surah
surah name
book0
century0
religion0
Type0
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
طسٓمٓ1
تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ2
لَعَلَّكَ بَٰخِعࣱ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ3
إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ءَايَةࣰ فَظَلَّتۡ أَعۡنَٰقُهُمۡ لَهَا خَٰضِعِينَ4
وَمَا يَأۡتِيهِم مِّن ذِكۡرࣲ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ مُحۡدَثٍ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهُ مُعۡرِضِينَ5
فَقَدۡ كَذَّبُواْ فَسَيَأۡتِيهِمۡ أَنۢبَـٰٓؤُاْ مَا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ6
أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَمۡ أَنۢبَتۡنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوۡجࣲ كَرِيمٍ7
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ8
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ9
وَإِذۡ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱئۡتِ ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ10
قَوۡمَ فِرۡعَوۡنَۚ أَلَا يَتَّقُونَ11
قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ12
وَيَضِيقُ صَدۡرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرۡسِلۡ إِلَىٰ هَٰرُونَ13
وَلَهُمۡ عَلَيَّ ذَنۢبࣱ فَأَخَافُ أَن يَقۡتُلُونِ14
قَالَ كَلَّاۖ فَٱذۡهَبَا بِـَٔايَٰتِنَآۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسۡتَمِعُونَ15
فَأۡتِيَا فِرۡعَوۡنَ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ16
أَنۡ أَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ17
قَالَ أَلَمۡ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدࣰا وَلَبِثۡتَ فِينَا مِنۡ عُمُرِكَ سِنِينَ18
وَفَعَلۡتَ فَعۡلَتَكَ ٱلَّتِي فَعَلۡتَ وَأَنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ19
قَالَ فَعَلۡتُهَآ إِذࣰا وَأَنَا۠ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ20
فَفَرَرۡتُ مِنكُمۡ لَمَّا خِفۡتُكُمۡ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكۡمࣰا وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ21
وَتِلۡكَ نِعۡمَةࣱ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنۡ عَبَّدتَّ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ22
قَالَ فِرۡعَوۡنُ وَمَا رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ23
قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ24
قَالَ لِمَنۡ حَوۡلَهُۥٓ أَلَا تَسۡتَمِعُونَ25
قَالَ رَبُّكُمۡ وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ26
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِيٓ أُرۡسِلَ إِلَيۡكُمۡ لَمَجۡنُونࣱ27
قَالَ رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ28
قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذۡتَ إِلَٰهًا غَيۡرِي لَأَجۡعَلَنَّكَ مِنَ ٱلۡمَسۡجُونِينَ29
قَالَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكَ بِشَيۡءࣲ مُّبِينࣲ30
قَالَ فَأۡتِ بِهِۦٓ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ31
فَأَلۡقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعۡبَانࣱ مُّبِينࣱ32
وَنَزَعَ يَدَهُۥ فَإِذَا هِيَ بَيۡضَآءُ لِلنَّـٰظِرِينَ33
قَالَ لِلۡمَلَإِ حَوۡلَهُۥٓ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٌ عَلِيمࣱ34
يُرِيدُ أَن يُخۡرِجَكُم مِّنۡ أَرۡضِكُم بِسِحۡرِهِۦ فَمَاذَا تَأۡمُرُونَ35
قَالُوٓاْ أَرۡجِهۡ وَأَخَاهُ وَٱبۡعَثۡ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ36
يَأۡتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمࣲ37
فَجُمِعَ ٱلسَّحَرَةُ لِمِيقَٰتِ يَوۡمࣲ مَّعۡلُومࣲ38
وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلۡ أَنتُم مُّجۡتَمِعُونَ39
لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ ٱلسَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ ٱلۡغَٰلِبِينَ40
فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرۡعَوۡنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجۡرًا إِن كُنَّا نَحۡنُ ٱلۡغَٰلِبِينَ41
قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ42
قَالَ لَهُم مُّوسَىٰٓ أَلۡقُواْ مَآ أَنتُم مُّلۡقُونَ43
فَأَلۡقَوۡاْ حِبَالَهُمۡ وَعِصِيَّهُمۡ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرۡعَوۡنَ إِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡغَٰلِبُونَ44
فَأَلۡقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلۡقَفُ مَا يَأۡفِكُونَ45
فَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَٰجِدِينَ46
قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ47
رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ48
قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَ فَلَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفࣲ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ أَجۡمَعِينَ49
قَالُواْ لَا ضَيۡرَۖ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ50
إِنَّا نَطۡمَعُ أَن يَغۡفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَٰيَٰنَآ أَن كُنَّآ أَوَّلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ51
وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِيٓ إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ52
فَأَرۡسَلَ فِرۡعَوۡنُ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ53
إِنَّ هَـٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةࣱ قَلِيلُونَ54
وَإِنَّهُمۡ لَنَا لَغَآئِظُونَ55
وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَٰذِرُونَ56
فَأَخۡرَجۡنَٰهُم مِّن جَنَّـٰتࣲ وَعُيُونࣲ57
وَكُنُوزࣲ وَمَقَامࣲ كَرِيمࣲ58
كَذَٰلِكَۖ وَأَوۡرَثۡنَٰهَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ59
فَأَتۡبَعُوهُم مُّشۡرِقِينَ60
فَلَمَّا تَرَـٰٓءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ61
قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ62

فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقࣲ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ63

