكُ‌، وَ نَقَصَ حِمْلُهُمَا وَ صَارَ اَلشَّوْكُ‌ إِلَى هَذَا اَلْحِمْلِ‌، وَ ذَهَبَ حِمْلُ اَلطَّلْحِ‌، فَلاَ يَحْمِلُ حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَوْ تَقُومَ‌ اَلسَّاعَةُ‌ ». ثُمَّ قَالَ‌: «مَنْ سَقَى طَلْحَةً أَوْ سِدْرَةً فَكَأَنَّمَا سَقَى مُؤْمِناً مِنْ ظَمَأٍ».

Al-Burhan fi Tafsir al-Qur'an

144507 / _3 عَنْ عَطِيَّةَ اَلْعَوْفِيِّ‌ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ‌ ، قَالَ‌: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌) : «اِشْتَدَّ غَضَبُ اَللَّهِ‌ عَلَى اَلْيَهُودِ حِينَ قَالُوا: 48عُزَيْرٌ اِبْنُ اَللَّهِ‌، وَ اِشْتَدَّ غَضَبُ اَللَّهِ عَلَى اَلنَّصَارَى حِينَ قَالُوا: 44اَلْمَسِيحُ‌ اِبْنُ اَللَّهِ‌، وَ اِشْتَدَّ غَضَبُ اَللَّهِ‌ عَلَى مَنْ أَرَاقَ دَمِي وَ آذَانِي فِي عِتْرَتِي ».

Al-Burhan fi Tafsir al-Qur'an

14508 / _1 اَلطَّبْرِسِيُّ‌ فِي ( اَلْإِحْتِجَاجِ‌) : عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) ، قَالَ‌: « قٰاتَلَهُمُ اَللّٰهُ أَنّٰى يُؤْفَكُونَ‌ أَيْ‌ لَعَنَهُمُ اَللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ‌، فَسَمَّى اَللَّعْنَةَ قِتَالاً، وَ كَذَلِكَ‌ قُتِلَ اَلْإِنْسٰانُ مٰا أَكْفَرَهُ‌ أَيْ لُعِنَ اَلْإِنْسَانُ‌».

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضى الله عنه في قوله وَ قٰالَتِ اَلْيَهُودُ عُزَيْرٌ اِبْنُ اَللّٰهِ‌ قال قالها رجل واحد اسمه فنحاص

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج ابن أبى شيبة و ابن المنذر عن ابن عباس رضى الله عنه قال كن نساء بنى إسرائيل يجتمعن بالليل فيصلين و يعتزلن و يذكرن ما فضل الله تعالى به بنى إسرائيل و ما أعطاهم ثم سلط عليهم شر خلقه بخت‌نصر فحرق التوراة و خرب بيت المقدس و عزير يومئذ غلام فقال عزير أو كان هذا فلحق الجبال و الوحش فجعل يتعبد فيها و جعل لا يخالط الناس فإذا هو ذات يوم بامرأة عند قبر و هي تبكى فقال يا أمة الله اتقى الله و احتسبي و اصبري أما تعلمين ان سبيل الناس إلى الموت فقالت يا عزير ا تنهاني ان أبيك و أنت خلفت بنى إسرائيل و لحقت بالجبال و الوحش قالت انى لست بامرأة و لكني الدنيا و انه سينبع في مصلاك عين و تنبت شجرة فاشرب من العين وكل من ثمرة الجسرة فان سيأتيك ملكان فاتركهما يصنعا ما أرادا فلما كان من الغد نبعت العين و نبتت الشجرة فشرب من ماء العين واكل من ثمرة الشجرة و جاء ملكان و معهما قارورة فيها نور فاوجراه فيها فألهمه الله التوراة فجاء فاملاه على الناس فقالوا عند ذلك عزير بن الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

14أخرج ابن اسحق ابن جرير و ابن أبى حاتم و ابو الشيخ و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم سلام بن مشكم و نعمان بن أوفى و ابو انس و شاس بن قيس و مالك بن الصيف فقالوا كيف نتبعك و قد تركت قبلتنا و أنت لا تزعم ان عزير ابن الله و انما قالوا هو ابن الله من أجل ان عزيرا كان في أهل الكتاب و كانت التوراة عندهم يعملون بها ما شاء الله تعالى ان يعملوا ثم أضاعوها و عملوا بغير الحق و كان التابوت فيهم فلما رأى الله تعالى انهم قد أضاعوا التوراة و عملوا بالأهواء رفع الله عنهم التابوت و أنساهم التوراة و نسخها من صدورهم و أرسل عليهم مرضا فاستطلقت بطونهم منهم حتى جعل الرجل يمشى كبده حتى نسوا التوراة و نسخت من صدورهم و فيهم عزير كان من علمائهم فدعا عزير الله عز و جل و ابتهل اليه ان يرد اليه الذي نسخ من صدره فبينما هو يصلى مبتهلا إلى الله تعالى نزل نور من الله فدخل جوفه فعاد اليه الذي كان ذهب من جوفه من التوراة فاذن في قومه فقال يا قوم قد آتاني الله التوراة ردها إلى فعلق يعلمهم فمكثوا ما شاء الله ان يمكثوا و هو يعلمهم ثم ان التابوت نزل عليهم بعد ذلك و بعد ذهابه منهم فلما رأوا التابوت عرضوا ما كانوا فيه على الذي كان عزير يعلمهم فوجده مثله فقالوا و الله ما أوتى عزير هذا الا انه ابن الله

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج ابن المنذر و أبو الشيخ عن ابن جرير رضى الله عنه في قوله قٰاتَلَهُمُ اَللّٰهُ‌ قال كلمة من كلام العرب

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج ابن أبى حاتم عن السدى رضى الله عنه قال انما قالت اليهود عُزَيْرٌ اِبْنُ اَللّٰهِ‌ لأنهم ظهرت عليهم العمالقة فقتلوهم و أخذوا التوراة و هرب علماؤهم الذين بقوا فدفنوا كتب التوراة في الجبال و كان عزير يتعبد في رؤس الجبال لا ينزل الا في يوم عيد فجعل الغلام يبكى يقول رب تركت بنى إسرائيل بغير عالم فلم يزل يبكيهم حتى سقط أشفار عينيه فنزل مرة إلى العيد فلما رجع إذا هو بامرأة قد مثلت له عند قبل من تلك القبور تبكى تقول يا مطعماه يا كاسياه فقال لها ويحك من كان يطعمك أو يكسوك أو يسقيك قبل هذا الرجل قالت الله قال فان الله حي لم يمت قالت يا عزير فمن كان يعلم العلماء قبل بنى إسرائيل قال الله قالت فلم تبكى عليهم فلما عرف انه قد خصم ولى مدبرا فدعته فقالت يا عزير إذا أصبحت غدا فائت نهر كذا و كذا فاغتسل فيه ث اخرج فصل ركعتين فانه يأتيك شيخ فما أعطاك فخذه فلما أصبح انطلق عزير إلى ذلك النهر فاغتسل ثم خرج فصلى ركعتين فأتاه شيخ فقال افتح فمك ففتح فمه فألقمه فيه شيأ كهيئة الجمرة العظيمة مجتمع كهيئة القوارير ثلاث مرات فرجع عزير و هو من أعلم الناس بالتوراة فقال يا بنى إسرائيل انى قد جئتكم بالتوراة فقالوا له ما كنت كذابا فعمد فربط على كل إصبع له قلما ثم كتب بأصابعه كلها فكتب التوراة فلما رجع العلماء أخبروا بشأن عزير و استخرج أولئك العلماء كتبهم التي كانوا رفعوها من التوراة في الجبال و كانت في خواب مدفونة فعرضوها بتوراة عزير فوجدوها مثلها فقالوا ما أعطاك الله الا و أنت ابنه

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

14و أخرج ابن مردويه و ابن عساكر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث أشك فيهن فلا أدرى أ عزير كان نبيا أم لا و لا أدرى العن تبعا أم لا قال و نسيت الثالثة

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

14و أخرج البخاري في تاريخه عن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه قال لما كان يوم أحد شج رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجهه و كسرت رباعيته فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ رافعا يديه يقول ان الله عز و جل اشتد غضبه على اليهود أن قالوا عزير ابن الله و اشتد غضبه على النصارى ان قالوا المسيح ابن الله و ان الله اشتد غضبه على من أراق دمى و آذاني في عترتي

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج ابن النجار عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال عزير يا رب ما علامة من صافيته من خلقك فأوحى الله اليه أقنعه باليسير و أدخر له في الآخرة الكثير

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما يُضٰاهِؤُنَ قَوْلَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ‌ قال قالوا مثل ما قال أهل الأديان

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج أبو الشيخ عن كعب رضى الله عنه قال دعا عزير ربه عز و جل ان يلقى التوراة كما أنزل على موسى عليه السلام في قلبه فانزلها الله تعالى عليه فبعد ذلك قالوا عزير ابن الله

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج أبو الشيخ عن حميد الخراط رضى الله عنه ان عزيرا كان يكتبها بعشرة أقلام في كل إصبع قلم

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج أبو الشيخ عن الزهري رضى الله عنه قال كان عزير يقرأ التوراة ظاهرا و كان قد أعطى من القوة ما ان كان ينظر في شرف السحاب فعند ذلك قالت اليهود عزير بن الله

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله قٰاتَلَهُمُ اَللّٰهُ‌ قال لعنهم الله و كل شي في القرآن قتل فهو لعن

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه في قوله يُضٰاهِؤُنَ قَوْلَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ‌ يقول ضاهت النصارى قول اليهود قبلهم فقالت النصارى اَلْمَسِيحُ اِبْنُ اَللّٰهِ‌ كما قالت اليهود عُزَيْرٌ اِبْنُ اَللّٰهِ

Al-Tafsir (Tafsir al-`Ayyashi)

1443 عَنْ عَطِيَّةَ اَلْعَوْفِيِّ‌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اَلْخُدْرِيِّ‌ قَالَ‌: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : اِشْتَدَّ غَضَبُ اَللَّهِ عَلَى اَلْيَهُودِ حِينَ قَالُوا 48عُزَيْرٌ اِبْنُ اَللَّهِ وَ اِشْتَدَّ غَضَبُ اَللَّهِ عَلَى اَلنَّصَارَى حِينَ‌ قَالُوا 44اَلْمَسِيحُ‌ اِبْنُ اَللَّهِ‌، وَ اِشْتَدَّ غَضَبُ اَللَّهِ مَنْ أَرَاقَ دَمِي وَ آذَانِي فِي عِتْرَتِي .

Al-Tafsir (Tafsir al-`Ayyashi)

644 عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اَلْمَلِكِ‌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ قَالَ‌: إِنَّهُ لَنْ يَغْضَبَ لِلَّهِ شَيْ‌ءٌ‌ كَغَضَبِ اَلطَّلْحِ‌ وَ اَلسِّدْرِ، أَنَّ اَلطَّلْحَ كَانَتْ كَالْأُتْرُجِّ‌، وَ اَلسِّدْرَ كَالْبِطِّيخِ‌، فَلَمَّا قَالَتْ‌ اَلْيَهُودُ : يَدُ اَللَّهِ مَغْلُولَةٌ نَقَصَا حَمْلَهُمَا فَصَغُرَ فَصَارَ لَهُ عَجَمٌ‌، وَ اِشْتَدَّ اَلْعَجَمُ‌، فَلَمَّا أَنْ قَالَتِ‌ اَلنَّصَارَى 44اَلْمَسِيحُ‌ اِبْنُ اَللَّهِ إِذْعَرَتَا فَخَرَجَ لَهُمَا هَذَا اَلشَّوْكُ وَ نَقَصَتَا حَمْلَهُمَا، وَ صَارَ اَلشَّوْكُ إِلَى هَذَا اَلْحَمْلِ‌، وَ ذَهَبَ حَمْلُ اَلطَّلْحِ‌، فَلاَ يَحْمِلُ حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا [أَنْ تَقُومَ‌ اَلسَّاعَةُ‌ ] ثُمَّ قَالَ‌: مَنْ سَقَى طَلْحَةً أَوْ سِدْرَةً فَكَأَنَّمَا سَقَى مُؤْمِناً مِنْ ظَمْآنَ‌ .

Al-Tafsir al-Mansoub ila al-Imam Abi Muhammad al-Hasan ibn `Ali al-`Askari `alayhimus-salaam