وَأَزۡلَفۡنَا ثَمَّ ٱلۡأٓخَرِينَ64
وَأَنجَيۡنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓ أَجۡمَعِينَ65
ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ66
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ67
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ68
وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ إِبۡرَٰهِيمَ69
إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَا تَعۡبُدُونَ70
قَالُواْ نَعۡبُدُ أَصۡنَامࣰا فَنَظَلُّ لَهَا عَٰكِفِينَ71
قَالَ هَلۡ يَسۡمَعُونَكُمۡ إِذۡ تَدۡعُونَ72
أَوۡ يَنفَعُونَكُمۡ أَوۡ يَضُرُّونَ73
قَالُواْ بَلۡ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا كَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ74
قَالَ أَفَرَءَيۡتُم مَّا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ75
أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ76
فَإِنَّهُمۡ عَدُوࣱّ لِّيٓ إِلَّا رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ77
ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهۡدِينِ78
وَٱلَّذِي هُوَ يُطۡعِمُنِي وَيَسۡقِينِ79
وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ80
وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحۡيِينِ81
وَٱلَّذِيٓ أَطۡمَعُ أَن يَغۡفِرَ لِي خَطِيٓـَٔتِي يَوۡمَ ٱلدِّينِ82
رَبِّ هَبۡ لِي حُكۡمࣰا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّـٰلِحِينَ83
وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقࣲ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ84
وَٱجۡعَلۡنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ85
وَٱغۡفِرۡ لِأَبِيٓ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ86
وَلَا تُخۡزِنِي يَوۡمَ يُبۡعَثُونَ87
يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالࣱ وَلَا بَنُونَ88
إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبࣲ سَلِيمࣲ89
وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِينَ90
وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِيمُ لِلۡغَاوِينَ91
وَقِيلَ لَهُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ92
مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلۡ يَنصُرُونَكُمۡ أَوۡ يَنتَصِرُونَ93
فَكُبۡكِبُواْ فِيهَا هُمۡ وَٱلۡغَاوُۥنَ94
وَجُنُودُ إِبۡلِيسَ أَجۡمَعُونَ95
قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ96
تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلࣲ مُّبِينٍ97
إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ98
وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلَّا ٱلۡمُجۡرِمُونَ99
فَمَا لَنَا مِن شَٰفِعِينَ100
وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمࣲ101
فَلَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةࣰ فَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ102
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ103
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ104
كَذَّبَتۡ قَوۡمُ نُوحٍ ٱلۡمُرۡسَلِينَ105
إِذۡ قَالَ لَهُمۡ أَخُوهُمۡ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ106
إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينࣱ107
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ108
وَمَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ109
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ110
قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلۡأَرۡذَلُونَ111
قَالَ وَمَا عِلۡمِي بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ112
إِنۡ حِسَابُهُمۡ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّيۖ لَوۡ تَشۡعُرُونَ113
وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ114
إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرࣱ مُّبِينࣱ115
قَالُواْ لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ يَٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمَرۡجُومِينَ116
قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوۡمِي كَذَّبُونِ117
فَٱفۡتَحۡ بَيۡنِي وَبَيۡنَهُمۡ فَتۡحࣰا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ118
فَأَنجَيۡنَٰهُ وَمَن مَّعَهُۥ فِي ٱلۡفُلۡكِ ٱلۡمَشۡحُونِ119
ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا بَعۡدُ ٱلۡبَاقِينَ120
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ121
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ122
كَذَّبَتۡ عَادٌ ٱلۡمُرۡسَلِينَ123
إِذۡ قَالَ لَهُمۡ أَخُوهُمۡ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ124
إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينࣱ125
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ126
وَمَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ127
أَتَبۡنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ءَايَةࣰ تَعۡبَثُونَ128
وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمۡ تَخۡلُدُونَ129
وَإِذَا بَطَشۡتُم بَطَشۡتُمۡ جَبَّارِينَ130
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ131
وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِيٓ أَمَدَّكُم بِمَا تَعۡلَمُونَ132
أَمَدَّكُم بِأَنۡعَٰمࣲ وَبَنِينَ133
وَجَنَّـٰتࣲ وَعُيُونٍ134
إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمࣲ135
قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡنَآ أَوَعَظۡتَ أَمۡ لَمۡ تَكُن مِّنَ ٱلۡوَٰعِظِينَ136
إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا خُلُقُ ٱلۡأَوَّلِينَ137
وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ138
فَكَذَّبُوهُ فَأَهۡلَكۡنَٰهُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ139
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ140
كَذَّبَتۡ ثَمُودُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ141
إِذۡ قَالَ لَهُمۡ أَخُوهُمۡ صَٰلِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ142
إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينࣱ143
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ144
وَمَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ145
أَتُتۡرَكُونَ فِي مَا هَٰهُنَآ ءَامِنِينَ146
فِي جَنَّـٰتࣲ وَعُيُونࣲ147
وَزُرُوعࣲ وَنَخۡلࣲ طَلۡعُهَا هَضِيمࣱ148
وَتَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتࣰا فَٰرِهِينَ149
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ150
وَلَا تُطِيعُوٓاْ أَمۡرَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ151
ٱلَّذِينَ يُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا يُصۡلِحُونَ152
قَالُوٓاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلۡمُسَحَّرِينَ153
مَآ أَنتَ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُنَا فَأۡتِ بِـَٔايَةٍ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ154
قَالَ هَٰذِهِۦ نَاقَةࣱ لَّهَا شِرۡبࣱ وَلَكُمۡ شِرۡبُ يَوۡمࣲ مَّعۡلُومࣲ155
وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءࣲ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابُ يَوۡمٍ عَظِيمࣲ156
فَعَقَرُوهَا فَأَصۡبَحُواْ نَٰدِمِينَ157
فَأَخَذَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ158
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ159
كَذَّبَتۡ قَوۡمُ لُوطٍ ٱلۡمُرۡسَلِينَ160
إِذۡ قَالَ لَهُمۡ أَخُوهُمۡ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ161
إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينࣱ162
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ163
وَمَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ164
أَتَأۡتُونَ ٱلذُّكۡرَانَ مِنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ165
وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّنۡ أَزۡوَٰجِكُمۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٌ عَادُونَ166
قَالُواْ لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ يَٰلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُخۡرَجِينَ167
قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ ٱلۡقَالِينَ168
رَبِّ نَجِّنِي وَأَهۡلِي مِمَّا يَعۡمَلُونَ169
فَنَجَّيۡنَٰهُ وَأَهۡلَهُۥٓ أَجۡمَعِينَ170
إِلَّا عَجُوزࣰا فِي ٱلۡغَٰبِرِينَ171
ثُمَّ دَمَّرۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ172
وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِم مَّطَرࣰاۖ فَسَآءَ مَطَرُ ٱلۡمُنذَرِينَ173
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ174
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ175
كَذَّبَ أَصۡحَٰبُ لۡـَٔيۡكَةِ ٱلۡمُرۡسَلِينَ176
إِذۡ قَالَ لَهُمۡ شُعَيۡبٌ أَلَا تَتَّقُونَ177
إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينࣱ178
فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ179
وَمَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ180
أَوۡفُواْ ٱلۡكَيۡلَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُخۡسِرِينَ181
وَزِنُواْ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِيمِ182
وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ183
وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلۡجِبِلَّةَ ٱلۡأَوَّلِينَ184
قَالُوٓاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلۡمُسَحَّرِينَ185
وَمَآ أَنتَ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ186
فَأَسۡقِطۡ عَلَيۡنَا كِسَفࣰا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ187
قَالَ رَبِّيٓ أَعۡلَمُ بِمَا تَعۡمَلُونَ188
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمۡ عَذَابُ يَوۡمِ ٱلظُّلَّةِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٍ189
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةࣰۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ190
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ191
وَإِنَّهُۥ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ192
نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ193
عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ194
بِلِسَانٍ عَرَبِيࣲّ مُّبِينࣲ195
وَإِنَّهُۥ لَفِي زُبُرِ ٱلۡأَوَّلِينَ196
أَوَلَمۡ يَكُن لَّهُمۡ ءَايَةً أَن يَعۡلَمَهُۥ عُلَمَـٰٓؤُاْ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ197
وَلَوۡ نَزَّلۡنَٰهُ عَلَىٰ بَعۡضِ ٱلۡأَعۡجَمِينَ198
فَقَرَأَهُۥ عَلَيۡهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ مُؤۡمِنِينَ199
كَذَٰلِكَ سَلَكۡنَٰهُ فِي قُلُوبِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ200
لَا يُؤۡمِنُونَ بِهِۦ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ201
فَيَأۡتِيَهُم بَغۡتَةࣰ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ202
فَيَقُولُواْ هَلۡ نَحۡنُ مُنظَرُونَ203
أَفَبِعَذَابِنَا يَسۡتَعۡجِلُونَ204
أَفَرَءَيۡتَ إِن مَّتَّعۡنَٰهُمۡ سِنِينَ205
ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ206
مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ207
وَمَآ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ208
ذِكۡرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَٰلِمِينَ209
وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ210
وَمَا يَنۢبَغِي لَهُمۡ وَمَا يَسۡتَطِيعُونَ211
إِنَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّمۡعِ لَمَعۡزُولُونَ212
فَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُعَذَّبِينَ213
وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ214
وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ215
فَإِنۡ عَصَوۡكَ فَقُلۡ إِنِّي بَرِيٓءࣱ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ216
وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ217
ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ218
وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّـٰجِدِينَ219
إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ220
هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ221
تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمࣲ222
يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ223
وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ224
أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِي كُلِّ وَادࣲ يَهِيمُونَ225
وَأَنَّهُمۡ يَقُولُونَ مَا لَا يَفۡعَلُونَ226
إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرࣰا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبࣲ يَنقَلِبُونَ227
translate
commentary
hadith
vocabulary
proper name
subjects
analyze
related verses
verses in books
Filter by book
book
Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour11
Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)10
Tafsir al-Qummi2
Tafsir al-Safi2
Tafsir Kanz al-Daqa'iq wa Bahr al-Ghara'ib2
Tafsir Noor al-Thaqalayn2
Tarjeme-ye Tafsir-e Revayi Al-Burhan2
Translation of Tafsir al-Qummi2
Al-Burhan fi Tafsir al-Qur'an1
century
10th/16th Century11
4th/10th Century10
12th/18th Century7
3rd/9th Century4
11th/17th Century2
religion
Sunni21
Shi'a13
Type
Interpretative34
34 items(s) were found
Al-Burhan fi Tafsir al-Qur'an

32,54960 / _1 عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ‌ : فِي رِوَايَةِ أَبِي اَلْجَارُودِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ جٰاوَزْنٰا بِبَنِي إِسْرٰائِيلَ‌ اَلْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ‌ وَ جُنُودُهُ بَغْياً وَ عَدْواً إِلَى قَوْلِهِ‌: وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ : «فَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ‌ قَالُوا: يَا 32مُوسَى ، اُدْعُ اَللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا مِمَّا نَحْنُ فِيهِ فَرَجاً فَدَعَا، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ‌: أَنْ أَسْرِ بِهِمْ‌. قَالَ‌: يَا رَبِّ‌، اَلْبَحْرُ أَمَامَهُمْ‌. قَالَ‌: اِمْضِ‌، فَإِنِّي آمُرُهُ أَنْ يُطِيعَكَ وَ يَنْفَرِجَ لَكَ‌. فَخَرَجَ 32مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ‌ ، وَ أَتْبَعُهُمْ فِرْعَوْنُ‌ حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَلْحَقَهُمْ‌، وَ نَظَرُوا إِلَيْهِ وَ قَدْ أَظَلَّهُمْ‌، قَالَ 32مُوسَى لِلْبَحْرِ: اِنْفَرِجْ لِي. قَالَ‌: مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ‌. وَ قَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ‌ 32لِمُوسَى : غَرَرْتَنَا وَ أَهْلَكْتَنَا، فَلَيْتَكَ تَرَكْتَنَا يَسْتَعْبِدُنَا آلُ‌ فِرْعَوْنَ‌ ، وَ لَمْ نَخْرُجْ إِلَى أَنْ نُقْتَلَ قَتْلَةً‌. قَالَ‌: كَلاَّ، إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِي. وَ اِشْتَدَّ عَلَى 32مُوسَى مَا كَانَ يَصْنَعُ بِهِ عَامَّةُ قَوْمِهِ‌، وَ قَالُوا: يَا 32مُوسَى ، إِنَّا لَمُدْرَكُونَ‌، وَ زَعَمْتَ أَنَّ اَلْبَحْرَ يَنْفَرِجُ لَنَا حَتَّى نَمْضِيَ وَ نَذْهَبَ‌، فَقَدْ رَهِقَنَا فِرْعَوْنُ‌ وَ قَوْمُهُ‌، وَ هُمْ هَؤُلاَءِ نَرَاهُمْ قَدْ دَنَوْا مِنَّا. فَدَعَا 32مُوسَى رَبَّهُ‌، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ‌: أَنِ اِضْرِبْ بِعَصٰاكَ اَلْبَحْرَ فَضَرَبَهُ فَانْفَلَقَ اَلْبَحْرُ، فَمَضَى 32مُوسَى وَ أَصْحَابُهُ حَتَّى قَطَعُوا اَلْبَحْرَ، وَ أَدْرَكَهُمْ آلُ‌ فِرْعَوْنَ‌ ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى اَلْبَحْرِ، قَالُوا لِفِرْعَوْنَ‌ : مَا تَعْجَبُ مِمَّا تَرَى‌؟ قَالَ‌: أَنَا فَعَلْتُ هَذَا. فَمَرُّوا وَ مَضَوْا فِيهِ‌، فَلَمَّا تَوَسَّطَ فِرْعَوْنُ‌ وَ مَنْ مَعَهُ أَمَرَ اَللَّهُ اَلْبَحْرَ فَأَطْبَقَ عَلَيْهِمْ‌، فَأَغْرَقَهُمْ أَجْمَعِينَ‌، فَلَمَّا أَدْرَكَ فِرْعَوْنَ‌ اَلْغَرَقُ‌ قٰالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرٰائِيلَ‌ وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ يَقُولُ اَللَّهُ‌: آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ‌ يَقُولُ‌: كُنْتَ مِنَ اَلْعَاصِينَ‌ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ‌ قَالَ إِنَّ قَوْمَ فِرْعَوْنَ‌ ذَهَبُوا أَجْمَعِينَ فِي اَلْبَحْرِ، فَلَمْ يُرَ مِنْهُمْ‌ أَحَدٌ، هَوَوْا فِي اَلْبَحْرِ إِلَى اَلنَّارِ ، وَ أَمَّا فِرْعَوْنُ‌ فَنَبَذَهُ اَللَّهُ وَحْدَهُ فَأَلْقَاهُ بِالسَّاحِلِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْهِ وَ لِيَعْرِفُوهُ‌، لِيَكُونَ لِمَنْ خَلْفَهُ‌ آيَةً‌، وَ لِئَلاَّ يَشُكَّ أَحَدٌ فِي هَلاَكِهِ‌، لِأَنَّهُمْ كَانُوا اِتَّخَذُوهُ رَبّاً، فَأَرَاهُمُ اَللَّهُ إِيَّاهُ جِيفَةً مُلْقَاةً بِالسَّاحِلِ‌، لِيَكُونَ لِمَنْ خَلْفَهُ‌ عِبْرَةً وَ عِظَةً‌، يَقُولُ اَللَّهُ‌: وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ اَلنّٰاسِ عَنْ آيٰاتِنٰا لَغٰافِلُونَ‌ ».