323 وَ لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي اَلْبَاقِرُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ ، عَنْ جَدِّي عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ زَيْنِ اَلْعَابِدِينَ‌ عَنْ أَبِيهِ‌ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ سَيِّدِ اَلشُّهَدَاءِ‌ ، عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ‌ صَلَوَاتُ‌ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ‌: أَنَّهُ اِجْتَمَعَ يَوْماً عِنْدَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ أَهْلُ خَمْسَةِ أَدْيَانٍ‌: اَلْيَهُودُ وَ اَلنَّصَارَى ، وَ اَلدَّهْرِيَّةُ‌ ، وَ اَلثَّنَوِيَّةُ‌ ، وَ مُشْرِكُو اَلْعَرَبِ‌ . فَقَالَتِ‌ اَلْيَهُودُ : نَحْنُ نَقُولُ‌: 48عُزَيْرٌ اِبْنُ اَللَّهِ‌، وَ قَدْ جِئْنَاكَ يَا مُحَمَّدُ لِنَنْظُرَ مَا تَقُولُ‌ فَإِنْ تَبِعْتَنَا فَنَحْنُ أَسْبَقُ إِلَى اَلصَّوَابِ مِنْكَ وَ أَفْضَلُ‌، وَ إِنْ خَالَفْتَنَا خَصَمْنَاكَ‌. وَ قَالَتِ‌ اَلنَّصَارَى : نَحْنُ نَقُولُ‌، إِنَّ‌ 44اَلْمَسِيحَ‌ اِبْنُ اَللَّهِ اِتَّحَدَ بِهِ‌. وَ قَدْ جِئْنَاكَ لِنَنْظُرَ مَا تَقُولُ‌، فَإِنْ تَبِعْتَنَا فَنَحْنُ أَسْبَقُ إِلَى اَلصَّوَابِ مِنْكَ وَ أَفْضَلُ‌، وَ إِنْ خَالَفْتَنَا خَصَمْنَاكَ‌. وَ قَالَتِ‌ اَلدَّهْرِيَّةُ‌ : نَحْنُ نَقُولُ‌: اَلْأَشْيَاءُ لاَ بَدْءَ لَهَا وَ هِيَ دَائِمَةٌ‌، وَ قَدْ جِئْنَاكَ لِنَنْظُرَ مَا تَقُولُ‌، فَإِنْ تَبِعْتَنَا فَنَحْنُ أَسْبَقُ إِلَى اَلصَّوَابِ مِنْكَ وَ أَفْضَلُ‌، وَ إِنْ خَالَفْتَنَا خَصَمْنَاكَ‌. وَ قَالَتِ‌ اَلثَّنَوِيَّةُ‌ : نَحْنُ نَقُولُ‌: إِنَّ اَلنُّورَ وَ اَلظُّلْمَةَ هُمَا اَلْمُدَبِّرَانِ‌، وَ قَدْ جِئْنَاكَ‌ لِنَنْظُرَ مَا تَقُولُ‌، فَإِنْ تَبِعْتَنَا فَنَحْنُ أَسْبَقُ إِلَى اَلصَّوَابِ مِنْكَ وَ أَفْضَلُ‌، وَ إِنْ خَالَفْتَنَا خَصَمْنَاكَ‌. وَ قَالَ مُشْرِكُو اَلْعَرَبِ‌ : نَحْنُ نَقُولُ إِنَّ أَوْثَانَنَا آلِهَةٌ‌ وَ قَدْ جِئْنَاكَ لِنَنْظُرَ مَا تَقُولُ‌ فَإِنْ تَبِعْتَنَا فَنَحْنُ أَسْبَقُ إِلَى اَلصَّوَابِ مِنْكَ وَ أَفْضَلُ‌، وَ إِنْ خَالَفْتَنَا خَصَمْنَاكَ‌. فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : آمَنْتُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ‌، وَ كَفَرْتُ بِكُلِّ‌ مَعْبُودٍ سِوَاهُ‌. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ‌: إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى بَعَثَنِي كَافَّةً لِلنَّاسِ‌ بَشِيراً وَ نَذِيراً، حُجَّةً عَلَى اَلْعَالَمِينَ‌ وَ سَيَرُدُّ اَللَّهُ كَيْدَ مَنْ يَكِيدُ دِينَهُ فِي نَحْرِهِ‌. ثُمَّ قَالَ‌ لِلْيَهُودِ : أَ جِئْتُمُونِي لِأَقْبَلَ قَوْلَكُمْ بِغَيْرِ حُجَّةٍ قَالُوا: لاَ. قَالَ‌: فَمَا اَلَّذِي دَعَاكُمْ إِلَى اَلْقَوْلِ بِأَنَّ‌ 48عُزَيْراً اِبْنُ اَللَّهِ‌ قَالُوا: لِأَنَّهُ أَحْيَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ‌ اَلتَّوْرَاةَ‌ بَعْدَ مَا ذَهَبَتْ‌، وَ لَمْ يَفْعَلْ بِهِ هَذَا إِلاَّ لِأَنَّهُ اِبْنُهُ‌. فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : فَكَيْفَ صَارَ 48عُزَيْرٌ اِبْنَ اَللَّهِ دُونَ‌ 32مُوسَى وَ هُوَ اَلَّذِي جَاءَهُمْ‌ بِالتَّوْرَاةِ‌ وَ رُئِيَ مِنْهُ مِنَ اَلْمُعْجِزَاتِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ وَ لَئِنْ كَانَ‌ 48عُزَيْرٌ اِبْنَ اَللَّهِ لِمَا ظَهَرَ مِنْ‌ إِكْرَامِهِ بِإِحْيَاءِ‌ اَلتَّوْرَاةِ‌ ، فَلَقَدْ كَانَ‌ 32مُوسَى بِالْبُنُوَّةِ أَحَقَّ وَ أَوْلَى، وَ لَئِنْ كَانَ هَذَا اَلْمِقْدَارُ مِنْ إِكْرَامِهِ‌ 48لِعُزَيْرٍ يُوجِبُ أَنَّهُ اِبْنُهُ‌، فَأَضْعَافُ هَذِهِ اَلْكَرَامَةِ‌ 32لِمُوسَى تُوجِبُ لَهُ مَنْزِلَةً‌ أَجَلَّ مِنَ اَلْبُنُوَّةِ لِأَنَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُرِيدُونَ بِالْبُنُوَّةِ اَلْوِلاَدَةَ‌ عَلَى سَبِيلِ مَا تُشَاهِدُونَهُ‌ فِي دُنْيَاكُمْ هَذِهِ مِنْ وِلاَدَةِ اَلْأُمَّهَاتِ اَلْأَوْلاَدَ بِوَطْءِ آبَائِهِمْ لَهُنَّ‌، فَقَدْ كَفَرْتُمْ بِاللَّهِ‌ وَ شَبَّهْتُمُوهُ بِخَلْقِهِ‌، وَ أَوْجَبْتُمْ فِيهِ صِفَاتِ اَلْمُحْدَثِينَ‌، وَ وَجَبَ عِنْدَكُمْ أَنْ يَكُونَ مُحْدَثاً مَخْلُوقاً، وَ أَنَّ لَهُ خَالِقاً صَنَعَهُ وَ اِبْتَدَعَهُ‌. قَالُوا: لَسْنَا نَعْنِي هَذَا، فَإِنَّ هَذَا كُفْرٌ كَمَا ذَكَرْتَ‌، وَ لَكِنَّا نَعْنِي أَنَّهُ اِبْنُهُ عَلَى مَعْنَى اَلْكَرَامَةِ‌، وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ وِلاَدَةٌ‌، كَمَا قَدْ يَقُولُ بَعْضُ عُلَمَائِنَا لِمَنْ يُرِيدُ إِكْرَامَهُ‌ وَ إِبَانَتَهُ بِالْمَنْزِلَةِ مِنْ غَيْرِهِ‌: يَا بُنَيَّ‌، وَ أَنَّهُ اِبْنِي. لاَ عَلَى إِثْبَاتِ وِلاَدَتِهِ مِنْهُ‌، لِأَنَّهُ قَدْ يَقُولُ ذَلِكَ لِمَنْ هُوَ أَجْنَبِيٌّ لاَ نَسَبَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ‌، وَ كَذَلِكَ لَمَّا فَعَلَ‌ 48بِعُزَيْرٍ مَا فَعَلَ‌، كَانَ‌ قَدِ اِتَّخَذَهُ اِبْناً عَلَى اَلْكَرَامَةِ لاَ عَلَى اَلْوِلاَدَةِ‌. فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : فَهَذَا مَا قُلْتُهُ لَكُمْ‌: إِنَّهُ إِنْ وَجَبَ عَلَى هَذَا اَلْوَجْهِ أَنْ يَكُونَ‌ 48عُزَيْرٌ اِبْنَهُ فَإِنَّ هَذِهِ اَلْمَنْزِلَةَ‌ 32لِمُوسَى أَوْلَى، وَ إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يَفْضَحُ كُلَّ مُبْطِلٍ بِإِقْرَارِهِ‌ وَ يَقْلِبُ عَلَيْهِ حُجَّتَهُ‌. إِنْ مَا اِحْتَجَجْتُمْ بِهِ يُؤَدِّيكُمْ إِلَى مَا هُوَ أَكْبَرُ مِمَّا ذَكَرْتُهُ لَكُمْ‌، لِأَنَّكُمْ قُلْتُمْ‌: إِنَّ عَظِيماً مِنْ عُظَمَائِكُمْ قَدْ يَقُولُ لِأَجْنَبِيٍّ لاَ نَسَبَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ‌: يَا بُنَيَّ‌، وَ هَذَا اِبْنِي لاَ عَلَى طَرِيقِ اَلْوِلاَدَةِ‌، فَقَدْ تَجِدُونَ أَيْضاً هَذَا اَلْعَظِيمَ يَقُولُ لِأَجْنَبِيٍّ آخَرَ: هَذَا أَخِي وَ لِآخَرَ: هَذَا شَيْخِي، وَ أَبِي، وَ لِآخَرَ: هَذَا سَيِّدِي، عَلَى سَبِيلِ اَلْإِكْرَامِ‌، وَ إِنَّ مَنْ زَادَهُ‌ فِي اَلْكَرَامَةِ زَادَهُ فِي مِثْلِ هَذَا اَلْقَوْلِ‌، فَإِذَا يَجُوزُ عِنْدَكُمْ أَنْ يَكُونُ‌ 32مُوسَى أَخاً لِلَّهِ أَوْ شَيْخاً لَهُ أَوْ أَباً أَوْ سَيِّداً لِأَنَّهُ قَدْ زَادَهُ فِي اَلْكَرَامَةِ عَلَى مَا 48لِعُزَيْرٍ ، كَمَا أَنَّ مَنْ زَادَ رَجُلاً فِي اَلْإِكْرَامِ فَقَالَ لَهُ‌: يَا سَيِّدِي وَ يَا شَيْخِي وَ يَا عَمِّي وَ يَا رَئِيسِي وَ يَا أَمِيرِي عَلَى طَرِيقِ‌ اَلْإِكْرَامِ‌، وَ إِنَّ مَنْ زَادَهُ فِي اَلْكَرَامَةِ زَادَهُ فِي مِثْلِ هَذَا اَلْقَوْلِ‌، أَ فَيَجُوزُ عِنْدَكُمْ أَنْ‌ يَكُونَ‌ 32مُوسَى أَخاً لِلَّهِ‌، أَوْ شَيْخاً، أَوْ عَمّاً أَوْ رَئِيساً، أَوْ سَيِّداً أَوْ أَمِيراً لِأَنَّهُ قَدْ زَادَهُ‌ فِي اَلْإِكْرَامِ عَلَى مَنْ قَالَ لَهُ‌: يَا شَيْخِي أَوْ يَا سَيِّدِي أَوْ يَا عَمِّي، أَوْ يَا رَئِيسِي، أَوْ يَا أَمِيرِي. قَالَ‌: فَبُهِتَ اَلْقَوْمُ وَ تَحَيَّرُوا وَ قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ أَجِّلْنَا نَتَفَكَّرُ فِيمَا قُلْتَهُ لَنَا. فَقَالَ‌: اُنْظُرُوا فِيهِ بِقُلُوبٍ مُعْتَقِدَةٍ لِلْإِنْصَافِ‌، يَهْدِكُمُ اَللَّهُ‌. ثُمَّ أَقْبَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَلَى اَلنَّصَارَى فَقَالَ لَهُمْ‌: وَ أَنْتُمْ قُلْتُمْ‌: إِنَّ اَلْقَدِيمَ عَزَّ وَ جَلَّ اِتَّحَدَ 44بِالْمَسِيحِ‌ اِبْنِهِ‌ مَا اَلَّذِي أَرَدْتُمُوهُ بِهَذَا اَلْقَوْلِ أَرَدْتُمْ أَنَّ اَلْقَدِيمَ صَارَ مُحْدَثاً لِوُجُودِ هَذَا اَلْمُحْدَثِ اَلَّذِي هُوَ 44عِيسَى أَوِ اَلْمُحْدَثُ اَلَّذِي هُوَ 44عِيسَى صَارَ قَدِيماً لِوُجُودِ اَلْقَدِيمِ اَلَّذِي هُوَ اَللَّهُ أَوْ مَعْنَى قَوْلِكُمْ‌: «إِنَّهُ اِتَّحَدَ بِهِ‌» أَنَّهُ اِخْتَصَّهُ بِكَرَامَةٍ لَمْ‌ يُكْرِمْ بِهَا أَحَداً سِوَاهُ فَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنَّ اَلْقَدِيمَ تَعَالَى صَارَ مُحْدَثاً فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ‌، لِأَنَّ اَلْقَدِيمَ‌ مُحَالٌ أَنْ يَنْقَلِبَ فَيَصِيرَ مُحْدَثاً، وَ إِنْ أَرَدْتُمْ أَنَّ اَلْمُحْدَثَ صَارَ قَدِيماً فَقَدْ أَحَلْتُمْ‌ لِأَنَّ‌ اَلْمُحْدَثَ أَيْضاً مُحَالٌ أَنْ يَصِيرَ قَدِيماً، وَ إِنْ أَرَدْتُمْ أَنَّهُ اِتَّحَدَ بِهِ بِأَنِ اِخْتَصَّهُ وَ اِصْطَفَاهُ‌ عَلَى سَائِرِ عِبَادِهِ‌، فَقَدْ أَقْرَرْتُمْ بِحُدُوثِ‌ 44عِيسَى ، وَ بِحُدُوثِ اَلْمَعْنَى اَلَّذِي اِتَّحَدَ بِهِ مِنْ‌ أَجْلِهِ‌، لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ‌ 44عِيسَى مُحْدَثاً وَ كَانَ اَللَّهُ اِتَّحَدَ بِهِ بِأَنْ أَحْدَثَ بِهِ مَعْنًى صَارَ بِهِ‌ أَكْرَمَ اَلْخَلْقِ عِنْدَهُ‌، فَقَدْ صَارَ 44عِيسَى وَ ذَلِكَ اَلْمَعْنَى مُحْدَثَيْنِ‌، وَ هَذَا خِلاَفُ مَا بَدَأْتُمْ تَقُولُونَهُ‌. قَالَ‌: فَقَالَتِ‌ اَلنَّصَارَى : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَظْهَرَ عَلَى يَدِ 44عِيسَى مِنَ اَلْأَشْيَاءِ‌ اَلْعَجِيبَةِ مَا أَظْهَرَ، فَقَدِ اِتَّخَذَهُ وَلَداً عَلَى جِهَةِ اَلْكَرَامَةِ‌. فَقَالَ لَهُمْ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : فَقَدْ سَمِعْتُمْ مَا قُلْتَهُ‌ لِلْيَهُودِ فِي هَذَا اَلْمَعْنَى اَلَّذِي ذَكَرْتُمُوهُ‌. ثُمَّ أَعَادَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذَلِكَ كُلَّهُ‌، فَسَكَتُوا إِلاَّ رَجُلاً وَاحِداً مِنْهُمْ‌، فَقَالَ لَهُ‌: يَا مُحَمَّدُ أَ وَ لَسْتُمْ تَقُولُونَ‌: إِنَّ‌ 24إِبْرَاهِيمَ‌ خَلِيلُ اَللَّهِ [قَالَ‌: قَدْ قُلْنَا ذَلِكَ‌. فَقَالَ‌:] فَإِذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ فَلِمَ مَنَعْتُمُونَا مِنْ أَنْ نَقُولَ‌: إِنَّ‌ 44عِيسَى اِبْنُ اَللَّهِ‌ فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : إِنَّهُمَا لَمْ يَشْتَبِهَا، لِأَنَّ قَوْلَنَا: إِنَّ‌ 24إِبْرَاهِيمَ‌ خَلِيلُ اَللَّهِ‌، فَإِنَّمَا هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ اَلْخَلَّةِ وَ اَلْخُلَّةِ‌: فَأَمَّا اَلْخَلَّةُ فَإِنَّمَا مَعْنَاهَا اَلْفَقْرُ وَ اَلْفَاقَةُ‌، فَقَدْ كَانَ خَلِيلاً إِلَى رَبِّهِ فَقِيراً، وَ إِلَيْهِ مُنْقَطِعاً، وَ عَنْ غَيْرِهِ مُتَعَفِّفاً مُعْرِضاً مُسْتَغْنِياً، وَ ذَلِكَ لَمَّا أُرِيدَ قَذْفُهُ‌ فِي اَلنَّارِ ، فَرُمِيَ بِهِ فِي اَلْمَنْجَنِيقِ فَبَعَثَ اَللَّهُ تَعَالَى جَبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ وَ قَالَ لَهُ‌: أَدْرِكْ عَبْدِي. فَجَاءَهُ فَلَقِيَهُ فِي اَلْهَوَاءِ‌، فَقَالَ‌: كَلِّفْنِي مَا بَدَا لَكَ فَقَدْ بَعَثَنِي اَللَّهُ لِنُصْرَتِكَ‌. فَقَالَ‌: بَلْ حَسْبِيَ اَللَّهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ‌، إِنِّي لاَ أَسْأَلُ غَيْرَهُ وَ لاَ حَاجَةَ لِي إِلاَّ إِلَيْهِ‌. فَسَمَّاهُ‌ خَلِيلَهُ أَيْ‌، فَقِيرَهُ وَ مُحْتَاجَهُ‌، وَ اَلْمُنْقَطِعَ إِلَيْهِ عَمَّنْ سِوَاهُ‌. وَ إِذَا جُعِلَ مَعْنَى ذَلِكَ مِنَ اَلْخُلَّةِ وَ هُوَ أَنَّهُ قَدْ تَخَلَّلَ [بِهِ‌] مَعَانِيَهُ‌، وَ وَقَفَ عَلَى أَسْرَارٍ لَمْ‌ يَقِفْ عَلَيْهَا غَيْرُهُ كَانَ مَعْنَاهُ اَلْعَالِمَ بِهِ وَ بِأُمُورِهِ‌، وَ لاَ يُوجِبُ ذَلِكَ تَشْبِيهَ اَللَّهِ‌ بِخَلْقِهِ‌، أَ لاَ تَرَوْنَ أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَنْقَطِعْ إِلَيْهِ لَمْ يَكُنْ خَلِيلَهُ وَ إِذَا لَمْ يَعْلَمْ بِأَسْرَارِهِ لَمْ يَكُنْ‌ خَلِيلَهُ وَ أَنَّ مَنْ يَلِدُهُ اَلرَّجُلُ وَ إِنْ أَهَانَهُ وَ أَقْصَاهُ‌، لَمْ يَخْرُجْ عَنْ أَنْ يَكُونَ وَلَدَهُ لِأَنَّ‌ مَعْنَى اَلْوِلاَدَةِ قَائِمٌ‌. ثُمَّ إِنْ وَجَبَ لِأَنَّهُ قَالَ اَللَّهُ‌: 24إِبْرَاهِيمُ‌ خَلِيلِي أَنْ تَقِيسُوا أَنْتُمْ فَتَقُولُوا: إِنَّ‌ 44عِيسَى اِبْنُهُ‌، وَجَبَ أَيْضاً كَذَلِكَ أَنْ تَقُولُوا 32لِمُوسَى : إِنَّهُ اِبْنُهُ‌، فَإِنَّ اَلَّذِي مَعَهُ مِنَ‌ اَلْمُعْجِزَاتِ لَمْ يَكُنْ بِدُونِ مَا كَانَ مَعَ‌ 44عِيسَى ، فَقُولُوا إِنَّ‌ 32مُوسَى أَيْضاً