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج عبد بن حميد عن قتادة قال الطود الجبل

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

14 و أخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الا أعلمك الكلمات التي قالهن موسى حين انفلق البحر قلت بلى قال قل اللهم لك الحمد و إليك المتكل و بك المستغاث و أنت المستعان و لا حول و لا قوة الا بالله قال ابن مسعود فما تركتهن منذ سمعتهن من النبي صلى الله عليه و سلم

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج ابن أبى حاتم عن سعيد بن جبير قال كان البحر ساكنا لا يتحرك فلما كان ليلة ضربه موسى بالعصا صار يمد و يجزر

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج أبو العباس محمد بن اسحق السراح في تاريخه و ابن عبد البر في التمهيد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس قال كتب صاحب الروم إلى معاوية يسأله عن أفضل الكلام ما هو و الثاني و الثالث و الرابع و عن أكرم الخلق على الله و أكرم الأنبياء على الله و عن أربعة من الخلق لم يركضوا في رحم و عن قبر سار بصاحبه و عن المجرة و عن القوس و عن مكان طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله و لا بعده فلما قرأ معاوية الكتاب قال أخزاه الله و ما علمي ما هاهنا فقيل له اكتب إلى ابن عباس فسله فكتب اليه يسأله فكتب اليه ابن عباس ان أفضل الكلام لا اله الا الله كلمة الإخلاص لا يقبل عمل الا بها و التي تليها سبحان الله و بحمده أحب الكلام إلى الله و التي تليها الحمد لله كلمة الشكر و التي تليها الله أكبر فاتحة الصلوات و الركوع و السجود و أكرم الخلق على الله آدم عليه السلام و أكرم إماء الله مريم و أما الاربعة التي لم يركضوا في رحم فآدم و حواء و الكبش الذي فدى به إسماعيل و عصا موسى حيث ألقاها فصار ثعبانا مبينا و أما القبر الذي سار بصاحبه فالحوت حين التقم يونس و أما المجرة فباب السماء و أما القوس فإنها أمان لأهل الأرض من الغرق بعد قوم نوح و أما المكان الذي طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله و لا بعده فالمكان الذي انفرج من البحر لبنى إسرائيل فلما قرأ عليه الكتاب أرسل به إلى صاحب الروم فقال لقد علمت ان معاوية لم يكن له بهذا علم و ما أصاب هذا الا رجل من أهل بيت النبوة

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج سعيد بن منصور و ابن جرير عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال جاء موسى إلى فرعون و عليه جبة من صوف و معه عصا فضحك فرعون فالقى عصاه فانطلقت نحوه كأنها عنق بختي فيها أمثال الرماح تهتز فجعل فرعون يتأخر و هو على سريره فقال فرعون خذها و اسلم فعادت كما كانت و عاد فرعون كافرا فأمر موسى ان يسير إلى البحر فسار بهم في ستمائة ألف فلما أتى البحر أمر البحر إذا ضربه موسى بعصاه ان ينفرج له فضرب موسى بعصاه البحر فانفلق مه اثنا عشر طريقا لكل سبط منهم طريق و جعل لهم فيها أمثال الكوى ينظر بعضهم إلى بعض و أقبل فرعون في ثمانمائة ألف حتى أشرف على البحر فلما رآه هابه و هو على حصان له و عرض له ملك و هو على فرس له أنثى فلم يملك فرعون فرسه حتى أقحمه و خرج آخر بنى إسرائيل و ولج أصحاب فرعون حتى إذا صاروا في البحر فأطبق عليهم فغرق فرعون بأصحابه

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

14 و أخرج عبد بن حميد و الفريابي و ابن أبى حاتم و الحاكم و صححه عن أبى موسى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ان موسى لما أراد ان يسير ببني إسرائيل أضل الطريق فقال لبنى إسرائيل ما هذا فقال له علماء بنى إسرائيل ان يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا ان لا نخرج من مصر حتى ننقل تابوته معنا فقال لهم موسى أيكم يدرى اين قبره فقالوا ما يعلم أحد مكان قبره الا عجوز لبنى إسرائيل فأرسل اليها موسى فقال دلينا على قبر يوسف فقالت لا و الله حتى تعطيني حكمى قال و ما حكمك قالت ان أكون معك في الجنة فكأنه ثقل عليه ذلك فقيل له أعطها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مشقشقة ماء فقالت لهم انضبوا عنها الماء ففعلوا قالت احفروا فحفروا فاستخرجوا قبر يوسف فلما احتملوه إذا الطريق مثل ضوء النهار

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

14 و أخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن سماك بن حرب ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لما أسرى موسى ببني إسرائيل غشيتهم غمامة حالت بينهم و بين الطريق ان يبصروه و قيل لموسى لن تعبر الا و معك عظام يوسف قال و اين موضعها قالوا بنته عجوز كبيرة ذاهبة البصر تركناها في الديار فرجع موسى فلما سمعت حسه قالت موسى قال موسى قالت ما وراءك قال أمرت ان أحمل عظام يوسف قالت ما كنتم لتعبروا الا و أنا معكم قال دليني على عظام يوسف قالت لا أفعل الا ان تعطيني ما سألتك قال فلك ما سالت قالت خذ بيدي فأخذ بيدها فانتهت به إلى عمود على شاطئ النيل في أصله سكة من حديد مؤتدة فيها سلسلة فقالت انا دفناه من ذلك الجانب فأخصب ذلك الجانب و أجدب ذا الجانب فحولناه إلى هذا الجانب فأخصب هذا الجانب و أجدب ذاك فلما رأينا ذلك جمعنا عظامه فجعلناها في صندوق من حديد و ألقيناه في وسط النيل فأخصب الجانبان جميعا فحمل الصندوق على رقبته و اخذ بيدها فألحقها بالعسكر و قال لها سلى ما شئت قالت فانى أسألك ان أكون أنا و أنت في درجة واحدة في الجنة و يرد على بصرى و شبابي حتى أكون شابة كما كنت قال فلك ذلك

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال أوصى يوسف عليه السلام ان جاء نبى من بعدي فقولوا له يخرج عظامي من هذه القرية فلما كان من أمر موسى ما كان يوم فرعون فمر بالقرية التي فيها قبر يوسف فسال عن قبره فلم يجد أحدا يخبره فقيل له هاهنا عجوز بقيت من قوم يوسف فجاءها موسى عليه السلام فقال لها تدلينى على قبر يوسف فقالت لا أفعل حتى تعطيني ما اشترط عليك فأوحى الله إلى موسى ان أعطها شرطها قال لها و ما تريدين قالت أكون زوجتك في الجنة فأعطاها فدلته على قبره فحفر موسى القبر ثم بسط رداءه و أخرج عظام يوسف فجعله في وسط ثوبه ثم لف الثوب بالعظام فحمله على يمينه فقال له الملك الذي على يمينه الحمل يحمل على اليمين قال صدقت هو على الشمال و انما فعلت ذلك كرامة ليوسف

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال كان يوسف عليه السلام قد عهد عند موته ان يخرجوا بعظامه معهم من مصر قال فتجهز القوم و خرجوا فتحيروا فقال لهم موسى انما تحيركم هذا من أجل عظام يوسف فمن يدلني عليها فقالت عجوز يقال لها شارح ابنة آشي بن يعقوب انا رأيت عمى يوسف حين دفن فما تجعل لي ان دللتك عليه قال حكمك فدلته عليه فأخذ عظام يوسف ثم قال احتكمي قالت أكون معك حيث كنت في الجنة

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه قال نزل جبريل يوم غرق فرعون و عليه عمامة سوداء

Al-Durr al-Manthour fi al-Tafsir bi al-Ma'thour

و أخرج الخطيب في المنفق و المفترق عن أبى الدرداء قال جعل النبي صلى الله عليه و سلم يصفق بيديه و يعجب من بنى إسرائيل و تعنتهم لما حضروا البحر و حضرهم عدوهم جأوا موسى فقالوا قد حضرنا العدو فما ذا أمرت قال ان أنزل هاهنا فاما ان يفتح لي ربى و يهزمهم و اما ان يفرق لي هذا البحر فضربه فتاطط كما تتاطط الفرش ثم ضربه الثانية فانصدع فقال هذا من سلطان ربى فأجازوا البحر فلم يسمع بقوم أعظم ذنبا و لا أسرع توبة منهم

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

فتقدم هارون فضرب البحر فابی ان ینفتح و قال من هذا الجبار الذی یضربنی حتی اتاه موسی فکناه ابا خالد و ضربه فانفلق

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

اوحی الله فیما ذکر الی البحر اذا ضربک موسی بعصاه فانفلق له قال فبات البحر یضرب بعضه بعضا فرقا من الله و انتظار امره و اوحی الله الی موسی ان اضرب بعصاک البحر فضربه بها و فیها سلطان الله الذی اعطاه فانفلق

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

لما ضرب موسی بعصاه البحر قال ایها ابا خالد فاخذه افکل

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

لما انتهی موسی الی البحر و هاجت الریح و البحر یرمی بنیاره و یموج مثل الجبال و قد اوحی الله الی البحر ان لا ینفلق حتی یضربه موسی بالعصا فقال له یوشع یا کلیم الله این امرت قال هاهنا قال فجاز البحر ما یواری حافره الماء فذهب القوم یصنعون مثل ذلک فلم یقدروا و قال له الذی یکتم ایمانه یا کلیم الله این امرت قال هاهنا فکبح فرسه بلجامه حتی طار الزبد من شدقیه ثم قحمه البحر فارسب فی الماء فاوحی الله الی موسی ان اضرب بعصاک البحر فضرب بعصاه موسی البحر فانفلق فاذا الرجل واقف علی فرسه لم یبتل سرجه و لا لبده

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

فانفلق فکان کل فرق کالطود العظیم یقول کالجبل العظیم فدخلت بنو اسراییل و کان فی البحر اثنا عشر طریقا فی کل طریق سبط و کان الطریق کما اذا انفلقت الجدران فقال کل سبط قد قتل اصحابنا فلما رای ذلک موسی دعا الله فجعلها قناطر کهییه الطیقان فنظر اخرهم الی اولهم حتی خرجوا جمیعا

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

انفلق البحر فکان کل فرق کالطود العظیم اثنا عشر طریقا فی کل طریق سبط و کان بنو اسراییل اثنی عشر سبطا و کانت الطرق بجدران فقال کل سبط قد قتل اصحابنا فلما رای ذلک موسی دعا الله فجعلها لهم بقناطر کهییه الطیقان ینظر بعضهم الی بعض و علی ارض یابسه کان الماء لم یصبها قط حتی عبر

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

لما انفلق البحر لهم صار فیه کوی ینظر بعضهم الی بعض

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

فکان کل فرق کالطود العظیم ای کالجبل علی نشز من الارض

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

قوله فکان کل فرق کالطود العظیم یقول کالجبل

Jami` al-Bayan `an Ta'wil Aay al-Qur'an (Tafsir al-Tabari)

فی قوله کالطود العظیم قال کالجبل العظیم

Tafsir al-Qummi

32,13,5 وَ فِي رِوَايَةِ‌ أَبِي اَلْجَارُودِ عَنْ‌ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ : فِي قَوْلِهِ‌ وَ جٰاوَزْنٰا بِبَنِي إِسْرٰائِيلَ‌ اَلْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ‌ فِرْعَوْنُ‌ وَ جُنُودُهُ بَغْياً وَ عَدْواً إِلَى قَوْلِهِ‌ وَ أَنَا مِنَ‌ اَلْمُسْلِمِينَ‌ فَإِنَّ‌ بَنِي إِسْرَائِيلَ‌ قَالُوا يَا 32مُوسَى اُدْعُ اَللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا مِمَّا نَحْنُ فِيهِ فَرَجاً فَدَعَا فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ سِرْ بِهِمْ‌، قَالَ يَا رَبِّ اَلْبَحْرُ أَمَامَهُمْ‌، قَالَ اِمْضِ فَإِنِّي آمُرُهُ‌ أَنْ يُطِيعَكَ وَ يَنْفَرِجَ لَكَ‌، فَخَرَجَ‌ 32مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ‌ وَ اِتَّبَعَهُمْ‌ فِرْعَوْنُ‌ حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَلْحَقَهُمْ‌، وَ نَظَرُوا إِلَيْهِ وَ قَدْ أَظَلَّهُمْ‌، قَالَ‌ 32مُوسَى لِلْبَحْرِ اِنْفَرِجْ لِي، قَالَ مَا كُنْتُ‌ لِأَفْعَلَ‌، وَ قَالَ‌ بَنُو إِسْرَائِيلَ‌ 32لِمُوسَى غَرَرْتَنَا وَ أَهْلَكْتَنَا، فَلَيْتَكَ تَرَكْتَنَا يَسْتَعْبِدُنَا آلُ‌ فِرْعَوْنَ‌ وَ لَمْ نَخْرُجْ اَلْآنَ نُقْتَلُ قَتْلَةً‌، قٰالَ كَلاّٰ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ‌ وَ اِشْتَدَّ عَلَى 32مُوسَى مَا كَانَ يَصْنَعُ بِهِ عَامَّةُ قَوْمِهِ‌، وَ قَالُوا يَا 32مُوسَى إِنّٰا لَمُدْرَكُونَ‌ ، زَعَمْتَ أَنَّ‌ اَلْبَحْرَ يَنْفَرِجُ لَنَا حَتَّى نَمْضِيَ وَ نَذْهَبَ‌، وَ قَدْ رَهِقَنَا فِرْعَوْنُ‌ وَ قَوْمُهُ‌، وَ هُمْ هَؤُلاَءِ تَرَاهُمْ قَدْ دَنَوْا مِنَّا، فَدَعَا 32مُوسَى رَبَّهُ‌، فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ‌ أَنِ اِضْرِبْ بِعَصٰاكَ اَلْبَحْرَ فَضَرَبَهُ‌ فَانْفَلَقَ‌ اَلْبَحْرُ، فَمَضَى 32مُوسَى وَ أَصْحَابُهُ‌، حَتَّى قَطَعُوا اَلْبَحْرَ وَ أَدْرَكَهُمْ‌ آلُ فِرْعَوْنَ‌ ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى اَلْبَحْرِ، قَالُوا لِفِرْعَوْنَ‌ مَا تَعْجَبُ مِمَّا تَرَى قَالَ أَنَا فَعَلْتُ هَذَا فَمُرُّوا وَ اِمْضُوا فِيهِ‌، فَلَمَّا تَوَسَّطَ فِرْعَوْنُ‌ وَ مَنْ مَعَهُ‌، أَمَرَ اَللَّهُ اَلْبَحْرَ فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ فَغَرَّقَهُمْ أَجْمَعِينَ‌، فَلَمَّا أَدْرَكَ‌ فِرْعَوْنَ‌ اَلْغَرَقُ‌ قٰالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ‌ بَنُوا إِسْرٰائِيلَ‌ وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ . يَقُولُ اَللَّهُ‌ آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ‌ يَقُولُ‌ كُنْتَ مِنَ اَلْعَاصِينَ‌ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ‌ قَالَ إِنَّ قَوْمَ‌ فِرْعَوْنَ‌ ذَهَبُوا أَجْمَعِينَ‌ فِي الْبَحْرِ، فَلَمْ يُرَ مِنْهُمْ أَحَدٌ هَوَوْا فِي اَلْبَحْرِ إِلَّا هَوَى بِجِسْمِهِ إِلَى النَّارِ وَ أَمَّا فِرْعَوْنُ‌ فَنَبَذَهُ اَللَّهُ وَحْدَهُ‌، فَأَلْقَاهُ بِالسَّاحِلِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْهِ وَ لِيَعْرِفُوهُ‌، لِيَكُونَ لِمَنْ خَلْفَهُ آيَةً‌، وَ لِئَلاَّ يَشُكَّ أَحَدٌ فِي هَلاَكِهِ‌، وَ إِنَّهُمْ كَانُوا اِتَّخَذُوهُ رَبّاً، فَأَرَاهُمُ اَللَّهُ إِيَّاهُ جِيفَةً مُلْقَاةً بِالسَّاحِلِ‌ لِيَكُونَ لِمَنْ خَلْفَهُ عِبْرَةً وَ عِظَةً‌، يَقُولُ اَللَّهُ‌ وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ اَلنّٰاسِ عَنْ آيٰاتِنٰا لَغٰافِلُونَ‌ .

Tafsir al-Qummi

32,6 وَ قَوْلُهُ‌ «وَ إِذْ نٰادىٰ رَبُّكَ‌ 32مُوسىٰ‌ أَنِ اِئْتِ اَلْقَوْمَ اَلظّٰالِمِينَ‌» فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ‌ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ‌ عَنْ‌ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ‌ عَنْ‌ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ‌ قَالَ‌: لَمَّا بَعَثَ‌ اَللَّهُ‌ 32مُوسَى إِلَى فِرْعَوْنَ‌ أَتَى بَابَهُ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَضَرَبَ بِعَصَاهُ اَلْبَابَ‌ فَاصْطَكَّتِ اَلْأَبْوَابُ فَفُتِحَتْ ثُمَّ دَخَلَ عَلَى فِرْعَوْنَ‌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ‌ وَ سَأَلَهُ أَنْ يُرْسِلَ مَعَهُ‌ بَنِي إِسْرَائِيلَ‌ فَقَالَ لَهُ‌ فِرْعَوْنُ‌ كَمَا حَكَى اَللَّهُ‌ «أَ لَمْ نُرَبِّكَ فِينٰا وَلِيداً وَ لَبِثْتَ فِينٰا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ `وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ‌» أَيْ قَتَلْتَ اَلرَّجُلَ‌ «وَ أَنْتَ مِنَ اَلْكٰافِرِينَ‌» يَعْنِي كَفَرْتَ نِعْمَتِي قَالَ‌ 32مُوسَى كَمَا حَكَى اَللَّهُ‌ «فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ `فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّٰا خِفْتُكُمْ‌» إِلَى قَوْلِهِ‌ «أَنْ عَبَّدْتَ‌ بَنِي إِسْرٰائِيلَ‌ » فَ‍ «قٰالَ‌ فِرْعَوْنُ‌ وَ مٰا رَبُّ اَلْعٰالَمِينَ‌» وَ إِنَّمَا سَأَلَهُ عَنْ كَيْفِيَّةِ اَللَّهِ فَقَالَ‌ 32مُوسَى «رَبُّ‌ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ‌» فَقَالَ‌ فِرْعَوْنُ‌ مُتَعَجِّباً لِأَصْحَابِهِ‌: «أَ لاٰ تَسْتَمِعُونَ‌» أَسْأَلُهُ عَنِ اَلْكَيْفِيَّةِ فَيُجِيبُنِي عَنِ اَلصِّفَاتِ فَقَالَ‌ 32مُوسَى «رَبُّكُمْ‌ وَ رَبُّ آبٰائِكُمُ اَلْأَوَّلِينَ‌» ثُمَّ قَالَ‌ 32لِمُوسَى : «لَئِنِ اِتَّخَذْتَ إِلٰهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ‌ اَلْمَسْجُونِينَ `قٰالَ‌» 32مُوسَى : «أَ وَ لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْ‌ءٍ مُبِينٍ `قٰالَ‌» فِرْعَوْنُ‌ «فَأْتِ بِهِ إِنْ‌ كُنْتَ مِنَ اَلصّٰادِقِينَ `فَأَلْقىٰ عَصٰاهُ فَإِذٰا هِيَ ثُعْبٰانٌ مُبِينٌ‌» فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنْ جُلَسَاءِ‌ فِرْعَوْنَ‌ إِلاَّ هَرَبَ وَ دَخَلَ‌ فِرْعَوْنَ‌ مِنَ اَلرُّعْبِ مَا لَمْ يَمْلِكْ بِهِ نَفْسَهُ‌، فَقَالَ‌ فِرْعَوْنُ‌ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ وَ بِالرَّضَاعِ إِلاَّ مَا كَفَفْتَهَا عَنِّي فَكَفَّهَا ثُمَّ‌ «نَزَعَ يَدَهُ فَإِذٰا هِيَ بَيْضٰاءُ‌ لِلنّٰاظِرِينَ‌» فَلَمَّا أَخَذَ 32مُوسَى اَلْعَصَا رَجَعَتْ إِلَى فِرْعَوْنَ‌ نَفْسُهُ وَ هَمَّ بِتَصْدِيقِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ‌ هَامَانُ‌ فَقَالَ لَهُ‌: بَيْنَمَا أَنْتَ إِلَهٌ تُعْبَدُ إِذْ صِرْتَ تَابِعاً لِعَبْدٍ ثُمَّ‌ «قٰالَ‌» فِرْعَوْنُ‌ «لِلْمَلَإِ» اَلَّذِينَ‌ «حَوْلَهُ إِنَّ هٰذٰا لَسٰاحِرٌ عَلِيمٌ `يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمٰا ذٰا تَأْمُرُونَ‌» إِلَى قَوْلِهِ‌ «لِمِيقٰاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ‌» وَ كَانَ‌ فِرْعَوْنُ‌ وَ هَامَانُ‌ قَدْ تَعَلَّمَا اَلسِّحْرَ وَ إِنَّمَا غَلَبَا اَلنَّاسَ بِالسِّحْرِ وَ اِدَّعَى فِرْعَوْنُ‌ اَلرُّبُوبِيَّةَ بِالسِّحْرِ فَلَمَّا أَصْبَحَ بَعَثَ فِي اَلْمَدَائِنِ‌ حَاشِرِينَ مَدَائِنِ‌ مِصْرَ كُلِّهَا وَ جَمَعُوا أَلْفَ سَاحِرٍ وَ اِخْتَارُوا مِنَ اَلْأَلْفِ مِائَةً وَ مِنَ اَلْمِائَةِ‌ ثَمَانِينَ‌، فَقَالَ اَلسَّحَرَةُ‌ لِفِرْعَوْنَ‌ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي اَلدُّنْيَا أَسْحَرَ مِنَّا فَإِنْ غَلَبْنَا 32مُوسَى فَمَا يَكُونُ لَنَا عِنْدَكَ قَالَ‌: «إِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ اَلْمُقَرَّبِينَ‌» عِنْدِي أُشَارِكُكُمْ فِي مُلْكِي، قَالُوا: فَإِنْ غَلَبَنَا 32مُوسَى وَ أَبْطَلَ سِحْرَنَا عَلِمْنَا أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ لَيْسَ مِنْ قِبَلِ‌ اَلسِّحْرِ وَ لاَ مِنْ قِبَلِ اَلْحِيلَةِ وَ آمَنَّا بِهِ وَ صَدَّقْنَاهُ فَقَالَ‌ فِرْعَوْنُ‌ إِنْ غَلَبَكُمْ‌ 32مُوسَى صَدَّقْتُهُ‌ أَنَا أَيْضاً مَعَكُمْ‌، وَ لَكِنْ أَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ أَيْ حِيلَتَكُمْ‌، قَالَ وَ كَانَ مَوْعِدُهُمْ يَوْمَ عِيدٍ لَهُمْ فَلَمَّا اِرْتَفَعَ اَلنَّهَارُ مِنْ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ جَمَعَ‌ فِرْعَوْنُ‌ اَلنَّاسَ وَ اَلسَّحَرَةَ وَ كَانَتْ لَهُ قُبَّةٌ‌ طُولُهَا فِي اَلسَّمَاءِ ثَمَانُونَ ذِرَاعاً وَ قَدْ كَانَ كُسِيَتْ بِالْحَدِيدِ وَ اَلْفُولاَذِ اَلْمَصْقُولِ فَكَانَتْ‌ إِذَا وَقَعَتِ اَلشَّمْسُ عَلَيْهَا لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا مِنْ لُمَعِ اَلْحَدِيدِ وَ وَهَجِ اَلشَّمْسِ‌ وَ جَاءَ‌ فِرْعَوْنُ‌ وَ هَامَانُ‌ وَ قَعَدَا عَلَيْهَا يَنْظُرَانِ وَ أَقْبَلَ‌ 32مُوسَى يَنْظُرُ إِلَى اَلسَّمَاءِ‌، فَقَالَتِ‌ اَلسَّحَرَةُ‌ لِفِرْعَوْنَ‌ : إِنَّا نَرَى رَجُلاً يَنْظُرُ إِلَى اَلسَّمَاءِ وَ لَنْ يَبْلُغَ سِحْرُنَا إِلَى اَلسَّمَاءِ‌ وَ ضَمِنَتِ اَلسَّحَرَةُ مَنْ فِي اَلْأَرْضِ فَقَالُوا 32لِمُوسَى «إِمّٰا أَنْ تُلْقِيَ وَ إِمّٰا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ‌ اَلْمُلْقِينَ‌» «قٰالَ لَهُمْ‌ 32مُوسىٰ‌ أَلْقُوا مٰا أَنْتُمْ مُلْقُونَ `فَأَلْقَوْا حِبٰالَهُمْ وَ عِصِيَّهُمْ‌» فَأَقْبَلَتْ‌ تَضْطَرِبُ وَ صَارَتْ مِثْلَ اَلْحَيَّاتِ‌ «قٰالُوا بِعِزَّةِ‌ فِرْعَوْنَ‌ إِنّٰا لَنَحْنُ اَلْغٰالِبُونَ‌» «فَأَوْجَسَ‌ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً‌ 32مُوسىٰ‌ » فَنُودِيَ‌ «لاٰ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ اَلْأَعْلىٰ `وَ أَلْقِ مٰا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ‌ مٰا صَنَعُوا إِنَّمٰا صَنَعُوا كَيْدُ سٰاحِرٍ وَ لاٰ يُفْلِحُ اَلسّٰاحِرُ حَيْثُ أَتىٰ‌» . فَأَلْقَى 32مُوسَى اَلْعَصَا فَذَابَتْ فِي اَلْأَرْضِ مِثْلَ اَلرَّصَاصِ ثُمَّ طَلَعَ رَأْسُهَا وَ فَتَحَتْ‌ فَاهَا وَ وَضَعَتْ شِدْقَهَا اَلْعُلْيَا عَلَى رَأْسِ قُبَّةِ‌ فِرْعَوْنَ‌ ثُمَّ دَارَتْ وَ أَرْخَتْ شَفَتَهَا اَلسُّفْلَى وَ اِلْتَقَمَتْ عِصِيَّ اَلسَّحَرَةِ وَ حِبَالَهَا وَ غَلَبَ كُلَّهُمْ وَ اِنْهَزَمَ اَلنَّاسُ حِينَ رَأَوْهَا وَ عِظَمَهَا وَ هَوْلَهَا مِمَّا لَمْ تَرَ اَلْعَيْنُ وَ لاَ وَصَفَ اَلْوَاصِفُونَ مِثْلَهُ فَقُتِلَ فِي اَلْهَزِيمَةِ مِنْ وَطْيِ اَلنَّاسِ‌ عَشَرَةُ آلاَفِ رَجُلٍ وَ اِمْرَأَةٍ وَ صَبِيٍّ وَ دَارَتْ عَلَى قُبَّةِ‌ فِرْعَوْنَ‌ قَالَ فَأَحْدَثَ‌ فِرْعَوْنُ‌ وَ هَامَانُ‌ فِي ثِيَابِهِمَا وَ شَابَ رَأْسُهُمَا وَ غُشِيَ عَلَيْهِمَا مِنَ اَلْفَزَعِ وَ مَرَّ 32مُوسَى فِي اَلْهَزِيمَةِ‌ مَعَ اَلنَّاسِ‌، فَنَادَاهُ اَللَّهُ‌ «خُذْهٰا وَ لاٰ تَخَفْ سَنُعِيدُهٰا سِيرَتَهَا اَلْأُولىٰ‌» فَرَجَعَ‌ 32مُوسَى وَ لَفَّ عَلَى يَدِهِ عَبَاءً كَانَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي فَمِهَا فَإِذَا هِيَ عَصَا كَمَا كَانَتْ وَ كَانَ‌ كَمَا قَالَ اَللَّهُ‌ «فَأُلْقِيَ اَلسَّحَرَةُ سٰاجِدِينَ‌» لَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ‌ «قٰالُوا آمَنّٰا بِرَبِّ اَلْعٰالَمِينَ‌ `رَبِّ‌ 32مُوسىٰ‌ وَ 33هٰارُونَ‌ » فَغَضِبَ‌ فِرْعَوْنُ‌ عِنْدَ ذَلِكَ غَضَباً شَدِيداً وَ «قٰالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ‌ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ‌» يَعْنِي 32مُوسَى «اَلَّذِي عَلَّمَكُمُ اَلسِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ‌ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلاٰفٍ وَ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ‌» فَقَالُوا لَهُ كَمَا حَكَى اَللَّهُ‌ «لاٰ ضَيْرَ إِنّٰا إِلىٰ رَبِّنٰا مُنْقَلِبُونَ `إِنّٰا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنٰا رَبُّنٰا خَطٰايٰانٰا أَنْ كُنّٰا أَوَّلَ‌ اَلْمُؤْمِنِينَ‌» فَحَبَسَ‌ فِرْعَوْنُ‌ مَنْ آمَنَ‌ 32بِمُوسَى حَتَّى أَنْزَلَ اَللَّهُ‌ «عَلَيْهِمُ اَلطُّوفٰانَ وَ اَلْجَرٰادَ وَ اَلْقُمَّلَ وَ اَلضَّفٰادِعَ وَ اَلدَّمَ‌» فَأَطْلَقَ‌ فِرْعَوْنُ‌ عَنْهُمْ فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَى 32مُوسَى «أَنْ أَسْرِ بِعِبٰادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ‌» فَخَرَجَ‌ 32مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ‌ لِيَقْطَعَ بِهِمُ اَلْبَحْرَ. وَ جَمَعَ‌ فِرْعَوْنُ‌ أَصْحَابَهُ وَ بَعَثَ فِي اَلْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ وَ حَشَرَ اَلنَّاسَ وَ قَدَّمَ‌ مُقَدِّمَتَهُ فِي سِتِّمِائَةِ أَلْفٍ وَ رَكِبَ هُوَ فِي أَلْفِ أَلْفٍ وَ خَرَجَ كَمَا حَكَى اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌ «فَأَخْرَجْنٰاهُمْ مِنْ جَنّٰاتٍ وَ عُيُونٍ `وَ كُنُوزٍ وَ مَقٰامٍ كَرِيمٍ `كَذٰلِكَ وَ أَوْرَثْنٰاهٰا بَنِي إِسْرٰائِيلَ‌ `فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ‌» فَلَمَّا قَرُبَ‌ 32مُوسَى اَلْبَحْرَ وَ قَرُبَ‌ فِرْعَوْنُ‌ مِنْ‌ 32مُوسَى «قٰالَ أَصْحٰابُ‌ 32مُوسىٰ‌ إِنّٰا لَمُدْرَكُونَ `قٰالَ‌» 32مُوسَى «كَلاّٰ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ‌» أَيْ سَيُنْجِينِي. فَدَنَا 32مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنَ اَلْبَحْرِ فَقَالَ لَهُ اِنْفَلِقْ‌، فَقَالَ اَلْبَحْرُ لَهُ‌: اِسْتَكْبَرْتَ‌ يَا 32مُوسَى أَنْ تَقُولَ لِي أَنْفَلِقُ لَكَ وَ لَمْ أَعْصِ اَللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَ قَدْ كَانَ فِيكُمُ اَلْمَعَاصِي، فَقَالَ لَهُ‌ 32مُوسَى فَاحْذَرْ أَنْ تَعْصِيَ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ‌ 18آدَمَ‌ أُخْرِجَ مِنَ‌ اَلْجَنَّةِ‌ بِمَعْصِيَتِهِ وَ إِنَّمَا 1إِبْلِيسُ‌ لُعِنَ بِمَعْصِيَتِهِ فَقَالَ اَلْبَحْرُ رَبِّي عَظِيمٌ مُطَاعٌ أَمْرُهُ وَ لاَ يَنْبَغِي لِشَيْ‌ءٍ أَنْ يَعْصِيَهُ‌ فَقَامَ‌ 34يُوشَعُ بْنُ نُونٍ‌ فَقَالَ‌ 32لِمُوسَى : يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ فَقَالَ‌: بِعُبُورِ اَلْبَحْرِ، فَاقْتَحَمَ‌ 34يُوشَعُ‌ فَرَسَهُ فِي اَلْمَاءِ وَ أَوْحَى اَللَّهُ إِلَى 32مُوسَى «أَنِ اِضْرِبْ بِعَصٰاكَ اَلْبَحْرَ» فَضَرَبَهُ‌ «فَانْفَلَقَ فَكٰانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ اَلْعَظِيمِ‌» أَيْ كَالْجَبَلِ اَلْعَظِيمِ فَضَرَبَ‌ لَهُ فِي اَلْبَحْرِ اِثْنَيْ عَشَرَ طَرِيقاً فَأَخَذَ كُلُّ سِبْطٍ مِنْهُمْ فِي طَرِيقٍ فَكَانَ اَلْمَاءُ قَدِ اِرْتَفَعَ‌ وَ بَقِيَتِ اَلْأَرْضُ يَابِسَةً طَلَعَتْ فِيهِ اَلشَّمْسُ فَيَبِسَتْ كَمَا حَكَى اَللَّهُ‌ «فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي اَلْبَحْرِ يَبَساً لاٰ تَخٰافُ دَرَكاً وَ لاٰ تَخْشىٰ‌» وَ دَخَلَ‌ 32مُوسَى اَلْبَحْرَ وَ كَانَ أَصْحَابُهُ اِثْنَيْ‌ عَشَرَ سِبْطاً فَضَرَبَ اَللَّهُ لَهُمْ فِي اَلْبَحْرِ اِثْنَيْ عَشَرَ طَرِيقاً فَأَخَذَ كُلُّ سِبْطٍ فِي طَرِيقٍ‌ وَ كَانَ اَلْمَاءُ قَدِ اِرْتَفَعَ عَلَى رُءُوسِهِمْ مِثْلَ اَلْجِبَالِ فَجَزِعَتِ اَلْفِرْقَةُ اَلَّتِي كَانَتْ مَعَ‌ 32مُوسَى فِي طَرِيقِهِ فَقَالُوا يَا 32مُوسَى أَيْنَ إِخْوَانُنَا فَقَالَ لَهُمْ‌ 32مُوسَى مَعَكُمْ فِي اَلْبَحْرِ، فَلَمْ‌ يُصَدِّقُوهُ فَأَمَرَ اَللَّهُ اَلْبَحْرَ فَصَارَتْ طَاقَاتٍ حَتَّى كَانَ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَ يَتَحَدَّثُونَ‌ وَ أَقْبَلَ‌ فِرْعَوْنُ‌ وَ جُنُودُهُ فَلَمَّا اِنْتَهَى إِلَى اَلْبَحْرِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ أَ لاَ تَعْلَمُونَ‌ أَنِّي رَبُّكُمُ اَلْأَعْلَى قَدْ فُرِّجَ لِيَ اَلْبَحْرُ فَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ اَلْبَحْرَ وَ اِمْتَنَعَتِ اَلْخَيْلُ‌ مِنْهُ لِهَوْلِ اَلْمَاءِ فَتَقَدَّمَ‌ فِرْعَوْنُ‌ حَتَّى جَاءَ إِلَى سَاحِلِ اَلْبَحْرِ فَقَالَ لَهُ مُنَجِّمُهُ لاَ تَدْخُلِ‌ اَلْبَحْرَ وَ عَارَضَهُ فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ وَ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ حِصَانٍ فَامْتَنَعَ اَلْحِصَانُ أَنْ يَدْخُلَ اَلْمَاءَ‌ فَعَطَفَ عَلَيْهِ‌ جَبْرَئِيلُ‌ وَ هُوَ عَلَى مَادِيَانَةٍ فَتَقَدَّمَهُ وَ دَخَلَ فَنَظَرَ اَلْفَرَسُ إِلَى اَلرَّمَكَةِ فَطَلَبَهَا وَ دَخَلَ اَلْبَحْرَ وَ اِقْتَحَمَ أَصْحَابُهُ خَلْفَهُ فَلَمَّا دَخَلُوا كُلُّهُمْ حَتَّى كَانَ آخِرُ مَنْ دَخَلَ مِنْ‌ أَصْحَابِهِ وَ آخِرُ مَنْ خَرَجَ مِنْ أَصْحَابِ‌ 32مُوسَى أَمَرَ اَللَّهُ اَلرِّيَاحَ فَضَرَبَتِ اَلْبَحْرَ بَعْضَهُ‌ بِبَعْضٍ فَأَقْبَلَ اَلْمَاءُ يَقَعُ عَلَيْهِمْ مِثْلَ اَلْجِبَالِ فَقَالَ‌ فِرْعَوْنُ‌ عِنْدَ ذَلِكَ‌ «آمَنْتُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ‌ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ‌ بَنُوا إِسْرٰائِيلَ‌ وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌» فَأَخَذَ جَبْرَئِيلُ‌ كَفّاً مِنْ حَمْأَةٍ‌ فَدَسَّهَا فِي فِيهِ ثُمَّ قَالَ‌ «آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ‌» .