اِبْنُهُ‌، وَ إِنَّهُ‌ يَجُوزُ أَنْ تَقُولُوا عَلَى هَذَا اَلْمَعْنَى: شَيْخُهُ وَ سَيِّدُهُ وَ عَمُّهُ وَ رَئِيسُهُ وَ أَمِيرُهُ كَمَا قَدْ ذَكَرْتُهُ‌ لِلْيَهُودِ . فَقَالَ بَعْضُهُمْ‌: وَ فِي اَلْكُتُبِ اَلْمُنَزَّلَةِ أَنَّ‌ 44عِيسَى قَالَ‌: أَذْهَبُ إِلَى أَبِي. فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : فَإِنْ كُنْتُمْ بِذَلِكَ اَلْكِتَابِ تَعْمَلُونَ‌، فَإِنَّ فِيهِ‌: «أَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَ أَبِيكُمْ‌» فَقُولُوا: إِنَّ جَمِيعَ اَلَّذِينَ خَاطَبَهُمْ كَانُوا أَبْنَاءَ اَللَّهِ‌، كَمَا كَانَ‌ 44عِيسَى اِبْنَهُ مِنَ‌ اَلْوَجْهِ اَلَّذِي كَانَ‌ 44عِيسَى اِبْنَهُ‌، ثُمَّ إِنَّ مَا فِي هَذَا اَلْكِتَابِ يُبْطِلُ عَلَيْكُمْ هَذَا [اَلْمَعْنَى] اَلَّذِي زَعَمْتُمْ أَنَّ‌ 44عِيسَى مِنْ جِهَةِ اَلاِخْتِصَاصِ كَانَ اِبْناً لَهُ‌، لِأَنَّكُمْ قُلْتُمْ‌: إِنَّمَا قُلْنَا: إِنَّهُ اِبْنُهُ لِأَنَّهُ تَعَالَى اِخْتَصَّهُ بِمَا لَمْ يَخْتَصَّ بِهِ غَيْرَهُ‌، وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ اَلَّذِي خَصَّ‌ بِهِ‌ 44عِيسَى لَمْ يَخُصَّ بِهِ هَؤُلاَءِ اَلْقَوْمَ اَلَّذِينَ قَالَ لَهُمْ‌ 44عِيسَى : «أَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَ أَبِيكُمْ‌» فَبَطَلَ أَنْ يَكُونَ اَلاِخْتِصَاصُ‌ 44لِعِيسَى ، لِأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ عِنْدَكُمْ بِقَوْلِ‌ 44عِيسَى لِمَنْ لَمْ يَكُنْ‌ لَهُ مِثْلُ اِخْتِصَاصِ‌ 44عِيسَى ، وَ أَنْتُمْ إِنَّمَا حَكَيْتُمْ لَفْظَةَ‌ 44عِيسَى وَ تَأَوَّلْتُمُوهَا عَلَى غَيْرِ وَجْهِهَا لِأَنَّهُ إِذَا قَالَ‌: «أَبِي وَ أَبِيكُمْ‌» فَقَدْ أَرَادَ غَيْرَ مَا ذَهَبْتُمْ إِلَيْهِ وَ نَحَلْتُمُوهُ‌، وَ مَا يُدْرِيكُمْ لَعَلَّهُ‌ عَنَى: أَذْهَبُ إِلَى 18آدَمَ‌ وَ إِلَى 21نُوحٍ‌ إِنَّ اَللَّهَ يَرْفَعُنِي إِلَيْهِمْ وَ يَجْمَعُنِي مَعَهُمْ‌، وَ 18آدَمُ‌ أَبِي وَ أَبُوكُمْ وَ كَذَلِكَ‌ 21نُوحٌ‌ ، بَلْ مَا أَرَادَ غَيْرَ هَذَا قَالَ‌: فَسَكَتَتِ‌ اَلنَّصَارَى ، وَ قَالُوا: مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ مُجَادِلاً وَ لاَ مُخَاصِماً وَ سَنَنْظُرُ فِي أُمُورِنَا. ثُمَّ أَقْبَلَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ عَلَى اَلدَّهْرِيَّةِ‌ فَقَالَ‌: وَ أَنْتُمْ فَمَا اَلَّذِي دَعَاكُمْ إِلَى اَلْقَوْلِ‌ بِأَنَّ اَلْأَشْيَاءَ لاَ بَدْءَ لَهَا وَ هِيَ دَائِمَةٌ لَمْ تَزَلْ‌، وَ لاَ تَزَالُ‌ فَقَالُوا: لِأَنَّا لاَ نَحْكُمُ إِلاَّ بِمَا نُشَاهِدُ، وَ لَمْ نَجِدْ لِلْأَشْيَاءِ حَدَثاً فَحَكَمْنَا بِأَنَّهَا لَمْ تَزَلْ‌ وَ لَمْ نَجِدْ لَهَا اِنْقِضَاءً وَ لاَ فَنَاءً فَحَكَمْنَا بِأَنَّهَا لاَ تَزَالُ‌. فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : أَ فَوَجَدْتُمْ لَهَا قَدَماً، أَمْ وَجَدْتُمْ لَهَا بَقَاءً أَبَدَ اَلْآبَادِ فَإِنْ قُلْتُمْ‌: إِنَّكُمْ قَدْ وَجَدْتُمْ ذَلِكَ أَثْبَتُّمْ‌ لِأَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا عَلَى هَيْئَتِكُمْ وَ عُقُولِكُمْ بِلاَ نِهَايَةٍ‌، وَ لاَ تَزَالُونَ كَذَلِكَ وَ لَئِنْ قُلْتُمْ هَذَا دَفَعْتُمُ اَلْعَيَانَ وَ كَذَّبَكُمْ‌ اَلْعَالِمُونَ اَلَّذِينَ يُشَاهِدُونَكُمْ‌. قَالُوا: بَلْ لَمْ نُشَاهِدْ لَهَا قِدَماً وَ لاَ بَقَاءً أَبَدَ اَلْآبَادِ. قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : فَلِمَ صِرْتُمْ بِأَنْ تَحْكُمُوا بِالْقِدَمِ وَ اَلْبَقَاءِ دَائِماً لِأَنَّكُمْ لَمْ تُشَاهِدُوا حُدُوثَهَا، وَ اِنْقِضَاءَهَا أَوْلَى مِنْ تَارِكِ اَلتَّمَيُّزِ لَهَا مِثْلُكُمْ‌، يَحْكُمُ لَهَا بِالْحُدُوثِ وَ اَلاِنْقِضَاءِ‌ وَ اَلاِنْقِطَاعِ لِأَنَّهُ لَمْ يُشَاهِدْ لَهَا قِدَماً وَ لاَ بَقَاءً أَبَدَ اَلْآبَادِ. أَ وَ لَسْتُمْ تُشَاهِدُونَ اَللَّيْلَ وَ اَلنَّهَارَ وَ أَحَدُهُمَا بَعْدَ اَلْآخَرِ فَقَالُوا: نَعَمْ‌. فَقَالَ‌: أَ تَرَوْنَهُمَا لَمْ يَزَالاَ وَ لاَ يَزَالاَنِ فَقَالُوا: نَعَمْ‌. قَالَ‌: أَ فَيَجُوزُ عِنْدَكُمْ اِجْتِمَاعُ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهَارِ فَقَالُوا: لاَ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌: فَإِذاً يَنْقَطِعُ‌ أَحَدُهُمَا عَنِ اَلْآخَرِ فَيَسْبِقُ أَحَدُهُمَا، وَ يَكُونُ اَلثَّانِي جَارِياً بَعْدَهُ‌. قَالُوا: كَذَلِكَ هُوَ. فَقَالَ‌: قَدْ حَكَمْتُمْ بِحُدُوثِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ لَيْلٍ وَ نَهَارٍ لَمْ تُشَاهِدُوهُمَا، فَلاَ تُنْكِرُوا لِلَّهِ قُدْرَةً‌ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌: أَ تَقُولُونَ مَا قَبْلَكُمْ‌ مِنَ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهَارِ مُتَنَاهٍ أَمْ غَيْرُ مُتَنَاهٍ‌ فَإِنْ قُلْتُمْ‌: غَيْرُ مُتَنَاهٍ فَكَيْفَ‌ وَصَلَ إِلَيْكُمْ آخِرٌ بِلاَ نِهَايَةٍ لِأَوَّلِهِ‌ وَ إِنْ قُلْتُمْ‌: إِنَّهُ مُتَنَاهٍ فَقَدْ كَانَ وَ لاَ شَيْ‌ءَ مِنْهُمَا بِقَدِيمٍ‌. قَالُوا: نَعَمْ‌. قَالَ لَهُمْ‌: أَ قُلْتُمْ إِنَّ اَلْعَالَمَ قَدِيمٌ لَيْسَ بِمُحْدَثٍ وَ أَنْتُمْ عَارِفُونَ بِمَعْنَى مَا أَقْرَرْتُمْ‌ بِهِ‌، وَ بِمَعْنَى مَا جَحَدْتُمُوهُ قَالُوا: نَعَمْ‌. قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : فَهَذَا اَلَّذِي نُشَاهِدُهُ مِنَ اَلْأَشْيَاءِ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ مُفْتَقِرٌ، لِأَنَّهُ لاَ قِوَامَ لِلْبَعْضِ إِلاَّ بِمَا يَتَّصِلُ بِهِ‌، أَ لاَ تَرَى أَنَّ اَلْبِنَاءَ مُحْتَاجٌ بَعْضُ أَجْزَائِهِ إِلَى بَعْضٍ وَ إِلاَّ لَمْ يَتَّسِقْ‌، وَ لَمْ يَسْتَحْكِمْ‌، وَ كَذَلِكَ سَائِرُ مَا تَرَوْنَ‌. وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌: فَإِذَا كَانَ هَذَا اَلْمُحْتَاجُ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ لِقُوَّتِهِ‌ وَ تَمَامِهِ هُوَ اَلْقَدِيمَ‌، فَأَخْبِرُونِي أَنْ لَوْ كَانَ مُحْدَثاً كَيْفَ كَانَ يَكُونُ وَ مَا