Tafsir al-Safi

32,13,5 و القمّيّ‌ عن الباقر عليه السلام : في هذه الآية أنّ بني إسرائيل قالوا يا 32موسى ادع اللّٰه أن يجعل لنا ممّا نحن فيه فرجاً فدعا فأوحى اللّٰه إليه أن سر بهم قال يا ربّ‌ البحر أمامهم قال امض فانّي آمره أن يطيعَك فينفرج لك فخرج 32موسى ببني إسرائيل و اتبعهم فرعون حتّى إذا كاد أن يلحقهم و نظر إليه قد أظلّهم قال 32موسى للبحر انفرج لي قال ما كنت لأفعل و قالت بنو إسرائيل 32لموسٰى غررتنا و أهلكتنا فليتك تركتنا يستعبدنا آل فرعون و لم نخرج الآن نقتل قتلة قٰالَ كَلاّٰ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ‌ و اشتد علىٰ 32موسٰى ما كان يصنع به عامّة قومه و قالوا يا 32موسٰى إِنّٰا لَمُدْرَكُونَ‌ زعمت أنّ البحر ينفرج لنا حتّى نمضي و نذهب و قد رهقنا فرعون و قومه و هم هٰؤلاء تراهم قد دنوا منّا فدعا 32موسٰى ربّه فأوحى اللّٰه إليه أَنِ اِضْرِبْ بِعَصٰاكَ اَلْبَحْرَ فضربه فانفلق البحر فمضٰى 32موسٰى و أصحابه حتى قطعوا البحر و أدركهم آل فرعون فلمّا نظروا إلى البحر قالوا لفرعون أما تعجب ممّا ترىٰ قال أنا فعلت هذا فمرّوا و أمضوا فيه فلمّا توسّط فرعون و من معه أمر اللّٰه البحر فأطبق عليهم فغرقهم أجمعين فلمّا أدرك فرعون الغرق قٰالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرٰائِيلَ‌ وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ يقول اللّٰه عزّ و جلّ‌ آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ‌ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ‌ يقول كنت من العاصين فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ‌ قال إنّ قوم فرعون ذهبوا أجمعين في البحر فلم يُرَ منهم أحد هَوَوْا في البحر إلى النار و أمّا فرعون فنبذه اللّٰه عزّ و جلّ فألقاه بالساحِل لينظروا إليه و ليعرفوه لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ‌ آية و لئلاّ يشك في هلاكه احد انهم كانوا اتخذوه رباً فأراهم اللّٰه عزّ و جلّ جيفةً ملقاةً بالساحل ليكون لمن خلفه عبرةً و عظة يقول اللّٰه وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ اَلنّٰاسِ عَنْ آيٰاتِنٰا لَغٰافِلُونَ‌ .

Tafsir al-Safi

16 القمّيّ في الحديث السابق: فلمّا قرب موسى (عليه السلام) من البحر و قرب فرعون من موسى قٰالَ أَصْحٰابُ مُوسىٰ إِنّٰا لَمُدْرَكُونَ `قٰالَ‌ مُوسى كَلاّٰ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ‌ أي سينجين فدنا موسى من البحر فقال له انفرق فقال البحر استكبرت يا موسى ان انفرق لك و لم اعصن اللّٰه عزّ و جلّ طرفة عين و قد كان فيكم العاصي فقال له موسى فاحذر ان تعصي و قد علمت انَّ آدم اخرج من الجنّة بمعصيته و انّما لعن إبليس بمعصيته فقال البحر ربّي عظيم مطاع أمره و لا ينبغي لشيء ان يعصيه فقام يوشع بن نون فقال لموسى يا نبيّ اللّٰه ما أمرك ربّك قال بعبور البحر فاقحم يوشع فرسه في الماء فأوحى اللّٰه عزّ و جلّ‌ إِلىٰ مُوسىٰ أَنِ اِضْرِبْ بِعَصٰاكَ اَلْبَحْرَ فضربه فَانْفَلَقَ فَكٰانَ كُلُّ فِرْقٍ‌ كَالطَّوْدِ اَلْعَظِيمِ‌ أي كالجبل العظيم فضرب له في البحر اثني عشر طريقاً فأخذ كلّ‌ سبط منهم في طريق فكان الماء قد ارتفع و بقيت الأرض يابسة طلعت الشمس فيبست كما حكى اللّٰه عزّ و جلّ‌ فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي اَلْبَحْرِ يَبَساً لاٰ تَخٰافُ دَرَكاً وَ لاٰ تَخْشىٰ‌ و دخل موسى (عليه السلام) و أصحابه البحر و كان أصحابه اثني عشر سبطاً فضرب اللّٰه عزّ و جلّ‌ لهم في البحر اثني عشر طريقاً فأخذ كلّ سبط في طريق و كان الماء قد ارتفع على رؤوسهم مثل الجبال فجزعت الفرقة التي كانت مع موسى في طريقه فقالوا يا موسى اين إخواننا فقال لهم معكم في البحر فلم يصدّقوه فأمر اللّٰه عزّ و جلّ البحر فصار طاقات حتّى كان ينظر بعضهم إلى بعض و يتحدّثون و اقبل فرعون و جنوده فلمّا انتهى الى البحر قال لأصحابه ألا تعلمون أنّي ربّكم الأعلى قد فُرِجَ لي البحر فلم يجسر احد ان يدخل البحر و امتنعت الخيل منه لهول الماء فتقدم فرعون حتّى جاء الى ساحل البحر فقال له منجّمه لا تدخل البحر و عارضه فلم يقبل منه و اقبل على فرس حصان فامتنع الحصان ان يدخل الماء فعطف عليه جبرائيل و هو على ماذيانة فتقدّمه فدخل فنزل الفرس الى الرّمكّة فطلبها و دخل البحر و اقتحم أصحابه خلفه فلمّا دخلوا كلّهم حتّى كان آخر من دخل من أصحابه و آخر من خرج أصحاب موسى امر اللّٰه عزّ و جلّ الرّياح فضربت البحر بعضه ببعض فأقبل الماء يقع عليهم مثل الجبال فقال فرعون عند ذلك آمَنْتُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرٰائِيلَ وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ فأخذ جبرئيل كفّاً من حماة فدسّها في فيه ثمّ قال آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ‌ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ‌ اَلْمُفْسِدِينَ‌ .

Tafsir Kanz al-Daqa'iq wa Bahr al-Ghara'ib

32,5 و في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السّلام : أنّ بني إسرائيل قالوا: يا 32موسى ، ادع اللّٰه تعالى أن يجعل لنا ممّا نحن فيه فرجا. [فدعا] فأوحى اللّٰه إليه: أن سر بهم. قال: يا رب، البحر أمامهم. قال: امض فإني آمره أن يطيعك و ينفرج لك. فخرج 32موسى ببني إسرائيل ، و أتبعهم فرعون . حتّى إذا كاد أن يلحقهم و نظروا إليه قد أظلّهم، قال 32موسى للبحر: انفرج لي. قال: ما كنت لأفعل. و قال بنو إسرائيل 32لموسى : غررتنا و أهلكتنا، فليتك تركتنا يستعبدنا آل فرعون و لم نخرج الآن نقتل قتلة. قٰالَ كَلاّٰ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ‌ و اشتدّ على 32موسى ما كان يصنع به عامّة قومه و قالوا يا 32موسى إِنّٰا لَمُدْرَكُونَ‌ زعمت أنّ البحر ينفرج لنا حتّى نمضي و نذهب، و قد رهقنا فرعون و قومه و هم هؤلاء تراهم قد دنوا منّا. فدعا 32موسى ربّه، فأوحى اللّٰه إليه: أن اضرب بعصاك البحر. فضربه، فانفلق البحر. فمضى 32موسى و أصحابه حتّى قطعوا البحر. و أدركهم آل فرعون . فلمّا نظروا إلى البحر قالوا لفرعون . ما تعجب ممّا ترى‌؟ قال: أنا فعلت هذا. فمرّوا و امضوا فيه. فلمّا توسّط فرعون و من معه، أمر اللّٰه البحر فأطبق فغرّقهم أجمعين. فلمّا أدرك فرعون الغرق قٰالَ آمَنْتُ أَنَّهُ‌ إلى قوله وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌ . يقول اللّٰه عزّ و جلّ‌ آلْآنَ‌ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ‌ يقول: كنت من العاصين فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ‌ بِبَدَنِكَ‌ . قال: إنّ قوم فرعون ذهبوا أجمعين في البحر فلم ير منهم أحد، هووا في البحر إلى النّار . فأمّا فرعون فنبذه اللّٰه عزّ و جلّ وحده فألقاه بالسّاحل، لينظروا إليه و ليعرفوه ليكون لمن خلفه آية، و لئلاّ يشكّ أحد في هلاكه. إنّهم كانوا اتّخذوه ربّا، فأراهم اللّٰه عزّ و جلّ إيّاه جيفة ملقاة في السّاحل ليكون لمن خلفه عبرة و عظة. يقول اللّٰه: وَ إِنَّ‌ كَثِيراً مِنَ اَلنّٰاسِ عَنْ آيٰاتِنٰا لَغٰافِلُونَ‌ .