ذَا كَانَتْ تَكُونُ صِفَتُهُ‌ قَالَ‌: فَبُهِتُوا [وَ تَحَيَّرُوا] وَ عَلِمُوا أَنَّهُمْ لاَ يَجِدُونَ لِلْمُحْدَثِ صِفَةً يَصِفُونَهُ بِهَا إِلاَّ وَ هِيَ مَوْجُودَةٌ فِي هَذَا اَلَّذِي زَعَمُوا أَنَّهُ قَدِيمٌ‌، فَوَجَمُوا وَ قَالُوا: سَنَنْظُرُ فِي أَمْرِنَا. ثُمَّ أَقْبَلَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ عَلَى اَلثَّنَوِيَّةِ‌ اَلَّذِينَ قَالُوا: اَلنُّورُ وَ اَلظُّلْمَةُ هُمَا اَلْمُدَبِّرَانِ فَقَالَ‌: وَ أَنْتُمْ فَمَا اَلَّذِي دَعَاكُمْ إِلَى مَا قُلْتُمُوهُ مِنْ هَذَا فَقَالُوا: لِأَنَّا وَجَدْنَا اَلْعَالَمَ صِنْفَيْنِ‌: خَيْراً وَ شَرّاً، وَ وَجَدْنَا اَلْخَيْرَ ضِدَّ اَلشَّرِّ، فَأَنْكَرْنَا أَنْ يَكُونَ فَاعِلٌ [وَاحِدٌ] يَفْعَلُ اَلشَّيْ‌ءَ وَ ضِدَّهُ‌، بَلْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فَاعِلٌ‌، أَ لاَ تَرَى أَنَّ اَلثَّلْجَ مُحَالٌ أَنْ يُسَخِّنَ كَمَا أَنَّ اَلنَّارَ مُحَالٌ أَنْ تُبَرِّدَ، فَأَثْبَتْنَا لِذَلِكَ صَانِعَيْنِ‌ قَدِيمَيْنِ‌: ظُلْمَةً وَ نُوراً. فَقَالَ لَهُمْ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : أَ فَلَسْتُمْ قَدْ وَجَدْتُمْ سَوَاداً وَ بَيَاضاً، وَ حُمْرَةً وَ صُفْرَةً‌ وَ خُضْرَةً وَ زُرْقَةً وَ كُلُّ وَاحِدَةٍ ضِدٌّ لِسَائِرِهَا لاِسْتِحَالَةِ اِجْتِمَاعِ اِثْنَيْنِ مِنْهُمَا فِي مَحَلٍّ‌ وَاحِدٍ، كَمَا كَانَ اَلْحَرُّ وَ اَلْبَرْدُ ضِدَّيْنِ لاِسْتِحَالَةِ اِجْتِمَاعِهِمَا فِي مَحَلٍّ وَاحِدٍ قَالُوا: نَعَمْ‌. قَالَ‌: فَهَلاَّ أَثْبَتُّمْ بِعَدَدِ كُلِّ لَوْنٍ صَانِعاً قَدِيماً لِيَكُونَ فَاعِلُ كُلِّ ضِدٍّ مِنْ هَذِهِ اَلْأَلْوَانِ‌ غَيْرَ فَاعِلِ اَلضِّدِّ اَلْآخَرِ! قَالَ‌: فَسَكَتُوا. ثُمَّ قَالَ‌: وَ كَيْفَ اِخْتَلَطَ اَلنُّورُ وَ اَلظُّلْمَةُ‌، وَ هَذَا مِنْ طَبْعِهِ اَلصُّعُودُ، وَ هَذِهِ مِنْ‌ طَبْعِهَا اَلنُّزُولُ أَ رَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَخَذَ شَرْقاً يَمْشِي إِلَيْهِ وَ اَلْآخَرَ غَرْباً أَ كَانَ يَجُوزُ [عِنْدَكُمْ‌] أَنْ يَلْتَقِيَا مَا دَامَا سَائِرَيْنِ عَلَى وُجُوهِهِمَا قَالُوا: لاَ. قَالَ‌: فَوَجَبَ أَنْ لاَ يَخْتَلِطَ اَلنُّورُ وَ اَلظُّلْمَةُ‌، لِذَهَابِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي غَيْرِ جِهَةِ‌ اَلْآخَرِ، فَكَيْفَ حَدَثَ هَذَا اَلْعَالَمُ مِنِ اِمْتِزَاجِ مَا هُوَ مُحَالٌ أَنْ يَمْتَزِجَ بَلْ هُمَا مُدَبَّرَانِ‌ جَمِيعاً مَخْلُوقَانِ‌، فَقَالُوا: سَنَنْظُرُ فِي أُمُورِنَا. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى مُشْرِكِي اَلْعَرَبِ‌ فَقَالَ‌: وَ أَنْتُمْ فَلِمَ عَبَدْتُمُ اَلْأَصْنَامَ مِنْ دُونِ اَللَّهِ فَقَالُوا: نَتَقَرَّبُ بِذَلِكَ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى. فَقَالَ‌: أَ وَ هِيَ سَامِعَةٌ مُطِيعَةٌ لِرَبِّهَا، عَابِدَةٌ لَهُ‌، حَتَّى تَتَقَرَّبُوا بِتَعْظِيمِهَا إِلَى اَللَّهِ‌ قَالُوا: لاَ. قَالَ‌: فَأَنْتُمُ اَلَّذِينَ تَنْحِتُونَهَا بِأَيْدِيكُمْ [قَالُوا: نَعَمْ‌. قَالَ‌:] فَلَأَنْ تَعْبُدَكُمْ هِيَ لَوْ كَانَ يَجُوزُ مِنْهَا اَلْعِبَادَةُ أَحْرَى مِنْ أَنْ تَعْبُدُوهَا إِذَا لَمْ يَكُنْ أَمَرَكُمْ بِتَعْظِيمِهَا مَنْ هُوَ اَلْعَارِفُ بِمَصَالِحِكُمْ وَ عَوَاقِبِكُمْ وَ اَلْحَكِيمُ فِيمَا يُكَلِّفُكُمْ‌ قَالَ‌: فَلَمَّا قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ هَذَا اِخْتَلَفُوا: فَقَالَ بَعْضُهُمْ‌: إِنَّ اَللَّهَ قَدْ يَحُلُّ فِي هَيَاكِلِ رِجَالٍ كَانُوا عَلَى هَذِهِ اَلصُّوَرِ اَلَّتِي صَوَّرْنَاهَا، فَصَوَّرْنَا هَذِهِ‌، نُعَظِّمُهَا لِتَعْظِيمِنَا تِلْكَ اَلصُّوَرَ اَلَّتِي حَلَّ فِيهَا رَبُّنَا. وَ قَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ‌: إِنَّ هَذِهِ صُوَرُ أَقْوَامٍ سَلَفُوا كَانُوا مُطِيعِينَ لِلَّهِ قَبْلَنَا، فَمَثَّلْنَا صُوَرَهُمْ وَ عَبَدْنَاهَا تَعْظِيماً لِلَّهِ‌. وَ قَالَ آخَرُونَ [مِنْهُمْ‌]: إِنَّ اَللَّهَ لَمَّا خَلَقَ‌ 18آدَمَ‌ ، وَ أَمَرَ اَلْمَلاَئِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ‌، كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِالسُّجُودِ 18لِآدَمَ‌ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ‌، فَفَاتَنَا ذَلِكَ‌، فَصَوَّرْنَا صُورَتَهُ فَسَجَدْنَا لَهَاتَقَرُّباً إِلَى اَللَّهِ‌كَمَا تَقَرَّبَتِ اَلْمَلاَئِكَةُ بِالسُّجُودِ 18لِآدَمَ‌ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى، وَ كَمَا أُمِرْتُمْ‌ بِالسُّجُودِبِزَعْمِكُمْ‌إِلَى جِهَةِ‌ مَكَّةَ‌ فَفَعَلْتُمْ‌، ثُمَّ نَصَبْتُمْ فِي غَيْرِ ذَلِكَ اَلْبَلَدِ [بِأَيْدِيكُمْ‌] مَحَارِيبَ سَجَدْتُمْ إِلَيْهَا، وَ قَصَدْتُمُ‌ اَلْكَعْبَةَ لاَ مَحَارِيبَكُمْ‌، وَ قَصْدُكُمْ فِي اَلْكَعْبَةِ‌ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى لاَ إِلَيْهَا. فَقَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : أَخْطَأْتُمُ اَلطَّرِيقَ وَ ضَلَلْتُمْ‌، أَمَّا أَنْتُمْ وَ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يُخَاطِبُ‌ اَلَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ اَللَّهَ يَحُلُّ فِي هَيَاكِلِ رِجَالٍ كَانُوا عَلَى هَذِهِ اَلصُّوَرِ اَلَّتِي صَوَّرْنَاهَا، فَصَوَّرْنَا هَذِهِ نُعَظِّمُهَا لِتَعْظِيمِنَا لِتِلْكَ اَلصُّوَرِ اَلَّتِي حَلَّ فِيهَا رَبُّنَا فَقَدْ وَصَفْتُمْ رَبَّكُمْ‌ بِصِفَةِ اَلْمَخْلُوقَاتِ‌، أَ وَ يَحُلُّ رَبُّكُمْ فِي شَيْ‌ءٍ حَتَّى يُحِيطَ بِهِ ذَلِكَ اَلشَّيْ‌ءُ فَأَيُّ فَرْقٍ‌ بَيْنَهُ إِذَنْ وَ بَيْنَ سَائِرِ مَا يَحُلُّ فِيهِ مِنْ لَوْنِهِ وَ طَعْمِهِ وَ رَائِحَتِهِ وَ لِينِهِ وَ خُشُونَتِهِ وَ ثِقْلِهِ وَ خِفَّتِهِ‌ وَ لِمَ صَارَ (هَذَا اَلْمَحْلُولُ‌) فِيهِ مُحْدَثاً وَ ذَلِكَ قَدِيماً دُونَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُحْدَثاً وَ هَذَا قَدِيماً وَ كَيْفَ يَحْتَاجُ إِلَى اَلْمَحَالِّ مَنْ لَمْ يَزَلْ قَبْلَ اَلْمَحَالِّ وَ هُوَ عَزَّ وَ جَلَّ لاَ يَزَالُ كَمَا لَمْ يَزَلْ فَإِذَا وَصَفْتُمُوهُ بِصِفَةِ اَلْمُحْدَثَاتِ فِي اَلْحُلُولِ فَقَدْ لَزِمَكُمْ‌ أَنْ تَصِفُوهُ‌ بِالزَّوَالِ [وَ اَلْحُدُوثِ‌]. وَ أَمَّا مَا وَصَفْتُمُوهُ بِالزَّوَالِ وَ اَلْحُدُوثِ فَصِفُوهُ بِالْفَنَاءِ‌، فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْمَعَ مِنْ‌ صِفَاتِ اَلْحَالِّ وَ اَلْمَحْلُولِ فِيهِ‌، وَ جَمِيعُ ذَلِكَ يُغَيِّرُ اَلذَّاتَ‌، فَإِنْ (جَازَ أَنْ يَتَغَيَّرَ) ذَاتُ اَلْبَارِي تَعَالَى بِحُلُولِهِ فِي شَيْ‌ءٍ جَازَ أَنْ يَتَغَيَّرَ بِأَنْ يَتَحَرَّكَ وَ يَسْكُنَ وَ يَسْوَدَّ وَ يَبْيَضَّ وَ يَحْمَرَّ وَ يَصْفَرَّ وَ تَحُلَّهُ اَلصِّفَاتُ اَلَّتِي تَتَعَاقَبُ عَلَى اَلْمَوْصُوفِ بِهَا حَتَّى يَكُونَ‌ فِيهِ جَمِيعُ صِفَاتِ اَلْمُحْدَثِينَ‌، وَ يَكُونَ مُحْدَثاً عَزَّ اَللَّهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ‌ ثُمَّ قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ : فَإِذَا بَطَلَ مَا ظَنَنْتُمُوهُ مِنْ أَنَّ اَللَّهَ يَحُلُّ فِي شَيْ‌ءٍ فَقَدْ فَسَدَ مَا بَنَيْتُمْ عَلَيْهِ قَوْلَكُمْ‌. قَالَ‌: فَسَكَتَ اَلْقَوْمُ‌، وَ قَالُوا: سَنَنْظُرُ فِي أُمُورِنَا. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى اَلْفَرِيقِ اَلثَّانِي فَقَالَ لَهُمْ‌: أَخْبِرُونَا عَنْكُمْ إِذَا عَبَدْتُمْ صُوَرَ مَنْ‌ كَانَ يَعْبُدُ اَللَّهَ فَسَجَدْتُمْ لَهَا وَ صَلَّيْتُمْ‌، فَوَضَعْتُمُ اَلْوُجُوهَ اَلْكَرِيمَةَ عَلَى اَلتُّرَابِ‌بِالسُّجُودِ لَهَافَمَا اَلَّذِي أَبْقَيْتُمْ لِرَبِّ اَلْعَالَمِينَ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ مِنْ حَقِّ مَنْ يَلْزَمُ تَعْظِيمُهُ وَ عِبَادَتُهُ‌ أَنْ لاَ يُسَاوَى بِهِ عَبْدُهُ أَ رَأَيْتُمْ مَلِكاً عَظِيماً إِذَا سَاوَيْتُمُوهُ بِعَبِيدِهِ فِي اَلتَّعْظِيمِ وَ اَلْخُشُوعِ‌ وَ اَلْخُضُوعِ أَ يَكُونُ فِي ذَلِكَ وَضْعٌ لِلْكَبِيرِ كَمَا يَكُونُ زِيَادَةً فِي تَعْظِيمِ اَلصَّغِيرِ فَقَالُوا: نَعَمْ‌. قَالَ‌: أَ فَلاَ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ مِنْ حَيْثُ تُعَظِّمُونَ اَللَّهَ بِتَعْظِيمِ صُوَرِ عِبَادِهِ اَلْمُطِيعِينَ لَهُ‌ تَزِرُونَ‌ عَلَى رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‌ قَالَ‌: فَسَكَتَ اَلْقَوْمُ بَعْدَ أَنْ قَالُوا: سَنَنْظُرُ فِي أُمُورِنَا. ثُمَّ قَالَ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ لِلْفَرِيقِ اَلثَّالِثِ‌: لَقَدْ ضَرَبْتُمْ لَنَا مَثَلاً، وَ شَبَّهْتُمُونَا بِأَنْفُسِكُمْ وَ لاَ سَوَاءَ‌، وَ ذَلِكَ أَنَّا عِبَادُ اَللَّهِ مَخْلُوقُونَ مَرْبُوبُونَ نَأْتَمِرُ لَهُ فِيمَا أَمَرَنَا، وَ نَنْزَجِرُ عَمَّا زَجَرَنَا، وَ نَعْبُدُهُ مِنْ حَيْثُ يُرِيدُهُ مِنَّا، فَإِذَا أَمَرَنَا بِوَجْهٍ مِنَ اَلْوُجُوهِ‌ أَطَعْنَاهُ وَ لَمْ نَتَعَدَّ إِلَى غَيْرِهِ مِمَّا لَمْ يَأْمُرْنَا وَ لَمْ يَأْذَنْ لَنَا، لِأَنَّا لاَ نَدْرِي لَعَلَّهُ [إِنْ‌] أَرَادَ مِنَّا اَلْأَوَّلَ فَهُوَ يَكْرَهُ اَلثَّانِيَ‌، وَ قَدْ نَهَانَا أَنْ نَتَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ‌، فَلَمَّا أَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَهُ بِالتَّوَجُّهِ‌ إِلَى اَلْكَعْبَةِ‌ أَطَعْنَا، ثُمَّ أَمَرَنَا بِعِبَادَتِهِ بِالتَّوَجُّهِ نَحْوَهَا فِي سَائِرِ اَلْبُلْدَانِ اَلَّتِي نَكُونُ‌ بِهَا فَأَطَعْنَا، فَلَمْ نَخْرُجْ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ ذَلِكَ مِنِ اِتِّبَاعِ أَمْرِهِ‌، وَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَيْثُ أَمَرَ بِالسُّجُودِ 18لِآدَمَ‌ لَمْ يَأْمُرْ بِالسُّجُودِ لِصُورَتِهِ اَلَّتِي هِيَ غَيْرُهُ‌، فَلَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَقِيسُوا ذَلِكَ‌ عَلَيْهِ‌، لِأَنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ لَعَلَّهُ يَكْرَهُ مَا تَفْعَلُونَ إِذْ لَمْ يَأْمُرْكُمْ بِهِ‌. وَ قَالَ لَهُمْ‌ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ أَ رَأَيْتُمْ لَوْ أَذِنَ لَكُمْ‌ رَجُلٌ دُخُولَ دَارِهِ يَوْماً بِعَيْنِهِ‌ أَ لَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِغَيْرِ أَمْرِهِ أَوْ لَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا دَاراً لَهُ أُخْرَى مِثْلَهَا بِغَيْرِ أَمْرِهِ‌ أَوْ وَهَبَ لَكُمْ رَجُلٌ ثَوْباً مِنْ ثِيَابِهِ‌، أَوْ عَبْداً مِنْ عَبِيدِهِ‌، أَوْ دَابَّةً مِنْ دَوَابِّهِ‌، أَ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا ذَلِكَ [قَالُوا: نَعَمْ‌. قَالَ‌:] فَإِنْ لَمْ تَأْخُذُوهُ‌، أَخَذْتُمْ آخَرَ مِثْلَهُ قَالُوا: لاَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَأْذَنْ لَنَا فِي اَلثَّانِي كَمَا أَذِنَ لَنَا فِي اَلْأَوَّلِ‌. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌: فَأَخْبِرُونِي اَللَّهُ تَعَالَى أَوْلَى بِأَنْ لاَ يُتَقَدَّمَ عَلَى مِلْكِهِ بِغَيْرِ أَمْرِهِ أَوْ بَعْضُ اَلْمَمْلُوكِينَ‌ قَالُوا: بَلِ اَللَّهُ أَوْلَى بِأَنْ لاَ يُتَصَرَّفَ فِي مِلْكِهِ بِغَيْرِ أَمْرِهِ وَ إِذْنِهِ‌. قَالَ‌: فَلِمَ فَعَلْتُمْ‌، وَ مَتَى أَمَرَكُمْ أَنْ تَسْجُدُوا لِهَذِهِ اَلصُّوَرِ قَالَ‌: فَقَالَ اَلْقَوْمُ‌: سَنَنْظُرُ فِي أُمُورِنَا، ثُمَّ سَكَتُوا. وَ قَالَ‌ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : فَوَ اَلَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ نَبِيّاً مَا أَتَتْ عَلَى جَمَاعَتِهِمْ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ‌ حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ‌ فَأَسْلَمُوا، وَ كَانُوا خَمْسَةً وَ عِشْرِينَ رَجُلاً مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ خَمْسَةٌ‌ وَ قَالُوا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ حُجَّتِكَ يَا مُحَمَّدُ ، نَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اَللَّهِ‌ .