Tafsir Kanz al-Daqa'iq wa Bahr al-Ghara'ib

16 و في تفسير عليّ بن إبراهيم : فلمّا قرب موسى عليه السّلام من البحر، و قرب فرعون من موسى، قٰالَ أَصْحٰابُ مُوسىٰ إِنّٰا لَمُدْرَكُونَ `قٰالَ‌ موسى: كَلاّٰ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ‌ ، أي: سينجّيني. فدنا موسى عليه السّلام من البحر، فقال له: انفرق : فقال البحر له: استكبرت يا موسى أن تقول لي أن أنفرق لك، و لم أعص اللّه عزّ و جلّ طرفة عين، و قد كان فيكم العاصي! فقال له موسى عليه السّلام: فاحذر أن تعصي! و قد علمت أنّ‌ آدم عليه السّلام أخرج من الجنّة بمعصيته، [و إنّما لعن إبليس بمعصيته] . فقال البحر: ربّي عظيم، مطاع أمره. و لا ينبغي لشيء أن يعصيه. فقام يوشع بن نون، فقال لموسى عليه السّلام: يا نبيّ اللّه ، ما أمرك ربّك‌؟ قال: بعبور البحر. فأقحم يوشع فرسه في الماء. و أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى موسى عليه السّلام أَنِ اِضْرِبْ بِعَصٰاكَ اَلْبَحْرَ ، فضربه فَانْفَلَقَ‌. فَكٰانَ كُلُّ فِرْقٍ‌ كَالطَّوْدِ اَلْعَظِيمِ‌ ، أي: كالجبل العظيم. فضرب له في البحر اثني عشر طريقا. فأخذ كلّ سبط منهم في طريق. فكان الماء قد ارتفع، و بقيت الأرض يابسة طلعت فيها الشّمس، فيبست كما حكى اللّه عزّ و جلّ‌: [فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي اَلْبَحْرِ يَبَساً لاٰ تَخٰافُ دَرَكاً وَ لاٰ تَخْشىٰ‌ . و دخل موسى عليه السّلام و أصحابه البحر. و كان أصحابه] اثني عشر سبطا. فضرب اللّه عزّ و جلّ لهم في البحر اثني عشر طريقا. فأخذ كلّ سبط في طريق، و كان الماء قد ارتفع على رؤوسهم مثل الجبال. فجزعت الفرقة الّتي كانت مع موسى عليه السّلام في طريقه. فقالوا: يا موسى، أين إخواننا؟ فقال لهم: معكم في البحر. فلم يصدّقوه. فأمر اللّه عزّ و جلّ البحر، فصار طاقات، حتّى كان ينظر بعضهم إلى بعض و يتحدّثون. و أقبل فرعون و جنوده. فلمّا انتهى إلى البحر، قال لأصحابه: ألا تعلمون أنّي ربّكم الأعلى‌؟ قد فرج لي البحر. فلم يجسر أحد أن يدخل البحر، و امتنعت الخيل منه لهول الماء. فتقدّم فرعون، حتّى جاء إلى ساحل البحر. فقال له منّجمه: لا تدخل البحر. و عارضه. فلم يقبل منه و أقبل على فرس حصان. فامتنع الحصان أن يدخل الماء. فعطف عليه جبرئيل عليه السّلام و هو على ماديانة، فتقدمه و دخل. فنظر الفرس إلى الرّمكة ، فطلبها و دخل البحر، و اقتحم أصحابه خلفه. فلمّا دخلوا كلّهم، حتّى كان آخر من دخل من أصحابه و آخر من خرج من أصحاب موسى، أمر اللّه عزّ و جلّ الرّياح، فضربت البحر بعضه ببعض. فأقبل الماء يقع عليهم مثل الجبال.

Tafsir Noor al-Thaqalayn

32,5 122 فِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ‌ وَ فِي رِوَايَةٍ أَبِي اَلْجَارُودِ عَنْ‌ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ : فِي قَوْلِهِ‌: «وَ جٰاوَزْنٰا بِبَنِي إِسْرٰائِيلَ‌ اَلْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ‌ وَ جُنُودُهُ بَغْياً وَ عَدْواً إِلَى قَوْلِهِ‌: «وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌» فَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ‌ قَالُوا: يَا 32مُوسَى اُدْعُ اَللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ لَنَا مِمَّا نَحْنُ فِيهِ فَرَجاً فَدَعَى فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ‌: أَنْ سِرْ بِهِمْ قَالَ‌: يَا رَبِّ اَلْبَحْرُ أَمَامَهُمْ؟ قَالَ‌: اِمْضِ‌ فَإِنِّي آمُرُهُ أَنْ يُطِيعَكَ فَيَنْفَرِجَ لَكَ فَخَرَجَ 32مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ‌ وَ اِتَّبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ‌ حَتَّى إِذَا كَانَ أَنْ يَلْحَقَهُمْ وَ نَظَرُوا إِلَيْهِ قَدْ أَظَلَّهُمْ‌، قَالَ 32مُوسَى لِلْبَحْرِ: اِنْفَرِجْ لِي قَالَ‌: مَا كُنْتُ‌ لِأَفْعَلَ‌، وَ قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ‌ 32لِمُوسَى : غَرَرْتَنَا وَ أَهْلَكْتَنَا فَلَيْتَكَ تَرَكْتَنَا يَسْتَعْبِدُنَا آلُ‌ فِرْعَوْنَ‌ وَ لَمْ نَخْرُجِ اَلْآنَ نُقْتَلْ قَتْلَةً؟ «قٰالَ كَلاّٰ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ‌» وَ اِشْتَدَّ عَلَى 32مُوسَى مَا كَانَ يَصْنَعُ بِهِ عَامَّةُ قَوْمِهِ‌، «وَ قَالُوا يَا 32مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ‌» زَعَمْتَ أَنَّ اَلْبَحْرَ يَنْفَرِجُ‌ لَنَا حَتَّى نَمْضِيَ وَ نَذْهَبَ وَ قَدْ رَهِقَنَا فِرْعَوْنُ‌ وَ قَوْمُهُ وَ هُمْ هَؤُلاَءِ تَرَيهُمْ قَدْ دَنَوْا مِنَّا، فَدَعَا 32مُوسَى رَبَّهُ فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ‌: أَنِ اِضْرِبْ بِعَصٰاكَ اَلْبَحْرَ فَضَرَبَهُ فَانْفَلَقَ اَلْبَحْرُ، فَمَضَى 32مُوسَى وَ أَصْحَابُهُ حَتَّى قَطَعُوا اَلْبَحْرَ وَ أَدْرَكَهُمْ آلُ فِرْعَوْنَ‌ فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَى اَلْبَحْرِ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ‌ : مَا تَعْجَبُ مِمَّا تَرَى‌؟ قَالَ أَنَا فَعَلْتُ هَذَا فَمُرُّوا وَ اِمْضُوا فِيهِ‌، فَلَمَّا تَوَسَّطَ فِرْعَوْنُ‌ وَ مَنْ مَعَهُ أَمَرَ اَللَّهُ‌ اَلْبَحْرَ فَأَطْبَقَ عَلَيْهِمْ فَغَرَّقَهُمْ أَجْمَعِينَ‌، فَلَمَّا أَدْرَكَ فِرْعَوْنَ‌ اَلْغَرَقُ‌ «قٰالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرٰائِيلَ‌ وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ‌» يَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ‌: «آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ‌ مِنَ اَلْمُفْسِدِينَ‌» يَقُولُ‌: كُنْتَ مِنَ اَلْعَاصِينَ‌ «فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ‌» قَالَ‌: إِنَّ قَوْمَ فِرْعَوْنَ‌ ذَهَبُوا أَجْمَعِينَ فِي اَلْبَحْرِ فَلَمْ يُرَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي اَلْبَحْرِ هَوَوْا إِلَى اَلنَّارِ فَأَمَّا فِرْعَوْنُ‌ فَنَبَذَهُ‌ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَحْدَهُ فَأَلْقَاهُ بِالسَّاحِلِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْهِ وَ لِيَعْرِفُوهُ لِيَكُونَ لِمَنْ خَلْفَهُ آيَةً‌ وَ لِئَلاَّ يَشُكَّ أَحَدٌ فِي هَلاَكِهِ‌، أَنَّهُمْ كَانُوا اِتَّخَذُوهُ رَبّاً فَأَرَاهُمُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِيَّاهُ جِيفَةً مُلْقَاةً‌ بِالسَّاحِلِ لِيَكُونَ لِمَنْ خَلْفَهُ عِبْرَةً وَ عِظَةً‌، يَقُولُ اَللَّهُ‌ «وَ إِنَّ كَثِيراً مِنَ اَلنّٰاسِ عَنْ آيٰاتِنٰا لَغٰافِلُونَ‌» .

Tafsir Noor al-Thaqalayn

16 31 في تفسير عليّ بن إبراهيم: فلما قرب موسى عليه السلام من البحر و قرب فرعون من موسى «قٰالَ أَصْحٰابُ مُوسىٰ إِنّٰا لَمُدْرَكُونَ‌» قال موسى كَلاّٰ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ‌ اى سينجين فدنا موسى عليه السلام من البحر فقال له ان افرق فقال البحر له: استكبرت يا موسى ان تقول لي ان انفرق لك و لم أعص اللّه عزّ و جلّ طرفة عين، و قد كان فيكم العاصي، فقال له موسى عليه السلام: فاحذر أن تعصى و قد علمت ان آدم عليه السلام اخرج من الجنة بمعصية و انما لعن إبليس بمعصيته، فقال البحر: ربي عظيم مطاع أمره و لا ينبغي لشيء ان يعصيه، فقام يوشع بن نون فقال لموسى عليهما السلام: يا نبي اللّه ما امر ربك قال: بعبور البحر فأقحم يوشع فرسه في الماء و أوحى اللّه عزّ و جلّ‌ إِلىٰ مُوسىٰ أَنِ اِضْرِبْ بِعَصٰاكَ‌ الحجر فضربه فَانْفَلَقَ فَكٰانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ اَلْعَظِيمِ‌ اي كالجبل العظيم، فضرب له في البحر اثنى عشر طريقا فأخذ كل سبط في طريق، و كان الماء قد ارتفع على رءوسهم مثل الجبال، فجزعت الفرقة التي كانت مع موسى عليه السلام في طريقه، فقالوا يا موسى أين إخواننا؟ فقال لهم: معكم في البحر فلم يصدقوه، فأمر اللّه عزّ و جلّ البحر فصار طاقات حتّى كان ينظر بعضهم إلى بعض و يتحدثون، و أقبل فرعون و جنوده فلما انتهى إلى البحر قال لأصحابه: الا تعلمون انى ربكم الأعلى قد فرج لي البحر فلم يجسر أحد أن يدخل البحر و امتنعت الخيل منه لهول الماء، فتقدم فرعون حتّى جاء إلى ساحل البحر فقال له منجمه: لا تدخل البحر و عارضه فلم يقبل منه، و أقبل على فرس حصان فامتنع الحصان أن يدخل فعطف عليه جبرئيل عليه السلام و هو على ماديانة، فتقدمه و دخل فنظر الفرس إلى الرمكّة فطلبها و دخل البحر و اقتحم أصحابه خلفه، فلما دخلوا كلهم حتّى كان آخر من دخل من أصحابه و آخر من خرج من أصحاب موسى عليه السلام، أمر اللّه عزّ و جلّ الرياح فضربت البحر بعضه ببعض فأقبل الماء يقع عليهم مثل الجبال.