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

قوله و قالت الیهود عزیر ابن الله قال قالها رجل واحد قالوا ان اسمه فنحاص و قالوا هو الذی قال ان الله فقیر و نحن اغنیاء

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

اتی رسول الله صلی الله علیه و سلم سلام بن مشکم و نعمان بن اوفی و شاس بن قیس و مالک بن الصیف فقالوا کیف نتبعک و قد ترکت قبلتنا و انت لا تزعم ان عزیرا ابن الله فانزل فی ذلک من قولهم و قالت الیهود عزیر ابن الله و قالت النصاری المسیح ابن الله الی انی یوفکون

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

قوله و قالت الیهود عزیر ابن الله و انما قالوا هو ابن الله من اجل ان عزیرا کان فی اهل الکتاب و کانت التوراه عندهم فعملوا بها ما شاء الله ان یعملوا ثم اضاعوها و عملوا بغیر الحق و کان التابوت فیهم فلما رای الله انهم قد اضاعوا التوراه و عملوا بالاهواء رفع الله عنهم التابوت و انساهم التوراه و نسخها من صدورهم و ارسل الله علیهم مرضا فاستطلقت بطونهم حتی جعل الرجل یمشی کبده حتی نسوا التوراه و نسخت من صدورهم و فیهم عزیر فمکثوا ما شاء الله ان یمکثوا بعد ما نسخت التوراه من صدورهم و کان عزیر قبل من علمایهم...

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

و قالت الیهود عزیر ابن الله انما قالت ذلک لانهم ظهرت علیهم العمالقه فقتلوهم و اخذوا التوراه و ذهب علماوهم الذین بقوا فدفنوا کتب التوراه فی الجبال و کان عزیر غلاما یتعبد فی رءوس الجبال لا ینزل الا یوم عید فجعل الغلام یبکی و یقول رب ترکت بنی اسراییل بغیر عالم فلم یزل یبکی حتی سقطت اشفار عینیه فنزل مره الی العید فلما رجع اذا هو بامراه قد مثلت له عند قبر من تلک القبور تبکی و تقول یا مطعماه و یا کاسیاه فقال لها ویحک من کان یطعمک او یکسوک او یسقیک او ینفعک قبل هذا الرجل قالت الله قال فان الله حی لم...

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

قوله یضاهون قول الذین کفروا من قبل یقول یشبهون

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

قوله یضاهون قول الذین کفروا من قبل ضاهت النصاری قول الیهود قبلهم

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

یضاهون قول الذین کفروا من قبل النصاری یضاهیون قول الیهود فی عزیر

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

یضاهون قول الذین کفروا من قبل یقول النصاری یضاهیون قول الیهود